اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ – سفر المزامير – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور المئة والثامن والعشرون

بركات الأتقياء.

ترانيم المصاعد.

"طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه..." (ع1).

مقدمة:

كاتبه: غير معروف فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

يتميز هذا المزمور بحديثه عن الأسرة الروحية في البيت، عن الزوجة والأبناء والأحفاد.

يشجع هذا المزمور من يصليه على مخافة الرب ليتمتع ببركات في حياته، وفي بيته.

يصلي هذا المزمور على الدرجة التاسعة في طريق الصعود لهيكل الرب.

يشجع هذا المزمور الراجعين من السبي بعدد قليل؛ بأنهم ما داموا يخافون الله، وعادوا لبناء بيته وعبادته، بأنه سيباركهم ويكثر نسلهم، ويعيشون في خيرات الله.

يرمز هذا المزمور للمسيح فهو الرجل الذي يتقي الرب، وإمرأته هي الكنيسة، وأبناؤه هم المؤمنون به على مدى الأجيال؛ فهو يعتبر من هذه الناحية من المزامير المسيانية.

تقرأ الكنيسة جزء من هذا المزمور في طقس صلاة الإكليل.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب؛ لأنه يعد الإنسان المتقي الرب، الذي عاش في مخافة الله طوال النهار ببركات كثيرة تشجعه على مواصلة حياته في مخافة الرب باقي أيامه.

(1) بركات في الأسرة (ع 1 - 3).

(2) بركات ممتدة (ع 4 - 6).

(1) بركات في الأسرة (ع 1 - 3):

العدد 1

ع1:

طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ.

يظهر المزمور سعادة من يتقي الرب؛ إذ ينال خيرات روحية ومادية، بالإضافة للخيرات الأبدية؛ لأنه يخاف الله، فيحفظ وصاياه، ويسلك في طرق الرب وهي الوصايا، ووسائط النعمة.

هذه الآية نبوة عن خلاص الأمم، وكل من يتقي الرب فيؤمن به، ويحيا معه، وينضم إلى شعب الله، ويسلك في طرقه؛ لأن الوصول إلى الله له أشكال كثيرة في الحياة. مثل الزواج، أو الرهبنة، أو البتولية الخادمة.

هذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح الذي عاش بالتقوى كل أيامه على الأرض، وسلك في طرق الرب ولم يخطئ خطيئة واحدة، وأكمل كل بر.

العدد 2

ع2:

لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ، طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ.

هذه الآية تبين أهمية العمل والجهاد الروحي، فمن يتعب يعطيه الله بركات وخيرات. فالعمل ضروري إذ أن آدم كان يعمل في الجنة ليفلح الأرض، ويسمى الحيوانات بأسمائها. وبولس يحدثنا عن أهمية العمل فيقول "إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا" (2 تس 3: 10).

الخيرات التي ينالها من يعمل أو يجاهد روحيًا ينال جزاءها جزئيًا على الأرض، ثم مكافأة عظيمة لا يعبر عنها في السماء. كل هذا لمن يتعب فينال، ولكن حذاري أن يظلم أحد غيره، ويأخذ تعبه، أي يأخذ مكافأة تعب غيره.

العدد 3

ع3:

امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ.

(2) بركات ممتدة (ع 4 - 6):

العدد 4

ع4:

هكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ.

كل الخيرات والبركات السابقة التي ذكرها المزمور تأتي على الإنسان المتقي الرب، والله يحب من يخافونه؛ لأنهم مؤمنون باسمه، ويسلكون بوصاياه، فيباركهم ببركات روحية ومادية لا تعد. ولا يستطيع العالم أن ينزع هذه البركات؛ لأنها من الله، بعكس خيرات العالم الوقتية الزائلة. ويصحب كل هذه البركات سلام في قلب من يخاف الله، وفرح عظيم؛ كل هذا مقدمة للبركات التي تفوق العقل التي ينالها في السماء.

العدد 5

ع5:

يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.

البركات الآتية على متقي الرب تأتيه من أورشليم، أي من هيكل الرب، فهي بركات من الله، وليس من العالم الزائل.

يرى المتقي الرب خير أورشليم، ليس فقط الخيرات المادية، مثل إعادة بناء الهيكل بعد الرجوع من السبي، أو تجديده أيام هيرودوس الملك، أو خيرات مادية لمدينة الله المقدسة، ولكن بالأحرى الخيرات الروحية، التي تظهر في ملء الزمان بالمسيح الفادي، والذي يقدم في أورشليم خلاصًا للعالم كله. وتفيض بركات من كنيسة العهد الجديد في العالم كله، أما كمال البركات والخير، فهو في أورشليم السماوية.

† تذكر أعمال الله السابقة معك؛ ليثبت إيمانك، وتتكل عليه، ولا تستطيع شهوات العالم أن تغريك، فتكون بكل قلبك معه.

العدد 6

ع6:

وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ.

يعطي بركة جديدة لمتقي الرب وهي طول أيام العمر على الأرض؛ حتى يرى أحفاده؛ لأن متقي الرب يتمتع بالسلام والفرح فيعيش في هدوء عمرًا مديدًا. كما أن قديمًا كانت كثرة البنين بركة من الله.

بنو البنون هم الأولاد الروحيون الذين يتمتع برؤيتهم الكهنة والخدام في العهد الجديد وكل من تكلم باسم الرب في العهد القديم، مثل الأنبياء، أي من يتعلمون على أيدي هؤلاء وأيدي أولادهم، كما يظهر في حياة الآباء الرهبان والأساقفة والمتبتلين المكرسين لخدمة الله في العالم.

يختم المزمور بأن يدعو بالسلام لكل شعب الله المملوء بالأتقياء الذين يحيون في بركات الله، وأهمها السلام الداخلي.

† الخيرات تنتظرك قدر مًا تخاف الله، فتذكر عدل الله، واسلك في التوبة كل حين، واحفظ وصايا الرب، وتمتع بالإعتراف والتناول، فتعيش في سلام كل أيامك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالسَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 128
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 128