04 – البابا كردونو – Kedron – الأستاذ أشرف صالح


تابع بطاركة القرن الأول / الثاني الميلادي.

4 - البابا كردونو - Kedron 97م – 108م

مقدمة

لقد كانت كنيسة الأسكندرية في ذلك الوقت، في أَمَس الحاجة لمن يقودها إلى الأمام في طريق معرفة الله القدوس، لأنها لم تزل في فترة قيامها المُبكر، ولم تزل وليدة في هذا العصر، الذي طغت خلالها الوثنية، بجميع أشكالها وصورها، حيث تسلمت الإمبراطورية الرومانية هذه التقاليد والفلسفات الوثنية، من اليونان القدماء، الأسبق في الحضارة عن الرومان، وأصبحت تلك التقاليد الموروثة، عقيدة مقدسة لدى الأباطرة الرومان، ومن ثم، الشعب الروماني في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وكانت المسيحية، بمثابة عقيدة دخيلة ـ وفلسفة غريبة على المجتمع الروماني، فغدت المسيحية مُضطهدة من الأباطرة الرومان، ومن الجماعات الوثنية التي كانت تنتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية - ومن بينها - الأسكندرية.

وكانت كنيسة الأسكندرية في ذلك الوقت، لم تزل في بداية الطريق، على الرغم من كونها مركز المسيحية في سائر إفريقيا، ونواة التعليم اللاهوتي في سائر بقاع الأرض، إلا أنها كانت تُعاني من إنخفاض عدد المؤمنين، وكان أساتذة اللاهوت، معدودين، ومن كان يتخرج من المدرسة اللاهوتية بالأسكندرية، كثيراً ما لايستمر في طريق المعرفة اللاهوتية الحقيقية، وينجرف وراء تيارات مُضادة للمعرفة اللاهوتية الحقيقية.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

بعد نياحة البابا "ميليانو" جلس البابا "كردونو" على كاتدراء مرقس الرسول في سنة 99 م. وكان تاريخ تقدمته تحديداً هو "اليوم السابع من شهر توت"، الموافق ليوم الخامس من شهر سبتمبر من عام 99م.

أهم الأحداث المعاصرة

بداية عصر إضطهاد الإمبراطورالروماني تراجان

بعد فترة من تولى "تراجان" مقاليد حكم الإمبراطورية الرومانية، أصدر مرسوم الإضطهاد الذي عُرف بأنه أول إعلان إضطهاد رسمي للمسيحية في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، حيث مُنعت كافة اشكال الممارسات الطقسية في الكنائس المسيحية في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وأغلقت الكنائس، وأُحرقت الكتب المقدسة، وتعرض المؤمنين المتمسكين بعقيدتهم لأبشع أشكال وصور التعذيب، فإستشهد على إثرها الآلاف.

الأباطرة الرومان المعاصرون للخدمة

1 - الإمبراطور الروماني نيرفا - Nerva

1- الإمبراطور الروماني نيرفا - Nerva

2 - الإمبراطور الروماني تراجان - Trajan

2- الإمبراطور الروماني تراجان  - Trajan

مشاهير الشخصيات المعاصرة

من مشاهير الآباء في تاريخ المسيحية في عصر الكنيسة المُبكر – والمعاصرون لفترة خدمة البابا "كردونو"، نذكر ما يلي:

البدع والهرطقات المعاصرة

1 - البدعة الأبيونية

إن كلمة "إبيونية" – هي كلمة يونانية، تُنطق هكذا: Ἐβιωναῖοι وهي كلمة مُشتقة من الكلمة العبرية: אביונים؛ إبيونيم، والتي تعني «فقير» - أو «فقراء»، هو مصطح "آباء الكنيسة"، للإشارة إلى حركة مسيحية يهودية.

وقد تواجدت في العصور الأولى للمسيحية، كانت تنظر إلي يسوع، على أنه "الماشيح"، وتنكر ألوهيته، وتصر على اتِّباع الشريعة اليهودية، ولا يؤمنون إلا بأحد الأناجيل المسيحية اليهودية، ويبجّلون يعقوب البار، ولا يعترفون ببولس الذي يعتبرونه مُرتدّاً عن الديانة، وقد إرتبط إسم هذه الطائفة بالفقر، حيث وردت الإشارة إليهم بلفظ « الفقراء » في مخطوطات خربة قمران، والتي نأت بهم عن فساد الهيكل. يعتقد الكثيرون أن المنتمين لهذه الطائفة إنما كانوا من الأسينيين.

- 2البدعية النيقولاوية

إن [البدعة النيقولاوية]، هي بدعة أسسها أحد الشمامسة السبعة الذين إختارهم الآباء الرسل (أع5: 6)، للخدمة في كنيسة أورشليم - باكورة الكنائس في تاريخ المسيحية، وكان دخيلًا إنطاكيًا، وإليه تُنسب بدعة النيقولاويين، والتي تمت الإشارة إليها في سفر الرؤيا مرتين.

ومعلوماتنا عن النيقولاويين ضئيلة للغاية، فقد قيل أنهم أباحوا أكل ما يذبح للأوثان، وشجعوا العبادة الوثنية، كما أُتهموا بأن يقولون بأن الله ليس هو الذي خلق العالم، ونسبوا عمل الخلق إلى قوى أخرى.

كما نُسِب إليهم أنهم نادوا بمبدأ الإختلاط بالنساء في غير إرتباط بالزوجية، وأنهم كانوا يعيشون حياة خليعة مُستهترة.

وكانن هناك ثمة رواية شائعة عن نيقولاوس رواها لنا أبيفانيوس، وهي أن نيقولاوس كان متزوجًا بإمرأة ذات جمالٍ بارعٍ، وكان يهيم بحبها، فلما أصبح مسيحيًا أراد أن يسلك حياة البتولية لأفضليتها، فانفصل عن زوجته بعد أن اتفق معها. لكنهما ما لبثا أن عادا وعدلا عن حياة الفرقة، وإستأنفا حياتهما الزوجية. فلما رأى نيقولاوس سلوكه منتقدًا، أراد أن يبرر نفسه، فأخذ ينادي بتعاليم منافية للحق والطهارة، وأسلم ذاته لحياة الشر والخلاعة واقتدى به غيره، وهكذا تكونت منهم طائفة، وقد صادق على هذه الرواية بعض آباء الكنيسة وعلمائها الأوائل من أمثال: إيريناوس، وترتيليانوس، وهيلاري أسقف بواتييه، وإيرنيموس، وغريغوريوس أسقف نيصص.

النياحة

على الكاتدراء المرقسي مايربو عن الإحدى عشر عاماً، تنيح البابا "كردونو" بسلام في سنة 108م.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح