17 – البابا بطرس الاول (البابا بطرس خاتم الشهداء) – peter 1 – الأستاذ أشرف صالح


17 - البابا بطرس الاول (البابا بطرس خاتم الشهداء) - peter 1

تابع بطاركة القرن الثالث / الرابع الميلادي.

17 - البابا بطرس الاول - peter 1

(البابا بطرس خاتم الشهداء)

285م - 305م

مقدمة

ولد القديس البابا بطرس من أبوين مسيحيين، ونشأ نشأة مسيحية روحية قويمة، وكان أبوه في الأصل - قساً، وكان هو وزوجته ينتظران أن يُكلل الرب زواجهما بثمرة، وأن ينجبا طفلاً، وقد حدث أن كانت الزوجة في ذات يوم تُصلي في كنيسة القديسين بولس وبطرس لحضور صلاة الإحتفال بتذكار إستشهادهما، في يوم الخامس من شهر أبيب، وبينما كان الإحتفال قائم، كانت الزوجة تتضرع إلى الله بالدموع أن يهبها إبناً، وكانت تتشفع بالقديس بطرس الرسول، ثم ذهبت إلى بيتها وهي حزينة، وفي أثناء نومها رأت حُلماً - مضمونه: أنها أنجبت ولداً من قبل الله، فطلب منها زوجها أن تذهب إلى البابا "ثاؤنا"، وتقص عليه حُلمها، فلما إستيقظت في صباح اليوم التالي، قصدت الذهاب إلى البابا ثاؤنا، ورَوَت له ما رأته في الحلم، فبشرها البابا ثاؤنا بأنها سوف تُرزق بإبن، وستدعو إسمه "بطرس" - وبالفعل - حدث أن حملت بعد فترة، ورُزقت بإبن، وأسمته "بطرس"، وللوقت، قام إبيه على تنشأته نشأة مسيحية قويمة، وغرس فيه محبة الكنيسة، وألحقه بالخدمة فيها، فتدرج في المراتب الكهنوتية، بدايةً من رسامته شماساً بدرجة "أغنسطس" [قارئ]، حتي وصل إلى درجة شماس البابا.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

بعد أن تنيح البابا "ثاؤنا" في عام 285م، تولي تلميذة "بطرس" - الخدمة الباباوية، وكان ذلك في وقت فترة الإضطهاد الأليمه، التي كانت الكنيسة تعيشه في خلال عصر حكم الإمبراطورين "مكسيميان"، و "دقلديانوس".

أهم الأحداث المعاصرة

إضطهاد الإمبراطور مكسيميان

إضطهاد الإمبراطور دقلديانوس

مشاهير الشهداء في إضطهاد عصر الإمبراطوران

دقلديانوس ومكسيميان

الشهيد العظيم مارمينا العجائبي

[تذكار إستشهاده 15 هاتور - عام 304م].

الشهيد العظيم مارمينا العجائبي

الشهيد العظيم القديس مارمينا.

ولد الشهيد العظيم مارمينا (الشهير بالعجائبي)، في نيصص قرب مدينة ممفيس في مصر، في سنة 285 م، وكان أبواه مسيحيين مشهود لهما، وإسم أبوه أودكسيس، وأسم أمة أفومية، وكانت والدته عاقر، ليس عندها أولاد، وكانت تصلي بدموع كثيرة أمام صورة القديسة الطاهرة العذراء مريم وتطلب منها أن تتشفع لها عند الرب لينعم عليها بطفل، وفي مرة عندما انتهت من الصلاة سمعت صوت يقول "آمين"، وعندما إستجاب لها الرب، وأعطاها أبنا سمته مينـا، وكان أبوه يحتل مركزا كبيرا في الإمبراطورية الرومانية، ولكنه مات عندما كان عمر مينا 14 عاماً.

الشهيد العظيم بروكبيوس

[تذكار إستشهاده - عام 305م].

الشهيد العظيم بروكبيوس

الشهيد العظيم القديس بروكبيوس.

المولد والنشأة

ولد القديس بروكوبيوس في أورشليم من أب مسيحي وأمّ وثنيّة.

ولقد كان إسمه في الأساس كان نيانيس.

وإثر وفاة والده أنشأته أمه بالكامل على الوثنيّة الرومانية. ولمّا كبر وقعت عين الأمبراطور دقلديانوس عليه في إحدى المناسبات فضمّه إليه. ولمّا أطلق الأمبراطور حملة ضد المسيحيين أقام نيانيس على رأس مُفرزة من العسكر أوفده إلى الإسكندرية ليتخلّص من المسيحيّين هناك.

السلوك في طريق الرب

وفي الطريق حصل له شبه ما حصل لشاول الطرسوسي (القدّيس بولس) في طريقه إلى دمشق. فقبل الفجر، حدث أن إهتزّت الأرض بعنف وظهر له الربّ يسوع - قال له: "إلى أين أنت ذاهب وعلامَ أنت ثائر؟" فارتجّ نيانيس وأجاب: "مَن أنت يا سيد؟ لا يمكنني أن أتبيّنك". ثمّ إنّ صليباً برّاقاً، كمن البلّور، ظهر له في السماء وخرج من الصليب صوتٌ يقول: "أنا يسوع، ابن الله المصلوب"، وتابع السيد قائلاً: "بهذه العلامة التي رأيت سوف تقوى على أعدائك وعليك سلامي".

بداية رحلة الجهاد والإحتمال وإكليل الإستشهاد

وقد بدأت رحلة جهاد القديس بروكوبيوس ـ دفاعاً عن إيمانه، بعد أن غيّر ظهور الرب نيانيس. وقد أوصى على صليب كالذي عاينه في كبد السماء. وبدل أن يتحرك على المسيحيّين كما شاءه دقلديانوس وجّه جنده ضّد القبائل الذين إعتادوا أن يهاجموا أورشليم ليغزوا ويسبوا النساء.

وقيل إنه حقّق عليهم نصراً كاسحاً، ودخل أورشليم وأطلع أمّه على كونه صار مسيحياً. وفي ذلك الحين، كانت أمّه بعد وثنيّةً شرسة، فوشت به. جيء به للمحاكمة،.

فنزع سيره العسكري وسيفه وألقاهما أرضاً مبدياً أنّه لم يعد جندياً إلا في عسكر المسيح الملك. أُخضِع للتعذيب وأُلقي في السجن. ظهر له الربّ يسوع ثانية وعمّده، وأعطاه إسماً جديداً هو بروكوبيوس. بعد سلسلة من العذابات التي تعرّض لها بروكوبيوس جرى قطع رأسه في قيصرية فلسطين.

الشهيد العظيم جورجيوس الكبادوكي [مارجرجس الروماني]

[تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285م].

الشهيد العظيم جورجيوس الكبادوكي [ مارجرجس الروماني ]

الشهيد العظيم القديس جورجيوس الكبادوكي.

(مارجرجس الروماني).

سيرة الشهيد العظيم مارجرجس الروماني.

المولد والنشأة الأولى

ولد "جورجيوس" في سنة 280م، في مدينة اللد في ولاية فلسطين السورية، لأبوين مسيحيين من النبلاء.

كان أبيه والي اللد، ويُدعى الأمير أنسطاسيوس.

وكانت والده تُدعى ثاؤبستا.

وكان لديه شقيقتان تكبرانه - الأولى تدعى كاسيه، والثانية تدعى مدرونة.

وقد حدث أن توفي والده، فإعتنت به والدته، وأنشأته في جو عائلي مسيحي.

الإنضمام إلى سلك الجندية الرومانية ومقاومته للإضطهاد

لما بلغ جورجيوس السابعة عشرة دخل في سلك الجنديّة، وترقّى إلى رتبة قائد ألف في حرس الإمبراطور الروماني، كان الرومان يضطهدون المسيحيين في تلك الفترة، لكن مار جرجس، لم يَخٌفِ عقيدته المسيحية رغم إنضمامه للجيش الروماني، مما أغضب الإمبراطور دقلديانوس، فأخضع القديس لجميع أنواع التعذيب لردّه عن دينه، لكن دون جدوى.

رحلة جهاده من أجل الإيمان وختامها بإكليل الإستشهاد

وقد إحتمل جورجيوس آلالام العذاب الشديد الذي تعرض له على مدى سبعة سنوات كاملة، ثم إستخدام أبشع وسائل التعذيب من أجل إثناءه عن إيمانه ـ إلا ان جميع محاولات مضطهدية، كانت قد باءت بالفشل أمام قوة إيمانة، وعظمة ثباته، وصُموده وإحتماله العجيب.

كما أنه مات على إسم السيد المسيح ثلاث ميتات، بينما كان إستشهاده في الميته الرابعة.

العديد ممن شاهدوه معذّباً تحولوا إلى المسيحية، حتى الإمبراطورة ألكساندرا زوجة الإمبراطور.

بعد وفاته أعيدت رفاته لتدفن في مسقط رأسه بمدينة اللد بفلسطين.

ألقاب الشهيد العظيم مارجرجس الروماني

مار جرجس:

مار هي كلمة سريانية وتعني السيد، وجريس أو جرجس أو جورج باللغات الأخرى. مار جرجس الملطيّ: وذلك نسبة إلى مدينة ملطية موطن آباء القديس وأجداده وهى تقع في إقليم كبادوكيه بآسيا الصغرى (تركيا حالياً)، ولذلك يطلق عليه أحياناً إسم مار جرجس الكبادوكي، وقد أصبح التعبير السرياني مار جرجس هو الأكثر سائداً بين الشعب القبطى في الاستعمال الكنسي، وخاصة في الكنائس العربية والشرقية. جيئورجيوس: وهي من الأصل اليوناني، وترجمته عربياً: فلاح أو عامل في الأرض، وهي كناية كنسية لقّب بها، وتعبر عن أن القديس كان قد فقد فلح في حقل الملكوت وإشتغل في كرم الرب. مارجرجس الفلسطيني: وذلك لأن والدته كانت من مدينة اللد بفلسطين. مارجرجس الكبير:

تميزاً له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم. مارجرجس الرومانى: لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الرومانى كاملة وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر في عام 212م، ويقضى بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الامبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين. سان جورج: وهو الاسم الذي يعرف به القديس في الكنيسة الغربية. أمير الشهداء: وهو أشهر لقب للقديس وتقول الرواية ان السيد المسيح أعطاه هذا الاسم. سريع الندهة: وهو اللقب الشعبي المعروف به القديس بين أقباط مصر.

حقيقة التنين المطعون بحربة من الشهيد العظيم مارجرجس الروماني

هناك قصة قديمة تُفسر لنا حقيقة التنين الذي يظهر القديس العظيم في الشهداء مارجرجس الروماني، وهو يطعنه بالحربة، مضمونها - أنه في مدينة بيروت، حيث تغلب على التنين وقتله، وأقيمت على إسمه منطقة معروفة تاريخياً في العاصمة اللبنانية، هذه الرواية المعتمدة، أما في روايات أخرى فيقال أنه في اللد في فلسطين أو مدينة سيريني في ليبيا، كان هناك تنين بنى عشه في مدخل نبع للماء. وكان السكان المحليين يحاولون إخراج التنين من عشه لكي يستقوا من مياه النبع، حيث كان المصدر الرئيس للماء في المدينة. ولكي يخرجو التنين كانوا يومياً يضعون له خروف كغذاء، وعندما نفذت الخراف، كانوا يضحون بشخص يتم إختياره بالقُرعة.

قصة الأميرة التي تظهر في صورة الشهيد العظيم مارجرجس الروماني د

وحدث انه كانت الضحية أميرة محلية، وحينها تشفع والدها بالقديس جرجس، فظهر مارجرجس وأنقذ الاميرة، بحيث يقوم بمقاتلة التنين متحامياً بالصليب، ثم يتغلب على التنين، ويقتله محرراً الأميرة. ولكي يظهر السكان إمتنانهم أعتنقوا المسيحية. وهناك قصص وروايات أخرى تعود للعصور الوسطى والتي أساسها أساطير اغريقية ويونانية قديمة.

الشهيد العظيم أبوفام الأوسيمي

[تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285م].

الشهيد العظيم أبوفام الأوسيمي

الشهيد العظيم القديس أبوفام الأوسيمي.

المولد والنشأة الأولى:

ولد الشهيد العظيم أبو فام الأوسيمي في أواخر النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي في مدينة أوسيم (بالجيزة) من أبوين تقيين - هما أنسطاسيوس (أنستاسيوس)، وسوسنة، وكان والده أنسطاسيوس رجلًا غنيًا جدًا وتقيًا محبًا للفقراء والمساكين، كما كانت أمه سوسنة إمرأة مُتعبدة، تسلك في وصايا الرب بلا لوم.

وما أن إشتد عود الصبي حتى أرسله والده إلى كاهن قديس يدعى أرسانيوس ليتتلمذ على يديه لكي يعلمه الكتب المقدسة وتعاليم الكنيسة (وهو في التاسعة من عمره)، وبالرغم من الغِنَى الشديد الذي كان يحيط بالصبي إلا أنه عاش حياة نسكية زاهدة.

في إحدى المرات إذ كان ماضيًا إلى المكتب وبصحبته أحد الغلمان، رآه مجذوم فسأله صدقة، وإذ مدّ يده ليهبه صدقة شُفي المريض في الحال، إندهش الكل وشعروا أنه سيكون لهذا الفتى شأن عظيم، وقد طلب الكاهن نفسه من الغلام أن يباركه.

وفي نفس الليلة ظهر ملاك للكاهن يخبره بما سيكون أمر هذا الفتى. أما بيفام فازداد انسحاقًا أمام الله، وصار يصوم كل يوم حتى المساء، محوِّلًا مخدعه إلى قلاية للعبادة.

واقعة ظهور السيد المسيح له:

إذ صار يعبد الله بتقوى وأمانة ظهر له السيد المسيح ومعه القديسة مريم والدة الإله ورئيس الملائكة غبريال، وقد أنبأه السيد المسيح انه سينال إكليل الشهادة. وفي الصباح شاهده أولاده بوجه مضيء وقد فاحت من حجرته رائحة بخور طيبة.

أخبر القديس بيفام صديقه تاوضروس الذي صار فيما بعد أسقفًا على أوسيم، وهو الذي كتب سيرة القديس في ميمر، بما رآه.

أبو فام وحياة البتولية المُبكرة:

في عيد السيدة العذراء أقام والداه وليمة محبة للفقراء كعادتهما، وبعد الوليمة، فاتحاه في أمر زواجه، فأجابهما: "إني أحرص أن أكون بتولًا إلى أن أقف أمام منبر السيد المسيح إلهي"، فصمت الوالدان، وبعد أيام تنيح والده، صار الإبن يمارس أعمال الرحمة التي ورثها عن والده.

واقعة رؤية الانبا سرابيون:

روى ناسك قديس يُدعى سرابيون للقديس تاوضروس أنه أبصر رؤيا من جهة القديس أبي فام، مضمونها: أن ملاكًا حمله إلى أوسيم، وأراه في غربها سطانائيل (الشيطان)، وجنوده، في مناظر مخيفة ومرعبة، وكان سطانائيل يقول: { "الويل لي، الويل لي اليوم من هذا الفتى بيفام بن أنسطاسيوس لأنه تركني واتبع وصايا الله، ولا أقدر أن أغلبه ولا أن أضعفه سريعًا..." ثم إنطلق به إلى شرق المدينة ليريه سبعة كراسي مملوءة مجدًا، ولما سأل الملاك عنها، أجابه: "هذه سبع فضائل إقتناها الفتى الحكيم بيفام بحفظ وصايا الله وكمالها بالفعل وهي:" التواضع، الطهارة، البتولية، الصلاة، الصبر، المحبة "}.

لاحظ أن كرسي المحبة يضئ أكثر من بقية الكراسي، كما رأى الأشخاص الروحانيين راكبين خيلًا وبأيديهم سيوف ذي حدين تحوط بهم جوقة من الملائكة، وقد سار الكل نحو الشيطان، الذي ما أن رآهم حتى هرب وصار كالدخان، ثم عادوا ليدخلوا بيت القديس بيفام.

بداية الإضطهاد وإكليل الإستشهاد:

حين بدأ إضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور مكسيميان، قَبَض إريانا والي أنصنا على القديس أبي فام، وفي الليلة التي قُبِض عليه فيها ظهر له ميخائيل رئيس الملائكة وقوّاه وشجّعه على إحتمال الألم، وطلب منه أن يتقدم ومعه الغلام ديوجانس ليستشهد، وقد أخبر صديقه تاوضروس بما رآه.

في الصباح ودَّع القديس والديه وأصدقاءه ولبس حلة بهيّة وذهب لملاقاة الوالي، ومَنْطَق نفسه بمنطقة من ذهب، وركب حصانًا، وكان يقول: "هذا هو يوم عرسي الحقيقي، هذا هو يوم فرحي وسروري بلقاء ملكي والهي سيدي يسوع المسيح".

أرسله إريانا إلى الإمبراطور مكسيميانوس في إنطاكية، الذي أمر جنوده بإغراقه في البحر، إلا أن الرب أرسل درفيلًا، حمل القديس إلى البر أمام الحشد الكبير الواقف.

ثم عادوا بالقديس إلى الإسكندرية برسالة من الإمبراطور مكسيميان إلى الوالي أرمانيوس يأمره بتعذيب أبو فام بكل أنواع العذاب حتى يرجع ويبخر للأوثان، فأذاقه الوالي بشتى أنواع العذاب. في وسط آلامه ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل وشفاه وعزّاه بكلمات طيّبة، ولما رأى أرمانيوس عجزه أرسل القديس مرة أخرى إلى إريانا ليقتله.

وقد أذاقه إريانا ألوانًا أخرى من العذابات، فعلّقه على خشبة ثم أمر جنوده أن يخزّقوا عقبيّ القديس ويربطوهما بسلسلتين، ويجرّوه بهما على الأرض حتى سال دمه طول الطريق إلى أن وصلوا إلى شاطئ النهر، كما قاموا بتسمير يديه..

وقد ظهر له السيد المسيح الذي ثبته وشفي جراحاته.

فأمر الوالي بسحبه في طرق المدينة وحرقه خارجها.

وقد حدث أن رجلًا أعمى سمع عما يحدث فأخذ دمًا من الأرض ولطخ به عينيه، فأبصر ومجد الله.

ركبوا السفينة وسارت بهم إلى أن وصلوا مدينة قاو قبالة قرية تدعى طما بصعيد مصر وهناك توقّف سير السفينة، وعبثًا حاولوا ولو بقوة السحر تحريكها، فأخذ إريانا القديس أبا فام وأمر جنوده فقطعوا رأسه بحد السيف.

الشهيد العظيم تادرس المشرقي

[تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285م].

الشهيد العظيم تادرس المشرقي

الشهيد العظيم القديس مارتادرس المِشرقي.

المولد والنشأة الأولى:

وُلد القديس: مارتادرس المشرقي، في صور بسوريا سنة 275 م.، وقد دعاه الأقباط "تادرس المشرقي"، لتميزه عن القديس تادرس الشطبي، إذ كانا كلاهما أميرين وقائدين في الجيش الروماني، تعتز بهما الكنيسة القبطية.

كان والده صدريخوس Sadrikhos وزيرًا في أيام نوماريوس، ووالدته بَطريقَة Patricia أخت الوزير باسيليدس.

إذ مات نوماريوس في حرب الفرس وكان إبنه يسطس مشغولًا مع الجند، قام صدريخوس ونسيبه باسيليدس بتدبير أمور المملكة، حتى مَلَكَ دقلديانوس الذي تزوج بإبنة نوماريوس، أخت يسطس.

عُرف تادرس بشجاعته وقدرته العسكرية كقائدٍ ماهرٍ ونبيلٍ، كان منهمكًا في الحرب عند نهر أنطوش أثناء وفاة نوماريوس وتولى دقلديانوس الحكم. وقد شاهد هذا القائد الرؤيا التالية:

رأى كأن سلمًا يرتفع من الأرض إلى السماء، وعند قمة السلم كأن الرب نفسه جالس على منبر عظيم، وحوله ألوف ألوف وربوات ربوات يحيطون به وهم قيام يسبحونه. نظر أيضًا كأن تنينًا عظيمًا رابضًا تحت السلم. عندئذ قال له الجالس على العرش: "أتريد أن تكون ابنا لي؟"، فقال له: "من أنت يا سيدي؟" أجابه: "أنا يسوع كلمة الله، وسوف يُسفك دمك على إسمي". ثم رأى أحد الوقوف حوله قد أخذه، وعَمٌده في معمودية نار، وغطٌسه ثلاث مرات فصار كله نارًا مثله مثل كل الواقفين حول الرب.

في محبة عجيبة قال تادرس: "يا سيدي اشتهي أن لا أفارق صديقي لاونديوس (العربي)"، فأجابه ليس فقط لا يفارق لاونديوس بل وأيضًا بانيقورس الفارسي. ثم رأى كأن هذين الرجلين لاونديوس وبانيقورس قد اُختطفا وعُمدا مثله وسُلما له. عندئذٍ - قام الأمير تادرس من نومه فرحًا، وروى ما رآه لصديقه لاونديوس الذي شاركه فرحته.

إلتقى الاثنان ببانيقورس الفارسي - والعجيب - أنه أخبرهما بأنه قد شاهد نفس الرؤيا، وكان دقلديانوس قد أقام صلحًا مع فارس.

إستشهاده:

وقد حدث أن إستدعى دقلديانوس الأمير، ليُخبره بأمر المصالحة مع فارس، وإذ علم الأمير بارتداد دقلديانوس طلب من جنده أن من أراد الاستشهاد على اسم السيد المسيح فليأت معه، وقد انضم إليه كثيرون. انطلق الأمير مع صديقه لاونديوس إلى إنطاكية، وكان والده صدريخوس، قد تنيح، فاستقبله الملك بحفاوة، وإذ طلب مشاركته في العبادة الوثنية رفض، مُعلنًا إيمانه بالسيد المسيح، سَلٌمَهُ الملك للوالي لكي يحاكمه ويعذبه.

أصدر الوالي أمره بنفيه إلى Ctsiphon، حيث عُذِبَ هناك، لكن الرب أرسل إليه رئيس الملائكة ميخائيل، ليسنده ويقويه. أخيرًا نال إكليل الشهادة في 12 طوبه سنة 306 م.

بعد استشهاده تأثر به كثير من كهنة ابوللون، وأعلنوا أيمانهم بالسيد المسيح، وقدموا حياتهم ذبيحة حب لله، فانطلقوا يشاركون القديس إكليله.

الشهيد العظيم [مارجرجس المصري]

[تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285م].

[جرجس الأسكندري].

المولد والنشأة الأولى: لقد ولد جرجس المصري "القديس جرجس الاسكندري" في أسرة وثنية على جانب كبير من الثراء، وفي طفولته، سافر والده التاجر بالإسكندرية إلى اللد بفلسطين، وحضر عيد تكريس كنيسة الشهيد مارجرجس (جاورجيوس الكبادوكي)، فتأثر بالاحتفال المهيب لهذا الشهيد والألحان الكنسية، وإذ سمع عن سيرة الشهيد أحب الحياة المسيحية. نال سرّ العماد، وتهللت نفسه جدًا.

صلى إلى الله متشفعًا بقديسه العظيم أن يرزقه ولدًا، وإذ عاد إلى الإسكندرية أخبر زوجته بما تمتع به، فآمنت هي أيضًا واعتمدت. قبل الرب طلبتهما، ورزقه طفلًا أسمياه جاورجيوس.

نشأ الطفل في جوّ تقوي حيّ حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره حين تنيح والداه، وكان جاورجيوس إنسانًا تقيًا محبًا للكنيسة، مترفقًا بالمساكين والفقراء.

قصته مع أرمانيوس والي الأسكندرية:

إذ تنيح والداه احتضنه خاله أرمانيوس والي الإسكندرية، الذي كان له ابنة وحيدة طيبة القلب، خرجت ذات يومٍ مع بعض صديقاتها للنزهة، فشاهدت ديرًا خارج المدينة وسمعت رهبانه يسبحون الله بتسابيح عذبة. فتأثرت جدًا مما سمعته، ولما عادت إلى بيتها سألت ابن عمتها جاورجيوس عما سمعته، فأجابها بأنها تسابيح إلهية يترنم بها الرهبان الذين قد تركوا العالم ليمارسوا الحياة الملائكية.

ثم أخذ الشاب يحدث ابنة خاله عن الإيمان بالسيد المسيح، وعن الحياة الأبدية، وأيضًا عن العذاب الأبدي، فتأثرت جدًا وقبلت الإيمان المسيحي.

فلما عرف أرمانيوس بالأمر، صار يلاطف إبنته ويخادعها، وإذ لم تنثنِ، صار يهددها، أما هي ففي محبة كاملة لمسيحها قدمت حياتها ذبيحة حُب لله، إذ قطع والدها رأسها، ونالت إكليل الشهادة.

إستشهاده: لقد عرف أرمانيوس أن جاورجيوس هو السبب في إيمان إبنته، فقبض عليه وعذٌبه عذابًا شديدًا، ثم أرسله إلى أريانوس والي أنصنا، الذي قام بدوره بتعذيبه، وأخيرًا قطع رأسه المقدس، ونال إكليل الشهادة في يوم السابع من شهر هاتور.

جسده:

وكان هناك شماس يسمى صموئيل أخذ جسده المقدس، وكفنه بإكرامٍ جزيلٍ ومضى به إلى منف من أعمال الجيزة. ولما علمت امرأة خاله ذلك أرسلت فأخذت الجسد ووضعته مع جسد ابنتها الشهيدة بالإسكندرية. هذا - ويُقال أن جسده موجود حاليًا في كنيسة مار مرقس برشيد.

الشهيدة العظيمة القديسة مارينا

الشهيدة العظيمة القديسة مارينا

الشهيدة العظيمة القديسة مارينا.

المولد والنشأة الأولى:

عاشت في زمن مُلك الأمبراطور كلوديوس في حدود العام ٢٧٠م، أصلها من أنطاكية بيسيدية وهي ابنة أحد كهنة الأوثان، المدعوّ أيديسيموس. وقد رقدت والدتها وهي في الثّانية عشرة فكلّفت مربّية تقيم في الريف بأمرها. وقد عاشرت المسيحيّين فإلتهب قلبها بالإيمان الحقيقي. فلمّا بلغت الخامسة عشرة ملكتها محبّة المسيح لدرجة أنّها لم تعد ترغب ولا تفكّر في شئ إلاّ في مساهمة تضحية الشهداء القدّيسين حبّاً بإلههم ببذل الدم. فقامت بالمجاهرة بمسيحيّتها وذمّ الأصنام، ما أثار أباها فحرمها الميراث.

الحاكم يطلبها للزواج:

اتّفق يوماً مرور حاكم آسيا، المدعوّ أوليبريوس، في طريقه ألى أنطاكية، فالتقى القدّيسة ترعى القطعان مع نساء أخريات من القرية. أُخذ الحاكم بطلعتها فأمر رجاله بأن يحضروها إليه ليتّخذها زوجة. فلمّا بلغوا القصر سألها مَن تكون فأجابت بلهجة واثقة: "إسمي مارينا وأنا ابنة أبوَين حرّين من بيسيديا، لكنّي خادمة إلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي خلق السّماء والأرض".

مارينا في السجن:

غضب الحاكم من جوابها فأمر بسجنها. في اليوم التالي لوجودها في السجن اليوم صادف وجود عيد وثنيّ كبير، فأحضرت لتقدّم ذبيحة للآلهة أسوَة ببقيّة الشعب، فأجابت: "بل أذبح ذبيحة التّسبيح لإلهي لا لأصنامكم الخرساء التي لا حياة فيها". وقد حاول أوليبريوس إقناعها بالحسنى صوناً لفتوّتها وجمالها، ولكنّها أجابت "كلّ جمال جسديّ يذوي فيما تجمّل العذابات، من أجل اسم المسيح، النفس وتعدّها للعرس الأبديّ".

فإغتاظ الحاكم - وللوقت - أمر بمدّها على الأرض، وضربها بالسياط المشوّكة بوحشية، كما قام بخدش لحم جسدها، بأظافر حديديّة. بنتيجة ذلك سال دمالقدّيسة وصبغ الأرض. لكنْ لم تخرج من فمها صرخة ألم ولا اضطربت نفسه، وكأنّ آخر يكابد عنها. طال تعذيبها، على هذاالنّحو ساعات، أعيدت بعده إلى السجن. كلّ هذا دفعها للصلاة إلى ربّها سُؤْلاً لعونه في المحنة والاعتراف بالإيمان.

رؤيا القدّيسة مارينا:

وقد ورد أنّه كانت لها رؤيا عاينت فيها الشيطان تنّيناً ينفث ناراً ودخاناً باتّجاهها. ومع أنّها ارتعبت من المنظر إلاّ أنّ صلاتها ما لبثت أن فعلت إذ تحوّل التنّين إلى كلب أسود ضخم منفر. وبنعمةالله داسته وقتلته.

إذ ذاك امتلأ الحبس نوراً متلألئاً ينبعث من صليب ضخم استقرّت عليه حمامة بيضاء. نزلت الحمامة ووقفت بجانب القدّيسة قائلة: "إفرحي يا مارينا، يا حمامة روحيّة لله لأنّك غلبت الخبيث، وأخزيته، إفرحي يا خادمة أمينة للرّبّ الذي أحببته من كلّقلبك ومن أجله هجرت كلّ متع الأرض العابرة. إفرحي وسُرّي لأنّ الوقت حان لتتلقّي إكليل الغلبة وتدخلي باللباس اللائق، مع العذارى الحكيمات، خدر ختنك وملكك".

إستشهاد القدّيسة مارينا:

في الصباح، مثلت من جديد أمام الحاكم. فلمّا أبدت تصميماً أشدّ من قبل، أمر أوليبريوس بتعريتها وإحراقها بالمشاعل.

ألقيت في الماء لتختنق، فأعانتها الحمامة البيضاء. اهتزّ العديدون لمرآها واعترفوا بالمسيح، فاغتاظ الحاكم بالأكثر وأمر بقطع رأسها. في الطريق إلى مكان الإعدام آمن الجلاّد بالمسيح، فلم يشأ بعدُ أن يمدّ يده لأذيتها، فقالت له القدّيسة:

"لا نصيب لك معي إذا أمسكت عن إتمام ما أمرت به".

إذ ذاك، بيد مرتجفة، قطع هامتها - وإنّ مسيحياً - إسمه تيوتيموس، كان يتردّد على القدّيسة حاملاً لها طعاماً، جاء وأخذها وواراها الثرى بلياقة.

جسد القدّيسة مارينا:

وقد بقيت رفات القدّيسة مارينا تُكرّم في القسطنطينيّة حتّى زمن الصليبيّين (١٢٠٤م).

الشهيدة العظيمة القديسة دميانة

[تذكار إستشهادها 14 هاتور - عام 285م].

الشهيدة العظيمة القديسة دميانة

الشهيدة العظيمة القديسة دميانة.

المولد والنشأة الأولى:

وُلدت القديسة دميانة، من أبوين مسيحيين في أواخر القرن الثالث الميلادي، كان أبوها مرقس واليًا على البرلسوالزعفران بوادي السيسبان.

نذرها المُبكر للبتولية:

إذ بلغت العام الأول من عمرها تعمدت في دير الميمة جنوب مدينة الزعفران، وأقام والدها مأدبة فاخرة للفقراء والمحتاجين لمدة ثلاثة أيام، بعد فترة توفت والدتها.

ثم حدث، أن تقدم أحد الأمراء إلى والدها يطلب يدها، وكانت معروفة بتقواها ومحبتها للعبادة مع جمالها وغناها وأدبها. وقد عرض الوالد الأمر عليها، فأجابته: "لماذا تريد زواجي، وأنا أود أن أعيش معك؟، هل تريدني أن أتركك"؟، فتعجب والدها لإجابتها هذه، فأرجأ الحديث عن الزواج. لاحظ على ابنته أنها أحبت الكتاب المقدس وارتوت به، وكانت تلجأ إلى حجرتها الخاصة تسكب الدموع الغزيرة أمام الله، كما لاحظ تعلقها الشديد بالكنيسة مع كثرة أصوامها وصلواتها، وحضور كثير من الفتيات صديقاتها إليها يقضين وقتهن معها في حياة نسكية تتسم بكثرة الصلوات مع التسابيح المستمرة.

بداية حياة الرهبنة البتولية

بناء قصر لها كشفت عن عزمها على حياة البتولية في سن الثامنة عشر، فرحب والدها بهذا الاتجاه؛ ولتحقيق هذه الرغبة بنى لها قصرًا في جهة الزعفران بناءً على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة، وإجتمع حولها أربعون من العذارى اللواتي نذرن البتولية. فرحت دميانة لمحبة والدها لها التي فاقت المحبة العاطفية المجردة، إذ قدم ابنته الوحيدة ذبيحة حب لله. عاشت مع صاحباتها حياة نُسكية. امتزج الصوم بالصلاة مع التسبيح.

سقوط والدها أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ضعف أبوها مرقس وبخر للأوثان. فما أن سمعت دميانة هذا الخبر حتى خرجت من عزلتها لتقابل والدها. وقد طلبت دميانة من صديقاتها العذارى أن يصمن ويُصلين لأجل خلاص والدها حتى يرجع عن ضلاله.

التقت القديسة بوالدها، وفي شجاعةٍ وبحزمٍ قالت له: "كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك الإله الحقيقي". كما قالت له: "إعلم يا والدي أنك إذا تماديت في هذا الطغيان لست أعرفك، وسأكون بريئة منك هنا وأمام عرش الديان، حيث لا يكون لك نصيب في الميراث الأبدي الذي أعده الله لمحبيه وحافظي عهده". وقد صارت تبكته بمرارة عن جحده لمسيحه مهما كانت الظروف، وسألته ألا يخاف الموت، بل يخاف من يُهلك النفس والجسد معًا، وألا يجامل الإمبراطور على حساب إيمانه وأبديته. ومع حزمها وصراحتها الكاملة، كانت دموعها تنهار بلا توقف، وهي تقول له: "إن أصررت على جحدك للإله الحقيقي، فأنت لست بأبي ولا أنا إبنتك!".

إستشهاد مرقس والد القديسة دميانة:

ألّهبت هذه الكلمات والدموع قلب مرقس، فبكى بكاءً مرًا وندم على ما ارتكبه. وفي توبة صادقة بروح التواضع المملوء رجاءً قال لها: "مباركة هي هذه الساعة التي رأيتك فيها يا ابنتي، فقد انتشلتني من الهوة العميقة التي ترديت فيها وتجددت حياتي استعدادًا لملاقاة ربى العظيم الذي أؤمن أنه يقبلني إليه". وبروح الرجاء شكر الله الذي أيقظ قلبه قائلاً: "أشكرك يا إلهي لأنك نزعت ظلمة الكفر عن قلبي. الفخ انكسر ونحن نجونا".

فتركها للوقت وذهب إلى إنطاكية لمقابلة الإمبراطور دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان، وندم عما أتاه من تبخير للأصنام. تعجّب الإمبراطور لتحوّل هذا الوالي المتسم بالطاعة، والذي ترك إيمانه وبخر للأوثان أنه يجاهر بإيمانه بكل قوة. وبخ مرقس الإمبراطور على جحده الإيمان، وحثه على الرجوع إلى الإيمان الحيّ. لم يتسرع الإمبراطور في معاقبته بل استخدم محاولات كثيرة لجذبه إليه، وإذ لم يتراجع مرقس ثارت ثائرة الامبراطور وأمر بقطع رأسه. وكان ذلك في الخامس من أبيب، في عيد الرسل. انتشر الخبر في كل الولاية وتهلل قلب ابنته القديسة دميانة، فقد نجا والدها من الهلاك الأبدي ليُشارك مسيحه أمجاده. وفي نفس الوقت حزن الإمبراطور على مرقس، إذ كان موضع اعتزازه وتقديره. بعد أيام علم دقلديانوس أن ابنته دميانة هي السبب في رجوع مرقس إلى الإيمان المسيحي، فأرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب، للانتقام منها ومنالعذارى اللواتي يعشن معها. شاهدت القديسة الجند قد عسكروا حول القصر وأعدوا آلات التعذيب، فجمعت العذارى وأعلنت أن الإمبراطور قد أعد كل شيء ليُرعبهم، لكن وقت الإكليل قد حضر، فمن أرادت التمتع به فلِتنتظر، وأما الخائفة فلتهرب من الباب الخلفي. فلم يوجد بينهن عذراء واحدة تخشى الموت. بفرحٍ قُلن أنهم متمسكات بمسيحهن ولن يهربن.

بداية رحلة الجهاد وإكليل الإستشهاد: إلتقى القائد بالقديسة وأخبرها بأن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة، ويقدم لها كنوزًا ويُقيمها أميرة. أما هي فأجابته: "أما تستحي أن تدعو الأصنام آلهة، فليس إله سوى رب السماء والأرض. وأنا ومن معي مستعدات أن نموت من أجل اسمه". اغتاظ القائد وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهنبازين لكي تُعصر. وكانت العذارى يبكين وهنّ ينظرن إليها تُعصر. أُلقيت في السجن وهي أشبه بميتة، فحضر رئيس الملائكة ميخائيل في منتصف الليل ومسح كل جراحاتها. في الصباح دخل الجند السجن لينقلوا خبر موتها للقائد، فكانت دهشتهم أنهم لم يجدوا أثرًا للجراحات في جسمها. أعلنوا ذلك للقائد، فثار جدًا وهو يقول: "دميانة ساحرة! لابد من إبطال سحرها!" إذ رأتها الجماهير صرخوا قائلين: "إننا نؤمن بإله دميانة"، وأمر القائد بقتلهم. ازداد القائد حنقًا ووضع في قلبه أن ينتقم منها بمضاعفة العذابات، حاسبًا أنها قد ضلَّلت الكثيرين. أمر بتمشيط جسمها بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير، أما هي فكانت متهللة. إذ حسبت نفسها غير أهلٍ لمشاركة المسيح آلامه. أُلقيت في السجن، وفي اليوم الثاني ذهب القائد بنفسه إلى السجن حاسبًا أنه سيجدها جثة هامدة، لكنه إنهار حين وجدها سليمة تمامًا، فقد ظهر لها رئيس الملائكة ميخائيل، وشفاها.

في ثورة عارمة بدأ يُعذبها بطرق كثيرة ككسر جمجمتها وقلع عينيها وسلخ جلدها، لكن حمامة بيضاء نزلت من السماءة، وحلّقت فوقها، فصارت القديسة معافاة. وكلما حاول القائد تعذيبها، كان الرب يتمجد فيها، وقبل أن يهوي السيف على رقبتها قالت: "إني أعترف بالسيد المسيح، وعلى إسمه أموت، وبه أحيا إلى الأبد" - وأخيرًا - أمر بضربها بالسيف هي ومن معها من العذارى [ وكان عددهن 40 فتاة عذراء]، فنلن جميعًا أكاليل الشهادة، وكان ذلك في 13 طوبة.

جسد الشهيدة العظيمة دميانة

وهذا - وما زال جسد الشهيدة دميانة في كنيستها التي شيدتها لها الملكة هيلانةأم الملك قسطنطين، والكائنة قرب بلقاس في شمال الدلتا. وقد قام البابا ألكسندروس بتدشينها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس، ملحق بالكنيسة دير القديسة دميانة، كما بنيت كنائس كثيرة بإسمها في كل القطر المصري.

الشهيدة العظيمة القديسة بربارة

[تذكار إستشهادها 14 هاتور - عام 285م].

الشهيدة العظيمة القديسة بربارة

الشهيدة العظيمة القديسة بربارة.

هي القديسة العظيمة في الشهيدات: بربارة - باليونانية: Αγία Βαρβάρα.

ووفق المصطلحات المسيحية القديسة بربارة، هيَ إحدىقدّيسات العُصور المسيحيّة المبكرة. تُكرّم كقديسة في الكنيسة الكاثوليكية يوم 4 ديسمبر. وفي الكنائس الأورثوذكسية الشرقية المشرقية يوم 17 ديسمبر. هذا - ويُطلق على بربارة في الثقافة المسيحية الشرقية إسم "العظيمة في الشهداء القديسة بربارة".

لا يُعرف تماماً لا تاريخ استشهاد بربارة ولا مكان إستشهادها. هذا - وتشير بعض المصادر أنها ولدت في نيقوميديافي تركيا الحالية - أو في بعلبك الفينيقية في لبنان.

ولا توجد هناك أي إشارة لها في الكتابات المسيحية المبكرة. لكن يمكن تتبع إسمها منذ القرن 7، وتكريمها خصوصًا في الشرق منذ القرن التاسع الميلادي.

بسبب الشكوك حول أسطوريّة وتاريخيّة بربارة، تم حذف عيدها في التقويم الروماني العام سنة 1969م، علمًا أنه أبقي على القديسة بربارة في قائمة قدّيسي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

تقول الروايات المسيحية أن بربارة ولدت في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة نيقوميدية من أعمال بيثينية، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها ديوسقوروس الوثني الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش والجاه. تقول الرواية المسيحية أن بربارة تحوّلت إلى المسيحية بعدما راسلت أوريجانس أستاذ مدرسة الإسكندرية. وبعدما علمَ والدها بذلك، طلب من الحاكم أن يأذن له بقطع رأسها بيده، فسمحَ لهُ بقتلها، فنالت إكليل البر بالإستشهاد.

الشهيدة العظيمة القديسة أنسطاسيا

[تذكار إستشهادها - عام 285م].

الشهيدة العظيمة القديسة أنسطاسيا

الشهيدة العظيمة القديسة أنسطاسيا.

الشهيدة القديسة كاترين

[تذكار إستشهادها - عام 307م].

الشهيدة القديسة كاترين

الشهيدة العظيمة القديسة كاترين.

لقد إستشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية في عام 307 م، خلال فترة إضطهاد الإمبراطور "مكسيميان"، وبعد إستشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء. انطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور. حمله الراهب إلى كنيسة موسى النبي. نُقل الجسم المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس، وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين.

الأباطرة الرومان المعاصرين للخدمة

دقلديانوس - Diocletian

284م – 305م.

دقلديانوس - Diocletian

Maximian مكسيميان -.

284م - 305م 305 م - 311 م.

Maximian مكسيميان -

البدع والهرطقات المُعاصرة

ظهور بدعة آريوس وإنتشارها

لقد حاول البابا بطرس الأول إرجاع أريوس عن مُعتقده الخاطئ، ولما لم يقبل حرمه البابا وحرم تعاليمه الخاطئة، وبالتالي مُنع من ممارسة الشماسية والتعليم.

كان البابا بطرس قد رأى رؤية في أثناء سجنه وإذ السيد المسيح ـ واقف بثوب ممزق فقال له: "من الذي مزّق ثوبك يا سيدي"، قال "أريوس".

ففهم البابا بطرس - بناء على إعلان سماوي - حتى لو تظاهر أريوس بالتوبة سوف يكون مخادعًا، وأنه سوف يشق الكنيسة.

وعلى ذلك ـ قام البابا بطرس بإستدعاء تلميذيه (أرشلاوس) - أو (أخيلاس) - ، وألكسندروس، وحذّرهما من أريوس ومن محاللته مهما تظاهر بالتوبة.

وبعد أن نال البابا بطرس إكليل الشهادة، وتولى تلميذه أرشلاوس الكرسي حاول أريوس أن يتظاهر بالرجوع عن معتقده الخاطئ بأسلوب ملتوي، فخالت على البابا أرشيلاوس حيلة أريوس، فحاللـه، ورقاه إلى درجة القسّيسية بعد أن كان شماسًا مُكرسًا، بعد أن كان محرومًا بواسطة البابا بطرس خاتم الشهداء.

ومما جعل أحد الآباء في كنيستنا - يقول أنه من مراحم الله، أن البابا أرشلاوس لم يدم على الكرسي سوى ستة أشهر فقط وإلا إنتشرت الأريوسية.

إستشهاد البابا بطرس الأول

لقد قضي البابا بطرس الأول فترة تجاوزت العشرون عاماً في خدمة بيعة الرب في مصر، قام خلالها بتحمل مسئوليات الخدمة بصبر وإحتمال عظيم، في ظل فترة عصيبة من تاريخ إضطهاد الكنيسة المسيحية في سائر أنحاء الإمبراطورية الرومانية - بما فيها الكنيسة القبطية - وجاهد في الإيمان بإخلاص ومحبة حقيقية لله ولكنيسته التي في مصر، حاملاً صليب الآلام مع ربنا وإلهنا يسوع المسيح خلال عصور الإضطهاد الأليمه، فإستحق أن ينال إكليل البر بالإستشهاد على إسم الرب يسوع في عام 306م.

بركة شفاعته القوية تكون معنا آمين.

17 - البابا بطرس الاول (البابا بطرس خاتم الشهداء) - peter 1

المحتويات


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح