الإصحاح الستون – سفر إشعياء – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إشعياء – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الستون

من إصحاح (60) حتى (66) نرى الكنيسة في مجدها المستتر والذي سيظهر للعيان في الأبدية هنا نرى بناء مدينة الرب الجديدة. كانت الوعود في آخر الإصحاح السابق أن الفادى سيأتي إلى صهيون. ولها عهد مع الله، روحه عليها وكلامه في فمها ولا يزول للأبد. قد تكون صهيون هي إسرائيل بعد عودتها من السبي، ولكن هذا لم يحدث تماماً بعد العودة من سبى بابل. لذلك يعتبر هذا نبوة عن كنيسة المسيح التي سيأتي لها ويفديها ويسكب روحه عليها. والتحقيق الكامل لمجد الكنيسة المنتظر هو في أورشليم السماوية بعد أن يأتي المسيح في مجيئه الثاني.

الأعداد 1-3

الآيات (1 - 3): -

"1«قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. 2لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. 3فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ.".

المسيح يوجه كلامه لكنيسته التي أنارها بوجوده فيها، فأزال الظلمة التي كانت فيها، ولكن عليها هي أن تعمل شيئاً لتستنير ولا تقعد ساكتة فعليها واجب ومسئولية أن تكون نوراً للعالم الذي لا يزال في الظلمة، فنور الرب يجذب الأمم. مَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى = لإتحاده بك.

العدد 4

آية (4): -

"4«اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ حَوَالَيْكِ وَانْظُرِي. قَدِ اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ. جَاءُوا إِلَيْكِ. يَأْتِي بَنُوكِ مِنْ بَعِيدٍ وَتُحْمَلُ بَنَاتُكِ عَلَى الأَيْدِي.".

اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ = أي أنظري للمستقبل وسترين بعين الإيمان تتميم مواعيد الله وأن الأمم سيقبلون الله بل يخدمون أولاد الله (أبنائه وبناته يحملونهم).

العدد 5

آية (5): -

"5حِينَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتُنِيرِينَ وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ، لأَنَّهُ تَتَحَوَّلُ إِلَيْكِ ثَرْوَةُ الْبَحْرِ، وَيَأْتِي إِلَيْكِ غِنَى الأُمَمِ.".

تُنِيرِينَ = تفرحين لأن الإنسان الفرح يكون كأنه منير. وهذا الفرح سيكون بسبب إتساع الكنيسة، وستأتي لها أيضاً غنى الأمم الذين آمنوا أى كل طاقات وأموال الأمم. ثَرْوَةُ الْبَحْرِ = هي السمك إشارة للمؤمنين فالبحر يشير للعالم.

الأعداد 6-7

الآيات (6 - 7): -

"6تُغَطِّيكِ كَثْرَةُ الْجِمَالِ، بُكْرَانُ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ شَبَا. تَحْمِلُ ذَهَبًا وَلُبَانًا، وَتُبَشِّرُ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ. 7كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ. كِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدِمُكِ. تَصْعَدُ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، وَأُزَيِّنُ بَيْتَ جَمَالِي.".

بُكْرَانُ = أولاد الجمال. مِدْيَانَ وَعِيفَةَ وشَبَا = من قبائل العرب. وهنا النبي يعبر عن مجد الكنيسة بعبارات مستعارة من أهل عصره وكأننا في أيامنا نقول عوضاً عن مديان وعيفة..... إنجلترا وأمريكا..... والمعنى كثرة المؤمنين الذين يقدمون تقدمات مادية = ذَهَبً... وتسابيح = لُبَانً. وكل عطية بالمحبة تَصْعَدُ مَقْبُولَةً = يقبلها الرب. والمؤمنون بحضور المسيح وسطهم وروحه يزينون الكنيسة. وقد نفهم الغنم والكباش أنهم نفوس الذين آمنوا ويقدمون أنفسهم ذبائح حية (رو 12: 1).

الأعداد 8-9

الآيات (8 - 9): -

"8مَنْ هؤُلاَءِ الطَّائِرُونَ كَسَحَابٍ وَكَالْحَمَامِ إِلَى بُيُوتِهَا؟ 9إِنَّ الْجَزَائِرَ تَنْتَظِرُنِي، وَسُفُنَ تَرْشِيشَ فِي الأَوَّلِ، لِتَأْتِيَ بِبَنِيكِ مِنْ بَعِيدٍ وَفِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ مَعَهُمْ، لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكِ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكِ.".

الأمم الذين سيأتون بسرعة كأنهم طَّائِرُونَ كَسَحَابٍ لقداستهم ورفضهم للدنيويات التي طالما تلذذوا بها ولم تشبعهم، والقديسين مشبهين بالسحاب لأنهم يعيشون في السماويات (عب 12: 1 + إش 19: 1) وهم بإمتلائهم من الروح القدس صاروا كحمام راجع إلى بيته، صاروا روحيين. والْجَزَائِرَ وتَرْشِيشَ حتى البلاد البعيدة تنتظر مجيء الرب لتؤمن به ويقدموا له مالهم. فى الأول = هذا يعنى أن الأمم جميعها يصل إليها الإيمان وأخيراً يؤمن اليهود فى نهاية الزمان. وهذا ما قاله السيد له المجد (مت23: 38، 39) وأيضا ما قاله بولس الرسول (رو11: 15).

العدد 10

آية (10): -

"10« وَبَنُو الْغَرِيبِ يَبْنُونَ أَسْوَارَكِ، وَمُلُوكُهُمْ يَخْدِمُونَكِ. لأَنِّي بِغَضَبِي ضَرَبْتُكِ، وَبِرِضْوَانِي رَحِمْتُكِ.".

كورش وارتحشستا أمرا بترميم أسوار أورشليم، والله سيحافظ على كنيسته باستخدام كل الوسائل، حتى الغرباء غير المؤمنين سيحرسونها. ولكنها إذا أخطأت وحتى لا تهلك سيضربها ويؤدبها بواسطتهم حتى تتوب.

العدد 11

آية (11): -

"11 وَتَنْفَتِحُ أَبْوَابُكِ دَائِمًا. نَهَارًا وَلَيْلاً لاَ تُغْلَقُ. لِيُؤْتَى إِلَيْكِ بِغِنَى الأُمَمِ، وَتُقَادَ مُلُوكُهُمْ.".

لا ينقطع دخول الناس إلى الكنيسة، والكنيسة لا ترد خاطئ أتى إليها تائباً. ولا يكون حرب أو خوف فتغلق الأبواب. كان اليهود قد أغلقوا أبوابهم على أنفسهم، أما الكنيسة فهي مفتوحة للجميع. وَتُقَادَ مُلُوكُهُمْ = كم من الملوك الوثنيين آمنوا بالمسيح وإنقادوا له بحريتهم.

العدد 12

آية (12): -

"12لأَنَّ الأُمَّةَ وَالْمَمْلَكَةَ الَّتِي لاَ تَخْدِمُكِ تَبِيدُ، وَخَرَابًا تُخْرَبُ الأُمَمُ.".

تخرب إذا حرمت نفسها من بركات ونعم الله، بالإضافة لخرابها وهلاكها الأبدي، ولا خلاص خارج الكنيسة. فمن لا يؤمن بالمسيح كيف تغفر خطيته والخلاص هو بدم المسيح؟ ومن لا تغفر خطيته سيهلك ويبيد.

العدد 13

آية (13): -

"13مَجْدُ لُبْنَانَ إِلَيْكِ يَأْتِي. السَّرْوُ وَالسِّنْدِيَانُ وَالشَّرْبِينُ مَعًا لِزِينَةِ مَكَانِ مَقْدِسِي، وَأُمَجِّدُ مَوْضِعَ رِجْلَيَّ.".

شُبِّهَت الكنيسة هنا بهيكل سليمان الذي إستخدم فيه كل هذه الأنواع من أحسن الأخشاب، سَّرْوُ وَسِّنْدِيَانُ وَشَّرْبِينُ. وهكذا الكنيسة ستتزين بأحسن رجال وبنات العالم حينما يؤمنوا بالمسيح. كل الطاقات الخاملة (الأشجار) تتحول لخدمة الرب ولبناء مسكنه وكنيسته.

العدد 14

آية (14): -

"14« وَبَنُو الَّذِينَ قَهَرُوكِ يَسِيرُونَ إِلَيْكِ خَاضِعِينَ، وَكُلُّ الَّذِينَ أَهَانُوكِ يَسْجُدُونَ لَدَى بَاطِنِ قَدَمَيْكِ، وَيَدْعُونَكِ: مَدِينَةَ الرَّبِّ، «صِهْيَوْنَ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ.".

لننظر تطبيق هذه الآية على الدولة الرومانية، فالأباء إضطهدوا الكنيسة وقهروها وأبناؤهم صاروا مؤمنين خاضعين لها. وهنا نرى سلطان الكنيسة.

العدد 15

آية (15): -

"15عِوَضًا عَنْ كَوْنِكِ مَهْجُورَةً وَمُبْغَضَةً بِلاَ عَابِرٍ بِكِ، أَجْعَلُكِ فَخْرًا أَبَدِيًّا فَرَحَ دَوْرٍ فَدَوْرٍ.".

الكنيسة مشبهة بامرأة كانت مهجورة قبل المسيح، وبحلول المسيح فيها وروحه القدوس الذى حلَّ عليها صارت أفراحها وأمجادها أبدية.

العدد 16

آية (16): -

"16 وَتَرْضَعِينَ لَبَنَ الأُمَمِ، وَتَرْضَعِينَ ثُدِيَّ مُلُوكٍ، وَتَعْرِفِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَوَلِيُّكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ.".

المعنى أن الكنيسة ستستفيد من غنى الأمم وقوتهم. وقد يكون المعنى أن الأمم حين يؤمنون ستستفيد الكنيسة من خبراتهم الفلسفية التي سيخضعونها للإيمان وقدراتهم العقلية والإيمانية والروحية، وبها يستفيد ويتعلم الجميع. وواضع قانون الإيمان أثناسيوس الروسولى كان وثنياً. وكم أخرجت الإسكندرية من جبابرة فى الإيمان والدفاع عن العقيدة الصجيح والإيمان المسلم مرة للقديسين (يه 3).

العدد 17

آية (17): -

"17عِوَضًا عَنِ النُّحَاسِ آتِي بِالذَّهَبِ، وَعِوَضًا عَنِ الْحَدِيدِ آتِي بِالْفِضَّةِ، وَعِوَضًا عَنِ الْخَشَبِ بِالنُّحَاسِ، وَعِوَضًا عَنِ الْحِجَارَةِ بِالْحَدِيدِ، وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَمًا وَوُلاَتَكِ بِرًّا.".

النُّحَاسِ يشير للقوة. وعوضاً عن القوة آتى بِالذَّهَبِ أي السماويات ومجد الكنيسة السماوي، وهو بالمقارنة يكون مجد العهد القديم كنحاس (2 كو 3: 10) والمقصود أن كل الخبرات القديمة تتحول إلى ماهو أحسن وأقوى وأعظم فالختان صار معمودية والذبائح الحيوانية صارت تناول والكهنوت المسيحي أتى عوضاً عن اللاوى. وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَمًا = المتولون عليك سيجرون فيك سلاماً.

العدد 18

آية (18): -

"18«لاَ يُسْمَعُ بَعْدُ ظُلْمٌ فِي أَرْضِكِ، وَلاَ خَرَابٌ أَوْ سَحْقٌ فِي تُخُومِكِ، بَلْ تُسَمِّينَ أَسْوَارَكِ: خَلاَصًا وَأَبْوَابَكِ: تَسْبِيحًا.".

حيثما وُجِد المسيح يوجد العدل وحيثما وُجِد الروح القدس يوجد الفرح والتسبيح.

العدد 19

آية (19): -

"19لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُورًا فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئًا، بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا وَإِلهُكِ زِينَتَكِ.".

نور الشمس يصبح كلا شيء بالنسبة لنور الرب. والنور رمز للفرح والسلام والقداسة، وهذا هو الوضع في السماء (رؤ 22: 5).

العدد 20

آية (20): -

"20لاَ تَغِيبُ بَعْدُ شَمْسُكِ، وَقَمَرُكِ لاَ يَنْقُصُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا، وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ.".

شمسها هو الرب يسوع لا يعود يتركها ويغيب. وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ النوح يكون بسبب الشعور بالتخلي، ولكن من يشعر أن المسيح معه في ضيقته لن ينوح بل يفرح ويتعزى. ويكمل هذا في السماء حيث يمسح الله كل دمعة من أعيننا. قمرك لا ينقص = الكنيسة مشبهة بالقمر، فنور القمر هو إنعكاس نور الشمس، فإذا رضى المسيح شمس البر على كنيسته تظل منيرة ونورها لا ينقص.

العدد 21

آية (21): -

"21 وَشَعْبُكِ كُلُّهُمْ أَبْرَارٌ. إِلَى الأَبَدِ يَرِثُونَ الأَرْضَ، غُصْنُ غَرْسِي عَمَلُ يَدَيَّ لأَتَمَجَّدَ.".

البر هو بر المسيح والذي يتبرر به يرث الأرض أي السماوات.

آية (22): - "22اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ».".

كانت بداءة المسيحية نبتات صغيرة سرعان ما أثمرت آلاف فملايين. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ = هذه تساوى قوله ملء الزمان.. هنا نرى الكنيسة تتمتع بقوة الله غير المحدودة. اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا ً. رقم 1000 يشير للسماء فالصغير يصير سمائياً. وَالْحَقِير = من هو خارج المسيح تلهو به الشياطين. يَصِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً كجيش مرهبة بألوية.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الحادي والستون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح التاسع والخمسون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 60
تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 60