الأصحاح الثالث والعشرون – سفر اللاويين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر اللاويين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثالث والعشرون

مقدمة الإصحاح الثالث والعشرون.

الشهور اليهودية.

كان الأباء الأولون يدعون الشهور بترتيب عددها بالنسبة لبعض الحوادث الهامة مثل حكم ملك أو بالنسبة لسنى حياة رجل من العظماء فيقولون الشهر الأول أو الثانى.... من هذا الحادث. وفيما بعد دعت كل أمة الشهور بأسماء خاصة غالباً هى بأسماء آلهتها. وكانت السنة 12 شهراً وكل منها 30 يوماً. ويستنتج هذا من (تك 7، 8). ثم أضافت بعض الشعوب خمسة أيام إلى الشهر الثانى عشر كما فى السنة القبطية ولكن فى السنة القبطية يسمى الشهر الصغير (5 أو 6 أيام حسب السنة بسيطة كانت أو كبيسة).

+ وكان خروج الشعب اليهودى من مصر فى شهر أبيب، وكان هذا الشهر هو السابع بين شهور السنة. ولكن أمرهم الرب أن يكون هذا الشهر هو الشهر الأول من الشهور تذكاراً لخروجهم من مصر ونجاتهم من العبودية. وكما أن الخروج من العبودية هو بداية حياة جديدة هكذا يكون هناك سنة جديدة. وكان شهر أبيب معروف عند المصريين (ربما دعى هكذا بإسم هابى إله النيل أو هوبا إله الفرح فهذا الشهر هو شهر ظهور السنابل الخضراء) وبعد السبى تغير إسم هذا الشهر إلى نيسان وقد تعلموا هذا الإسم من البابليين ومعنى الإسم الأسبال أى ظهور السنابل (وهذا الوقت من السنة هو أنسب وقت للخروج) وشهر أبيب / نيسان هذا يقع تقريباً بين شهرى مارس وأبريل أى فصل الربيع.

+ بناء على أمر الرب لهم بتغيير ترتيب الشهور، أصبح لهم تقويمان (سنتان) إحداهما مدنية تبدأ من شهر تسرى / إيثانيم، ويحسبون بها أمورهم السياسية والمدنية والزراعية وكان شهر أبيب هو السابع فى شهورها. والثانية سنة دينية وتبدأ من أبيب (نيسان) حسب أمر الرب لهم وكانوا يحسبون بها أعيادهم ومواسمهم الدينية.

+ وكانت السنة العبرية قمرية تبدأ شهورها من ظهور الهلال. ومجموعها 354 يوماً، 8 ساعات، 48 دقيقة، 4,32 ثانية. وكانوا يحسبون شهراً 30 يوماً وشهراً 29 يوماً على التوالى. ولأن السنة الشمسية مقدارها 365 يوماً أو 366 يوماً بزيادة نحو 11 يوماً عن السنة القمرية. فلكى يساوى العبرانيون سنتهم القمرية بالسنة الشمسية كانوا يضيفون شهراً على سنتهم كل ثالث سنة، ويسمونه وازار أو أذار الثانى ومدته 29 يوماً. بذلك صارت سنتهم شمسية فى عدد أيامهم وإن كانت شهورها قمرية.

الأصوام اليهودية أيام المسيح.

  1. 17 تموز تذكار لإستيلاء نبوخذ نصر على أورشليم.
  2. 9 آب تذكار خراب أورشليم.
  3. 3 تشرى بسبب قتل جدليا.
  4. 10 تشرى الكفارة.
  5. 10 طبيت بسبب حصار أورشليم.
  6. 13 آذار صوم إستير.

الأعياد اليهودية والمحافل المقدسة عندهم.

فى أيام السيد المسيح.

رأس كل شهر (الهلال الجديد).

كل يوم سبت.

الأعياد بحسب الشهور.

1 - نيسان 14 الفصح.

15 اليوم الأول لعيد الفطير.

16 ترديد أول حزمة من الحصيد (اليوم الثانى من الفصح).

21 نهاية الفصح.

2 - أيار (زيو) 18 اليوم الــ 33 من تقديم أول حزمة ناضجة.

3 - سيوان 6 البنطقسى[] (الخمسين) أوعيد الأسابيع (اليوم الخمسون للفصح).

  1. تشرى 1، 2 عيد رأس السنة (عيد الهتاف أو عيد الأبواق).

10 الصوم العظيم أو عيد الكفارة.

15 عيد المظال.

21 نهاية عيد المظال.

22 ثامن يوم عيد المظال.

9 - كسلو 25 عيد تدشين[] الهيكل أو عيد الشموع أو عيد التجديد (8أيام).

12 - أذار 14 عيد الفوريم (القرعة) الذى أقامته إستير.

الأعياد والمحافل المقدسة.

بدأ سفر اللاويين بالذبائح رمزاً لذبيحة المسيح ليعلن طريق المصالحة مع الله خلال الذبيحة المقدسة. ثم حدثنا عن شرائع التطهير حتى يشرح كيف تحيا الجماعة مقدسة للرب.

ونأتى لختام السفر فنجده يحدثنا عن الأعياد. وكلمة عيد تحمل فى العبرية معنى الفرح وإذا عرفنا أن كلمة عَدْنْ (الجنة) تعنى بهجة، نفهم أن الأعياد تشير للعودة للحياة الفردوسية الأولى. وكانت الأعياد تدعى محافل مقدسة لأن فيها تجتمع الجماعة فى فرح حول الله القدوس. وإذا كان هذا السفر هو سفر الشريعة فقد قصد الله أن يعلن أن الحياة معه ليست ثقيلة، بل هى حياة كلها أعياد وأفراح وهذه هى إرادته أن يفرح شعبه وأن من يلتزم بشرائع التطهير سيفرح. فالله لم يضع شرائع التطهير ليتحكم فى شعبه ولكن ليرسم لهم طريق الفرح. ولما فقد الإنسان الفرح بسبب الخطية أعاده المسيح (يو16: 22 + فى4: 4 + غل5: 22). وقد رتبت الأعياد فى مناسبات تحمل ذكرى إحسانات الله عليهم (مثل خروجهم من مصر أو نهاية مواسم الحصاد) حتى يشعروا بمحبة الله لهم. فاليهود كشعب بدائى فى علاقته بالله لن يفهم محبة الله إلا بالعطايا المادية، وكانت الأعياد منها ما هو أسبوعى (السبت) وما هو شهرى (الهلال) وما هو سنوى (الفصح) وما هو كل سبع سنوات وما هو كل 50 سنة وكأن الله يريد أن شعبه يفرح العمر كله.

والأعياد هنا رمز للأعياد والأفراح الروحية. وفيها يفرح الله بشعبه ويفرح الشعب بإلهه فرح أبدى لا ينقطع. وسفر اللاويين هو سفر القداسة ولأنه يحدثنا عن القداسة فنفهم أن الأعياد هى أوقات مقدسة ففيها يجتمع الشعب مع إلهه. لذلك كان الله يطلب ظهور كل الذكور أمامه فى الهيكل ويستثنى منهم العبيد والصم والخرس والعرج والمرضى وغير القادرين على صعود الجبل والدنسون والشيوخ غير القادرين. ولعل فى هذا رمز جميل للعيد الحقيقى الأبدى حيث تظهر الكنيسة أمام الرب بكونها كنيسة مجاهدين غير مدللين (ذكور) ليس بينهم عبد للخطية ولا من فقد حواسه الروحية ولا من هو عاجز روحياً ولنفهم أن المعنى المقصود روحى، كان النساء اللاتى يرغبن فى الحضور يحضرن للهيكل (تث16: 11، 14) ولاحظ أن المواسم التى يتطلب فيها ظهور الذكور أمام الرب فى الهيكل تكون خلال شهور (مارس / مايو / سبتمبر) وليس فى الشتاء وليس فى مواسم العمل (زرع وحرث....) بل بعد مواسم الحصاد، حتى يحضر الكل بدون أعذار. وفى هذه الأوقات يكون السفر سهلاً، ونلاحظ فى الأعياد كثرة تقديم الذبائح فنحن لا يجب أن نقضى أعيادنا فى الأفراح العالمية بل نقدم ذبائح الصلاة والتسبيح. هذا فضلاً عن أن نفهم أن أى فرح أساسه ذبيحة المسيح.

الأعياد ورقم 7.

رقم 7 يشير للكمال، فالله لأنه يريد أن يظهر إرادته لنا فى أن نفرح فرحاً كاملاً، إرتبطت الأعياد بالرقم 7. فنجد أن السبت هو السابع فى الأيام. وأن عيد الأسابيع أو عيد البنطقستى (الخمسين) يأتى بعد 7 أسابيع من السنة الدينية. والشهر السابع هو أقدس شهور السنة (يوجد فيه عيد الهتاف وعيد المظال ويوم الكفارة). والسنة السابعة تقدس وتسمى سنة سبتية. وكل 7 سنوات سبتية تقدس السنة التالية (اليوبيل) والأعياد الأساسية هى 7 أعياد ويسبق السبع الأعياد يوم السبت، هو ليس أحد الأعياد بل هو تمهيد لها كلها كما يتبين من (لا23: 38) حيث يرد القول "عدا سبوت الرب" وفى السبت نفهم أن الله يرغب فى أن يشاركه شعبه راحته ليتأمل مستريحاً فيما عمله الله لأجله وتدبير الراحة الأبدية. فالبهيمة تعبها ينتهى فى أرض الفناء هنا، أما المؤمنين فلهم راحة أبدية. ولاحظ البعض أن الأعياد اليهودية تمثل الزمن كله من صلب المسيح (عيد الفصح) حتى النهاية (يوم المظال الثامن). وأما السبت (الراحة) فهو يسبق كل شئ (يأتى قبل الأعياد السبعة) وهو نهاية كل شئ (الراحة الأبدية).

والأعياد السبعة تنقسم إلى مجموعتين (راجع خريطة الأعياد): -.

المجموعة الأولى.

  1. الفصح 3 - الباكورة.
  2. عيد الفطير (الفطير 7 أيام) 4 – الخمسين (عيد الأسابيع).

المجموعة الثانية.

  1. عيد رأس السنة (أول الشهر السابع).
  2. يوم الكفارة.
  3. عيد المظال (7 أيام) ثم ثامن يوم العيد.

وكما سنرى فالمجموعة الأولى تمثل عمل المسيح على الأرض حتى تأسيس الكنيسة يوم الخمسين. فالفصح يمثل الصلب. والباكورة تمثل القيامة، قيامة المسيح باكورة الراقدين. والخمسين يمثل حلول الروح القدس يوم الخمسين وبهذا تم تأسيس الكنيسة.

والمجموعة الثانية تأتى مع بداية الشهر السابع وهى تشير لحياة الكنيسة على الأرض وجهادها حتى تنعم بالراحة فى السماء.

  1. هى تأتى فى الشهر السابع أى بعد ستة شهور واليوم السابع يشير للراحة. وكأن فترة جهاد الكنيسة على الأرض ستة شهور يعقبها راحة أو أن فترة حياة الإنسان على الأرض 6 أيام يعقبها اليوم السابع (الراحة).
  2. تبدأ هذه الفترة بعيد الهتاف أو الأبواق وهو إنذار لكل فرد فى الكنيسة أن يقدم توبة ويجاهد فى حياته.
  3. فى العاشر من الشهر يوم الكفارة (يوم التذلل والصوم) وهكذا يجب أن نقضى أيام غربتنا.
  4. عيد المظال 7 أيام يقضونها فى مظال إشارة لفترة غربتنا وأنه ينبغى أن نقضى أيام حياتنا على الأرض = (غربتنا)، فى إحساس بالغربة.
  5. ثامن يوم هو يوم فرح عظيم (ورقم 8 يشير للأبدية) بعد غربة 7 أيام.

والمجموعتين مكونين من رقمين 4، 3 وهذا إشارة إلى أن عمل الله فى الخليقة كامل.

  • ولاحظ أن الشعب كان يجب أن يظهر أمام الرب فى أعياد (الفطير / الأسابيع / المظال) (تث16: 16) ولاحظ أن الفطير يبدأ بعيد الفصح فهم كانوا يأتون قبل الفصح.
  • ونلاحظ أن الرب منع العمل في السبت وفى يوم الكفارة مع التشديد على ذلك. وهذا يشير إلى أن الراحة التى صارت لنا فى كفارة المسيح مثل الراحة التى كانت قبل السقوط.
  • كلمة مواسم هى فى العبرية "موعد". وكلمة أجتمع بك هناك (خر25: 22) هى "يَعِد" فالأصل فيها واحد. ومن هذا نفهم أن اللقاء مع الله هو الفرح الحقيقى فكلمة "موعد" العبرية تعنى لقاء مفرح. والكلمتين واضح أن أصلهما واحد. وفى هذه الأعياد يجتمع الكل معاً فى محبة "وما أحلى أن يسكن الإخوة معاً مز133.
  • لاحظ أن عيد الباكورة هو الثالث وهو الذى يشير للقيامة (ورقم 3 يشير للقيامة).

الأعداد 1-3

الأيات (1 - 3): -

"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَوَاسِمُ الرَّبِّ الَّتِي فِيهَا تُنَادُونَ مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً. هذِهِ هِيَ مَوَاسِمِي: 3سِتَّةَ أَيَّامٍ يُعْمَلُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا لاَ تَعْمَلُوا. إِنَّهُ سَبْتٌ لِلرَّبِّ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ.".

السبت.

يأتى السبت كمقدمة للأعياد كلها.

  1. فهذا ما أسسه الله فى البداية لشعبه. أن يحيا شعبه فى راحة.
  2. كرمز للراحة الأبدية التى سيدخل الله شعبه إليها.
  3. اليوم السابع هو اليوم الأخير من الأسبوع لأن الراحة تأتى فى نهاية التعب.

فبعد حياة طويله يتخللها تعب وأفراح لقاء الله مع شعبه (رمزها الأعياد) تأتى الراحة الأبدية. ولذلك يأتى السبت قبل كل الأعياد فهو إرادة الله لشعبه.

وكان ينبغى أن لا يعمل أى عمل فى السبت وكانوا يجب أن يقضوا اليوم فى تسبيح وعبادة ولهذا اليوم طقسه الخاص. لذا جاء الحكم قاسياً على أول من كسر الوصية وكان الحكم "الرجم" (عد15: 32 – 36). فالإنسان المادى لا يهتم سوى بالمكاسب المادية.

وكلمة سبت فى العبرية تعنى راحة. إذاً هو ليس وصية ثقيلة بل هو عيد وفرح لذلك منع الله العمل حتى على العبيد بل حتى الحيوانات. والراحة هنا ليست خمول بل هى تمتع بالشركة مع الله والتأمل فى تدبيره وهذا هو الفرح الحقيقى.

وكون الله إستراح فى اليوم السابع من عمل الستة أيام له معنى عميق هو أننا نحيا الآن فى اليوم السابع الذى بدأ بعد سقوط آدم وينتهى باليوم الثامن أى الأبدية وخلال هذا اليوم تم الفداء والخلاص، وهذا هو معنى أن الله إستراح فى اليوم السابع فهو إستراح لأن مشكلة الإنسان تم حلها وأيضاً إستراح الإنسان بالفداء. هذا معنى الراحة الآن وهى عربون الحياة السماوية وفيها تسبيح لا ينقطع. والسيد المسيح حتى ينهى الفكر الحرفى لننطلق إلى المفهوم الروحى: -.

  1. صنع أعمال الشفاء يوم السبت. فالسبت تحرر من الضعف والخطية.
  2. صلب فى يوم الجمعة وكان ميتاً فى القبر يوم السبت حتى يقبر حرفية الفكر القديم. وقام يوم الأحد ليصير هو يومنا المقدس الذى عادت فيه بنوتنا لله، وسكنى الروح القدس فينا وعضويتنا فى جسد المسيح. إنه راحة للآب إذ يجدنا فى المسيح يسوع أولاده متبررين بدم صليبه وراحة لنا فيه.

وكلم الرب موسى = بعد أن أعطى الله كل هذه الشرائع يحدثنا عن الأعياد والمعنى أن من يلتزم بهذه الشرائع يكون له فرح.

مواسمى = الله ينسب المواسم له فهو يفرح أيضاً بوجود أولاده حوله ولكن حين يخطئون يسميها مواسمكم. تنادون = كان ذلك بنفخ الكهنة فى الأبواق.

طقس السبت عند اليهود.

كان اليهود يتطلعون للسبت بفرح. ويمنع فيه الصوم والحزن ويتمتعون فيه بالطعام والملبس. وإن صادف يوم السبت أن كان يوم صوم كانوا يصومون قبله أو بعده. وكان السبت يبدأ من غروب يوم الجمعة ويستمر حتى غروب السبت. ويسمى غروب يوم الجمعة عشية السبت أو الإستعداد (مر15: 42 + يو19: 31). ونحن فى أيام غربتنا فى هذا العالم كمن فى عشية السبت منتظرين راحتنا الحقيقية فى شوق شديد.

وكان أول عمل يقوم به الكهنة هو تجديد خبز الوجوه الذى أعد يوم الجمعة. وهذا هو عمل كهنة العهد الجديد تقديم جسد ربنا يسوع المسيح خبز حياة سماوى. أعده الرب بنفسه يوم الجمعة يوم صُلِبَ.

وفى يوم السبت توجد محرقات إضافية وسكائب. ومع السكيب يرنمون (مزمور 92) والكهنة ينفخون فى الأبواق. ويختتمون بتسبحة موسى فهو يوم فرح وعبور من العبودية. فالسبت ليس لراحة الجسد فقط بل ليذكر شعب الله إنتماءه للسماء، وهذا معنى قول الرب لموسى فى الوصايا العشر "أذكر يوم السبت لتقدسه" (خر20: 8). فكلمة تقدسه أى تخصصه وتكرسه للرب، وهذا يكون بزيادة التسابيح.

العدد 4

أية (4): -

"4«هذِهِ مَوَاسِمُ الرَّبِّ، الْمَحَافِلُ الْمُقَدَّسَةُ الَّتِي تُنَادُونَ بِهَا فِي أَوْقَاتِهَا:".

العدد 5

أية (5): -

"5فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ.".

عيد الفصح.

كلمة فصح = بيسح بالعبرية أو بسخة وتعنى عبور. فهو تذكار عبور الملاك المهلك فى مصر ونجاة أبكارهم، ثم عبورهم من أرض العبودية لأرض الحرية. وكان يقدم بين العشائين = غالباً الساعة 3 ظهراً إلى الساعة 5 ظهراً، أو بين الساعة 3 ظهراً إلى حلول الظلمة على الأرض. وكان كثيرون من اليهود يأتون من الشتات وينصبون خيامهم على جبل الزيتون، ومن هنا ندرك الأعداد الهائلة والإحتفال الهائل بالمسيح عند دخوله لأورشليم.

فى الشهر الأول = هو شهر أبيب كما ذكر إسمه فى التوراة (حز13: 4 + 23: 15 + تث16: 1) وتمت تسميته نيسان فى غير التوراة (نح2: 1 + إس3: 7) وذلك بعد السبى، فهو تسمية بابلية. والفصح يتضح فى العهد الجديد أنه هو المسيح (1كو5: 6 – 8). وكان شهر أبيب هو السابع فجعله الله الأول لأن آدم الأخير (المسيح) بصليبه قد بدأ كل شئ جديداً (2كو5: 17).

فى الرابع عشر = توجد فترتان من أول الشهر إلى يوم ذبح الخروف. الفترة الأولى 10 أيام بعدها يؤخذ الخروف ويوجد تحت الحفظ والفترة الثانية أربعة أيام، ثم يذبح فى اليوم الرابع عشر. فالفترة الأولى تشير إلى حياة الرب يسوع من ولادته إلى بدء خدمته فى سن الثلاثين. والفترة الثانية تشير لفترة خدمته (5,3 سنة) ولاحظ أنه دخل لأورشليم يوم الأحد وصار تحت الحفظ إلى أن أمسكوه يوم الخميس (فمن 10 – 14 = الأحد حتى الخميس).

وكانوا يأكلون الخروف مشوياً رأسه مع أكارعه وجوفه. ونحن حين نتناول جسد المسيح ينبغى أن تكون لنا أفكاره وسلوكه ووداعته ومحبته. وكانوا يأكلونه وهم أحقاءهم ممنطقة كمن على سفر وهكذا نحن فى غربتنا.

الأعداد 6-8

الأيات (6 - 8): -

"6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. 7فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. 8 وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا».".

عيد الفطير.

عيدى الفصح والفطير عيدان متمايزان فعيد الفصح 14 أبيب وعيد الفطير 7 أيام يبدأ يوم 15 أبيب ولمدة سبعة أيام وينتهى يوم 21 أبيب. ونظراً لإلتصاقهما صارا فيما بعد عيداً واحداً. والخمير يشير للشر (1كو5: 6 – 8). ولأن رقم 7 رقم كامل يكون المعنى إعتزال الشر نهائياً. وكان الخمير ينزع من البيت إشارة لأهمية نزع الشر من الكنيسة كلها "إعزلوا الخبيث من بينكم" 1كو5: 13 + خر12: 15).

وكان عيد الفطير يشير لخروجهم من مصر ففى خروجهم حمل الشعب عجينهم قبل أن يختمر (خر12: 34). وهكذا نحن إذا إردنا أن نعبر من العبودية للحرية علينا أن لا نضع أى شر فى قلوبنا أو أن نعزله لو وجد ونتخلى عنه.

وإرتباط الفصح بالفطير واضح أنه بعد أن ذبح المسيح لأجلى كيف أسمح بوجود خطية فى حياتى. (وهذا لمدة العمر كله = 7 أيام فطير) (1كو5: 7، 8).

سبعة أيام تقربون وقوداً = أى تقربون ذبائح (عد28: 19 – 23) بالإضافة للتقدمات الإختيارية لكل فرد. وكان عيد الفطير يسمى خبز الحزن أو خبز المشقة (تث16: 3) فهو يشير للمرارة التى عاشها الشعب فى عبوديته، يذكرون هذا دائماً فيسبحون الله. ولنا تشير لأهمية جهادنا وصعوبته فى فترة غربتنا لنصير فطيراً بلا خمير. فنعبر للراحة الأبدية.

الأعداد 9-14

الأيات (9 - 14): -

"9 وكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 10«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ وَحَصَدْتُمْ حَصِيدَهَا، تَأْتُونَ بِحُزْمَةِ أَوَّلِ حَصِيدِكُمْ إِلَى الْكَاهِنِ. 11فَيُرَدِّدُ الْحُزْمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ لِلرِّضَا عَنْكُمْ. فِي غَدِ السَّبْتِ يُرَدِّدُهَا الْكَاهِنُ. 12 وَتَعْمَلُونَ يَوْمَ تَرْدِيدِكُمُ الْحُزْمَةَ خَرُوفًا صَحِيحًا حَوْلِيًّا مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. 13 وَتَقْدِمَتَهُ عُشْرَيْنِ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ، وَقُودًا لِلرَّبِّ رَائِحَةَ سَرُورٍ، وَسَكِيبَهُ رُبْعَ الْهِينِ مِنْ خَمْرٍ. 14 وَخُبْزًا وَفَرِيكًا وَسَوِيقًا لاَ تَأْكُلُوا إِلَى هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ، إِلَى أَنْ تَأْتُوا بِقُرْبَانِ إِلهِكُمْ، فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ.".

عيد الباكورة.

راجع خريطة الأعياد اليهودية لتجد أن هذا العيد يوافق حصاد الشعير. وقد إرتبط عيد الباكورة مع عيدى الفصح والفطير وعيد الخمسين. فعيد الباكورة يحتفل به خلال أيام عيد الفطير، ويأتى عيد الخمسين بعده بخمسين يوماً. ويعتبر أول الأعياد الزراعية ومارسه الشعب بعد دخولهم أرض كنعان = متى جئتم إلى الأرض. وكان الشعب يمارسه بطقس بهيج للغاية غايته تقديم الشكر لله واهب الخيرات. وكان فيه يقدم حزمة البكور ليتقدس الحصاد كله، ولم يكن ممكناً أن يأكل أحد من المحصول الجديد فى أى صورة من الصور (خبز / فريك / سويق آية 14). (السويق قد يكون الحبوب الخضراء الطرية قبل أن تشوى أو الحبوب المحمصة المطحونة) قبل أن يتم ترديد حزمة الباكورة ليكون الله أولاً. وكان بعد أن يتم ترديد أول حزمة يعرض المحصول الجديد للبيع فى الأسواق. (إذاً فلنهتم بتقديم بكورنا).

وكان ثلاث شيوخ من مجمع السنهدريم يخرجون فى اليوم السابق لعيد الفصح ليحصدوا فى الحقول المجاورة لأورشليم من الشعير بين هتافات الشعب. وكان الكاهن يردد حزمة الشعير أمام الرب ليرضى عن شعبه، ويكلل السنة الزراعية بالبركة. وبعد الترديد تصير الحزمة من نصيب الكهنة والمعنى أن هذه البركة يا رب منك. وغالباً كان الترديد يتم بعد تحميص الحبوب وطحنها فى هاون ثم نخلها ليقدم الكاهن ملء قبضة يده من الدقيق الناعم بعد أن يلته بالزيت.

وهذه الحزمة تمثل شخص السيد المسيح الذى يقدم حياته تقدمة سرور للآب على نار الصليب وكرمز لهذا يقدمون خروفا محرقة. والمسيح قدم نفسه لكى يتبارك فيه كل الحصاد (الكنيسة) بأن نشترك فى حياته الأبدية، حياته المقامة من الأموات. ويشير لهذا تقدمة الدقيق (الدقيق يشير للحياة التى حصلنا عليها بقيامة المسيح) ملتوت بزيت (والزيت رمز للروح القدس الذى يثبت حياة المسيح فينا). وهذا الدقيق الملتوت بالزيت يقدم وقودا للرب رائحة سرور (أى يقدم على نار المذبح فيتقبله الله رائحة سرور). وهذا يعنى أنه علينا أن نقدم حياتنا التى حصلنا عليها لمجد الله "لأن الموت الذى ماته للخطية مرة واحدة، والحياة التى يحياها فيحياها لله. كذلك أنتم أيضا إحسبوا أنفسكم أمواتا عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا" (رو6: 10، 11) + "فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 20). وهذا ما يفرح الله أن نقدم حياتنا له، وإعلانا عن هذا السرور يكمل الطقس بأن عليهم أن يقدموا سكيب من خمر.

2 / 10 دقيق = حياة المسيح الأبدية كانت لأباء العهد القديم والعهد الجديد، فخلاص المسيح كان للجميع. راجع تفسير (رو3: 25، 26). ومن يثبت فى المسيح يعتبر كاملا (كو1: 28). ورقم الكمال التشريعى والأدبى 10. إذاً 2 / 10 هم شعبى العهد القديم والجديد اللذين صارا كاملين فى المسيح إذا ثبتوا فى حياته.

1 / 4 الهين خمر = 4 هو رقم العالم. والمسيح جعل الإثنين واحدا (العهد القديم والعهد الجديد). هى كنيسة واحدة وحيدة (1) عروس للمسيح فى كل العالم (4)، وهو فرح بعروسه. والخمر هو رمز الفرح. وإذا سكنت هذه العروس فى محبة ينسكب عليها الروح القدس، روح المحبة والفرح والسلام (مز133). فيصير للكنيسة فرح (خمر).

فى غد السبت يرددها الكاهن = كان حصد الباكورة يتم ليلة الفصح.

ويوم 14 كان الفصح (كانوا يحتفلون به مساءً).

ويوم 15 كان عيداً ويسمى سبت فهو يوم راحة وعطلة (خر12: 16).

ويوم 16 كان غد العيد أو غد السبت وفيه يتم ترديد أول عُمُر. وهذا اليوم هو ثانى أيام الفطير. فأول أيام الفطير هو 15 أبيب. وقد حدث خلاف فى تفسير كلمة فى غد السبت. والتفسير السابق هو للفريسيين، أما الصدوقيين فكانوا يرون أنه يجب أن ينتظروا حتى يأتى أول سبت بعد الفصح ويرددوا الباكورة بعده. ولعل الوحى إختار أن يضع هذه الآية بهذه الصورة لتكون نبوة واضحة عن المسيح الباكورة الذى قام من الأموات غد السبت فعلاً أى يوم الأحد.

والمسيح فى موته كان حبة الحنطة التى سقطت فى الأرض وماتت لتأتى بثمر كثير (يو 12: 24). ويوم موت المسيح يشار له هنا بالفصح. وموت المسيح كان حتى يخلصنا من إنساننا العتيق أو من خميرة الفساد التى تسللت إلينا، أى ليحولنا لفطير. ولاحظ أن قيامة المسيح توافقت مع تقديم اليهود لباكورتهم، فالمسيح صلب فى عيد الفصح. وبينما اليهود كانوا فى أفراح عيد الباكورة كان المسيحيون يتبادلون التهانى بقيامة المسيح الباكورة. والمسيح بقيامته فى يوم عيد الباكورة أراد أن يظهر أنه هو الباكورة الحقيقية. هو البكر القائم من بين الأموات ليهبنا نحن أيضاً فيه القيامة ويرفعنا به إلى حضن أبيه فنحيا فى السموات. فهو بكر كل خليقة (كو1: 15) وفيه صرنا كنيسة أبكار (عب12: 23 + يع1: 28 + خر4: 22 + 1كو15: 20) ولقد إحتفل الشعب بعيدى الفصح والفطير فى البرية لكن إحتفلوا بعيد الباكورة فى الأرض. فعيد الباكورة أى القيامة لا بد أن تكون فى الأرض الجديدة والسماء الجديدة. وهذا معنى آية "10" متى جئتم إلى الأرض.

ونلاحظ أن الباكورة كانت تقدم من الشعير. والشعير طعام المساكين. فالمسيح جاء ليرفع المسكين من المزبلة وليسكن عند المتواضعين (إش57: 15 + مت5: 3). وكان تقديم الباكورة لتقديس الحصاد ونحن قد تقدسنا خلال الإبن البكر القائم من الأموات. وفى أيات (12، 13) لا نجد إشارة لذبيحة خطية. فنحن الآن نتكلم عن قيامة وفطير وسرور.

الأعداد 15-22

الأيات (15 - 22): -.

"15«ثُمَّ تَحْسُبُونَ لَكُمْ مِنْ غَدِ السَّبْتِ مِنْ يَوْمِ إِتْيَانِكُمْ بِحُزْمَةِ التَّرْدِيدِ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ تَكُونُ كَامِلَةً. 16إِلَى غَدِ السَّبْتِ السَّابعِ تَحْسُبُونَ خَمْسِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ. 17مِنْ مَسَاكِنِكُمْ تَأْتُونَ بِخُبْزِ تَرْدِيدٍ، رَغِيفَيْنِ عُشْرَيْنِ يَكُونَانِ مِنْ دَقِيق، وَيُخْبَزَانِ خَمِيرًا بَاكُورَةً لِلرَّبِّ. 18 وَتُقَرِّبُونَ مَعَ الْخُبْزِ سَبْعَةَ خِرَافٍ صَحِيحَةٍ حَوْلِيَّةٍ، وَثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ مَعَ تَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 19 وَتَعْمَلُونَ تَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَخَرُوفَيْنِ حَوْلِيَّيْنِ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ. 20فَيُرَدِّدُهَا الْكَاهِنُ مَعَ خُبْزِ الْبَاكُورَةِ تَرْدِيدًا أَمَامَ الرَّبِّ مَعَ الْخَرُوفَيْنِ، فَتَكُونُ لِلْكَاهِنِ قُدْسًا لِلرَّبِّ. 21 وَتُنَادُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ مَحْفَلاً مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ. 22 وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ، لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي حَصَادِكَ، وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».".

نلاحظ أن الوحى عند كلامه عن هذا العيد لم يفتتح الكلام فى عيد الخمسين بقوله "وكلم الرب موسى قائلاً"، لأن الباكورة والحصاد مرتبطين معا وهى أعياد فرح، يذكرانهم بدخول أرض الموعد والخيرات التى يفيض بها الله عليهم. فقوله "كلم الله موسى" ذكرت مع عيد الباكورة فلا داعى للتكرار. أما الفصح والفطير يذكران الشعب بحياة العبودية وحياة المشقة. فهنا الله كأنه حين يقول "وكلم الرب موسى" يعطى وعدا أنه بعد الضيق لا بد أن يأتى الفرج وبعد الحزن يأتى الفرح "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج". هذه مثل قول السيد المسيح "الآن عندكم حزن ولكن أراكم فتفرح قلوبكم" (يو16: 22). عموما هذه الأعياد وحدة واحدة وهكذا أيضاً فى المسيحية فهى وحدة واحدة (صليب / قيامة / حلول الروح القدس). وقد سمى هذا العيد بعيد الأسابيع لأنه يأتى بعد 7 أسابيع من عيد الباكورة (خر34: 22 + تث16: 10). كما دعى عيد الخمسين واليونانية البنتقسطى (أع2: 1 + 20: 16). وفى هذا اليوم حل الروح القدس على الكنيسة المجتمعة فى العلية. وهو أيضاً عيد زراعى كالباكورة. ويسمى عيد الحصاد (خر23: 16) إذ يأتى فى ختام موسم الحصاد بعد نضج القمح. ونسميه عيد تأسيس الكنيسة ففى هذا اليوم حل الروح القدس على الكنيسة ليؤسسها، وبعظة بطرس آمن 3000 نفس. وبدأ الحصاد بعد أن إبيضت الحقول. وكان بالنسبة لليهود غاية هذا العيد هو تقديم الشكر لله بمناسبة حصاد القمح، خلال طقس مفرح جماعى.

يضاف لهذا أن اليهود كانوا يرون أن موسى قد تسلم الشريعة فى هذا اليوم أى بعد 50 يوماً من خروجهم من مصر.

أية (15): -

"15«ثُمَّ تَحْسُبُونَ لَكُمْ مِنْ غَدِ السَّبْتِ مِنْ يَوْمِ إِتْيَانِكُمْ بِحُزْمَةِ التَّرْدِيدِ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ تَكُونُ كَامِلَةً.".

من غد السبت = السبت هو بمعنى يوم الراحة أى 15 أبيب / نيسان وبذلك يكون غد السبت هو 16 أبيب. وهو اليوم الذى يقدمون فيه العُمُر الباكورة سبعة أسابيع = 49 يوماً. آية 16: - إلى غد السبت السابع = أى اليوم الذى بعد 49 يوماً، أى اليوم الخمسون لذلك سمى عيد الخمسين أو عيد الأسابيع. ثم تقربون تقدمة جديدة = هذه من أبكار حصيد الحنطة وهى خلاف أبكار العُمُر الذى كان من أبكار حصيد الشعير.

أية (17): -

"17مِنْ مَسَاكِنِكُمْ تَأْتُونَ بِخُبْزِ تَرْدِيدٍ، رَغِيفَيْنِ عُشْرَيْنِ يَكُونَانِ مِنْ دَقِيق، وَيُخْبَزَانِ خَمِيرًا بَاكُورَةً لِلرَّبِّ.".

من مساكنكم تأتون بخبز ترديد رغيفين. يقول فى (عد15: 2) "مساكنكم التى أنا أعطيكم". فالله هو الذى أعطانا المسكن ومما أعطانا يجب أن نعطيه. وطقس الرغيفين هو أهم مظاهر الإحتفال بهذا العيد. وكل رغيف 1 / 10 إيفة من الدقيق. وكان الرغيفين يرددان أمام الله ثم يأكل رئيس الكهنة أحدها ويأكل الكهنة الرغيف الآخر. ولا يوقدان على المذبح لأن بهما خمير. ولنلاحظ الآتى: -.

  1. بعد الفصح كانوا يأكلون فطيراً ليذكروا خروجهم من مصر وإحسانات الله عليهم فى خروجهم، أما الآن فهم يقدمون خبزاً مختمراً ليذكروا نعمة الله عليهم بعد أن أعطاهم الأرض ليسكنوا فيها وأكلوا من خيراتها.
  2. الخمير يرمز للشر. وكأن هذين الرغيفين يشيران للكنيسة (بعهديها القديم والجديد) التى حل عليها الروح القدس بالرغم من وجود الشر فيها "الخطية ساكنة فىَّ" (رو7: 17). إذاً الخطية كامنه فى الطبيعة البشرية. ونحن لن نستطيع أن نتنقى من الخطية إلا بواسطة الروح القدس الذى يبكت على الخطية. لذلك حل الروح القدس على الكنيسة بالرغم من وجود الخطية فى أفرادها وذلك لينقيها.
  3. فى آية 18: - نجد تقديم ذبائح كثيرة فالروح يعمل فى نفوسنا لكن لابد من الذبيحة فعمل الروح قائم على أساس ذبيحة المسيح. والكنيسة تقدم ذبيحة فى كل مناسبة وكل قداس لتذكر عمل المسيح. ومن يأكل من جسد المسيح يحيا به. إذاً الروح القدس يبكت وينقى، والذبيحة فى القداس تعطى حياة وفيها غفران للخطايا. وهكذا يحيا الخاطئ.
  4. يشار إلى حزمة أول الحصيد كما إلى رغيفى الترديد فى يوم الخمسين بأن كليهما باكورة. ورأينا أن حزمة أول الحصيد تشير للمسيح باكورة الراقدين ورغيفى الخبز يشيران للكنيسة فهى كنيسة أبكار (لذلك يوجد خمير بالخبز).
  5. قد يمثل الرغيفين اليهود والأمم اللذان تكونت منهما الكنيسة (أف2: 14 – 16) وكان رئيس الكهنة يأكل أحدهما، والكهنة يشتركون فى أكل الرغيف الثانى. وإذا كان رئيس الكهنة يمثل المسيح بالجسد والكهنة يمثلون شعب المسيح (كهنة بالمفهوم العام) فيكون المعنى أن المسيح أشركنا فى جسده. وكما رأينا فى تفسير رقم 2 أنه يشير للتجسد (مقدمة خيمة الإجتماع). والرغيفين مصنوعين من عشرين (2 × 1 / 10). إذاً معنى الرغيفين أن المسيح تجسد ليعطينا جسده نشترك فيه، ونتحد به، وحينما يقدم مع الرغيفين كل هذه الذبائح. يكون مفهوماً معنى الشفاعة الكفارية. فنحن خطاة والخطية ساكنة فينا. لكن بعد إتحادنا بالمسيح وبقيمة دم الذبيحة لا يعود الآب يرانا بخطايانا بل يرانا فى إبنه. الروح القدس يبكت ولكنه لا ينزع الخطية، هو يشير للخطية ويعين حتى يتخلى الشخص عن خطاياه، والمسيح يكفر بدمه. وعلينا أن نستجيب لنداء الروح القدس ونتوب وبهذا نثبت فيه (فى المسيح) وهو يثبت فينا (يو15: 4).
  6. هذا يفسر قول بولس الرسول كلنا خبز واحد، جسد واحد (1كو10: 17).
  7. إذا كان المسيح هو حبة الحنطة التى سقطت فى الأرض لتأتى بثمر كثير (يو 12: 24) فالثمر الكثير يكون من نفس النوع أى الحنطة (هذا معنى الرغيفين).
  8. من مساكنكم = كانوا يأتون بالقمح من مساكنهم أى مما يمتلكون ومما أعطاه الله لهم. والمعنى أن نقدم حياتنا التى أعطاها لنا الله، نقدمها له "منه وله". ونرى أن ما قدمه الناس لله رغيفى خبز، وماذا أخذوا فى المقابل؟ الله قَبِلَ أن يأخذ هذه العطية ليتحد بطبيعتنا الخاطئة (الخمير الذى فى الخبز) ويشركنا فى مجده وحياة إبنه الأبدية. أخذ جسدا من بطن العذراء وأعطانا شركة عجيبة معه. حقا كما تقول التسبحة "أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له".
  9. ويخبزان = الخبز يتم فى نار الفرن "هكذا يجب أن نصلب الأهواء والشهوات. ونجاهد حتى الدم وهل هذا صعب؟.. الإجابة هى" بدونى لا تستطيعوا أن تفعلوا شئ "+" أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى "(يو15: 5 + فى4: 13).
  10. أما بالنسبة للفصح فكان يقدم فطير فهو يشير للمسيح الذى بلا خطية.

ملاحظات علي عيد الخمسين.

  1. هو ثمرة إضافة سبعة أسابيع على عيد الباكورة، فإن كان رقم 7 يشير إلى الكمال، فإن الكمال يتحقق بحلول الروح القدس الذى يأخذ مما للبكر ويعطينا ويثبتنا فيه.
  2. فى هذا اليوم قدمت الكنيسة باكورتها 3000 مؤمن (3 رقم يعلن عن إيمان هؤلاء بالثالوث القدوس و1000 كون هؤلاء إنتموا للسماء). ورقم 3 يشير للقيامة فمن آمن واعتمد صار حياً وقام من موت الخطية.
  3. كان هذا العيد عيد فرح بينما هذا لا يذكر فى الفصح والفطير فهما إشارة إلى الصليب وألام المسيح (أعشاب مرة).
  4. فى عيد الخمسين كانوا يقدمون عطية حرة للرب "على قدر ما تسمح يدك أن تعطى كما يباركك الرب إلهك" (تث16: 10). فالروح القدس يعين حقاً لكن علينا أن نقدم أنفسنا ذبائح حية بإرادتنا الحرة.

رأينا فى رغيفى الخبز المختمر أن المسيح عريس الكنيسة، إتحد بها وأشركها معه فى حياته. فماذا قدم العريس لعروسه بذبيحة الصليب عبر الزمان؟ يظهر هذا فى الذبائح التى تقدم فى هذا اليوم والتى تشير لعمل ذبيحة الصليب فى الكنيسة لنهاية الأيام: -.

  1. 7 خراف محرقة = رقم 7 رقم كامل وهنا يشير لأن عمل الصليب عمل كامل، يجعل الكنيسة مقبولة أمام الآب "لكى يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو أى شئ من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أف5: 27) (الذبيحة هنا هى محرقة لها رائحة سرور أمام الله) وهذا لكل من يؤمن ولكل زمان ومكان.
  2. ثورا واحدا محرقة = ربما يشير لأنه رئيس كهنتنا الذى يشفع فينا دائما وحمل كل أحمال ألامنا وخطايانا ليجعلنا فيه مقبولين أمام الآب. الثور كان يقدم ذبيحة خطية عن خطية الكاهن أو خطية كل الجماعة، ولكننا هنا أمام ذبيحة محرقة وليس ذبيحة خطية. لذا يمكن فهم الموضوع بنفس منطق رغيفى الخبز المختمرين، فالمسيح رئيس كهنتنا جعلنا مقبولين فيه بعد أن حمل خطايانا، وصرنا فيه مختفين.
  3. كبشين = الكبش كان يقدم كذبيحة إثم، وبنفس منطق ذبيحة ثور الخطية ورغيفى الخبز المختمرين، نرى هنا أن المسيح حمل أثامنا وصيَّرنا مقبولين فيه. ولعل الكبشين هما إشارة للخطأ فى أقداس الرب + والخطأ فى حق إنسان آخر.
  4. تيس واحد ذبيحة خطية = هذه هى الكنيسة التى صلبت نفسها عن العالم فتصير مقبولة أمام الآب، أو المسيح الذى قدَّم نفسه عن كنيسته.
  5. خروفين ذبيحة سلامة = الإفخارستيا إمتداد لذبيحة المسيح وممتدة مع الكنيسة إلى نهاية الأيام. ولأنها ذبيحة شركة يستخدم خروفين، فالمسيح جعل الإثنين واحدا. وربما يشير هذا لما نردده فى صلاة الصلح، وقول الشماس "قبلوا بعضكم بعضا بقبلة مقدسة".

أية (22): -

"22 وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ، لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي حَصَادِكَ، وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».".

لا تكمل زوايا حقلك = هذه الآية معناها أن الله يريد رحمة لا ذبيحة، ولكن إذا فهمنا أن الحصاد يشير للمؤمنين فيكون لهذه الآية معنى آخر قد يكون إيمان الأمم وهم الذين كانوا مساكين مبعدين عن الله. وهناك تفسيراً آخر أنها تشير لمساكين الأمم الذين تمتعوا بعناية الله خلال العهد القديم مثل راعوث وراحاب وملكة سبأ وحيرام ملك صور ونعمان السريانى وشعب نينوى وبحارة يونان. هؤلاء كانوا وثنيين مبعدين إلا أنهم تمتعوا برحمة الله خلال العهد القديم حينما كان من المفهوم أن اليهود فقط هم شعب الله. والآن هذه الآية لها معنى آخر فى العهد الجديد فكثيرين من اليهود يؤمنون بالمسيح ويتمتعون بإيمانهم ويدخلون لجسد المسيح. هذه الآية كانت موجهة لشعب الله ليتعلم الكرم والرحمة للفقراء من الشعب والمحتاجين. فإذا كرر الوحى هذه الآية هنا فى مجال الكنيسة التى صارت مقبولة أمام الله، فهو يعنى قبول كل إنسان يدرك إحتياجه لله فيقبل إليه "إن عطش أحد فليقبل إلىَّ ويشرب.." (يو7: 37 – 39) + تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم "(مت11: 28). ومن يأتى للمسيح يقبله ويشبعه مجانا. فكما يشبع الفقير مجانا من الحقول، هكذا الله يشبع كل من يأتى إليه.

الأعداد 23-25

الأيات (23 - 25): -

"23 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 24«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ يَكُونُ لَكُمْ عُطْلَةٌ، تَذْكَارُ هُتَافِ الْبُوقِ، مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. 25عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا، لكِنْ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ».".

عيد الهتاف.

هو عيد بداية السنة المدنية. وبداية الشهر السابع من السنة الدينية. وأهم ما يمتاز به هذا العيد هو الهتاف، حيث يحتفل به اليهود بالهتاف فى الأبواق من الصباح للغروب. لهذا دعى عيد الهتاف أو عيد الأبواق ودَعوهُ "عيد ميلاد العالم".

تذكار هتاف البوق ما معنى تذكار؟

  1. هو ذكرى يوم الخلق فهو يوم فى السنة. وكأن صوت البوق هنا تعبير عن صوت الفرح الصادر من أولاد الله الذين أعطاهم الحياة، فهم يسبحوه على أعماله العظيمة. وحينما سقط الإنسان جاء المسيح ليصلب. وتذكار هذا الصليب هو الفصح لذلك غير الله لهم بداية السنة لتصبح شهر أبيب، شهر عيد الفصح فنحن بالمسيح صار لنا "كل شئ جديداً" (2كو5: 17).
  2. البوق يستعمل لتوصيل الصوت إلى الجماهير (مثل الميكروفون الآن) وكان إستعماله لجمع الشعب أو للحرب أو للدعوة ليفرحوا بالعيد. إذاً هو إنذار أو دعوة للفرح. وصوت البوق يمثل هنا صوت الله (خر19: 19 + رؤ1: 10) وصوت الله كان قبل السقوط فرح للإنسان وبعد السقوط صار صوت إنذار. وللخاطئ صوت الله إنذار بالتوبة وللتائب يصير الصوت صوت فرح.
  3. لأن الأبواق كانت تستعمل فى الحروب فهو تذكار للإنتصارات على الأعداء بقوة الرب. وهى أيضاً للنداء للحرب (عد10: 7 – 10) فهى نداء للجهاد ضد الأعداء، والمعنى الروحى أنها نداء للجهاد ضد عدو الخير بتقديم توبة. وهكذا فالبوق الأخير هو الإنذار الأخير للخطاة "يأتى إلهنا ولا يصمت" (مز50: 3).
  4. عيد الهتاف يسبق يوم الكفارة (يوم التذلل والصوم) وعيد المظال (يوم الفرح العظيم). وكان اليهود فى عيد الهتاف يبدأون فى تقديم توبة إستعداداً لهذه المناسبات العظيمة. فهو كتذكير لهم على تقديم التوبة والإستعداد.
  5. قد يرمز عيد الهتاف للكرازة بالإنجيل.
  6. كلمة تذكار لا تعنى فقط ذكرى شئ قديم بل عطايا حديثة "إصنعوا هذا لذكرى" فنحن نعنى بتذكار عطايا جديدة لله مازالت بين أيدينا (إش62: 6) "يا ذاكرى الرب لا تسكتوا" + (خر3: 16 + أع10: 4). ومن هذا يتضح أن كلمة تذكار ليست للماضى فقط بل للحاضر. إذاً هى دعوة للشعب ليذكروا إحسانات الله المتجددة لهم ويذكروا خطاياهم فيسرعوا بتقديم توبة عن خطاياهم وتسبيح للرب المحسن إليهم. وهذا معنى أن عيد الكفارة والمظال يأتون بعد الهتاف.
  7. الوثنيون يحتفلون بأعيادهم بالأفراح العالمية وهنا يعلمهم الله أن يحتفلوا بأعيادهم بطرق روحية، بأن يذكروا إحسانات الله ويقدموا توبة (مز89: 15). وكانوا يضربون بالأبواق فى الأعياد، لكن فى هذا العيد كان أكثر من أى عيد آخر.
  8. الضرب فى الأبواق يعنى الإيقاظ وهى دعوة للإستيقاظ لبداية جديدة كأنهم يستيقظون من غفلتهم من جديد بالتوبة.
  9. عيد الهتاف يأتى بعد الباكورة والخمسين ففى الباكورة إستيقظ المسيح من الموت وفى الخمسين كانت يقظة باكورة الكنيسة (الـ 3000) ولذلك يعنى العيد يقظة باقى الكنيسة. هو دعوة لكل الكنيسة للتوبة.
  10. فى هذا اليوم هم يذكرون إحسانات الله عليهم وفيه "يذكركم الرب" ويتذكر عهده للأباء، وكما وضع الله قوس قزح كشئ مادى محسوس "أنى أذكر ميثاقى" (تك9: 15). وكما قال فى موضوع الفصح أرى الدم وأعبر. فالدم علامة طاعتهم وإيمانهم. هكذا قال فى هذا الموضوع تذكرون أمام الرب (عد10: 9، 10). والمعنى أن الله يستخدم علامات بشرية ليعلن لهم أنه صادق فى وعوده، ويبين لهم أنها مرسومة أمامه وهو غير نادم على مراحمه. والكنيسة لذلك كثيراً ما تصلى "اذكر يارب كذا وكذا...." إذاً الله يُذَكِّرنا بأن نتقدس ويَذْكُر هو وعوده لنا.

غاية هذا العيد.

  1. بدء سنة جديدة فهو عيد رأس السنة.
  2. نهاية عام زراعى سابق وبدء عام زراعى جديد.
  3. كان الشعب فيه يستعد روحياً لعيدى الكفارة والمظال. فهو بوق إعداد.

كانت الأبواق تستخدم فى الأعياد إعلاناً عن الإبتهاج. وإستخدموها فى دورانهم حول أسوار أريحا فإنهدمت الأسوار إعلاناً عن بدء إقامة شعب الله فى أرضهم وملك الله عليهم. ونسمع أن الأبواق ستسبق اليوم الأخير. راجع (مت24: 29 – 31 + 1تس4: 16 – 5: 2). وهذا يعنى أن الأبواق ستسبق تحطيم مملكة الشر تماماً وللأبد وبدء ملك المسيح على شعبه فى السماء للأبد (رؤ11: 15). وبالنسبة لكل إنسان يبدأ ملك المسيح على قلبه بالتوبة حين يسمع صوت البوق الخاص به (أى إنذار من الله) وبالنسبة للكنيسة كلها فبعد البوق الأخير يخضع الكل لله، لأن الكل ليس بعد خاضعاً له (1كو15: 24 – 28 + عب2: 8).

هذا العيد هو بوق إنذار لكل منا حتى نستعد لليوم الأخير، يوم القيامة حين يبوق البوق الأخير (1كو 15: 52).

ملخص فكرة هذا اليوم: - الله يريد أن يقول، لقد قدمت لكم كل شئ وها أنا أعطى إنذارا لكى تبدأوا بداية جديدة، وتجاهدوا فى حروبكم ضد الخطية فأنتم فى حالة حرب مستمرة، ومن يريد أن يبدأ فعليه بالتوبة والتذلل والإنسحاق (طقوس يوم الكفارة). ولكن من يفعل لن يحيا فى حزن، بل أن حزنه وتذلله سأحوله إلى أفراح (طقوس عيد المظال). وراجع قول السيد المسيح "الآن عندكم حزن، ولكن أراكم فتفرح قلوبكم" (يو16: 22).

الأعداد 26-32

الأيات (26 - 32): -

"26 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 27«أَمَّا الْعَاشِرُ مِنْ هذَا الشَّهْرِ السَّابعِ، فَهُوَ يَوْمُ الْكَفَّارَةِ. مَحْفَلاً مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. 28عَمَلاً مَا لاَ تَعْمَلُوا فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ، لأَنَّهُ يَوْمُ كَفَّارَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ. 29إِنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَتَذَلَّلُ فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ تُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهَا. 30 وَكُلَّ نَفْسٍ تَعْمَلُ عَمَلاً مَا فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أُبِيدُ تِلْكَ النَّفْسَ مِنْ شَعْبِهَا. 31عَمَلاً مَا لاَ تَعْمَلُوا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ. 32إِنَّهُ سَبْتُ عُطْلَةٍ لَكُمْ، فَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الْمَسَاءِ تَسْبِتُونَ سَبْتَكُمْ».".

يوم الكفارة.

هذا تم شرحه فى الإصحاح 16 ويتبقى بعض الملاحظات: -.

  1. هو فى اليوم العاشر. ففى هذا اليوم رمز لكفارة المسيح لفشلنا فى أن نحفظ الوصايا.
  2. قيل فى أمثال اليهود أن من لم يرى أفراح عيد المظال لم يعرف معنى الفرح ومن لم يرى أحزان يوم الكفارة لم يرى حزناً، ولم يعرف كيف يحزن الناس ويأسفوا على خطاياهم. فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج. فيوم الكفارة يوم تذلل ودموع ومن يتذلل أمام الله يمتلئ بالروح فيفرح. لذلك هو يسبق عيد المظال مباشرة.
  3. تظهر خطورة هذا اليوم من تهديد الرب لمن يعمل فيه "أبيد تلك النفس".
  4. فى مساء يوم الكفارة كانت تبدأ سنة اليوبيل التى تتكرر كل 50 سنة. فالعتق يبدأ بالصليب حين قيد الله إبليس (كو2: 14، 15 + رؤ20: 1 – 3). فبعد الصليب قيد الشيطان وبدأت الألف سنة وعتقنا المسيح من العبودية المرة.
  5. كل نفس لا تتذلل تقطع = بدون توبة وإنكسار نسقط فى الكبرياء، والكبرياء بداية السقوط والنتيجة القطع أى الإنفصال عن الله. فالله لا يقبل سوى المتضعين.

الأعداد 33-36

الأيات (33 - 44): -

"33 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 34«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ السَّابعِ عِيدُ الْمَظَالِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لِلرَّبِّ. 35فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. 36سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. إِنَّهُ اعْتِكَافٌ. كُلُّ عَمَلِ شُغْل لاَ تَعْمَلُوا.

37«هذِهِ هِيَ مَوَاسِمُ الرَّبِّ الَّتِي فِيهَا تُنَادُونَ مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً لِتَقْرِيبِ وَقُودٍ لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً وَسَكِيبًا أَمْرَ الْيَوْمِ بِيَوْمِهِ، 38عَدَا سُبُوتَ الرَّبِّ، وَعَدَا عَطَايَاكُمْ وَجَمِيعِ نُذُورِكُمْ، وَجَمِيعِ نَوَافِلِكُمُ الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ. 39أَمَّا الْيَوْمُ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابعِ فَفِيهِ، عِنْدَمَا تَجْمَعُونَ غَلَّةَ الأَرْضِ، تُعَيِّدُونَ عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ عُطْلَةٌ وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ عُطْلَةٌ. 40 وَتَأْخُذُونَ لأَنْفُسِكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ ثَمَرَ أَشْجَارٍ بَهِجَةٍ وَسَعَفَ النَّخْلِ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ وَصَفْصَافَ الْوَادِي، وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 41تُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ. فِي الشَّهْرِ السَّابعِ تُعَيِّدُونَهُ. 42فِي مَظَالَّ تَسْكُنُونَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كُلُّ الْوَطَنِيِّينَ فِي إِسْرَائِيلَ يَسْكُنُونَ فِي الْمَظَالِّ. 43لِكَيْ تَعْلَمَ أَجْيَالُكُمْ أَنِّي فِي مَظَالَّ أَسْكَنْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ». 44فَأَخْبَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَوَاسِمِ الرَّبِّ. ".

عيد المظال.

  1. هو آخر الأعياد والمواسم المقررة فى الناموس. وهو ثالث عيد زراعى (الأعياد الزراعية هى الباكورة / الخمسين / المظال) وبه يختتم العام الزراعى.
  2. سمى عيد المظال لأنهم كانوا يسكنون خلاله فى مظال مصنوعة من أغصان الشجر (آية 42) كما دعى عيد الجمع (خر 23: 16 + 34: 22) إذ فيه ينتهون من جنى جميع المحاصيل كالكروم والزيتون. وأما اليوم الثامن فعيد عظيم.

اليوم 15 يوم 21 يوم 22.

7 أيام يسكنون مظال اليوم الثامن.

  1. غاية هذا العيد هو تقديم الشكر لله على إنتهاء العام الزراعى لذلك أسموه عيد الشكر. وهو تذكار لغربتهم فى البرية حيث عاشوا فى الخيام. وفى اليوم الثامن يعودون إلى بيوتهم. وأهم سمات هذا العيد الفرح الشديد. وفيه يقدمون كثير من العطايا فمخازنهم مملوءة من الخيرات. فيفرح الغنى ومعه الفقير.
  2. العجيب أن الله يطلب منهم السكنى فى مظال فى الوقت الذى أمتلأت فيه مخازنهم بالمحاصيل فكأن الله يريد لهم أن يذكروا غربتهم مع كثرة المحاصيل.
  3. اليوم الثامن هو يعتبر عيد مستقل بذاته وله طقسه الخاص وذبائحه المحددة. وكان الشعب يبدأ فى إقامة المظلات بعد عيد الكفارة (أى فى اليوم العاشر).
  4. هذا الوقت يمكن أن تسقط فيه الأمطار وتتزايد السحب فيذكروا السحابة التى رافقت أباءهم فى البرية، ويذكرون أن السحابة كانت تنتقل معهم والخيمة كانت فى وسطهم طوال تجولهم فى غربتهم فى البرية، يذكرون محبة الله لهم وأنه يفرح بسكناه وسطهم كشعب خاص له. "الله يسكن وسط شعبه" (رؤ 21: 3).
  5. حين تجلى المسيح أمام تلاميذه قال بطرس "نصنع ثلاث مظال"، وغالباً هو تكلم وهو لا يعى ما يقول. فهو حين رأى المسيح متجلياً فرح فرحاً عظيماً جداً، ولما كان الفرح عنده مرتبط بعيد المظال تطلع لعمل مظال، ليستمر الفرح بصفة دائمة. ولكن كان ما قاله نبوة فسبعة أيام المظال تشير لغربتنا فى هذا العالم، ويأتى اليوم الثامن ليشير لأفراح الأبدية. وكأن بطرس تنبأ أننا فى الأبدية سنعاين هذا المجد وسنعاين الرب متجلياً بصفة دائمة وفى فرح أبدى. وقد دعا السيد المسيح الحياة الأبدية "المظال الأبدية" (لو16: 9).
  6. هذا العيد يأتى بمناسبة إنتهاء الحصاد. لذلك هو يشير لإنتهاء أو إكتمال جسد المسيح فما زال هذا الجسد غير مكتمل. فهناك من سيولد ويدخل للجسد وهناك من سيتوب ويرجع للجسد. وحينما يكتمل الجسد ستكون أفراح الأبدية. فنحن الآن فى مظال وغربة هذا العالم (السبعة أيام) يليها اليوم الثامن وهو يوم الأبدية المفرح حين نرجع لبيت الآب بعد غربة.

المجموعة الثانية من الأعياد.

ومن هذا نفهم أن أعياد المجموعة الأولى تشير لعمل المسيح بالنسبة للكنيسة وأما هذه المجموعة الثانية تشير لدور الكنيسة فى غربتها حتى تستريح فى الأبدية.

  1. نلاحظ أن الآيات 33 – 36 تحدثنا عن عيد المظال كمقدمة ولكن تأتى الأيات 37، 38 تحدثنا حديث ختامى عن الأعياد. ثم يعود فى الآيات 39 وما بعدهما ليتحدث عن عيد المظال. وهذا يجعلنا نركز عيوننا على المظال أى على الأبدية، فبعد أن تنتهى كل الأعياد والسبوت والذبائح يأتى عيد المظال كشئ متميز، وهكذا بعد أن ينتهى العالم يأتى اليوم الثامن، يوم الأبدية الأبدى الذى بلا نهاية وعلينا أن نثبت أنظارنا عليه حتى لا نفقد مكاننا فى أفراحه.

10 - هذا الإصحاح الذى يحدثنا عن الأعياد يبدأ بالسبت وينتهى بثامن أيام المظال كأن الله يريد أن يقول أنه خلقنا لنحيا فى راحة ولما فقدناها بالخطية أعادها لنا ثانية. ونحن ننتظرها الآن. وكون الفصح أتى بعد السبت مباشرة فهذا يعنى أنه لا راحة إلا بالصليب.

طقس العيد ومعناه.

إتسم هذا العيد بطقسه الفريد الذى تميز بظاهرتين هما الماء والإنارة: -.

ا - الماء: - إبتداء من اليوم الأول ولمدة سبعة أيام يخرج فى الفجر موكبان عظيمان، أحدهما يتوجه لجمع أغصان الزيتون وسعف النخيل والأشجار الأخرى، والثانى يتوجه إلى بركة سلوام ومعه أحد الكهنة يحمل إبريقاً ذهبياً يملأه من البركة. وكان هذا يتم وسط الهتافات والترانيم ويصل الفريقان للهيكل، فتقدم محرقة الصباح ويقيم حاملو الأغصان مظلة جميلة على المذبح. ويسكب الكهنة الماء الذى فى الإبريق على المذبح، ومعه خمر فى إبريق آخر. وينساب السكيب أسفل المذبح. وكان الناس يستقون الماء بفرح من بركة سلوام فى أيام العيد تذكاراً لخروج الماء من الصخرة على يد موسى. ويتذكرون قول أشعياء "أيها الجياع جميعاً هلموا إلى الماء....." (إش55: 1 + 12: 3). وكان هذا الطقس يتم وسط الترانيم والمزامير والتلويح بالأغصان وكانوا يلوحون بالأغصان حينما يأتون عند كلمة "يارب إنقذ أى أوصنا" وعند القول "إحمدوا الرب". (هذا يفسر ما حدث يوم دخول المسيح لأورشليم ".

ملحوظة: - كان الماء والخمر يوضعان فى طاسين مثقوبين فوق المذبح ثم ينساب منهما عليه.

ب - النور: - كان يضاء فى دار الهيكل أربع منارات عالية إرتفاع الواحدة نحو 50 ذراعاً فى أعلى كل منها 4 سرج كبيرة، وكانت فتائلها من ملابس الكهنة القديمة وكانت أنوارها تُرى فى كل المدينة وكان الشعب أيضاً يضيئون مصابيح فى الشوارع لتصبح المدينة كلها أشبه بكتلة من النور البهيج. وكانوا يزينون المنازل بالزهور. وقد إرتبط النور بالفرح.

وعلة إرتباط الماء بالنور عمود السحاب الذى رافقهم، فكان صباحاً سحابة (ماء) وليلاً كان ناراً (نور). وبحسب التقليد اليهودى كانوا يقولون أن عمود السحاب ظهر لأول مرة يوم 15 تشرى أى فى أول أيام عيد المظال. ويقولون أن موسى نزل من على الجبل وأعلن عن إقامة خيمة الإجتماع فى نفس اليوم، وفى نفس اليوم أيضاً دشن سليمان الهيكل ونزلت الشكينة (1مل8 + 2أى7).

الطقس تقليد يوافق الله عليه.

الطقس المذكور للإحتفال (المياه والإنارة) لم يذكر فى الكتاب المقدس ولم ينص الله عليه ولكن اليهود ظلوا يحتفلون به مئات السنين. حتى جاء المسيح وشرح هذا الطقس وبهذا أعلن موافقته بل يُفهم أن هذا الطقس كان بوحى من الله فله معانى حية. ففى (يو7: 37، 38) يقول "وفى اليوم الأخير من العيد وقف يسوع ونادى قائلاً... وفى آية (39) يضع التفسير" قال هذا عن الروح القدس... "إذاً فهذا الماء الذى ينساب هو رمز للروح القدس الذى كان سينسكب على الكنيسة. وفى اليوم التالى غالباً اليوم الثامن قال المسيح" أنا هو نور العالم "(يو8: 12) قال هذا والكل ينظر المدينة السابحة فى النور. وقد رأى حزقيال المياه الحية تخرج من عتبة البيت نحو المشرق (حز 47) + (زك14: 8) فالكنيسة يفيض عليها الروح القدس ليحولها من برية قفر لأرض مثمرة ونورها المسيح. وأما تلويح الشعب بالأغصان فقد تم تفسيره يوم دخول المسيح لأورشليم. أى أن معناه أن الشعب الذى فاض المسيح عليه بروحه القدوس وأنار له عرف المسيح ومَلَّكَهُ على قلبه. وهذه الصورة نجدها فى السماء فمن دخلوا للسماء نجد فى أيديهم سعف النخل والمعنى أنهم قد مَلَّكوا المسيح وحده وبالكامل عليهم.

العدد 37

أية (37): -

"37«هذِهِ هِيَ مَوَاسِمُ الرَّبِّ الَّتِي فِيهَا تُنَادُونَ مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً لِتَقْرِيبِ وَقُودٍ لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً وَسَكِيبًا أَمْرَ الْيَوْمِ بِيَوْمِهِ،".

هذه هى مواسم الرب = هى سبعة أعياد غير السبت.

العدد 38

أية (38): -

"38عَدَا سُبُوتَ الرَّبِّ، وَعَدَا عَطَايَاكُمْ وَجَمِيعِ نُذُورِكُمْ، وَجَمِيعِ نَوَافِلِكُمُ الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ.".

عدا سبوت الرب وعدا..... ففى كل عيد له تقدمته وعطاياه. ولو توافق يوم العيد مع يوم السبت تقدم تقدمات العيد بالإضافة لتقدمات السبت. ولوكان هناك نذور أو نوافل تضاف لكل هذا.

العدد 39

أية (39): -

"39أَمَّا الْيَوْمُ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابعِ فَفِيهِ، عِنْدَمَا تَجْمَعُونَ غَلَّةَ الأَرْضِ، تُعَيِّدُونَ عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ عُطْلَةٌ وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ عُطْلَةٌ.".

تجمعون غلة الأرض = لذلك سمى عيد الحصاد.

وفى اليوم الثامن عطلة = اليوم الثامن يشير لبداية الأسبوع الجديد أو الحياة الجديدة بعد أسبوع غربتنا فى هذا العالم، أى الراحة العظمى لذلك فى السماء. وفى هذا العيد حملوا سعف النخل. ولاحظ أن المسيح قام فى اليوم الثالث لصلبه، وفى اليوم الثامن لدخوله أورشليم أو فى بداية الأسبوع الجديد. والإنسان مات فى اليوم السادس (مع آدم) ومازال الموت سائداً طوال اليوم السابع (فترة هذه الحياة منذ سقوط آدم وحتى المجئ الثانى) وسيقوم الإنسان فى اليوم الثامن، يوم الأبدية. وبذلك أيضاً يكون يوم قيامة الإنسان هو الثالث وهو الثامن. هو الثالث حيث أنه مات فى اليوم السادس وسيقوم فى الثامن.

وسعف النخيل يشير للنصرة والغلبة فمن يدخل السماء هو من غلب.

العدد 40

أية (40): -

"40 وَتَأْخُذُونَ لأَنْفُسِكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ ثَمَرَ أَشْجَارٍ بَهِجَةٍ وَسَعَفَ النَّخْلِ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ وَصَفْصَافَ الْوَادِي، وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ.".

ثمرا أشجار بهية = حددها اليهود بأشجار التفاح / الصنوبر / الآس / الزيتون / الصفصاف وما يماثلها من ثمار هذا الوقت من السنة. وكانوا يزينون السعف بهذه الثمار. والثمار تشير لعطايا الله فالزيتون مثلاً يشير للزيت ولنعم الروح القدس سواء روحية أو مادية (فالشعب فى القديم ما كان ليفهم العطايا الروحية) والنخيل يشير للسمو والقداسة "فالصديق كالنخلة يزهو" (مز92: 12) وراجع (نح8: 15).

أغصان أشجار غبياء = أى كثيفة الورق، ورقها يغطى كل الخشب مثل الآس.

صفصاف الوادى = ينبت على شواطئ الأنهار.

+ وكان الشعب عليه أن يظهر أمام الرب فى ثلاث أعياد هى (الفصح / الخمسين / المظال) راجع (تث16: 16). وهنا ضمت الآية الفصح والفطير.

+ وحيث أن عيد المظال هو ختام أعياد العام فهو يشير لختام أيام الأرض إستعداداً للأفراح الأبدية الحقيقية التى كانت هذه الأعياد الجسدية الأرضية رمزاً لها وظلاً لها.

علاقة الثلاث مناسبات الأخيرة ببعضها: -.

الأبواق = إنذار بالتوبة فالعالم سيأتى يوما وينتهى.

الكفارة = التذلل والإنسحاق أمام الله، الله أنذر بالأبواق، ومن لا يستجيب يهلك.

المظال = من كان يحيا منسحقا ومتذللا أمام الله، وفى حياة غربة فله أفراح أبدية.


[] يأتى بعد 7 أسابيع من بدء الفصح أو اليوم الخمسون منه وفيه أيضاً تذكار لإستلام موسى للشريعة على جبل سيناء.

[] تذكار لتجديد الهيكل بعد نصرة يهوذا المكابى سنة 148 ق. م وهذا العيد مع عيد الفوريم ظهرا بعد السبى.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الرابع والعشرون - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثاني والعشرون - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 23
تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 23