المزمور الأول – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

مقدمة في المزامير

تأملات لقداسة البابا شنودة.

المزامير في الكنيسة القبطية.

المزامير لها أهمية كبيرة في الكنيسة المقدسة. وكتاب المزامير هو أشهر كتب الصلاة. هو شعر وموسيقى وعواطف وإنفعالات واشتياقات روحية وصلوات وابتهالات. هو نماذج حية عملية للتخاطب مع الله. ومنذ زمن قديم كانت المزامير تصلى بطريقة الغناء بنغمات موسيقية، كل مزمور له لحن خاص به. ونجد مثل هذا في التسبحة، فالهوس الثاني والثالث والرابع تقال بالألحان، فهي مزامير ملحنة.

وكان هذا هو ما يحدث في العهد القديم أيضاً فنسمع في (1أي5: 23) أن هناك 4000 مغني في الهيكل يسبحون الله بآلاتهم الموسيقية منهم فرقة أساف. فكان بيت الله مملوء غناء وتسابيح. وكثير من الآلات الموسيقية مذكورة في المزامير مثل العود والقيثارة وذوات الأوتار والمزمار... (مز150). وبيت الله نجده مملوء فرحاً.

وهكذا سمعنا بعد الخروج مريم أخت موسى وهرون تمسك الدف وتغني وراءها فرق من الفتيات. وهذا ما كرره بولس الرسول "مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح.." (أف19: 5 + 1كو26: 14 + كو16: 3). فإستعمال المزامير قديم جداً منذ العهد القديم وإستعملها الرسل وواظبت الكنيسة على إستخدامها،.

ودائماً يسبق قراءة كل إنجيل قراءة مزمور. وفي أسبوع الألام نقرأ المزامير بلحن معروف بإسم (كيبرتو) للتأمل فى المزامير المملوءة بالنبوات الخاصة بالسيد المسيح، وهو لحن طويل يثير فى النفس مشاعر تدعو للتوبة حينما نتأمل فى ألام المسيح لأجلنا. وكثير من الألحان مأخوذة من المزامير. وكان المسيحي في ذهابه للكنيسة يرتل مزمور "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" بدلاً من أن يفكر في مشاكله وفي الدنيويات. وإذا دخل الكنيسة يقول "مساكنك محبوبة.." وأمام الهيكل يقول "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك.." هو يهيئ نفسه وذهنه للصلاة بدلاً من دوامة العالم حتى لا يشرد ذهنه في مشاكل العالم فلا يستطيع الصلاة. والكنيسة تصلي في شهر كيهك المزمور الكبير وهو تجميع لغالبية الآيات التي تشير للعذراء ولعيد الميلاد. وفي عيد الغطاس المزمور الكبير كله يكون عن الماء. وفي صلاة الأجبية نستعمل 77 مزمور منهم المزمور الكبير الذي هو على حسب الحروف الأبجدية العبرية (22 حرفاً) وكل مزمور أو قطعة منه عبارة عن 8 آيات ( وهم 75 مزمور بحسب طبعة بيروت) وبعض الطوائف البروتستانتية لا تصلي المزامير وبعضهم يصلون بها. وحتى من لا يصلي بها يستخدمها في التراتيل. فلا يوجد من يستغني عن المزامير.

وكنيستنا في نهاية كل قداس تصلي المزمور الـ 150 أثناء التوزيع.

ولأهمية المزامير وشهرتها قسم المسيح العهد القديم وقال "موسى والمزامير والأنبياء" (لو44: 24). وكثيراً ما إستعمل المسيح والرسل آيات من المزامير. بل وهو على الصليب قال "إلهي إلهي لماذا تركتني" وهي الآية الأولى من مزمور 22.

المزامير تستخدم في إخراج الشياطين.

بدأ داود الشاعر بفطرته والروحاني في طبيعته يرتل مزاميره وهو راعي صغير وكان موسيقار يضرب على العود والمزمار. وحين كان الملك شاول تنتابه نوبات الجنون بسبب الروح الشرير كانوا يقولون إبحثوا عن رجل يحسن الضرب على العود فقالوا داود بن يسى، وأتوا به فكان يصلي مزاميره بترتيل فتخرج الشياطين؟ ومازالت المزامير مستخدمة حتى الآن في إخراج الشياطين.

فالشياطين لا تحتمل المزامير. ونجد في بستان الرهبان أن أحد الرهبان يقول أنه لا يفهم المزامير فرد عليه آخر وقال له ولكن الشياطين تفهمها وتخاف منها. وأحد الأساقفة كان يقول للشيطان الذي يصعب عليه إخراجه "إذا لم تخرج سأصلي طوباهم أي المزمور الطويل (119) فكان الشيطان يخرج.

المزامير كلها نبوات.

لذلك تقرأها الكنيسة في أسبوع الألام فهي مملوءة نبوات عن المسيح والكنيسة في أسبوع الآلام لا تصلي بالأجبية، بل تصلي مزامير ساعات البصخة فقط، لأن كل مزمور يوافق الإنجيل الذي نقرأه في تلك الساعة، ويكون المزمور كنبوة عما نقرأه في الإنجيل، وأناجيل أسبوع الألام تتتبع المسيح فى رحلة ألامه خلال هذا الأسبوع، وبالتالى فالمزامير تأخذ نفس الخط. ولا نقرأ باقي المزامير لأنها نبوات عن أشياء أخرى. ونحن نعيش أسبوع الآلام بحسب حوادثه.

من الذي كتب المزامير؟

تنسب المزامير لداود دائماً أياً كان المزمور. وهناك رأيان في هذا الموضوع:

رأي يقول أن كل المزامير لداود ورأي آخر يقول أن داود وضع 73 مزمور وموسى وضع (90، 91) / وسليمان (72، 127) / وقورح وبنوه (11) مزمور / وأساف (12) مزمور / وهيمان (88) / وإيثان (89) / . وهناك مزامير مجهول إسم واضعها.

ومن يقول أن داود هو واضع كل المزامير يقول أن المزامير المجهولة كلها لداود.

( والكتاب المقدس فعل هذا وقارن مز2 مع أع4: 25). أما قورح وبنيه وأساف وهيمان وإيثان ما هم سوى مغنين فقط وليس واضعون لكلمات المزمور. ومن يقول العكس يتساءل وكيف يقول داود "على أنهار بابل.. ثم كيف يقول رضيت يا رب عن أرضك.. وهما يتكلمان عن الذهاب للسبي والعودة من السبي. ومن يقول أن داود واضع كل المزامير يرد بأن داود يتنبأ كما في (مز22). عموماً فكل المزامير تنسب لداود فهو واضع معظم المزامير. ويسمى إمام المغنين. قد يكون إمام المغنين هو قائد فرقة الإنشاد في الهيكل ومن ضمن من نسب كل المزامير لداود القديس أغسطينوس.

ونجد في المزامير مقدمات فيها إسم كاتبها والمناسبة التي قيلت فيها والآلة المستعملة.

كيف كتبت المزامير؟

هل المزامير كانت كلام داود لله؟، أو كان الله يكلم داود؟ "الكتاب كله موحي به من الله". لقد كان داود يكلم الله بكلام وضعه الله على فم داود، وهذا ما قاله داود "لسانى قلم كاتب ماهر" (مز45) والكاتب الماهر هنا هو الروح القدس الذى وضع كلمات المزامير على فم داود. فهناك صلوات لا توافق مشيئة الله "تصلون ولا تستجابون لأنكم تصلون ردياً".

إذاً جمال صلوات المزامير أنها صلوات توافق مشيئة الله. كان داود يعزف على العود وكان الروح القدس يعزف على داود، وقيل فى هذا "هل كان داود يعزف على قيثارة الروح القدس أم كان الروح القدس يعزف على قيثارة داود" وبهذا خرجت هذه المزامير الجميلة. ولذلك قال داود "لساني قلم كاتب ماهر" لأن الروح كان يملي وداود كان يكتب على المزمار والقيثار والعشرة الأوتار. ولذلك سُمِّى داود مرنم إسرائيل الحلو (2صم1: 23) والمزامير بدأت كصلوات وتأملات بالنسبة لداود كفرد ثم تطورت وأصبحت صلوات عامة للناس. وكَوَّن داود فرقة خورس (كورال) من موسيقيين ومغنين بكل الآلات ليصلوا بها في الهيكل فصارت صلوات عامة. وهذه المزامير هي أعمق صلوات وانتقلت من جيل إلى جيل.

المزامير تشمل كل عناصر الصلاة.

  1. اللجوء إلى الله في الضيقة.

داود في كل ضيقته كانت تعزيته في المزامير. وكلما اشتدت عليه الضيقة يحتمي في مزمور "كثيراً ما حاربوني منذ صباي ولم يقدروا عليَّ" هم لم يقدروا عليه لأنه كان يحتمي بالله ويصلي مزاميره. وهو صلى مزاميره هذه في عمق ألامه. ومن هو في ضيقة ويصلي لله بنفس طريقة داود وبكلمات داود فمن المؤكد أنه سيجد تعزية.

فالمزامير تعلمنا أسلوب الحب والشوق والعتاب مع الله، تعلمنا أسلوب الكلام مع الله. وهي تعلمنا كيف نصلي لله بكلام الله. وكيف ننال فضيلة الرجاء وسط الضيقة. فالمؤمن يشعر بوجود الله وسط الضيقة وغير المؤمن يشعر بتخلي الله عنه.

ومن يصلي بالمزامير يقول مع داود في ضيقته "يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني.." (الأعداء قد يكونوا أشخاص يضطهدونني أو خطايا وشهوات تحاربني) ثم يكمل مع داود نفس المزمور أنت يا رب ناصري مجدي ورافع رأسي. فيشعر بوجود الله. ومن لا يشعر بوجود الله في ضيقته يسقط في التذمر والكآبة واليأس بل قد يشعر بأنه لا فائدة من الحياة مع الله، بل يقوده هذا اليأس للتجديف فيقول أن الله غير متحنن وهو ليس ضابط للكل. أما من يصلي مع داود فيشعر أن الضيقة موجودة لكن ربنا موجود والخلاص موجود ولو تأخر. بل أن داود في ضيقته كان يرى الخلاص قبل أن يأتي فيشكر لأن الله استجاب ولم تكن الاستجابة قد حدثت بعد، ولكنه يراها بعين الإيمان والرجاء وبخبرته التي رأي فيها خلاص الله مراراً. وهذا هو عمل الروح القدس فيمن يصلى فى ضيقته إذ أن الروح القدس يفتح عين من يصلى على الرجاء وعلى عمل الله فى ملء الزمان ويعطى للمتألم تعزية فيتحمل ألمه بل يسبح الله فى فرح. بل في ثقته في خلاص الرب يقول "أنا أضطجعت ونمت" وهو في وسط الضيقة. ولغة الرجاء تملأ المزامير وأن الله لن يترك البائسين ولا المتضايقين. بل نجد نصف المزمور الأول فيه يشكو داود ونجد النصف الآخر إبتهاج وتسبيح على خلاص الله "إلى متى يا رب تنساني.. أسبح الرب المحسن إلىَّ" هذه هي لغة الرجاء التي نتعلمها من المزامير فنتعزى في ضيقاتنا، ومن يصلي مع داود لا تسيطر عليه الكآبة في الضيقات. هناك من يضع الضيقة بينه وبين الله فيتزعزع، وهناك من يتعلم من داود أن يضع الله بينه وبين الضيقة فيكون له رجاء وتختفي الضيقة.

مزامير داود لو ترجمت لأي لغة تظل محتفظة بجمالها، فجمالها ليس في الشعر والقافية بل في المعاني والروح. فالمزامير لحن جميل يقرأها الإنسان فينسى ضيقاته.

ضع خط أسود على كلمات الضيقة في الأجبية وضع خط أحمر على كلمات المعونة فتجد أن داود لا يسمح للضيقة بأن تنفرد به بل يمسك دائماً برجائه بالله.

  1. المزامير فيها تعليم.

المزامير تعطي تعاليماً كثيرة لمن يصليها فمثلاً:

  1. "يا رب بالغداة تسمع صوتي" (أي في الصباح الباكر).. "يا الله إلهي إليك أبكر". هذا التعليم يعطي روح التبكير في الصلاة ويوبخ من يصلي متأخراً.
  2. أن يقول داود أنه يسبح الله "سبع مرات" يومياً وأن يقول "كنت أذكرك على فراشي" فهذا التعليم يعلمنا أن نذكر الله دائماً حتى على فراش نومنا. مثال آخر "محبوب يا رب هو إسمك فهو طول النهار تلاوتي". فهذا يعطي فكرة عن إلتصاق القلب بالله طول النهار. هذه مثل "صلوا بلا إنقطاع".. وهذا تعليم العهد الجديد.
  3. "عطشت نفسي إليك كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه" تعطي تعليماً عن وجوب اشتياق القلب للصلاة وتبكيت للقلب إذا كان هناك تراخي.
  4. داود الملك الذي يملك كل شئ وله قصره يتكلم عن بيت الله باشتياق ويقول "واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب وأتفرس في هيكله المقدس" ويقول "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب". هذا يعطينا تعليماً كيف يجب أن نشتاق ونحب الذهاب لبيت الرب وللأديرة. بل نسمع عن الاحترام والخوف حين يدخل مساكن الرب فيقول "بكثرة رحمتك أدخل بيتك.." أي أنا غير مستحق للدخول لولا رحمتك. ويقول "أمام الملائكة أرتل لك وأسجد قدام هيكل قدسك.." ويقصد أنه يرى أن بيت الله مملوءاً بالملائكة وهو يدخل ليسجد في وسطهم. هو شاعر أن البيت مملوء ملائكة. فهناك ملائكة للبيت والملائكة الحالة حول خائفي الله والملاك الحارس لكل واحد وهذا يعطي هيبة وخشوع. فهل نقف بتراخي أمام من تخشع له الملائكة.
  5. حين يقول "ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية أمامك" يعلمنا أن نرفع أيدينا في الصلاة. ويكون ذلك على شكل الصليب.. "في الليالي إرفعوا أيديكم أيها القديسون وباركوا الرب".
  6. "أغسل يدي بالنقاوة وأطوف بمذبحك". تعلمنا ضرورة التوبة والنقاوة قبل أن نأتي للعبادة في بيت الرب.
  7. حين يقول "هوذا ما أحسن وما أحلى أن يسكن الإخوة معا" يعلمنا أن نجتمع في حب لنقدم عبادة جماعية.
  8. المزامير تعلمنا كيف نطلب الله.

حين يقول "من الأعماق صرخت إليك يا رب.." نرى أنه يجب أن نطلب الله في عمق الضيقة، عمق الخطية. والمزامير تعلمنا كيف نطلب وماذا نطلب. وكيف نهتم بالطلبات الروحية. وكيف نطلب مجد الله.

  1. المزامير تعلم حياة الشكر.

المزامير تعلمنا الاعتراف بجميل الله والتغني بإحسانات الله وجوده وكرمه.

  1. المزامير تعلمنا حياة التسبيح.

فهناك مزامير كثيرة كلها تسابيح بلا أي طلب. هو يصلي لا ليطلب بل ليسبح. الله بالنسبة له هنا ليس وسيلة إنما غاية. هو يريد الله نفسه "أيها الرب ربنا ما أعجب إسمك في الأرض كلها". هو لا يطلب بل يتأمل في الله. وكأنه يقول "أنت غايتي وأنت كفايتي وكفي. ونراه يقول" مستعد قلبي يا الله مستعد قلبي أسبح وأرتل في تمجيدي استيقظ يا مجدي إستيقظ يا مزمار.. "هو يطلب من كل شئ أن يستيقظ لكي يقف أمام الله ويعترف له. هو يريد أن يصحو باكراً وتصحو معه كل الخليقة لتسبح ويصحو معه المزمار والعشرة الأوتار ليعترف للرب بجميله عليه بل داود في جمال تسابيحه يرى الطبيعة كلها تسبح الله.. الفلك والسموات والشمس والقمر والنجوم والأيام والجبال والزهور.. الخليقة كلها هي سيمفونية رائعة ونراه يقول أن الرياح صانعة كلمته. بل هو يطلب من الملائكة أن يسبحوا الله فى (مز103) فيقول" باركوا الرب يا جميع ملائكته يا جميع جنوده ". هو في فرحه بالرب يطلب أن يسبح كل أحد وكل شئ الرب. لم يوجد في البشر من أحسن تسبيح الرب مثل داود. بل هو بعد أن يشبع تسبيح يقول سبحوا الرب تسبيحاً جديداً.. أي كل يوم قولوا تسبحة جديدة. بل هو يتغنى بناموس الرب وشريعته وكيف هو كامل. هل بدون المزامير ستكون لنا هذه الإمكانية أن نسبح الرب هكذا مثل داود.

  1. المزامير تعلم حياة التسليم.

فهو لا يعتمد على فهمه وحكمته بل يطلب من الله أن يقوده ويرشده "علمني يا رب طرقك" "إهدني في سبيل مستقيم" هو يطلب إرشاد روح الله القدوس أن يقوده ليكن طريقه مستقيماً. "فهناك طريق تبدو للإنسان مستقيمة وآخرها طرق الموت" (أم12: 14). فالذين بلا مرشد يسقطون كورق الشجر. فالمزامير تعلمنا كيف نصلي.

  1. المزامير تعلم حياة الانسحاق.

ولأهمية حياة الانسحاق تعلمنا الكنيسة أنه في بداية كل صلاة نصلى صلاة الشكر ثم المزمور الخمسين "إرحمني يا الله كعظيم رحمتك" هنا يقف الإنسان كمذنب أمام الله يطلب الرحمة كمحكوم عليه.. كثرة رأفاتك تمحو إثمي.. لك وحدك أخطأت وأحزنت قلبك وتجاهلت إحساناتك.. فالخطية أي خطية هي موجهة لله لذلك نخاف. ولأن الخطية قذارة يقول إغسلني فأبيض.. فهو يعترف بقذارته وأنه محتاج للغسيل. خطيتي أمامي في كل حين. هذا هو حال النفس المنسحقة أما النفس المتكبرة فتنظر لخطايا الناس. وداود يقول خطيتي أمامي في كل حين بعد أن غفرت خطيته، فالصلاة بدون إنسحاق هي صلاة متكبرة "إن نسينا خطايانا يذكرها الله لنا وإن ذكرنا خطايانا ينساها الله لنا". وهذا التعليم ضد الفرح الزائف الذي يبشر به البعض بأن الله غفر كل خطايانا وأننا خلصنا فهذا يقودنا للكبرياء، بل علينا كل حين أن نذكر خطايانا وننسحق ونبكي ونشعر بإحتياجنا لله. نجني من الدماء يا الله.. هذه تجعلني أحاسب نفسي عن كل واحد أكون قد أعثرته ربما في أيام جهلي وأنسحق بالأكثر حتى لا يطالبني الله بدمه فأنا تبت لكن هم ربما لم يتوبوا بعد. "أعوم كل ليلة سريري وبدموعي أبل فراشي" هذه صورة داود أمام الله، أما أمام شعبه فهو داود القائد المنتصر الجبار الذي له الحرير والثياب الموشاة بالذهب والقوة والسلطة والسيف والدرع، أما أمام الله فيجلس على التراب والرماد وعيناه تقطران دمعاً باستمرار.. دموعي في زق محفوظة عندك.. فالدموع هي سلاح العاجز الذي لا يجد شيئاً يقوله لله، فأمام الله يستد كل فم.. في المساء يحل البكاء.. هذا أمام الله. وحين يقول "يا رب لا تبكتني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك" تكون عيناه على غضب الله يوم الدينونة، فهنا على الأرض هناك مجال للرحمة لذلك يصرخ إرحمني يا رب. أدبني هنا على الأرض حتى لا أضيع في يوم الدينونة. هل نصدق من يقول لنا إضحكوا وهللوا، هل نصدق هذا الغش، هل نفرح والشيطان مازال ينتصر علينا وعلى إخوتنا. حقاً "أمينة هي جراحات المحب وغاشة هي قبلات العدو" علينا أن نجاهد في حياة الروح بانسحاق حتى نكون من الفرحين في اليوم الأخير. لا مانع من مجاملة الناس في أفراحهم "فرحاً مع الفرحين" ولكن إذا خلونا مع أنفسنا نتذكر خطايانا ونبكي عليها بل نتذكر خطايا إخوتنا وسقوطهم وخطايا الجيل الذي نعيش فيه ونبكي طالبين رحمة الله. بل داود لا يذكر الخطايا الكبيرة فقط بل يقول الهفوات من يشعر بها والخطايا المستترة طهرني يا رب منها. ومعنى قول الكتاب بكآبة الوجه يصلح القلب أن نبكي في خلوتنا ولكن أمام الناس نبتسم ونفرح ولكن لا نكون مهذارين.

إذا جلسنا مثل داود الآن في الرماد نسمع أن الله هو الذي يقيم المسكين من التراب ويرفع البائس من المزبلة. فلننسحق لأن داود يقول قريب هو الرب من المنسحقي القلب.. إليك يا رب رفعت عيني يا ساكن السماء فها هما مثل عيون العبيد. هذا هو الإنسحاق عند داود الذي يقف أمام الله يطلب المغفرة حتى لا يدخل الله في المحاكمة مع عبده.. أن كنت يا رب للأثام راصداً فمن يثبت.

ملحوظة: - من ينسحق أمام الله معترفا وحزينا على خطاياه التى أحزن بها قلب الله يحول له الرب حزنه هذا إلى فرح، وهذا ما قاله السيد المسيح "فأنتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكنى سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16: 22). فالإنسحاق هو الطريق الأساسى والمقبول لدى الله للفرح، فالفرح كما نرى فى هذه الآية هنا هو عطية من السيد المسيح وليس هو إفتعال الفرح. والفرح ناشئ عن الإمتلاء من الروح القدس، فالفرح ثمرة من ثمار الروح القدس، ومن الذى يسكن عنده الروح القدس؟ هو يسكن عند المتواضع والمنسحق القلب (إش57: 15).

  1. سفر المزامير هو سفر الصلاة، من يريد أن يتعلم الصلاة فليتتلمذ على داود أستاذ الصلاة. ومن يصلي بالمزامير يكون داود معلماً له كيف يصلي، كأب يمسك يد إبنه ليعلمه كيف يكتب. وفي سفر المزامير نعرف أنفسنا والضعفات والعثرات التي فينا ونجد في هذا السفر السقوط والنهوض وصلوات التوبة والشكر والتسبيح.
  2. هو سفر النبوات. فالمزامير مملوءة بالنبوات الكثيرة الخاصة بتجسد الرب وألامه وقيامته، هي أكبر شاهد لحياة الرب يسوع لذلك قال بطرس أن داود نبي (أع30: 2).
  3. هو سفر التسبيح. ويقول القديس ذهبي الفم، إن الله لما عرف أن عدو الخير سينشر الأغاني الخليعة أرسل لنا عن طريق داود هذه التسبيحات الجميلة في المزامير.
  4. المزامير في الصلاة تحتاج إلى التأمل وإنه لخطأ كبير نقع فيه أننا نصليها بسرعة.
  5. أرقام المزامير: عدد المزامير في جميع طبعات الكتاب المقدس 150 مزموراً. والاختلاف نشأ من الطبعة البيروتية عن جميع الطبعات القبطية واليونانية والكاثوليكية الآخذة عن النسخة السبعينية. أما الطبعة البيروتية فهي قد أخذت من النص العبري.

وسبب هذا الاختلاف أن المزامير عبارة عن أناشيد فبعض النسخ تجمع أنشودتين وتجعلهم نشيداً واحداً والنسخة الأخرى تفصل نشيد لتجعله أنشودتين.

  1. هذا السفر يقع في منتصف الكتاب المقدس تماماً. وهو يبدأ بالله يبارك الإنسان (مزمور1) وينتهي بالإنسان يبارك الله (مز150). يبارك الله تعنى يسبحه ويحمده.
  2. كلمة مزمور عبرية وتعني صوت الأصابع وهي تضرب على آلة موسيقية وترية وصارت فيما بعد تعني صوت القيثارة. وأخيراً إستخدمت لتعنى غناء نشيد على القيثارة. وباليونانية مزمور تعني "إبسالموس".
  3. الاسم العبري لكتاب المزامير هو سفر تهليم (المقطع يم فى العبرية حين يضاف لكلمة فهذا للجمع مثل حرف s فى الإنجليزية) أي كتاب التهليلات والتسابيح. فسواء كان الإنسان فرحاً أو حزيناً متحيراً أو واثقاً عليه أن يسبح الله دائماً. هذا السفر يعلمنا كيف نعبد الله في عالم شرير، وكيف نقترب إلى الله ونتعرف عليه ونلتصق به.
  4. الكلمات التي تتكرر مئات المرات في هذا السفر هي (ثقة - تسبيح - فرح - رحمة) فالمزامير تعلمنا كيف نفرح واثقين في الله وكيف نسبحه بكلمات أوحى بها الروح القدس. وفي تسبيحنا لله نشترك مع السمائيين والملائكة.
  5. يقول القديس إمبروسيوس "أي كائن له الخزي إن لم يبدأ نهاره بمزمور، فأنه حتى أصغر الطيور تبدأ يومها وتنهيه بتراتيل عذبة. وكل من إختبر المزامير شعر بالراحة وهو يصليها ويسبح بها.
  6. تنسب المزامير كلها لداود حتى لو لم يكن كاتب بعضها فهو نموذج للملك المثالي وهو الملك الممسوح رمز المسيح الذي أتى للعالم، هو نموذج الملك الذي يحقق رجاء إسرائيل، هو من جمع إسرائيل في مملكة واحدة وجعل أورشليم مركز العبادة.
  7. نجد التوازن الروحي المطلوب في المزامير فبينما نجد صلوات التسبيح والتهليل والشكر نجد الدموع، وطلب المراحم. هذا ما طبقته الكنيسة. ففي كل صلاة نبدأ بصلاة الشكر ثم المزمور الخمسين فلا ننجرف لا إلى الثقة الخادعة بخلاص قد تم ولا ننجرف إلى اليأس أيضاً. وهذا ما نراه واضحاً خلال سفر المزامير.
  8. كانوا في العهد القديم يستخدمون الآلات الموسيقية (القيثارة والدفوف..) ولكن كنيستنا القبطية اقتصرت على استعمال الدف لضبط النغمات لأنها ترى أن حنجرة الإنسان هي أعظم آلة موسيقية. فالله يطلب الآلات الموسيقية التي للقلب والعقل يعزف عليها بروحه القدس. فالقيثارة تعزف لحناً جميلاً إذا عزف عليها عازف. هكذا علينا أن نترك عقولنا وقلوبنا للروح القدس ليعزف عليها. وبنفس المفهوم نجد أنهم في العهد القديم كان لهم خورس يسبح في الهيكل والشعب يرد بقوله آمين. أما في كنيستنا فالشعب كله يرتل ويسبح. (يقف الشعب قسمين، قسم عن شمال الهيكل ويسمى (بحري أي جهة الشمال) والقسم الآخر يسمى قبلي ويقف عن يمين الهيكل وهذا القسم يقول جزء من التسبحة ويرد عليه القسم الآخر وهكذا.
  9. يرد في سفر المزامير بعض الكلمات الغامضة مثلاً سلاه. وهي تشير:
  10. توجيهات للموسيقيين أن يرفعوا صوت الموسيقي أو للشعب ليقف وأصحاب هذا الرأي يقولون أن أصلها العبري SELAH معناه "الذي يرفع".
  11. هي وقفة تأمل فيها فاصل موسيقي صامت. ويقولون إن معناها كمن يقول في العربية "يا سلام" علامة على إعجابه بما قيل. فهي تأمل فيما قيل لأن المزامير لا تعتمد على المقاطع اللغوية والسجع إنما على أفكار معينة.
  12. المزامير المسيانية الهامة: التي تتنبأ عن المسيح.

(مز2): الملك المرفوض يقيم مملكته ويملك.

(مز8): الإنسان سيد الخليقة بالمسيح ابن الإنسان.

(مز16): قيامة المسيح من الأموات.

(مز 22، 69): ألام المسيح وصلبه.

(مز23): المسيح الراعي الصالح.

(مز24): رئيس الرعاة ملك المجد.

(مز40): المسيح المطيع.

(مز45): المملكة عروس المسيح وعرشه الأبدي.

(مز68: 18): صعود المسيح.

(مز72): ملك المسيح المجيد والأبدي.

(مز1: 80 - 3 + 46: 89، 49): الرجاء العظيم وإشتهاء مجيء المسيا.

(مز89): تأكيد لا نهائية أسرة داود الملكية.

(مز97): الملك يملك.

(مز101): المسيح يحكم بالبر.

(110): المسيح يملك.

(مز118): تمجيد الحجر المرذول.

(132): الوارث الأبدي لعرش داود.

  1. كما أن هناك مزامير شكر وتسبيح وتضرع في الضيق هناك مزامير تاريخية، فيها يستعرض داود قصة الله مع شعبه (من التكوين إلى يشوع) ويضع هذا كأساس لنعرف ويعرف الشعب عمل الله فيسبحه حين يرى عمله ومحبته.
  2. من هو الملك الذي تتحدث عنه المزامير؟
  3. يشير لله ملك المسكونة وخالقها. الذي يملك بالحب على شعبه، السماء هي قصره الملوكي ومسكنه في أورشليم كما في قلب المؤمن وملكه يضم كل المسكونة (47 + 67 + 100 + 117 + 87).
  4. يشير للمسيح، الملك المحارب واهب النصرة الروحية للمؤمنين به، يملك بصليبه محطماً مملكة الظلمة جاذباً البشرية للسماء. وهو كملك الملوك يهب مؤمنيه نعمة الملوكية (رؤ6: 1) واهباً إياهم بره وقداسته وسماته (2 + 18 + 20 + 21 + 45 + 72 + 89 + 101 + 110 + 132 + 144).
  5. داود الملك نفسه وكل نسله الذين جلسوا على العرش. وهم يمثلون كل الجماعة المقدسة.
  6. المؤمنون كأعضاء في جسد المسيح ملك الملوك (رؤ6: 1). فالله أعطى للمؤمنين سلطان في حياتهم الداخلية ضد الخطية وقوات الشر، هم ملوك لهم سلطان داخلي.
  7. باركوا: تتكرر هذه الكلمة كثيراً في سفر المزامير. باركوا الرب. باركي يا نفسي الرب. وكلمة بركة هي كلمة عبرية تعني نتكلم حسناً. لذلك يقول الكتاب "باركوا ولا تلعنوا"، أي عوضاً عن أن تشتموا أحد تكلموا عنه حسناً. "باركوا لاعنيكم" أي تكلموا عنهم حسناً. وبالتالي فقولنا باركوا الرب هو مرادف لقولنا سبحوا وإشكروا الرب. أما حينما يباركنا الرب فهذا يعني أنه ليس فقط يتكلم عنا حسناً بل يفيض علينا من إحساناته الروحية والمادية.
  8. مزامير المصاعد.

هي مجموعة من المزامير (120 - 134). كل مزمور منهم يدعي ترنيمة المصاعد. ويبدو أنها كانت تطبع في كتيب صغير يستخدمه الزائرون القادمون إلى أورشليم في الأعياد العظمي، ليرتلوها وهم صاعدون درجات الهيكل.

  1. أسماء الله في المزامير.
  2. أل أو إلوهيم: قادر وقوي وسائد فوق الكل وخالق، قوته لا نهائية.
  3. يهوه: الكائن القائم بنفسه، الواجب الوجود. ويقال إلوهيم حين يشير لأن الله إله كل الخليقة. ويقال يهوه حين يشير لعلاقة الله بشعبه الخاص الذي يخلصهم ويقدسهم ولابد أن يكونوا قديسين.
  4. إل شاداي: إل تشير للقدرة والقوة فهو إسم مرتبط بالخلق وشاداي تشير للصدر، أي لله الذي يغذي ويعول ويشبع. هو القادر الذي فيه كل الكفاية.
  5. أدوناي: الملك الذي له السيادة على كل الشعوب أرادوا أو لم يريدوا.
  6. ونلاحظ في المزامير قول داود "اللهم بإسمك خلصني.." وتتكرر عبارة "اسم الرب" 100مرة في 67 مزمور مختلف. فقديماً كان الاعتقاد بأن كيان الإنسان وصفاته وقدراته يتمركز في إسمه. فالإسم يعطي معنى ويضفي وجوداً كاملاً على حامله.
  7. اللعنات في المزامير.

هناك مزامير كثيرة تستنزل اللعنات على الأشرار ونلاحظ:

  1. أن داود لم يطلب أن ينتقم لنفسه بل لشعبه كله، فهو يطلب عقاب الذين يحطمون شعب الله وملكوت الله، فهم إذاً أعداء الله. فداود كان يتسامح في حقوقه لكنه لا يتسامح في حقوق الله. وهو هنا يطلب العدالة الإلهية ضد الظالمين.
  2. لم يكن في الفكر العبراني فصل بين الخطية والخاطئ (فبابل ترمز للكبرياء ومصر ترمز للظلم وأدوم إلى سفك الدماء..) والآن نفهم أن الله يكره الخطية ولكنه يحب الخاطئ ويشفق عليه ويسعى وراءه ليتوب.
  3. داود يتكلم بروح النبوة عن مصير الأشرار.
  4. ونحن نصلي الآن هذه المزامير فلنفكر بأن أعداءنا هي خطايانا وشهواتنا وإبليس وجنوده. لكن لا نفكر في أنهم بشر محيطين بنا قد يكونوا مسيئين إلينا.
  1. الإشارات الموسيقية:

تفسيرها ليس سهلاً. فنحن لا نعرف سوى النذر اليسير عن الموسيقي الإسرائيلية القديمة. وتوجد الإشارات الموسيقية في رأس المزمور.

فمثلاً قوله ضرب الأوتار / مع آلات النفخ / على الجتية (قيثارة من جت) تشير لنوع الآلة المستخدمة. وقوله على الثمانية ربما تشير لقيثارة ذات ثمانية أوتار. وقوله "على أيلة الصبح" أو "لا تهلك" أو "على الحمامة البكماء" ربما تشير إلى أناشيد مشهورة يرتل على وزنها المزمور.

  1. ما ينسب صراحة لداود هو 73 مزموراً. ولكن السفر كله ينسب له فهو مرنم إسرائيل الحلو (2صم1: 23). والترتيب الحالي لسفر المزامير ينسب لعزرا.
  2. (مز14) هو تقريباً نفس (مز53) مع فارق طفيف و(مز70) هو جزء من (مز40) وبعض المزامير موجودة في أسفار الكتاب المقدس التاريخية. قابل (2صم22 مع مز18، 1أي23: 16 - 32 مع مز96، 1أي8: 16 - 22 مع مز1: 105 - 15).
  3. كلمة مذهبة التي ترد في رأس بعض المزامير تشير لأن القصيدة المعنونة بها ثمينة جداً كالذهب وفائقة القيمة. وكلمة شجوية منسوبة للشجو والحزن أي ترنيمة حزينة. (راجع مز 7) وقوله على القرار وعلى الجواب هي إصطلاحات موسيقية لمن يعزف. وقوله على الجتية قيل أنها آلة موسيقية من جت وقوله على السوسن، قيل أن السوسن هي آلة موسيقية وقال البعض أنها كلمة تشير لمضمون المزمور. وقوله على موت الابن قيل أنه يشير لموضوع المزمور أو سبب نظمه والأغلب أنه يشير إلى اللحن الذي كان ينشد عليه (مز9). وقوله للتذكير (مز38: 70) قيل أن داود كان يتلوهما أمام الله لكي يذكره بنفسه ويذكر أمامه أحزانه وضيقاته ويذكر الله بمواعيده. وقوله على أيلة الصبح (مز22) هي لقب للمسيح الذي دار المزمور حوله. وقوله على الحمامة البكماء تشير لضعف داود وعدم استطاعته الدفاع عن نفسه، هو بين أيدي الغرباء في جت إذ كان بأيدي الفلسطينيين كالحمامة المصادة بأيدي الناس.
  4. قيل أن سفر المزامير قادر أن يعلمنا كل أمر روحي معرفته ضرورية لنا. وفيه علاج لكل حزن أو بلوى أو مرض يعرض لنفس الإنسان فهو كنز ثمين وعلاج نافع في كل الأجيال.
  5. نرى في المزامير أن داود يرمز للمسيح. وأورشليم وصهيون وشعب اليهود رمز للكنيسة، وأعداء الشعب رمز لأعداء الكنيسة وغلبة الشعب رمز لغلبة أبناء الله دائماً.
  6. لفهم المزامير ينبغي دراسة الأسفار التاريخية أولاً لنفهم الظروف التي كتبت فيها ومناسبة كل مزمور. وهناك مزامير وضعت للإنشاد في الهيكل أو للترنيم في المناسبات.
  7. أول من ألف نشائد وترانيم كان موسى (خر15) ثم دبورة (قض5) وعلى قياسهما ألف آخرين ومنهم داود.
  8. أطلق على سفر المزامير ملخص الكتاب المقدس فنجد فيه ملخص لأحداث العهد القديم. ونلاحظ أن هذا السفر أتى بعد سفر أيوب حيث كان أيوب يجادل الله قائلاً لماذا فعلت بي هذا؟! ويأتي هذا السفر فنجد أنه لا جدال مع الله، بل يأخذنا هذا السفر إلى الأقداس، حيث لا حوار مع إنسان ولا خصام مع الله بل إلتصاق بالله وشركة معه حيث نجد راحة لنفوسنا. يرفعنا هذا السفر إلى جبل عالٍ إلى السماويات فنقول مع بطرس "جيد يا رب أن نكون ههنا". فسفر أيوب يقودنا لتثبيت المبادئ الأساسية في قلوبنا عن كمال قدرة الله وعن عنايته الإلهية. وفي هذا السفر نجد أن من يصلي مستخدماً هذه المزامير يختبر ما فهمه في سفر أيوب، فلا يعترض على أحكام الله إذا تألم كما فعل أيوب، بل يسلم الأمر لله حتى ينتهى التأديب بل نجد أن الله يعزيه وسط ضيقته، وهذا ما كان داود يفعله وسط ضيقاته فتتحول عنده المبادئ الإيمانية إلى خبرات معاشة خلال صلواته وتسابيحه. إذاً سفر أيوب يمثل بداية العلاقة مع الله، ونجد فيه إعتراض الإنسان على الله، على ما يسمح به من ألام، ويأتى سفر المزامير لنجده يمثل إرتقاء النفس البشرية إذ فى ألامها لا تعترض على أحكام الله بل تصلى لترتمى فى أحضان الله فتنال التعزية وسط الألام.
  9. يقول هوشع في (2: 14) "خذوا معكم كلاماً وأرجعوا إلى الرب" وما أحلى أن يكون ما نأخذه هو مزامير داود التي قالها بالروح القدس، وعلمها له الروح القدس ليقولها. وإذا كان شعب العهد القديم شعر بأهمية المزامير وإتخذها كلمات مقدسة يصلون بها، فنحن بالأولى في العهد الجديد نصلى ونسبح بها بعد أن إتضحت معاني نبوات المزامير في شخص المسيح واتضحت محبة الله العجيبة على الصليب، وإنكشف الحجاب عن كل ما كان مخفي في العهد القديم.
  10. مزامير داود استخدمت في كل كنائس العالم فهي تدل على روحانية عميقة، فقائلها كان ينطق بالروح القدس. وكما أن إبراهيم أبو الإيمان لم يختلف فيه المسيحيين واليهود والمسلمين هكذا مزامير داود أحبتها كل الكنائس.
  11. مزاميره متنوعة.

ما قبل السقوط (81 / 150 / 27 / 63) "رنموا لله قوتنا اهتفوا لإله يعقوب".

ما بعد السقوط (51 / 32 / 38) "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك".

تأملات (19) "السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه".

تسبيح (150) "سبحوا الله".

وسط الألام (13، 3) "يا رب ما أكثر مضايقي".

توبة (6) "يا رب لا توبخني بغضبك".

وصف لأعمال الله مع الشعب

ذكر أعمال الله (136).

تأمل في الكتاب المقدس (136).

سمات داود التي جعلته مرنم إسرائيل الحلو (2صم1: 23).

  1. يتكلم بالروح.
  1. يقول "لساني قلم كاتب ماهر" (مز2: 45) والكاتب الماهر هو الروح القدس الذي يقوده ويضع الكلمات في فمه وعلى لسانه "الروح يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 15). فالروح رسم صورة للمسيح أمام داود فسبح وقال "إنك أبرع جمالاً من بني البشر" (مز2: 45).
  2. والروح يذكر داود بأعمال الله فيسبح (هناك مزامير كثيرة يذكر فيها داود أعمال الله مع شعبه).
  3. الروح يفتح عينيه على أعمال الله فيقول "كنت فتى والآن شخت ولم أرى صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً" (مز25: 37) + يوم جلياط قال "عبدك قتل أسد ودب". وهذا هو عمل الروح الذي يذكرنا بأن "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب8: 13).
  4. من ينطق بالروح ينطق بنبوات.

وكيف نسبح نحن؟ البداية التغصب وبالتسبيح نمتلئ بالروح فنسبح بفرح.

  1. الحرية.
  1. قد يكون الإنسان فيه الروح القدس ولكنه مستعبد للخطية وهنا لا يستطيع أن يسبح "على أنهار بابل.. قالوا لنا سبحوا.. كيف نسبح الرب في أرض غريبة". فلم نسمع أن داود نزع منه الروح القدس حين أخطأ واستعبد للخطية، لكننا لم نسمع أنه سبح في هذه الفترة.
  2. ولكن الروح كان منطفئ وحزين أما لو فرح الروح نفرح فنسبح.
  3. سر فرح داود ومزاميره هو أن الله مع داود وروحه القدوس يملأه.
  4. أما الذي يبتعد عن الله تصير حياته رعباً (هذا معنى الظلمة الخارجية) كما لو رفعت الشمس عن المجموعة الشمسية لضلت الكواكب "وخرج يهوذا للوقت وكان ليلاً" (يو30: 13).
  5. وقارن بين داود الفرح المسبح وشاول (1صم5: 28) "قد ضاق بي الأمر جداً لأن الرب فارقني ولم يعد يجيبني لا بالأنبياء ولا بالأحلام" فداود كان يرى بقلبه النقي الله فيسبح بل أن مزامير داود كانت تريح شاول.
  6. والروح القدس حين يملأ إنسان يحرره فهو يبكت ويعطي قوة، ومن يتحرر يمتلئ فيسبح تسبحة موسى بعد الخروج من عبودية مصر. والبداية التغصب على طاعة الوصية. ومن يغصب نفسه يملأه الروح فيتحرر فيسبح فيمتلئ ويزداد تحرراً فيسبح وهو أكثر فرحاً.. فالتسبيح هو طريق الإمتلاء بالروح. رقم 50 هو رقم اليوبيل وفيه ينعم العبيد بالحرية وهو رقم حلول الروح القدس. ومن ثمار الروح التعفف أي الإبتعاد عن الشهوات والفرح والشهوة المقدسة وأن يعود الإنسان على صورة الله وتكون لذته في الله كما أن الله لذاته في بني آدم. فالروح يجدد الخليقة "قلباً نقياً إخلق فيَّ يا الله". هنا نسأل من قال المزامير هل داود أم الروح القدس؟! من أجمل ما قيل هل كان داود يعزف على قيثارة الروح القدس أم الروح القدس يعزف على قيثارة داود.
  1. الشعور بحب الله.
  1. هو نقل تابوت العهد وكان له رغبة في بناء الهيكل. نقل تابوت العهد أول شئ عمله بعد أن استقر ملكه وسبح (مز132) "أذكر يا رب داود وكل ذله لا أدخل خيمة بيتي.. إلى أن أجد مقاماً للرب..." وحينما رفض الله أن يبنى داود البيت جهز كل شئ "وأنا بكل قوتي هيأت" (1أي2: 29) هي محبة عاملة.
  2. هو رنم مزمورين (14، 53) يسبح فيهما مرة اسم الله ومرة الرب وهما مزمورين متطابقين لكنه يحب اسم الله (فلندرب أنفسنا على صلاة يسوع) ولاحظ كمية المزامير التي فيها يسبح اسم الله.
  1. هو لم يطلب كثيراً من الدنيا، نفس تحررت من محبة الدنيويات حتى الملك الذي وعده به الله وربما قال هذا المزمور "يا رب لم يرتفع قلبي ولم تستعل عيناي" بعد سكب الزيت. ومن تحرر يسبح (تسبحة موسى) والإتضاع كان من سماته فهو تعود أن يكون مرفوضاً في الحقل صغيراً. وفي آخر أيامه في عز ملكه حين رفض الله أن يبني داود له بيتاً قال "من أنا يا سيدي الرب وما هو بيتي حتى أوصلتني إلى هنا" (2صم18: 7). وإسمعه يقول لشاول "ملك إسرائيل خرج ليفتش عن برغوت واحد كما يتبع الحجل في الجبال" (1صم20: 26) وفي (مز22) يقول "أما أنا فدودة لا إنسان" (مز6: 22) وبسبب الاتضاع يسكن الله عندنا "في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين" (إش15: 57) ومن يسكن الله عنده يسكن الروح عنده ومن يسكن الروح عنده يرنم.
  2. طبيعة التأمل والعزلة والهدوء.

بها رأي أعمال الله فى الخليقة وأنها تتحدث عن عظمة الخالق (مزمور 19)، وأعطته طبيعته هذه هدوء النفس فسمع الصوت الخفيض كما سمعه إيليا. فنجد في مزاميره تأملات في الطبيعة التي عاش وسطها (الجبال / الوديان / الرعاة / الرب يرعاني) فيقول (الفخ انكسر ونحن نجونا) هذه صورة لصياد أسود يسقط في فخ عمله هو، هكذا ينقذه الله من أعدائه (الرب صخرتي) يحتمي في الله كما يحتمي في صخرة عند اشتداد العواصف وشمس النهار. يتذكر أعمال الله مع شعبه ويتأمل فيها فيثق أن الله لن يتركه "أنا الله إلهك الذي أخرجك من أرض مصر" وهكذا كان السيد المسيح يعمل إذ يتأمل في الصيادين والفلاحين.

  1. النقاوة.

فبدونها لن نرى الرب "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" وبدونها لن يفيدنا التأمل. فهناك من في كبريائهم تأملوا في الطبيعة وقالوا الطبيعة خلقت نفسها إذاً لا إله. وداود قال "من يقوم في موضع قدسه الطاهر اليدين والنقي القلب" (مز3: 24 - 6). ونجد داود يسبح قبل خطيته وبعد توبته "وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبي" (أع22: 13). فنفهم أن توبة داود تفرح قلب الله، وبها يستعيد نقاوته فيسبح أما أثناء عبوديته للخطية لم نسمع أنه سبح.

  1. التسامح وتحمل الإهانات.
  1. في يوم جلياط أهانه أخوه الأكبر قائلاً "لمن تركت الغنيمات أنا علمت كبرياءك وشر قلبك" (1صم28: 17). ولأنه لم يهتاج فسبح وقال لجلياط "أنت تأتي إليَّ بسيف ورمح وأنا آتيك بقوة رب الجنود". ورب الجنود تعنى (جيش إسرائيل / الملائكة / الأفلاك) وهي تناظر ضابط الكل كما قال قائد المئة "أنا إنسان تحت سلطان أقول لهذا أذهب فيذهب".
  2. "الله قال لشمعي بن جيرا إشتم داود".
  3. هو لم يقتل شاول وكان فى يده أن يقتله.
  4. ولذلك أنقذه الله حينما حمى غضبه على نابال وأرسل له أبيجايل حتى لا يخطئ أما لو انتقم لنفسه فوخزات ضميره كانت ستحرمه من الترنيم. فالنفس التي فقدت سلامها تفقد اتصالها بالله، أما النفس المملوءة سلاماً ومغفرة قادرة على التسبيح. أما الخطية فتعطي طبعاً وحشياً فداود الزاني قتل وداس رجال ربة بنى عمون بالنوارج (2صم12: 29 – 31). هنا لم يسبح داود أما داود المتسامح فضربه قلبه على قطع جبة شاول.
  1. الترانيم:

صوت + كلمات + لحن ولم يذكر أن صوت داود كان حلواً لكن كلماته بالروح جبارة. والمهم أن يتغني كل إنسان باسم الرب وليس مهماً صوته. فالإنسان يطرب لصوت الموسيقي أو الصوت الحلو، أما الله فيطرب للقلب الذي يحبه ويشعر به. هذه هي لغة السماء.

  1. سماع صوت الله.

"إلهي أنت ملجأي" / "إليك ألتجئ".

كلمة ألتجئ في العبرية تستعمل للراعي الجالس يراقب قطيعه.

فهل ننتظر سماع صوت الله أو نرمي كلماتنا ونمشي دون سماع الرد، ومن يسمع يرنم. علينا أن نرقب الله (حبقوق). حبقوق مثال جميل لهذا فهو صلي وجلس ينتظر سماع صوت الله. إذاً هذا هو الالتجاء لله وإنتظاره بأن نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها حتى لو لم تكن في حوزتنا وهذا ما يحفظنا ثابتين هادئين بل نرنم.

كم مرة سمعنا "لا تخف" ولكننا مازلنا نخاف لأننا لم نسمعها من الله. هي مازالت معلومات في العقل وليست مشاعر وضعها الروح القدس في القلب.

عبارة إنتظرت الرب.

} (25: 5, 21) + (130: 5) + (39: 7) + (40: 1) + (69: 3، 6، 20) + (119: 43, 74,114,147) + (33: 22) + (130: 6) + (27: 14) + (37: 7, 34) + (5: 3) + (52: 9) + (119: 49) + (25: 3).

+ (31: 24) {.

هى إنتظار بثقة أن الله سيستجيب حتى لو تأخرت الاستجابة. وعود الله لابد وستنفذ في ملء الزمان.

سمات صلاة داود.

  1. لأنها بالروح تبدأ بالشكوى (مز3) يا رب ما أكثر مضايقيَّ / يا رب لماذا تنساني والشكوى يكون فيها تذمر، والتذمر يكون فيه إعتراض على أحكام الله، والإعتراض على الله هو غير مقبول أمام الله فهو ضد الإيمان بأن الله صانع خيرات. ولكن من ينتظر الرب بثقة فى وعوده ويقف أمام الله ولا يترك صلاته. نجدها تنتهي بالتسبيح. فهو في البداية يظن أن الله نسيه في ألامه لذلك تحدث الشكوى. لكن من ينتظر ويقف أمام الله منتظرا رد الله، ينصت ويسمع صوت الروح القدس. يسمعه يقول له كيف أنساك يا إبن الله "الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله." (رو8: 16) فينتهى التذمر ويعود رضا الله على هذا الشخص فيصير مقبولا أمام الله، وهذا معنى "الروح يشفع فينا" (رو8: 27). وينعكس رضا الله على الإنسان بفرح يملأ قلبه، والفرحان يسبح لذلك نجد داود يسبح على الإستجابة حتى لو لم تتم.

شفاعة الروح [1] سماع صوت الاستجابة فنسلم الأمر له. [2] تسبيح الله إذ ندرك محبته وصفاته.

  1. اللعنات ضد الخطاة وطلب الإنتقام منهم.
  2. هو ملك له أن يدين بل هذا واجبه، فهو لا يطلب الإنتقام لنفسه بل لشعبه.
  3. الأعداء هم أعداء شعب الله أي أعداء الله. فهو يطلب العدالة الإلهية للظالمين.
  4. في العهد القديم لم يفرقوا بين الخاطئ والخطية.
  5. يتكلم بروح النبوة عن مصير الأشرار.

لنلاحظ أن أعداؤنا هم الشيطان والخطية وشهوة الجسد وليس البشر.

  1. حين يتكلم عن براءته وأنه بلا خطية يقصد أنه برئ فيما إتهمه به شاول أو إبشالوم.
  2. ينسب نجاته لله لا لذكائه "إنتظاراً إنتظرت الرب فمال إلىَّ وسمع صراخي وأصعدني من جب الهلاك وأقام على صخرة رجليَّ. ثبت خطواتي" (مز1: 40 - 3 + مز9: 59، 17). وهذا عكس ما نفعله نحن إذ ننسب الشر لله والخلاص لذكائنا أو للصدفة. وحتى قوته الشخصية ومميزاته نسبها لله الذي أعطاها له وسبحه عليها فهو يفتخر بالله "الذي يجعل رجلىَّ كالأيل.. الذي يعلم يدىَّ القتال فتحني بذراعىَّ قوس من نحاس" (مز34: 18) فهل ننسب مواهبنا (وزناتنا) لله، ونسبحه عليها أم نفتخر بها. والقديس بولس الرسول يقول "من يفتخر فليفتخر بالرب" (1كو31: 1).
  3. ما أروع ما نتعلمه من داود "تسابيح وسط أفراحه وسلامه وتسابيح في ضيقاته كما يقول القديس يعقوب الرسول" أعلى أحد بينكم مشقات فليصلى. أمسرور أحد فليرتل "(يع13: 5). والعكس إما كآبة وتصادم مع الله، أو فُجْر وإندفاع طائش خاطئ في المرح. كما سقط هو نفسه في أيام راحته فالجيش يحارب وهو يتمشى فيرى بثشبع ويخطئ. أما في ألامه مثل هروبه من شاول نجده دائم التسابيح" إرحمني بك احتمت نفسي "(مز57 + مز142) فوجد راحة في ألامه. وحين نسى التسابيح سقط وإندفع وراء شهواته فتزوج من كثيرات ولم يكتفي فزنى وقتل. ما أجمل ما قيل عن الأفراح. وكانت أم يسوع هناك ودُعِىَ أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس (يو1: 2، 2) والسؤال لنا الآن.... هل هكذا هي أفراحنا؟
  4. ضعفاته.
  5. قلة إيمانه وعدم ثقته في حماية الله وذهابه للفلسطينيين وهذا ضد الإيمان!! ألم يعده الله بالملك فكيف يموت.
  6. خداعه للفلسطينيين وخداع الكهنة بأنه في مهمة رسمية وإلتجاؤه للفلسطينيين. وخلال هذه المدة لم نسمع تسابيح ولا مزامير. لكن الله كانت عينه على حياته الماضية وقاده للتوبة والرجوع بسلسلة من الضيقات فرجع ورنم، وكانت الألام خير له. فالله يحول كل الأمور للخير، يخرج من الجافي حلاوة فبالألام عاد داود ليلجأ لله ويرنم. فعندما إمتنع عن الترنيم والحرب أخطأ وحينما أتاه ناثان رنم بمزامير التوبة، أي أن الله أدخله في طريق الألام ليَكْمُل وفي ألامه رنم مزامير الألام.
  7. هو في تأملاته أيام نقاوته تأمل في يد الله وفي خليقته وسبح الله. والآن اكتشف صفة جديدة في الله أنه غفور "طوبى لمن غفرت له أثامه وسترت خطيته" (مز1: 32) بل أن أحلى مزامير داود قيلت وسط الألام. فبالألام نعرف الله الذي يسندنا ويعزينا، ونعرف الله القدير الذي ينقذنا منها وهذه لا نراها في الأوقات العادية.

خلال مدة ترنيمه بكل هذه الترانيم صار مرنم إسرائيل الحلو. (2صم1: 23).

صلوات الأجبية.

لماذا نصلي 7 صلوات؟ ولماذا نصلي المزامير في صلوات الأجبية؟

  1. لأن الرسل كانوا يستعملونها (أع1: 3 + 1: 2، 15، 46 + 9: 10).
  2. قال بولس الرسول في (1كو16: 14) "متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور" (أف19: 5).
  3. من أقوال الآباء نفهم أن هذا نظام رسولي وإتبعته الكنيسة عنهم.
  4. أجمعت الكنائس الرسولية شرقاً وغرباً على إستعمال المزامير في العبادة.

يقول داود النبي "سبع مرات في النهار سبحتك.." (مز164: 119). ورقم (7) رقم كامل والمقصود أنه كان يلهج النهار كله في تسبيح الله. ولكن الأباء حددوا هذه الأوقات والرسل كانوا يصلون فى هذه الأوقات، ففيها تجتمع الكنيسة ويكون الله في وسطهم، ومعاشرة الله المستمرة هي سبب بركتهم وقوتهم. وكل صلاة منهم تذكرنا بحدث ما في حياة السيد المسيح. مزامير المصاعد (ترانيم المصاعد).

المزامير الخمسة عشرة من المزمور (120) - المزمور (134) عنوانها ترنيمة المصاعد وفي ترجمة أخرى الدرجات. ولا يعرف مغزى هذا التعبير على وجه التأكيد. لكن هناك اقتراحات لتفسير كلمة مصاعد: -.

  1. هذه المزامير تُكَوِّن نظام خدمة دينية يرتبط بالدرجات الخمسة عشر الموجودة بين داري الهيكل، وهي الدرجات التي كانت تقف عليها فرقة الترانيم المكونة من اللاويين.
  2. هي مرتبة لإحياء ذكرى الخمسة عشرة سنة التي أضيفت إلى حياة الملك حزقيا. وقد صحب الوعد رجوع ظل الشمس عشر درجات إلى الوراء بدرجات آحاز (إش7: 38) والعنوان في السبعينية هو ترنيمة الدرجات.
  3. هذه الترانيم أنشدها المسبيون عند عودتهم من بابل إلى أورشليم، وأورشليم كائنة على جبل، فهي أعلى من بابل (من ناحية الارتفاع جغرافياً، وأعلى روحياً) ولما بنوا الهيكل، كان الكهنة يصعدون إلى صدره أي قدس الأقداس عبر 15 درجة وعلى كل درجة يرتلون مزموراً، وتكمل المزامير على أعلي درجة اي العليا. وكان هذا يحدث بالذات في الأعياد الثلاثة الكبيرة (الفصح، الأسابيع، المظال) وفيها يذكرون ضيقهم السابق وخلاص الله لهم. وكان الشعب يرتلها وهم صاعدون إلى أورشليم خلال هذه الأعياد (إش3: 2).
  4. من أجمل ما قيل أن هذه المزامير تكون منهجاً روحياً للصعود الروحي: -.

فالسيد المسيح حدثنا عن رجل ترك أورشليم فإنحدر إلى أريحا (لو30: 10 - 37) والمثل انتهي بأن السامري الصالح حمل الرجل الجريح وذهب به إلى فندق ودفع دينارين لصاحب الفندق ووعده بأن يعطيه كل ما ينفقه أكثر حينما يرجع من سفره. وكما نعلم فإن السامري الصالح يشير للمسيح. والرجل الذي نزل من أورشليم هو إشارة لآدم الذي نزل من الجنة أو كل من كان إبناً لله وإجتذبه العالم ونزل عن مستواه الروحي وتعرض لضربات إبليس. والمسيح أتي ليشفي جراحاتنا. وقوله عند رجوعي يشير إلى مجيئه الثاني. وكل من إنحدر (لأريحا) أتى المسيح ليصعده ثانية إلى (أورشليم). والشعب في مصر وكانوا قد إنحدروا إليها، أعادهم الله لها، ولكن كان عليهم أن يحاربوا ويجاهدوا لكي يدخلوا إلى أورشليم. ونحن علينا أن نجاهد لنصعد جبل الرب. وهذه المزامير الخمسة عشر تقدم منهجاً روحياً تصاعدياً يمكن للمصلي أن يتأمل فيه بأفكاره وعواطفه ليرتفع إلى عشرة الرب، يرتفع من أرض الخطية متجهاً إلى أورشليم السماوية. ولنتتبع باختصار خطوات هذه الرحلة:

(مز120): إلى الرب في ضيقي صرخت: هي صرخة إنسان أحس بشقائه في أرض الخطية وهي صرخة فيها رجاء (كما صرخ يونان من بطن الحوت).

(مز121): أرفع عيني إلى الجبال: هنا بدأ هذا الخاطئ العائد يرفع عينيه ليس بالصراخ فقط، بل بالتأمل في السماويات والسمائيين. فالمسافر إلى أورشليم لا يراها أولاً بسبب الجبال المحيطة بها، وعلى المسافر أن يتسلقها ليرى أورشليم فوق جبل صهيون. وهذا هو الجهاد. وفي تأمله في الجبال أعلن خروجه رسمياً من أرض الخطية. والخاطئ عليه أن يتأمل في جبل التجلي وجبل الجلجثة وجبل العظة (مت5 - 7) ليتعلم ويتأمل. وعلينا أن نتأمل في جبال الأنبياء والرسل والقديسين والشهداء لنقتدي بهم.

(مز122): فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب: في طريق رحلة المسافر الصاعد لأورشليم السمائية وضع له الله صورة لها على الأرض كعربون لأورشليم العتيدة. وفرح هذا المسافر إذ وجد نفسه عضواً في هذه الجماعة التي تشترك في جسد الرب ودمه.

(مز123): إليك رفعت عينيّ.. كعيون العبيد: شعر هذا التائب هنا بخطيته فإنسحق، هنا وجد نفسه غير مستحقاً لكل هذا الحب من الله "لست مستحقاً أن أدعى لك أبناً".

(مز124): لولا أن الرب كان معنا: حين تخطر أفكار صغر النفس في الطريق، وهل من الممكن أن نكمل ونغلب بالرغم من ضعفنا، علينا أن نثق في أن الله هو الذي معنا يقودنا.

(مز125): المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون: المسافر هنا لأورشليم السماوية يرى في نفسه أنه تحول إلى جبل لإتكاله على الرب.

(126): إذا ما رد الرب سبي صهيون صرنا مثل المتعزين: هناك تعزيات وسط الآلام ولكنها ليست تعزيات كاملة في هذه المرحلة.. ورويداً رويداً تزداد التعزيات.

(127): إن لم يبن الرب البيت: الرب يبني بيتنا بأن يهدم البيت القديم (الإنسان العتيق) ويقيم الإنسان الجديد، (هذا يتم بالمعمودية أولاً) وبعمل النعمة التي تساند جهادنا.

(128): طوبى لكل من يتقي الرب: كل من مات عن خطية العالم وقام مع المسيح في جدة الحياة، له بركة كما بارك المسيح تلاميذه بعد قيامته وقبل صعوده، لمس هذا التائب العائد هذه البركة، وجميل أن نلمسها ونشكر الرب على عطاياه.

(مز129): كثيراً ما ضايقوني منذ شبابي: مع أن المسيح يبارك شعبه إلا أنهم يسيرون في طريق الصليب، طريق الألم، ولكنه طريق اختبار نصرة الرب لهم.

(مز130): من الأعماق صرخت إليك يا رب: في طريق الألام ليس لنا سواه نصرخ إليه. هنا هذا الصاعد لجبل صهيون، بدأ يشعر بأثامه وثقلها، ويضع رجاؤه في الله وحده.

(مز131): يا رب لم يرتفع قلبي: الإنسحاق والتواضع هو ارتفاع في الدرجات.

(مز132): اذكر يا رب داود وكل ذله: هنا نرى الانسحاق والتواضع بمفهومه الصحيح فإن كان التواضع مجرد شعور بصغر النفس فهذا شعور غير سليم، بل التواضع المسيحي الصحيح هو شعور بالخطية والضعف وعدم الاستحقاق ولكن لا لصغر النفس، فهنا نجد المرتل في اتصال دائم بالله فهو لا ينام إلى أن يجد موضعاً للرب في قلبه، هو يريد أن الرب يسكن عنده فيكون هو قوته وعزته.

(مز133): هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معاً: الكنيسة شركة وحب بين أفرادها، وحتى الرهبان في عزلتهم يصلون لكل الناس.

(مز134): هوذا باركوا الرب: رأينا في المزمور السابق الروح القدس ينسكب على أعضاء الكنيسة التي يحيا أعضاؤها في محبة، وهنا نراهم يحيون مسبحون يباركون الرب. هنا أقصى درجات الارتفاع...... الامتلاء بالروح القدس وعلامة هذا الامتلاء الحب والتسبيح.

ونصلي المزامير (120 - 129) في صلاة الغروب لنذكر:

  1. أن كل منا هو هذا المسافر الصاعد لأورشليم السماوية. نحن أصحاب الساعة الحادية عشرة، الذين نريد أن نقدم توبة ونترك الخطية لنصعد جبل صهيون.
  2. في غروب هذا اليوم الذي نصلي فيه صلاة الغروب نذكر أن حياتنا ستغرب فلماذا نستمر في أرض الخطية، فنقول في هذه المزامير هلم نصعد جبل الرب. وتكون توبتنا هي الأطياب والحنوط التي يفرح بها الرب ففي هذه الساعة أنزلوا جسد المخلص من على الصليب وحنطه نيقوديموس ويوسف.

في هذه المزامير نبوات عن ألام السيد المسيح نذكرها في ساعة إنزال جسده من على الصليب. مثل إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي.. يا رب نج نفسي من شفاه الكذب (مز120).

ساعات الأجبية.

صلاة باكر:

تُصَلَّي في الفجر لتقديم باكورة اليوم للرب، نبدأ بالرب، فهو الألف وهو الياء، والمسيح هو كوكب الصبح المنير وهو شمس البر، فنذكر مع بداية إشراق الشمس المسيح شمس البر الذى تجسد وصار ظاهرا للبشر. لذلك ففي (مز2) في صلاة باكر نسمع عن ولادة المسيح بالجسد وفي الإنجيل نسمع عن أن "الكلمة الأزلى إتخذ له جسداً وفيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس". ونصلي في صلاة باكر تسبحة الملائكة.

ونذكر في هذه الساعة أيضاً ساعة القبض على يسوع بواسطة الجند بعد أن قضى الليل كله ساهراً في الصلاة في بستان جثسيماني. وفي (مز2) نرى تآمر الجند والرؤساء ضد المسيح. وفي هذه الساعة أيضاً نذكر قيامة المسيح في الفجر ولذلك نسمع في (مز3) "أنا نمت وقمت ثم إستيقظت". ونرتل (مز16) مزمور القيامة. ونحن نصلي صلاة باكر عندما نستيقظ من النوم (الموت الصغير) فنذكر أن قيامة الرب يسوع هي عربون لقيامتنا. وفيها نتضرع لله أن يشرق بنوره فينا لنعرفه. وإذا بدأنا يومنا بالصلاة كأننا نقدم الباكورة لله فيتقدس اليوم كله (يتقدس الملء).

صلاة الساعة الثالثة:

الساعة 9 صباحاً فيها صدر الحكم بالصلب وفيها صعد الرب وحل الروح القدس. تشير لوقت صدور الحكم على ربنا بالصلب. وفي هذا الوقت أيضاً حل الروح القدس على التلاميذ. ففي هذه الساعة صدر الحكم على المسيح رغم شهادة بيلاطس ببراءته، فبدأ الجند في جلده ووضع إكليل الشوك. لذلك تبدأ المزامير بالمزمور (20) "يستجيب لك الرب يوم شدتك" والله إستجاب بأن خلص البشرية.

ولأن المسيح كان صامتاً لا يتكلم. أمام كل هذا نرتل (مز26) "احكم لي يا رب فإني بدعتي سلكت.. اختبرني يا رب وجربني".

ونذكر في هذه الساعة صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء "إرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية" (مز24)، ونرتل (مز47) "صعد الله بتهليل" ونذكر في هذه الساعة حلول الروح القدس وهذا موضوع الإنجيل والقطع ويطلب المصلي إنسكاب الروح القدس عليه.

صلاة الساعة السادسة:

الساعة 12 ظهراً فيها صلب الرب يسوع.

تذكرنا هذه الساعة بحادثة صلب الرب يسوع على الصليب لأجل خلاصنا ولذلك نجد في مزاميرها ما يشير لألامه المبرحة التي إحتملها لأجلنا (مز54) "الغرباء قاموا عليَّ والأقوياء طلبوا نفسي.. أسنان بني البشر سهام وسلاح ولسانهم سيف مرهف" (مز57). وتنتهي مزامير السادسة بمزمور (93) أن "كرسي الله ثابت" لا يتزعزع أي ملكوته وكنيسته. والإنجيل عن التطويبات التي يشجع بها الرب تلاميذه على إحتمال الألام والاضطهاد من أجله كما تحمل الأنبياء قبلهم. وفي القطع نصلي لمن صلب عنا أن يصلب إنسان الخطية الساكن فينا ويسمر مخافته في قلوبنا.

صلاة الساعة التاسعة:

الساعة 3 ظهراً فيها ذاق المسيح الموت بالجسد.

في هذه الساعة أكمل يسوع عمله الخلاصي على الصليب وأسلم الروح بعد أن قال "قد أكمل" وما بين الساعة السادسة والساعة التاسعة سادت الظلمة على الأرض، فيها تصوَّر الشيطان أن مكيدته قد نجحت وأنه تخلص من يسوع وهذا ما قاله السيد المسيح للجموع التي أتت للقبض عليه "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" ولما أكمل يسوع كل شئ وأسلم الروح وقبض على الشيطان أشرقت الشمس لتعلن للجالسين في ظلال الموت بدء حياة جديدة في أحضان شمس البر يسوع ليبدأ صباح اليوم السابع للخليقة، وزوال العداوة بين الله والبشر وعلامة ذلك إنشقاق حجاب الهيكل. وقيام الأموات كان ليعلن أن بموت المسيح صار للبشر إمكانية القيامة، فيسوع هو القيامة والحياة وهو سيقيمنا معه متى جاء في مجده.

لذلك تصلي الكنيسة في هذه الساعة مزامير التسبيح (96، 97، 98، 99) وموضوعها التسبيح فالرب قد ملك. فالمرنم يهيب بالشعوب أن ترنم على الخلاص الذي حصلت عليه بموت المسيح وترنم لأن الرب قد ملك عليها.

والمزامير (95 - 100) عموماً هي مزامير تسبيح. وهناك مجموعة أخرى وهي المزامير (113 - 118)، أخذت الكنيسة منها بعضها هنا لأنها مزامير تسبيح أيضاً، وهذه المزامير هي (113، 116). هذه المزامير تسمى لحن التسبيح العظيم لإلهنا وملكنا.

وفي هذه الساعة نذكر أن الرب مات عنا وأسلم روحه في يدي الآب فخلصنا من سلطان الخطية والموت وفيها أيضاً قبل توبة اللص الذي آمن به (فهو أتي وصلب لأجل هذا الغرض). وفي هذه الساعة إنقشعت الظلمة التي سادت الأرض منذ الساعة السادسة دليل على إنتهاء مملكة الشيطان المظلمة بعد إنتصار المسيح عليه في المعركة الحاسمة على الصليب وبدأ الله يملك على شعبه، لذلك نكرر في مزاميرها "الرب قد ملك" كما نكرر التسبيح والتمجيد لله "سبحوا الرب تسبيحاً جديداً" فقد أكمل عمله الخلاصي لنا وقال "قد أكمل"، وإنشق حجاب الهيكل وتصالح الله مع البشر، وقام كثير من الراقدين علامة القيامة مع المسيح لكل المؤمنين.

أما الإنجيل فهو عن إشباع الجموع لأن يسوع تحنن علينا وأعطانا جسده ودمه حتى لا نضعف في هذا العالم الشرير ونتمكن من مقاومة محاربات إبليس، كما لم يقبل أن يصرف الـ 5000 جائعين بل أشبعهم. ولذلك نصلي في القطع "إجعلني شريكاً لنعمة أسرارك المحيية، لكيما إذا ذقت من أحساناتك أقدم لك تسبحة.

صلاة الحادية عشرة (الغروب).

الساعة 5 مساء فيها أنزل الجسد المقدس من على الصليب.

فيها نذكر أن الجسد المقدس أنزل من على الصليب، فنشكره على خلاصه وعلى رعايته لنا حتى المساء، ونطلب أن يحسبنا مع أصحاب الساعة الحادية عشر، فيها نشكر المسيح الذي بموته شفانا وأراحنا من لعنة الخطية، ونصلي أن يحفظنا في كل أيام غربتنا كما حفظنا حتى هذا المساء. ونذكر في هذه الساعة بأن شمس حياتنا لابد وستغرب كما غربت شمس ذلك اليوم فنستعد بالتوبة وكما قدم يوسف ونيقوديموس حنوطاً وأطياباً نقدم للمسيح صلاتنا ونرجوه أن يتقبلها رائحة طيبة ولأن المسيح أعطانا بموته راحة نبدأ المزامير بتسبيحه "سبحوا الرب يا جميع الأمم.." وفي المزمور التالي يهيب بالجميع أن يعترفوا بخلاص الله. وهذا المزمور هو نبوة عما حدث للرب يسوع فقد إجتمع حوله كثيرين من الأعداء "وبإسم الرب إنتقمت منهم" ثم يقول "إليك يا رب صرخت في حزني.. فاستجبت لي". وفي هذا إشارة إلى أن الموت ما كان ممكناً أن يحجز المسيح له المجد.

وإنجيل الغروب هو عن شفاء يسوع لحماة سمعان، فموته أعطانا الراحة والشفاء وفي القطع نتعلم أن نتضع أمام الله كالعشار.

صلاة الثانية عشرة (النوم).

فيها دفن الرب يسوع في القبر. في هذه الساعة نذكر دفن الرب يسوع ونزوله إلى الجحيم ليخلص قديسيه من هناك. والنوم يسميه البعض الموت الصغير، فالمسيح قال عن لعازر حين مات "حبيبنا لعازر قد نام" ونحن في صلاة النوم نذكر أننا سننام أي سنموت يوماً ما، فنقدم توبة قبل أن تأتي تلك الساعة، وكما نرجو أن نقوم في الصباح التالي بعد نومنا، هكذا نرجو أن تكون لنا أبدية سعيدة مع الله في القيامة حين نقوم في اليوم الأخير.

وهذا المزمور هو من ضمن ترانيم المصاعد. وكنا قد توقفنا في المزمور السابق مباشرة عند الاضطهادات والألام التي تعاني منها الكنيسة في هذا العالم، أو الألام ومكائد إبليس ضد النفس طالما كنا متغربين عن السماء، وماذا تفعل النفس المتألمة؟

نذكر هنا دفن الرب يسوع في القبر ونزوله إلى الجحيم ليخلص من رقدوا على الرجاء وفيها نطلب أن يعطينا الله توبة في نهاية اليوم، قبل أن تنتهي حياتنا على الأرض. وأن يمنحنا نوماً طاهراً، ويعدنا ليوم جديد نمجده فيه. ففي هذه الساعة أيضاً نذكر آخر ساعة في عمرنا فنتوب. ومزامير هذه الساعة تشير للقيامة بعد الموت فهي تبدأ "من الأعماق صرخت إليك يا رب.." فيسوع ذهب للجحيم ليخلص من كانوا قد ماتوا على هذا الرجاء (1بط18: 3، 19) + (1بط6: 4).

أما الإنجيل فيحدثنا عن سمعان الشيخ.. "الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام" وهذه تذكرنا بقول بولس الرسول "لي اشتهاء أن أنطلق.." فالنوم هو موت صغير. والقطع تذكرنا بأنه توجد دينونة بعد الموت. هي صلاة توبة في نهاية اليوم.

صلاة نصف الليل:

تذكرنا بالمجيء الثاني الذي يأتي كلص في الليل، في ساعة لا يعرفها أحد وتنقسم لثلاث خدمات: - في الأولى نتذكر الاستعداد لمجيئه وفي الثانية نطلب التوبة وفي الثالثة نذكر أنفسنا بالسهر استعداداً للمجيء الثاني (مت6: 25).

لذلك ففي الخدمة الأولى نصلي (مزمور 119) الكبير الذي ينصب على حفظ الوصايا وبركات من يحفظ الوصية ويدرس الكتاب المقدس. ومن يفعل يكتشف خطيته فينسحق أمام الله.

وهنا نأتي للخدمة الثانية فنجد المرأة الخاطئة "اعطني يا رب ينابيع دموع.." ومن عاش حياة التوبة حقاً يبدأ يهتم بالناس وبشبعهم الروحي.

وهذا ما نسمع عنه في الخدمة الثالثة "من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه.." وهذا ما تفعله الكنيسة مع أبنائها حتى يتصور المسيح فيهم.

وتبدأ صلاة نصف الليل بهذه التسبحة "قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات" فنذكر صلوات الرب يسوع في البستان ولا نكون نائمين كما نام التلاميذ، ومن يسهر يسمع تعزية الرب يسوع "لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت". يقول المرنم "في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك" (مز62: 119) لذلك رتبت الكنيسة صلاة نصف الليل للتأمل في الأقوال الإلهية والأحكام السمائية.

وعندما كان السيد المسيح يصلي في البستان كان التلاميذ قد غلبهم النوم، فكان المسيح يأتي ليحثهم على السهر والصلاة لئلا يدخلوا في تجربة. وكما صلي المسيح في البستان 3 مرات كذلك رتبت الكنيسة تسبحة نصف الليل على ثلاث خدمات.

الخدمة الأولى:

نصلي فيها بعض مزامير مأخوذة من باكر والسادسة والغروب، وهي تتفق مع جهاد المسيح في البستان، ونبوات عن ألام المسيح وموته بالجسد، والمزامير كلها صراخ لله في وقت الضيقة وتسبيح لله على إستجابته والخلاص الذي قدمه (عب7: 5). وهذا لأن في وقت نصف الليل كان المسيح في القبر إذ قام باكراً والظلام باقٍ. ونحن إذ نصلي بهذه المزامير نذكر ضيقة حياتنا الأرضية فنصرخ لله ليعيننا في شدائدنا وفي حروبنا الروحية. مشتاقين للمجيء الثاني لنجد فيه الراحة والمجد، فكما أننا في الليل نرقب طلوع الشمس ومجيء النور، هكذا في حياتنا نرقب مجيء المسيح شمس برنا. ولذلك نصلي في هذه الخدمة إنجيل العذارى الحكيمات اللواتي كن مستعدات لإستقبال العريس.

كيف نستعد لإستقبال العريس؟ هذا ما يجيب عنه (مز9: 119) "بم يزكي الشاب طريقه. بحفظه إياه حسب كلامك" أي بحفظ وصايا الله، وهو بهذا يحفظ نفسه. والمزمور (119) يكرر الكلمات (وصايا / ناموس / شهادات / حقوق / طرق / فرائض / عجائب / أقوال / كلمات / أحكام) ويشرح ويؤكد أهمية الوصايا الإلهية، وأنها كنور يرشد من يسير في طريق الملكوت، وأنها تحرر الإنسان من سلطان الخطية. وتنميه في النعمة والقامة. ومن يستمع للوصايا يكافئه الله (بعدم الخزي / وعدم السقوط في الخطية / والنجاة من الهلاك / وإقتناء الحكمة والإستنارة / رضى الرب) وبالتالي يضمن أن يكون له مع العذارى الحكيمات نصيباً في الحياة الأبدية.

والمزمور (119) يحتوي على (22) قطعة بحسب حروف الأبجدية العبرانية، وكل قطعة آياتها تبدأ بحرف.

الخدمة الثانية:

نصلي فيها مزامير الغروب (120 - 129) من ترانيم المصاعد. وكما ذكرنا من قبل أنها تتدرج روحياً. فمن يسلك بحسب وصايا الله ينمو روحياً. أما الإنجيل فيحدثنا عن دموع المرأة الخاطئة التي أحبت كثيراً وجاهدت بدموع كثيرة وإنسحاق تام حتى نالت غفران خطاياها. وهذا هو المطلوب من كل منا أن ننسحق مثلها ونشعر بخطايانا فنحن لا نستطيع أن نقترب من الله إلا بأسلوب المرأة الخاطئة.

المزمور (119) يكلمنا عن وصايا الرب والوصايا تقود للتوبة. وموضوع التوبة هو محور خدمة نصف الليل الثانية.

الخدمة الثالثة:

نصلي فيها مزامير النوم. وهي تشمل بقية ترانيم المصاعد ومزامير صراخ لله ثم مزامير تسابيح لله على استجابته. وإنجيل الخدمة الثالثة يحدثنا أن لنا نصيباً في الملكوت قد أعده لنا الله فلنوجه إهتمامنا وأنظارنا إليه حتى لا نفقده ولنصرخ في جهادنا ونسهر حتى لا يضيع منا هذا النصيب. ولنسبح الله على عمله الخلاصي ومحبته وأنه أعطانا أن ننتمي إلى السماء وأصبحت السماء وطننا، وأننا غرباء في هذا العالم فلا نتعلق به.

ونلاحظ:

الخدمة الأولي: تكلمنا عن الوصايا. والذي يتبع الوصايا يبدأ طريق التوبة.

والخدمة الثانية: تكلمنا عن التوبة. والتوبة تعطي استعداداً للمجيء الثاني.

والخدمة الثالثة: تكلمنا عن الملكوت. والمستعد ينال ميراث الملكوت.

المرادفات العشرة لكلمة الوصية:

والمرادفات العشرة وردت في المزمور الكبير أو المزمور (119) (118 في الأجبية).

  1. وصايا: لأن الله أوصى بها، وأوصى بالعمل بموجبها. وحين يوصي الله بهذا فمما لا شك فيه أن هذا لصالح الإنسان.
  2. ناموس: كلمة ناموس تعني قانون، فهي شريعة الله وقانون الله. وطالما هي قانون فمن يخالف قانون الملك يعاقب.
  3. شهادات: هي تشهد لبر الله، وهي تشهد علينا (نح34: 9).
  4. حقوق: وهذا حق الله كملك أن نلتزم بقوانينه، ومن يلتزم بها له مكافأة ومن يخالفها له عقوبته. وذلك بعدل الله.
  5. طرق: هي طريق نصل به إلى النهاية الصالحة. (لاحظ المسيح هو الطريق).
  6. فرائض: فهي مفروضة ومحتمة ولأنها إلتزام أبدي.
  7. عجائب: هي عجيبة في قوتها وفاعليتها وصحتها. ولكن لا يشعر بقوتها إلا من اختبرها، فمن ينفذها يكون كمن بنى بيته على الصخر (مت7: 24 – 27).
  8. أقوال: فهي مقولة من الله (هي نطق إلهي).
  9. كلمات: تكلم بها أنبياء الله ورسله بوحي من الروح القدس (المسيح كلمة الله).
  10. أحكام: الله ضابط الكل وحاكم الكل حكم بها وأمر بفعلها وسيحاكمنا بمقتضاها وهي بحكمته وقد أوصى بها لصالحنا وخلاص نفوسنا (المسيح حكمة الله).

إذا عملنا بنصائح هذا المزمور وإلتزمنا بالوصية الإلهية، ستحفظنا بالقوة الإلهية الكامنة فيها، فكلمات الكتاب المقدس ليست وصايا خلقية أو مبادئ ونصائح اجتماعية إنما هي نطق إلهي يقف الله وراء كل كلمة قالها. يقال أن أحد القديسين وكان مشهوراً عنه موهبة إخراج الشياطين، استدعوه إلى منزل أحد الولاة ليشفي إبنته التي كانت مجنونة جداً بسبب وجود شيطان بها. وفتحت هذه الإبنة الباب لهذا القديس، فحالما رأته هاج الشيطان داخلها فصفعته على وجهه، فما كان منه إلا أنه أدار وجهه، فخرج الشيطان في الحال صارخاً "غلبتني بتنفيذك للوصية".

عناوين القطع:

  1. لكل قطعة هدف، وآية محورية تشير لغرض خاص ورسالة معينة.
  2. الأوقات التي كان داود يصلي فيها: الليل / منتصف الليل / الفجر / الصبح / سبع مرات / طول النهار / كل حين / (الآيات 20 + 55 + 62 + 97 + 147 + 148 + 164).
  3. المزمور عبارة عن (22) قطعة وكل قطعة مكونة من (8) أعداد كلها تبدأ بحرف واحد فالقطعة الأولى تبدأ آياتها الثمانية بحرف الألف، والقطعة الثانية تبدأ آياتها الثمانية بحرف الباء. وهكذا. وهذه الطريقة تسهل حفظ المزمور ليسهل ترديده. (المقصود بالألف والباء طبعاً ما يناظرهم في اللغة العبرية).

غالباً كتب هذا المزمور داود بعد أن دهنه صموئيل بالدهن. (في رأي كثير من.

المفسرين).

صلاة الأجبية: حينما سأل اليهود المسيح ليصنع لهم معجزة قال.. لا تعطي لهم آية سوى آية يونان النبي، وفي هذا إشارة لموته وقيامته. فالمعجزة قد تسبب إيمان الناس أو لا تسبب هذا. أما ما يملأ القلب حباً لله فهو التأمل في ألامه ومحبته التي ظهرت في الصليب "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً" لذلك فالكنيسة تعطينا فرصة يومية بصلوات الأجبية لنعيش أحداث ألام المسيح وقيامته ونتأمل فيها فيشتعل القلب بحب الله، ويزداد إيماننا ورجاؤنا.

المزمور الأول

هذا المزمور يضع أمامنا طريق الموت وطريق الحياة، البركة واللعنة، ويتركنا أحراراً أن نختار. فهو يتحدث عن سعادة الرجل الصالح وشقاوة الشرير وتعاسته.

العدد 1

آية (1): -

"1طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ.".

طُوبَى لِلرَّجُلِ = قالها بالمفرد فليس صالحاُ سوى المسيح وحده. ونلاحظ التدرج.

لا يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ = أي يفكر في طريقهم ويستحسنه ويعطي ظهره لله وهذه مخاطرة. ولا يَقِفْ فِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ = هنا حدث إستحسان للشر ووجد الإنسان لذة، فبدأ يجاري الأشرار ويخطئ. ونلاحظ قوله طريق الخطاة، ونقارن هذا بأن المسيح هو الطريق والحياة فالمسيح طريق الأبرار، وأي طريق سواه فهو طريق الشيطان، طريق الموت واللعنة. لا يَجْلِسْ فِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ = هنا نجد الاستسلام لطريق الشر، وصار الأشرار رفقاء لهذا الإنسان، والمستهزئين هم من يستهزئون بالأمور المقدسة. هنا إستمرار إرادي في الشر.

العدد 2

آية (2): -

"2لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً.".

قارن مع "خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك"، فكلمة الله تحصن المسيحي من السقوط (يش8: 1). وقوله نَهَارًا وَلَيْلاً = يشير لكل فترات الحياة، الليل والنهار أيام الفرح وأيام الحزن، أيام الانتصار على الخطية وأيام السقوط.

ناموس الرب مسرته = يتصور الكثيرين أن وصايا الله تُقيِّد حريتهم وتفقدهم سعادتهم. ولكننا هنا نفهم أن العكس هو الصحيح، وأن الإلتزام بالوصايا فيه الفرح الحقيقى.

العدد 3

آية (3): -

"3فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.".

كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ على مَجَارِي الْمِيَاهِ = (راجع مت 13: 31 - 32) مجاري المياه إشارة للروح القدس (يو37: 7 - 39). هذه المياه تجري كالعصارة وتصل إلى جميع الأغصان والأوراق. وقوله مجاري يشير إلى أنها مياه حية جارية تحمل معها الحياة. والشجرة المثمرة هي سبب بهجة لكل إنسان وحيوان، ثمارها تشبع ويستفاد من ظلها. ونلاحظ أن المسيح هو شجرة الحياة (رؤ7: 2) تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ = قارن مع ثمار الروح القدس (غل22: 5). والمسيح لعن التينة غير المثمرة. لاحظ من مثل الكرم والكرامين (مت21) أن الله كصاحب كرم يطالب بثمر كرمه. والله أعطى لكل منا وزنات ويطلب أن نتاجر بها (مت25) والثمار هى عملنا الذى نمجد به الله.

وَوَرَقُهَا لاَ ينتثر = لأن غذاءها يأتيها في حينه. والمتعبين يأتون ليستظلوا بهذه الشجرة. كُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ = قارن مع "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني". فمن يثبت في المسيح يكون له نجاح في كل أموره مادية وروحية (فالله بارك ليوسف في كل ما عمله).

العدد 4

آية (4): -

"4لَيْسَ كَذلِكَ الأَشْرَارُ، لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ.".

الْعُصَافَةِ = هذا وصف الأشرار، فهم عكس الأبرار، لا يستمتعون بالمياه الجارية فورق الشجرة يذبل ويصير عصافة تحمله الريح الخفيفة أي التجارب البسيطة التي ينساق وراءها الشرير = الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ. تصير حياتهم بلا معني فهم كعصافة حملتها الريح.

العدد 5

آية (5): -

"5لِذلِكَ لا تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ، وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ.".

لا تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ = لا يستطيعون أن يقوموا للدفاع عن أنفسهم، ولا يكون لهم قيام الوجود الدائم في حضرة الله، إذ "يقولون للجبال غطينا وللأكام أسقطي علينا من وجه الجالس على العرش" (رؤ16: 6، 17). الدِّين = قضاء الله يوم الدينونة (يو29: 5).

العدد 6

آية (6): -

"6لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.".

الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ = العلم والمعرفة هنا هما معرفة الفرح والسرور والموافقة.

طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ = الله يمهلهم فإن لم يتوبوا يرذلهم ويطردهم من حضرته.

هذا المزمور نرنمه في صلاة باكر ونحن نذكر قيامة المسيح من الأموات لنسأل الله أن يعطينا الحياة المطوبة كنعمة إلهية قبل أن نبدأ حياتنا اليومية. هذا المزمور يذكرنا بأن الله خلق آدم أولاً في صورة الكمال ولما سقط أتى المسيح آدم الأخير الكامل ليكملنا.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

المزمور الثاني - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 1
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 1