اَلْمَزْمُورُ الثَّمَانُونَ – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور الثمانون

هذا المزمور هو إستمرار للمزمور السابق وفيه المرنم يشكو لراعي إسرائيل من سوء حالة القطيع والمشقات التي يتحملها ويطلب العطف والشفقة على الرعية. والكرمة هنا هي شعب إسرائيل (إش1: 5 - 7) أو هي الكنيسة أو هي النفس البشرية التي كانت مثل كرمة في فردوس الله وحينما أخطأت قطعها الله بفأس عدالته وطرحها خارج الفردوس فيبست وصارت كرمة كاذبة. وإسرائيل كانت كرمة غرسها الله في أرض الميعاد ثم أخطأت وصارت تعطى عنباً مراً. والمرنم يستغيث إلى سيد الكرم لكي ينزل هو ويصير كرمة حقيقية، ويطعم نفسه في الكرمة التي فسدت بأنياب خنزير بري أو وحش بري (إبليس) لتنبت أغصاناً تجدد الكرمة.

العدد 1

آية (1): -

"1يَا رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ، اصْغَ، يَا قَائِدَ يُوسُفَ كَالضَّأْنِ، يَا جَالِسًا عَلَى الْكَرُوبِيمِ أَشْرِقْ.".

المسيح هو راعي إسرائيل وهو الذي يقود يوسف كالضأن أي كراعٍ يقود خرافه وهذا الراعي الذي أتى متجسداً هو هو نفسه الله يهوه الجالس على الكروبيم وأشرق بتجسده.

العدد 2

آية (2): -

"2قُدَّامَ أَفْرَايِمَ وَبِنْيَامِينَ وَمَنَسَّى أَيْقِظْ جَبَرُوتَكَ، وَهَلُمَّ لِخَلاَصِنَا.".

لماذا ذكر أفرايم وبنيامين ومنسى بالذات؟ لقد سقطت مملكة إسرائيل أي العشرة أسباط أولاً بيد أشور وأقوى أسباطها أفرايم ومنسى. وبنيامين هو الآخر ذهب للسبي مع سبي بابل. وكان هؤلاء الثلاثة أسباط يتقدمون المسيرة قبل تابوت العهد. والآن هم في السبي. فالنبي يطلب عودتهم لسابق مجدهم. ونلاحظ أن أَفْرَايِمَ = الثمر المتكاثر. وَبِنْيَامِينَ ابن اليمين وَمَنَسَّى = ينسي. وهنا نرى صفات من يعود لله فيعود له الله، فهو ينسي الزمنيات ويكون إبن اليمين وله ثمر متكاثر.

العدد 3

آية (3): -

"3يَا اَللهُ أَرْجِعْنَا، وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ.".

أَرْجِعْنَا = ردنا إلى ما كنا فيه من حرية وراحة. أَنِرْ بِوَجْهِكَ = إشارة لتجسد المسيح. المسيح هو وجه الله ففيه رأينا صورة الآب = "من رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9). وحينما تجسد المسيح أشرق علينا بنوره فهو النور الحقيقى وهو شمس البر. وهو تجسد ليرجعنا إلى حضن الآب.

العدد 4

آية (4): -

"4يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى تُدَخِّنُ عَلَى صَلاَةِ شَعْبِكَ؟".

إِلَى مَتَى تُدَخِّنُ عَلَى صَلاَةِ شَعْبِكَ = إلى متى تظل غاضباً على صلاة شعبك ولا تقبلها.

العدد 5

آية (5): -

"5قَدْ أَطْعَمْتَهُمْ خُبْزَ الدُّمُوعِ، وَسَقَيْتَهُمُ الدُّمُوعَ بِالْكَيْلِ.".

خبزهم يأكلونه بالبكاء. وكأسهم تمتلئ بالدموع. فرحنا يا رب هو بظهورك وسطنا.

العدد 6

آية (6): -

"6جَعَلْتَنَا نِزَاعًا عِنْدَ جِيرَانِنَا، وَأَعْدَاؤُنَا يَسْتَهْزِئُونَ بَيْنَ أَنْفُسِهِمْ.".

بسبب غضبك صار جيراننا يتنازعون علينا، من يأكل منا نصيب أكبر من الآخر.

العدد 7

آية (7): -

"7يَا إِلهَ الْجُنُودِ أَرْجِعْنَا، وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ.".

الأعداد 8-11

الآيات (8 - 11): -

"8كَرْمَةً مِنْ مِصْرَ نَقَلْتَ. طَرَدْتَ أُمَمًا وَغَرَسْتَهَا. 9هَيَّأْتَ قُدَّامَهَا فَأَصَّلَتْ أُصُولَهَا فَمَلأَتِ الأَرْضَ. 10غَطَّى الْجِبَالَ ظِلُّهَا، وَأَغْصَانُهَا أَرْزَ اللهِ. 11مَدَّتْ قُضْبَانَهَا إِلَى الْبَحْرِ، وَإِلَى النَّهْرِ فُرُوعَهَا.".

إسرائيل هي الكرمة التي نقلها الرب من مصر وغرسها في مكانها وأعطت ثمرها. غَطَّى الْجِبَالَ ظِلُّهَا = أي سلطانها ساد على الأمم القوية التي حولها. أَغْصَانُهَا = ملوكها وأنبيائها قُضْبَانَهَا = القضبان أي الأغصان تشير للملوك أو الأنبياء. لكن القضبان تشير لسلطانهم من البحر إلى النهر.

أصلت أصولها = الله طرد الكنعانيين من أمامهم وزرعهم وثبتهم فى الأرض مكان الكنعانيين. ومهما حاول الأمم التى حولهم طردهم من الأرض إلا أن الله كان قد ثبتهم فى أرضهم التى أعطاها لهم. وَأَغْصَانُهَا أَرْزَ الله = حينما يوضع إسم الله وراء شئ فهذا للإشارة لضخامة هذا الشئ (جبل الله يعنى جبل ضخم وجيش الله يعنى جيش ضخم) والإشارة هنا لإمتداد مملكة داود وإتساعها.

الأعداد 12-13

الآيات (12 - 13): -

"12فَلِمَاذَا هَدَمْتَ جُدْرَانَهَا فَيَقْطِفَهَا كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ 13يُفْسِدُهَا الْخِنْزِيرُ مِنَ الْوَعْرِ، وَيَرْعَاهَا وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.".

الجُدْرَانَ هم الشعب. أفْسدها الْخِنْزِيرُ = إشارة للشيطان النجس فالخنزير حيوان نجس. والشيطان علم الشعب النجاسة. وبسبب الخطية صار الإنسان مأكلاً لإبليس = يَقْطِفَهَا كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. وكرمز لذلك كانت الأمم الوثنية المحيطة بالشعب تذلهم إن أخطأوا وكل مؤمن يغرسه الله ككرمة، تمتد من البحر (العالم) للنهر (عمل الروح القدس) ولكن إن عاد وسقط يصير مأكلاً لكل عابري الطرق أي ألعوبة في يد الشياطين.

العدد 14

آية (14): -

"14يَا إِلهَ الْجُنُودِ، ارْجِعَنَّ. اطَّلِعْ مِنَ السَّمَاءِ وَانْظُرْ وَتَعَهَّدْ هذِهِ الْكَرْمَةَ،".

هي صلاة المرنم ليرعي الله كل كرمة (كل نفس) حتى لا تصير ألعوبة في يد الشيطان.

العدد 15

آية (15): -

"15 وَالْغَرْسَ الَّذِي غَرَسَتْهُ يَمِينُكَ، وَالابْنَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ.".

الْغَرْسَ الَّذِي غَرَسَتْهُ يَمِينُكَ. ومن هو يمين الله سوى المسيح الإبن الذي إخترته لنفسك.

العدد 16

آية (16): -

"16هِيَ مَحْرُوقَةٌ بِنَارٍ، مَقْطُوعَةٌ. مِنِ انْتِهَارِ وَجْهِكَ يَبِيدُونَ.".

الكرمة الآن محروقة بنار كما أحرق نبوخذ نصر الهيكل. ولكن الله سينتهر أعدائه.

العدد 17

آية (17): -

"17لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَى رَجُلِ يَمِينِكَ، وَعَلَى ابْنِ آدَمَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ،".

لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَى رَجُلِ يَمِينِكَ = لتكن معونتك لنا بواسطة إبنك الذي هو يمينك.

والمسيح سماه المرنم هنا رجل يمينك فهو: -.

[1] هو قوة الله وذراع الله الذي تجسد وأعطاه الآب كل قوة وكل سلطان ثم رفعه وجلس عن يمينه.

[2] الله أعطاه هذه القوة ليمجد اسم الله وينتصر بقوة على أعدائه "أنا مجدتك على الأرض" (يو4: 17، 5) وعمل المسيح كان نشر ملكوت الله بقوة على الأرض.

[3] يد الله الآب كانت عليه أي كانت تحفظه ليتم عمله أولاً ثم يصلب ويقوم، فلا يقتلونه قبل الميعاد، لذلك في مرات كثيرة إذ أرادوا قتله كان يمر من وسطهم دون أن يشعروا (يو59: 8). ثم كانت يد الله عليه ليقوم من الأموات بقوة (رو4: 1).

[4] قوة وثبات الكنيسة والمؤمنين راجع لنعمة المسيح أو النعمة التي تحصل عليها الكنيسة في المسيح.

الأعداد 18-19

الآيات (18 - 19): -

"18فَلاَ نَرْتَدَّ عَنْكَ. أَحْيِنَا فَنَدْعُوَ بِاسْمِكَ. 19يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، أَرْجِعْنَا. أَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ.".

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

اَلْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالسَّبْعُونَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 80
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 80