اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ عَشَرَ – سفر المزامير – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور المئة والثالث عشر (المائة والثاني عشر في الأجبية)

المزامير (113 - 118) تسمى مزامير التهليل وكانوا يرنمون بها في الأعياد الثلاثة الكبرى (الفصح / الخمسين / المظال). ثم ارتبطت بعد ذلك بعيد التجديد (نشأ سنة 165 ق. م. قارن مع (يو22: 10) وهذا العيد مذكور في الأسفار القانونية الثانية).

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا يَا عَبِيدَ الرَّبِّ. سَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ. 2لِيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ.".

على كل عبيد الرب أن يقدموا لله ذبيحة التسبيح (عب15: 13 + مز30: 69، 31). يَا عَبِيدَ الرَّبِّ = كان الرسل حتى من هو قريب بالجسد للسيد المسيح يلذ لهم أن يسموا أنفسهم عبيدا له (يه1 + يع1: 1) فهم يعرفون أن العبودية لله تحرر أما العبودية لأي شئ آخر تستعبد الإنسان وتذله. ومن صار عبداً لله فهو قد تحرر، ومن تحرر فهذا يمكنه أن يسبح (مز4: 137). لِيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا = إسم الرب مبارك بدوننا، ولكن بأفواهنا وبنعمته علينا يباركه معنا من يسمع. هذا يعني أنه لو رأى الناس أعمالنا الصالحة يمجدوا إلهنا الذي في السموات إذا شهدنا لله. وفي السبعينية يقول سبحوا الرب أيها الفتيان = الفتيان إشارة للأقوياء (1يو14: 2) وليس الذين شاخوا روحياً.

العدد 3

آية (3): -

"3مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمُ الرَّبِّ مُسَبَّحٌ.".

قال سابقاً في آية (2) من الآن وإلى الأبد (في كل زمان) وهنا يقول مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا = أي في كل مكان ليكن اسم الرب مباركاً مسبحاً. ولكن قوله من مشرق الشمس إلى مغربها قد أدخل الأمم في التسبيح وهذا لم يحدث قبل تجسد المسيح.

العدد 4

آية (4): -

"4الرَّبُّ عَال فَوْقَ كُلِّ الأُمَمِ. فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَجْدُهُ.".

فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَجْدُهُ = أي مجده فوق إدراك البشر.

الأعداد 5-9

الآيات (5 - 9): -

"5مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي؟ 6النَّاظِرِ الأَسَافِلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ، 7الْمُقِيمِ الْمَسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، الرَّافِعِ الْبَائِسَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ 8لِيُجْلِسَهُ مَعَ أَشْرَافٍ، مَعَ أَشْرَافِ شَعْبِهِ. 9الْمُسْكِنِ الْعَاقِرَ فِي بَيْتٍ، أُمَّ أَوْلاَدٍ فَرْحَانَةً. هَلِّلُويَا.".

الرب عالٍ فوق كل الأمم. وهو ليس مثله = من مثل الرب إلهنا. ليس مثله في محبته وتواضعه. فهو النَّاظِرِ الأَسَافِلَ = فهو رأي البشر في ذلهم بعد سقوطهم وحالهم الذليل في الأرض. فجاء وتجسد ليفدي البشر. فهو بذلك صار الْمُقِيمِ الْمَسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ والرَّافِعِ الْبَائِسَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ. بل صار لمن يغلب أن يجلس في عرشه (رؤ21: 3) وجعل الأمم، كنيسة الأمم التي كانت عَاقِراَ أُمَّ أَوْلاَدٍ فَرْحَانَةً. لقد إنتشل المسيح آدم وبنيه من ذلهم ولذلك سبحت العذراء مريم بهذه الكلمات (لو46: 1 - 55) إشارة لبركات التجسد، وعمل المتجسد الذي كان في بطنها، عمله الفدائي والخلاصي. ومازال إلهنا بعد صعوده وجلوسه عن يمين الآب ينظر للمتواضعين والصديقين وكل شعبه لينجيهم حتى تكمل كنيسته وتنتهي صورة هذا العالم الحاضر، فهذا هو موضوع تسبيحنا أن الله عالٍ لا يُدرك وأنه دبَّر لنا الخلاص ومازال يعتني بنا ناظراً إلى ألامنا. وفي الترجمة السبعينية يترجم النَّاظِرِ الأَسَافِلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ = "الناظر إلى المتواضعين في السماء وعلى الأرض". ولاحظ الصفة التي تبهج قلب الله فينظر لصاحبها وهي صفة التواضع التي نسبها المرتل هنا للسمائيين، بل المسيح نسبها لنفسه إذ قال عن نفسه "وديع ومتواضع القلب". ولقد رفع المسيح العالم الوثني من دنس خطاياه ووثنيته وجعل له مكاناً في السماء. (أف6: 2) أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات. (راجع مت28: 19). والأمم الذين كانوا بسبب وثنيتهم عاقراً بدون أعمال صالحة ولا ثمر. صار لهم ثمار وأولاد روحيين وكل نفس كانت بلا ثمر عاقراً يقبلها المسيح بالتوبة فتسكن في كنيسته فرحانة.

ونصلي به في باكر لنذكر بركات القيامة، فبعد أن كنا بائسين رفعنا المسيح وصرنا في فرح.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ عَشَرَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي عَشَرَ - سفر المزامير - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 113
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 113