اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْحَادِي وَالثَّلاَثُونَ – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور المئة والحادي والثلاثون (المئة والثلاثون في الأجبية)

مزمور يشير لتواضع داود النبي والملك، رمزاً لتواضع المسيح الذي أخذ صورة عبد ثم مات. ويقول معظم المفسرين أن داود قال هذا المزمور رداً على إفتراءات شاول وعبيده إذ إتهموه بأنه في كبرياء يفكر في اغتصاب المُلك من شاول الملك. ومن ناحية أخرى فهذا المزمور يأتي بعد المزمور السابق فهو يشير لدرجة أعلى في المصاعد. فكلما نرتفع روحياً نتضع وكلما نتضع نرتفع.

العدد 1

آية (1): -

"1يَا رَبُّ، لَمْ يَرْتَفِعْ قَلْبِي، وَلَمْ تَسْتَعْلِ عَيْنَايَ، وَلَمْ أَسْلُكْ فِي الْعَظَائِمِ، وَلاَ فِي عَجَائِبَ فَوْقِي.".

من يتفاخر بفضائله مستجلباً لمديح الناس فهو مذموم، ويضيع أجر فضائله. والعظمة هي رأس كل الخطايا، فيها سقط الملاك من السماء. وداود هنا يقول أنه لا ينظر إلى عرش شاول. وروحياً علينا أن نفعل نفس الشيء (رو3: 12 - 6). وداود له الحق في أن يفكر في عرش شاول فالله سبق وإختاره وصموئيل مسحه.

العدد 2

آية (2): -

"2بَلْ هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ. نَفْسِي نَحْوِي كَفَطِيمٍ.".

رائع من داود أن يعترف بالحقيقة التي في داخل قلبه، فالقلب يشتهي فعلاً الملك كما يشتهي كل منا الدنيويات، هذه حقيقة. ولكنه قاوم هذه الشهوات = هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي. والنفس هنا يقصد بها رغائبه العاطفية وشهوته للارتفاع والملك، فالنفس دائماً صاخبة تشتهي. ولكنه جاهد ضد نفسه ليهدئ شهوته. كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ = الفطيم هو من حُرِمَ من ثدي أمه، فيظل يصرخ ولكنه مع إمتناع أمه عن إرضاعه يهدئ نفسه ويقبل الأمر الواقع مكتفياً بصدر أمه ينام عليه في راحة. هنا يمثل داود من كان يشتهي العالم (لبن أمه) وحرمه الله من بعض شهوات العالم (فطام) فثارت نفسه فيه، وظل يجاهد ليستريح، وصبر لله فأعطاه ثقة مطمئنة في الله (الراحة على صدر أمه) عوضاً عن الطمع القلق (إشتهاء الرضاعة من صدر أمه). بل أن الله في بعض الأحيان يفعل كما تفعل الأم حينما تريد أن تفطم إبنها. فبعض الأمهات يضعن سائل له طعم مر على ثديهن ليكره الأطفال الرضاعة، والله يسمح ببعض الألام وسط شهوات العالم وببعض الضيقات تمتزج بملذاته فنكرهه طالبين أن نفطم منها.

العدد 3

آية (3): -

"3لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ.".

إذا كان الله يعاملنا كما تعامل الأم إبنها فمن نرجو سواه في كل ضيقاتنا.

ملحوظة: - ما الذى يجعل أولاد الله أن يكونوا فى سلام واضعين رؤوسهم على صدر أبيهم السماوى كالطفل على صدر أمه؟ الإجابة.... الإيمان والثقة فى وعود الله، وأن الله يتدخل حينما يرى الوقت المناسب = "ملء الزمان" كما يقول بولس الرسول (غل4: 4). فداود حصل على الوعد بالملك قبل أن يملك فعلا بعشر سنوات. لذلك تعلم داود أن يقول "انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب" (مز27: 14). وراجع المزمور السابق "من الأعماق صرخت إليك يا رب" ولاحظ تكرار قول المرنم إنتظرت الرب. هذا الإيمان وهذه الثقة فى مواعيد الله تعطى لأحباء الله نوما فى سلام (مز 127).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّلاَثُونَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 131
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 131