46 – البابا خائيل الاول – Khail I – الأستاذ أشرف صالح


[بطاركة القرن الثامن الميلادي].

Khail I - البابا خــائيل الأول - 46

742 م - 743 م

مقدمة

كانت بداية حياة البابا "خائيل الأول" - الرهبانية، بالتوحد في دير القديس الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت "برية وادي النطرون الآن".

وقد تمت رسامته في 17 توت سنة 460 ش - والموافق 14 سبتمبر سنة 473 م.

وقد سمي نفسه "خـــائيل" - أي الأخير - ورفض أن يُسمي "ميخائيل" - بإسم رئيس الملائكة إتضاعاً منه.

أقام علي الكرسي البطريركي ثلاثة وعشرون وستة شهور، وقد سمي نفسه "خائيل" - أي الأخير - ورفض أن يُسمي "ميخائيل" - بإسم رئيس الملائكة، على سبيل الإتضاع.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

جاء جلوس البابا "خائيل الأول" على الكاتدراء المرقسي، بعد نياحة البابا تاوض"روس الأول" مُباشرةً، حيث ذهب الجميع ليحضروه من ديره لرسامته بطريركيًا، ولما وصلوا إلى الجيزة، وجدوه قادماً مع بعض الرهبان لتأدية مهمة معينة، فأمسكوه وقيدوه وساروا به إلى الإسكندرية، ورسموه بطريركًا في 17 توت سنة460 ش. وقد قام على رعاية أمور الخدمة في الكنيسة القبطية خير رعاية، وكان مداومًا على القراءة، ووعظ شعبه في أغلب الأيام خصوصًا أيام الآحاد والأعياد. الأحداث المعاصرة للخدمة.

الطبيعة تشارك الأقباط فرحتهم بجلوس البابا خائيل الأول

وفي يوم رسامته هطلت أمطار غزيرة لمدة ثلاثة أيام ففرح الناس بذلك (إذ أن المطر كان قد إمتنع عن الإسكندرية لمدة جاوزت العامين).

فترة ضيق وإضطهاد للكنيسة القبطية

لقد عاصر البابا "خائيل الأول" فترة من الضيق والإضطهاد الأليم للكنيسة.

وقد إنقسمت فترة الإضطهاد التي تعرضت لها الكنيسة القبطية خلال فترة جلوس البابا "خائيل الأول" - إلى قسمين هما:

الفترة الإضطهادية الأولى - الإضطهاد الخلكيدوني للكنيسة.

لقد حدث في عهد البابا "خائيل الأول" فتنه، تسبب فيها الخلقيدونيين، وقد أسفرت هذه الفتنة عن دخول الكنيسة في مرحلة إضطهاد خلكيدوني جديدة، بعد أن إستراحت منه ما يقارب القرنين من الزمان، ولكن الله لم يجعلهم أصحاب حق في أعين الحكام العادلين، ولكن قام أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية بكشف مؤامراتهم.

الفترة الإضطهادية الثانية - الإضطهاد الإسلامي للكنيسة.

ثم حدث في عهد البابا "خائيل الأول" إضطهاداً شديداً، فرَّ على إثره الأساقفة إلى الأديرة، تاركين أبراشياتهم، ولم ينج البابا خائيل من السجن بسبب عجزه عن دفع المال للحاكم، كما إضطر أن يترك مكانه إلي بلاد الصعيد كي يجمع المال الذي لم يكف الوالي عن طلبه، فلما سمع بذلك ملك النوبة إغتاظ، وشن الحرب علي مصر وغزاها بجيوشه، حتى وصل إلي الفسطاط، وتوسط البابا في الصلح بين ملك النوبة والوالي.

واقعة الخلاف بين الكنيسة والملك في النوبة

حدث في عهد البابا "خائيل الأول" أيضاً، أن كبرياكوس أسقف النوبة (كيرياكوس)، نشب خلاف بينه وبين ملك النوبة، وأرسل الملك للبابا يطلب أسقفاً غيره وإلا عبد شعبه الأصنام!، فعقد البابا مجمعا ًمقدساً، وقرروا رسامة أسقف آخر على أن يظل كبرياكوس في دير من الأديرة.

مواهب البابا خائيل الأول

شفاء إبنة الوالي من روح نجسه

كما أن البابا شفي بنت الوالي التي كانت مصابة بروح نجس، فإستقر الحال فترة، وقد صلي البابا يوم عيد الصليب مع الأساقفة علي نهر النيل لزيادة مياهه، فإزداد الماء ثلاثة أذرع، وقد شاهد الجميع ذلك وشكروا الله وأعطاهم الله نعمة في أعين الوالي بعد ذلك، وكانت البيعة في الأيام الأخيرة للبابا خائيل في سلام.

الخلفاء المسلمين المعاصرون للخدمة

[تابع فترة الخلافة الأموية الإسلامية السُنيٌة].

الخليفة هشام إبن عبد الملك 724 م - 743 م.

الخليفة الوليد إبن يزيد

743 م - 744م

الخليفة إبراهيم بن مروان

744 م - 750 م

اتى حكم إبراهيم بن الوليد في فترة إضطراب الدولة الأموية، بعد أن كانت في أوج ازدهارها وقوتها، أمر بقتل إثنين من أبناء الخليفة الوليد الثاني خوفاً على حكمه.

ولبث في الخلافة سبعين يومًا، وإنتهى حكمه عندما تولى مروان بن محمد امر دمشق وسيطر على الدولة وتنازل له إبراهيم عن الخلافة، وإختفى إبراهيم، ثم ظهر بعد أن أمنه مروان. وقُتل مع من قتل من بني أمية، حين سقطت دولتهم على يد العباسيين، وقيل غرق في نهر الزاب، وكان ذلك سنة 132 هجري.

توفي الخليفة "إبراهيم بن مروان" في سنة 750 م، وبوفاته - إنتهى عهد الخلافة الأموية السنية الإسلامية، وبدأ عهد الخلافة العباسية الإسلامية الشيعية.

(نهاية الخلفة الأموية وبداية الخلافة العباسية) [الدولة العباسية الإسلامية الشيعية].

أبو العباس عبد الله "السفــاح".

750 م - 754م.

أبو العباس عبدالله

أبو العباس عبدالله.

(السفاح).

هو المُلقب بـ (أمير المؤمنين أبو العباس عَبْد الله بن محمد بن علي بن عَبْد الله بن العباس بن عَبْد المُطَّلِب الهاشمي القرشي)، والذي بخلافته بدأ عهد الدولة العباسية، حيث كان هو أول خلفاء بني العباس، وقد تولى حكم الدولة الإسلامية وهو في السادسة والعشرين من عمرِه، وهو الخليفة التاسع عشر من الخلفاء المُسلمين، ويلتقي مع محمد بن عبد الله في جده عبد المطلب، وأمه كانت ريٌطة الحارثية، وكان مولدهبالحميمة من أرض الشراه من البلقاء (في الأردن حالياً) في بلاد الشام في أيام حكم الأمويين في عام 104هـ - الموافق لعام 721 م ـ ونشأ بها حتى أخذ مروان بن محمد أخاه إبراهيم الإمام، فإنتقلوا إلى الكوفة، التي بويع له فيها بالخلافة، بعد مقتل أخيه في حياة مَرَوانَ، وذلك في يوم الجمعةالموافق 12 ربيع الأول 132 هـ الموافق 25 يناير لعام 750م - وبذلك - فقد تحولت الدعوة العباسية على يديه إلى دولة.

وقد واجه محاولات عديدة للخروج عليه، لكنه استطاع أن يقضي عليها جميعها مستعيناً بأبي مُسلم الخراساني، وفئة من أهلِه وعشيرته، وكانوا كثرة، وكان شديد البطش والتنكيل بخصومه، وكان معظم ولاته من أعمامِه وبني أعمامِه.

وقد إتخذ من الكوفة عاصمة لدولته في بادئ الأمر، ثم تحول عنها إلى الأنبار، ولكن خلافته لم تدم طويلاً، حيث توفي بالجدري في الأنبار يوم الأحد الموافق الحادي عشر، وقيل: الثالث عشر من ذي الحجة عام 136 هـ، والموافق 754 م، بعد أربعة أعوام من توليه الخلافة، وقد تزوج من أم سلمة بنت يعقوب المخزومية، وأنجبت له ابنه محمداً وإبنته ريطة، وقد جعل أخاه أبا جعفر المنصور ولي عهده، وقد خلفه بالفعل في حكم الدولة العباسية.

عبد الله أبو جعفر المنصور

754 م - 775 م

أبو جعفر المنصور

أبو جعفر المنصور.

هو أبو جعفر عبد الله المنصور، هو المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس [ ولد في سنة 95 هـ - الموافق: 712 م].

وقد إتفق غالبية المؤرخين للعصر العباسي حول أنه هو المؤسس الفعلي للدولة العباسية، وهو ثاني خلفاء بني العباس، وكان في حكمه - أقوى من سلفه "أبو العباس" - الشهير بـالسفاح، فيما يتعلق بتسيير أمور الحكم، والسيطرة على الدولة العباسية دون أن يمسسها سوء من الجبهات المُعادية لها، وكان أخوة الإمام إبراهيم بن محمد بن علي حينما قبض علية جنودمروان بن محمد، سلم الإمامة للعباس دون المنصور والمنصور هو باني مدينة بغداد التي تحولت لعاصمة الدولة العباسية. تولى الخلافة بعد وفاة اخيه العباس من 754 م، وحتى وفاته في 775 م.

كان الهدف الأكبر للمنصور أثناء حكمه، هو تقوية حكم أسرة "بني العباس"، والتخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم، حتى لو كان حليفاً سابقا مثل: أبو مسلم الخراساني، الذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين في خراسان.

النياحة

بعد أن قضى على الكرسي المرقسي ثلاثًا وعشرين سنة ونصف، تنيَّح البابا: "خائيل الأول" بسلام، ومضي إلي الرب في 16 برمهات سنة 483 ش - والموافق 12 مارس سنة 767 م. وكان مقر رئاسة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ودُفِنَ في دير الزجاج بالأسكندرية.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح