اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ – سفر أخبار الأيام الثاني – القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الفصل هو جزء من كتاب: 14- تفسير سفر أخبار الأيام الثاني – القمص تادرس يعقوب ملطي.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ

الملك آحاز الشرير.

لم يصنع شيئًا صالحًا!

بعد الفترة القصيرة التي عاشها الملك التقي يوثام، ملك آحاز الذي يُقَدِّمه لنا الكتاب المقدس كعَيِّنة رديئة للغاية في ارتداده عن الإيمان. تولَّى آحاز المُلْك بعد موت أبيه، لكنه لم يسلك باستقامة قلب مثل أبيه، بل سار في طريق ملوك إسرائيل الذين لم يوجد بينهم ملك واحد صالح.

أغلق آحاز بيت الرب، وأجاز بنيه في النار، فدفعه الرب ليد أرام وأيضًا ليد ملك إسرائيل حيث سُبِيَ عددٌ كبيرٌ من شعبه.

1. شرُّ آحاز العظيم 1 - 4.

2. انهياره أمام ملك أرام 5.

3. انهياره أمام ملك إسرائيل 6 - 8.

4. عوبيد يوبّخ جيش إسرائيل 9 - 15.

5. التجاؤه إلى أشور باطلاً 16 - 21.

6. التجاؤه إلى آلهة دمشق 22 - 23.

7. التجاؤه إلى آلهة أخرى 23 - 25.

8. موت مُخزي 26 - 27.

الأعداد 1-4

1. شرُّ آحاز العظيم

كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ،.

وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ،.

وَلَمْ يَفْعَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ [1].

استلم آحاز كرسي يهوذا، وكانت المملكة غنية وقوية والعبادة مُستقِرة بفضل استقامة حياة أبيه، بينما كانت مملكة إسرائيل في حالة انهيار ودمار، وصارت على وشك السقوط تحت السبي الأشوري.

في غباوة اقتدى بإسرائيل المنهار في مقاومته للرب، ورفض أن يُكَمِّلَ مسيرة أبيه المقدسة، فانحدرت في أيامه يهوذا. وفَقدَ آحاز الكثير، إذ عاش في سلسلة من المتاعب مع الهزيمة والعار. ومع هذا كلما فشل ازداد في الشر، حاسبًا في الوثنية نصرة وخلاصًا.

بموت أبيه واستلامه للمملكة، ظَنَّ في طريق الفساد نوعًا من الحرية واللَّذة.

قاوم آحاز عبادة الله الحيّ، فأخطأ في حق الله، كما أخطأ في حق نفسه، وأساء إلى شعبه. اقتدى بإسرائيل المُتمرِّد، وظَنَّ في التحالف مع أشور، والاحتماء تحت جناحيه أمانًا وسلامًا، لكن أشور أهانه ولم يسنده.

لجأ إلى آلهة دمشق (أرام)، حاسبًا أنها تقدر أن تُخَلِّصَه فانهار. لجأ إلى الآلهة الأخرى وصنع شرورًا ورجاسات وأحرق بنيه بالنار للأصنام!

في دراستنا للأصحاح السابق لاحظنا أن يوثام الملك، وإن كان قد سلك باستقامة قلبٍ كل أيام مملكته، غير أنه كانت تنقصه موهبة كسب النفوس لله. لم نسمع عنه أنه وَبَّخ القادة والشعب على فسادهم الرهيب الذي كشفه ميخا النبي بمرارة نفسه، ولا رفع صلوات عنهم، إنما مع أعماله الصالحة وإيمانه أهمل في حق الشعب إذ لم يحثهم على الرجوع إلى الله، والامتناع عن العبادات الوثنية ورجاساتها.

لعل هذا الموقف انعكس على حياة ابنه آحاز الذي انغمس في الشر بصورةٍ رهيبةٍ، فإذ لم يهتم بالشعب لم يعمل الله في قلب أولاده. يصعب علينا أن نتجاهل مسئولية يوثام نحو تربيته لابنه آحاز.

يليق بنا أن نقف قليلاً عند نظرة القديس يوحنا الذهبي الفم عن مسئولية الوالدين في تربية أبنائهم[296]، حتى ندرك جميعنا مسئوليتنا على مساعدة الأجيال القادمة للتمتُّع بالخلاص.

بَلْ سَارَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ،.

وَعَمِلَ أَيْضًا تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً لِلْبَعْلِيمِ. [2].

وَهُوَ أَوْقَدَ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، وَأَحْرَقَ بَنِيهِ بِالنَّارِ،.

حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. [3].

في (2 مل 16: 3) وفي يوسيفوس المؤرخ[297] ورد عنه أنه قَدَّم ابنه مُحرَقة في وادي ابن هنّوم، وهنا يذكر تقديمه أبنائه بالجمع [3].

وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. [4].

العدد 5

2. انهياره أمام ملك أرام

فَدَفَعَهُ الرَّبُّ إِلَهُهُ لِيَدِ مَلِكِ أرام،.

فَضَرَبُوهُ، وَسَبُوا مِنْهُ سَبْيًا عَظِيمًا،.

وَأَتُوا بِهِمْ إِلَى دِمَشْقَ.

وَدُفِعَ أَيْضًا لِيَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ،.

فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. [5].

إذ أعطى القفا لله الحيّ، ولجأ إلى الآلهة المُزَيَّفة لتحميه، سقط تحت أيدي أعدائه. أَدَّبه الله تارة بواسطة ملك أرام الذي أهانه وقهره وضربه في ساحة الحرب، وسبى الكثيرين من بني يهوذا، وأتى بالملك إلى دمشق، وتارة على يد ملك إسرائيل الذي ضربه ضربة عظيمة.

ما حدث مع آحاز وقادته وشعبه، إنما هو قصة متكررة منذ سقوط أبوينا الأولين إلى يومنا هذا، وتبقى إلى نهاية الدهور. فإن الشرَّ مع ما يحمله من لذَّة، يشبه العسل المملوء سمًا، يدفع الإنسان كما الأمة أو الدولة إلى الدمار. يحمل الشر الفشل والمَذَلَّة والدمار والفساد في داخله. وليس من طريق للبرِّ والنجاح والنصرة بدون نعمة الله التي تُقِيمنا كما من الموت.

يُقَدِّم لنا كثير من الآباء أمثلة عملية عبر التاريخ عن خطورة الشر وترك الرب، نذكر هنا ما كتبه العلامة أوريجينوس كمثال يلزمنا أن نحذر منه. ففي تعليقه على الآية "وعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد مديان" (قض 6: 1) قال:

  • طالما كانت الخطية في سكونٍ، تكون الأرض في سلام (قارن قض 5: 31). لكن مكتوب أن الأرض نهضت، أي نهض سكانها عندما بدأت الخطية تقوم، وتعكرت بعمق نفوس البشر. من أجل هذا كُتِبَ: "واستراحت الأرض أربعين سنة" (قض 5: 31).

"وعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين. فاعتزَّتْ يد مديان على إسرائيل" (قض 6: 1 - 2).

طالما وُجِدَ البرُّ في الأرض، أي في الساكنين على الأرض، يُقال: "" كانت الأرض في سلام "(قارن حز 4: 1 - 3). لكن عندما يزداد الظلم، و" يعملون الشر في عيني الرب "، يُقَال:" فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين ".

لم يُذكَر أن أيدي المديانيين اعتزَّت على شعب الرب عندما كان الشعب يحفظ وصايا الرب. لكن عندما بدأوا في إهمال الوصايا الإلهية، قويت أيدي الأعداء، وصارت أكثر فاعلية ضدهم.

حقًا، تشتد قوة الأعداء الجسديين ضد الشعب عند ارتكاب الشعب الخطية. كذلك ضدنا نحن أيضًا المدعوين إسرائيل بالمعنى الروحي، فبدون شك يقوى الأعداء الروحيين، عندما نهمل وصايا الله. عندما نقاوم وصايا المسيح، تقوى أيدي الشياطين ضدنا، ونُدفَع ليد أعدائنا عندما نفصل أنفسنا عن النعمة[298].

  • لكن دعونا نرى ما حدث لهؤلاء الذين دُفِعوا بسبب خطاياهم. مكتوب: "بسبب المديانيين عمل بنو إسرائيل لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير والحصون. وإذا زرع إسرائيل، كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق عليهم، وينزلون عليهم ويُتلِفون غلة الأرض إلى مجيئك إلى غزة" (قض 6: 2 - 4). في الحقيقة تألم "إسرائيل حسب الجسد" (راجع 2 كو 10: 18) بمثل هذه الأمور. لقد زرع الأرض، وبسبب خطاياه سُلِّم لأيدي الأعداء الذين كانوا ينمون في القوة. ومن ثمار الأرض، "حصد فسادًا" (غل 6: 8).

أما بالنسبة لنا نحن الذين دُعينا إسرائيل حسب الروح، دعونا نتأمل فيما يمكن أن يحدث. قد نزرع، ولا يمكن للأعداء تدمير البذور التي نغرسها، أو تدبير المكيدة لغرس الأرض وفي ظرف آخر قد يُدَمَّر ما نزرعه.

يُعَلِّمنا بولس الرسول عن هذا الاختلاف في الزرع. اسمعوا ما يقوله: "من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادًا. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية" (غل 6: 8). لهذا فالذين يزرعون للجسد يأتي المديانيون ويُدَمِّرون ما يزرعون، هؤلاء الذين تُدمَّر ثمارهم وتبيد. أما البذور التي تُزرَع للروح، فلا يستطيع المديانيون تدميرها. لأن قوات العدو لا تقدر أن تقوم على الحقول الروحية، ولا أن تنتهك قدسية حقول الروح المُفلِّحة التي لهؤلاء الذين لا يزرعون على الأشواك، بل يحرثون لأنفسهم حرثًا "(راجع إر 4: 3؛ هو 10: 12؛ مت 13: 22) [299].

العلامة أوريجينوس.

الأعداد 6-8

3. انهياره أمام ملك إسرائيل

وَقَتَلَ فَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا فِي يَهُوذَا مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ.

- الْجَمِيعُ بَنُو بَأْسٍ -.

لأَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمْ. [6].

اقتدى آحاز بإسرائيل المُتمرِّد، فسمح له الرب أن يُسَلَّم لملك إسرائيل المُتعبِّد للأوثان، فضربه ضربة عظيمة، وعانى شعبه الكثير من هذا التأديب. سالت دماء مئة وعشرين ألفًا في يومٍ واحدٍ، ونُهِبَت بلاد يهوذا، وتشتت الشعب.

هذا الشعب الذي لم يتجاوب بقلبه وسلوكه مع الملك الصالح يوثام، انهار في أيام آحاز بن يوثام.

في يومٍ واحدٍ قتل فقح 120000 من رجال يهوذا، رجال ذوي بأس، ليس لعدم أمانة الملك فحسب، وإنما لأنهم تركوا الرب إله آبائهم. كما قام إسرائيل بسبي 200000 شخص، ونهبوا غنائم كثيرة. بدأ انهيار مملكة يهوذا تمامًا، وبالرغم من ذلك فإن الله لم يسمح لابن طبيئيل أن يَحِلَّ محل ذرية داود الحقيقية، إنما أراد أن يحقق وعده لداود.

وَقَتَلَ زِكْرِي جَبَّارُ أَفْرَايِمَ مَعْسِيَّا ابْنَ الْمَلِكِ، وَعَزْرِيقَامَ رَئِيسَ الْبَيْتِ،.

وَأَلْقَانَةَ ثَانِيَ الْمَلِكِ. [7].

معسيا ابن الملك: غالبًا يُقصَد بالملك هنا يوثام.

وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ إِخْوَتِهِمْ مِئَتَيْ أَلْفٍ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ،.

وَنَهَبُوا أَيْضًا مِنْهُمْ غَنِيمَةً وَافِرَةً،.

وَأَتُوا بِالْغَنِيمَةِ إِلَى السَّامِرَةِ. [8].

سلك آحاز في طريق إسرائيل، فإذا بإسرائيل يقتل من يهوذا مئة وعشرين ألفًا من رجال البأس في يومٍ واحدٍ، الأمر الذي لم يحدث مثله في كل تاريخ يهوذا، وكان من بينهم قادة وابن الملك، وقام إسرائيل بسبي مائتيّ ألف من النساء والبنين والبنات، مع أن مملكة إسرائيل في ذلك الوقت لم تكن قوية. هذا كله لأنهم "تركوا الرب إله آبائهم" [6].

الأعداد 9-15

4. عوديد يُوَبِّخ جيش إسرائيل

وَكَانَ هُنَاكَ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ اسْمُهُ عُودِيدُ،.

فَخَرَجَ لِلِقَاءِ الْجَيْشِ الآتِي إِلَى السَّامِرَةِ وَقَالَ لَهُمْ:

هُوَذَا مِنْ أَجْلِ غَضَبِ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِكُمْ عَلَى يَهُوذَا قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِكُمْ،.

وَقَدْ قَتَلْتُمُوهُمْ بِغَضَبٍ بَلَغَ السَّمَاءَ. [9].

بغضبٍ بلغ إلى السماء: إشارة إلى عظمة الغضب وعظمة خطيتهم، فالله لا يطيق سفك الدم وسبي النساء والأولاد والبنات.

مع ما في تقديم أبنائه ذبائح من قسوة ودنس وبُغضَة لله الحيّ الذي يمنع الذبائح البشرية، عَرَّض تسلسل ملوك يهوذا من بيت داود للخطر. وفي هذه المناسبة ذهب إليه إشعياء النبي لمقابلته وتأكيد سقوط أرام وأفرايم، وبعدها قَدَّم له السيد الرب أن يعطيه علامة خاصة بميلاد المُخَلِّص الإله المتجسد من العذراء، ويُدعَى اسمه عمانوئيل (إش 7: 10 - 17).

والحدث الثاني هو المعاملة الطيبة للأسرى من يهوذا بواسطة مملكة الشمال حيث ظهر على المسرح النبي عوديد فجأة لاستقبال جيش إسرائيل المنتصر والقادم يسوق يهوذا في مذلة للسبي، ويحمل الغنائم بعد سفك دماء هذا قدرها.

استقبل الجيش لا ليُهَنِّئه على نصرته، بل ليكشف خطأهم، ويُحَذِّرهم من العقوبة التي ستحل بهم. فإن كان الله قد غضب على يهوذا بسبب تركهم له، إنما اقتدوا بإسرائيل الشرير. سألهم ألا ينشغلوا بالنصرة، بل يتطلَّعوا إلى شرِّهم: "أما عندكم أنتم آثام للرب إلهكم... لأن حمو غضب الرب عليكم" [10 - 11].

ما حدث ليس لأجل برِّ إسرائيل وعدالة قلبه، وإنما لأجل إثم يهوذا، كما سبق فقال الرب على لسان موسى النبي وهم في الطريق للعبور ليُمَلِّكوا شعوبًا أكبر (تث 9: 1 - 5). لهذا يُحَذِّرنا الرسول بولس، قائلاً: "لا تستكبر، بل خف، لعل الله لا يشفق عليك أيضًا" (رو 11: 20 - 21).

وبَّخ عوديد النبي من ظَنُّوا أنهم منتصرون على الآتي:

1. وحشية قتل إخوتهم في ساحة الحرب، من منطلق الكراهية لإخوتهم، وبطريقة بربرية. "غضب الإنسان لا يصنع برّ الله" (يع 1: 20).

2. معاملتهم للمسبيين بعجرفة [10]، "أنتم عازمون على إخضاع بني يهوذا وأورشليم عبيدًا وإماء لكم". ربما كان في نيّتهم أن يقوموا ببيعهم عبيدًا للأمم الأخرى.

3. ذَكَّرهم بخطاياهم التي جلبت غضب الرب عليهم. "أما عندكم أنتم آثام للرب إلهكم؟" [10]. حَثَّهم على التوبة على خطاياهم، عوض الشماتة في إخوتهم والكراهية. حذَّرهم، لأن ما حَلَّ بيهوذا لسبب خطاياهم سيَحل بهم هم أيضًا يومًا ما.

وَالآنَ أَنْتُمْ عَازِمُونَ عَلَى إِخْضَاعِ بَنِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ عَبِيدًا وَإِمَاءً لَكُمْ.

أَمَا عِنْدَكُمْ أَنْتُمْ آثَامٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ؟ [10].

أَكَّد عوديد النبي لشعبه أن انتصارهم على يهوذا، إنما لتأديب يهوذا، وأن مركز الحُكْمِ الإلهي في يهوذا بكونه السبط المختار من الرب. وطالبهم أن ينظروا هم إلى آثامهم للرب [10]، وأن يرجعوا إليه. فالسيف الذي وجهه الرب ضد يهوذا يُوَجِّه إليهم هم أيضًا.

وَالآنَ اسْمَعُوا لِي، وَرُدُّوا السَّبْيَ الَّذِي سَبَيْتُمُوهُ مِنْ إِخْوَتِكُمْ،.

لأَنَّ حُمُوَّ غَضَبِ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ. [11].

ثُمَّ قَامَ رِجَالٌ مِنْ رُؤُوسِ بَنِي أَفْرَايِمَ:

عَزَرْيَا بْنُ يَهُوحَانَانَ وَبَرَخْيَا بْنُ مَشُلِّيمُوتَ وَيَحَزْقِيَا بْنُ شَلُّومَ،.

وَعَمَاسَا بْنُ حِدْلاَيَ عَلَى الْمُقْبِلِينَ مِنَ الْجَيْشِ [12].

جاء تحذير النبي بثمرٍ صالحٍ، فقد قبل أربعة من رؤوس أفرايم كلمات النبي عوديد بإيمانٍ، ووضعوا على عاتقهم ألا يزيد إسرائيل آثامه بسبيهم إخوتهم، وأثمر إيمانهم بالتوبة في قلوب الكثيرين، وأثمرت التوبة حبًّا عمليًا للإخوة المسبيين. بإيمان هؤلاء الأربعة أنقذوا مملكة إسرائيل من الدمار الكامل بسبب غضب الرب عليهم. قاموا باستقبال الجيش، لا ليكافئوهم على نصرتهم، إنما ليمنعوهم من الدخول بالمسبيين إلى السامرة، حتى لا يضيفوا إلى إسرائيل خطايا فوق خطاياهم.

لقد نظر الله إلى مذلة الشعب المسكين، وسمع صراخهم، وأعطاهم نعمة قُدَّام الذين سبوهم (مز 106: 44، 46).

وَقَالُوا لَهُمْ: لاَ تَدْخُلُونَ بِالسَّبْيِ إِلَى هُنَا،.

لأَنَّ عَلَيْنَا إِثْمًا لِلرَّبِّ،.

وَأَنْتُمْ عَازِمُونَ أَنْ تَزِيدُوا عَلَى خَطَايَانَا، وَعَلَى إِثْمِنَا،.

لأَنَّ لَنَا إِثْمًا كَثِيرًا، وَعَلَى إِسْرَائِيلَ حُمُوُّ غَضَبٍ. [13].

إذ تكلم الرؤوس سمعوا لهم، وكان رد السبي بهذا الأسلوب من قبل الله.

فَتَرَكَ الْمُتَجَرِّدُونَ السَّبْيَ وَالنَّهْبَ أَمَامَ الرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ. [14].

في طاعة للرؤساء قام رجال الجيش بترك المسبيين والغنائم التي جاءوا بها، بهذا أظهر رجال الجيش بطولة حقيقية بطاعتهم للسلطة، وتراجعهم عَمَّا كان في قلوبهم رغم ما يبدو من خسائر شخصية لكل واحدٍ منهم.

وَقَامَ الرِّجَالُ الْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَخَذُوا الْمَسْبِيِّينَ،.

وَأَلْبَسُوا كُلَّ عُرَاتِهِمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَكَسُوهُمْ وَحَذُوهُمْ،.

وَأَطْعَمُوهُمْ وَأَسْقُوهُمْ وَدَهَّنُوهُمْ،.

وَحَمَلُوا عَلَى حَمِيرٍ جَمِيعَ الْمُعْيِينَ مِنْهُمْ،.

وَأَتُوا بِهِمْ إِلَى أَرِيحَا مَدِينَةِ النَّخْلِ إِلَى إِخْوَتِهِمْ.

ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى السَّامِرَةِ. [15].

نظر الله إلى مذلة المسبيين وصرخات قلوبهم، فأَعطاهم نعمة ليتكلم عوديد النبي، كمن بسلطانٍ. عُرِفَت مملكة إسرائيل في ذلك الوقت بمقاومتها لله نفسه ولأنبيائه، وكثيرًا ما اضطهدوا الأنبياء وقتلوهم. لكن هنا أطاع الرؤساء عوديد النبي، وسمع الجيش كله للرؤساء. ما قاموا به من اعتناء بالجرحى والمسبييين يُماثِل ما قاله السيد المسيح في مثل السامري الصالح (لو 10).

الأعداد 16-21

5. التجاؤه إلى أشور باطلاً

فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ إِلَى مُلُوكِ أَشُّورَ لِيُسَاعِدُوهُ. [16].

في ذلك الوقت تقريبًا، قبل غزو رصين وفقح ليهوذا، طلب آحاز معونة أشور، ولم يسأل من الرب آية (إش 7: 10 - 12). وثق في البشر، ولم يثق في الله. قَدَّم لأشور كل كنوز الملك ورجاله ومن بيت الرب أيضًا؛ افتقر ليكسب حماية تلغث فلاسر، لكن جاء الأشوري وضايقه ولم يُشَدِّده، ولم يساعده [20 - 21].

اتِّكاله على ذراع بشر دفعه إلى الاتِّكال على الآلهة الكاذبة [23]. ترك مذبح الله البسيط الكفَّاري، ولجأ إلى مذبح آلهة دمشق المزخرف. لقد ترك الإله الحيّ وارتدَّ عنه.

ما يدعو للعجب أن بعض رؤساء إسرائيل سمعوا لصوت الله خلال نبيِّه عوديد، والجيش سمع لصوت الرؤساء، أما آحاز الشرير فلم يَتَّعِظْ مما حلَّ عليه وعلى جيشه وشعبه من تأديب. عوض الرجوع إلى الله، التجأ إلى ملوك أشور لمساعدته.

لقد اقتدى آحاز بالكلدانيين الذين التجأوا إلى بناء مدينة لتخليد اسمهم، وبناء برج يصعدون فيه متى حلَّ طوفان مرة أخرى لتأديبهم.

فَإِنَّ الأَدُومِيِّينَ أَتُوا أَيْضًا، وَضَرَبُوا يَهُوذَا وَسَبُوا سَبْيًا. [17].

وَاقْتَحَمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ مُدُنَ السَّوَاحِلِ وَجَنُوبِيَّ يَهُوذَا،.

وَأَخَذُوا بَيْتَ شَمْسٍ وَأَيَّلُونَ وَجَدِيرُوتَ وَسُوكُو وَقُرَاهَا وَتِمْنَةَ،.

وَقُرَاهَا وَحِمْزُو وَقُرَاهَا وَسَكَنُوا هُنَاكَ. [18].

لأَنَّ الرَّبَّ ذَلَّلَ يَهُوذَا بِسَبَبِ آحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ.

لأَنَّهُ أَجْمَحَ يَهُوذَا، وَخَانَ الرَّبَّ خِيَانَةً. [19].

ورد في عا 1: 6، 9 المعاملة الرديئة التي قَدَّمها الفلسطينيون والفينيقيون الذين كانوا يبيعون اليهود المسبيّون (من مملكة الشمال) عبيدًا لبني أدوم.

فَجَاءَ عَلَيْهِ تَغْلَثَ فَلاَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَضَايَقَهُ وَلَمْ يُشَدِّدْهُ. [20].

جاء في السجلات الأشورية خضوع آحاز كملكٍ هزمه تغلث فلاسر.

لأَنَّ آحَازَ أَخَذَ قِسْمًا مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ وَمِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ وَمِنَ الرُّؤَسَاءِ،.

وَأَعْطَاهُ لِمَلِكِ أَشُّورَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُسَاعِدْهُ. [21].

وضع آحاز ثقته في أشور لا في الله، وأرسل هدية عظيمة من ذخائر بيت الرب وبيت الملك ومن الرؤساء إلى ملك أشور، فقبلها أشور، ولم يُقَدِّم له أية مساعدة. لذلك قيل: "هكذا قال الرب: ملعون الرجل الذي يتَّكِلُ على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه" (إر 17: 5).

  • يليق بنا أن نعتمد على الله وحده، وليس على أحدٍ غيره، حتى إن قيل إنه جاء من فردوس الله، كما يقول بولس: "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما" (غل 1: 8) [300].

العلامة أوريجينوس.

الأعداد 22-23

6. التجاؤه إلى آلهة دمشق

وَفِي ضِيقِهِ زَادَ خِيَانَةً لِلرَّبِّ (الْمَلِكُ آحَازُ هَذَا) [22].

غاية الضيقة التوبة والرجوع إلى الله، لكن آحاز في قسوة قلبه ازداد في خيانته لله، فقد فعل مثل أمصيا الذي سجد لآلهة الأمة المهزومة.

الأعداد 24-25

7. التجاؤه إلى آلهة أخرى

وَذَبَحَ لآلِهَةِ دِمَشْقَ الَّذِينَ ضَارَبُوهُ وَقَالَ:

لأَنَّ آلِهَةَ مُلُوكِ أرام تُسَاعِدُهُمْ أَنَا أَذْبَحُ لَهُمْ فَيُسَاعِدُونَنِي.

وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا سَبَبَ سُقُوطٍ لَهُ وَلِكُلِّ إِسْرَائِيلَ. [23].

عبد آحاز آلهة دمشق (أرام)، لأنهم وهبوا الأراميين النصرة عليه [22 - 23]، فأراد أن ينال هو أيضًا النصرة بواسطتهم، ونسي أن هذه الآلهة عاجزة عن إنقاذ أرام من يد الأشوريين. (راجع إش 7: 13).

وَجَمَعَ آحَازُ آنِيَةَ بَيْتِ الله وَقَطَّعَهَا،.

وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ،.

وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ مَذَابِحَ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ فِي أُورُشَلِيمَ. [24].

في جنون آحاز بالعبادة الوثنية، قطع آنية بيت الله، وأغلق أبواب بيت الرب، أي أبواب القدس وقدس الأقداس، فتوقَّفَت الخدمة تمامًا. وعمل لنفسه مذابح في كل زاوية في أورشليم. لقد منع الشعب من دخول بيت الرب، ودفعهم للعبادة الوثنية.

وَفِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ مِنْ يَهُوذَا،.

عَمِلَ مُرْتَفَعَاتٍ لِلإِيقَادِ لآلِهَةٍ أُخْرَى،.

وَأَسْخَطَ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِ. [25].

ما فعله كان عن عمدٍ كمن يتحدَّى الرب نفسه على مستوى كل المدن، وأغضب الرب إله آبائه.

الأعداد 26-27

8. موت مُخزي

وَبَقِيَّةُ أُمُورِهِ وَكُلُّ طُرُقِهِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ،.

مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. [26].

ثُمَّ اضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ،.

فَدَفَنُوهُ فِي الْمَدِينَةِ فِي أُورُشَلِيمَ،.

لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا بِهِ إِلَى قُبُورِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ.

وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. [27].

من وحي 2 أي 28.

لتطرد كل خطية من قلبي، فأستريح بك!

وجاءت القيادات تخضع له.

حسب أنه ليس لأحدٍ حتى الله أن يحرمه من الملذَّات.

أعطى ظهره لعبادة الله،.

وحسب الوصية الإلهية قيدًا لا يُحتمَل.

ظن في ملوك إسرائيل والملوك الوثنيين أنهم سعداء.

فتح قلبه للخطية، كي تنشأ وتترعرع فيه.

جذبت عليه فشلاً وخسائر ومرارة.

عوض الرجوع إلى مصدر الفرح،.

أَصرَّ أن يندفع بالأكثر من خطيةٍ إلى خطيةٍ.

وانطلق من عبادة صنمٍ إلى صنمٍ آخر.

  • دفع الخطية أن تتربَّع على عرش قلبه.

ففقد القلب سلامه الداخلي،.

وانهار أمام أرام وإسرائيل.

عوض الرجوع إلى الله لينقذه،.

ذبح لآلهة دمشق كي تسنده.

وظن أن ملك أشور قادر أن يُخَلِّصَه،.

فسلب خزائن بيت الرب وبيت الملك وبيوت الرؤساء،.

وأعطاها له.

فقد كل شيءٍ في حياته، فصار بائسًا.

وفي موته لم يُدفَن في قبور الملوك!

  • انزعْ عنِّي كل خطيةٍ وعصيانٍ،.

فيستريح قلبي بك وفيك.

تتربَّع يا أيها القدوس على عرشك في قلبي،.

وتُقِيم ملكوتك في داخلي.

الإصلاح في عصر حزقيا الملك.

الأصحاحات 29 - 32.

ما فعله آحاز من إبطال عبادة الله، وإغلاق أبواب الهيكل، والالتجاء إلى الأصنام، وتسليم ذخائر بيت الرب والقصر الملكي وبيوت الرؤساء لملك أشور، وتماديه المستمر في الشر، كان كافيًا لاستبعاد مملكة يهوذا كشعب لله. لكن أمانة الله وحُبَّه للبشرية كلها ورغبته في تحقيق وعوده الإلهية ليجلس ابن داود ملكًا بالصليب، جعله يُقِيم حزقيا على يهوذا. لقد تغيَّر كل شيءٍ، فقد أشرق نور النعمة الإلهية في هيكل الرب عوض الظلمة التي سادت في أيام آحاز.

أفرد سفر أخبار الأيام الثاني أربعة أصحاحات للحديث عن إصلاحات حزقيا الملك وممارسته للفصح، هذا وقد سَجَّل لنا سفر الملوك الثاني إصلاحاته ولخَّصها في 2 مل 18: 4 - 7، وحدثنا إشعياء النبي عن هذا الملك في عدة أصحاحات تاريخية.

كشفت هذه الأسفار الثلاثة التي أبرزت عمل الله في حياة هذا الملك الصالح عن الآتي:

1. الشرط الوحيد الذي يلزم لقيام وبقاء مملكة ابن داود ويهوذا نفسه كشعب الله هو إعادة تأسيس العبادة وتطهير الهيكل أو إعادة تنظيم الكهنوت اللاوي. خير بداية لنا هي تطهير هيكل الرب الداخلي من كل خطيةٍ وتهاونٍ وتراخٍ.

2. تولَّى حزقيا الملك العرش في فترة يبدو كأنَّ الشعب قد فقد كل رجاءٍ في الإصلاح. فقد فقدت مدن يهوذا كل مواردها الرئيسية، وحَلَّ بالجيش سلسلة مُرَّة من الهزائم، وخانتها أشور بعد أن استلمت الكثير من ذخائر بيت الرب والقصر الملكي والرؤساء، وتحوَّلت ساحة الحرب إلى بركة دماء في يومٍ واحدٍ على يديّ إسرائيل.

في وسط هذه الصورة القاتمة للغاية، أرسل الله إنسانًا بارًا ليُعلِنَ أنه لا يريد هلاك شعبه بل خلاصهم، وأنه في كل جيلٍ يوجد أناس أمناء ومُخْلِصون للحق الإلهي.

3. حقًا وُجِدَت فترات إصلاح أخرى عظيمة في مملكة يهوذا، لكن لا نجد أعظم من حزقيا في فترات بلغ الشر فيها إلى القمة. إنه يرسل الإنسان المناسب في الوقت المناسب.

4. يُقَدِّم لنا سفر ملوك الثاني الإصلاحات السلبية التي قام بها حزقيا الملك. فقد أزال المرتفعات وكسر التماثيل وسحق الحيَّة النحاسية التي أقامها موسى وأساء الشعب بعد ذلك استخدامها. فعِوَض التطلُّع إليها بالإيمان كرمزٍ لصليب المسيّا المُخَلِّص، صارت موضع عبادة حرفية قاتلة. دعاها حزقيا نحشتان بتهكُّمٍ.

لم يرد هنا شيء عن هجوم أشور وعن حصار شلمناصر للسامرة، إنما اهتم بإبراز رفض الأسباط العشرة العبادة لله واستبدالها بالعبادة الوثنية.

في سفر أخبار الأيام الثاني نرى الأعمال الإيجابية.

إصلاحات حزقيا.

الله في أمانته لتحقيق وعده لداود سمح بقيام ملكٍ صالحٍ بعد أن كاد أخآب أن يُدَمِّرَ مملكة يهوذا.

يُعتبَر عصر حزقيا الملك مرحلة جديدة أو بداية جديدة، لا لمملكة يهوذا فقط، وإنما لكل شعب الله، إذ كان قلب حزقيا ملتهبًا بالحب نحو خلاص كل الشعب. فقد أقام لا تحالفًا عسكريًا أو تبادل علاقات تجارية بين المملكتين، بل وِحدَة في الرب، تقوم على تجديد العهد مع الله والالتصاق بالهيكل، ليتمتع الكل بقوة إلهية، ويختبروا فرح الروح الحقيقي.

أول خطوة قام بها الملك خلال الكهنة واللاويين هي تطهير الهيكل الذي دنَّسه آحاز أبوه. تمَّ تطهير الهيكل في وقت قياسي. فعادت التسابيح بالمزامير والفرح بالشركة مع الله.

الخطوة الثانية لتحقيق الوحدة على أساس روحي سليم، هي الاحتفال بعيد الفصح، العيد الذي يُحتفَل به تذكارًا لتَمَتُّعِ الشعب بالتحرُّر من عبودية فرعون والانطلاق إلى البرية للعبور إلى أرض الموعد. يرى بعض الدارسين أن حزقيا يُعتبَر سليمان آخر، حيث ما كان يشغله هو ضم شمل كل الأسباط بفكرٍ روحيٍ سليمٍ، ودعوتهم للحضور إلى أورشليم للاحتفال بالفصح. يُعتبَر حزقيا خليفة سليمان الرائع[301].


[296] انظر ملحق الأصحاح 28، ص 364.

[297] Josephus: Antiq. 9: 8: 3.

[298] عظات العلامة أوريجينوس على سفر القضاة: العظة السابعة، 1. ترجمة الشماس بيشوي بشرى فايز.

[299] عظات العلامة أوريجينوس على سفر القضاة: العظة السابعة، 2. ترجمة الشماس بيشوي بشرى فايز.

[300] In Gen. hom. 2: 3.

[301] Celine Mangan, p. 130.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ - سفر أخبار الأيام الثاني - القمص تادرس يعقوب ملطي

اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - سفر أخبار الأيام الثاني - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير أخبار الأيام الثاني الأصحاح 28
تفاسير أخبار الأيام الثاني الأصحاح 28