الأصحاح السادس عشر – سفر اللاويين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر اللاويين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السادس عشر

يوم الكفارة العظيم.

كان لهذا اليوم أهميته الخاصة عند اليهود، وله طقسه الفريد. وهو يقدم لنا مفاهيم رائعة عن ذبيحة المسيح وعملها الكفارى كما كشف لنا بولس الرسول فى) عب9: 7 ( وما بعده. وعظمة هذا اليوم أنه كان رمزاً ليوم الفداء العظيم وشوق البشرية له. وهذا اليوم فريد لتميزه بالآتى: -.

  1. هو اليوم الوحيد الذى يدخل فيه رئيس الكهنة لقدس الأقداس.
  2. هو اليوم الوحيد الذى يقوم فيه رئيس الكهنة بالعمل بمفرده.
  3. هو اليوم الوحيد الذى يخلع فيه رئيس الكهنة ملابسه الفاخرة ويلبس ملابس بيضاء.
  4. هو اليوم الوحيد الذى يصوم فيه الشعب حسب ناموس موسى.

وكان لأهمية هذا اليوم وشهرته عند اليهود أن علماء اليهود دعوه "اليوم" وربما لهذا أشار بولس الرسول فى (عب7: 27). وربما كان الصوم المشار إليه فى سفر الأعمال (أع 27: 9) فهو لا يحتاج لتعريف لشهرته. وكان اليهود ينظرون لهذا اليوم كما ننظر نحن ليوم الجمعة العظيمة.

بعض المفسرين حَسَبَ يوم عماد المسيح فكان هو نفس يوم عيد الكفارة أى اليوم العاشر من الشهر السابع. وقالوا إذاً يوم الكفارة يرمز لهذا اليوم الذى فيه قد إنشقت السموات وكان الصوت "هذا هو إبنى الحبيب". وبعضهم أشار لأن هذا اليوم هو يوم صلب المسيح، وصار لنا رئيس كهنة أعظم يشفع بدمه الثمين عن العالم كله ليدخل كسابق لمؤمنيه إلى سماء السموات. ولكن يوم الكفارة مرتبط بالصليب بالأكثر. عموما فمعمودية المسيح هي اشارة لموته وقيامته، وبها أسس الرب سر المعمودية وفيه ندفن ونقوم معه.

وكان هذا اليوم هو العاشر من الشهر السابع. والشهر السابع كان عند اليهود هو شهر الإحتفالات والأعياد العظيمة عندهم. ففى يومه الأول إحتفال الهتاف بالبوق، وفى العاشر منه يوم الكفارة، وفى الرابع عشر منه عيد المظال ومدته 8 أيام. ويأتى الشهر السابع خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر وترتيبه السابع فى السنه الدينية والأول فى السنة السياسية. ولاحظ أن رقمى7، 10 هما رقمى الكمال. فيكون الإحتفال بيوم الكفارة فى اليوم العاشر من الشهر السابع هو إعلان أن كفارة المسيح عنا كانت كاملة = "قد أكمل".

وكلمة كفارة تعنى تغطية أو ستر إذ فى هذا اليوم تغفر الخطايا، ويستر على الإنسان بالدم الثمين. فيكفر رئيس الكهنة عن نفسه وعن الكهنة وعن كل الجماعة بل وعن الخيمة وكل محتوياتها تكفيراً عاماً وجماعياً، عن كل ما سقطت فيه الجماعة ككل أو كأعضاء طوال العام، لذلك إرتبط هذا اليوم بالصوم والتذلل. ولكن حسب شريعة اليهود كان من يرتكب ذنباً ويعتمد على أنه سيغفر فى هذا اليوم... ما كان هذا الذنب يغفر، لأن من يفعل ذلك يستهين بمراحم الله. كذلك لا يغفر لمن أساء لأحد ولم يصلح هذه الإساءة.

الإستعداد ليوم الكفارة.

كان يساعد رئيس الكهنة أكثر من 500 كاهن، لكن هو وحده يقوم بكل العمل. وكان رئيس الكهنة يقضى السبعة أيام السابقة ليوم الكفارة فى حجرة داخل الهيكل خارج بيته، ويلازمه الشيوخ يقرأون عليه أوامر الرب الخاصة بهذا اليوم مراراً وتكراراً ليحفظها. وفى الليلة السابقة لليوم كان يظل مستيقظاً حتى الصباح حتى لا يتعرض لحلم أو عارض ليل يدنس جسده والشيوخ حوله حتى لا يغفل.

طقوس يوم الكفارة.

يقوم رئيس الكهنة بأربع خدمات: -.

  1. خدمة الصباح اليومية (المحرقة الصباحية) يقوم بها رئيس الكهنة بدلاً من الكهنة.

+ يرفع الكهنة الرماد القديم عند منتصف الليل حتى لا تقدم ذبائح يوم الكفارة عليها.

+ يأخذون رئيس الكهنة إلى المغسل لغسل جسده، ويلبس رئيس الكهنة الملابس الفاخرة ويدخل القدس ويصلح السرج ثم يقدم المحرقة الدائمة خروفاً حولياً مع 1 / 10 من دقيق ملتوت ثم يرفع البخور.

  1. خدمة يوم الكفارة العظيم.
  2. تقديم ذبائح إضافية (عد 29: 7 – 11) محرقات وذبائح خطية.
  3. خدمة المساء اليومية التى تماثل خدمة الصباح. ويقوم بها رئيس الكهنة بملابسه الفاخرة.

السيد المسيح والكفارة.

  • خلع الملابس الفاخرة إشارة إلى إخلاء المسيح لذاته.
  • إرتداء ملابس بيضاء والإغتسال المتكرر رمز لطهارة المسيح وبره.
  • كان هذا اليوم يتكرر كل عام، وكأن فترة العام تشير لفترة بقاء المسيح بالجسد على الأرض.
  • فى نهاية العام أى نهاية حياة المسيح على الأرض قدم نفسه كفارة عن خطايانا.
  • دخول رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس يرمز لأن المسيح يحملنا فيه إلى حضن أبيه.
  • شفاعة رئيس الكهنة عن الشعب هى شفاعة المسيح عنا شفاعة كفارية.
  • عند دخول رئيس الكهنة للأقداس يتطلع الشعب كله للأقداس منتظرين خروجه ثانية، وهكذا نحن نتطلع للسماء منتظرين ظهور المسيح فى مجيئه الثانى.

العدد 1

أية (1): -

"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بَعْدَ مَوْتِ ابْنَيْ هَارُونَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَا أَمَامَ الرَّبِّ وَمَاتَا.

بعد موت إبنى هرون = ربما خافوا من الإقتراب من الله لئلا يموتوا. ويكون المقصود هنا، لا تخافوا وإقتربوا إلى الله ولكن راعوا توقير المكان والشرائع التى أعطيها لكم فلا تموتوا بل أقبلكم. ولكن إذا حدث تهاون وإستهتار عند الإقتراب منى فستموتوا كما حدث لهم.

العدد 2

أية (2): -

"2 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ هَارُونَ أَخَاكَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى الْقُدْسِ دَاخِلَ الْحِجَابِ أَمَامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى التَّابُوتِ لِئَلاَّ يَمُوتَ، لأَنِّي فِي السَّحَابِ أَتَرَاءَى عَلَى الْغِطَاءِ.".

إلى القدس = المقصود قدس الأقداس وهذا يتضح مما بعده داخل الحجاب أمام الغطاء. والسبب أن الله بمجده فى هذا المكان وقوله فى السحاب أتراءى على الغطاء = يعنى أن السحاب يحجب مجده ولا يظهر سوى ما نحتمل رؤيته. والغطاء هو هنا رمز لعرش الله. وكان رئيس الكهنة يدخل مرة واحدة كل سنة بمصاحبة طقس طويل والسبب فى هذا ليس إنحجاب الله بل السبب فسادنا كبشر فلن نستطيع أن نحتمل. ولأن هناك حجاب قال بولس الرسول "أن طريق الأقداس لم يظهر بعد (عب9: 8). وطقس يوم الكفارة هو ظل لعمل المسيح وشق الحجاب يوم صلبه أعلن نزع العداوة وأصبحنا ندخل هيكل الله كل وقت نتناول جسده ودمه ولكن لنحذر من التهاون.

ملحوظات: -.

  1. يدخل هرون مرة واحدة فى السنة إلى قدس الأقداس، وهذا إشارة لأن المسيح رئيس كهنتنا دخل مرة واحدة إلى السماء، لكن المسيح دخل لا ليخرج ثانية.
  2. من رأى مجد الله فوق تابوت العهد قال أنه مثل ضوء فسفورى أخضر يبعث فى النفس سلاما وسكينة، فأسموه الشاكيناه.
  3. الله لا يريد أن يحجب مجده عن البشر بل أن نراه فى مجده (راجع إصحاح لا9 + خر19، خر20) ولكن بسبب خطايانا لا يتراءى الله للبشر، فإلهنا نار آكلة تشتعل فينا بسبب الخطية فنموت، لذلك قال الرب لموسى "لايرانى الإنسان ويعيش" (خر33). ولكننا فى السماء "سنراه كما هو" (1يو3: 2).

العدد 3

أية (3): -

"3بِهذَا يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى الْقُدْسِ: بِثَوْرِ ابْنِ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشٍ لِمُحْرَقَةٍ.".

بهذا يدخل هرون = يحتاج لمحرقة وذبيحة خطية عن نفسه حتى يستطيع الدخول فهو كرئيس كهنة خاطئ أيضاً. والكاهن المسيحى فى القداس دائماً يصلى قائلاً "عن خطاياى وجهالات شعبك". إذاً رئيس الكهنة يحتاج أن يقدم ذبائح عن نفسه كما عن الشعب. وذبيحة الخطية تشير لغفران الخطايا (جانب سلبى). والمحرقة تشير إلى تقديم حياتنا ذبيحة طاعة للرب (جانب إيجابى). والمحرقة كان الله يشتمها كرائحة سرور، لأن الله كان يرى فيها طاعة إبنه، والذى فيه سنحسب كلنا طائعين. فبتقديم المحرقة يُحسب رئيس الكهنة مقبولا طائعا فيكون رائحة سرور أمام الله.

وكان رئيس الكهنة يشترى الثور والكبش من ماله الخاص وليس من مال الهيكل.

العدد 4

أية (4): -

"4يَلْبَسُ قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّسًا، وَتَكُونُ سَرَاوِيلُ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ، وَيَتَنَطَّقُ بِمِنْطَقَةِ كَتَّانٍ، وَيَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ. إِنَّهَا ثِيَابٌ مُقَدَّسَةٌ. فَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَلْبَسُهَا.".

إذ ينتهى رئيس الكهنة من الخدمة الصباحية الدائمة ليبدأ طقس يوم الكفارة يخلع ملابسه الذهبية التى للمجد (إشارة لتخلى المسيح عن صورة مجده آخذاً صورة عبد) ويرحض جسده بماء ويرتدى ملابس كتانية (إشارة لطهارة وبر المسيح) "من منكم يبكتني علي خطية" (يو8: 46). وهو الذى رُفِع على الصليب عرياناً ليكسونا بثوب بره. وقد يشير هذا الطقس أيضاً إلى أن يشعر رئيس الكهنة أنه مثل الكهنة الكل يحتاج للتكفير. ولاحظ أن الكتان هو من نبات الأرض، لذلك هو يشير لجسد المسيح الذى لبسه، فقد قيل عن الجسد "من تراب وإلى تراب يعود" (تك3: 19). ولذلك نقول فى التسبحة "هو أخذ الذى لنا ليعطينا الذى له".

العدد 5

أية (5): -

"5 وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ.".

من جماعة بنى إسرائيل يأخذ تيسين = هذا من مال الجماعة (من صندوق الهيكل) فهو عن كل الجماعة.

العدد 6

أية (6): -

"6 وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ.".

يقرب هرون ثور الخطية = أى يقدمه ذبيحة فكلمة يقرب تستخدم بهذا المعنى. وكان هناك نص يقال كإعتراف بخطيته قبل أن يقدم الثور ذبيحة. وفى هذا النص كان يذكر إسم يهوه 10 مرات، وفى كل مرة يخر الجميع شعباً وكهنة ساجدين قائلين "مبارك هو الإسم، المجد لملكوته إلى أبد الأبد".

الأعداد 7-8

الأيات (7 - 8): -

"7 وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8 وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ.".

كان التيسين واحد منهم يقدم ذبيحة خطية، والآخر يطلق فى البرية إعلاناً عن حمل الخطايا ورفعها. وكانت تلقى عليهم قرعة، من يقدم ذبيحة ومن يطلق حياً. ولنلاحظ أن من يموت يشير للمسيح الذى صلب ومات بسبب خطايانا. والذى يطلق حياً يشير له من حيث أنه قام غافراً خطايانا. ويمكن القول أن الأول الذى مات يشير لأنه بموته يعطى المجد للرب الإله القدوس، الذى لا يحتمل ولا يرضى بالخطية والثانى يعطى راحة للشعب بأن خطاياهم رفعت. الذى يُذبح تتم به المصالحة، والذى يطلق حيا يشير لحياة المسيح التى أصبحنا نحيا بها (رو5: 10). فالأول الذى يموت هو نصيب الرب لمجده، والآخر خاص بالشعب يرمز لغفران خطاياهم فتصير لهم حياة ولا يموتوا. وكان التيسين يجب أن يكونوا متشابهين فى الحجم والشكل والقيمة وإن أمكن يشتريان فى وقت واحد. وهناك عدة أراء فى كلمة عزازيل.

  1. يرى البعض أن عزازيل إسم شخص علم، ويعنى به الشيطان. وأن إنطلاق التيس فى البرية يشير إلى قوة الذبيحة التى تتحدى الشيطان، وكأن المسيح قد جاء ليحطم إبليس فى عقر داره. ولاحظ أن الشيطان ينسب له السكن فى الأماكن الخربة المهجورة (راجع إش13: 21 + مت12: 43 + لو11: 24 + رؤ18: 12). وهذا ما حدث يوم معمودية المسيح أنه إنطلق إلى البرية وإنتصر على إبليس يوم التجربة. (راجع أن بعضهم حسب يوم عماد المسيح أنه العاشر من الشهر السابع). وهذا التفسير يوافق قوله قرعة للرب وقرعة لعزازيل.
  2. يرى آخرين أن قوله عزازيل من أصل "عزل" العبرية تعنى أفرز أو أبعد. بمعنى الإقصاء التام أوالعزل الكامل. ومغفرة الخطايا عبر عنها بإقصائها إلى أقاصى الأرض أو أعماق البحر (مى7: 19 + مز103: 12). وكأن ذبح التيس الأول يشير لحمل السيد للخطية للتكفير عنها، أما إطلاق الثانى فيشير إلى إنتزاعها تماماً وإقصائها بعيداً عن الشعب فيحيا الشعب ولا يموت، وهذا ما قاله القديس بولس الرسول "... صولحنا مع الله بموت إبنه... ونخلص بحياته" (رو5: 10).

وهناك إحتمال بأن الرأيين هما شئ واحد إذا تذكرنا أن الشيطان إسمه المشتكى. فالمسيح يواجهه بأنه حمل خطايانا وطرحها (رو3: 24).

الأعداد 9-10

الأيات (9 - 10): -

"9 وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10 وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.".

حتى هذه الآية شرح ماذا سيقدمه هرون ولكن حتى هذه الآية لم تقدم ذبيحة واحدة. والذبائح أو الحيوانات المشار إليها حتى الآن كلها واقفة أمام الرب لدى باب خيمة الإجتماع وهى: -.

ثور (ذبيحة خطية) وكبش (المحرقة) آية 3، 6 عن هرون وبنيه.

تيسين ماعز (ذبيحة خطية) وكبش (المحرقة) آية 5 عن الشعب.

العدد 11

أية (11): -

"11« وَيُقَدِّمُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَيَذْبَحُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ،".

هنا يقدم هرون الثور ذبيحة خطية عن نفسه وعن بيته.

الأعداد 12-13

الأيات (12 - 13): -

"12 وَيَأْخُذُ مِلْءَ الْمَجْمَرَةِ جَمْرَ نَارٍ عَنِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، وَمِلْءَ رَاحَتَيْهِ بَخُورًا عَطِرًا دَقِيقًا، وَيَدْخُلُ بِهِمَا إِلَى دَاخِلِ الْحِجَاب 13 وَيَجْعَلُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ الْغِطَاءَ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ فَلاَ يَمُوتُ.".

هنا يدخل هرون للمرة الأول إلى داخل قدس الأقداس ومعه المجمرة الذهبية (تستخدم فى هذا اليوم فقط) وبخوراً. وكان يدخل بجنبه كى لا يتطلع بعينيه إلى تابوت العهد. ويضع البخور فى المجمرة، ويقدم صلاة خاصة يسترضى بها الله ويطلب عن الشعب. ويخرج رئيس الكهنة من قدس الأقداس بظهره حتى يكون وجهه متجهاً أمام الرب فلا يصح أن يعطى ظهره للرب، وهكذا يفعل الكاهن القبطى الآن فهو يخرج من الهيكل ووجهه ناحية المذبح.

والبخور يشير لتجسد المسيح. فالنار فى المجمرة تشير للمسيح بلاهوته فى بطن العذراء. والمسيح حياته كانت رائحة طيبة سواء للآب أو لنا نحن شعبه، هو رائحة زكية أمام الله.

فلا يموت = هذا يشير لشفاعة المسيح عنا شفاعة كفارية فلا نموت.

ملحوظة: - فى رسالته إلى العبرانيين أشار بولس الرسول إلى المجمرة الذهبية ولم يذكر مذبح البخور (عب9: 4). وهذه المجمرة هى المذكورة فى هذه الآية (لا16: 12). وكلا المجمرة ومذبح البخور يشيران لشفاعة المسيح الكفارية. وكان غرض الرسول من عدم ذكر مذبح البخور وذكر المجمرة بدلا منه أن يشير لأن المسيح يشفع فينا الآن فى السماء. فقدس الأقداس يشير للسماء وغطاء تابوت العهد يشير لعرش الله. ولاحظ أن المجمرة تدخل مع رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس.

ولاحظ أن البخور كان يقدم بعد تقديم الذبيحة، وهذا ما عمله المسيح تماما، أنه دخل إلى الأقداس ليشفع فينا بعد أن قدم نفسه ذبيحة على الصليب.

العدد 14

أية (14): -

"14ثُمَّ يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَنْضِحُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى وَجْهِ الْغِطَاءِ إِلَى الشَّرْقِ. وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ يَنْضِحُ سَبْعَ مَرَّاتٍ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ.".

يتسلم رئيس الكهنة إناء الدم من الكاهن ويدخل للمرة الثانية إلى قدس الأقداس، وينضح بأصابعه مرة واحدة على غطاء التابوت من ناحيته التى للشرق أى التى للخارج. ورش الدم على الغطاء يعنى الكفارة، فداخل تابوت العهد لوحى الشريعة وعليهما الوصايا، ولوحى الشريعة يطلبان الموت للجميع، فالكل أخطأ، والناموس يقول "فتحفظون فرائضى وأحكامى التى إذا فعلها الإنسان يحيا بها" (لا18: 5). ولكن برش الدم فوق الغطاء، نجد الدم يطلب الرحمة والغفران، لذلك ترجمت النسخة اليونانية المعروفة بإسم السبعينية الغطاء بكرسى الرحمة أى (عرش الرحمة).

ثم ينضح 7 مرات على أرضية قدس الأقداس أمام التابوت. فالطريق لقدس الأقداس لا يفتح سوى بالدم. ورقم 7 يشير لكمال الغفران وقوله للشرق يشير للمسيح شمس البر الذى ظهر نجمه فى المشرق وبه كانت الكفارة. لاحظ أن الخيمة كانت متجهة للغرب، وهذا يعنى أن رئيس الكهنة كان يدور حول تابوت العهد وينظر للشرق ويرش الدم. وهذا يعنى أن العبادة التى يقدمها لله فى العهد القديم كانت رمزا للمسيح الآتى الذى ينتظر الكل مجيئه، أى متى تشرق يا شمس البر، وعبَّر إشعياء النبى عن هذا فقال "ليتك تشق السموات وتنزل" (إش64: 1).

+ طقس تقديم الثور لرفع خطايا هرون وبيته كان ليؤهله لتقديم التيس عن الجماعة.

العدد 15

أية (15): -

"15«ثُمَّ يَذْبَحُ تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ، وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى دَاخِلِ الْحِجَابِ. وَيَفْعَلُ بِدَمِهِ كَمَا فَعَلَ بِدَمِ الثَّوْرِ: يَنْضِحُهُ عَلَى الْغِطَاءِ وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ،".

يذبح تيس الخطية (التيس الأول) الذى وقعت قرعته أنه ليهوه، ويفعل بدمه كما فعل بدم الثور. وهنا لا يضع يديه ويعترف بالخطايا. فهو مقدم عن خطايا الكل بصفة عامة. وهو يقدم لمجد الله.

العدد 16

أية (16): -

"16فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ. وَهكَذَا يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ بَيْنَهُمْ فِي وَسَطِ نَجَاسَاتِهِمْ.".

يكفر عن القدس بالدم لئلا يكون قد أساء إليه أحد من بنى إسرائيل كهنة أو شعباً. طالباً مراحم الله حتى لا يترك الرب البيت بسبب خطاياهم. فبسبب خطاياهم ترك الرب التابوت ليد الفلسطينين. بل وغادر الهيكل كله (حز11: 23).

الأعداد 17-19

الأيات (17 - 19): -

"17 وَلاَ يَكُنْ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مِنْ دُخُولِهِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ إِلَى خُرُوجِهِ، فَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. 18ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ. يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَمِنْ دَمِ التَّيْسِ وَيَجْعَلُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 19 وَيَنْضِحُ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَيُطَهِّرُهُ وَيُقَدِّسُهُ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.".

ولا يكن إنسان فى خيمة الإجتماع = فلا أحد من البشر يقوم بدور ما فى عمل الكفارة. العمل كله عمل المسيح رئيس الكهنة الذى يقوم بدوره هرون الآن. بل أن فى عدم وضع يد هرون على تيس الخطية وإعترافه، معنى أن المسيح جاء إلينا ليكفر عن خطيتنا دون أن نسأله أو نعترف بخطايانا. بل هو أتى لنا دون أن نشعر أننا فى إحتياج إليه وقام بالعمل كله بمفرده كما قيل فى سفر إشعياء "دست المعصرة وحدي" (إش63: 3).

والتكفير هنا عن الكهنة ورئيسهم والشعب والخيمة بمشتملاتها. ولذلك يكفر بدم ثور ودم التيس معاً. (دم الثور هو تكفير عن رئيس الكهنة ودم التيس عن الشعب كله). الكل أخطأ والكل محتاج للتكفير. وكما قلنا فإن رئيس الكهنة وحده فى الأقداس يشير للمسيح الذى دخل وحده للأقداس السماوية ودمه الآن يقدسنا ويكفر عنا. ثم يخرج إلى المذبح = غالباً هو مذبح المحرقة لأنه سبق وكفر عن القدس الذى يشمل مذبح البخور.

ولكن ما معنى تطهير المذبح ولماذا ينص عليه مستقلاً؟ سبق وعرفنا من دراسة خيمة الإجتماع أن مذبح المحرقة يشير للمسيح حامل خطايانا، وتطهير المذبح يشير إلى أن المسيح بالرغم من حمله لخطايانا فهى لم تنجسه بل ظل كما هو القدوس الذى بلا شر.

الأعداد 20-22

الأيات (20 - 22): -

"20« وَمَتَى فَرَغَ مِنَ التَّكْفِيرِ عَنِ الْقُدْسِ وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَعَنِ الْمَذْبَحِ، يُقَدِّمُ التَّيْسَ الْحَيَّ. 21 وَيَضَعُ هَارُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ الْحَيِّ وَيُقِرُّ عَلَيْهِ بِكُلِّ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكُلِّ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ، وَيَجْعَلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، وَيُرْسِلُهُ بِيَدِ مَنْ يُلاَقِيهِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 22لِيَحْمِلَ التَّيْسُ عَلَيْهِ كُلَّ ذُنُوبِهِمْ إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ، فَيُطْلِقُ التَّيْسَ فِي الْبَرِّيَّةِ.".

هنا يعترف رئيس الكهنة بكل ذنوب الشعب وذنوبه. وكأنه يلقى بكل الخطايا عليه، ويعترف عن خطاياه وخطايا الشعب بنصوص محددة. ويرسل التيس مع أحد الكهنة.

(يعينه رئيس الكهنة) ليطلقه فى البرية = ويرسله بيد من يلاقيه = أى بيد أى كاهن. ولكن اليهود خوفاً من أن يأخذ أحد هذا التيس صاروا فيما بعد يلقون هذا التيس من فوق صخرة، ولكن هذا الأسلوب لم يأمر به الكتاب، فهم غيروا تعاليم الله بحسب أقوال معلميهم "أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم" (مت15: 6). وقد عُرِفَ أسلوب قتل التيس الثانى فى مدة الهيكل الثانى.

ولكن بحسب تعاليم الكتاب كان يجب إطلاقه حياً ليرمز هذا لقيامة المسيح غافراً ذنوبنا. وكان عند إطلاق هذا التيس يشعر الشعب براحة فقد غفرت ذنوبهم.

الأعداد 23-28

الأيات (23 - 28): -

"23ثُمَّ يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيَخْلَعُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ الَّتِي لَبِسَهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ وَيَضَعُهَا هُنَاكَ. 24 وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، ثُمَّ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ وَيَخْرُجُ وَيَعْمَلُ مُحْرَقَتَهُ وَمُحْرَقَةَ الشَّعْبِ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الشَّعْبِ. 25 وَشَحْمُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ يُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 26 وَالَّذِي أَطْلَقَ التَّيْسَ إِلَى عَزَازِيلَ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ. 27 وَثَوْرُ الْخَطِيَّةِ وَتَيْسُ الْخَطِيَّةِ اللَّذَانِ أُتِيَ بِدَمِهِمَا لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ يُخْرِجُهُمَا إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، وَيُحْرِقُونَ بِالنَّارِ جِلْدَيْهِمَا وَلَحْمَهُمَا وَفَرْثَهُمَا. 28 وَالَّذِي يُحْرِقُهُمَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ.".

يعود هرون ويلبس ثياب البهاء كما عاد المسيح وجلس عن يمين الآب ويقوم بتقديم المحرقات عن نفسه وعن الشعب بعد أن يرحض جسده بماء. ولم يكن ممكناً لرئيس الكهنة أن يقدم المحرقات التى هى موضع سرور الله إلاً بعد التكفير عن نفسه وعن كل الشعب خلال ذبيحة الخطية.

وكان هناك ذبائح إضافية (راجع عد29: 7 – 11) مع تقدماتها وسكائبها (عد28: 12 – 14) ويرى بعض الدارسون أن هذه الذبائح كانت تقدم بعد المحرقة الصباحية. ويقدم رئيس الكهنة أيضاً ذبيحة خطية إضافية هى تيس من المعز (عد29: 10، 11) خشية أن تكون هناك أخطاء إرتكبت سهواً أثناء خدمة اليوم سواء من جانب الكهنة أو رئيس الكهنة أو أحد من الشعب، وأما الذى أطلق التيس الحى والذين حملوا لحم ذبائح الخطية فيغسلوا ثيابهم ويرحضوا جسدهم بماء، فهم قد تنجسوا بلمسهم للتيس حامل الخطايا أو بذبائح الخطية. وأليس عجيبا أن يتنجس من حمل ذبيحة الخطية هذه ولا يتنجس الكاهن الذى يأكل من ذبائح الخطية؟! هذا لا يُفهم إلا لو فهمنا أن الكاهن الذى يأكل من ذبيحة الخطية يرمز للمسيح الذى حمل خطايانا دون أن يتنجس.

وبالنسبة للحم ذبائح الخطية العادية وجلدها كانوا من نصيب الكاهن ولكنهم يحرقونهم فى هذا اليوم.

العدد 29

أية (29): -

"29« وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ.".

تذللون أنفسكم = تصومون (إش58: 3، 5، 10 + مز35: 13). وهذا الصوم هو الوحيد الذى سَنَّه موسى. وكانوا يصومون من مساء اليوم التاسع حتى مساء اليوم العاشر. وكانوا يمتنعون عن الأكل والشرب وغسل الرأس ودهنها والعلاقات الزوجية ولبس الأحذية وكل ما يدل على الفرح. وكانوا يمتنعون عن أى عمل. وعبارة تذللون أنفسكم تعنى تقديم توبة وتعويض الآخرين عن ما أخطأوا به فى حقهم. وقوله فريضة دهرية = أى يلتزمون بها حتى يأتى رئيس الكهنة الأعظم ربنا يسوع فيتممه فى جسده.

العدد 30

أية (30): -

"30لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ.".

العدد 31

أية (31): -

"31سَبْتُ عُطْلَةٍ هُوَ لَكُمْ، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً.".

سبت عطلة = أى هو يوم عطلة وراحة. وإذا جاء يوم سبت يسمى سبت السبوت أو راحة الراحات.

العدد 32

أية (32): -

"32 وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ الَّذِي يَمْسَحُهُ، وَالَّذِي يَمْلأُ يَدَهُ لِلْكَهَانَةِ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ. يَلْبَسُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ، الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ،".

كان الكاهن الأعظم يمسح إبنه ليكهن مكانه ويقوم بشريعة يوم الكفارة وكانوا يختارون إبن رئيس الكهنة بشرط كمالات صفاته. هنا يشير لأنه بموت رئيس الكهنة يأخذ إبنه مكانه ليقدم رئيس الكهنة الجديد ذبيحة الكفارة عنه وعن الشعب، وفى هذا قال بولس الرسول "وأولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت من البقاء، وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول" (عب7: 23، 24). وهنا نجد الرسول يقارن بين عظمة كهنوت المسيح الحي للأبد، بالنسبة لرؤساء الكهنة اليهود الذين كانوا يموتون ويقوم غيرهم ليرث منهم كهنوتهم. ويضاف لهذا أن رؤساء الكهنة اليهود كانوا يقدمون ذبائح عن أنفسهم إذ هم بشر يخطئون أما المسيح فكان بلا خطية.

ملحوظة: - كان هذا العيد يختلف عن عيد المظال وباقى الأعياد فهذا اليوم هو يوم تذلل وأما باقى الأعياد فأيام فرح. ولذلك أفرد ذكر طقسه فى إصحاح مستقل وليس فى إصحاح (23) وهو إصحاح الأعياد. وكان هذا ليشعر الشعب أنه طقس منفرد ليس له مثيل. وكان لهم طقوس ممتعة جداً فى هذا اليوم، وإكتفى فى (لا 23) بأنه يوم عطلة. ولا نجد هنا طقس تقدمة دقيق فموضوعنا ليس حياة المسيح والشركة معه بل هو تقديم المسيح ذبيحة كفارة عنا.

الأعداد 33-34

الأيات (33 - 34): -

"33 وَيُكَفِّرُ عَنْ مَقْدِسِ الْقُدْسِ. وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحِ يُكَفِّرُ. وَعَنِ الْكَهَنَةِ وَكُلِّ شَعْبِ الْجَمَاعَةِ يُكَفِّرُ. 34 وَتَكُونُ هذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ». فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.".

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع عشر - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الخامس عشر - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 16
تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 16