الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْحَادِي وَالْعِشْرُونَ – سفر المزامير – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور المئة والحادى والعشرون

الرب هو المعين والحافظ.

ترنيمة المصاعد.

"أرفع عينى إلى الجبال من حيث يأتي عونى" (ع1).

مقدمة:

كاتبه: لا يوجد في عنوان المزمور اسم لكاتب المزمور، فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

هذا المزمور كان يتلى على الدرجة الثانية بعد المزمور السابق أثناء الصعود، فهو من ترانيم المصاعد كما يذكر العنوان.

بعد أن أظهر المزمور السابق غربة الإنسان الروحي الذي يطلب الله، يبين هذا المزمور الله الذي يعين أولاده، ويحفظهم في كل خطواتهم، فهو يناسب كل إنسان في ضيقة، أو يتوقع ضيقة مقبلة عليه؛ حتى يثبت إيمانه بالله.

هذا المزمور ليتورجى كان الصاعدون يرنمونه بالمرابعة بين المجموعات الصاعدة فمجموعة ترنم.

يوجد هذا المزمور بالأجبية بصلاة الغروب؛ حيث يرفع المصلى عينيه إلى الله قبل أن تغرب شمس حياته طالبًا معونته، وحفظه في الساعات الباقية قبل أن ينام، ليس فقط في هذه الليلة، بل باقي أيام حياته.

العدد 1

ع1:

أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي!

كان الصاعد إلى أورشليم وهيكلها يرفع عينيه إلى الجبل الذي يرتفع نحو السماء، حيث مسكن الله القادر أن يعين الإنسان في كل خطواته، فيتشدد ويحتمل آلام وتعب الصعود.

الجبل يرمز للقديسين الذين يرتفعون بحياتهم إلى السماء، فهم قدوة لنا بحياتهم لنتمثل بهم، فنجد معونة الله في حياتنا مثلهم.

الجبل يرمز للمسيح القوى الجبار، الذي نزل من السماء ليرفعنا إلى العلو بالإيمان به، ومعونته.

العدد 2

ع2:

مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.

يشعر كاتب المزمور أن معونته من عند الرب خالق السموات والأرض، الذي بيده كل شيء، ولا يصح أن ينظر إلى أحد غيره؛ لأنه هو ضابط الكل. فمعونة الإنسان هي من الله، وإن سمح لأحد أن يعين الإنسان، فالله هو الذي يعمل به.

عندما أخطأ بنو إسرائيل، وعبدوا الأوثان، وابتعدوا عن الله، وانشغلوا بالشهوات، دخلوا في ضيقة السبي، ولما رجعوا إلى الله أعادهم من السبي؛ لأن الله وحده هو المعين.

† كلما رفعت عينيك إلى السماء، واتكلت على الله ترتفع تدريجيًا عن الشهوات الأرضية، وهم هذا العالم، فحينئذ تنال السلام الداخلي، بالإضافة لبركات وفيرة.

الأعداد 3-4

ع3 - 4:

:

لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ. إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ.

الله يحفظك حتى لا تزل، والمقصود بالزلل هو السقوط والإصرار على السقوط، أي عدم التوبة. وهذا يأتي من الكبرياء، أو عكسه صغر النفس، الذي يؤدى إلى اليأس. أما من يتوب فمهما زل وسقط فالله الحنون يقبله. فالمؤمن بالله، ويتكل عليه لا يبقى في الزلل، أو اليأس؛ لأنه ينظر إلى الرب حافظه فينقذه مهما سقط.

إن الرب يختلف عن كل البشر في أنه لا ينعس ولا ينام، أما كل البشر فمهما كانت قوتهم، أو محبتهم لك فهم ضعفاء ينعسون ويتغافلون عنك، فلا يستطيعون أن يحفظوك؛ لذا فمن الجهل الاعتماد عليهم، لكن الرب حارس إسرائيل، أي حارس شعبه هو وحده القادر أن يحفظك.

العدد 5

ع5:

الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى.

الرب يظلل على الإنسان أثناء الضيقات، فيعينه فيها، والتي ترمز إليها أشعة الشمس الحارقة. ويظلل على الإنسان المجاهد إن سقط ليقيمه ويتوب. وبهذا الظل يحنو على أولاده، كما تحنو الدجاجة على فراخها، حتى يشجعهم في جهادهم الروحي.

يظلل على اليد اليمنى وهي ترمز إلى الأعمال الصالحة، وهي الصلوات المرفوعة أمام الله، وأعمال الخير، وكل خدمة روحية، فيشجع أولاده عليها، ويسندهم ضد مكايد إبليس.

إن كان ظل بطرس يشفى الأمراض (أع 5: 15) فكم بالأحرى ظل المسيح يشفى ويسند في كل الأمراض الروحية والجسدية.

العدد 6

ع6:

لاَ تَضْرِبُكَ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ فِي اللَّيْلِ.

الله الذي يحفظ أولاده يحفظهم من ضربات الشمس التي ترمز للتجارب، وحروب الشيطان الواضحة، فيسند الله أولاده، ويصد عنهم هذه الهجمات، طالما هم متمسكون به، يطلبون معونته.

الرب يحفظ أيضًا أولاده من ضربات القمر، فيقولون أن ضوء القمر يؤذى في الصحارى الساكنين فيها إن لم يحترسوا. وضربات القمر ترمز لضربات الشيطان الخبيثة المخادعة، ولكل خطية تعمل في الظلام خوفًا من أعين الناس. والخلاصة أن الله يحمى أولاده ليلًا ونهارًا، وطوال حياتهم؛ لأنهم اتكلوا عليه.

العدد 7

ع7:

الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ.

الرب يحفظ أولاده من كل شر كبيرًا أو صغيرًا، ويحفظ نفوسهم في الإيمان به، ثابتين في وصاياه؛ حتى لو لم يرفع الضيقة، ولكن يعطيهم نعمة، ويختبروه بعمق أثناء الضيقة. بل يتجلى عمله بقوة إن استبقى الضيقة، كما حفظ الثلاث فتية داخل الأتون، فلم يطفئه، بل ظهر لهم، وتمشى معهم، فسبحوه.

العدد 8

ع8:

الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ.

الرب يحفظ دخولك إلى العالم، وخروجك منه، أي يحفظك طوال حياتك. ويحفظك أيضًا عند دخولك إلى الكنيسة من خلال المعمودية، ويحفظ خروجك إلى ملكوت السموات. وكذلك يحفظك في خروجك من شهوات العالم، ودخولك إلى علاقة عميقة مع الله، تبدأ الآن وتستمر إلى الأبد في السموات.

هذه الآية نبوة عن المسيح في دخوله للعالم بالتجسد وخروجه بالقيامة والصعود.

† إن كان الرب يحفظك في كل أطوار حياتك، وطوال عمرك، فاطمئن، وإلقى همك عليه؛ لتتمتع بعنايته، وتتفرغ للتأمل فيه، والتمتع بعشرته.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي وَالْعِشْرُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالْعِشْرُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 121
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 121