الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ وَالثَّمَانُونَ – سفر المزامير – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المزامير – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المزمور الرَّابِعُ والثمانون

السكن في بيت الرب.

لإمام المغنين على الجتية لبني قورح مزمور.

"ما أحلى مساكنك يا رب الجنود".

مقدمة:

1. كاتبه:

أ - بنو قورح الذين لم يموتوا مع أبيهم قورح عندما انشقت الأرض وابتلعت المتمردين (عد 26: 11) وكانوا يخدمون كبوابين لخيمة الاجتماع، ثم الهيكل. وقد كتبوا عشرة مزامير هي (مز44 - مز48) و (مز84 - مز88) وكلها مزامير تدعوا للفرح والتمتع بعشرة الرب. فبينما وقع العقاب الإلهي على أبيهم قورح بسبب تمرده، كافأ الله أبناء قورح فأعطاهم الفرح والسلام اللذين ظهرا في هذه المزامير التي كتبوها؛ لأنهم لم يشتركوا في التمرد على الله.

ب - داود النبي الذي هرب عن بيت الرب لمطاردة شاول له، وكان مشتاقًا للرجوع إليه، وكان فرحًا عند عودته للعبادة، بل اشتاق أيضًا أن يبني بيتًا للرب.

2. كان يقال هذا المزمور بمصاحبة الجتية وهي آلة موسيقية تشبه القيثارة، كانت معروفة في مدينة جت، وهي إحدى الخمس مدن الفلسطينية الكبرى، وقد تكون الجتية نغمة موسيقية كانت مشهورة في جت.

3. نرى في العنوان كلمة مزمور، وهي تعني أن يصاحب هذه الكلمات مزمار.

4. يناسب هذا المزمور كل إنسان يشتاق للعبادة في بيت الرب، ويفرح بالوجود فيه. فهو مشجع لقلوب محبي الله المرتبطين ببيته.

5. هذا المزمور نبوة عن المسبيين بيد أشور، ثم بابل المبتعدين عن هيكل الله والمشتاقين للرجوع إليه.

6. هذا المزمور يعطي رجاء لكل من كانت ظروفه صعبة، وأهله بعيدين عن الله، فرغم هلاك قورح لكن بنيه ارتبطوا بخدمة بيت الرب، وكتبوا هذا المزمور المملوء أشواقًا لعبادة الله.

7. يعطي هذا المزمور أشواقًا لمساكن الله الأبدية، أي ملكوت السموات، التي هي أسمى من كل حياتنا الأرضية.

8. يعبر هذا المزمور عن أشواق كل العجائز عن الوصول لبيت الله نتيجة ظروفهم الخاصة، مثل المرض.

9. يوجد هذا المزمور في صلاة الساعة السادسة في الأجبية، حيث تعبر فيه النفس عن اشتياقها للسكنى مع الله في بيته، بعدما تمم المسيح الفداء، وأصلح السمائيين مع الأرضيين، وذلك بصلبه وقت الساعة السادسة.

العدد 1

ع1:

مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ!

يعبر كاتب المزمور عن مشاعره نحو بيت الرب بقوله ما أحلى؛ أي لا يستطيع وصف حلاوة بيت الرب؛ لأن الله يحل بنفسه فيه، وهكذا يلتقي من يأتي إلى بيت الرب بالله نفسه، ويتمتع بعشرته، وينال بركته. كما يشعر أيضًا بضعفه أمام عظمة الله؛ لذا يصفه برب الجنود. وهكذا يخشع الإنسان ويتضع أمام الله.

قال مساكن رب الجنود ولم يقل مسكن؛ لأنه في أيام داود كان هناك مسكنان أحدهما في أورشليم وفيه تابوت العهد، والآخر في جبعون، وفيه باقي محتويات خيمة الاجتماع. ويمكن أن تكون هذه الآية نبوة عن كنائس العهد الجديد، فهي مساكن وليست مسكن واحد، كما كان في العهد القديم. وقد تكون نبوة عن قلوب المؤمنين في العهد الجديد، التي تصير هياكل للروح القدس، وكذلك أيضًا هي نبوة عن الحياة الأبدية، حيث توجد منازل، أو مساكن كثيرة.

العدد 2

ع2:

تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلهِ الْحَيِّ.

مشاعر الإنسان الروحي تتحرك نحو بيت الرب لأن الله ساكن فيه، بل تتوق، أي تشتاق بشدة للوصول إلى بيت الرب للتمتع برؤيته. وهذا معناه أن القلب قد تحرر من تعلقات العالم، وإغراءاته، فأصبح المسيطر على القلب هو محبة الله. ومعناه أيضًا إيمان الإنسان بأن هناك بركة خاصة في بيت الرب، وحلول إلهي ونعمة لا توجد خارج هذا المكان، وهذا هو إيماننا حتى الآن أنه لا خلاص خارج الكنيسة، كما قال القديس أوغسطنيوس، ولا يمكن أن يتسبدل الإنسان الكنيسة بأي مكان آخر مثل المخدع؛ ففي الكنيسة ينال الإنسان الأسرار المقدسة، ويعرف الله ويتحد به.

ثم يتحرك الإنسان بكل كيانه، أي قلبه وجسمه (لحمه) ليستمتع بعشرة الله. بعد أن آمن الإنسان الروحي بأن الله هو الكائن الوحيد الحي إلى الأبد؛ إذ أن الآلهة الوثنية كلها أصنام مائتة، وأيضًا كل قوى العالم زائلة.

العدد 3

ع3:

الْعُصْفُورُ أَيْضًا وَجَدَ بَيْتًا، وَالسُّنُونَةُ عُشًّا لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا، مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ، مَلِكِي وَإِلهِي.

سنونة: طائر صغير له جناحين كبيرين وصوته جميل وسريع الطيران.

يعبر كاتب المزمور عن تيهانه وسط العالم، وحاجته للاستقرار، ولا يجد مكانًا مريحًا، ومستقرًا له إلا مذابح الله، ويقصد بها المذبح النحاسي، ومذبح البخور في خيمة الاجتماع، ثم في هيكل سليمان. وهي نبوة عن الكنائس ومذابحها في العهد الجديد، حيث يتمتع الإنسان بالتناول من الأسرار المقدسة التي على المذابح. ويشبه نفسه بالطيور الصغيرة، مثل العصفور والسنونة التي تبحث لنفسها عن أعشاش، أو بيوت لتستقر فيها، وأخيرًا وجدت لها مكانًا في بيت الرب ودياره المحيطة به، والعصفور والسنونة من الطيور الطاهرة في شريعة موسى، وهي ترمز للنفوس التي تسكن وتقترب إلى بيت الرب، والتي لابد أن تكون طاهرة لتتمتع ببركاته.

يشعر الكاتب أن الله هو ملكه وإلهه، وهذا يبين دالة البنوة التي له، والتي تجذب قلبه إلى بيت الرب. وهذه الكلمات نبوة عن المسيح الملك والإله الحقيقي للنفس المؤمنة به، فيمتعها في كنيسته بكل البركات الروحية.

العدد 4

ع4:

طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ، أَبَدًا يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.

بعد أن عبر كاتب المزمور عن حلاوة بيت الله، والاشتياق إليه يبين السعادة العظيمة التي ينالها الساكنين في بيت الرب، ويلاحظ أنه في خيمة الاجتماع، وهيكل سليمان لم يكن هناك سكنى للناس فيه، ولكنه يتنبأ عن الكنيسة حيث يستقر المؤمنون فيها بارتباطهم بالأسرار المقدسة، ثم باستمرار ثباتهم في الكنيسة في صلواتها وتسابيحها يتأهلون للسكن الأبدي في ملكوت السموات، حيث يسبحون الله إلى الأبد، مشتركين مع السمائيين في تسبيح الله.

تنتهي هذه الآيات بكلمة سلاه وهي وقفة موسيقية للتأمل في حلاوة بيت الرب والشبع بعشرة الله وتسبيح اسمه القدوس.

† أسرع إلى الكنيسة لتلتقي بالله في بيته. إنه ينتظرك ليحتضنك ويشبعك، فيفرح قلبك، وتزداد صلواتك وتسابيحك.

(2) بركات بيت الرب (ع5 - 7):

العدد 5

ع5:

طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.

يظهر المزمور سعادة المؤمنين بالله، فيطوبهم لأن قوتهم هي الله، وذلك عن طريق حفظ وصاياه في قلوبهم وحياتهم، فهذه هي طرق بيت الرب في قلوبهم، حتى أن مشاعر قلوبهم تسمو بهم عن الأرضيات، متعلقين بالله، فيشتاقون ليس فقط لبيت الرب الذي على الأرض، بل أيضًا إلى البيت السماوي الذي هو ملكوت السموات.

يطوب المزمور المؤمنين الذين يفتخرون بالله؛ لأنهم أحبوه أكثر من كل ما في العالم، حتى أن الماديات والكرامة أصبحت زائلة في نظرهم، ولم يبق لهم أعظم من الله يفتخرون به، ويثبتون في محبتهم لله بحفظ وصاياه، إنها طرق بيت الله التي في قلوبهم، وبهذا يحبون أيضًا كل من حولهم.

العدد 6

ع6:

عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.

مورة: المطر المبكر الذي ينزل في الخريف. وهو ضروري لسقي الزرع في بداية حياته.

يبين المزمور الوسيلة التي ينال بها المؤمنون بركات الله. فيعلن أن هذا يتم عن طريق عبورهم وادي البكاء، وهو أحد الطرق المؤدية لأورشليم، وكان جافًا جدًا؛ حتى أن من يسير فيه كان يتعرض للموت عطشًا. لذلك كانوا يحفرون حوله حفرًا امتلأت بمياه الأمطار؛ لمساعدة السائر في الطريق؛ ليشرب منها. أي أن من يعبر في الطريق إلى أورشليم؛ ليسجد ويعبد الله يحتمل آلامًا ويصلي وتسيل دموعه، ولكن إن ثابر في الطريق فإنه يصير قلبه ينبوع ماء مملوء بركات؛ لأن الله يفيض عليه بنعم كثيرة كما تفيض المياه المبكرة بالأمطار على الزرع، فمن يجاهد ويحتمل الآلام يفيض عليه الروح القدس ببركات كثيرة، مثل أمطار مورة، بل وأكثر منها، فتعطيه البركات عن كل جانب.

إن وادي البكاء هو دموع التوبة التي تصير كينبوع ماء ينبع من قلب التائب، فتحول جفاف قلبه إلى مياه غزيرة، وتمتلئ حياته بالبركات الإلهية. فهو هنا يطوب التائبين ويعدهم بكل بركات الله.

العدد 7

ع7:

يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.

ثم يعلن المزمور بركة جديدة للمؤمنين المجاهدين أنهم يتقدمون من قوة إلى قوة، أي ليسوا فقط أقوياء، بل تزداد قوتهم تدريجيًا من خلال جهادهم الروحي، وانتصاراتهم، فينالون نعمة أكثر، وأكثر وكذلك يقتنون فضيلة تلو الفضيلة. والأكثر من هذا أنهم عندما يظهرون أمانتهم في الجهاد الروحي على الأرض، وينالون قوة إلهية تساندهم، يرتفعون بعد هذا إلى السماء؛ لينالوا قوة عظيمة، فيندفعون في علاقة قوية مع الله تفرح نفوسهم إلى الأبد.

وبعد هذا بركة جديدة ينالها المؤمنون وهي أنهم يرون قدام الله في صهيون، ويقصد أورشليم حيث بيت الرب، فيتمتعون ليس فقط بعبادة الله، بل أن الله يراهم، ولم يقل أنهم يرون الله فرؤيتهم لله تمتعهم بحلاوة عشرته، أما رؤية الله لهم فتعطيهم رعاية، وحب، وفرح لا يعبر عنه، هو عربون ما ينالونه في ملكوت السموات.

† إن الملكوت السماوي متاح لك هنا على الأرض إن اقتربت من الله في بيته لتنظر مجده من خلال أسراره المقدسة. وعندما ترفع الصلوات أمامه، تفيض عليك مراحمه وبركاته. احترس حتى لا يعطلك إبليس عن الوجود الدائم في كنيسته.

العدد 8

ع8:

يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، اسْمَعْ صَلاَتِي، وَاصْغَ يَا إِلهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ.

بعد أن نال المؤمن بركات في بيت الرب، يطلب منه أن يسمع صلاته. ويلقب الله برب الجنود، أي القوي القادر على كل شيء، وبالتالي فهو يستطيع أن يستجيب لكل طلباته. ثم يتقدم إلى درجة أعلى، فيطلب أن يصغي الله له. ويلقبه هنا بإله يعقوب؛ لأنه هو الله الذي ظهر قديمًا ليعقوب في السلم المرتفع إلى السماء. فالمؤمن يرتفع عن طلباته المادية والروحية ليطلب أن يرى الله نفسه، كما رآه يعقوب. والله هو أمس واليوم وإلى الأبد، فهو ليس فقط مع يعقوب، بل مع كل نسله السالكين مع الله مثله. وبهذا يرتفع بنا المزمور عن العبادة المادية كذبائح إلى عبادة روحية تتطلب رؤية الله، والتمتع بالوجود بين يديه.

تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه، وهي امتداد موسيقي ليتأمل فيها الإنسان حلاوة رؤية الله.

العدد 9

ع9:

يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اَللهُ، وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ.

مجننا: المجن هو الترس الكبير. والترس هو قطعة خشبية لها عروة من الخلف يضع فيها الجندي يده، ويحرك هذه القطعة الخشبية أمام وجهه، وجسده لتحميه من سهام العدو. فهو آلة حربية دفاعية لحماية الجندي.

ينظر المؤمنون إلى الله بكونه حمايتهم فهو ليس فقط ترس لهم بل مجن، أي ترس كبير، يمثل الحماية الكاملة. فينادون الله ويلقبونه "مجننا" ويطلبون منه أن ينظر إليهم؛ لأنهم واثقون من محبته، فإذ ينظر إليهم، يمد يده ويحميهم من كل الأعداء. وهذا يبين أنهم يشعرون بحروب محيطة بهم، ويحتاجون لله حتى يحميهم.

إذا كان كاتب المزمور هو داود، فيطلب من الله أن ينظر إليه؛ لأنه هو الممسوح ملك على شعبه، ويطلب مجرد التفات الله إليه، فهذا يعطيه كل الحماية التي يحتاجها. وهذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح الذي يكلم الآب كما في صلاته الشفاعية (يو 17)، ويطلب الالتفات إليه أثناء الآلام التي عاناها عند القبض عليه وصلبه؛ ليعلن أنها آلام حقيقية. وهي نبوة أيضًا عن المؤمنين في العهد الجديد الذين يطلبون من الله أن يلتفت إلى المسيح الساكن فيهم وهم ممسحون بالميرون لحلول الروح القدس فيهم، وهم أعضاء في جسد المسيح الذي هو الرأس والوجه. ويتشفعون بالمسيح في كل طلبتهم؛ لأنه بدون المسيح ليس لهم قبول أمام الآب.

العدد 10

ع10:

لأَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ.

يعلن المزمور أن قضاء يوم واحد في بيت الرب، أي في الصلاة، والعبادة، والتمتع بعشرة الله أفضل من ألف يوم يقضيها الإنسان وسط ملذات العالم الزائلة بعيدًا عن الله. واليوم الواحد هو يوم القيامة الذي يتفوق عن آلاف الأيام في العهد القديم التي فيها انتظرت البشرية خلاص الله. واليوم الواحد هو يوم الرب الأخير، الذي يدخل فيه المؤمنون إلى أمجاد الحياة الأبدية، فهو أفضل من ألف يوم في الحياة الأرضية. واليوم الواحد هو الأبدية نفسها؛ لأن الأبدية نهار بلا ليل فهي يوم واحد أفضل من ألف يوم على الأرض.

يعلن أيضًا المزمور أن الوقوف على عتبة بيت الرب أفضل من الجلوس والاستقرار في مساكن الأشرار، ويقصد بها أماكن العالم بكل شهواته. لأن الوقوف عند باب بيت الرب يمتع الإنسان ببركة الله والإحساس بوجوده. ولعل بني قورح المكلفين بحراسة أبواب بيت الرب شعروا بعظم وظيفتهم وبركتها؛ لأنهم يقفون دائمًا أمام الله، وهذا أفضل من أي مكان آخر في العالم، بل هذا هو الاستقرار الحقيقي؛ لأن الوجود في حضرة الله هي الحياة والابتعاد عنه هو الموت.

العدد 11

ع11:

لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ.

يصف المزمور الله بأنه شمس أي هو المضئ على أولاده، وعلى العالم كله ليعطيهم طريقًا منيرًا يوصلهم إليه. فهو يهدي كل من يرغب أن يحيا معه، فهو شمس البر. وهو أيضًا المجن، أي الحامي لأولاده من كل حروب إبليس.

والله يعطي رحمة لأولاده بغفران خطاياهم، وقبول توبتهم، ويهبهم أيضًا مجد الحياة معه، فيتحلون بالفضيلة. وهذا المجد الذي يتمتعون به على الأرض هو عربون المجد الأبدي الذي لا يعبر عنه. والله بطبيعته خير، أي مصدر كل خير في العالم؛ لذا لا يمنع الخير عن أولاده، بل يفيض عليهم به، ليشبعهم ويجذبهم إلى ملكوته.

العدد 12

ع12:

يَا رَبَّ الْجُنُودِ، طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ.

يختم المزمور بتطويب الإنسان المتكل على الله، أي التائب عن خطاياه؛ حتى أنه نال مراحم الله وغفرانه، ثم تمتع بأمجاده، وأسمى مجد هو رؤية الله، والتمتع بعشرته. والله رب الجنود قوي وقادر أن يحفظ المتكلين عليه في تمتع دائم به في الأرض قدر ما يتمسكون به، ثم على الدوام في ملكوته السماوي.

† ليتك تعطي أولوية للذهاب إلى الكنيسة عن كل ارتباطك في العالم. حينئذ تتمتع بالإحساس بحضرة الله، وتنال بركات لا نهاية لها.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلْمَزْمُورُ الْخَامِسُ وَالثَّمَانُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

اَلْمَزْمُورُ الثَّالِثُ وَالثَّمَانُونَ - سفر المزامير - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر المزامير الأصحاح 84
تفاسير سفر المزامير الأصحاح 84