الأصحاح التاسع – سفر اللاويين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر اللاويين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح التاسع

العدد 1

أية (1): -

"1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ دَعَا مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ.".

وفى اليوم الثامن = فى اليوم الثامن بدأوا ممارسة عملهم الكهنوتى عن أنفسهم وعن الشعب. واليوم الثامن يرمز للحياة الجديدة الأبدية أو الحياة المقامة فى المسيح يسوع لأن اليوم الثامن هو اليوم الأول من الأسبوع الجديد. دعا موسى هرون = هى دعوة من الله عن طريق موسى، فموسى لا يصنع ولا يقول شئ سوى ما قاله الرب. ونجد هنا أن الله هو الذى يأمر بعمل الكفارة والصلح، وإذا كان هو الذى يأمر بهذا فمن المؤكد أنه سيقبل هذه الكفارة، فهو لم يسمح بهذا فقط بل هو يأمر بعمله فهذه هى رغبته. وكون أن هذه الكفارة يبدأ الكهنة بتقديمها فى اليوم الثامن فهذا يشير إلى أن الكاهن لا يستطيع أن يمارس عمله الكهنوتى إلا بالسيد المسيح القائم من الأموات. فينطلق للعمل بقوة القيامة.

العدد 2

أية (2): -

"2 وَقَالَ لِهَارُونَ: «خُذْ لَكَ عِجْلاً ابْنَ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشًا لِمُحْرَقَةٍ صَحِيحَيْنِ، وَقَدِّمْهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ.".

خذ لك = فى السبعة الأيام الأولى كان موسى يقرب الذبائح عن هرون وبنيه لكن فى اليوم الثامن إذ تمت طقوس سيامتهم صاروا ملزمين أن يقدموا ذبائح وتقدمات عن أنفسهم وعن الشعب. وعلى الكاهن أن لا ينسى خلال خدمته، حياته هو الروحية. والكاهن القبطى يصلى دائماً فى القداس "إعط يارب أن تكون ذبيحتنا مقبولة أمامك عن خطاياى وجهالات شعبك" وتقديمهم ذبائح عن أنفسهم كان يتم من أموالهم الخاصة وليس من أموال الخيمة أو الشعب حتى يشعروا بحاجتهم إلى التكفير عن خطاياهم ويشعروا بضعفهم. ويلاحظ أن كثرة الذبائح تشير لعدم كفايتها والإحتياج لمن يقدم نفسه ذبيحة مرة واحدة.

العدد 3

أية (3): -

"3 وَكَلَّمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: خُذُوا تَيْسًا مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَعِجْلاً وَخَرُوفًا حَوْلِيَّيْنِ صَحِيحَيْنِ لِمُحْرَقَةٍ،".

وكلم بنى إسرائيل = بالرجوع إلى آية (9: 1) نفهم أنه كلم شيوخ بنى إسرائيل وهكذا ترجمتها السبعينية فالشيوخ هنا نواب الشعب.

العدد 4

أية (4): -

"4 وَثَوْرًا وَكَبْشًا لِذَبِيحَةِ سَلاَمَةٍ لِلذَّبْحِ أَمَامَ الرَّبِّ، وَتَقْدِمَةً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ. لأَنَّ الرَّبَّ الْيَوْمَ يَتَرَاءَى لَكُمْ».".

لأن الرب اليوم يتراءى لكم = ولاحظ أن الرب يتراءى مجده بناء على سفك الدم.

وتقديم حيوانين هنا للمحرقة والسلامة من المحتمل أنه نوع من التأكيد أن الله قبلهم ودخل فى شركة معهم. وإشارة للسلام الكامل مع الله.

ترتيب الذبائح المقدمة عن الشعب (أيات3، 4) لها تسلسل وترتيب رائع: -.

  1. ذبيحة خطية: - أول كل شئ الغفران خلال الذبيحة.
  2. ذبيحة محرقة: - تعلن طاعة الشعب وتكريسه لحساب الله.
  3. ذبيحة سلامة: - إعلان عن شركة الشعب مع الله.
  4. تقدمة الدقيق: - هى تشير لحياة الرب يسوع التى يقبلها من غفرت خطيته وتكرس فى طاعة الله ودخل فى شركة معه "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ" (غل2: 20) + "لى الحياة هى المسيح" (فى1: 21).

الأعداد 5-14

الأيات (5 - 14): -

"5فَأَخَذُوا مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَتَقَدَّمَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ وَوَقَفُوا أَمَامَ الرَّبِّ. 6فَقَالَ مُوسَى: «هذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. تَعْمَلُونَهُ فَيَتَرَاءَى لَكُمْ مَجْدُ الرَّبِّ». 7ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «تَقَدَّمْ إِلَى الْمَذْبَحِ وَاعْمَلْ ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِكَ وَمُحْرَقَتَكَ، وَكَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ الشَّعْبِ. وَاعْمَلْ قُرْبَانَ الشَّعْبِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ». 8فَتَقَدَّمَ هَارُونُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَذَبَحَ عِجْلَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ. 9 وَقَدَّمَ بَنُو هَارُونَ إِلَيْهِ الدَّمَ، فَغَمَسَ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَجَعَلَ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ، ثُمَّ صَبَّ الدَّمَ إِلَى أَسْفَلِ الْمَذْبَحِ. 10 وَالشَّحْمَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مِنْ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ أَوْقَدَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 11 وَأَمَّا اللَّحْمُ وَالْجِلْدُ فَأَحْرَقَهُمَا بِنَارٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ.

12ثُمَّ ذَبَحَ الْمُحْرَقَةَ، فَنَاوَلَهُ بَنُو هَارُونَ الدَّمَ، فَرَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 13ثُمَّ نَاوَلُوهُ الْمُحْرَقَةَ بِقِطَعِهَا وَالرَّأْسَ، فَأَوْقَدَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ. 14 وَغَسَّلَ الأَحْشَاءَ وَالأَكَارِعَ وَأَوْقَدَهَا فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ. ".

العدد 15

أية (15): -

"15ثُمَّ قَدَّمَ قُرْبَانَ الشَّعْبِ، وَأَخَذَ تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ وَذَبَحَهُ وَعَمِلَهُ لِلْخَطِيَّةِ كَالأَوَّلِ.".

وأخذ تيس الخطية = كان من حق هرون أن يأكل من لحم هذه الذبيحة ولكنه هنا لم يأكله بل إحترق بالنار كما سيظهر فى الإصحاح القادم بسبب حادثة إبنيه.

العدد 16

أية (16): -

"16ثُمَّ قَدَّمَ الْمُحْرَقَةَ وَعَمِلَهَا كَالْعَادَةِ.".

العدد 17

أية (17): -

"17ثُمَّ قَدَّمَ التَّقْدِمَةَ وَمَلأَ كَفَّهُ مِنْهَا، وَأَوْقَدَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، عَدَا مُحْرَقَةِ الصَّبَاحِ.".

عدا محرقة الصباح = من المحتمل أن يكون موسى قد قدمها قبل طقس تكريس الكهنة والأكثر إحتمالاً أن هرون قدمها مع الذبائح المشار إليها هنا التى غالباً أنها قدمت صباحاً فأضيف إليها محرقة الصباح "وكان هناك محرقة صباحية ومحرقة مسائية يومياً".

الأعداد 18-21

الأيات (18 - 21): -

"18ثُمَّ ذَبَحَ الثَّوْرَ وَالْكَبْشَ ذَبِيحَةَ السَّلاَمَةِ الَّتِي لِلشَّعْبِ. وَنَاوَلَهُ بَنُو هَارُونَ الدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 19 وَالشَّحْمَ مِنَ الثَّوْرِ وَمِنَ الْكَبْشِ: الأَلْيَةَ وَمَا يُغَشِّي، وَالْكُلْيَتَيْنِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ. 20 وَوَضَعُوا الشَّحْمَ عَلَى الصَّدْرَيْنِ، فَأَوْقَدَ الشَّحْمَ عَلَى الْمَذْبَحِ. 21 وَأَمَّا الصَّدْرَانِ وَالسَّاقُ الْيُمْنَى فَرَدَّدَهَا هَارُونُ تَرْدِيدًا أَمَامَ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَ مُوسَى.".

الأعداد 22-24

الأيات (22 - 24): -

"22ثُمَّ رَفَعَ هَارُونُ يَدَهُ نَحْوَ الشَّعْبِ وَبَارَكَهُمْ، وَانْحَدَرَ مِنْ عَمَلِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَالْمُحْرَقَةِ وَذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ. 23 وَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، ثُمَّ خَرَجَا وَبَارَكَا الشَّعْبَ، فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ لِكُلِّ الشَّعْبِ 24 وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ عَلَى الْمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةَ وَالشَّحْمَ. فَرَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهَتَفُوا وَسَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ.".

نلاحظ هنا أن هرون قد بارك الشعب بركتين.

البركة الأولى: - هنا يد هرون مملوءة دماً. فهذه البركة هى بركة المسيح قبل صعوده، هى بركات دمه المطهرة. والكاهن حين يبارك الشعب يقدم له البركة التى صارت لنا فى المسيح الذى بارك طبيعتنا فيه، وقد تحققت البركة بعد تقديم الذبائح. إذ لم يكن ممكناً للبشرية أن تتقبل بركة الرب فيها إلا فى إستحقاقات الدم الثمين. (عد6: 22 – 26).

البركة الثانية: - كانت بعد دخول موسى وهرون للخيمة ربما لتقديم البخور أو ربما ليصليا حتى يظهر مجد الرب. ثم خرجا وباركا الشعب. هنا البركة بعد أن إجتمع موسى وهرون فى الأقداس. إذًا هى بركة من الأقداس تشير للبركة التى بدأ المسيح فى سكبها على الأرض من السماء أى الروح القدس. وإجتماع موسى (الملك تث33: 5) مع هرون رئيس الكهنة تشير للمسيح رئيس كهنتنا الذى "دخل إلى الأقداس مرة واحدة بدم نفسه فوجد فداءً أبدياً" (عب9: 12) ودخوله وخروجه مع موسى (الملك) إشارة لعودة المسيح لصورة مجده بعد أن كان قد أخلى ذاته آخذاً صورة عبد. إذاً هى بركة المسيح من السماء بعد أن دفع له كل سلطان فى السماء والأرض (مت28: 18).

ولاحظ عند دخول موسى وهرون أن الشعب ظلت عيونه معلقة على الخيمة منتظراً ظهور مجد الله. هكذا نحن بعد أن صعد مسيحنا للسماء فعيوننا معلقة على السماء منتظرين ظهوره.

البركة الأولى: - تشير لبركة المسيح قبل صعوده (لو24: 50).

البركة الثانية: - تشير لإرسال المسيح للروح القدس (يو15: 26 + يو16: 7).

ونحن لا نعرف كيف تراءى مجد الرب للشعب، قد يكون فى سحاب أو عمود نار. لا نعرف. وإذ تبارك الشعب وظهر لهم مجد الرب خرجت نار من عند الرب أعلنت قبول الله لذبيحتهم ورضاءه عنهم. وهذه النار بالنسبة للتائب تحرق خطيته. وبالنسبة لمن لا يريد التوبة فهذه النار تحرقه. فالخطايا هى الوقود الذى يشعل فينا نار غضب الله.

هتفوا وسقطوا على وجوههم = هذا الهتاف هو ثمرة طبيعية للفرح الداخلى الذى ملأ كيانهم الداخلى. وأمام مجد الله سجدوا. هذا هو ما سنفعله فى السماء حين نرى مجد الله فنسبحه فرحين للأبد ونسجد له. وهذا ما يفعله الآن السمائيون وراجع (رؤ4: 8 – 11).

هذا الإصحاح نرى فيه إرادة الله من نحو شعبه.

فطلب الله ذبائح خطية ومحرقات وذبائح سلامة يشير لأن الله ينظر إلى يوم الصليب حين تغفر الخطايا ويصير الناس مقبولين أمامه ومحل سروره، فقد حدثت المصالحة بين الله وبين الإنسان، بل فرحت السماء بكل هؤلاء الذين تابوا، وفرح الله بدخوله فى شركة مع شعبه (ذبيحة السلامة). الله حينما دعاه إبراهيم ليأكل قَبِلَ بينما هو روح لا يحتاج لأكل، ونرى فى هذا رغبة الله أن يدخل بيت إبنه إبراهيم، ويطلب خيمة ليجتمع فيها مع شعبه (وكانت الخيمة وسط خيام الشعب التى كانت على شكل صليب، فالمصالحة كانت بالصليب. وماذا بعد التطهير؟ ماذا يريد الله بعد ذلك؟

«هذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. تَعْمَلُونَهُ فَيَتَرَاءَى لَكُمْ مَجْدُ الرَّبِّ».

وهذا ما نسمعه فى سفر الرؤيا "هوذا مسكن الله مع الناس" (رؤ21: 3). هذه هى محبة الله لنا، هو يريد خلاصنا ويسعى للصلح معنا لنحيا فى مجده، ونرى مجده، ويكون لنا هذا "فرح لا ينطق به ومجيد".

(1بط1: 8).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح العاشر - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثامن - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 9
تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 9