اَلْمَزْمُورُ الثَّامِنُ وَالتِّسْعُونَ – سفر المزامير – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور الثَّامِنُ والتسعون

الفرح بالخلاص.

مزمور.

"رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع عجائب.." ع1.

مقدمة:

1. كاتبه: هناك رأيان:

أ - هو من المزامير اليتيمة التي لا يوجد في عنوانها اسم الكاتب.

ب - في عنوان هذا المزمور في الترجمة السبعينية أنه لداود.

2. لماذا كتب؟

أ - تمجيد الله الذي أعطى الخلاص على يد داود بانتصاره على الأمم المحيطة باليهود.

ب - قد يكون نبوة عن الرجوع من السبي والتخلص من عبوديته، وإعادة بناء الهيكل.

جـ - هو نبوة عن خلاص المسيح الذي تجسد في ملء الزمان وأعطى الخلاص بصليبه.

3. هذا المزمور هو المزمور الوحيد الذي عنوانه "مزمور" وكلمة مزمور تعنى أنه يرنم بمصاحبة آلة موسيقية وهي المزمار.

4. هذا المزمور من ضمن المزامير الملكية التي سبق وقلنا أنها من (مز95 - مز100) بالإضافة إلى (مز 93) الذي هو تمهيد لها.

5. يوجد تشابه بين هذا المزمور ومزمور 96 فالإثنان يتكلمان عن الرب الملك وتسبيحه.

6. يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية في صلاة الساعة التاسعة التي فيها أتم المسيح الفداء بموته على الصليب، فملك على خشبة الصليب، وعلى قلوب أولاده الذين وهبهم الخلاص.

العدد 1

ع1:

رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، لأَنَّهُ صَنَعَ عَجَائِبَ. خَلَّصَتْهُ يَمِينُهُ وَذِرَاعُ قُدْسِهِ.

ينادى داود النبي كل المؤمنين أن يرنموا للرب ترنيمة جديدة لشكره وحمده على عجائبه التي صنعها مع شعبه في العهد القديم، ثم في العهد الجديد، وكملت بأعجوبة الصليب التي قدم فيها خلاصًا لكل من يؤمن به في العالم كله.

الخلاص الذي قدمه المسيح على الصليب تممه بيمينه، أي قوته وذراعه، أي الابن الوحيد المتجسد، كما أشار إلى ذلك أشعياء النبي (اش51: 9، 53: 1). واليمين والذراع ترمزان أيضًا لعمل الروح القدس في الكنيسة. والخلاصة أن المسيح حمل خطايانا وحده على الصليب، ومات وأقام نفسه بقوة لاهوته.

العدد 2

ع2:

أَعْلَنَ الرَّبُّ خَلاَصَهُ. لِعُيُونِ الأُمَمِ كَشَفَ بِرَّهُ.

أعلن المسيح خلاصه بقيامته وظهر هذا للعالم كله، أي للأمم كما لليهود، وفتح الباب لكل من يقبل هذا الإعلان، ويؤمن به أن ينال الخلاص.

العدد 3

ع3:

ذَكَرَ رَحْمَتَهُ وَأَمَانَتَهُ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. رَأَتْ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ خَلاَصَ إِلهِنَا.

الله أعطى وعودًا، ونبوات كثيرة في العهد القديم عن تجسده، وفدائه، وفى ملء الزمان ذكر كل هذه المواعيد، وتممها بالصليب. وكل بني إسرائيل الذين يعرفون هذه النبوات أصبح الطريق سهلًا أمامهم للإيمان بالمسيح، ولكن قساوة قلوبهم هي التي وقفت عائقًا بينهم وبين الإيمان، ورفضوا رحمة الله وخلاصه.

محبة الله ظهرت في توصيل البشارة بالمسيح الفادى إلى العالم كله، حتى البلاد البعيدة عن اليهودية، ولعل البعيدين في أقاصى الأرض يكونون أكثر اهتمامًا بالإيمان، ونوال الخلاص من كثيرين قريبين، بل من شعب الله المختار، وهم اليهود الذين رفضوا الإيمان.

† ليتك تسبح الله، وترنم له كل يوم تسبيحًا جديدًا؛ لأن أعماله معك متجددة. فاشكره على رعايته، وحفظه لك، ومحبته التي لا تُحَد.

العدد 4

ع4:

اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. اهْتِفُوا وَرَنِّمُوا وَغَنُّوا.

ينادى داود النبي كل الأرض يهودًا وأممًا - الذين آمنوا بالمسيح - أن يهتفوا للرب من أجل خلاصه الذي قدمه على الصليب، بل ويشجعهم أن يعبروا بكل إمكانياتهم عن فرحهم، فينادون بأصوات عالية وهي الهتاف، ويرنمون بكلمات منغمة بأصواتهم. وأيضًا يغنون، أي يعلنون كلمات منغمة بمصاحبة آلات موسيقية. فهو يريد أن نعبر عن فرحنا بالله بكل الوسائل، ونمجد خلاصه العجيب.

الأعداد 5-6

ع5 - 6:

:

رَنِّمُوا لِلرَّبِّ بِعُودٍ. بِعُودٍ وَصَوْتِ نَشِيدٍ. بِالأَبْوَاقِ وَصَوْتِ الصُّورِ اهْتِفُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ الرَّبِّ!

الصور: نوع من الأبواق.

ينادى داود المؤمنين لكي يعبروا عن فرحهم، فيستخدمون الآلات الموسيقية وكل وسيلة للتعبير عن الفرح وهي:

العود: وهو آلة موسيقية عليها مجموعة أوتار مشدودة وترمز إلى الاستعداد، وتكاتف كل قوى وإمكانيات الإنسان للتعبير عن شكر الله.

النشيد: وهي كلمات قوية تعبر عن فرح الإنسان، وترمز للحماس والجدية الروحية.

الأبواق وصوت الصور: وهي آلات ذات أصوات عالية. والصور هو قرن الحيوان الذي يرتفع فوق رأسه، فيرمز إلى ضرورة الارتفاع عن الشهوات الجسدية للانطلاق في تسبيح الله. والأبواق والصور ترمز للتبشير بخلاص المسيح وبالكتاب المقدس كل هذه التسابيح والهتافات نقدمها أمام الرب الملك الذي نريد منه أن يملك على قلوبنا ويطهرنا ويشبعنا بحبه.

† عبر عن حبك لله بالتأمل فيه وبكلمات التسبيح، وبأعمال الخير حتى تعلن شكرك له كل حين.

العدد 7

ع7:

لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ، الْمَسْكُونَةُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا.

ليعج: العجيج هو الصوت العالى لمياه البحر.

تشترك الطبيعة في تسبيح الله خالقها، فيصدر البحر أصواتًا عالية، نتيجة تصادم أمواجه؛ ليعلن فرحه بالله، وبهذا يشترك مع البشر الساكنين في الأرض كلها، المؤمنين بالله الذين يمجدون خلاصه.

يرمز البحر إلى العالم والسكان فيه، الذين كانوا قبلًا يصدرون أصواتًا عالية لتمجيد الشهوات والشر، أما الآن بعد أن آمنوا، فيصدرون تسابيح وتماجيد للمسيح المخلص.

العدد 8

ع8:

الأَنْهَارُ لِتُصَفِّقْ بِالأَيَادِي، الْجِبَالُ لِتُرَنِّمْ مَعًا،.

وتشترك أيضًا الأنهار مع البحار في الفرح بالله المخلص، فعندما تتلاطم مياه الأنهار تصدر أصواتًا كأنها أيادى بشرية تصفق؛ إعلانًا عن فرحها. والأنهار ترمز للرسل والخدام والمؤمنين الذين يفيضون على الآخرين بتعاليم روحية وقدوة بقوة الروح القدس، الذي يجرى من بطونهم كأنهار ماء حى (يو7: 38).

وتقف الجبال العالية لترنم بدون صوت؛ أي بمنظرها المرتفع إلى السماء كأنها تسبح الله مع باقي الخليقة. والجبال ترمز للرسل والمؤمنين المتقدمين في حياتهم الروحية، وللخدام الكبار الذين بحياتهم يمجدون المخلص.

العدد 9

ع9:

أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ.

كل مظاهر الفرح الذي يعلنها البشر، وتعلنها الطبيعة هي تقدمة أمام الرب الذي سيدين العالم كله في يوم الدينونة، فكل المظلومين، أي الأبرار الذين احتملوا آلامًا كثيرة من أجل المسيح رجاؤهم في يوم الدينونة، الذي يقضى الله فيها بالعدل، ويمجد ويعوض أولاده الأبرار بأمجاد الملكوت، ويقف قاضيًا ليقضى باستقامة لكل شعوب الأرض.

† لا تنسى هدفك وهو الأبدية السعيدة، حيث تنال كل البركات ويعوضك الله عن كل آلامك. فاحتمل من أجله أتعاب الجهاد الروحي والخدمة، وعش متعففًا ومتباعدًا عن كل شر، فالله ينظر إليك باهتمام ولا ينسى تعبك أبدًا.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالتِّسْعُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

اَلْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالتِّسْعُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 98
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 98