مابين بيت حسدا وسلوام – القس مارتيروس جمال

كارت التعريف بالمقال


مابين بيت حسدا وسلوام

مابين بيت حسدا وسلوام - القس مارتيروس جمال 4
.

في آحاد الصوم مع نتقابل بركتين:

الاول بركة بيت حسد في احد المفلوج (يو 5: 2 - 9).

الثانية: بركة سلوام في احد المولود اعمى يو 9.

وبمقارنة بسيطة بناء على الخلفية الجغرافية للنص, نكتشف مدى عمق كلمة الرب وإشباعها للنفس والروح, ونتفاجأ من قصد الرب من المعجزتين, الذي يتخطى الحدود الزمانية والمكانية للحدث, ليكشف عن مقاصد الله, وتدبيره الخلاصي.

1 - بركة بيت حسدا هي بركة راكدة تتجمع فيها مياة الامطار للإستخدام طوال العام, في حين كانت سلوان مجمع لمياة متجدده من نبع جيحون. وهنا بيت حسدا تشير الى بركة الناموس, الى تقاليد اليهود القديمة, الى عتق الحرف رو 7: 6, أما سلوام فهي العهد الجديد, عهد النعمة المتجددة, نعمة فوق نعمة يو 1: 16, ويلخص القديس بولس هذا الفكرة في رسالته الى العبرانيين قائلا "فاذ قال «جديدا» عتق الاول. واما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال. عب 8: 13.

2 - بركة بيت حسد قيل ان الشفاء منها كان متاحا لشخص واحد مرة واحدة في السنة, في حين لم يقل ذلك عن سلوام. وفي ذلك نرى تلميحا الى محدودية عمل الناموس, الذي لم يعطي الا فقط معرفة الخطية رو 3: 20, وكان فقط مؤدبنا للمسيح غل 3: 24, كما أن الناموس لم يكن لكل الناس بل فقط لليهود, فقد كانت كل الامم ما عدا اليهود "اجنبيين عن رعوية اسرائيل، وغرباء عن عهود الموعد" اف 2: 12, ويا ليت الناموس كان حارسا أمينا للكر لو 20: 16م , وبالطبع يكون ذكر الخمسة اروقة اشارة مقصودة, الى اسفار الناموس الخمسة.

3 - شفا يسوع مريض بركة بيت حسدا تم دون الحاجة الى مياهها, في حين لم يشف المولود أعمى الا بعد الاغتسال في سلوام, لإن الناموس من جهة البر كان بلا فائدة, لانه ان كان بالناموس بر فالمسيح اذا مات بلاسبب غل 2: 21. أما سلوام فهي مياة المعمودية المقدسة, التى من خلالها يولد الإنسان من فوق, من الماء والروح يو3, من آمن وأعتمد خلص مر16: 16, العهد الجديد, بر الايمان 3: 24 , ثمر الروح غل 5, الخلاص المعلن لجميييع الامم مت 24: 14, وفوق دا كله خلاص مجاني, بدون اعمال الناموس, ليس من اعمال لئلا يفتخر أحد اف 2: 9.

4 - بيت حسد كان ليها خمسة اروقة, ورغم أروقتها الخمسة لم تكن تعطي شفاء الا لشخص واحد, إشارة الى خمسة ذبائح العهد القديم, التي رغم تكرارها, كان الخلاص بذبيحة المسيح الواحدة, التي تشير اليها سلوام, إقرأ معي عب 9: 24 - 26 "لان المسيح لم يدخل الى اقداس مصنوعة بيد اشباه الحقيقية، بل الى السماء عينها، ليظهر الان امام وجه الله لاجلنا. ولا ليقدم نفسه مرارا كثيرة، كما يدخل رئيس الكهنة الى الاقداس كل سنة بدم اخر. فاذ ذاك كان يجب ان يتالم مرارا كثيرة منذ تاسيس العالم، ولكنه الان قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه.

5 - المستفيد من بركة بيت حسدا كان عليه أن يتحمل الانتظار والتزاحم ورائحة الماء الراكده, حمل عثير اشفق بولس على الامم من حمله, لذا نراه لائما للقديس بطرس قائلا, ان كنت وانت يهودي تعيش امميا لا يهوديا، فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا؟ غل2: 14, في حين بركة سلوام كان استخدامها ميسورا ومريحا وممتعا. إشارة الى نعمة المسيح المخلصة المحررة, النير الهين والحمل الخفيف.

إقرأ معي غل 2: 12 - 21.

لاني مت بالناموس للناموس لاحيا لله. مع المسيح صلبت، فاحيا لا انا، بل المسيح يحيا في. فما احياه الان في الجسد، فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله، الذي احبني واسلم نفسه لاجلي. لست ابطل نعمة الله. لانه ان كان بالناموس بر، فالمسيح اذا مات بلا سبب.

الهنا الغني نشكرك,.

لأنك لم لم ترض لنا نحن عبيدك.

ان نشرب ونغتسل في مياة راكده عتيقة.

لكنك أعطيتنا سلوام الجميلة كنيسته المقدسة.

التى ولدنا فيها ثانية.

وأشبعتنا فيها بكلمتك الحية.

وأعطيتنا فيها عربون السماويات.

ميراثنا الحي الذي لا يفنى ولا يتندس ولا يضمحل 1 بط 1: 4.

القس مارتيروس جمال.