اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ – سفر أخبار الأيام الثاني – القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الفصل هو جزء من كتاب: 14- تفسير سفر أخبار الأيام الثاني – القمص تادرس يعقوب ملطي.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

مقدمة في أخبار الأيام الثاني

طلب وجه الملك السماوي

يهمل البعض دراسة أخبار الأيام الثاني لاعتقادهم أنه تكرار لما ورد في سفري الملوك، غير أنه يُعتبَر مخزنًا إلهيًا يُقَدِّم لنا كنوزًا إلهية ثمينة.

في الواقع جاء سفر أخبار الأيام الثاني امتدادًا طبيعيًا لأخبار الأيام الأول.

1. لقد رقد داود النبي وقلبه كان متهللاً، لأنه وهو رجل التسبيح منذ صباه وربما منذ طفولته، كان يَلِذُّ له أن يتغنَّى بمزاميره وهو يرعى غنم أبيه، فيشعر كمن يشارك السمائيين حياتهم المتهللة، وها هو ابنه سليمان يبني الهيكل بيت التسبيح والعبادة.

2. رقد داود وهو يُعِدُّ كل المملكة لتحقيق شهوة قلبه أن يبني بيتًا للرب، وقد كَرَّس إمكانياته لحساب هذا العمل، وها هو يُسَلِّم العرش لسليمان، لا لهدف سوى أن يُتَمِّم الوعد الإلهي له أن ابنه يبني الهيكل.

3. بدأ سفر أخبار الأيام الأول بآدم وحواء اللذين تَسَلَّما جنة عدن ليتمتعا بحياة شبه سماوية في العالم الجميل الذي خلقه الله لهما ولنسلهما، لكن سرعان ما أفسدا هما ونسلهما هذا الجمال البديع. نال بنو آدم الوعد بالإصلاح والتجديد لكل ما قد فسد، يُحَقِّقه الخالق نفسه كمُخَلِّصٍ للبشرية، وانتهي السفر بموت داود الذي اشتهى أن يُقِيمَ موضعًا مقدسًا لتابوت العهد، علامة الحضور الإلهي وسط الشعب. وها هو يبدأ أخبار الأيام الثاني بسليمان الذي لا عمل له سوى بناء الهيكل كمركزٍ للأرض كلها، يُعلِنُ الحضور الإلهي.

4. إن كان سفر أخبار الأيام الأول دخل بنا إلى رحلة ممتعة من آدم إلى داود، ليؤكد أن ابن داود قادم لأجل خلاص كل بني آدم أو كل العالم، فإن هذا السفر رَكَّز على بيت داود لكي يدعو كل المؤمنين ابنَ داود كي يسكن في وسطهم كما في قلوبهم. إنه سفر ملكوت الله المبارك في حياتنا.

لقد أبرز السفر السابق أن ربَّنا يسوع هو الملك الحقيقي المستحق وحده أن نعبده، حاثًا إيانا على التشبُّه بداود الملك رجل الصلاة والتسبيح لا شاول. أما هذا السفر، فيحثنا على طلب هذا الملك، والتمتُّع بالشركة معه (14: 7؛ 4: 14، 7؛ 2: 15، 4، 12، 13، 15؛ 4: 17؛ 3: 19؛ 3: 20؛ 9: 22؛ 5: 26؛ 19: 30؛ 21: 31؛ 3: 34 الخ)، وأن نُقيم له فينا بيتًا.

مملكة بيت داود

رأينا في دراستنا لسفر أخبار الأيام الأول، أن عدو الخير لم يتوقَّفْ عن مقاومة الملك داود، وأيضًا بيته مع شعب يهوذا بعد الانقسام لكي يطفئ هذا السراج، لكن نعمة الله كانت تعمل في حفظ النسل الملكي من بيت داود حتى يأتي ابن داود في ملء الزمان ليملك في قلوب المؤمنين، ويهبهم برَّه.

يبدأ هذا السفر بمُلْكِ سليمان باني هيكل الرب، ثم يستكمل تاريخ ملوك يهوذا بعد انشقاق العشرة أسباط في بدء استلام رحبعام بن سليمان العرش، ويُكَمِّل حتى سبي يهوذا إلى بابل، وعودتهم في السنة السبعين من السبي.

بدأ السفر بالمملكة في قمة مجدها وعظمتها وغناها. هذه المملكة التي كانت تفوق الممالك الأربع التي تنبأ عنها دانيال النبي بتفسيره التمثال الذي رآه نبوخذنصر. بدأت هذه الممالك الأربع بنبوخذنصر، إذ يقول له دانيال: "فأنت هذا الرأس من ذهب" (دا 2: 38). واستمرت حوالي سبعين عامًا، وتلاها مملكة فارس ومادي لمدة 130 عامًا، ثم مملكة الإغريق المنقسمة إلى أربعة فروع ودامت 300 عام، ثم ثلاثمائة أخرى تحت الحكم الروماني.

كان داود النبي والملك بطلاً أعظم من هؤلاء جميعًا، وكان سليمان ملكًا في قمة المجد بين الأمم والشعوب أكثر منهم. استمر بيت داود على العرش لأكثر من أربعة قرون. وبعد خسوف طويل سطعت المملكة ثانية بمجيء المسيَّا ابن داود: "لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" (إش 9: 7).

في الفترة ما بين الانقسام في عصر رحبعام حتى السبي الأشوري امتزج مُلْك يهوذا بمُلْك إسرائيل. أما غاية هذا فهو تأكيد أن الذين تجاهلوا العبادة لله أو قاوموها وانحرفوا إلى العبادة الوثنية، حصدوا الفشل والانحطاط. وعلى العكس فإن الملوك الصالحين من يهوذا تمتَّعوا بالنجاح والنصرة والازدهار.

سليمان الملك

اختصت الأصحاحات التسعة الأولى بشخصية الملك سليمان، في نفس الوقت اختصت ست أصحاحات من التسعة ببناء الهيكل، الذي يُعتبَر أهم إنجازات سليمان.

كثيرون يُفكِّرون في سليمان من جهة كثرة زوجاته، وهذا لم يكن حسب مشيئة الله، وقد أثمرت هذه الخطية مرارة بانقسام المملكة في أيام ابنه رحبعام. غير أن هذا لم يُحَطِّم الجانب الإيجابي والغيرة المقدسة نحو بناء الهيكل والاهتمام بالعبادة.

في مقدمة قصيدته عن سليمان والزانيتين، يُعلِنُ القديس مار يعقوب السروجي عن مرارة نفسه، لأنه قضى زمانًا لا يطلب فيه شيئًا من الله، حاسبًا نفسه أنه مستحق الجلدات، لأنه لا يغرف من غِنَى الكنوز الإلهية بالسؤال الدائم، كما سأل سليمان الله أن يهبه حكمة سماوية لرعاية شعب الله. وفي نفس الوقت يقف في حيرة: تُرَى هل يطلب من الرب الذي أعطاه الكثير ولم يُقَدِّمْ الشكر اللائق به، فحسب نفسه ناكرًا للجميل أو جاحدًا، أم يكف عن الطلب ويصمت، حاسبًا صمته وعدم سؤاله أمرًا غير لائق. كان مُعَذَّبًا ومُتحيِّرًا بين التزامه بالصمت وسؤاله من الله ليهبه من كنوزه!

ما شدِّ انتباه القديس مار يعقوب السروجي أن سليمان التجأ إلى الله، يطلب منه ما يشتهيه وهو الحكمة. لذلك يحسب نفسه أنه يستحق الجلدات، لأنه لم يفعل ما فعله سليمان، ولمدة طويلة لم يطلب من الله شيئًا.

  • هوذا كل الأجيال تأخذ ثروتها من سخائك، لأن ثروتك ضخمة، وكنزك يفيض كالينبوع.

من لا يسأل منك شيئًا تحسبه كسولاً، ومن يأتي ويطلب منك، فهذا لنفعه.

إذًا أنا أستحق الجلدات والضربات، لأنني أهملت أن آخذ منك أي غِنَى لمدة طويلة.

من سألك ولم ينل منك كل احتياجاته؟! أو من دعاك ولم ينل منك كل أسئلته؟! [1].

القديس مار يعقوب السروجي.

مع كل ما تَمَتَّع به سليمان من بركات خلال بركات أبيه داود الملك البار، غير أنه يلزمنا أن ندرك مسئولية كل إنسانٍ شخصيًا عن إيمانه وسلوكه في يوم الرب العظيم.

  • يبدأ الأشرار يتوسلون أمام الأبرار (ويقولون): نرجو منكم، تضرعوا واطلبوا لأجلنا.

الديَّان مُخِيف، وأفعالنا غير حسنة، اطلبوا لأجلنا لكي يرضى علينا...

ينظر الأخ البار إلى أخيه الذي صنع الإثم وهو يتعذَّب، ويخاف أن يتوسل لأجله.

آدم العظيم لا يُفِيد قايين بِكْرَه في عذابه، ولا يعترف به أمام الديان.

إسحق البار لا يقترب من عيسو الشَرِه حين يذمُّونه ليُجِيب عنه، ويدافع عن جهالته.

داود بكل جمال إيمانه لا يُعِِين سليمان حين يحاكمونه بسبب وثنيته.

النفس التي تخطئ هي التي تُحاسَب أمام الديان، ولا توجد هناك فرصة ليتوسل أحد لأجل قريبه...

لماذا لم تُعْطِ هؤلاء العذارى الخمس الحكيمات الزيت من آنيتهن؟

قلن: لعله لا يكفي لنا ولكنّ، لأنه لا يكفي أحدًا إلا لنفسه قدام ذلك العرش.

أعمال كل إنسانٍ مُصوَّرة على وجهه، ولا يقدر أحد أن يتزيَّن بأعمال رفيقه[2].

القديس مار يعقوب السروجي.

يستطيع الإنسان أن يُدرِكَ هدف سفري أخبار الأيام بالمقارنة بين ما ورد في ملوك الثاني عن سليمان وما ورد عنه في أخبار الأيام الثاني. ففي الملوك تحتل قصة الزانيتين مركز الصدارة لإبراز حكمة سليمان منذ شبابه المُبَكِّر في بدء حُكْمِه. فخلال عطية الحكمة التي وُهِبَتْ له من الله لم ينشغل بمحاكمة الزانيتين على سلوكهما المُشِين كزانيتين، وإنما اهتم بإنقاذ الرضيع الصغير من يد الزانية المغتصبة له، وتسليمه لأمه المملوءة حنوًا عليه! إنه يُمَثِّل رجل الحكمة والحب والعدل والسلام! أما في أخبار الأيام، فلم يُشِرْ إلى هذه القصة، إنما رَكَّزَ السفر على بناء الهيكل وتدبير أمور العبادة، مثل إيقاد بخور عطر والتمتُّع بخبز الوجوه الدائم والمُحرَقات والسبوت والأهلة والأعياد والاهتمام بتنظيم فِرَق التسبيح، إنه رجل العبادة والتهليل كمن في السماء عينها.

الملوك بعد الانقسام.

لم يوجد ملك واحد صالح في مملكة الشمال (إسرائيل)، لذا لم يُرَكِّزِ السفر على هذه المملكة، بل على مملكة يهوذا وعلى سلالة داود.

وُجِدَ ملوك صالحون بارزون في مملكة يهوذا، اهتموا بالنهضة الروحية للأمة، كما وُجد ملوك أشرار دفعوا المملكة للتأديب الإلهي بالسبي البابلي الذي دام سبعين عامًا.

نداء كورش بالعودة من السبي.

لم يُسَجِّلْ لنا السفر شيئًا عن فترة السبي، وكأنها فترة ساقطة من حياة شعب الله، لأنه بسبب إصراره على العناد، فقد شركته مع الله، وعبادته في الهيكل، وتقديم الذبائح التي هي رمز لذبيحة السيد المسيح الكفَّارية.

ملامح السفر

1. يُعتبَر هذا السفر امتدادًا طبيعيًا لسفر أخبار الأيام الأول، وقد كان السفران سفرًا واحدًا في النصوص العبرية الأصلية.

2. ما ورد في هذا السفر لا يُعتبَر تكرارًا لما ورد في سفري الملوك بلا هدف. فالسفر هنا في حقيقته ليس عرضًا تاريخيًا للملوك منذ نياحة داود إلى الرجوع من السبي البابلي، إنما في جوهره هو عرض عملي لدور العبادة الحقيقية والاهتمام بقدسية الهيكل منذ الانطلاق العملي لبنائه حتى تدميره على أيدي البابليين، وسقوط الشعب في السبي بسبب تهاونهم في العبادة، وعدم مراعاتهم لمحبة الله واقتنائهم مخافة الرب البناءة.

إنه بحق سفر بيت الرب ودعوة الكنيسة كجماعة مُقدَّسة، بل وكل مؤمنٍ أن يلتهب قلبه للعبادة بالروح والحق، حتى تُقَام مملكة الله في الإنسان الداخلي كعربونٍ لأورشليم العليا.

3. يختلف غرض الوحي هنا عنه في سفري الملوك. ففي الملوك يُقَدِّم عَرْضًا تاريخيًا روحيًا، يكشف عن محبة الله لشعبه، مع مقابلة الشعب بكل فئاته حتى الكهنة هذا الحب الإلهي الفائق بالرغبة في التحرُّر من الله كمن يريد السيادة واستعبادهم. وفي نفس الوقت يجد الكثيرون سعادتهم أو حياتهم في اللذات الجسدية والرجاسات والاقتداء بالشعوب الوثنية. لذا اهتم سفرا الملوك بإبراز أخطاء حتى للملوك الصالحين، وإبراز بشاعة المملكة المنشقة إسرائيل التي كانت تضم عشرة أسباط، إذ لم يوجد بين ملوكها ملك واحد صالح يود أن يلتصق بالله.

4. إصرار إسرائيل على العصيان، ومقاومة الحق الإلهي والخلط بين عبادة الله والعبادة الوثنية والتحالف أحيانا مع شعوب وثنية ضد يهوذا مع كراهية لبيت داود، دفع بالمملكة إلى السبي الأشوري، وهو من أبشع أنواع السبي في التاريخ.

5. لقد وُجِدَ ملوك صالحون في يهوذا، هؤلاء أيضًا كان لهم أخطاء خطيرة، وغالبًا ما كان أبناؤهم أشرارًا، لا يسلكون بالاستقامة في عيني الرب. وبعد سبى مملكة إسرائيل بواسطة أشور، لم تتعظ مملكة يهوذا بهذا السبي، بل سقطوا فيما سقطت فيه مملكة إسرائيل وانتهت المملكة بالسبي البابلي.

6. جاء سفر أخبار الأيام الثاني يؤكد نعمة الله العاملة حتى في أحلك العصور، فإنه دائمًا توجد بقية مقدسة تطلب القدوس في أمانة ما استطاعت.

7. بدأ سفر أخبار الأيام الثاني باستلام سليمان الحكيم المملكة، ويُلاحَظ فيه:

أ. بدا كأن العمل الأول والرئيسي، بل والوحيد هو الاهتمام بالهيكل بيت الرب.

ب. لم يذكر الصراع على العرش بعد موت داود، لأنه أراد إبراز أن تولي سليمان العرش كان رمزًا لمجيء ملك السلام كلمة الله المتجسد ليُقِيمَ ملكوته في قلوب المؤمنين.

ج. أبرز شخصية سليمان كما لو كان ملكًا كاهنًا، مع أنه ليس من سبط لاوي، لكنه كان رمزًا للسيد المسيح ملك الملوك ورئيس الكهنة السماوي في نفس الوقت.

8. ظهر ارتباط العرش الملكي بالهيكل، فلا نجاح للواحد دون الآخر. نرى يهوياداع رئيس الكهنة في شجاعة وبروح التقوى اهتم بإعداد العرش ليوآش من نسل داود، وكان المشير له. وعلى النقيض حين حاول عُزيّا اقتحام العمل الكهنوتي مستخدمًا سلطانه كملكٍ، أُصيب بالبرص في الحال (أصحاح 26).

9. للأسف وُجِدَ من نسل داود ملوك غاية في الشر مثل آحاز بن يوثام وحفيد عُزيّا، فقد جمع آنية بيت الله وقطعها، وأغلق أبواب بيت الرب، وعمل لنفسه مذابح في كل زواية في مدن يهوذا. أطفأ السرج، إذ كان يحمل عداوة مُرَّة نحو الله والعبادة له، وكان من ثمر ذلك أنه دَمَّر مملكة يهوذا، في أيام أحفاده.

10. مع كل ما فعله آحاز الشرير، تلقفت نعمة الله ابنه حزقيا "الذي عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبيه". كانت النعمة مستعدة للعمل، وبالفعل عملت في أناس كان آباؤهم أشرارًا. من أمثلة ذلك:

عملت في يوثام الذي خاف الرب وهو ابن عُزيّا المختلس للعمل الكهنوتي.

وعملت في حزقيا الملك الصالح ابن آحاز الملك الشرير.

وأيضًا في يوشيا الصالح الذي جاء بعد منسى وآمون الشريريْن.

11. لم يتوقَّف الله عن إرسال أنبياء سواء لمملكة إسرائيل أو يهوذا حتى في أشر اللحظات، بل غالبًا ما كان يُرسِلُ أنبياء عظماء وأصحاب سلطان ليقفوا أمام الملوك الأشرار.

12. الله في محبته للبشر يبحث عن إنسانٍ مُقَدَّسٍ في كل الأرضٍ، ليكون بركة للآخرين: "لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض، ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه" (2 أي 9: 9).

في كل جيلٍ نسمع عن بقية تبدو مجهولة، لكنها معروفة لدى الله، موضع سروره ورضاه.

أقسام السفر

الباب الأول: مُلْك سليمان (1 - 9).

1. بدء حكم سليمان 1.

2. بناء الهيكل 2 - 7.

3. أمجاد عصر سليمان 8 - 9.

الباب الثاني: الملوك بعد سليمان (10 - 36).

1. انشقاق في عصر رحبعام 10 - 12.

2. نشاط روحي في عصر أبيّا 13.

3. نشاط وسعادة في عصر آسا 14 - 16.

4. تقوى ورخاء في عصر يهوشافاط 17 - 20.

5. انحطاط في عصر يهورام وأخزيا وعثليا 21 - 22.

6. تقلقل في عصر يوآش وأمصيا 23 - 25.

7. رخاء في عصر عزّيا 26.

8. عصر يوثام 27.

9. دنس في عصر آحاز 28.

10. مجد في عصر حزقيا 29 - 32.

11. شر في عصريّ منسّى وآمون 33.

12. إصلاح في عصر يوشيا 34 - 35.

13. هلاك ودمار في أيام أبناء يوشيا 36.

من وحي أخبار الأيام الثاني.

هَبْ لي أن أبني بيتك المُقَدَّس!

  • إلهي، اخترتَ سليمان بن داود يجلس على العرش.

وهبتَه أن يبني لك بيتًا مقدسًا!

أشبعت قلبه بك، فلم يطلب لنفسه شيئًا.

طلب الحكمة وهو شاب، ليرعى شعبك.

وهبتَه أكثر مما سأل، وفوق ما طلب.

اقتنى الالتصاق بك، يا مصدر الشبع.

بك صار غنيًّا ومُمجَّدًا ومملوء سلامًا.

  • وهبتني روح التبني لأبيك السماوي.

بك يا ملك الملوك أصير ابنًا وملكًا.

لن أشتهي لنفسي شيئًا، سوى أن أتشبَّه بك، يا محب البشر.

أحب كل إنسانٍ حتى المقاومين لي.

بك أتمتع بالحكمة السماوية، فأطلب خلاص كل البشر.

أشتهي أن يصير الكل هيكلاً مقدسًا لك.

يُسمَع صوت التسبيح من كل قلب!

وتصعد رائحة بخور زكية من كل نفسٍ.

وتُقَدَّم مُحرَقات الحب بلا توقُّفٍ.

  • تحزن نفوسنا لما حدث بعد موت سليمان.

نرى انقسام المملكة بسبب عنف رحبعام وجهالاته.

اجتمعت الأسباط العشرة ضدك.

أقامت العجول والتيوس لكي تتعبَّد لها.

ورفضت الالتصاق بك، يا واهب الحياة!

للأسف سقط السبطان بعد ثلاث سنوات في عبادة الأوثان.

تحوَّلا عنك يا شمس البرّ،.

أحبا الظلمة أكثر من النور الإلهي.

  • بحُبِّك حوَّلتَ الشر إلى الخير.

عزلت الجداء (الأسباط العشرة) عن الخراف.

حفظت مملكة يهوذا، ليبقى سراج بيت داود مشتعلاً.

أنت ضابط التاريخ، أنت كلّي الصلاح.

أنت تعمل عبر كل الأجيال لخلاص البشر.

  • في وسط الظلام الدامس لم تترُك نعمتك البشرية.

وُجِدَ وسط الأسباط العشرة من رجعوا إليك.

تركوا أسباطهم، والتصقوا بأورشليم ويهوذا.

سلكوا بالروح، ولم يطيقوا شهوات الجسد!

ووسط السبطيْن وُجِدَت بقية مقدسة لك.

  • بذل عدو الخير كل طاقاته ليطفئ السراج المنير.

لم يكف عن جذب ملوك يهوذا الشر.

لكن بقي وعدك صادقًا.

وفي أحلك الظروف وُجِدَ طفل من النسل الملكي (يوشيا).

  • ماذا نقول؟! في دهشةٍ نعجب لأعمال حبك.

قُمتَ بتأديب شعبك بالسبي البابلي.

عبرت سنوات السبي السبعين ثقيلة للغاية.

ظن الكثيرون استحالة تحقيق وعودك الإلهية.

هل من رجوع من السبي بعد كل هذا الزمان؟

هل يجلس ابن لداود على العرش؟

هل يُقَام هيكل سليمان الذي تهدَّم تمامًا.

هل تعود أورشليم مدينة لله مقدسة؟

  • أنت إله المستحيلات! عاد الشعب بأمر كورش الفارسي.

أُقِيمَ الهيكل، وبُنيتْ أورشليم، وعادت العبادة.

لم يكن هذا كله إلا رمزًا لك يا ابن داود.

عتقتنا بصليبك من عبودية إبليس!

أَقمتَ من اليهود والأمم كنيسة مقدسة!

وهبتنا أن تُقِيمَ ملكوتك في قلوبنا!

أعطيتنا سلطانًا ملوكيَّا، فننعم بحرية مجد أولاد الله!

والآن هَبْ لي ألا أكف عن الصلاة والعمل،.

حتى أرى بيتك المقدس قائمًا في كل القلوب!

لك المجد يا مُخَلِّص العالم!

الباب الأول.

مُلْك سليمان.

أخبار الأيام الثاني 1 - 9.

حُكْم سليمان.

أخبار الأيام 1 - 9.

اهتم السفر بالحديث عن حُكْمِ سليمان الذي عُرِفَ بالحكمة والسلام، فكان رمزًا لعصر رب المجد يسوع الذي يُقَدِّم نفسه لنا، نقتنيه في حياتنا بكونه حكمة الله (1 كو 1: 24)، وإله السلام (1 كو 14: 33).

لا يشير السفر إلى شيءٍ من أخطاء سليمان، لكي يكون رمزًا لملكوت المسيح السماوي الذي يقيمه روح الله القدوس في أعماق قلوبنا. نسمع الصوت الإلهي: "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21).

مُلْك سليمان وبرّ المسيح.

تجاهل السفر الحكم على أدونيا الذي قاوم داود أباه، وشمعي الذي أهان داود وسخر به، ويوآب الذي عُرِفَ بالتمرُّد. بناء على طلب أبيه داود أصدر سليمان الحكم عليهم بالموت (1 مل 1: 1 - 2). وردت قصة الزانيتين اللتين اختلفتا بسبب محاولة كل منهما أن تنسب الطفل الحي لها والميت للأخرى (1 مل 3: 16 - 28). كشف الملك عن الحقيقة بحكمة، ولم يُذكَرْ عنه أن حَكَمَ عليهما بسبب شرهما كزانيتين وسكرهما حتى لم تشعر إحداهما بأنها رقدت على طفلها حتى مات، ولم تشعر الأخرى بأن الأولى سرقت الطفل من حضنها ووضعت طفلها الميت بدلاً منه، إنما ما أبرزه السفر كيف بحكمةٍ كشف الملك عن الحق، وفضح الكذب والخبث والاحتيال.

قيل عنه: "وكان الرب إلهه معه وعظَّمه جدًا"، وهو في هذا رمز للسيد المسيح القائل نيابة عن البشرية التي تسترد الحياة الملوكية فيه: "اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا، وأقاصي الأرض ملكًا لك" (مز 2: 8).

اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

بدء حُكْم سليمان.

افتتح هذا السفر حديثه عن سليمان بزيارته خيمة الاجتماع في مدينة جبعون. أما التابوت فكان مقره في أورشليم.

إذ استولى داود على أورشليم وضع في قلبه أن يُحضِرَ التابوت إلى أورشليم بكونها عاصمة مملكته. حمل هذا العمل رمزًا لملكوت ربِّنا يسوع في حياتنا، وسكناه في قلوبنا، وخضوعنا بالحُبِّ له. في الأصحاح الثاني نرى أن خطة داود تحققت، إذ بدأ العمل لبناء هيكل الرب بواسطة سليمان بكونه رمزًا للسيد المسيح ملك السلام، الذي أقام منا هيكله بروحه القدوس.

1. الرب يُعَظِّم سليمان 1.

2. خيمة الاجتماع أولاً 2 - 4.

3. المذبح والذبائح 5 - 6.

4. الله يتراءى لسليمان 7 - 9.

5. سليمان يطلب الحكمة والمعرفة 10.

6. الله يعطي أكثر مما نسأل 11 - 12.

7. سليمان ومركباته وخيله 13 - 17.

العدد 1

1. الرب يُعَظِّم سليمان

وَتَشَدَّدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى مَمْلَكَتِهِ،.

وَكَانَ الرَّبُّ إِلَهُهُ مَعَهُ، وَعَظَّمَهُ جِدًّا. [1].

في الأصحاح الأخير من أخبار الأيام الأول قيل: "وعظَّم الرب سليمان جدًا في أعين جميع إسرائيل، وجعل عليه جلالاً ملكيًا، لم يكن على ملكٍ قبله في إسرائيل" (1 أي 29: 25).

يقول الرب: "أُكرِم الذين يكرمونني" (1 صم 2: 30). فقد أَكرَمَ سليمان الرب؛ أعطى الأولوية للرب. قبل أن يجلس على العرش ليُمارِس أي عمل ملوكي خاص بالأمة، جمع كل القيادات والشعب، وذهب إلى مرتفعة جبعون، يُقَدِّم ذبيحة للرب في خيمة الله التي عملها موسى عبد الرب في البرية [3].

لقد استلم عرشًا عليه نزاع من إخوته، لكن الرب شدَّده وعظَّمه، لأنه كان معه.

في هذا السفر يبدو سليمان في غِنَى وعظمةٍ وسلطانٍ ومجدٍ منذ بدء تجليسه، دون إبراز تزايده في هذا كما في سفر الملوك. لأن هذا السفر يُقَدِّم لنا سليمان كرمزٍ للسيد المسيح الذي نزل ليحمل البشرية إلى سماواته، ويهبهم الشركة في الأمجاد. إن كان في تواضعه افتقر، إنما لكي يغنينا بفقره، فأمجاده ليست خارجًا عنه، إنما هو مصدر الغِنَى والبرّ والقداسة والمجد، يود أن يهبنا ذاته، فنرى فيه كل الكفاية.

  • لا خيِّر إلاَّ واحد وهو الله، الذي وحده أيضًا يجلب للإنسان السعادة، ويعطيه السلام والاستقرار والاطمئنان[3].

القديس باسيليوس الكبير.

  • في تكريمنا لله نكرم أنفسنا. من يفتح عينيه لينظر نور الشمس يَتَقَبَّل البهجة فيه... من يكرمون الله إنما يفعلون هذا لخلاصهم ولعظم نفعهم؛ كيف؟ لأن من يتبع الفضيلة يُمَجِّد الله... لنُمَجِّد الله ولنحمله في أجسادنا وأرواحنا (1 كو 6: 20) [4].

القديس يوحنا الذهبي الفم.

الأعداد 2-4

2. خيمة الاجتماع أولاً

وَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رُؤَسَاءَ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَالْقُضَاةَ،.

وَكُلَّ رَئِيسٍ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ رُؤُوسَ الآبَاءِ [2].

واضح أن الذين كانوا حول سليمان في مراكز قيادية، كانوا مُحِبِّين للعبادة، لذا شاركوا سليمان حُبَّه للحياة التعبدية الجماعية.

فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ الْجَمَاعَةِ مَعَهُ إِلَى الْمُرْتَفَعَةِ الَّتِي فِي جِبْعُونَ،.

لأَنَّهُ هُنَاكَ كَانَتْ خَيْمَةُ الاِجْتِمَاعِ خَيْمَةُ الله،.

الَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي الْبَرِّيَّةِ. [3].

كانت جبعون في وقت من الأوقات أعظم مَقدِس في إسرائيل، صارت في ذلك الحين مُجَرَّد محطة في الطريق إلى أورشليم. لم تُذكَر النقائص التي تفسد جمال جبعون كمركز للعبادة (1 مل 1: 3 - 4). هناك خيمة الاجتماع، خيمة الله التي عملها موسى عبد الرب في البرية... ومذبح النحاس الذي عمله بصلئيل بن أوري بن حور ووضعه أمام مسكن الرب (2 أي 1: 3 - 5).

الْتَف كل بني إسرائيل حَوْلَ الملك سليمان، ويصف هنا رحلته مع كل إسرائيل إلى جبعون. ذكر السفر هنا تفاصيل لم ترد في سفر الملوك [3 - 6]، ليذكر أن ما يفعله سليمان جاء امتدادًا لما فعله موسى قديمًا. فقد أراد الملك تأكيد تقديسه وتقديره لخيمة الاجتماع التي أقامها موسى النبي منذ حوالي 300 عام، ومذبح النحاس الذي صنعه بصلئيل (خر 31: 38). فبناء هيكل سليمان لا يعني تحطيمًا للعبادة التي ورثها إسرائيل، إنما هو امتداد لها تحمل ذات الفكر[5].

بدأ سليمان عهده بزيارة شعبية لخيمة الاجتماع ومذبح الرب. إنها فاتحة صالحة لعمله، إذ شعر الكل بالحاجة إلى حضرة الله في وسطهم، وحضورهم في بيت الرب، بل ويكون الرب في رفقتهم في كل رحلة حياتهم.

وَأَمَّا تَابُوتُ الله، فَأَصْعَدَهُ دَاوُدُ مِنْ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ عِنْدَمَا هَيَّأَ لَهُ دَاوُدُ،.

لأَنَّهُ نَصَبَ لَهُ خَيْمَةً فِي أُورُشَلِيمَ. [4].

الأعداد 5-6

3. المذبح والذبائح

وَمَذْبَحُ النُّحَاسِ الَّذِي عَمِلَهُ بَصَلْئِيلُ بْنُ أُورِي بْنِ حُورَ،.

وَضَعَهُ أَمَامَ مَسْكَنِ الرَّبِّ.

وَطَلَبَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ وَالْجَمَاعَةُ. [5].

سرُّ قوة الخيمة المذبح الذي يشير إلى الصليب وذبيحة السيد المسيح لخلاص العالم. خلال الصليب نحمل برَّ المصلوب، فنصير في عينيّ الله أبرارًا، بهذا نترنَّم، قائلين: "لأن عينيّ الرب على الأبرار، وأذنيه إلى طلبتهم، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر" (1 بط 3: 12).

ذهاب القادة والشعب مع سليمان إلى جبعون حيث خيمة الاجتماع والمذبح، يُشِير إلى مرافقتنا للسيد المسيح المصلوب، ملك السلام لننعم بالمسكن السماوي، ونختبر الصليب، قوة الله للخلاص (رو 1: 16).

وَصَعِدَ سُلَيْمَانُ هُنَاكَ إِلَى مَذْبَحِ النُّحَاسِ أَمَامَ الرَّبِّ،.

الَّذِي كَانَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ،.

وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ. [6].

أصعد سليمان على المذبح ألف محرقة [6]، وربما أكثر من ذلك من ذبائح السلامة، علامة البهجة والفرح أمام الرب.

أبرز الكاتب في بدء حديثه عن سليمان أنه أصعد على مذبح النحاس ألف محرقة، وعندما تراءى الله لسليمان قال له: "اخترت هذا المكان لي بيت ذبيحة" (7: 12). فإن كان رقم 1000 في الكتاب المقدس كثيرًا ما يشير إلى السماء والسماويات، فإن هذا السفر الذي رَكَّز على الهيكل والعبادة، غايته الإعلان عن انفتاح أبواب السماء لليهود كما للأمم لكي تقدم كنيسة العهد الجديد التي تضم الجميع ذبيحة المُحرَقة الكاملة، أي الحب الكامل لله، كما قَدَّم إبراهيم ابنه الحبيب ذبيحة مُحرَقة مقبولة ورائحة رضا أمام الله.

ويلاحظ بعض الدارسين أن أخبار الأيام لا يشير إلى ذبيحة الخطية ولا إلى ذبيحة الإثم، حتى يبدو المذبح كأنه قد كُرِّسَ لذبائح المُحرَقات والسلامة. فبناء بيت الرب هو دعوة موجهة لكل البشرية كي تسمو وتشارك السمائيين ذبائح الحمد والشكر والتسبيح، كتعبير عن الحب والتجاوب مع محبة الله الفائقة لخليقته العاقلة.

إذ كان القدّيس أغناطيوس متهلّلاً بالروح وهو في طريقه للاستشهاد، عَبَّرَ عن نظرته للكنيسة بكونها جسد المسيح المبذول؛ إذ يقدّم المسيح الإفخارستيا، جسده ودمه المبذولين لتعيش الكنيسة تنعم مع عريسها المصلوب بروح البذل. هذا ما دفعه لتعريف الكنيسة "موضع الذبيحة Thysiasterion" في أكثر من موضع[6].

  • زادك الله غنى، تكرم بهذه المنح على من يعتبرونها ويرغبون فيها، فأنا كاهن سيدي يسوع المسيح وله أُقَدِّم الذبيحة في كل يوم، وأرغب في أن أُقَدِّم حياتي ذبيحة، كما قَدَّمَ حياته ذبيحة حبًا بي[7].

أغناطيوس أسقف أنطاكية.

الأعداد 7-9

4. الله يتراءى لسليمان

فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ تَرَاءَى الله لِسُلَيْمَانَ،.

وَقَالَ لَهُ: اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ. [7].

إذ اهتم سليمان أن يتحدث مع القادة بروح الحب، وانطلق معهم إلى خيمة الاجتماع، وأصعد ألف مُحرَقة على المذبح، تراءى الرب له يسأله عن احتياجاته.

غالبًا ما كان النبيّان ناثان وجاد مشيريْن لداود النبي والملك، غير أنه يبدو لم يكن يوجد نبي في أيام سليمان، فتراءى الرب نفسه له، وتحدث معه. هذا لا يعني أنه أفضل من أبيه الذي كان يتحدث الله معه خلال أنبيائه، فإن الله يعمل بوسيلة أو أخرى حسب مقتضيات الحاجة. فقد تحدث مباشرة مع بعض رجال الأمم مثل أبيمالك (تك 20) وعبيد فرعون المصريين (تك 40)، وفرعون نفسه (تك 41).

جاءت كلمة "يسأل" ومشتقّاتها في حديث الله مع سليمان هنا ثمان مرات. فإن سؤال الإنسان خاصة من الله يكشف إلى حدٍ كبير عمّا في قلبه. فلو كان سليمان مُحارِبًا، لطلب النصرة على الأعداء، إنما إذ رأى أنه قائد شاب يحتاج إلى الحكمة لتدبير الأمور الخاصة بشعب الله، وأنه خليفة الملك العظيم داود، لذلك طلب من الله الحكمة.

جاء في يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن سليمان إذ تراءى له الله، قفز من سريره[8].

لا يكف الرب عن أن يسألنا: "إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي، اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً" (يو 16: 24).

  • ما تسألونه يُحسَب كلا شيء بالنسبة لما أُريد أن أعطيكم. لأنه ماذا سألتم باسمي؟ أن تخضع الشياطين لكم. لا تفرحوا بهذا، فإن ما قد سألتموه هو لا شيء، فلو كان ذلك شيئًا لكان يسألهم أن يفرحوا...

"لكي يكون فرحكم كاملاً"، أي اسألوا ما يشبعكم.

عندما تسألون أمورًا زمنية لا تسألون شيئًا. "من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا" (يو ٤: ١٣)...

اسألوا ما يشبعكم!

تحدثوا بلغة فيلبس: "يا رب أرنا الآب وكفانا" (يو ١٤: ٨). قال له الرب: أنا معكم كل هذا الزمان ولم تعرفني؟ من رآني يا فيلبس، فقد رأى الآب أيضًا "(يو ١٤: 9 Vulgate).

قدموا تشكرات للمسيح الذي صار ضعيفًا لأجلكم لأنكم ضعفاء، ولتكن رغباتكم معدة للاهوت المسيح لكي تشبعوا بها[9].

  • يجب ألا يُفهَم قوله: "كل ما طلبتم" أنه أي طلب كان، بل أي شيء يكون بالحقيقة له علاقة بالحياة المُطوَّبة. وما جاء بعد ذلك: "إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي" [٢٤]، يُفهَم بطريقتين: إما أنكم لم تطلبوا باسمي، إذ لم تعرفوا اسمي بعد كما يجب، أو أنكم لم تطلبوا شيئًا، إن قورن بما يجب أن تطلبوه، فما تطلبونه يُحسَب كلا شيء[10].

القديس أغسطينوس.

فَقَالَ سُلَيْمَانُ لله: إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً، وَمَلَّكْتَنِي مَكَانَهُ. [8].

شعور بالجميل مع الشكر: "مَلَّكتني مكانه"؛ لقد جعلتني مكان أبي، الرجل التقي الصالح والعظيم، الذي أكمل رسالته بروح الإخلاص. وكأنه يقول مع إليشع لأبيه الروحي إيليا: "يعطيني نصيبين من روحك". ليتنا نحمل نفس الروح، فنشعر أن ما ناله آباؤنا من بركات إلهية هو رصيد لنا يليق بنا أن نتمتع به.

لقد نال داود أبوه رحمة من قبل الله، فإنه وإن أخطأ غير أنه بالتوبة تَمَتَّع بمراحم الله.

  • "ليس أحد طاهرًا من دنسٍ، ولو كانت حياته يومًا واحدًا" [11]. يئن داود قائلاً: "بالآثام حُبِلَ بي، وفي الخطايا ولدتني أمي" (مز 51: 5). أيضًا يعلن الرسول: "إذ الجميع أخطأوا، وأعوزهم مجد الله، متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قَدَّمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 23 - 25). لذلك يُمنَح غفران الخطايا للذين يؤمنون، إذ قال الرب نفسه: "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يُسفَك من أجل كثيرين، لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28) [12].

القديس باسيليوس الكبير.

  • بالرغم من أن خدام الله وأصدقاءه يتجنَّبون الخطايا التي للموت، ويمارسون أعمالاً صالحة كثيرة إلا أننا لا نعتقد أنهم بلا خطايا تافهة، فإن الله لا يكذب حيث يقول: "ليس طفل حياته يوم واحد على الأرض بلا خطية". أضف إلى هذا الطوباوي يوحنا الإنجيلي الذي بلا شكٍ ليس بأقل من أيوب في استحقاقه، يعلن: "إن قلنا أننا بلا خطية، نضل أنفسنا والحق ليس فينا" (1 يو 1: 8). علاوة على هذا، نقرأ في موضع آخر: "الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم 24: 16) [13].

الأب قيصريوس أسقف آرل.

  • لقد اقتبست العبارة التالية من سفر أيوب: "ليس أحد طاهرًا، ولو كان عمره على الأرض يومًا واحدًا" (4: 14 - 5 LXX). وأضفت: "فإننا مذنبون على شبه معصية آدم[14]"، وهو رأي يعلنه كتابك عن نبوة يونان بطريقة مشرفة وواضحة، حيث تؤكد أن أطفال نينوى الصغار بعدلٍ التزموا أن يصوموا مع الشعب لمجرد خطاياهم الجدية[15]، لذلك فإنه ليس من غير اللائق أن أوجه لك السؤال: أين مارست النفس الإثم الذي تلتزم به حتى في هذا العمر أن تخلص منه بسرّ النعمة المسيحية؟ [16].
  • ليس إنسان بلا خطية سواء كانت حياته يومًا واحدًا أو عاش سنوات طويلة. فإن كانت الكواكب نفسها ليست بطاهرة في عيني الله، كم بالأكثر الدودة والفساد هذا الذي صار عليه من خضعوا لخطية عصيان آدم؟ [17].

القديس أغسطينوس.

فَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ،.

لِيَثْبُتْ كَلاَمُكَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي،.

لأَنَّكَ قَدْ مَلَّكْتَنِي عَلَى شَعْبٍ كَثِيرٍ كَتُرَابِ الأَرْضِ. [9].

"ليثبت كلامك": أفضل ما نطلبه من الله هو أن يحقق فينا وعوده الإلهية لآبائنا ولنا، وكل البشرية. "اذكر لعبدك القول الذي جعلتني انتظره" (مز 119: 49).

العدد 10

5. سليمان يطلب الحكمة والمعرفة

فَأَعْطِنِي الآنَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً،.

لأَخْرُجَ أَمَامَ هَذَا الشَّعْبِ وَأَدْخُلَ،.

لأَنَّهُ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ هَذَا الْعَظِيمِ [10].

لم يُذكَر هنا عنه أنه فتى صغير لا يَعْلَمُ الخروج والدخول (1 مل 3: 5 - 15)، لأنه يرمز للسيد المسيح حكمة الله. إنما قيل إنه محتاج إلى الحكمة ليخرج ويدخل أمام الشعب ويحكم عليهم.

سليمان كابنٍ أصيل لأبيه داود اختار البركات الروحية لا الزمنيات. لقد عرف سليمان أن هذه العطايا ترضي الله، وهو مانحها (أم 2: 6).

"لأنه من يقدر أن يحكم على شعبك هذا العظيم". شعور جميل بثقل المسئولية وخطورتها، مع ثقة ويقين في إمكانيّات الله وعطاياه لنا.

لم يطلب سليمان الحكمة لكي يفتخر بها، وإنَّما لخدمة شعب سيِّده بروح التقوى، ويقضي بينهم بروح العدالة.

يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم: [إذ طلب سليمان ما يجب طلبه، انظر كيف نال بسرعة. أمران يجب أن يكونا في من يصلِّي: أن يطلب بغيرةٍ، ويسأل ما يجب طلبه[18].].

  • رقد داود بموتٍ هادئٍ كما لو كان نائمًا، وجاء في مكانه الصبي سليمان ليملك.

قال له (الرب): "احفظ وصاياي كما فعل أبوك، قُمْ واحكمْ على مملكة داود أبيك.

فأكون معك، وأُعَظِّم اسمك في العالم. إن كنتَ معي، تحفظ وصاياي، وتصنع إرادتي ".

ركع الصبي ليُصَلِّي أمام الله، صلاة طاهرة مملوءة جمالاً لمن يتأمل فيها.

وجَّه الصبي البتول صلاة طاهرة للرب، بكلمات حبٍ، وسمعها الرب في موضعه السامي.

"يا إله أبي داود، اقبل صلاتي، ولا تبتعد عني، لأنك اخترتني لأصير ملكًا.

أعطني قلبًا مملوءًا بأسرار الخفايا، لأحكم شعبك بأمانةٍ وبرٍّ (1 مل 3: 8).

أنا صبي، فكن لي رئيسًا مُعَلِّمًا أَحْكَم من أي كاتبٍ، وأرشد ابنَ داود، ووجِّهه وعلِّمه، وأعطه حكمةً.

لم أسألك وفرة الغنى، وإنما أن أعرف كيف أُدَبِّر حسب إرادتك (1 مل 3: 9 - 11).

لم ولن أطلب نفوس أعدائي، إنما أطلب فقط قلبًا مملوءًا بأسرار الإيمان (1 مل 3: 11) [19].

القديس مار يعقوب السروجي.

الأعداد 11-12

6. الله يعطي أكثر مما نسأل

فَقَالَ الله لِسُلَيْمَانَ:

مِنْ أَجْلِ أَنَّ هَذَا كَانَ فِي قَلْبِكَ،.

وَلَمْ تَسْأَلْ غِنىً وَلاَ أَمْوَالاً وَلاَ كَرَامَةً وَلاَ أَنْفُسَ مُبْغِضِيكَ وَلاَ سَأَلْتَ أَيَّامًا كَثِيرَةً،.

بَلْ إِنَّمَا سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً تَحْكُمُ بِهِمَا عَلَى شَعْبِي،.

الَّذِي مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِ [11].

من أين أتته هذه الفكرة؟ إن رجعنا إلى 1 أي 22: 11 - 12 نسمع صوت داود النبي يقول لابنه: "الآن يا ابني ليكن الرب معك، فتقلع وتبني بيت الرب إلهك كما تكلم عنك. إنما يعطيك الرب فطنة وفهمًا، ويوصيك بإسرائيل لحفظ شريعة الرب إلهك". لقد كان سليمان مُصغيًا لصوت أبيه. لذلك لما سأله الرب: "اسأل ماذا أعطيك؟" للحال قال: "أود حكمة ومعرفة" [11].

قَدْ أَعْطَيْتُكَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً،.

وَأُعْطِيكَ غِنىً وَأَمْوَالاً وَكَرَامَةً،.

لَمْ يَكُنْ مِثْلُهَا لِلْمُلُوكِ الَّذِينَ قَبْلَكَ،.

وَلاَ يَكُونُ مِثْلُهَا لِمَنْ بَعْدَكَ. [12].

أعطاه الله غِنَى وأموالاً وكرامة، مع أنه لم يطلب هذه الأمور. فالذين يزهدون أمور العالم، يُقَدِّمها لهم الرب بفيضٍ. يقول السيد المسيح: "اطلبوا ملكوت الله وبرَّه، وهذه كلها تُزاد لكم" (مت 6: 33).

سأل لنفسه الحكمة أو التمييز، أي طلب الحكمة العمليَّة التي خلالها يمارس الحياة اللائقة بالمؤمن. وهبه الله الحكمة العقلية والعملية، فلم يكن من هو مثل سليمان حتى يأتي السيد المسيح الذي هو أعظم منه (مت 12: 42؛ لو 11: 31). لقد وعدنا رب المجد يسوع أننا إن طلبنا ملكوت الله وبرَّه، يهبنا الأمور الأخرى، لأنها لن تمتلكنا ولا تشغلنا عن واهبها، ولا تُفسِد قلوبنا (مت 6: 33). يهبنا مع النعمة السماويَّة احتياجاتنا الزمنيَّة، إذ تصير كل الخيرات الأرضيَّة لخيرنا، أمَّا بدون النعمة فإن هذه الخيرات تستعبد نفوسنا.

  • حينئذ تكلم الرب معه، وقال له: أنا اخترتك، ولن أتخلَّى عن مساعدتك.

ولأن فمك طلب حكمًا عادلاً (1 مل 3: 13)، وأبغضتَ الغِنَى والمجد الفارغ،.

أُعطيك ثروة ومجدًا مع العظمة، وتنتشر شُهْرتك في كل مكانٍ وفي البلدان (1 مل 3: 3).

ويأتون في رحلاتٍ، ويرون كيف أن حكمتك عظيمة، وينتشر خبرك لدى ملوك وجماعات الأرض،.

وكل الجهات تطيع مخافتك[20].

القديس مار يعقوب السروجي.

الأعداد 13-17

7. سليمان ومركباته وخيله

فَجَاءَ سُلَيْمَانُ مِنَ الْمُرْتَفَعَةِ الَّتِي فِي جِبْعُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،.

مِنْ أَمَامِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَمَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. [13].

وَجَمَعَ سُلَيْمَانُ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانًا،.

فَكَانَ لَهُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ،.

فَجَعَلَهَا فِي مُدُنِ الْمَرْكَبَاتِ وَمَعَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. [14].

كان ممنوعًا على الملك أن يكثر الخيل (تث 17: 16)، فلا يَتَشَبَّه بالملوك الوثنيين الذين يظنون أن عظمتهم ومجدهم في المظاهر الخارجية.

لقد أقحم سليمان نفسه في ساحة ممنوعة، فأبوه الصالح لم يركب مركبة، ولا اعتلى فرسًا، أقصى ما اعتلاه بغل.

وَجَعَلَ الْمَلِكُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ الْحِجَارَةِ،.

وَجَعَلَ الأَرْزَ كَالْجُمَّيْزِ الَّذِي فِي السَّهْلِ فِي الْكَثْرَةِ. [15].

يؤكد السفر أن الله حقَّق ما وعد به سليمان، إذ وهبه مع الحكمة الغِنَى والمجد. لقد جعل سليمان الذهب والفضة مثل الحجارة، وشجر الأرز مثل الجمّيز، فكثرة الذهب والفضة والأخشاب الثمينة تجعلها بخسة، وتُقَلِّل من قيمتها، أما تفاضل النعمة فيُزِيد من قيمتها.

وَكَانَ مُخْرَجُ الْخَيْلِ الَّتِي لِسُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ.

وَجَمَاعَةُ تُجَّارِ الْمَلِكِ أَخَذُوا جَلِيبَةً بِثَمَنٍ [16].

راجع تفسير (1 مل 10: 28).

جليبة: يرى البعض أنها تعني غزل أو خيوط من الكتان، كانت تشتهر به مصر.

فَأَصْعَدُوا وَأَخْرَجُوا مِنْ مِصْرَ الْمَرْكَبَةَ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ الْفِضَّةِ،.

وَالْفَرَسَ بِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ،.

وَهَكَذَا لِجَمِيعِ مُلُوكِ الْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكِ أَرَامَ، كَانُوا يُخْرِجُونَ عَنْ يَدِهِمْ. [17].

فتح سليمان العلاقات التجارية مع مصر، فاستورد الخيل والكتَّان الذي صنَّعه وصدَّره إلى سوريا بفائدةٍ عظيمةٍ (1 مل 10: 28 - 29). ولعله تَعَلَّم ذلك من أُمِّه التي كانت كإحدى النساء الفاضلات: "تصنع قمصانًا وتبيعها، وتعرض مناطق على الكنعاني" (أم 31: 24).

الآن استقر كل شيءٍ، وصار الوضع مُعَدًا للبدء في بناء الهيكل.

من وحي 2 أي 1.

في رفقتك أسلك الطريق الملوكي.

  • كنتَ مع سليمان، فسلك الطريق الملوكي.

تشدَّدَ وتَعَلَّم جدًا، لأنه التصق بك.

بحكمة إلهية لم يعمل بمفرده،.

إنما التصق بكل القيادات،.

لا ليستعرض قدراته ومعرفته وحكمته.

إنما لينطلق معهم إلى خيمة الاجتماع.

وتحت مظلّتك تَمَتَّع بحضورك الإلهي.

  • شدِّدني يا إلهي، فأسلك الطريق الملوكي.

أعمل بك، وفي ظل نعمتك.

أعمل مع إخوتي، ولا أنفرد عنهم!

في وسط إخوتي ألتقي بك، يا محب البشر!

  • ليتك تتجلَّى أمامي كما تراءيت لسليمان.

ولأسمع صوتك الإلهي، فأقتنيك!

فيك وبك أتمتع بالحكمة الإلهية.

أنت سرُّ غناي وشبعي وفرحي.

أنت سرُّ نجاحي وسعادتي!

أتمسَّك بوعودك الإلهية، كما تمسَّك بها آبائي.

  • أسلك في الطريق الملوكي،.

فلا أنحرف عنه يمينًا ولا يسارًا.

لا أشعر بعوزْ ولا احتياج.

فضة العالم وذهبه يصيران كالحجارة.

ومركبات العالم وكل مقتنياته كلا شيء.

  • ترفع قلبي إلى سماواتك.

وتنطلق نفسي كما بمركبة سماوية.

أستريح فيك، وأستقر إلى الأبد.

تيارات العالم لا تُرْعبني.

وتجارب الحياة لا تُحَطِّمني.

أجتاز كل عمري رحلة متهللة برفقتك!

تطمئن نفسي، وتنفتح أبواب قلبي وفكري وعواطفي لك!

بصليبك فتحتَ لي أبواب الفردوس،.

بنعمتك تفتح أبواب إنساني الداخلي!

لتدخل يا ملك الملوك في أعماقي،.

ولتقم ملكوتك في داخلي!


[1] ميمر 11 على الزانيتين (راجع الأب بول بيجان – دكتور سوني بهنام).Stephen A. Kaufman: Jacob of Sarug's Homily on the Judgment of Solomon, Gorgias, 2008.

[2] الميمر 50 على العذارى العشر المكتوبات في بشارة مخلصنا (مت 25: 1 - 13، لو 12: 35 - 40) (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سوني)، ميمر47 على العشر العذارى، يُقرَأ باكر يوم الأربعاء من البصخة، مطبعة مصر بالفجالة تحت إشراف يوسف بك منقريوس.

[3] الأب الياس كويتر المخلصي: القديس باسيليوس الكبير، منشورات المكتبة البولسية، بيروت، 1989، ص 68. عظة على المزمور 33.

[4] In 1 Tim. Hom. 4.

[5] Patrick Henry Reardon: Chronicles of History and Worship. Orthodox Reflections on Chronicles, 2 Chr. 1.

[6] Ephes. 5: 2; Trall. 7: 2; Philad. 4.

[7] في حواره مع الإمبراطور تراجان.

[8] Antiq. 8: 21: 1.

[9] Sermon on N. T. Lessons, 95: 6.

[10] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate, 102: 2.

[11] Cf. "For who shall be pure from uncleanness? not even one; if even his life should be but one day upon the earth." (Job 14: 4 - 5 LXX).

[12] Concerning Baptism, Book 1, chapter 2.

[13] Sermons, 91: 4.

[14] Jerome against Jovinian, Book 2.

[15] Jerome on Jonah, ch. 3.

[16] Letter 166 to Jerome (A Treatise on the Origin of Human Soul, ch 3: 6.).

[17] On Forgiveness of Sins and Baptism, ch. 12 (6).

[18] Chrysostom: Homilies on St. Mathew, Hom 23: 5.

[19] ميمر 11 على الزانيتين (راجع الأب بول بيجان – دكتور سوني بهنام).Stephen A. Kaufman: Jacob of Sarug's Homily on the Judgment of Solomon, Gorgias, 2008.

[20] ميمر 11 على الزانيتين (راجع الأب بول بيجان – دكتور سوني بهنام).Stephen A. Kaufman: Jacob of Sarug's Homily on the Judgment of Solomon, Gorgias, 2008.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي - سفر أخبار الأيام الثاني - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير أخبار الأيام الثاني الأصحاح 1
تفاسير أخبار الأيام الثاني الأصحاح 1