57 – البابا غبريال الأول – Gabrie I – الأستاذ أشرف صالح


57 – البابا غبريال الأول - Gabrie I - الأستاذ أشرف صالح 11

[بطاركة القرن العاشر الميلادي].

57 – البابا غبريال الأول - Gabrie I

909 م - 920 م

مقدمة

لقد عَبَرَ البابا "خائيل الثالث" - بابا كنيسة الاسكندرية السادس والخمسون في عداد البطاركة الأطهار - بالكنيسة القبطية - من القرن التاسع إلى القرن العاشر الميلادي.

وكان البابا "غبريال" - صاحب السيرة التي نُفرد لها هذا الجزء - لم يزل خلال فترة بطريركية البابا "خائيل الثالث" للكنيسة القبطية - أحد رهبان دير الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت، وكان في الأصل قادماً من بلدة آلميه، وهي بلدة صغيرة، تقع بالقرب من شبين الكوم، وكان تقيًا، سائراً على خطه البابا خائيل الثالث.

الجلوس على الكاتدراء المُرقسي

ثم حدث أنه بعد نياحة البابا "خائيل الثالث" - وقع الإختيار على "غبريال"، ليكون بطريركًا مكانه، وذلك لما عُرِفَ عنه من طِيٌب الصفات، ولتحليه بالفضائل، ولأمانته في الإيمان، ولإتضاعه وإنسحاق قلبه، وعلى الرغم من إمتناعه في بداية الأمر عن قبول المسئولية البطريركية، بالجلوس على الكرسي الباباوي المرقسي، وإصراره على مواصلة حياة النسك والرهبنة في البرية، إلا انه قَبِلَ في النهاية الجلوس على الكرسي الباباوي المرقسي، وذلك بعد محاولات عديدة من الإقناع من جانب الأساقفة والإكليروس، وقد كان جلوسه على الكرسي الباباوي في عام 900م [ ورد في مصادر تاريخية أخرى أنه جلس في عام 909 م].

فضائل البابا غبريال الأول لم تمنعه مهام البطريركية عن عبادته ونسكه، وفي الوقت نفسه، كان مُهتماً بشئون الكنيسة، إذ كان يقضي أغلب الأيام في البرية، وإذا جد ما يستدعي قيامه إلى مصر أو الإسكندرية كان يذهب، ثم يعود إلي الصوم والسهر والصلاة والتواضع.

ومن الأمور الأخرى المعروفة عن البابا غبريال الأول - أنه كان يستيقظ في الليل، ويأخذ مجرفة من حديد، ويلبس ثوبًا رثًا، ويمر علي دورات المياه التي بالقلالي فيغسلها وينظفها.

وأقام علي هذا الحال عدة سنين حتى نظر الله إلى تواضعه وإنسحاق قلبه، فرفع عنه الآلام، ومنحه نعمة الإنتصار علي الخطية والذات.

الخلفاء المسلمين المعاصرين للخدمة

[تابع عصر الخلافة العباسية الإسلامية الشيعية].

الخليفة المقتدر بالله

908م - 932م

دينار الخليفة المقتدر بالله

دينار الخليفة المقتدر بالله.

هو الخليفة أبو الفضل جعفر بن المعتضد المقتدر بالله.

ولد في رمضان سنة 282 هـ، وعهد إليه أخوهالمكتفي بالخلافة، ووليها بعد وفاة المكتفي وعمره ثلاث عشرة سنة، ولم يل الخلافة قبله أصغر منه.

وإختل النظام كثيراً في أيامه لصغره، وكان لوالدته السيدة شغب دوراً كبيراً في تسيير شئون البلاد وتوليه الوزراء والمسؤولين.

ومن محاسن المقتدر: أن وزيره على بن عيسى أراد أن يصلح بين ابن صاعد، وبين أبى بكر إبن أبى داود السجستانى، فقال الوزير: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك، فلو قمت إليه، قال لا أفعل، فقال الوزير: أنت شيخ زيف، فقال ابن أبى داود: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله. فقال: من؟، فقال: هذا.

ثم قام ابن أبى داود وقال: تتوهم أنى أذل لك لأجل أن رزقى يصل إلى على يدك، والله لا أخذت من يدك شيئاً أبداً.

فبلغ المقتدر ذلك، فصار يزن رزقه بيده، ويبعث به في طبق على يد الخادم.

ويذكر كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي - مايفيد - أن أحد جنود مؤنس الخادم، أن الخليفة المقتدر بالله قُتل في سنة 320 هجرية.

النياحة

وقد أقام هذا الأب عابدًا ومجاهدًا وواعظًا إحدى عشر سنة، ثم تنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح