60 – البابا ثاؤفانيوس -Theophanius – الأستاذ أشرف صالح


[بطاركة القرن العاشر الميلادي].

60 - البابا ثاؤفانيوس - Theophanius

953 م - 956 م

مقدمة

لقد كان البابا "ثاؤفانيوس" - قبل إرتقاءه الكاتدراء المرقسي، أحد رهبان دير القديس الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت، وبعد نياحة البابا مقار الأول، تم إختياره بطريركًا بعد خلو الكرسي بنحو أربع شهور، ورُسِمَ بطريركًا في أول مسرى 668 ش. / 25 يوليو 952 م. وكان شيخًا مسنًا.

واقعة نزع البابا ثاؤفانيوس للإسكيم

كان معروفاً عن البطريرك ثافانيوس سُرعة الغضب، وحِدة طباعه، وعدم القدرة على ضبط النفس، أو السيطرة الذاتية على المشاعر، غير قادر على كبح جماح غيظه!، وقيل أن ذلك كان بسبب روح نجس تسلط عليه، وقال بعضهم أنه نشأ عن مرض عصبي كالصرع أوخلافة كان يفاجئه فيغير أطواره، فلما رأى تصميم أقباط الإسكندرية على المطالبة بالغرامة أخذ يشتمهم ويوبخهم بما خرج به من دائرة التعقل حتى إستاء منه الكهنة، وأظهروا غيظهم منه بكلمات قاسية وجهوها إليه، فأزداد هيجانه وصياحه وغيظه، فحمله بعضهم إلى مركب إلى بابيلون، لظنهم آنه يهدأ إذا إستنشق نسيم النيل، ولكنه إذا لم يكف عن هياجه، وتقدم إليه أحد الأساقفة بالصلاة لتوهمه أن فيه روح نجسًا، فتشنجت أعصابه ووثب عليه، وهنا إختُلف في سبب موته، فقيل أنه عندما عجز الأساقفة على تهدئته، ظلوا معه إلى أن أخرجوه من البحر، وجعلوا على وجهه مخدة، ورقدوا عليها إلى أن مات، ورموه في البحر!.

مساوئ البابا ثاؤفانيوس

التسبب في أزمة مالية بالكنيسة

في أوائل أيام فترة جلوس البابا "ثاؤفانيوس" على الكاتدراء الباباوي المرقسي، عانت الكنيسة من أزمة مالية طاحنة، وخلت مخازن البطريركية من الأموال، بسبب الضريبة التي كانت معينه لكنائس الإسكندرية، فضلاً عن النهب المتواصل الذي كانت واقعًا على الأقباط من الحكام والولاة.

وقد رأى البطريرك أن الشعب ضجر من هذه الغرامات الباهظة، فطلب من كنيسة الإسكندرية التنازل عن هذه الغرامة أو تخفيفها قليلًا، ولكن كنيسة الإسكندرية، لم تتنازل عن هذه الغرامة، وأصرت على المطالبة بحقها.

الخلفاء والولاة المسلمون المعاصرون للخدمة

(تابع عصر الدولة الإخشيدية المستقلة).

أبو القاسم الإخشيدي

946 م - 960 م

دينار أبو القاسم الإخشيدي

دينار أبو القاسم الإخشيدي.

مقدمة

هو "أبو القاسم أنوجور" - ثاني حكام الدولة الإخشيدية - تولى حكم الدولة الإخشيدية بعد وفاة أبيه محمد بن طغج الإخشيد، وكان حينذاك في الرابعة عشر من عمره، ولكن لم يتمتع بحكم البلاد بمفرده حيث كان كافور الإخشيدي وصياً عليه بأمر من أبيه محمد بن طغج الإخشيد، وبمرور الوقت لم يكن لأنوجور شيء في حكم البلاد حيث كان كافور الإخشيدي، تمكن من السيطرة على حكم البلاد وكان يصرف لأنوجور مرتباً سنوياً يبلغ أربعمائة ألف ديناراً.

بداية فترة الحكم

بعد وفاة الإخشيد، إشتدَّ التنافُس على تولَّي الحُكم في مصر، فقد كان الإخشيد قد ولَّى عهده قبل وفاته ابنه الأكبر أبا القاسم أُنوجور، وكان حينذاك يبلغ من العمر أربعة عشر سنةً، على أن يخلفه بعد وفاته، وعيَّن غُلامهأبا المسك كافور الحبشي وصيًا عليه، بدلًا من عم أُنوجور أبي المُظفَّر حسن بن طُغج، الذي يبدو أنَّهُ خشي - على الرُغم من ثقته به - طُموحه في الإستئثار بالحُكم إن عيَّنهُ وصيًا على أُنوجور، ومن ثُمَّ إنتزاع الحُكم من أولاده، ولعلَّ ذلك هو السبب الذي دفعهُ إلى تعيين كافور مُدبرًا لِأُمور ابنه من بعده دون عمِّه غارسًا بِذلك بُذور الإنقسام في الأُسرة الإخشيديَّة، ومانحًا كافور الفُرصة لِكي يستبد بِالسُلطة ويتفرَّد بها.

بعد وفاة الإخشيد ببضعة أيَّام، عُقد إجتماعٌ ضمَّ وُجوه النَّاس من الأُمراء والقادة والوُزراء والكُتَّاب والأشراف والقُضاة والشُهُود، لِبحث موضوع خِلافة الإخشيد، واستدعوا أبا بكرٍ مُحمَّد بن علي الماذرائي لاستطلاع رأيه، فاعترض على طرح الموضوع على بِساط البحث لِأنَّهُ محسوم بِفعل أنَّ الإخشيد عقد ولايته لابنه أُنوجور قبل وفاته وأنَّ الخليفة إبراهيم المُتقي لله أذن لِلإخشيد بِذلك، كما أنَّ صِغر سنِّه ليس مُبررًا لِتنحيته، فقد عُقد لِهٰرون بن أبي الجيش بن خُمارويه بِحُكم مصر والشَّام، وكان أصغر سنًا من أُنوجور، وأضاف الماذرائي إنَّ إضطراب الأوضاع في الشَّام بعد وفاة الإخشيديُ نذر بِعواقب وخيمة، إذا ضيَّع أهل السُلطة الوقت في الجدال والاختلاف، وبِذلك تمَّ الأمر لِأُنوجور.

النياحة

بعد أن قضي على السدة المرقسية نحو ثلاثة أعوام ونصف، تنيَّح البابا "ثاؤفانيوس" في يوم 4 برمهات سنة 674 ش، 956 م.

ويقول الأنبا ساويرس بن المقفع - واضع سير البطاركة - بأنه مات مسموماً، وقتل مختنقاً.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح