الأصحاح التاسع والثلاثون – سفر إشعياء – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إشعياء – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح التاسع والثلاثون

لقد رجعت الشمس بدلاً من أن تتقدم، وكان ذلك ليس في أورشليم فقط بل في بابل وفي كل العالم، مما أثار دهشة البابليين الذين يعبدون الشمس. وهذا جعلهم يتصورون أن من حدثت بسببه هذه المعجزة هو أعظم من إلههم. فأتوا لتحية حزقيا، وكانت هذه الفرصة فرصة ذهبية أن يبشر بإلهه الذي فعل هذا، ولكنه سقط بضربة يمينية.

وفي هذا الوقت كانت بابل مازالت خاضعة لأشور، وكان واضحاً أن نجم بابل كان في صعود، وبدأت تتمرد على أشور. لذلك أراد حزقيا أن يشهد هؤلاء الأمراء بقوته وغناه أمام ملك بابل فيتحالف معه ربما ليحميه من أشور في المستقبل. ولكن هل ملك بابل قادر أن يفعل ما فعله ملاك الرب إذ قتل 185,000 من جيش أشور في ليلة واحدة.

من المؤكد أنه لو ذهب حزقيا لإشعياء قبل أن يفعل ذلك لمنعه إشعياء من أن يسقط هذه السقطة. أو لو صلى حزقيا لكان الله قد أرشده كما صلى حين حاصرته أشور. ولكن يُحسب لحزقيا تسليمه لقول الرب وعدم تذمره عليه.

ملحوظة: جيش أشور يمثل خطايا ظاهرة كثيرة في حياتنا (وحزقيا عرف كيف ينتصر على هذه). أما بابل فتمثل خطايا الكبرياء والغرور وهذه سقط فيها حزقيا، فكان كمن أخذ يعلن فضائله وصلاحه أمام الآخرين.

فيا ليتنا نخفي كل ما أعطانا الرب من صلاح في داخل أنفسنا حتى لا يسرق عدو الخير كل ما لنا كما سرقت بابل كل كنوز أورشليم التي أراها حزقيا لسفراء بابل.

رموز حزقيا الملك للمسيح.

  1. هو ابن داود والمسيح ابن داود الملك وهو ملك الملوك ضابط الكل.
  2. وحزقيا ملك على شعب الله إسرائيل، والمسيح ملك على قلوب شعبه بصليبه "تكون الرياسة على كتفه" (إش9: 6). ولاحظ أن الله يرسل إشعياء ويقول "قل لحزقيا رئيس شعبى" (2مل20: 5). ورئيس تستخدم بمعنى ملك، فالكلام يشير للمسيح الملك.
  3. بر حزقيا يشير للمسيح الذى بلا خطية (2مل18: 3، 5).
  4. كان محكوما عليه بالموت بسبب الدبل وشفي ليعيش 15 سنة. والمسيح حُكِم عليه بالموت وقام ليحيا إلى الأبد.
  5. 15 سنة هي رمز لأن المسيح قام بقوة لاهوته، فرقم 15 بالعبرية يكتب ى ه وهو إختصار إسم الله يهوه.
  6. جسد حزقيا المحكوم عليه بالموت يشير للكنيسة جسد آدم المحكوم عليه بالموت بسبب الخطية، ولكى يحيى المسيح هذا الجسد الميت مات ليميت الحياة العتيقة وقام ليقيم جسد جديد هو متحد به. والمسيح ابن الله هو القيامة والحياة والله محبة. ويرمز للمحبة بقرص التين. فالمحبة عادت للكنيسة فصارت جسد المسيح، وعادت لها الحياة. لأن المسيح إبن الله هو الحياة. راجع الآيات (1يو 3: 14، 15 + يو 11: 25).
  7. رجوع الشمس عشر درجات والمسيح هو "شمس البر والشفاء فى أجنحتها" (مل4: 2)، وهذا يشير لأن بر المسيح يشمل أباء العهد القديم (رو3: 25)، وعودة الشمس لمسارها الطبيعى يشير لأن بر المسيح يشمل المؤمنين به بعد مجيئه (رو3: 26). ولاحظ أن رقم 10 يشير للكمال التشريعى فعدد الوصايا 10. والمعنى أننا فى المسيح نُحسب كاملين وأبرار وبلا لوم (كو1: 28 + أف1: 4).
  8. 6) اسم زوجة حزقيا حفصيبة ومعني الإسم مسرتي بها "لا يقال بعد لك مهجورة ولا يقال بعد لأرضك موحشة بل تدعين حفصيبة وأرضك تدعى بعولة. لأن الرب يسر بك وأرضك تصير ذات بعل" (راجع 2 مل 21: 1 + إش 62: 4) وهذه إشارة الي الكنيسة عروس المسيح التي مسرته بها.
  9. قول النبى لحزقيا "أوصِ بيتك لأنك تموت" = وصية المسيح لنا هو ما أعطاه السيد المسيح من تعاليم ووصايا لكنيسته خلال ثلاث سنوات قبل أن يذهب للصليب، وهذا ما أوصانا به الآب "له إسمعوا" (مت17: 5). وهكذا قالت أمنا العذراء مريم "مهما قال لكم فإفعلوه" (يو2: 5).
  10. "هأنذا أشفيك." فى اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب "(2مل20: 5) = المسيح قام من الأموات فى اليوم الثالث.
  11. "قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك. هنذا أشفيك... وأنقذك من يد ملك أشور مع هذه المدينة وأحامى عن هذه المدينة من أجل نفسى ومن أجل داود عبدى (2مل20: 5، 6). المعنى المباشر لهذه الآيات هو نجاة حزقيا من الموت، ونجاة أورشليم من ملك أشور. ولكن لنضع أمامنا قول بولس الرسول عن السيد المسيح أثناء ألام صلبه" الذى فى أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه... وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدى "(عب5: 7، 9). فيكون قول الله قد سمعت صلاتك كأنه موجه للمسيح الذى بشفاعته الكفارية وألام صلبه إستجاب الله وخلص الكنيسة ودافع عنها وصار حاميا لها. ويكون قوله أنقذك من يد ملك أشور يعنى لا سلطان للموت على المسيح فالشيطان هو ملك الموت، بل لا سلطان للموت على المؤمنين أى الكنيسة = المدينة أورشليم التى سيحامى الله عنها.
  12. أنقذك من يد ملك أشور = هذه تشير لأن الله حفظ المسيح فلم يتمكنوا من قتله قبل أن ينهى خدمته وتعليمه ورسالته أولا، وكان اليهود قد حاولوا قتله مرارا وفشلوا إذ كان يجتاز وسطهم ولا يقدروا أن يمدوا أيديهم إليه (لو4: 29، 30 + يو8: 59) وهى بنفس معنى "الرب عن يمينك يحطم فى يوم رجزه ملوكا" (مز110: 5). وأيضا الرب يحفظ الكنيسة جسد المسيح.

الآيات (1 - 8): -.

"1فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَرْسَلَ مَرُودَخُ بَلاَدَانَ بْنُ بَلاَدَانَ مَلِكُ بَابِلَ رَسَائِلَ وَهَدِيَّةً إِلَى حَزَقِيَّا، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُ مَرِضَ ثُمَّ صَحَّ. 2فَفَرِحَ بِهِمْ حَزَقِيَّا وَأَرَاهُمْ بَيْتَ ذَخَائِرِهِ: الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ وَالأَطْيَابَ وَالزَّيْتَ الطَّيِّبَ، وَكُلَّ بَيْتِ أَسْلِحَتِهِ وَكُلَّ مَا وُجِدَ فِي خَزَائِنِهِ. لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ لَمْ يُرِهِمْ إِيَّاهُ حَزَقِيَّا فِي بَيْتِهِ وَفِي كُلِّ مُلْكِهِ.

3فَجَاءَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا قَالَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ، وَمِنْ أَيْنَ جَاءُوا إِلَيْكَ؟ » فَقَالَ حَزَقِيَّا: «جَاءُوا إِلَيَّ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، مِنْ بَابِلَ». 4فَقَالَ: «مَاذَا رَأَوْا فِي بَيْتِكَ؟ » فَقَالَ حَزَقِيَّا: «رَأَوْا كُلَّ مَا فِي بَيْتِي. لَيْسَ فِي خَزَائِنِي شَيْءٌ لَمْ أُرِهِمْ إِيَّاهُ». 5فَقَالَ إِشَعْيَاءُ لِحَزَقِيَّا: «اسْمَعْ قَوْلَ رَبِّ الْجُنُودِ: 6هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ يُحْمَلُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي بَيْتِكَ، وَمَا خَزَنَهُ آبَاؤُكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، إِلَى بَابِلَ. لاَ يُتْرَكُ شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. 7 وَمِنْ بَنِيكَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنْكَ الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، يَأْخُذُونَ، فَيَكُونُونَ خِصْيَانًا فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ». 8فَقَالَ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ: «جَيِّدٌ هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ». وَقَالَ: «فَإِنَّهُ يَكُونُ سَلاَمٌ وَأَمَانٌ فِي أَيَّامِي».

بدأ هذا الإصحاح في الإشارة إلى سبى بابل، وكان من قبل يتكلم عن سبى أشور وما بعد هذا الإصحاح تحول الكلام إلى بابل كعدو للشعب، ولسبى بابل ثم الخلاص منه.

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَرْسَلَ مَرُودَخُ بَلاَدَانَ بْنُ بَلاَدَانَ مَلِكُ بَابِلَ رَسَائِلَ وَهَدِيَّةً إِلَى حَزَقِيَّا، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُ مَرِضَ ثُمَّ صَحَّ. 2فَفَرِحَ بِهِمْ حَزَقِيَّا وَأَرَاهُمْ بَيْتَ ذَخَائِرِهِ: الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ وَالأَطْيَابَ وَالزَّيْتَ الطَّيِّبَ، وَكُلَّ بَيْتِ أَسْلِحَتِهِ وَكُلَّ مَا وُجِدَ فِي خَزَائِنِهِ. لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ لَمْ يُرِهِمْ إِيَّاهُ حَزَقِيَّا فِي بَيْتِهِ وَفِي كُلِّ مُلْكِهِ.".

كانت بابل في ذلك الوقت مازالت تحت حكم أشور ولكن نجمها بدأ يبزغ وبدأت تتمرد على أشور، وأرسل ملك بابل حزقيا يهنئه بالشفاء، بل ويستفهم عن الأعجوبة الفلكية في رجوع الظل، فهم في بابل كانوا يعبدون الشمس. وكانت فرصة لحزقيا أن يشهد لإلهه. ولكن بكبريائه فشل. فكأنه نجح أمام ربشاقى ونشر رسائله وصلى طالباً معونة الرب. أما هنا فرسب في هذه التجربة اليمينية (هنا نرى فائدة للتجارب المؤلمة مثل حصار أشور فهذه قد قربت حزقيا لله) ولكن مع التجربة اليمينية التي فيها تمجيد للذات لم يستشر الرب ولم يشهد له لان الرسائل كانت تمجد الملك بسبب ما حدث للشمس بسببه، وبسبب هزيمة أشور عدو بابل على أسوار أورشليم، بل وأتى رسل بابل معهم بهدايا فلم يسأل الرب عن الرسائل التي كان من المحتمل أنها تتضمن تجاديف على الله. وربما فكر حزقيا أن بابل لها مستقبل قوى ويمكن الإعتماد عليها أو التحالف معها. ولنسأل حزقيا ونسأل أنفسنا بعد كل ما ناله حزقيا من الله ماذا كان سيضاف إليه من هؤلاء الأمراء البابليين. بل كان يجب أن يشفق عليهم في وثنيتهم إذ هم لا يعرفون الله.

الأعداد 3-5

آية (3): -

"3فَجَاءَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا قَالَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ، وَمِنْ أَيْنَ جَاءُوا إِلَيْكَ؟ » فَقَالَ حَزَقِيَّا: «جَاءُوا إِلَيَّ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، مِنْ بَابِلَ».".

كلام إشعياء فيه تحقير لهم مِنْ أَيْنَ جَاءُوا هؤلاء الرجال. وجواب حزقيا فيه افتخار جَاءُوا إِلَيَّ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ.. فأنا أستحق هذا.

الأعداد 6-7

الآيات (6 - 7): -

"6هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ يُحْمَلُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي بَيْتِكَ، وَمَا خَزَنَهُ آبَاؤُكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، إِلَى بَابِلَ. لاَ يُتْرَكُ شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. 7 وَمِنْ بَنِيكَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنْكَ الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، يَأْخُذُونَ، فَيَكُونُونَ خِصْيَانًا فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ».".

هذه نبوة واضحة بسبي بابل، وسبى بابل لم يحدث نتيجة هذه الخطية ولكن بسبب خطايا منسى ومن جاءوا بعده بل وخطايا الشعب كله ولكن ذكر السبي هنا كتوبيخ لحزقيا كمن يقول "هؤلاء الذين تفكر في التحالف معهم سيفعلون كذا....".

العدد 8

آية (8): -

"8فَقَالَ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ: «جَيِّدٌ هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ». وَقَالَ: «فَإِنَّهُ يَكُونُ سَلاَمٌ وَأَمَانٌ فِي أَيَّامِي».".

هنا حزقيا يعترف بخطيته ويسلم الأمر لإرادة الرب بعد أن أعطاه إشعياء درساً في التواضع.

ملحوظة: إظهار كل مخازن حزقيا ضد قول داود أن كل مجد ابنة الملك من داخل. لذلك علينا أن نحتفظ بعلاقتنا بالله سرا. ً.

ص 1 – ص 35 نرى فيهم ما وصلت إليه البشرية من إنحطاط وموت.

ص 36 – ص 39 نرى فيهم حزقيا ينتصر على الموت إشارة لان عدونا الأول أي الموت سيتم الانتصار عليه ولكن كيف ننتصر؟

هذا ما سوف نراه فى الإصحاحات 40 إلى 66.

ص 40 – ص 66 نرى المسيح المخلص الذي سينقذنا من الموت مؤسساً كنيسته.

كورش الملك.

مقدمة للإصحاحات 40 - 66.

فى الإصحاحات 40 – 66 يتكلم كثيراً عن كورش الملك فمن هو كورش الملك؟

كورش من مملكة مادى وهو متسلسل من أستياجيس ملك ميديا. على أن البعض يقولون أنه لقيط. وأنه كان معرضاً للموت لولا أن أنقذته زوجة أحد الرعاة ولكن على أى الأحوال، كان رجلاً عبقرياً نشيطاً. وسريعاً ما صار معتبراً حين حاول ملك ليديا إمتلاك بلاده فثار عليه حتى إمتلك هو ليديا نفسها المملكة الغنية جداً فإغتنى هو جداً. وكان غنى ملك ليديا (كروسيس) مضرباً للأمثال. ثم إستعمر باقي الممالك التي تتبع ليديا، وهذا شجعه على أن يهاجم بابل نفسها مع خاله داريوس الفارسى وبهذا إتحدت مادى وفارس. وكان محيط بابل 45 ميلاً أو أكثر وسورها 32 قدماً وارتفاعه 100 ذراع والبعض يصل بتقديراته إلى ضعف هذه الأرقام. ويقولون أنه كان يمكن ل 6 مركبات حربية أن تسير على سور بابل متوازية. وكان لبابل 100 باب نحاسي لها مزاليج من حديد. وعظمة بابل أغرى كورش على أن يخطط ويصمم على غزو بابل القوية الغنية. وهذه النبوات عن كورش قيلت قبل حدوثها بـ 210 سنة وهكذا كان الله يعد الخلاص لشعبه حتى قبل أن يسقط في السبي. ومن ناحية أخرى كان الله يُعِّد زربابل قائد مسيرة العودة من السبي. وكورش في كل ما سنقرأه عنه هو رمز للمسيح: -.

كورش كرمز للمسيح.

1) فكما حرر كورش اليهود من سبى بابل حررنا المسيح من السبي الشيطاني الرهيب "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً".

2) وكما بني المسيح هيكل جسده (الكنيسة) أصدر كورش أمراً ببناء الهيكل (عز1: 2 - 4). وتم التنبؤ عنه قبل أن يولد (إش44، 45) وهكذا المسيح، والمعنى أن خطط الله لخلاص شعبه أزلية.

3) وكما كسر كورش الأبواب الرهيبة المنيعة لبابل (رمز مملكة الشيطان) هكذا فعل المسيح إذ كسر مصاريع الهاوية وحرر الأموات، وكسر كل تحصينات إبليس.

4) وقال المؤرخين عن كورش أنه مثال أعلى للقوة مع البساطة والطهارة وضبط النفس.

5) أسماه الكتاب مسيح الرب فهو معين من قبل الرب لعمل خلاص لشعبه رمزاً للمسيح المخلص. هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ، لِكُورَشَ (إش45: 1).

6) ومعنى إسم كورش = شمس (المسيح شمس البر) وبالأرامية (راعي) رمز للمسيح الراعى الصالح. الْقَائِلُ عَنْ كُورَشَ رَاعِيَّ (إش44: 28). فهكذا قال عنه الله.

7) قيل عن كورش من أَنْهَضَ مِنَ الْمَشْرِقِ الَّذِي يُلاَقِيهِ النَّصْرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ؟ دَفَعَ أَمَامَهُ أُمَمًا وَعَلَى مُلُوكٍ سَلَّطَهُ. جَعَلَهُمْ كَالتُّرَابِ بِسَيْفِهِ، وَكَالْقَشِّ الْمُنْذَرِي بِقَوْسِهِ. والمسيح هو شمس البر والشفاء فى أجنحتها (ملا4: 2) والمسيح سيأتى من الشرق. وكان المسيح على الصليب قد لاقاه النصر على الشيطان والخطية والموت. وجعلهم كالتراب = والترب للدوس، وهذا ما قاله الرب يسوع لتلاميذه "أعطيتكم سلطان أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو10: 19).

8) دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ (إش46: 1) = الكاسر نوع من النسور، وكورش كان له أنف مثل النسور فأسموه الكاسر، بالإضافة لأنه كان ينقض على أعدائه كالنسر، والمسيح الآتى من السماء إنقض على الشيطان كالنسر.

خطة فتح بابل بواسطة كورش.

كانت بابل قد أقامت أسواراً حسب الرسم فيما عدا منطقة النهر إذ أن النهر هو عائق طبيعي. وأقامت مخازن للطعام تكفيها 20 سنة، ونهر الفرات يمدها بالماء. لذلك كان من العبث حصارها فمن الذي سيحاصر مدينة لمدة 20 سنة.

ولكن جاء كورش بخطة عجيبة إذ وجد بحيرة جافة حفرتها إحدى ملكات بابل لإقامة بحيرة صناعية. فحول مجرى النهر إليها ولما جف مجرى نهر الفرات دخل جنود الفرس من خلال النهر إلى داخل بابل وفتحوا الأبواب من الداخل ليدخل بقية الجيش. وكانت بابل في هذه الليلة في حالة سكر من الملك للحراس. فضربهم كورش وجنوده ضربة عظيمة (دا 5) وهذه الخطة العسكرية تنبأ عنها إشعياء (ص 44، 45).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الأربعون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثامن والثلاثون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 39
تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 39