اَلْمَزْمُورُ الثَّامِنُ وَالثَّمَانُونَ – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور الثامن والثمانون

هذا المزمور هو شكوى لله من ألام وضيقات أحاطت بالمرنم. ولم ينتهي كالعادة بأن يتعزى باستجابة الله له، ولكن المرنم لم يكف عن الصلاة والالتجاء إلى الله بالرغم من أنه لا يشعر بأي تعزية. وهذا درس لكل متألِّم أن لا يكف عن الصلاة حتى ولو لم يشعر بتعزية. فكثيرين نسمع منهم أنهم كفوا عن الصلاة لأنهم صلوا والله لم يستجب.

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1يَا رَبُّ إِلهَ خَلاَصِي، بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ صَرَخْتُ أَمَامَكَ، 2فَلْتَأْتِ قُدَّامَكَ صَلاَتِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى صُرَاخِي،".

لاحظ أنه يصلي بلا انقطاع الليل والنهار. وبصراخ من القلب في ضيقته.

الأعداد 3-4

الآيات (3 - 4): -

"3لأَنَّهُ قَدْ شَبِعَتْ مِنَ الْمَصَائِبِ نَفْسِي، وَحَيَاتِي إِلَى الْهَاوِيَةِ دَنَتْ. 4حُسِبْتُ مِثْلَ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْجُبِّ. صِرْتُ كَرَجُل لاَ قُوَّةَ لَهُ.".

هو وصل إلى غاية الأحزان وإلى درجة الشبع. بل مثل ميت بلا قوة.

الأعداد 5-6

الآيات (5 - 6): -

"5بَيْنَ الأَمْوَاتِ فِرَاشِي مِثْلُ الْقَتْلَى الْمُضْطَجِعِينَ فِي الْقَبْرِ، الَّذِينَ لاَ تَذْكُرُهُمْ بَعْدُ، وَهُمْ مِنْ يَدِكَ انْقَطَعُوا. 6 وَضَعْتَنِي فِي الْجُبِّ الأَسْفَلِ، فِي ظُلُمَاتٍ، فِي أَعْمَاق.".

تصوير بائس لحالته فهو كميت قد نسيه الله في قبره، ولا يمد الله له يده بأي مساعدة، بل هو في ظلمات. إن الألام النفسية العميقة تكون شديدة جداً.

العدد 7

آية (7): -

"7عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي. سِلاَهْ.".

غضب الله على الإنسان لا يكون إلا بسبب خطيته. وهو يذلل الإنسان حتى تنتهي كبرياؤه ويتوب ويرجع فيخلص. والعجيب أن ما قيل في الآيات السابقة وهذه الآية بالذات قد إحتمله المسيح لأجلنا. فهو الذي إحتمل ألاماً جسدية وإهانات وألاماً نفسية، بل وضع في قبر فعلاً، وتحمل غضب الآب بل نزل إلى الجحيم ليخرج منه من مات على الرجاء. هو صار خطية وصار لعنة لأجلنا.

الأعداد 8-9

الآيات (8 - 9): -

"8أَبْعَدْتَ عَنِّي مَعَارِفِي. جَعَلْتَنِي رِجْسًا لَهُمْ. أُغْلِقَ عَلَيَّ فَمَا أَخْرُجُ. 9عَيْنِي ذَابَتْ مِنَ الذُّلِّ. دَعَوْتُكَ يَا رَبُّ كُلَّ يَوْمٍ. بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ.".

شعور مؤلم أن يتخلى الأصدقاء عن صديقهم وهو في ضيقته، وهذا ما حدث مع أيوب = جَعَلْتَنِي رِجْسًا لَهُمْ = إذ ظنوه مضروباً بسبب خطاياه وأن الله ينتقم منه وبالنسبة للمسيح فقد تخلى عنه الجميع. ولكن يحسب للمرنم أنه لم يكف عن الصلاة = بَسَطْتُ يَدَيَّ.

الأعداد 10-12

الآيات (10 - 12): -

"10أَفَلَعَلَّكَ لِلأَمْوَاتِ تَصْنَعُ عَجَائِبَ؟ أَمِ الأَخِيلَةُ تَقُومُ تُمَجِّدُكَ؟ سِلاَهْ. 11هَلْ يُحَدَّثُ فِي الْقَبْرِ بِرَحْمَتِكَ، أَوْ بِحَقِّكَ فِي الْهَلاَكِ؟ 12هَلْ تُعْرَفُ فِي الظُّلْمَةِ عَجَائِبُكَ، وَبِرُّكَ فِي أَرْضِ النِّسْيَانِ؟".

هو صور نفسه كميت، وفي يأسه يقول، كيف يتدخل الله الآن ليغير من حالي هل يقيم الله أموات، هل يصنع معجزة مع ميت، أنا حالتي ميئوس منها. الأَخِيلَةُ هي نفوس الموتى في الهاوية. هل تصنع مع الموتى عجائب فيسبحونك عليها، أم هل لهم لسان ليسبحونك. قطعاً في ذهن مرنم العهد القديم أن بركات الله هي بركات مادية يعطيها الله فى هذه الحياة، وهذه يسبح البشر عليها الله الذي أعطاها لهم. والمرنم كميت يسأل ماذا سيعطيه الله ليسبحه عليه. وروحياً نفهم هذا أن من إنغمس في الخطية لدرجة الموت لا يعود يشعر بعمل الله وبالتالي لا يعود يسبح الله على إحساناته.

العدد 13

آية (13): -

"13أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ يَا رَبُّ صَرَخْتُ، وَفِي الْغَدَاةِ صَلاَتِي تَتَقَدَّمُكَ.".

صَلاَتِي تَتَقَدَّمُكَ = كأنه يجري أمام موكب الله الملك صارخاً أن يرحمه.

العدد 14

آية (14): -

"14لِمَاذَا يَا رَبُّ تَرْفُضُ نَفْسِي؟ لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟".

العدد 15

آية (15): -

"15أَنَا مَسْكِينٌ وَمُسَلِّمُ الرُّوحِ مُنْذُ صِبَايَ. احْتَمَلْتُ أَهْوَالَكَ. تَحَيَّرْتُ.".

هنا يذكر ألامه منذ صباه. وكأنه عاش كل أيامه قريباً من الموت = مُسَلِّمُ الرُّوحِ.

الأعداد 16-18

الآيات (16 - 18): -

"16عَلَيَّ عَبَرَ سَخَطُكَ. أَهْوَالُكَ أَهْلَكَتْنِي. 17أَحَاطَتْ بِي كَالْمِيَاهِ الْيَوْمَ كُلَّهُ. اكْتَنَفَتْنِي مَعًا. 18أَبْعَدْتَ عَنِّي مُحِبًّا وَصَاحِبًا. مَعَارِفِي فِي الظُّلْمَةِ.".

الظُّلْمَةِ = هي ضيقته التي هو فيها. وضيقته كانت ضيقات متعددة وغزيرة أحاطت به اليوم كله. بل هي أهوال مهلكة. مَعَارِفِي فِي الظُّلْمَةِ = اي إختفوا وما عدت أراهم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالثَّمَانُونَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

اَلْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالثَّمَانُونَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 88
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 88