24 – البابا كيرلس الاول عمود الدين (البابا كيرلس الكبير) – Cyrill – الأستاذ أشرف صالح


24 - البابا كيرلس الاول عمود الدين (البابا كيرلس الكبير) - Cyrill

تابع بطاركة القرن الخامس الميلادي.

24 - البابا كيرلس الأول - 1 Cyril

(عمــــود الـــــدين) 412 م - 444 م

مقدمة

يُعرف أيضاً بإسم البابا "كيرلس الكبير".

نشأ البابا "كيرلس الأول" - منذ الطفولة - عند خاله - البابا ثاؤفيلس - في مدرسة الإسكندرية، فَتَدرٌبَ على روحياً على تعاليمها، وتَثَقٌفَ بعلومها اللاهوتية، والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي والأيمان الأرثوذكسي القويم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك على يد شيخ اسمه صرابامون، وقرأ له سائر الكتب الكنسية، وأقوال الآباء وروض عقله بممارسة أعمال التقوى.

ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات، أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف فازداد حكمة وعلما وتدرب على التقوى والفضيلة.

وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية، ففرح به خاله كثيرًا، ورسمه شماسًا، وعينه واعظًا في الكنيسة الكاتدرائية، وجعله كاتبًا له، فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

عندما تنيَّح البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش. (15 أكتوبر سنة 412 م.)، جلس خلفه في 20 بابه سنة 128 ش. (17 أكتوبر سنة 412 م.)، بإجماع أساقفة الكنيسة، وجموع الشعب، والإكليروس، فإستضاءت الكنيسة بعلومه، ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي وبدأ يرد على مفتريات الإمبراطور يوليانوس الجاحد.

24 - البابا كيرلس الاول عمود الدين (البابا كيرلس الكبير) - Cyrill

البابا كيرلس الأول.

أعمال البابا كيرلس الأول

من الأعمال التي تُحسب لقداسة البابا كيرلس الأول - بابا الكنيسة القبطية الرابع والعشرون - ما يلي:

وضع كتاب في شرح الأسفار المقدسة

من أهم أعمال القديس البابا كيرلس الأول، ان قام بوضع كتاباً في شرح الأسفار المقدسة ولما أكمل سعيه مرض قليلاَ، وتنيَّح بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.

إعادة ترتيب طقوس صلاة الُقداس [القداس الكيرلسي]

أهم الأحداث المُعاصرة

من جملة الأحداث التي عاصرها البابا كيرلس الأول - البطريرك الثالث والعشرون في بطاركة الكنيسة القبطية - نورد ما يلي تباعاً: قام القديس البابا كيرلس السادس - في جملة أعماله في مجال الإصلاح الديني للكنيسة القبطية، بإعادة ترتيب الصلوات الطقسية في القداس الإلهي، وهو القداس الإلهي الذي كان معمولاً به منذ تسلمته الكنيسة الأولى بالأسكندرية من القديس مرقس الرسول، ولم تطـرأ عليه ثمة تعديلات أو تغييرات إلا في عهد البابا كيرلس الأول، وهو القداس المعمول به حتي الآن في جميع الكنائس القبطية الأرثوذكسية، والمعروف بإسم [القداس الكيرلس].

شائعة حرق كنيسة الإسكندر بالأسكندرية

مما يُذكر من أحداث وقعت خلال فترة باباوية البابا كيرلس الأول، أن قامت مجموعة من اليهود الذين كانوا يقطنون بالأسكندرية، بإثارة بلبلة بين الأقباط، بأن أطلقوا شائعة مفادها أن كنيسة القديس إسكندر بالاسكندرية، قد تعرضت للحرق، وللوقت، هرولت مجموعة من الأقباط صوب الكنيسة للإطمئنان عليها، ولإنقاذها من الكارثة المشاع حدوثها، فإنتهز اليهود الفرصة، بعد أن تجمعت أعداداً كبيرة من المسيحيين، وأراد اليهود الفتك بهم، ولما كشف كذب اليهود، وقعت مُصادمات عنيفة ودامية بين الجانبين - اليهودي والمسيحي - مما أدى إلى سقوط ضحايا من الطرفين - كان مُعظمهم من المسيحيين، وعلى إثر ذلك، قام البابا كيرلس الأول بمنع اليهود من الإقامة في الأسكندرية، وذلك - بواسطة إرسال شكوى إلى الإمبراطور، أصدر على إثرها قرار منع اليهود من الإقامة بالأسكندرية.

البدع المعاصرة للخدمة

1 - بدعة نسطور [البدعة النسطورية]

لقد ظهرت خلال فترة خدمة البابا كيرلس الأول - بدعة أطلقها "نسطور" - بطريرك القسطنطينية الذي تولي الكرسي في سنة 428 م.

وفي أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله، إجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الشهير بالصغير فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع، وناقش نسطور، وأظهر له كفره وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد. وكتب حينئذٍ الإثني عشر فصلًا عن الإيمان المستقيم مفندًا ضلال نسطور، وانتصر كيرلس علي خصوم الكنيسة وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة شارحاَ ومثبتاَ فيها "أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد"، وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي.

نسطور

نسطور.

وقد نفي الإمبراطور: "ثيؤدسيوس الصغير" - نسطور في سنة 435 م. إلى البلاد المصرية، وأقام في أخميم حتى توفي في سنة 440 م. ومن أعمال البابا كيرلس الخالدة شرح الأسفار المقدسة، ولما أكمل سعيه مرض قليلاً.

2 - بِدَع الغرب [اللاهوت مُنفصل عن الناسوت]

مما يُذكر أيضاً من البدع والهرطقات التي كانت قد ظهرت في خلال فترة رعوية البابا كيرلس الأول للكنيسة القبطية، أن قامت جماعة غربية، بإطلاق مجموعة من التعاليم الفاسدة، والتي كانت تدور في فُلك [إنكار اللاهوت]، مُلخص مضمونها هو: "أن للسيد المسيح وحده طبيعة، وإقنومية مُنفصلة عن الآب"، وكان بعضهم ينظر إلى اللاهوت على إنه إتحد بالناسوت إتحاداً طبيعياً وجوهرياً وذاتياً.

وفي هذا السياق - قال بعض من فلاسفة كنائس الشرق، أن الله الكلمة، صيٌر الجسد معه واحداً، وأن اللاهوت والناسوت هما واحداً، وغيرهم قال ـ أنه طبيعة واحدة للكلمة المُتجسدة، وقد تمكن البابا "كيرلس الأول"، من مواجهة هذه التعاليم الفاسدة، بأن وقف أمام مُطلقي البدعة، ومؤيديها، وأثبت لهم كذب عقيدتهم، بالوقوف على حقيقة واحدة جامعة، تشتمل على أن تالناسوت كامل الجوهر، وأن السيد المسيح ذو جسد ونفس حقيقيين، وكاملين.

الأباطرة المعاصرون للخدمة

[تابع أباطرة القسم الشرقي المعاصرين للخدمة]

Theodosius II - الإمبراطور ثيؤدسيوس الثاني

[ثيؤسيوس الصغير]

408 م – 450م

Theodosius II  - الإمبراطور ثيؤدسيوس الثاني

[إمبراطور القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية].

النياحة

لقد أقام البابا كيرلس الأول في أخميم، حتى توفي في سنة 440 م، وقد تنيَّح بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة، وثمانية شهور وعشرة أيام.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح