اَلْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالسِّتُّونَ – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور الحادي والستون (الستون في الأجبية)

نجد هنا مثل كثير من مزامير داود، نجده يبدأ بقلب حزين يشتكي باكياً أعدائه المتربصين به، ولكنه ينتهي بأغاني التسبيح، لأن الله رفع نفسه وأعطاه الثقة في حمايته بالرغم من قوة الأعداء حوله، وحين شعر باستجابة الله له فرح وشكر إذ رأى نصرته قادمة.

ربما كان داود حين رنم هذا المزمور هارباً من شاول أو إبشالوم والأغلب إبشالوم فهو يسمى نفسه ملكاً. ولكن هذا المزمور بشكل نبوي يحدثنا عن المسيح.

يرى القديس أثناسيوس الرسولي أن في هذا المزمور شكر لله على عودة المسبيين.

نصلى هذا المزمور في الساعة السادسة فنذكر صراخ المسيح وهو على الصليب وأن الآب استجاب له وأقامه = تزيد الملك أياماً. والله استجاب له بأن أعطى ميراثاً لخائفي إسمه = كل من آمن بالمسيح صار له نصيباً في ميراثه.

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1اِسْمَعْ يَا اَللهُ صُرَاخِي، وَاصْغَ إِلَى صَلاَتِي. 2مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي.".

مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ = قد تشير هذه للمسبيين في بابل (قالها بروح النبوة) وقد تشير أنه الآن بعيداً عن المقادس، ولكنه حتى لو ابتعد إلى أقصى الأرض فسيظل يصرخ إلى الله، ولن تكون المسافات عائقاً، فهم طردوه وحرموه من المقادس لكنهم لن يستطيعوا أن يحرموه من الملجأ الوحيد الذي له وهو الله. وقد تعني أقصى الأرض، أنه في أهوال شديدة وشاعراً بالوحدة والعزلة، ولا يجد سوى الله بجانبه وكل من هو شاعر بأنه عبد لخطية ما، أبعدته عن الله يصرخ هكذا وهو بعيداً غُشِيَ عَلَى قَلْبِي = المعنى الحرفي "طفح من الهم" أو هو يتلوى من الألم. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي = الصخرة هو ربنا يسوع المسيح (1كو4: 10). وقوله أرفع منى يعني أنه يتوق إلى حماية أكبر من طاقاته هو، هو شاعر أنه أضعف من الأعداء المحيطين به عاجز أن ينقذ نفسه، ويطلب أن يتحقق له الأمان والحماية، وهو غير القادر أن يتوصل إليهما. أما السبعينية فترجمتها "على الصخرة رفعتني أرشدتني" بصيغة الماضي وصيغة الماضي تفيد الثقة في الأمر كأنه قد تحقق وهذه الثقة نتيجة خبراته السابقة فى حماية الله له.

العدد 3

آية (3): -

"3لأَنَّكَ كُنْتَ مَلْجَأً لِي، بُرْجَ قُوَّةٍ مِنْ وَجْهِ الْعَدُوِّ.".

هنا نسمع عن الخبرات السابقة وأن الله مَلْجَأً وبُرْجَ حصين لمن يلجأ له بل برج قوة.

العدد 4

آية (4): -

"4لأَسْكُنَنَّ فِي مَسْكَنِكَ إِلَى الدُّهُورِ. أَحْتَمِي بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ. سِلاَهْ.".

إشتياقه للعودة إلى أورشليم وإلى الأقداس. الجناحين هما عنايته وحمايته.

العدد 5

آية (5): -

"5لأَنَّكَ أَنْتَ يَا اَللهُ اسْتَمَعْتَ نُذُورِي. أَعْطَيْتَ مِيرَاثَ خَائِفِي اسْمِكَ.".

اسْتَمَعْتَ نُذُورِي = "إستمعت صلواتي" (سبعينية). فهو كان يصلى وينذر نذورا لو تحققت صلواته. أَعْطَيْتَ مِيرَاثَ خَائِفِي اسْمِكَ = الله أعطى اليهود ميراث، هو أرض كنعان. وأعطى للمؤمنين بالمسيح ميراثاً سماوياً. بالنسبة لداود، تفهم هذه الآية أنه نذر أن يكون كله لله إذا أعاده الله لميراثه (أورشليم). وبالنسبة للمسيح فلقد قدس نفسه (خصص نفسه لعمل الفداء) (يو19: 17). ليعطي لمن يؤمن به ميراث الحياة الأبدية.

العدد 6

آية (6): -

"6إِلَى أَيَّامِ الْمَلِكِ تُضِيفُ أَيَّامًا. سِنِينُهُ كَدَوْرٍ فَدَوْرٍ.".

بالنسبة إلى داود تفهم هذه الآية أن إبشالوم ورجاله لن ينالوا منه ويقتلوه بل سيحيا. هذه تمت حرفياً مع حزقيا الملك من نسل داود إذ أطال الله عمره 15 سنة. وكان هذا يرمز لقيامة المسيح وأن الموت لن يسود عليه. سِنِينُهُ كَدَوْرٍ فَدَوْرٍ = أي يزيد الله سنيه من جيل إلى جيل (سبعينية) ولأجيال عديدة (إنجليزية).

العدد 7

آية (7): "7يَجْلِسُ قُدَّامَ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ. اجْعَلْ رَحْمَةً وَحَقًّا يَحْفَظَانِهِ.".

يَجْلِسُ قُدَّامَ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ = عن داود تفهم هذه أن يعود إلى كرسيه كملك. ولكن كيف نفسر أن داود سيجلس إلى الأبد على كرسيه؟ قال البعض دوام مزاميره كصلوات للكنيسة حتى نهاية الأيام. ولكن هذه تفهم عن جلوس المسيح بعد قيامته عن يمين الآب وللأبد، ويكون رجوع داود حيا لعرشه وزيادة عمر حزقيا هما رمز لقيامة المسيح.

اجْعَلْ رَحْمَةً وَحَقًّا يَحْفَظَانِهِ = داود يصلى ليحفظه الله برحمته له وبعدله إذ أنه لم يخطئ فى حق من يريدون موته. وكنبوة عن المسيح فإن يحفظانه تعنى أن الله حفظه حتى يتم رسالته وتعاليمه، فلقد حاول اليهود قتل المسيح مرات عديدة والله لم يسمح وحفظه حتى يتم عمله، ثم سمح بصلبه (ليستوفي رحمة وحق الله). ولكنه لم يرى فساداً فهو قد قام. ومن أجل طاعة المسيح حتى الموت رفعه الله وجعل له إسماً فوق كل إسم (في8: 2 - 11).

اجْعَلْ رَحْمَةً وَحَقًّا يَحْفَظَانِهِ = رحمته وحقه من يبتغيهما (سبعينية) = oh prepare mercy and truth, which may preserve him..... لقد ظهرت رحمة الله للبشر فى تدبير الفداء (وجاءت كلمة تدبير فى الإنجليزية بمعنى تجهيز وإعداد)، فكانت خطة الفداء هى ليَخْلُص البشر من حكم الموت. وظهر حقه فى أن إبنه هو الذى قَبِل أن يقوم بهذا العمل الفدائى. فقداسة الله وعدله كانت لا تقبل أنه يعفو عن البشر الخطاة بدون تنفيذ حكم الموت. وأيضا فرحمة الله بالبشر أنه حفظ حياة المسيح ثلاثة سنين ونصف من كل محاولات قتله ليكمل رسالته وتعاليمه. وأيضا حفظه يوم الصلب حتى لا يموت قبل الصلب من شدة نزف الدم، فالمسيح أراد أن يموت مصلوبا، فموت الصليب هو الذى حمل اللعنة عن البشر (راجع تفسير يو17: 1). وكون أن الله حفظ المسيح وأن جسد المسيح لم يرى فسادا فى القبر وأنه قام من الموت، فهذا راجع لأنه لم تكن له خطية (يو8: 46 + رو1: 4). ومن كل هذا نفهم معنى الترجمة السبعينية "رحمته وحقه من يبتغيهما" فكل من يسعى فى حياته طالبا حماية الله عليه أن يحفظ نفسه من مخالفة وصايا الله.

العدد 8

آية (8): -

"8هكَذَا أُرَنِّمُ لاسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ، لِوَفَاءِ نُذُورِي يَوْمًا فَيَوْمًا.".

إذ رأي المرتل خلاص الله سبح ورتل. ونفهم أن التسبيح القلبي هو من ثمار عمل الروح القدس في النفس. والروح القدس حل على الكنيسة بعد صعود المسيح، فصارت الكنيسة كنيسة مسبحة إلى دهر الدهور. ونذر الكنيسة هي أن تعبد الله دائماً.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسِّتُّونَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

اَلْمَزْمُورُ السِّتُّون - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 61
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 61