58 – البابا قسما الثالث – Cosmas III – الأستاذ أشرف صالح


[بطاركة القرن العاشر الميلادي].

58 - البابا قسما الثالث - Cosmas III

880 م - 907 م

مقدمة

لقد كان البابا "قسما الثالث" - في الأًصل - أحد رهبان بارًا، طاهرًا، عفيفًا، كثير الرحمة، مُلِمًّا بما في كتب البيعة، وإستيعاب معانيها، ولما أختير للبطريركية في 4 برمهات سنة 636 ش. (28 فبراير سنة 920م)، رعى رعيته بخوف الله وحسن التدبير، وكان يوزع ما يفضل عنه على المساكين وعلى تشييد الكنائس، إلا أن الشيطان لم يدعه بلا حزن لما رأى سيرته هذه.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

عقب نياحة البطريرك الأنبا غبريال الأول، تم إنتخاب الأنبا قزمان الثالث، حيث كان اسمه قزمان قبل رسامته، ورسم بطريركًا في برمهات 636 ش - الموافق 28 فبراير سنة 920 م ـ وكانت هناك خلافات بين الكنيسة القبطية، وإبنتها الكنيسة الحبشية، وعند جلوس الأنبا قسما على الكرسي المرقسي أرسل ملك الحبشة رسلًا للبابا يطلب منه تعيين مطران قبطي لكنيستهم لكي يجعله وصيًا على ولديه الصغيرين، ورسم البابا الأنبا بطرس مطرانًا لهم، وسام معهم بالحبشة، وقوبلت رسامته بالترحاب.

أزمة الكرسي الأثيوبي

لقد حدث أن قام البابا قسما الثالث برسامة مطرانًا لأثيوبيا من الرهبان اسمه بطرس أوفده إلى هناك، فقابله ملكها بفرح عظيم.

وبعد زمن مرض الملك، وشعر بدنو أجله، فأستحضر ولديه، ودعا المطران إليه، ورفع التاج عن رأسه وسلمه للمطران قائلًا: "أنا ذاهب إلى المسيح والذي ترى أنه يصلح من ولدى للملك بعدى فتوجه"، ولما توفي الملك رأى المطران والوزراء أن الابن الأصغر أصلح للملك، فألبسوه التاج، ثم حدث، أنه بعد مرور فترة وجيزة من مراسم التتويج، أن وصل إلى أثيوبيا راهب من دير الأنبا أنطونيوس إسمه بقطر، ومعه رفيق له إسمه مينا، وطلبا من المطران مالًا فلم يعطهما، فأغواهما الشيطان ليُدبرا مكيدة ضده.

فلبس أحدهما زى الأساقفة ولبس الآخر زى تلميذًا له، وزورا كتابا من الأب البطريرك إلى رجال الدولة يقول فيه "بلغنا أنه قد حضر عندكم إنسان ضال إسمه بطرس، وادعى أننا أوفدناه مطرانًا عليكم وهو في ذلك كاذب.

والذي يحمل إليكم هذا الكتاب هو المطران الشرعي مينا.

وقد بلغنا أن بطرس المذكور قد توج إبن الملك الصغير دون الكبير، مخالفًا في ذلك الشرائع الدينية والمدنية، فيجب حال وصوله أن تنفوا كلا من المطران والملك، وأن تعتبروا الأب مينا حامل رسائلنا هذه مطرانًا شرعياً، وتسمحوا له أن يتوج الابن الأكبر ملكاً ".

وقدم الراهبان الكتاب لابن الملك الأكبر، فلما قرأه جمع الوزراء وأكابر المملكة وتلاه عليهم.

فأمروا بنفي المطران بطرس، وأجلسوا مينا مكانه وبقطر وكيلًا له ونزعوا تاج الملك من الابن الصغير وتوجوا أخاه الكبير بدلًا منه، غير أنه لم تمض على ذلك مدة حتى وقع نفور بين المطران الزائف ووكيله الذي انتهز فرصة غياب مطرانه، وطرد الخدم، ونهب كل ما وجده، وعاد إلى مصر وأسلم.

ولما وصلت هذه الأخبار إلى البابا قزما حزن حزنًا عظيمًا، وأرسل كتابًا إلى أثيوبيا بحرم مينا الكاذب، فغضب الملك على مينا وقتله، وطلب المطران بطرس من منفاه، فوجده قد تنيَّح، ولم يقبل الأب البطريرك أن يرسم لهم مطرانا عوضه، وهكذا فعل البطاركة الأربعة الذين تولوا الكرسي بعده، وكانت أيام هذا الأب كلها سلاماً وهدوءاً، لولا هذا الحادث.

الخلفاء المسلمون المعاصرون للخدمة

[تابع فترة خلافة الدولة العباسية الإسلامية الشيعية].

الخليفة المقتدر بالله

908م - 932م

دينار الخليفة المقتدر بالله

دينار الخليفة المقتدر بالله.

النياحـــة

تنيَّح البابا قسما الثالث في 3 برمهات سنة 648 ش. الموافق 27 فبراير سنة 932 م.

وذلك بعد أن قضى على الكرسي المرقسي إثنتي عشرة سنة.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح