المزمور التاسع – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور التاسع

في النسخة السبعينية نجد المزموران (9، 10) كلاهما عبارة عن مزمور واحد هو رقم (9) وهناك أسباب كثيرة تؤكد وحدة المزمورين:

  1. ثمة نسق هجائي عبراني، أو تركيب لغوي (ألفا بيتا) ممتد في المزمورين.
  2. لا يوجد عنوان للمزمور العاشر، وهذا يؤكد أنه امتداد للمزمور التاسع.
  3. استمرارية الأفكار فمزمور (9) يتكلم عن الأعداء الخارجيين، ومزمور (10) يتكلم عن الأعداء الداخليين الذين يظلمون المساكين. ولكن كلاهما يتكلم عن أزمنة الضيق.

غالباً فداود رنم هذا المزمور بعد إنتصاره في إحدى معاركه ضد أعداء شعبه.

على موت الابن = قد تعني أن نغمة المزمور على لحن مشهور بهذا الإسم. وهناك من قال أنه قالها بعد إنتصاره على قوات إبشالوم وموت إبشالوم إبنه. إلا أنه من الناحية النبوية يشير لموت المسيح الإبن الوحيد بالجسد ليعطينا الخلاص وهذا هو سبب الفرح والتهليل والتسبيح في المزمور.

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. 2أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ.".

صلاة شكر لأجل الإنتصار على عدو، وأولاد الله لا يكفون عن شكره على كل أعمال محبته، فهم أدركوا محبته وعنايته وحكمته حتى في الألام التي تحل بهم لذلك تصلي الكنيسة شاكرة الله على كل حال.. بِكُلِّ قَلْبِي = فمن يحب الله من كل قلبه سيشكره من كل قلبه أي بكل همة ونشاط. ومن يتأمل في أعمال الله معه سيجد أعماله كلها عجيبة وكل اليوم وكلها بحكمة تصنع. وإذا فهمنا أن المزمور يتحدث عن الخلاص الذي تم بالصليب. أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ = من يفرح بالعالم يفرح بشيء فانٍ سينتهي وربما يفرح اليوم وينتهي الفرح في الغد، أما من يفرح بالله ففرحه دائم كامل أبدي.

العدد 3

آية (3): -

"3عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ، يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ،".

رجوع الأعداء لخلف حدث مع داود حينما سقط عدوه جليات. وحدثت حينما أتى اليهود للقبض على المسيح وقال لهم أنا هو فسقطوا، وحدثت في اندحار إبليس حينما حاول أن يجرب المسيح على الجبل وحدثت في معركة الصليب. وتحدث في حياة كل منا حين يغلب المسيح إبليس فينا (رؤ2: 6). فالمسيح هو قائد مسيرتنا (راجع3: 18 - 6).

الأعداد 4-9

الآيات (4 - 9): -

"4لأَنَّكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَايَ. جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلاً. 5انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُنًا. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ. 7أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الدَّهْرِ يَجْلِسُ. ثَبَّتَ لِلْقَضَاءِ كُرْسِيَّهُ، 8 وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِ بِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ. 9 وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ.".

جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلاً = بعد صعود المسيح جلس عن يمين الآب والابن أُعطِيَتْ له الدينونة (يو22: 5). وحين يأتي على السحاب سيدين الأحياء والأموات. بل هو يجلس أيضاً كملك في قلوب محبيه ويدين الخطية فيهم أي ينزعها من داخلهم إذ ملكوه عليهم فينزع الكرسي الذي إمتلكه إبليس في قلوبهم ويجلس هو عليه. انْتَهَرْتَ الأُمَمَ = بالنسبة لداود فالأمم هي الأمم الوثنية التي حاربته. ونفهم الأمم بالنسبة لنا أنها الخطايا والشرور، فحينما يملك المسيح ينتهر خطايانا ويبكتنا عليها فلا شركة للنور مع الظلمة. أَهْلَكْتَ الشريرَ = هذا يشير لإبليس أو أى شخص يتحرك بحسب أوامره. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الأبدِ = بعد الصليب لم يعد للشيطان قوة ولا سلطان لمن يتبع المسيح. هَدَمْتَ مُدُنهم = المدن عادة محصنة، وهكذا كان إبليس ولكن المسيح هدم كل قوته ومَنَعَتَه. فصار يسهل على كل المؤمنين هزيمته بإسم المسيح وإشارة الصليب. وصار الله ملجأ لنا. مَلْجَأً للْمُنْسَحِقِ = كل متواضع يعرف ضعفه ويلجأ للمسيح يحتمي فيه، يغلب إبليس.

العدد 10

آية (10): -

"10 وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ.".

الْعَارِفُونَ اسْمَكَ = إسم الله يعني شخصيته وقوته، ومن يختبرها يلجأ إليه وحده.

العدد 11

آية (11): -

"11رَنِّمُوا لِلرَّبِّ السَّاكِنِ فِي صِهْيَوْنَ، أَخْبِرُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ.".

من يعرف أعمال الرب عليه أن يسبحه على محبته، وبتسبحته يخبر الآخرين ويكرز بها.

الأعداد 12-20

الآيات (12 - 20): -

"12لأَنَّهُ مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ. ذَكَرَهُمْ. لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ.

13اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ، يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ، 14لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجًا بِخَلاَصِكَ.

15تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَوْهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ. 16مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. ضَرْبُ الأَوْتَارِ. سِلاَهْ. 17اَلأَشْرَارُ يَرْجِعُونَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، كُلُّ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ. 18لأَنَّهُ لاَ يُنْسَى الْمِسْكِينُ إِلَى الأَبَدِ. رَجَاءُ الْبَائِسِينَ لاَ يَخِيبُ إِلَى الدَّهْرِ. 19قُمْ يَا رَبُّ. لاَ يَعْتَزَّ الإِنْسَانُ. لِتُحَاكَمِ الأُمَمُ قُدَّامَكَ. 20يَا رَبُّ اجْعَلْ عَلَيْهِمْ رُعْبًا لِيَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ بَشَرٌ. سِلاَهْ. ".

نرى فيها إنتقام الله من الأشرار، ورحمته وخلاصه للمساكين. مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ ربما تشير لأعداء داود القتلة ولكنها تشير لإبليس الذي أهلك الإنسان (يو44: 8). والله سيطالب الأشرار بكل دم سفكوه للشهداء (تك10: 4). انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ = فإبليس يثيرنا بالشهوة وإذ سقطنا يذلنا. يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ = المسيح خلصنا من موت الخطية. ومن تحرر يسبح = لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ = الكنيسة وقوله أبواب المقصود به أنه سيخبر كل الداخلين للكنيسة بأعمال الرب. مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ = عدالته معروفة وستظهر حين يدين الأشرار ويكافئ الأبرار. وعندما يصل المرتل في آية (16) لعقاب الله للشرير يقول ملحوظة.. ضَرْبُ الأَوْتَارِ. وأصل الكلمة هيجايَّون وقد تترجم بوقفة موسيقية أو وقفة خشوعية للتأمل فيما قيل.

وفي (20) أَنَّهُمْ بَشَرٌ = أي يسمح الله ببعض المخاوف للأمم = إجعل عليهم رعبا لِيَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ بَشَرٌ وذلك ليبعد عنهم كبرياءهم ويعرفوا أنهم ضعفاء وأنك أنت الإله القوي وحدك. وهذا حدث كثيرا فى الكتاب المقدس مثلا حين أرعب الله فرعون وجنوده عند مطاردتهم الشعب.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

المزمور العاشر - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

المزمور الثامن - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 9
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 9