19 – البابا ألكسندروس الأول – I Alexander – الأستاذ أشرف صالح


19 - البابا ألكسندروس الأول - I Alexander - الأستاذ أشرف صالح 11

19 - البابا ألكسندروس 1 - Alexander I

312 م - 326م

مقدمة

بعد نياحة البابا "أرشلاوس" في عام 303م، إجتمع أساقفة الأسكندرية من أجل إختيار من سيخلفه على الكرسي الباباوي، فوقع إختيارهم على: ” ألكسندروس ”، وكان من كهنة كنيسة الأسكندرية قبل ذلك، وتم تجليسه على السدة المرقسية في ذات العام السالف الذكر.

أهم أعمال البابا "ألكسندروس"

مقاومة (بدعة آريوس)

لقد أخذ البابا ألكسندروس على عاتقه، منذ الوهلة الأولى لجلوسه على الكرسي الباباوي المرقسي، مقاومة ضلالات آريوس، وبدعته التي عُرفت بإسمه، والتي إنتشرت في ربوع الأسكندرية، وتعدت حدودها أيضاً، بما كان يُنذر بالمخاطر، ويُهدد إستقرار الكنيسة، ويُنذر بإنحرافها عن تعاليم الكتاب المقدس، وتراجعها في التمسك بعقائدها الإيمانية الراسخة، والتي كانت قد تسلمتها منذ فجر تأسيسها على يد الرسل المُكرزين برسالة الخلاص.

وكان عدد من الكهنة قد قاموا برفع شكوى إلى البابا ألسكندروس، يشكون فيها من تمادي آريوس في مطاعنه في العقائد الإيمانية للكنيسة، ولمساسة قدسية لاهوت السيد المسيح، بإنكاره إياه من خلال تعاليمه المُضللة التي كان يروج لها ـ فكان قرار البابا ألكسندروس أن قام بإيقاف آريوس عن التعليم والوعظ بقراراً رسمياً، كما وقٌع المجمع على قرار حرمان آريوس من الوَعٌظ والتعليم في جميع أماكن التعليم والوعظ على مستوى الكنائس بشكل عام.

ولما أبدى أريوس عدم الطاعة لهذا القرار، وصار يعلم ويوعظ ويروٌج لتعاليمه المُضللة ـ فإضطر البابا: ” ألكسندروس ” إلى طرده من مدينة الأسكندرية نهائياً.

أهم الأحداث المُعاصرة للخدمة

إنعقاد المجمع المسكوني العام الأول للكنائس

كان من أهم الوقائع التي عاصرها البابا ألسكندروس خلال فترة خدمته الباباوية، إنعقاد المجمع المسكوني الأول في عام 325م، وهو المعروف بإسم: مجمع نيقية، حيث كان السبب في إنعقاد هذا المجمع، القلاقل التي تسبب فيها آريوس بإطلاقه لبدعته الشهيرة ـ التي أنكر فيها صراحةً لاهوت السيد المسيح، وقد تم إقرار قانون الإيمان الأرثوذكسي في هذا المجمع ـ وقد كان ” أثناسيوس ” - هو المفوٌض والمتحدث رسمياً بإسم الكنيسة القبطية.

ولقد كانت الأسكندرية آنذاك، نظراً لما كان يتصف به من غزارة العلم في كل ما يخص اللاهوت والعقيدة، وأيضاً بما يتمتع به شجاعة، وصمود، في الوقت الذي كانت بدعة آريوس فيه قد وصلت إلى كرسي الإمبراطور الروماني نفسه آنذاك، وأصبح له فيه مؤيدين، يدعمونه بالمال والعتاد والجنود. ولقد كان ” أثناسيوس ” في ذلك الوقت، لم يكد أن يكون شماساً في مبتدأ طريق الخدمة ـ ولكن بما كان يتميز به من فصاحة اللسان، وقوة الإقناع، والحضور الدائم، فقد تمكن من أن يوقف مسيرة الضلال التي كان يقودها آريوس، بترويجه لبدعته الفاسدة.

الأباطرة الرومان المعاصرون للخدمة

الإمبراطور قسطنطينوس جلوروس - Chlorus Constantius

305 م – 306 م

الإمبراطور قسطنطينوس جلوروس - Chlorus  Constantius

إن الإمبراطور "قسطنطينوس جلوروس"، هو والد الإمبراطور ” قسطنطين الكبير ”، ولكنه كان يحكم القسم الغربي فقط، مُمثلاً في إسبانيا، وبلاد غال [فرنسا]، وقد جلس على عرشه في الفترة من عام 305م وحتى عام 306م، كما أنه كان قائداً للجيوش الرومانية في حدود نطاق حُكمه فقط.

وكان الإمبراطور قسطنطين جلوروس قد استطاع إخضاع بريطانيا أيضاً لحكمه، وقد حدث أن مرض فيها، وكان إبنه ” قسطنطين ” في نيكوميديا، ولما علم بمرض والده، تم السماح له بالجلوس على العرش عوضاً عن أليه المريض وبالفعل، جلس "قسطنطين" على عرش الإمبراطورية الرومانية (القسم الغربي)، لتبدأ الإمبراطورية في عهده، مرحلة إنتقالية جديدة، ولتنعم في ظل حكمه، الكنيسة المسيحية، بفترة من الهدوء والسلام والطمأنينة.

الإمبراطور جاليريوس - Galerius

305 م – 311 م

الإمبراطور جاليريوس - Galerius

لقد تولى الإمبراطور الروماني جاليريوس حكم الإمبراطورية الرومانية بعد نفي الإمبراطور دقلديانوس، وكان رجلاً شريراً، مكروهاً من كافة طبقات الشعبٍ، كما أنه أذاق المسيحيين مرار الإضطهاد في أبشع صوره وأشكاله.

وكان يشارك معه في ذات الوقت في الحكم الإمبراطور قسطنطينوس جلوروس.

الإمبراطور قسطنطين الكبير - Constantius I

306 م - 337م

الإمبراطور قسطنطين الكبير -  Constantius I

النياحة

بعد أن قضى على السدة المرقسية، فترة جاوز الأربعة عشر عاماً، تنيح البابا "ألكسندروس، بسلام في عام 326 م، في خلال فترة حكم الإمبراطور" قسطنطين الكبير "للإمبراطورية الرومانية.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح