23 – البابا ثاؤفيلوس – Theophilus – الأستاذ أشرف صالح


23 - البابا ثاؤفيلوس - Theophilus

تابع بطاركة القرن الرابع الميلادي.

23 - البابا ثاؤفيلوس - Theophilus

385 م - 412 م

مقدمة

كان البابا تيموثاوس الأول قد تنيح في عام 385م، وبمجرد خلو الكرسي الباباوي ممن يشغله، إجتمع الآباء أساقفة الكنيسة، يشاركهم بعض من الأكليروس وشعب الكنيسة بالأسكندرية، من أجل إختيار البابا الذي سيخلفه على الكرسي الباباوي، فإتفق الأساقفة المصريبن على إختيار ثاؤفيلوس للجلوس على الكاتدراء المرقسي. وكان البابا ثاؤفيلوس، قبل الجلوس على الكاتدراء المرقسي، أحد تلامذة القديس البابا أثناسيوس الرسولي، وقد كان له دوراً بارزاً في مقاومة البدعة الآريوسية.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

لقد كان إختيار ثاؤفيلوس، للجلوس على الكاتدراء المرقسي، في يوم 22 مسرى، الموافق 16 أغسطس من عام 385م.

23 - البابا ثاؤفيلوس - Theophilus

البابا ثاؤفيلوس.

أعمال البابا ثاؤفيلوس

من الأعمال التي تُحسب لقداسة البابا ثاؤفيلوس - بابا الكنيسة القبطية الثالث والعشرون - ما يلي:

أول بابا يُطلق على كنيسة الأسكندرية إسم (الكنيسة القبطية)

يُحسب للبابا "ثاؤفيلوس" - أنه الأول في باباوات الكنيسة القبطية، الذي أطلق على كنيسة الاسكندرية إسم - أومُصطلح "الكنيسة القبطية".

بناء كنيسة بإسم القديس يوحنا المعمدان وإليشع النبي

يُحكى أن سيدة كانت قد عثرت على كنز، وقامت بتسليمه للبابا "ثاؤفيلوس"، الذي قام على التصرف فيه، ببناء كنيسة فخمة تحمل إسم يوحنا المعمدان وإليشع النبي.

أهم الأحداث المُعاصرة

من جملة الأحداث التي عاصرها البابا ثاؤفيلوس - البطريرك الثالث والعشرون في بطاركة الكنيسة القبطية - نورد ما يلي تباعاً:

إنقسام الكنيسة القبطية

تقول المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر: "وكان لكرسى الإسكندرية المركز الأول بين كراسى المسكونة أجمع، ولما بدأ هذا المجمع يبحث فى هذا الموضوع الشائك وهو وضع لترتيب معروف لمراكز البطريركات المختلفة فى العالم، كان الجميع على إتفاق تام فى هذا الموضوع، ففى القرنين الأولين كانت الكراسى الخمسة من الدرجة الأولى هم: -.

الإسكندرية، وروما، وأنطاكية، وأورشليم، وقيصرية.

وكان للكرسى السكندرى الأولوية على هذه جميعها، وكان كرسى روما يتقد حسداً لتقدم كرسى الأسكندرية عليه، ولكن بطاركة الأسكندرية الذين إشتهروا بالرقة واللطف وحسن المجاملة والمحبة المسيحية الحقيقية رضوا بحل هذه المشكلة ولو إقتضى الأمر إلى التنازل عن أفضليتهم.

كانت الرئاسة الفعلية والخطاب العام الذى يصدر سنوياً، ومدون فيه تاريخ عيد الفصح (الذى سيعيد فيه جميع المسيحيين)، كان يصدر من بطريكية الأسكندرية، فلما إعتنق الأمبراطور قسطنطين المسيحية، أنشئ مدينة القسطنطينية، فصار لمدينته (العاصمة) مركز بين البطريركيات الأصلية، ودخلت فى البداية بينهما - فمن المعروف أن هذه الكراسى أنشأها التلاميذ والرسل.

إنعقاد المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية

لقد التأم المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية سنة 381، بناء على دعوة الإمبراطور ثيوذوسيوس الكبير.

وعلى الرغم من المشاكل الكثيرة والتعقيدات المتعدّدة التي حدثت بسببه، ومنها أن أبرشيات الغرب بما فيها روما لم تُدعَ إلى المشاركة فيه، اعتبره القديس غريغوريوس واحداً من أربعة مجامع يحترمها ويجلّها كما يحترم ويجلّ الأناجيل الأربعة المقدسة. رَأس المجمع أولاً أسقف انطاكية ملاتيوس الذي توفّي أثناء إلتئامه، فأُسندت رئاسته إلى القدّيس غريغوريوس اللاهوتي، وكانت قد أُقيمت عليه دعوى لخرقه القوانين التي تمنع انتقال الأساقفة لانتقاله من إبراشيته إلى كرسي القسطنطينية، فإستعفى، وترأس مكانه خلفه في أسقفية القسطنطينية نكتاريوس.

إندثار العبادة الوثنية وزوالها

لقد حدث ان بدأت المعارضة المسيحية الرافضة لوجود االوثنية، في عهد ثيؤدوسيوس الأول في عام 381م، بعد أول عامين من حكمه في الإمبراطورية الرومانية الشرقية.

ففي ثمانينيات القرن الرابع الميلادي، كرر ثيودوسيوس الأول الحظر الذي فرضه قسطنطين على بعض ممارسات الدين الروماني، وأعلن أن القضاة الذين لم ينفذوا القوانين ضد تعدد الآلهة سيتعرضون للملاحقة الجنائية، وقضى على بعض الجمعيات الوثنية، ولم يعاقب منفذي الإعتداءات على المعابد الرومانية. في عام 360 م جرّم الامبراطور ثيودوسيوس الأول المثلية الجنسية، إستنادًا إلى إدانة العهد الجديد لها. حيث كانت المثلية الجنسية مباحة أيضاً في الدين الروماني.

وفي الفترة ما بين عامي 389 و392م، أصدر المراسيم الثيودوسية، والتي أحدثت تغييراً كبيراً في سياساته الدينية، والتي أزاحت المسيحيين غير النيقيين من الكنيسة وألغت آخر الأشكال المتبقية من الدين الروماني عن طريق جعل العطلات الدينية الوثنية أيام عمل، وحظر تضحيات الدم، وأغلق المعابد الرومانية، وصادر ثروات المعابد الوثنية، وأنهى عمل عذارى فيستال.

منع ممارسة أعمال السِحر وتجريمها

أيضًا تمت معاقبة ممارسة السحر، ومنع ممارستها من الأساس، حيث رفض ثيودوسيوس الأول إستعادة مذبح النصر في مجلس الشيوخ، على الرغم من طلب أعضاء مجلس الشيوخ الروماني غير المسيحيين.

في عام 392م - أصبح الإمبراطور الوحيد. منذ هذه اللحظة وحتى نهاية حكمه في عام 395م، بينما واصل غير المسيحيين طلب التسامح الديني، أمر ثيودوسيوس، أو أذن بـ - أو على الأقل فشل في معاقبة منفذي - إغلاق أو تدمير العديد من المعابد والأغراض والمواقع المقدسة في جميع أنحاء الإمبراطورية.

منع نشر العقيدة المانوية ووقف الإحتفالات الأوليمبية

في عام393 م - أصدر قانونًا شاملاً يحظر أي عادات دينية غير مسيحية عامة، وكان قمعيًا بصفة خاصة للمانويين.

ومن المحتمل أن يكون قد أوقف الألعاب الأولمبية القديمة، التي سجل آخر إحتفال بها في عام 393م، على الرغم من أن الأدلة الأثرية تشير إلى أن بعض الألعاب إستمرت بعد هذا التاريخ.

واقعة إكتشاف كنز والبابا يُخصصه لبناء كنيسة

يُحكى أنه كانت هناك إمرأة غنية من رومية، توفي زوجها وترك لها ولدين، فأخذتهما وأخذت معها مالا كثيراً وأيقونة الملاك روفائيل وحضرت إلى الإسكندرية، فلما سمعت باهتمام الأب البطريرك بإزالة هذه الأكوام تقدمت إليه بغيرة صادقة وقدمت له الأموال الكافية لتحقيق غرضه، وحدث بعد إتمام العمل، أن ظهر تحت أحد الأكوام كنز مغطى ببلاطة نقش عليها بالقبطية ثلاثة أحرف ثيطة أي [(ث) Q، فلما رآها الأب ثاؤفيلس، علم بإرشاد الروح القدس سر هذه الحروف، وقال "لقد أتى الزمان الذي يظهر فيه هذا الكنز، لأن الثلاث ثيطات قد إجتمعت في زمان واحد، وهم ثآؤس - أي الله - ثاؤدسيوس الملك إبن أركاديوس بن ثاؤدسيوس الكبير، وثاؤفيلس البطريرك - ويعنى ذاته"، ووجد أن تاريخ هذا الكنز يوافق زمان الإسكندر بن فيلبس المقدوني - أي منذ سبعمائة سنة.

في أعقاب ذلك، أرسل البابا ثاؤفيلس إلى الملك يعرفه بذلك، ويطلب إليه الحضور، فحضر الملك ورأى الكنز، ثم أمر بمنح مبلغ كبير للبابا ثاؤفيلس، فبنى عدة كنائس، وقد بدأها ببناء كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان وأليشع النبي، ونقل جسديهما إليها، وهى التي كانت معروفة يومئذٍ بالديمارس، ثم كنيسة على اسم السيدة العذراء، ثم كنيسة على اسم الملاك روفائيل بالجزيرة، وسبع كنائس أخرى.

أما ولدا المرأة التي حضرت من رومية، فقد رسمهما أسقفين، ولما رأى الملك صدق عزم الأب البطريرك وإهتمامه ومحبته في عمارة الكنائس، أمر له بمال البرابي التي في ديار مصر كلها، فحولها إلى كنائس وأماكن لإضافة الغرباء، وعين لها أوقافاً.

أعمال البابا تيموثاوس الأول

1 - بناء كنائس جديدة وترميم الكنائس القديمة

لقد إهتم البابا تيموثاوس بالكنائس كثيراً وخاصة بالأسكندرية وحولها وبنى العديد من الكنائس وجدد ورمم الكنائس التى كانت تحتاج لإصلاح، وبنى نواويس برسم دفن الغربه، وقد تميز هذا البابا بأنه كان عالماً فاضلاً غزير فى المعلومات اللاهوتية ذو ثقافة وذو منطق فرد كثيرين من أتباع أريوس ومقدنيوس إلى الإيمان الأرثوذكسى.

الأباطرة المعاصرون للخدمة

[أباطرة الإمبراطورية الرومانية - فترة ما بعد الإنقسام]

Theodosius I the Great - الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول

379 م – 395 م

Theodosius I the Great - الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول

الإمبراطور ثيؤدسيوس الأول

لقد عُين ثيودوسيوس الأول - (يطلق عليه أيضًا اسم "العظيم") - إمبراطورًا للدولة الرومانية في سنة 378 م.

إعلان المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية

لقد تبنى الإمبراطور ثيودوسيوس الأول مسئولية الحفاظ على بقاء المسيحية في الإمبراطورية، حيث أعلن المسيحية كديانة الإمبراطورية الرومانية الرسمية في عام 380 م، وجعل منها دينًا وحيدًا للامبراطورية في العام 391م.

الإمبراطور ثيؤدسيوس الأول وتقسيم الإمبراطورية الرومانية

في نحو العام 379م - قام الإمبراطور ثيودوسيوس الأول - بتقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، لينتهي بذلك عصر الإمبراطورية الرومانية الموحٌدة، ولتبدا الإمبراطورية الرومانية فترة ما بعد الإنقسام، حيث قام الإمبراطور ثيؤدسيوس الأول بتعيين إبنيه "أركاديوس"، و "هونوريوس"، على كل قسم من قسمي الإمبراطورية لولديه.

فتولى إبنه (أركاديوس) - حُكم القسم الشرقي من الإمبراطورية، والذي عرف بإسم: [الإمبراطورية البيزنطية الشرقية]، بينما تولى الإبن الثاني (هونوريوس) - حُكم القسم الغربي من الإمبراطورية، والذي ظل مُحتفظاً بذات المسمى القديم: [الإمبراطورية الرومانية الغربية].

[ الإمبراطورية الرومانية ما بعد التقسيم إلى قسمين شرقي وغربي ]

[الإمبراطورية الرومانية ما بعد التقسيم إلى قسمين شرقي وغربي].

معاهدة صلح بين الإمبراطورية الرومانية وقبائل القوط

عقد صلح مع القوط الغربيين ممثلين في قائدهم فريتيجيرن عام 379م. بقي الطرفان متصالحين حتى موت ثيودوسيوس الاول عام 395م.

وفي ذلك العام قام القوط الغربيون، بتعيين "ألاريك الأول" - كملك لهم بينما تولى أبناء ثيودوسيوس حكم الإمبراطورية.

فتولى آركاديوس حكم المناطق الشرقية فيها وهونوريوس الغربية منها.

Honorius - الإمبراطور هونوريوس

[إمبراطور القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية]

393 م – 424 م

Honorius -الإمبراطور هونوريوس

Arcadius - الإمبراطور أركاديوس

[إمبراطور القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية]

395م – 408م

Arcadius - الإمبراطور أركاديوس

[تابع أباطرة القسم الشرقي المعاصرين للخدمة]

Theodosius II - الإمبراطور ثيؤدسيوس الثاني

ثيؤسيوس الصغير

408 م – 450م

Theodosius II  - الإمبراطور ثيؤدسيوس الثاني

[إمبراطور القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية].

النياحة

بعد أن مكث على كاتدراء مرقس الرسول، قائماً على أمور الخدمة في الكنيسة خير قيام، راعياً لشعبها خير رعاية، أكمل أيامه في سيرة مرضية لله، إنتقل البابا ثاؤفيلوس من هذا العالم بسلام في يوم 18 بابه لسنة 129 للشهداء - الموافق 15 أكتوبر من عام 412 م.

المحتويات


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح