68- البابا ميخائيل الثاني – II Michael – الأستاذ أشرف صالح


[بطاركة القرن الحادي عشر / القرن الثاني عشر].

68 - البابا ميخائيل الثاني - II Michael

1091 م - 1102م

مقدمة

كان البابا "ميخائيل الثاني" من مواليد سخا "صا الحجر" - وكان قبل الجلوس على الكاتدراء المرقسي، راهباً من رهبان دير القديس الأنبا مقاريوس الكبير، ببرية شيهيت، وكان يدعى: "ميخائيل السنجاري"، وكان بالإضافة إلى كونه ناسكاً وراهباً، فقد كان عالمًا لاهوتياً قديراً، حيث انه تأدب بكتب الكنيسة منذ الصغر.

وبعد عدة سنوات، تمت رسامته الكهنوتيه قساً، ونظراً لرغبته في أن يسلك في حياة الرهبنة التوحدية، فقد قام بحبس نفسه في مغارة، تقع بالقرب من سنجار على مدى عشرين سنة.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

بعد نياحة البابا: "كيرلس الثاني"، تم إختيار الراهب "ميخائيل السنجاري"، للجلوس على الكاتدراء المرقسي، كبابا للكنيسة القبطية في يوم 12 بابه سنة 809 ش، والموافق ليوم التاسع من أكتوبر لعام 1091 م.

وبعد الإنتهاء من طقوس التجليس على الكرسي الباباوي، قصد البابا: "ميخائيل الثاني" - الذهاب إلى دير أبو مقار ببرية شيهات (برية شيهيت)، ومنه - ذهب إلى الكنيسة المعلقة ( والكائنة بمصر القديمة).

تراجع البابا ميخائيل الثاني عن وعود ماقبل الرسامة

بعد نياحة الأنبا "كيرلس الثاني"، قام أقباط الإسكندرية بالبحث عمن يصلح خلفًا له، فإجتمع أراخنتهم، وكبار الكهنة، ليتدبروا الأمر، وتوجهوا إلى برية شيهات إلى دير أبي مقار، حيث سمعوا عن راهب حبيس يدعى القس ميخائيل، فأخذوه بعد تَمَنُّع منه، وإمتحنوا إيمانه، فوجوده صالحًا، وإشترطوا عليه قبل رسامته ثلاثة شروط مكتوبة:

1 - أن يُحرم السيمونية.

2 - أن يتعهد بدفع راتب لوكيل الكرازة المرقسية بالإسكندرية.

3 - أن يرد لأساقفة بعض الكراسي ما اغتصبه بعض البطاركة السابقين من إيبارشياتهم، سواء من جهة الإيراد أو بعض الكنائس، وضربوا له مثلًا ما استولى عليه البابا خريستوزولوس من كنائس السيدة العذراء المعلقة وأبو سيفين والعذراء بحارة الروم، ومن أسقفية أوسيم والجيزة كنيسة ميخائيل بجزيرة الروضة ومن كرسي طموه دير الشمع ودير الفخار (دير أبو سيفين الآن) وغيرها.

فوافقهم القس ميخائيل السنجاري - المرشح للبطريركية على ذلك - وكتب لهم بخطه ما يفيد ذلك.

بعد فترة من الجلوس على السدة المرقسية، حدث أن طلب الأساقفة من البابا "ميخائيل الثاني" الوفاء بما تعهد به ورد الكنائس، فنكص بوعده، وحرم كل من يشهد بهذا، وإستولى على ثلاثة نسخ من هذا الإقرار، وظلت الرابعة بحوزة الأنبا سنهوت أسقف مصر، فحاول أخذها منه، فأبى، فمنعه من الصلاة، فهاج الشعب، فأرجعه إلى عمله، وظلا متسالمين، إلا أن البابا لم يكن مرتاح إليه، وأراد أن يتخلص منه، فعقد مجمعاً، وإدعى عليه ظُلماً أنه عقد قداسين في يوم واحد في عهد البابا السابق، وهذا يخالف قوانين الكنيسة، فلما علم بهذا الإتهام، هرب وإختبأ، فوضع البطريرك يده على كنائسه!.

أهم أعماله خلال الخدمة

إعادة الكنائس المغتصبة

من جملة أعمال البابا "ميخائيل الثاني" بعد إرتقاءه الكرسي الباباوي المرقسي، إعادة ما كان إغتصبه البابا السابق (خريستوذلوس "عبد المسيح")، لذاته عن الكنائس: تلك الكنائس هي: (الكنيسة المعلقة، وكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين، وكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، وكنيسة الملاك ميخائيل بالجيزة، ثم دير الشمع، ودير الفخار).

سداد ديون الكنيسة

بعد أن نكص البابا "ميخائيل الثاني" - عن وعوده التي وعد بها قبل الرسامة الباباوية، عاد إلى صوابه، وسار السيرة الصالحة العفيفة، فلم يقتن درهمًا ولا دينارًا، وما كان يحصل عليه من أموال الأديرة المقررة له كان يقتات منه باليسير والجزء الأكبر كان يصرفه في إطعام الفقراء والمساكين، كما كان يقوم بسداد الضرائب عن العاجزين عن أدائها، وقد جدد من ماله أوانِ وكتبًا كثيرة للكنائس.

الإهتمام بوعظ للشعب وتعليمه

كان البابا "ميخائيل الثاني" - من الباباوات المهتمين بتعليم الشعب، ووعظة، من أجل غرس تعاليم الكتاب المقدس في داخل كل واحد منهم، كما أنه كان مداوماً علي وعظ الشعب بإستمرار، وعظاً نافعاً لأرواحهم.

دور البابا ميخائيل في حل مشكلة إنخفاض منسوب النيل

لقد قام البابا ميخائيل الثاني بخدمة جليلة لمصر، إذ حدث أن النيل أخذ في الإنخفاض عامًا بعد عام نتيجة إنشاء ملك الحبشة سدًا في بلاده يمنع المياه الكثيرة عن الوصول إلى مصر، فطلب الخليفة المستنصر منه أن يذهب إلى ملك الحبشة، وبما له من مكانه روحية لديه، كان يستطيع أن يجد حلاً في هذه المياه، وفعلاً سافر البابا ميخائيل إلى الحبشة وقابله ملكها بالترحاب، فعرض عليه المشكلة، فأمر الملك - بعد أن أخذ هدية كان قد أرسلها معه المستنصر - بفتح السد فوصلت المياه إلى مصر وعادت الحياة إلى الزرع والضرع وهبط الغلاء، وعمَّ السرور، وكانت هذه أول زيارة لبطريرك مصر للحبشة منذ خضوعها دينياً لكنيسة الإسكندرية.

وفي سنة 1102 م - توفي مطران الحبشة، فأرسل ملكها وفدًا إلى البطريرك يطلب منه أن يرسم لهم مطراناً آخر، فرسم لهم الراهب جرجس مطرانًا، وسافر إلى الحبشة مع الوفد المٌصاحِب له، إلا أنه كان طامِعًا في المال، فغضب عليه الأحباش، وألزمه ملك الحبشة برد كل ما حصل عليه منهم وأعاده إلى مصر، فطرحه الوزير الأفضل في السجن حتى مات.

الخلفاء المسلمون المعاصرون للخدمة

[تابع: عصر الخلافة الفاطمية الإسلامية الشيعية].

الخليفة المستعلي بالله

1095م - 1101م

[ دينار من الذهب - الخليفة المستعلي بالله ]

[دينار من الذهب - الخليفة المستعلي بالله].

مقدمة

هو الخليفة أبو القاسم المستعلي بالله أحمد بن معد بن الظاهر بن علي بن منصور (1074 - 1101) م.

وهو التاسع في خلفاء الدولة الفاطمية في المغرب ومصر، والإمام التاسع عشر عند الإسماعيلية.

ولد في القاهرة في سبتمبر سنة 1074م.

الصراع بين المؤيدين والمعارضين لولاية المستعلي

بعد موت المستنصر بالله، نشب خلاف بين من رؤوا أن إبنه نزار هو الأحق بالخلافة وبين من رؤوا أن أحمد هو الأحق.

وكان وزير المستنصر القوي الأفضل شاهنشاه - مؤيداَ للمستعلي - وأكثر الأطراف المتنازعة نفوذاً، مما حسم الخلاف لصالح هذا الأخير وأدى إلى سجن نزار وموته لاحقاً في السجن، ثم خروج إبنه الهادي بن نزار في أتباعه إلى آسيا الوسطى، مُحدثين بذلك إنشقاقاً جديداَ في الإمامة، بين نزارية ومستعلية، ولقد كان الأفضل نافذاً ومؤثراً في حكم المستعلي، وقد إستمر نفوذه قائماً، إلى أن إنقلب عليه الآمر إبن المستعلي.

الجلوس على كرسي الخلافة

لقد تولى المستعلي بالله الحكم ـ بعد موت أبيه المستنصر بالله - بعد فترة من الصراع ما بين مؤيدي ومعارضي إرتقاءه العرش، ولكنه إنتصر في النهاية على معارضية، وفاز بالحكم، وأصبح يُلقب بلقب (المُستعلي بالله)، وبويع في يوم عيد الغدير، في يوم 3 يناير من عام 1095م.

بداية فترة الحكم أهم الأحداث المعاصرة للحكم

بداية المواجهات بين الجيوش الإسلامية والجيوش الصليبية

[ الجيوش الصليبية في سلسلة حروبها الأولى ]

[الجيوش الصليبية في سلسلة حروبها الأولى].

حدث خلال فترة خلافة المستعلي بالله، أن وقعت سلسلة من الإشتباكات والمعارك ما بين أمير جيشه، ووزيره - الأفضـــل شاهنشاه، وجيوش الصليبيين في بـــلاد الشام، وقد حسمها الصليبيون، بتحقيق الإنتصار على جيوش شاهنشاه، وبإستيلائهم على القدس مُجدداً.

الوفاة

لقد توفي الخليفة الفاطمي المستعلي بالله في مدينة القاهرة في عام 1101م بعد حكم دام سبع سنوات وشهرين.

الخليفة الآمر بأحكام الله

1101م - 1130م

[ دينار من الذهب - عهد الخليفة الآمر بأحكام الله ]

[دينار من الذهب - عهد الخليفة الآمر بأحكام الله].

مقدمة

هو أبو علي منصور بن أحمد.

ولد في عام 1096م.

لُقب بلقبعند "الآمر بالله"، بعد توليه الخلافة فكان الخليفة الفاطمي العاشر والإمام العشرين للإسماعيلية المستعلية، وكان لم يزل صبياً حين توليه الخلافة بعد وفاة أبيه المستعلي.

بداية الحكم

لقد كانت بداية خلافة الآمر بالله، في سنة 1101م.

أهم الأحداث المعاصرة للحكم

بداية المواجهات بين الجيوش الإسلامية والجيوش الصليبية

في عام 1121 م، إنقلب الآمر بأحكام الله على وكيله الأفضل شاهنشاه ووكيل أبيه من قبله، فقتله وعين مكانه المأمون البطائحي فاستطاع السيطرة على حكومته.

الجيوش الصليبية تستولى على عدد من الدول في آسيا

في عهد الخليفة الآمر بالله، نجحت الجيوش الصليبية بعد سلسلة من المعارك أن تستولي على الدول التالية:

عكا في عام 1103م.

كما أخذوا طرابلس في عام 1108م.

وبعد ذلك تسلموا تبنين في عام 1117م.

وصور في عام 1124 م.

وأخذوا بالسيف بيروت عام 1109م.

وصيدا في عام 1110م ـ وسقطت الفرما للملك الإفرنجي بردويل في ذات العام.

محاولة قتل الآمر بأحكام الله

كان الخليفة الآمر بأحكام الله في هودجه يتنزه فيما بين القاهرة والجزيرة في ذي القعدة سنة 524 هـ، عندما هاجمته جماعة مسلحة بالسيوف - وفي هذا السياق - فقد ذكر المؤرخالمقريزي يقول - ما مضمونه - أنها تابعة للنزارية الذين أرادوا الإنتقام منه لما كان من شِقَاق ما بين أبيه المستعلــي بالله، وعمه نزار على عرش الفاطميين في مصر، فحُمل الآمر إلى القصر.

أشهر المعالم الأثرية التي ترتبط بعهده في القاهرة

68- البابا ميخائيل الثاني  - II Michael - الأستاذ أشرف صالح 1

مسجد الأقمر - القاهرة.

من المعالم التاريخية الإسلامية التي ترتبط بعهد الخليفة "الآمر بأحكام الله" - الجامع الأقمر - وهو الذي شيده الوزير المأمون بن البطايحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكـــام الله في سنة 1125 م، ويقع هذا المسجد، في حي النحاسين - بشـــارع المعز لدين الله الفاطمي.

الوفاة والصراع على الخلافة

كانت وفاة الخليفة الآمر بأحكام الله في يوم الرابع عشر من ذي القعدة (موافقاً 7 أكتوبر لعام: 1130) م، فكانت مدة حكمه تسعاً وعشرين سنة وتسعة أشهر.

ولم يكن الآمر بأحكام الله قد سَمَّى عند موته خليفة، فوقع خلاف فيمن يخلفه بين من بايعوا إبنه الطيب أبوالقاسم، فعُرفوا بإسم (الطَّيِبِية)، وآخرون بايعوا الحافظ لديــن الله إبن عم أبيه المستعلي، فعُرفوا بإسم: (الحافظية)، وكذلك يعرفون بإسم (المجدية)، فنجم من جراء ذلك إنشقاق جديد في الإمامة.

النياحة

بعد ان قضى على الكرسي المرقسي تسع سنين وسبعة أشهر وسبعة عشر يومًا، تنيح البابا "ميخائيل الثاني"، وكانت نياحته تحديداً في سنة 818 ش. (25 مايو سنة 1102 م.).

وقد ورد في بعض المصادر التاريخية، أن وفاته كانت بسبب إصابته بالطاعون، وأنه توفي في 30 بشنس 816 من عام 1102 م.

المحتويات


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح