تأسيس الكنيسة الأولى في مصر – الأستاذ أشرف صالح

كارت التعريف بالمقال


التاريخ القبطي عبر العصور سلسلة مُقدمات تمهيدية عن تاريخ المسيحية في مصر.

تأسيس الكنيسة الأولى في مصر

لقد أجمعت المؤلفات، ومدونات المؤرخين عبر العصور بما لايدع مجالاً للشك، بأن "مرقس الرسول" هو أول من أسس الكنيسة المسيحية في مصر، بدخوله إياها مُكرزاً برسالة الخلاص الذي بربنا يسوع المسيح، في حوالي سنة 61 م.

وكان مارمرقس الرسول قد رافق أكثر من رسول من الرُسُل المبشرين بالمسيحية، والكارزين بكلمة إلهنا القدوس في أكثر من رحلة كرازية، لعل من بينهم - القديس بطرس الرسول - الذي ورد عنه أنه كان يركز في بابليون بمصر، وكان برفقته القديس مرقس الرسول، كما أنه رافق القديس بولس الرسول في عدد من الرحلات التبشيرية في أكثر من رحلة كرازية.

وقد بدأ الحِراك الرسولي صوب الكرازة، والتبشير برسالة الخلاص ـ بعد حلول الروح القدس على التلاميذ الأطهار المكرمين في عُليٌُة صهيون، والتي كانت في الأصل بيت مرقس الرسول في أورشليم، حيث نال جميع من كانوا مُجتمعون في العليٌة وقتها، مواهب الروح القدس، فأصبحت لديهم القدرة على التحدث بألسنة، وأيضاً القدرة على صنع المُعجزات والعجائب، وكذلك القُدرة على الإقناع بقوة الروح، وإرشادها.

حلول الروح القدس على المُجتمعين في عُليٌة صهيون

حلول الروح القدس على المُجتمعين في عُليٌة صهيون

[بيت مرقس الرسول]

وقد إنطلقت الكرازة الرسولية من العليٌة إلى أورشليم أولاً، حيث قام "بطرس الرسول"، بإلقاء عظته الشهيرة، والتي آمن على إثرها أكثر من ثلاثة آلاف نفس في يوم واحد، ثم تأسست كنيسة أورشليم ـ والتي كانت باكورة الكنائس المسيحية في التاريخ المسيحي على الإطلاق، ثم إنطلقت بعد ذلك الرحلات التبشيرية لتلقي صداها في عديد من البلاد المُتاخمة لأورشليم، فتأسست كنيسة السامرة، ثم كنيسة قيصرية.

ثم بعد ذلك، إنضم "بولس" - والذي كان في الأصل "شاول" - مُضطهد الكنيسة، والذي كان يعمل لصالح السلطات الرومانية من أجل مقاومة إنتشار الكرازة، فصنع الرب معه معجزة ـ آمن على إثرها، وأصبح من أعظم المبُشرين في تاريخ المسيحية، وتأسست على يديه كنائس كثيرة في بقاع متفرقة من آسيا، وأوروبا.

كما آمن على يدية المئات من الألوف - ما بين وثنيين ويهود.

وبعد أن رافق القديس مرقس الرسول، القديس بولس في عدد من رحلاته الكرازية، قصد الذهاب إلى مصر في نحو العام 61 م، وكانت رحلته شاقة جداً، ولكن الرب كان يسانده، ويُسدد من خُطواته، فنجحت كرازته، وأتت بثمارها، فتأسست كنيسة الأسكندرية في عام 64م، والتي كانت في الأساس بيت حنانيا الإسكافي ـ الذي صنع معه مرقس الرسولمعجزة شفاء لأصبعة الذي دخل فيه المخراز، وظل ينزف بشدة، أثناء إصلاحه لحزاء مرقس الرسول، فقام مرقس الرسول وأخذ حفنه من التراب وتفل فيها من فمه، فأصبحت مثل العجينة، وقال لحنانيا، ضعها على أصبعك فتُشفي في الحال، ففعل حنانيا ما طُلب منه، فشفي أصبعه، وتوقف النزيف في الحال، فكان إيمانه بالمسيحية، وكان باكورة المؤمنين في الأسكندرية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحَد، بل كرس حنانيا بيته، فأصبح كنيسة، وإحتضنت تحت لواءها المئات من أوائل المؤمنين في الأسكندرية، وأسس مرقس الرسول تقاليد الصلاة، وطقوسها، وغدت كنيسة الأسكندرية، كنيسة قوية، عظيمة، تُنافس من حيث الأهمية، كنيسة أورشليم، وكنيسة إنطاكية.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح