اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ عَشَرَ – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور المئة والرابع عشر

كان خروج شعب إسرائيل من مصر هو ميلاد لشعب الرب وكنيسة العهد القديم وكان هذا الخروج قد صاحبه عجائب الله. وكانوا يذكرونها دائماً ليذكروا كم صنع الرب بهم. وهذا المزمور فيه يسبحون الله على هذه العجائب. وكانوا يصلون به في اليوم الثامن للفصح اليهودي وهو أعظم أعيادهم. ونحن نرتل هذا المزمور لنذكر أن المسيح هو فصحنا ذبح لأجلنا (1كو7: 5) ليحررنا من عبودية إبليس، ويؤسس كنيسته، جسده الذي هو نحن، ونسبحه على عمله الفدائي.

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1عِنْدَ خُرُوجِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبَيْتِ يَعْقُوبَ مِنْ شَعْبٍ أَعْجَمَ، 2كَانَ يَهُوذَا مَقْدِسَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ.".

الله أخرج الشعب من مصر. وأقام وسطهم، وكان يجب عليهم كشعب لله، والله في وسطهم، أن يلتزموا بحفظ وصاياه. هو قدَّسهم بالدم (دم الذبائح) وقدسهم بحلوله وسطهم. وكَانَ إِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ = وكل ملك أو سلطان يحكم شعبه بوصايا وقوانين = سلطانه. وكانت قوانين الله هي وصاياه إن إلتزموا بها يتقدسون. ويقول يهُوذَا أولاً، لأن الهيكل أقيم في يهوذا. وكل من يسكن الله فيه يتقدس.

العدد 3

آية (3): -

"3الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ. الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ.".

الْبَحْرُ هَرَبَ = والبحر يشير للعالم. ولقد كانت الشياطين تهرب من أمام المسيح (مت29: 8 - 32)، والبحر الأحمر إنشق أمامهم رمزاً لهذا. أما رجوع الأردن فيشير لكسر شوكة الموت. لذلك صارت المعمودية وهي موت مع المسيح وقيامة معه مرموزاً لها بعبور البحر، وعبور الأردن يرمز لموت الجسد لندخل لكنعان السماوية.

الأعداد 4-8

الآيات (4 - 8): -

"4الْجِبَالُ قَفَزَتْ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَالآكامُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ. 5مَا لَكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ؟ وَمَا لَكَ أَيُّهَا الأُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى خَلْفٍ؟ 6 وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَأَيَّتُهَا التِّلاَلُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ؟ 7أَيَّتُهَا الأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ الرَّبِّ، مِنْ قُدَّامِ إِلهِ يَعْقُوبَ! 8الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ، الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.".

سؤال المرنم مَا لَكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ = يشير أن ما حدث لم يكن شيئاً طبيعياً بل ناتج عن الحضور الإلهي الذي تتزعزع أمامه قوات الطبيعة. فالبحر ينشق. والجبال تقفز. ولقد تزلزت الأرض فعلاً حينما تكلم الله مع الشعب لدرجة أن موسى نفسه إرتعب "إرتجف كل الجبل جداً" (خر18: 19 + عب18: 12 - 21). والمرنم هنا يُصَوِّر الجبال الشاهقة بأنها كحملان وكباش تقفز أمام الله. وهذا قد يكون تصوير شعرى إما اعلانا عن حالة فرح او حالة رعب وفزع من مجد الله. ولكن ألم يحدث هذا فعلا في نقل جبل المقطم، والأرض تتزلزل فعلا بزلازل مدمرة، فماذا يمكن ان يحدث فعلا قدام مجده وحضوره. وتفهم بطريقة رمزية فالملوك الجبابرة المتكبرين قد إرتاعوا أمام شعب الله (يش9: 2 - 11) وتفهم أنه أمام الحضور الإلهي فالقديسين بقاماتهم العالية كالجبال يكونون في فرح كمن يقفز. وزلزلة الأرض تفهم بأن من يسمع كلام الرب وهو في خطاياه يتزلزل ويرتعب (أع25: 24). بل نفهم أنه أمام إيمان شعب الله تنتقل الجبال (مت21: 21). فمهما كانت المشاكل أمام شعب الله فهي كلا شئ (زك7: 4). لذلك قال بولس الرسول "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" وهل كان أحد يتصوَّر في بداية المسيحية أنه على يد 12 تلميذ خائفين، أن تنتشر المسيحية في كل العالم، وكيف إندحرت قوة الشياطين ومقاومتهم للكنيسة وكانت كلا شئ. وبنفس المفهوم كيف تنهار جبال الشكوك وتيارات الشهوة في داخل نفس الإنسان بعمل الروح القدس. (2كو5: 10). الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ = إشارة للروح القدس الذي إنسكب بعد عمل المسيح.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْخَامِسُ عَشَرَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ عَشَرَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 114
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 114