الإصحاح الحادي والستون – سفر إشعياء – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إشعياء – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الحادي والستون

عمل المسيح كما نراه في هذا الإصحاح هو:

1 - مبشر: بالإنجيل للبائسين والمتواضعين. (كلمة إنجيل تعنى بشارة مفرحة). المسيح جعل مريم المجدلية التى كان بها 7 شياطين مبشرة بالقيامة ولمن؟ للتلاميذ. وهذه هى البشارة للعالم، المسيح أتى ليغيرنا مهما كنا لنصير فيه قديسين هنا على الأرض، وفى السماء نأخذ صورة جسد مجده بدل صورة جسدنا الحالية الوضيعة (فى3: 21).

2 - شافى: منكسرى القلوب من الخطية وأثارها. "إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17).

3 - محرر: هو أُرسِل كملك يحرر شعبه ويعتقهم وكان كورش رمزاً له. وكان رمزاً لهذا سنة اليوبيل، السنة المقبولة التي يتم فيها تحرير العبيد وعتق المرهونات. في هذه السنة المقبولة حين أتى المسيح حررنا بنعمته. "إن حرركم الإبن..." (يو8: 36).

4 - معزى: لمن ينوح على خطيته وليس لمن ينوح على العالم، من يجلس في التراب تائباً يقيمه من التراب ويعطيه جمالاً، ودهن فرح أي ثمار الروح. المسيح الإبن أرسل لنا الروح المعزى (يو15: 26). والمسيح هو أيضا معزى بوجوده معنا (يو14: 16).

5 - زارع: فالكنيسة هي حقل الرب والمؤمنون أشجار مثمرة، بثمار بر. ليتمجد الله في قديسيه. وهو زرع فى المؤمنين به المُعَمَّدين حياته الأبدية المقامة من الأموات. فصارت لنا حياة المسيح (فى1: 21) + (غل2: 20).

6 - بكر: ليعطينا ميراث الأبكار، أي السماء وميراث الأبكار هو الضِعْف. المسيح صار "بكرا بين إخوة كثيرين" (رو8: 29).

الأعداد 1-3

الآيات (1 - 3): -

"1رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. 2لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. 3لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ.".

هذا هو الجزء الذي دُفِع للمسيح ليقرأه في الهيكل (لو 4: 16 - 21) فقرأ ووقف عند كلمة بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ. ولم يكمل بعدها، لأن ما قبلها يشير للمجيء الأول، السنة المقبولة، وحتى الآن فنحن في السنة المقبولة، وكل من يتوب يُقبَل.

وما بعدها... وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا = هذا سيكون في المجيء الثاني، والمسيح لم يقرأه فالوقت لم يحن بعد. رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ = فهو حُبِل به بالروح القدس وحل عليه الروح القدس ليمسحه = مَسَحَنِي أي كرسه وخصصه لعمله الكهنوتي الملوكي النبوى. وحل عليه الروح القدس لحسابنا فالروح القدس حل على المؤمنين بالميرون ليجدد طبيعتهم ولم يكن ممكناً أن يحل على المؤمنين ما لم يحل على جسد المسيح، وجسد المسيح أي كنيسته. لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ = النائحون بمعنى التائبين المتذللين أمام الرب الذين يحزنون على خطاياهم، الذين خدعهم الشيطان وظلمهم البشر، وهؤلاء يعطيهم المسيح جمال روحي ناشئ عن فرح الروح القدس داخلهم = دُهْنَ فَرَحٍ هؤلاء يسبحون دائماً. رداء تسبيح = واللباس يدل على حالة لابسه فما يعبر عن الفرح الداخلي التسبيح الدائم. وَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ = شبه برهم بالأشجار لأنه ثابت ومتين كشجرة، ولأنه ينمو ويتسع، وهو غرس الرب فيهم. وبرهم هذا يظهر للناس جميلاً مثمراً كشجرة. وهؤلاء الذين زرع المسيح فيهم حياته، وهم بالروح القدس الذى فيهم ويبكتهم ناحوا على خطاياهم، يأخذون صورة المسيح (غل4: 19) = لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ = فالجمال هنا هو صورة المسيح الأبرع جمالا من بنى البشر.

العدد 4

آية (4): -

"4 وَيَبْنُونَ الْخِرَبَ الْقَدِيمَةَ. يُقِيمُونَ الْمُوحِشَاتِ الأُوَلَ، وَيُجَدِّدُونَ الْمُدُنَ الْخَرِبَةَ، مُوحِشَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ.".

كما أقيمت أورشليم الجديدة على أنقاض القديمة، هكذا نحن بالمعمودية، يموت الإنسان العتيق فينا ويولد ويقوم إنسان جديد، المسيحية جددت وأصلحت الإنسان الذي خربته الخطية.

الأعداد 5-6

الآيات (5 - 6): -

"5 وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعَوْنَ غَنَمَكُمْ، وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ، تُسَمَّوْنَ خُدَّامَ إِلهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ.".

الأَجَانِبُ = أي الذين ليسوا يهوداً. وهؤلاء الأجانب سيكون فيهم كَهَنَة وَرْعَاه وحَرَّاثِين وَكَرَّامِين في حقل الرب. فالكرمة أصبحت للكل والزيتونة القديمة طُعِمَّت بالأمم. وحقل الرب الجديد أي الكنيسة يحرث فيه الجميع ويعملون كشركاء للروح القدس. أمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ = كل المؤمنين لهم كهنوت روحي عام أي تقديم ذبائح صلاة وتسبيح. وتَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، = كل ثروات الأمم من طاقات وجهد أبنائها ومجدهم سيصبح ملكاً للكنيسة تتباهى به. وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ = تتأمرون أي تتباهون، الكنيسة تستخدم كل هذا لمجدها وتتباهى به. فكنيسة الإسكندرية تتباهى حتى الآن بأن خرج منها واضع قانون الإيمان أى أثناسيوس الرسولى والذى كان وثنيا.

العدد 7

آية (7): -

"7عِوَضًا عَنْ خِزْيِكُمْ ضِعْفَانِ، وَعِوَضًا عَنِ الْخَجَلِ يَبْتَهِجُونَ بِنَصِيبِهِمْ. لِذلِكَ يَرِثُونَ فِي أَرْضِهِمْ ضِعْفَيْنِ. بَهْجَةٌ أَبَدِيَّةٌ تَكُونُ لَهُمْ.".

الخيرات الموعود بها هي ضِعْفين عن كل خزيهم السابق كما حدث مع أيوب فالله يعطى بسخاء ولا يُعيِّر. ونصيب الضعف هو نصيب البكر. ونحن صرنا أبكاراً في المسيح البكر. وصارت الكنيسة تسمى كنيسة أبكار (عب 12: 23)، من ناحية بسبب فداء المسيح كما فدى خروف الفصح أبكار الشعب فى مصر فكانت لهم حياة. وبهذا تصبح كلمة أبكار تعنى مفديين بالدم. وتعنى أيضا من لهم حق الميراث فالبكر يرث ضعفى إخوته.

العدد 8

آية (8): -

"8«لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُحِبُّ الْعَدْلِ، مُبْغِضُ الْمُخْتَلِسِ بِالظُّلْمِ. وَأَجْعَلُ أُجْرَتَهُمْ أَمِينَةً، وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا.".

الرب يعلن أنه عادل وفى عدله قام بعمل الفداء، فهو مُبْغِضُ الْمُخْتَلِسِ بِالظُّلْمِ أي إبليس الذي إختلس أولاده منه، فإستعادهم الله بالفداء. وَأَجْعَلُ أُجْرَتَهُمْ أَمِينَةً = أمين هو الله الذي أعطانا ميراثاً سماوياً أبدياً وفرحاً على الأرض.

العدد 9

آية (9): -

"9 وَيُعْرَفُ بَيْنَ الأُمَمِ نَسْلُهُمْ، وَذُرِّيَّتُهُمْ فِي وَسَطِ الشُّعُوبِ. كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَهُمْ يَعْرِفُونَهُمْ أَنَّهُمْ نَسْلٌ بَارَكَهُ الرَّبُّ».".

يُعْرَفُ بَيْنَ الأُمَمِ نَسْلُهُمْ = النسل هم كل من يؤمن بالمسيح ويتصور المسيح فيه. "يا أولادي الذين أتمخض بهم إلي أن يتصور المسيح فيهم" (غل4: 19)، كان هذا هو هدف خدمة بولس الرسول، أن يتصور المسيح فيمن يخدمهم. ومن يتصور المسيح فيه سُيعرف بسهوله بين الأمم لنوره وسط الظلمة. والأمم هنا المقصود بهم الذين لم يعرفوا المسيح بعد، ومازالوا في مملكة الظلمة. الله يحب أن يبارك لأولاده ويملأهم بركة فيكونوا نورا ويكونوا إعلانا عن عمل الله فيهم وهذه تكون كرازة، لكن لمن يكون هذا؟ من المؤكد أن هذا لن يكون إلا لمن يرضى الرب فى حياته، فالله لن يبارك أحد فقط لأنه بالإسم مسيحى، فالله قدوس ولا يقبل بالخطية وبالذات فيمن ينتسبون إليه.

الأعداد 10-11

الآيات (10 - 11): -

"10فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا. 11لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الأَرْضَ تُخْرِجُ نَبَاتَهَا، وَكَمَا أَنَّ الْجَنَّةَ تُنْبِتُ مَزْرُوعَاتِهَا، هكَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنْبِتُ بِرًّا وَتَسْبِيحًا أَمَامَ كُلِّ الأُمَمِ.".

تكون لنا صورة الله، فنلبس البر، بر المسيح، ونتزين كعروس تتزين لعريسها، ومن يلبسه الرب هكذا فليسبح. وفى (10) نرى تسبيح الكنيسة، فالكنيسة بعد أن عرفت مكانها عند المسيح سبحت "فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ" هذه بهجة أبدية.

آية (11) الكنيسة هنا مشبهة بالأرض، إذا نظرنا إليها وهى يابسة بلا خضرة نظن أن هذا هو حالها، ولكن الله هو الذي ينبتها ويكسيها بالمزروعات والأزهار والثمار. فلنسبح الله الذي يكسو كنيسته ثياب البر.

ماذا يعطى المسيح لمن يتبعه بأمانة؟

فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ = الفرح الداخلى الذى ينتصر على كل ألم (يو16: 22).

أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الخلاص = ما سبب الفرح؟ الخلاص = سكنى الروح القدس بعد عمل المسيح الفدائى، والذى يشهد فى داخلنا برجوعنا لحضن الآب فنصرخ قائلين "يا آبا الآب" (غل4: 6). هو شعور بالبنوة لله ومشاعر الفرح بأحضان الآب وغفرانه كما فرح الإبن الضال بأحضان أبيه عندما وقع على عنقه وقبله حينما عاد.

كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ = غفران الخطايا بدم المسيح (رؤ7: 14)، والحصول على خليقة جديدة تسلك ببر المسيح، فلقد صارت لنا حياة المسيح، وصار المسيح يستخدم أعضائى كألات بر، لعمل البر.

مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ = هذا البر الذى بالمسيح يكون كتاج على رأس من هو ثابت فى المسيح يراه الآخرون ويشهدوا للمسيح العامل فى هذا الإنسان.

وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا = عروس المسيح سيكون لها فضائل تراها كل عين كما قيل عن عروس النشيد "من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر" (نش3: 6).

الْجَنَّةَ تُنْبِتُ مَزْرُوعَاتِهَا = صار الجسد جنة = حديقة مثمرة، هو مأخوذ من تراب الأرض وزرعت فيه بذرة حياة المسيح، ونزلت عليه أمطار الروح القدس فظهرت فيه ثمار الروح القدس (غل5: 22، 23). وأول المزروعات التى تظهر للعيان يُنْبِتُ بِرًّا وَتَسْبِيحًا = حياة البر والفرح الذى يعبر عنه بالتسبيح.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الثاني والستون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الستون - سفر إشعياء - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 61
تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 61