61 – البابا مينا الثاني – Mina II – الأستاذ أشرف صالح


[بطاركة القرن العاشر الميلادي].

- 61البابا مينا الثاني Mina II -

956 م - 964 م

مقدمة

لم يكن البابا "مينا الثاني" بتولياً، قبل أن يسلك حياة الرهبنة، بل كان متزوجاً، ولكن كان زواجه بغير إرادته، ولكنه قبل الزواج طاعةَ لأبويه.

وعلى الرغم من ذلك، فقد عاش مع زوجته حياة العفة الثلاثة أيام التالية للزواج، وكان ينصح زوجته ببطلان العالم، ولما قبلت كلامه، إتفقا على أن تجلس هي في البيت، وينطلق هو إلى برية شيهيت على أن تحفظ هذا السر.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

بنياحة البابا ثاؤفانيوس، رسموه بطريركًا خلفًا له في 11 كيهك 673 ش، لكن أمر زواجه الشكلي السابق عرف في بلده، فإستخدم عدو الخير إنسانًا شريرًا سأل بمكر إن كان من القوانين ما يسمح للمتزوجين برئاسة الكهنوت، وسرت القصة وعرفها البابا بالروح فاستحضر المرأة التي زوجوها إليه، فأعلنت شرف بتوليته وبتوليتها، ودُحِر عدو الخير وطابت النفوس وهدأت العاصفة.

أهم أعماله خلال فترة الخدمة

قام البابا مينا الثاني بعد رسامته الباباوية بفترة وجيزة، بزيارة رعوية إلى كل بلاد مصر، من أجل تفقد أحوال الخدمة فيها، والإطمئنان على رعيته.

ثم وجه البابا مينا الثاني إهتماماته بعد ذلك، إلى بناء الكنائس، وترميم ما تهدم منها كما أقام الكتاتيب والمدارس للأطفال، وكرَّس الميرون المقدس في الكنيسة التي أقامها على إسم مار مرقس في "محلة دانيال"، وذلك على غير العادة التي تجري بتكريسه في الأديرة.

أهم الأحداث المعاصرة

مجاعات وأوبئة وقحط عظيم يسود مصر

لقد حدث في عهد البابا مينا الثاني، أن إنخفض منسوب مياه الفيضان ثلاث سنوات، مما أدى إلى إنتشار المجاعات والأوبئة والأمراض، وعانى الجميع في مصر من الضائقة إلى أن رفعها الله بصلوات الكنيسة.

الخلفاء المسلمون المعاصرون للخدمة

[تابع فترة حكم الدولة الإخشيدية].

كافور بن الإخشيدي 961 م - 966 م

لقد كان البابا "مينا الثاني" - مُعاصراً لـ "كافور"، الذي كان وليًا ووصيًا على القاصرين أبناء الأخشيد، وقد إشتهر كافور هذا بعدله وإنصافه، فأقيمت في عهده الإحتفالات الرسمية بالأعياد القبطية.

ولقد نصَّب كافور بعد وفاة أُنوجور أخاه عليّ أميرًا على مصر بالإتفاق مع أعوانه من قادة الجُند ورجال أبيه الإخشيد، ودُعي لهُ يوم الجُمُعة في عام 349هـ، والمُوافق لعام 961 م، كان على المنابر، وأقرَّهُ الخليفة العبَّاسي المُطيع على ولاية الديار المصريَّة والشاميَّة والثُغور والحرمين الشريفين.

كافور الإخشيدي.

وقد إستمر كافور على شغفه بِالسُلطة والإمارة، فظلَّ يُباشر الأُمور بِنفسه على الرُغم من أنَّ الوالي الجديد قد ناهز الثالثة والعشرين من عُمره، وعيَّن لهُ المُخصصات نفسها التي كانت لِأخيه من قبل، وقدرُها أربعمائة ألف دينار سنويًا، ثُمَّ كفَّ يده عن الاضطلاع بِشُؤون الحُكم وحرمه من كُل عمل، وشدَّد عليه، ومنع الناس من الاجتماع به باستثناء نُدمائه، فأضحى أسيرًا في قصره لا عمل له إلَّا اللهو أو الصلاة، وإستمرَّ الوضع على ذلك حتَّى توفي علي في 19 مُحرَّم 355هـ المُوافق فيه 15 كانون الثاني (يناير) من عام 966م.

لقد كان البابا "مينا الثاني" - مُعاصراً لـ "كافور"، الذي كان وليًا ووصيًا على القاصرين أبناء الأخشيد، وقد إشتهر كافور هذا بعدله وإنصافه، فأقيمت في عهده الإحتفالات الرسمية بالأعياد القبطية.

النياحة

أثناء وجود البابا مينا الثاني في إحدى قرى مصر من أجل تكريس بيعة بإسم دانيال النبي، إنتقل إلى الأمجاد السمائية، وكان ذلك في يوم في 16 هاتور سنة 691 ش - والموافق: 13 نوفمبر سنة 974 م.، وقد نقل دفن في مقابر البطاركة بالإسكندرية.


الموضوع الأصلي متاح من خلال موقع المؤلف هنا https://kingdomoftheearth.blogspot.com/

التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح
التاريخ القبطي عبر العصور - الأستاذ أشرف صالح