الأصحاح الرابع والثلاثون – سفر إشعياء – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إشعياء – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الرابع والثلاثون

من الإصحاح (13) حتى (33) نبوءات مضمونها أحكام الله على الأمم أي أعداء شعب الله. ونبوات على اليهود ومواعيده لهم (أي الكنيسة أيضاً).

والإصحاحان (34، 35) هما نبوة واحدة وخاتمة النبوءات المذكورة. وصف النبي فى الإصحاح (34) سخط الرب على كل الأمم ولا سيما أدوم فهم كانوا ينهبون ويسلبون من يهوذا في محنتهم حينما يهاجمهم عدو بالاتفاق مع هذا العدو.

أما الإصحاح (35) ففيه وصف للبركات التي سيمنحها الله لشعبه بعد إنتقامه من أعدائه. إذاً فإصحاح (34) هو تحويل بلاد مثمرة إلى قفر، وإصحاح (35) هو تحويل قفر لبلاد مثمرة. وأدوم تشير للشيطان للأسباب الآتية:

  1. عداوة تقليدية بين يعقوب وعيسو من البطن.
  2. أدوم يعنى دموي وهذه طبيعة إبليس والشيطان كان قتالاً للناس منذ البدء.
  3. شمتوا في بلية شعب الله على يد بابل أو أشور.
  4. ساعدوا أعداء يهوذا ضد يهوذا.
  5. باعوا الهاربين من شعب يهوذا كعبيد. وإبليس إستعبد البشر.
  6. جاءوا بأغنامهم ترعى في يهوذا بعدما صارت يهوذا خراب.

وكل نفس مقاومة لله يستعبدها إبليس فتصير خراباً ومأوى للأفكار الدنسة والعواطف المنحرفة، تلهو بها الخطايا وتلعب بها الشياطين.

العدد 1

آية (1): -

"1اِقْتَرِبُوا أَيُّهَا الأُمَمُ لِتَسْمَعُوا، وَأَيُّهَا الشُّعُوبُ اصْغَوْا. لِتَسْمَعِ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ نَتَائِجِهَا.".

واضح أن الكلام الآتي له أهمية خاصة.

العدد 2

آية (2): -

"2لأَنَّ لِلرَّبِّ سَخَطًا عَلَى كُلِّ الأُمَمِ، وَحُمُوًّا عَلَى كُلِّ جَيْشِهِمْ. قَدْ حَرَّمَهُمْ، دَفَعَهُمْ إِلَى الذَّبْحِ.".

لأن هذه النبوة هي ختام النبوات فهو يكلم. كُلِّ الأُمَمِ. والأمم هنا هم كل المقاومين لشعب الله لأن الرب لا يسر بسفك دماء شعبه. وقد تعنى الأمم الشياطين ومن تبعهم وإنقاد لخداعاتهم رافضا الله ومسيحه (رؤ20: 10، 15 + 19: 20). حرمهم = هو تعبير كتابى يعنى أن الله قرر أنهم يموتوا كلهم ويهلكوا.

العدد 3

آية (3): -

"3فَقَتْلاَهُمْ تُطْرَحُ، وَجِيَفُهُمْ تَصْعَدُ نَتَانَتُهَا، وَتَسِيلُ الْجِبَالُ بِدِمَائِهِمْ.".

القتلى كثيرين وقد تشير للمعركة الأخيرة (حز38، 39).

العدد 4

آية (4): -

"4 وَيَفْنَى كُلُّ جُنْدِ السَّمَاوَاتِ، وَتَلْتَفُّ السَّمَاوَاتُ كَدَرْجٍ، وَكُلُّ جُنْدِهَا يَنْتَثِرُ كَانْتِثَارِ الْوَرَقِ مِنَ الْكَرْمَةِ وَالسُّقَاطِ مِنَ التِّينَةِ.".

جُنْدِ السَّمَاوَاتِ = أي الشياطين. إذاً أدوم كانت رمزاً للشياطين. تَلْتَفُّ كَدَرْجٍ = الرب بسط السموات. ولكن في نهاية الأيام ستزول السماء الأولى ليكون هناك سماء جديدة (رؤ 21: 1). وهناك تأمل فالدرج هو الكتاب القديم، وهذا كان يتكون من قطعة طويلة جداً من الورق ملتفة على بعضها على هيئة (رول) وإرادة الله معلنة في الكتاب المقدس ولكن عقول الأشرار كأنها منغلقة عن معرفة إرادة الله كالكتاب الملتف كدرج فلا يمكن قراءته.

العدد 5

آية (5): -

"5لأَنَّهُ قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي. هُوَذَا عَلَى أَدُومَ يَنْزِلُ، وَعَلَى شَعْبٍ حَرَّمْتُهُ لِلدَّيْنُونَةِ.".

قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي = السيف سيف الله والقضاء صدر في السموات أن شعب أدوم سيهلك.

العدد 6

آية (6): -

"6لِلرَّبِّ سَيْفٌ قَدِ امْتَلأَ دَمًا، اطَّلَى بِشَحْمٍ، بِدَمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ، بِشَحْمِ كُلَى كِبَاشٍ. لأَنَّ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةً فِي بُصْرَةَ وَذَبْحًا عَظِيمًا فِي أَرْضِ أَدُومَ.".

امْتَلأَ دَمًا = إشارة لذبح عظيم في الدينونة. اطَّلَى بِشَحْمٍ = كانوا يدهنون السيوف بالشحم قبل المعركة حتى لا يلتصق بها الدم. والمعنى أن السيف أو حامل السيف مستعد للمعركة والقتل. ولكنه شحم رمزى فهو من كلى خِرَافٍ وَتُيُوسٍ = إشارة للأدوميين بعد ذبحهم. بُصْرَةَ = مدينة في أدوم ومن أعظم مدنها.

العدد 7

آية (7): -

"7 وَيَسْقُطُ الْبَقَرُ الْوَحْشِيُّ مَعَهَا وَالْعُجُولُ مَعَ الثِّيرَانِ، وَتَرْوَى أَرْضُهُمْ مِنَ الدَّمِ، وَتُرَابُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ يُسَمَّنُ.".

شبه الأدوميون هنا بالْبَقَرُ الْوَحْشِيُّ. ومن المعروف أن الجثث غير المدفونة تخصب الأرض. ونلاحظ أن هؤلاء أحبوا الأرض فاختلط دمهم بالأرض.

العدد 8

آية (8): -

"8لأَنَّ لِلرَّبِّ يَوْمَ انْتِقَامٍ، سَنَةَ جَزَاءٍ مِنْ أَجْلِ دَعْوَى صِهْيَوْنَ.".

الرب يؤخر قصاص أعدائه لغايات.

  1. يعطيهم فرصة للتوبة.
  2. يؤدب شعبه ولكن قد عين يوماً للانتقام.

الأعداد 9-12

الآيات (9 - 12): -

"9 وَتَتَحَوَّلُ أَنْهَارُهَا زِفْتًا، وَتُرَابُهَا كِبْرِيتًا، وَتَصِيرُ أَرْضُهَا زِفْتًا مُشْتَعِلاً. 10لَيْلاً وَنَهَارًا لاَ تَنْطَفِئُ. إِلَى الأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ تُخْرَبُ. إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ لاَ يَكُونُ مَنْ يَجْتَازُ فِيهَا. 11 وَيَرِثُهَا الْقُوقُ وَالْقُنْفُذُ، وَالْكَرْكِيُّ وَالْغُرَابُ يَسْكُنَانِ فِيهَا، وَيُمَدُّ عَلَيْهَا خَيْطُ الْخَرَابِ وَمِطْمَارُ الْخَلاَءِ. 12أَشْرَافُهَا لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَدْعُونَهُ لِلْمُلْكِ، وَكُلُّ رُؤَسَائِهَا يَكُونُونَ عَدَمًا.".

إشارة للخراب الدائم التام كما حدث في سدوم وعمورة. وهنا إشارة لأتون النار المتقد أو بحيرة النار المتقدة (رؤ 20: 10) وللآن فمكان أدوم خراب وأمتد لها خيط خراب بدل خيط البناء. والقوق والقنفذ... الخ يعيشون في الخرائب. ولكن قوله إِلَى الأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا = فيه إشارة للهلاك الأبدي وليس لخراب أدوم، فيه إشارة لهلاك إبليس في البحيرة المتقدة بنار. هذه الآيات تشير للدينونة الأبدية فلقد تحول الكلام بدلا من أن يكون عقوبة أدوم إلى عقوبة الشيطان الأبدية التى كانت أدوم رمزا لها.

الأعداد 13-15

الآيات (13 - 15): -

"13 وَيَطْلَعُ فِي قُصُورِهَا الشَّوْكُ. الْقَرِيصُ وَالْعَوْسَجُ فِي حُصُونِهَا. فَتَكُونُ مَسْكِنًا لِلذِّئَابِ وَدَارًا لِبَنَاتِ النَّعَامِ. 14 وَتُلاَقِي وُحُوشُ الْقَفْرِ بَنَاتِ آوَى، وَمَعْزُ الْوَحْشِ يَدْعُو صَاحِبَهُ. هُنَاكَ يَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ وَيَجِدُ لِنَفْسِهِ مَحَّلاً. 15هُنَاكَ تُحْجِرُ النَّكَّازَةُ وَتَبِيضُ وَتُفْرِخُ وَتُرَبِّي تَحْتَ ظِلِّهَا. وَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشَّوَاهِينُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ.".

لاحظ أن كل من هناك وحوش. ويَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ = كناية عن الحزن والخوف. والنَّكَّازَةُ = حية خبيثة ومن أخبث أنواع الحيات وتشير لسكنى الأرواح الشريرة القاتلة في النفوس المقاومة لله. الشَّوَاهِينُ = طيور جارحة تسبب رعباً. وهذه صورة الخراب الكامل لمملكة الشيطان هذا الذى كان يظن أنه فى حماية، فعقاب الشيطان كان مرتبطا بخلاص الإنسان، وكان الشيطان لا يتصور أن هناك حل لمشكلة موت الإنسان.

الأعداد 16-17

الآيات (16 - 17): -

"16فَتِّشُوا فِي سِفْرِ الرَّبِّ وَاقْرَأُوا. وَاحِدَةٌ مِنْ هذِهِ لاَ تُفْقَدُ. لاَ يُغَادِرُ شَيْءٌ صَاحِبَهُ، لأَنَّ فَمَهُ هُوَ قَدْ أَمَرَ، وَرُوحَهُ هُوَ جَمَعَهَا. 17 وَهُوَ قَدْ أَلْقَى لَهَا قُرْعَةً، وَيَدُهُ قَسَمَتْهَا لَهَا بِالْخَيْطِ. إِلَى الأَبَدِ تَرِثُهَا. إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ تَسْكُنُ فِيهَا.".

النبوءات – جميعها لن تسقط، النبوات عن أدوم وعن أعداء الله عموماً (حدث هذا على يد نبوخذ نصر وسيحدث في اليوم الأخير) وقرعة هذه الحيوانات الشريرة (الشياطين) في هذا المكان المرعب.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس والثلاثون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثالث والثلاثون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 34
تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 34