22 – البابا تيموثاوس الأول – Timothy I – الأستاذ أشرف صالح


تابع بطاركة القرن الثالث الميلادي.

22 - البابا تيموثاوس الأول - Timothy I

379 م - 386م

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

كان البابا بطرس الثاني قد تنيح في عام 379م، وبمجرد خلو الكرسي الباباوي ممن يشغله، إجتمع الآباء أساقفة الكنيسة، يشاركهم بعض من الأكليروس وشعب الكنيسة بالأسكندرية، من أجل إختيار البابا الذي سيخلفه على الكرسي الباباوي، فإتفق الأساقفة المصريبن على إختيار تيموثاوس للجلوس على الكاتدراء المرقسي، فكان جلوسه على الكاتدراء المرقسي في شهر أبيب من عام 379م.

أهم الأحداث المُعاصرة

من جملة الأحداث التي عاصرها البابا تيموثاوس الأول - البطريرك الثاني والعشرون نورد ما يلي:

بداية إنقسام الكنيسة القبطية

تقول المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر: "وكان لكرسى الإسكندرية المركز الأول بين كراسى المسكونة أجمع، ولما بدأ هذا المجمع يبحث فى هذا الموضوع الشائك وهو وضع لترتيب معروف لمراكز البطريركات المختلفة فى العالم، كان الجميع على إتفاق تام فى هذا الموضوع، ففى القرنين الأولين كانت الكراسى الخمسة من الدرجة الأولى هم: -.

الإسكندرية، وروما، وأنطاكية، وأورشليم، وقيصرية.

وكان للكرسى السكندرى الأولوية على هذه جميعها، وكان كرسى روما يتقد حسداً لتقدم كرسى الأسكندرية عليه، ولكن بطاركة الأسكندرية الذين إشتهروا بالرقة واللطف وحسن المجاملة والمحبة المسيحية الحقيقية رضوا بحل هذه المشكلة ولو إقتضى الأمر إلى التنازل عن أفضليتهم.

كانت الرئاسة الفعلية والخطاب العام الذى يصدر سنوياً، ومدون فيه تاريخ عيد الفصح (الذى سيعيد فيه جميع المسيحيين)، كان يصدر من بطريكية الأسكندرية، فلما اعتنق الأمبراطور قسطنطين المسيحية أنشئ مدينة القسطنطينية فصار لمدينته (العاصمة) مركز بين البطريركيات الأصلية (ودخلت فى البداية بينهما - فمن المعروف أن هذه الكراسى أنشأها التلاميذ والرسل. ولم يكن قسطنطين الاول - الإمبراطور الذى انشأ القسطنطينية لا تلميذاً ولا رسولاً)، وعند إنعقاد مجمع نيقية أصيب الكرسى السكندرى بأول إصابة قللت من شهرته وذلك لأن مجمع نيقية قرر إعتبار التاريخ الغربى قاعدة لعيد الفصح، ومن ذلك الوقت أخذت سلطة روما الكهنوتية فى الزيادة بينما الإسكندرية والقسطنطينية كانتا تنحطان وتضعفان لإستمرار الخصومات المستمرة الداخلية وكثرة الإضطرابات، والقلاقل.

ومن ألأسباب التى جعلت روما متقدمة أن الأباطرة الذين كانوا على مذهب آريوس لم يكونوا يعبثون بها أو يهتمون بأمرها بل كان كل جهدهم فى مقاومة وإضطهاد بطاركة مصر والحط من شأن الأسكندرية (تعليق من الموقع: لأن الأريوسيين كان هدفهم تحطيم العقيدة الأرثوذكسية فى مصر لأن المصريين كانوا أكبر الماقومين لهم وأعظمهم شأناً وكانوا ذو صلابة شديدة وعندما تعرض أساقفة روما للإضطهاد الأريوسى من قبل الباطرة لم يصمدوا وأعتنقوا المذهب الأريوسى).

وفى مجمع سرديكا المنعقد سنة 343 م ( وهو مجمع غير عام تقصد غير مسكونى) فازت روما بالحصول على قانون عام يقضى بإستئناف المشاكل (الخلافات) إلى بابا روما بإعتباره حكماً فى المسائل المتنازع فيها.

وفى مجمع القسطنطينية سعت روما فى الحصول على إثبات دعواها بطريقة قانونية ليس فيما يختص بالرئاسة - لأنه لا يسمح لها بها - بل فيما يختص بالأسبقية والأولوية.

وكان لغراطيانوس وأبيه قوة فى الإمبراطورية الرومانية الغربية ولذلك إدعوا الرئاسة على الإمبراطورية البيزنطية الشرقية، وهذا كان الوقت المناسب لما يدعيه الأساقفة الجالسين على كرسى روما فى حقهم فى الأولوية على باقى الكنائس، خاصة أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس (حكم على الجزء الشرقى من الإمبراطورية الرومانية) كان تحت رحمة إمبراطور أوروبا، فلم يستطع التدخل فى مسألة الأولوية أو البحث فيها، ولكنه كان يتمنى لو ان عاصمة مملكته (القسطنطينية) تحصل على الدرجة الثانية فى الترتيب.

وإنتهى الأمر بصدور قانون فى مجمع القسطنطينية يخول لروما حق الرئاسة والقسطنطينية تالية (المركز التالى) وصارت الأسكندرية فى المركز الثالث بين كراسى البطاركة، وكان تيموثاوس بطريرك الأسكندرية عضو فى هذا المجمع غاضباً ساخطاً.

ولكن أخذ هذا المجمع فى أن يجعل هذا الكرسى فى الدرجة الثانية بعد روما والقسطنطينية التى أطلق عليها روما الجديدة، فدخلت الكرامة الزمنية في الكنيسة إذ جعل المجمع كرامة الإسكندرية بعد روما بكونها العاصمة والقسطنطينية بكونها روما الجديدة مراعاه لخاطر الإمبراطورين للشرق والغرب، فانسحب البابا والأساقفة المصريين من المجمع إحتجاجاً على تصرف المجمع المخالف لتصرف الكنيسة ونظمها وتقاليدها الذى أستمر لمدة أربعة قرون من قبل.

وكان إجتماع هؤلاء الاباء فى سنة 5881 للعالم التى توافق 381 ش.

البدع والهرطقات المعاصرة

1 - بدعة مقدونيوس - توابع البدعة الآريوسية:

يقول الأنبا يوساب أسقف فوة (2): "وقد رعى هذا البابا رعية المسيح وحرسهم من ذئاب آريوس وسبليوس وفى السنة السادسة من رياسته حكم الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير على الإمبراطورية الرومانية وفيها إجتمع مجمع القسطنطينية وحضره 150 أسقفاً، وكان سبب إجتماعهم هو: -.

الحكم على مقدونيوس أسقف القسطنطينية، لأنه إبتدع بدعه عن الروح القدس إذ قال: أن الروح القدس مخلوق كسائر المخلوقين.

الحكم على باسيليوس الذى كان اسقفاً على لونية وكفر وأعتقد أن الآب والإبن والروح القدس وجه واحد وأقنوم واحد.

2 - بدعة أبوليناريوس:

من البدع والهرطقات التي أطلقت في زمن البابا "تيموثاوس الاول"، نذكر بدعة يدعى "أبوليناريوس" - ومضونها هو: "أن الرب إتخذ جسداً حيوانى خال من النفس العاقلة الناطقة، وأن اللاهوت قام للجسد مقام النفس والعقل".

وقد حدث، أن بعض الآباء، عندما رأوا هذه البدع والأقكار تنتشر بين البسطاء من الناس ذهبوا إلى الإمبراطور وطلبوا ان يأمر بجمع مجمع ينظر فى افكار هؤلاء الهراطقة الذين خرجوا عن الإيمان فأجاب الإمبراطور لطلبهم فأرسل إلى منفيوس بابا روما، وإلى الأب (البابا) تيموثاوس الأول بطريرك الإسكندرية وإلى ميليتيوس بطريرك أنطاكية وإلى كيرلس أسقف أورشليم أن يحضروا معهم الأساقفة المتبحرين فى الكتاب المقدس من بلادهم، فحضر هؤلاء الآباء 150 أسقفاً، وأجتمعوا بالقسطنطينية، ولم يحضر بابا روما، بل أرسل نواباً حضروا المجمع ومعهم رسالة بخطه.

وكان رئيس المجمع البابا تيموثاوس ألول بابا الإسكندرية الـ 21 فإستدعى مقدونيوس وسأله عن عقيدته فى الروح القدس فقال: "إن الروح القدس مخلوق كسائر الناس" فقال له: "إن الروح القدس عندنا هو روح الرب الإله، وإذا قلنا أن الروح مخلوق فيكون الرب عديم الحياة ومخلوق فإرجع عن هذا الفكر"، فلم يرجع عن أفكاره فقطعه البابا تيموثاوس والمجمع وأسقطه.

ثم قال لـ سبليوس: "قل أعتقادك" فقال: "أن الثالوث وجه واحد وأقنوم واحد"، فرد البابا تيموثاوس: "لنفرض إن الثالوث، كما تعتقد إقنوماً واحداً، فقد بطل ذكر الثالوث، وبطلت معموديتك لأنها كانت بإسم الآب والإبن والروح القدس، وأنت جحدت الثالوث، ويكون على رأيك الثالوث تجسد وتألم ومات وبطل قول الإنجيل المقدس أن الإبن قايم فى الأردن وروح القدس نازله عليه من السماء والآب يناديه من العلو فإرجع من هذا الفكر"، فلم يرجع، فقطع.

ثم قال لأبولبناريوس: "قل إعتقادك" فقال: "أن الرب إتخذ جسداً حيوانى خال من النفس العاقلة الناطقة" ورد البابا تيموثاوس: "تجسدت كلمة الإله بطبيعتنا لكى يخلصنا، فإذا كان قد إتحد بالجسد الحيوانى فقط الذى هو خالى النفس العاقلة الناطقة فهو إله لا يخلص البشر بل الحيوان لأن النفس لا تقوم إلا بالنفس العاقلة الناطقة ومعها بكون الدينونة والحساب فى اليوم الأخير وبها ينال النعيم والعذاب فقد بطل منفعة الجسد، وكيف يقول السيد المسيح عن ذاته انه إنسان وهو لم يتحد بالنفس العاقلة فإرجع عن هذا الفكر" فلم يرجع فقطعه أيضاً. وحرموا الثلاثة بفم المجمع وكل من يعتنق فكرهم ثم زادوا فى الأمانة (قانون الإيمان) من عند: نؤمن بالروح القدس.. إلى آخره لأن ألاباء الثلثمائة والثمانية عشر وضعوا قانون الإيمان حتى عبارة "الذى ليس لملكه إنقضاء".

ووضعوا أيضاً قوانين أخرى فى هذا المجمع ما زالت عند باقى الكنائس - حتى هذا اليوم - وما زالوا يستعملونها بمثابة شريعة وقوانين.

أعمال البابا تيموثاوس الأول

1 - بناء كنائس جديدة وترميم الكنائس القديمة

لقد إهتم البابا تيموثاوس بالكنائس كثيراً وخاصة بالأسكندرية وحولها وبنى العديد من الكنائس وجدد ورمم االكنائس التى كانت تحتاج لإصلاح وبنى نواويس برسم دفن الغربه، وقد تميز هذا البابا بأنه كان عالماً فاضلاً غزير فى المعلومات اللاهوتية ذو ثقافة وذو منطق فرد كثيرين من أتباع أريوس ومقدنيوس إلى الإيمان الأرثوذكسى.

2 - إصدار قوانين وقرارات كنسيُة جديدة

لقد اصدر البابا تيموثاوس جملة من التعليمات للأساقفة والقسوس - بهدف الإصلاح - لكي يهتدون بها فى أداءهم لكافة أمور الخدمة منها: -.

+ يتحمل الكاهن على نفسه مسئولية إذ هو رفض إتمام عقد زواج، يظنه غير قانونى كأن زواج الرجل بأخت زوجته المتوفاة.

+ وفى قانون آخر لا يجوز الصلاة على رجل إنتحر وهو مختل القوى العقلية.

+ وكتب رداً على سؤال وجه إليه وقال "إن الذين يأكلون سهواً قبل المناولة لا يجوز حرمانهم من تناول الأسرار المقدسة لهذا السبب، لأن الشيطان كثيراً ما يتخذ هذه الطرق لمنع الآدميين من العشاء الربانى، فإذا نحن حرمناهم منه فنكون كمن ساعده على تضليله".

الأباطرة المعاصرون للخدمة

Gratian - الإمبراطور جراتيان

388م - 388م

Gratian - الإمبراطور جراتيان
.

MAGNVS - ماجنيوس

388م - 388م

MAGNVS - ماجنيوس

Valentinian II - الامبراطور فالنتينيان الثانى

375 م - 392 م

Valentinian II - الامبراطور فالنتينيان الثانى

Theodosius I the Great - الامبراطور ثيؤدوسيوس الأول

379 م – 395 م

Theodosius I the Great - الامبراطور ثيؤدوسيوس الأول

النياحة لقد اهتم بالعمل الرعوي وترميم الكنائس حتى تنيح في 26 أبيب 101 ش - 20 يوليو 385 م. وفي مرجع آخر - فقد ذكر الأنبا إيسيذوروس: "كانت مدة خدمته فى هذه الرتبة 6 سنين، وجاء فى نسخة لندن لأنها 9 سنين ونصفاً. وكذلك ذكر الأنبا ساويريس إبن المقفع:" كان مدة مقامه على كرسى الأسكندرية تسع سنيناً ونصف.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح