11- البابا يوليانوس – Julian – الأستاذ أشرف صالح


تابع: بطاركة القرن الثاني الميلادي.

11 – البابا يوليانوس - Julian

181 م – 191 م

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

بعد نياحة البابا ” آغريبينوس ” في عام 181 م، إجتمع كبار رجال الكنبسة وقتئذٍ، ممثلين في اساقفتها ـ وبعض الكهنة والإكليروس، من اجل إختيار البابا الذي سيجلسونه على الكرسي خلفاً للبابا المتنيح، فوقع الإختيار على يوليانوس ـ وقد عقد مجمعاًَ في شهر أمشير ـ تم فيه إصدار قرار تجليسه على الكرسي الباباوي، وقد أنعم الله على هذا الرجل البار يوليانوس بنعمة النبوة، حيث أنه لما دنت ساعة وفاته، جاءه إعلاناً من السماء، لكي يُعلمه بموعد إنتقاله.

أهم الأحداث المعاصرة للخدمة

مما عُرف أيضاَ عن البابا ” يوليانوس ” وورد في بعض مدونات المؤرخين – أنه قد ظهر في عهده رجلاً باراً يدعي ” ديمتريوس ”، وشهرته ” الكرام ” ـ وكان فلاحاً أُمياً، غير مُتعلم، ولكن الرب كان هو من إنتقاه لأجل الجلوس على الكرسي الباباوي خلفاً للبابا يوليانوس، بسبب لتقواه وصلاحه، ثم حدث أن وجد ديمتريوس ذات يوم عنقود عنب قد طرح في غير أوانه، ففرح به جداً، وإستحسن أن يُقدمه إلى البابا الذي كان مريضا وكانت تلك هي الإشارة التي دلت على قداسة هذا الرجل، حيث كان مضمون الرسالة السماوية التي جاءت إلى البابا يوليانوس في رؤيا، كان مضمونها أن من يأتيه بعنقود عنب هو من سيتولي الخدمة الباباوية خلفاً له، فكان ديمتربوس الكرام هو من خلف البابا يوليانوس على الكرسي الباباوي بعد ذلك ليعبر به من القرن الثاني إلى القرن الثالث الميلادي.

مشاهير الآباء المعاصرون للخدمة

القديس بنتينوس

مقدمة

لقد تولّى القديس بنتينوس رئاسة.

مدرسة الأسكندريةAlexandriaSchool Of.

في حوالي عام 181 م.، ونال شُهرة فائقة حتى اعتبره المؤرخ يوسابيوس أول رئيس للمدرسة - قال عنه: "في ذلك الوقت كانت مدرسة الإسكندرية للمؤمنين يرأسها رجل ذو شهرة عالية جدًا كدارسٍ، يُسمى بنتينوس، فقد وُجدت عادة راسخة أن توجد بينهم أكاديمية في العلوم القدسية، ولا تزال هذه الأكاديمية قائمة إلى يومنا هذا - وبحسب فهمي - الذين يديرونها أُناس على مستوى عالٍ، لاهوتيون ذو قدرات خاصة، لكننا نعرف أن بنتينوس هو أحد هؤلاء المعلمين وأكثر معلمي عصره قدرة وسُموًا".

إذ إسترجع القديس "إكليمندس الأسكندري"، ذاكرته في كتابه "المتفرقات"، تذكر الأشخاص الطوباويين الذين يستحقون أن يكونوا موضع ذكرى، وكان من حسن حظه أن يلتقي بهم، ويستمع إليهم، وإذ جاء إلى معلمه بنتينوس تحدث عنه كأعظم وأكمل معلم، وجد في وحدته تعزيته.

وقد وصف لقائه معه هكذا: "إلتقيت بالأخير مصادفة، لكنه كان الأول من حيث الإستحقاق، وجدته أخيرًا في مصر مُختبئًا، إنه بحق النحلة الصقلية، يقتطف من كل الزهور من مروج الأنبياء والرسل، ويودع في نفوس سامعيه ذخيرة معرفة غير فاسدة".

القديس بنتينوس

القديس بنتينوس.

الموٌلد والموٌطن

يرى المؤرخون الأقباط أن بنتينوس وُلد في مدينة الأسكندرية، من أصل مصري. ويرى المؤرخ فيلبس الصيدوي أنه كان أثينيًا، ولكن هذه مجرد حدس، بسبب اهتمام القديس بالفلسفة اليونانية.

ويرى بعض الدارسين أنه من صقلية لأن تلميذه إكليمندس لقبه "النحلة الصقلية"، لكن هذا الرأي لا يمكن الأخذ به لأن النحل الصقلي كان له شهرته العالمية في ذلك الوقت، فكانت هذه التسمية مجرد إشارة إلى عذوبة تعليمه وما يحمله من قوت.

أما زمن ولادته، فعلى ما يبدو، أنه ولد في أوائل القرن الثاني الميلادي، وإن كان يصعب تحديد سنة الميلاد بدقة.

بنتينوس والفلسفة الرواقية

ولقد كان بنتينوس رواقيًا مشهورًا، والرواقيون أخلاقيون من الدرجة الأولى يحسبون الخير الأعظم في الفضيلة، يؤمنون بناموس الطبيعة - أو ناموس الضمير - أو الواجب - يرون في الله الطاقة المُتغلغلة في كل شيء، بها خلق العالم الطبيعي، وبقي محفوظاً.

ولقد كان بنتينوس دائم القراءة في الفلسفة، ومع هذا لم يحتج عليه أهل عصه، ولا بالانحراف عن الإيمان بل شهد له أوريجينوس - قائلًا إنه في دراسته للفلسفة إنما يتمثل ببنتينوس الذي ربح الكثير من المثقفين خلال معرفته للفلسفة.

هذا الإتجاه أدخله القديس بنتينوس، وتطور على يديْ تلميذه - والذي صار أحد أعظم رواد مدرسة الأسكندرية اللاهوتية - القديس / إكليمندس الأسكندري، والذي أعيد تنظيمه بواسطة أوريجينوس العلامة.

بنتينوس ومدرسة اللاهوت بالأسكندرية

لم تكن مدرسة الإسكندرية مجرد معهد عالمي ديني، لكنها كانت جزءًا من الكنيسة لها عملها الكرازي بجانب عملها التعبُّدي والعلمي. كان رجالها كنسيين روحيين على مستوى عالٍ، كرسوا حياتهم للدراسة ونشر الفكر الإنجيلي الكنسي، مقدمين حياتهم مثلًا حيًا في النسك كما في الدفاع عن العقيدة والتبشير، على المستويين المحلي والمسكوني. فمن ناحية كان بنتينوس في نظر شعب الإسكندرية ليس دارسًا أو معلمًا فحسب وإنما "المعين لكثيرين" يهتم بخلاص كل أحد، حتى لقَّبه شعب المدينة "بنتينوسنا" ( ومن الجانب الآخر حين دعاه البابا ديمتريوس للكرازة في الهند لبى الدعوة تاركًا المدرسة إلى حين في يد القديس إكليمندس الأسكندري).

روى المؤرخين قصة ذهابه للهند هكذا: ان تجارًا من الهند استمعوا إليه فأُعجبوا به واعتنقوا المسيحية بغيرة شديدة، فإلتقوا بالبابا الأسكندري، وطلبوا منه أن يسمح لهم بإرسال بنتينوس إلى الهند للكرازة بين أهلهم. كما قيل أن الهند بعثت برسالة إلىالبابا مع وفد من أجل هذا الغرض، فقبل البابا طلبهم.

وعند رجوعه من الهند قيل انه كرز في أثيوبيا وبلاد العرب واليمن. ويروي القديس جيروم ويوسابيوس، أن بنتينوس أحضر معه نسخة من إنجيل متى بخط يد الإنجيلي، كان قد أحضرها القديس برثلماوس معه إلى الهند.

ومما يجدر ذكره أن القديس أناستاسيوس السينائي من رجال القرن السابع يتحدث عن بنتينوس ككاهن الإسكندرية. ربما سيم قبل ذهابه إلى الهند، حتى يقوم بتعميد الموعوظين ومسحهم بالميرون وتقديم ذبيحة الأفخارستيا، فالكرازة تحتاج إلى العمل الكهنوتي.

بنتينوس والترجمة القبطية للكتاب المقدس

أدخل بنتينوس الأبجدية القبطية، مستخدمًا الحروف اليونانية، مضيفًا إليها سبعة حروف من اللهجة الديموطيقية القديمة، وبهذا أمكن ترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية تحت إشرافه، يعاونه في هذا العمل العظيم تلميذاه إكليمندس، وأوريجينوس.

ويعطي الباحثون إهتماماً عظيمًا لهذه الترجمة على قدم المساواة مع الأصل اليوناني نفسه.

كما ترجم القديس بنتينوس الكثير من الأدب المسيحي إلى هذه اللغة بكونها آخر شكل من تطور اللغة المصرية القديمة، وبدأ الكتَّاب يستخدمونها عِوض اليونانية.

أعمال ومؤلفات وكتابات القديس بنتينوس

قام بنتينوس بوضع تفسيرات تشرح أسفار الكتاب المقدس من التكوين حتى الرؤيا، شفويًا وكتابة، حتى دعاه معاصروه "شارح كلمة الله"، وللأسف لم يصلنا من كتاباته إلا بعض فقرات وردت خلال كتابات تلميذه إكليمندس الأسكندري.

الأباطرة الرومان المعاصرون للخدمة

Commodus - الإمبراطور كومودس

180م - 192م

Commodus -   الإمبراطور كومودس

البدع والهرطقات المُعاصرة للخدمة

البدعة الفالينتانية

وقد أشاع تعاليمها رجلاً يدعي ” فالينتينوس ”، ومضمون هذه البدعة – هو ما يأتي:

1 - مملكة الله ” أو مسكن الله ” يحتوى على ثلاثون روحاً خالدة، نصفهم ذكور، ونصفهم إناث. وقد قام فالنتينوس بتجديد أرواح أخرى خالده غير ما ورد ذكره هي: 1 - أورس "الحافظ لحدود مسكن الإله الأعظم". 2 - المسيح. 3 - الروح القدس. 4 - يسوع الذي مع مساعدة الفلسفة "بنت الحكمة" - وهو الذي خلق هذا العالم وما عليه، وإتخذ من اليهود شعباً له.

النياحة

تنيح البابا يوليانوس في عام 191 م، بعد أن قضى على السِدة المُرقسية فترة 10 أعوام، كان خلالها مثال الخادم الأمين لكلمة الرب ولكنيسته ولشعبه.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح