اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي وَالْعِشْرُونَ – سفر المزامير – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور المئة والثانى والعشرون

الفرح بأورشليم بيت الرب.

ترنيمة المصاعد. لداود.

"فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب" (ع11).

مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يذكر في عنوان هذا المزمور.

يبين هذا المزمور محبة داود، وتعلق قلبه ببيت الرب، والعبادة فيه.

هذا المزمور نبوة عن مشاعر الراجعين من السبي إلى أورشليم لبناء الهيكل واستعادة العبادة في بيت الرب، التي حرموا منها طوال فترة السبي.

بيت الرب في أورشليم يرمز لكنيسة العهد الجديد، وأيضًا لأورشليم السماوية.

يصلى هذا المزمور على الدرجة الثالثة عند الصعود إلى بيت الرب.

يظهر هذا المزمور أهمية الصلاة والعبادة الجماعية (ع4).

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب، حيث يتذكر المصلى بيت الرب، والعبادة فيه ليرتفع قلبه إلى السماء، حيث البيت الأبدي مع الله. فعندما يقترب النهار أن ينتهى نتذكر أننا مقبلون على الحياة الأبدية، فنستعد بالصلوات الكثيرة والتسبيح.

العدد 1

ع1:

فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: "ِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ".

يفرح الإنسان بمن يشجعه على الذهاب إلى بيت الرب إذا كان تائبًا، أو أحب الله ويريد أن يوجد أمامه في بيته ليسبحه ويشكره.

ملائكة الله يفرحون بنا عندما نتمنى الذهاب لبيت الرب مثلهم.

الفرح بالذهاب لبيت الرب هو اشتياق للصلاة الجماعية، وإيمان ببركة الله في بيته التي تتميز عن بركته في كل مكان آخر.

العدد 2

ع2:

تَقِفُ أَرْجُلُنَا فِي أَبْوَابِكِ يَا أُورُشَلِيمُ.

يتخيل داود أنه قد أكمل الصعود إلى أورشليم، ووقف أمام أبوابها، وهذا يعطيه فرحًا يفوق كل فرح؛ لأنه وصل إلى مدينة الله وهيكلها، أي سيدخل إلى حضرة الله ويتمتع بالوجود بين يديه. وهناك يقدم توبته عن كل خطاياه، ويظهر محبته في تسابيح، ويشترك مع إخوته في العبادة.

العدد 3

ع3:

أُورُشَلِيمُ الْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَّصِلَةٍ كُلِّهَا.

أورشليم يشعر بها داود أنها كمدينة متصلة بعضها ببعض، ويقصد ترابط المؤمنين المتعبدين لله في هيكل أورشليم، فيصلون بقلب واحد أمامه.

هذه نبوة عن وحدانية المؤمنين في كنيسة العهد الجديد، حيث يصيرون أعضاء في جسد المسيح وهو الرأس. وتظهر هذه الوحدانية بوضوح أكثر في أورشليم السمائية، حيث يتحد المؤمنون في تسبيح المسيح القائم وسطهم.

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

:

حَيْثُ صَعِدَتِ الأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ الرَّبِّ، شَهَادَةً لإِسْرَائِيلَ، لِيَحْمَدُوا اسْمَ الرَّبِّ. لأَنَّهُ هُنَاكَ اسْتَوَتِ الْكَرَاسِيُّ لِلْقَضَاءِ، كَرَاسِيُّ بَيْتِ دَاوُدَ.

استوت: استقرت، أو انتصبت أو جلست.

أسباط إسرائيل، أي كل المؤمنين يأتون للعبادة في أورشليم، خاصة في الأعياد الثلاثة الكبرى؛ الفصح، والخمسين، والمظال. الكل مؤمنون محبون لعبادة الله، وكل سبط يتميز عن غيره، ولكن في وحدانية يقفون أمام الله. أيضًا في أورشليم هناك يحتكمون للقضاة العارفين الشريعة، الجالسين على كراسى الحكم، ويجلس الملك داود ونسله بين هؤلاء القضاة.

يتنبأ هنا عن اجتماع المؤمنين في الكنيسة ليعبدوا، ويشكروا الله، ويخضعوا لتعليمها، وإرشاد كهنتها، الجالسين على كراسى الإرشاد والحكم.

يتنبأ أيضًا عن اجتماع المؤمنين في ملكوت السموات ويوم الدينونة، حيث يجلس الإثنا عشر تلميذًا على الإثنى عشر كرسيًا ليدينوا الأسباط الأثنى عشر الذين لم يؤمنوا بالمسيح، ويحيوا معه.

قد تعنى الكراسى قلوب المؤمنين التي يجلس فيها الله، ويستريح ليقود حياتهم، وينبههم بالروح القدس للابتعاد عن الخطية، ويدينهم ويوبخهم ويبكتهم ليقوموا منها. وهكذا يقودهم في طريق الحياة إلى الملكوت.

† ما أجمل الوجود أمام الله في بيته، فتشجع مع إخوتك لتكون أمامه قدر ما تستطيع؛ لتتمتع ليس فقط بحضرته، بل بتناول جسده ودمه.

الأعداد 6-7

ع6 - 7:

:

اسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ: "ِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ. لِيَكُنْ سَلاَمٌ فِي أَبْرَاجِكِ، رَاحَةٌ فِي قُصُورِكِ".

إذ استقر القضاء بشريعة الله في أورشليم عم الانضباط والسلام في المدينة، وبالتالي نال محبو أورشليم راحة للإقامة فيها، وعبادة الله؛ راحة للجميع سواء الساكنين فيها على أبراج في الجبال، أو الساكنين في أورشليم في قصور، أي بيوت عظيمة.

يتنبأ هنا عن كنيسة العهد الجديد، ويطلب لها السلام، كما نصلى الآن ونطلب في أوشية سلامة الكنيسة في القداس الإلهي. والأبراج هم القديسون، إذ يشبهون الأبراج في مرتبتهم الروحية العالية ويشبهون الأبراج أيضًا في حصانتهم لأنهم في حماية الله. والقصور هم المؤمنون الحقيقيون الذين هم هياكل الروح القدس وقصور يسكن فيها الله الملك. والقصور ترمز لكثرة الخيرات فيها، كما أن المسيح يعطى خيرات وفيرة روحية، ومادية لأولاده.

الأعداد 8-9

ع8 - 9:

:

مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِي وَأَصْحَابِي لأَقُولَنَّ: "سَلاَمٌ بِكِ". مِنْ أَجْلِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْرًا.

يطلب داود سلامًا لأورشليم من أجل أقاربه وأصدقائه، أي كل اليهود المقيمين، والزائرين لأورشليم؛ حتى يتمتعوا بالعبادة في جو هادئ. بل يطلب أيضًا خيرًا وبركات لأورشليم؛ لأن فيها بيت الرب، فالله يقدس مدينته بسكناه فيها.

هذه الآيات نبوة عن المسيح الذي يطلب سلامًا لكنيسته من أجل إخوته، إذ هو بكر بين إخوة كثيرين، ويطلب خيرًا لها؛ لأنها بيته الذي يحل فيه.

† ليتك تصلى من أجل سلام الكنيسة، وسلام كل من حولك ليحيوا مع الله في عبادة مقدسة، ولا تنسى نفسك فتتطلب من أجل سلامك الداخلي لتستطيع أن تعاين الله.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْحَادِي وَالْعِشْرُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 122
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 122