الأصحاح السادس – سفر اللاويين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر اللاويين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السادس

الأعداد 1-7

الأيات (1 - 7): -

"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ، وَجَحَدَ صَاحِبَهُ وَدِيعَةً أَوْ أَمَانَةً أَوْ مَسْلُوبًا، أَوِ اغْتَصَبَ مِنْ صَاحِبِهِ، 3أَوْ وَجَدَ لُقَطَةً وَجَحَدَهَا، وَحَلَفَ كَاذِبًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ الإِنْسَانُ مُخْطِئًا بِهِ، 4فَإِذَا أَخْطَأَ وَأَذْنَبَ، يَرُدُّ الْمَسْلُوبَ الَّذِي سَلَبَهُ، أَوِ الْمُغْتَصَبَ الَّذِي اغْتَصَبَهُ، أَوِ الْوَدِيعَةَ الَّتِي أُودِعَتْ عِنْدَهُ، أَوِ اللُّقَطَةَ الَّتِي وَجَدَهَا، 5أَوْ كُلَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ كَاذِبًا. يُعَوِّضُهُ بِرَأْسِهِ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ. إِلَى الَّذِي هُوَ لَهُ يَدْفَعُهُ يَوْمَ ذَبِيحَةِ إِثْمِهِ. 6 وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ: كَبْشًا صَحِيحًا مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ إِلَى الْكَاهِنِ. 7فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَيُصْفَحُ عَنْهُ فِي الشَّيْءِ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مُذْنِبًا بِهِ».".

نجد فيها النوع الثانى أى الخطايا الموجهة للآخرين. ولاحظ تسمية الخطية هنا خيانة بالرب = نفس التسمية الخاصة بالخطية ضد الأقداس، فخطيتى تجاه الآخرين هى خطية تجاه الله أولاً. والخطايا المشار إليها معناها أن يودع إنسان أمانة أو وديعة عند شخص ويأتى ليستردها فينكر أن له شيئاً. ويدخل فى هذا قطعاً من يستأمنوه على أموال اليتامى والقصر فيبتلعها. أو من لا يوفى لعامل حقه. وقد يدخل تحت هذه الخطية الإستهتار بما أودعه الله فى روحى ومواهبى، فهى وديعة علىَّ أن استثمرها لمجد الله (1تى6: 20) الله يطلب صورته فينا فأى صورة سنقدمها له فى اليوم الأخير. ويندرج أيضاً تحت هذا البند الوديعة التى سلمها الأباء لكنيستنا أعنى التقليد، وحافظت عليه كنيستنا وبنعمة المسيح تحفظ الوديعة لليوم الأخير. هنا التقييم لا يكون بشاقل القدس فهذا بين إنسان وإنسان. وقوله فى آية (7) فيصفح عنه فى الشئ من كل ما فعله مذنباً به = له ترجمة أخرى "فيصفح عنه فى أى شئ يكون قد فعله" هذه فاعلية دم المسيح. وذبيحة الإثم دائماً كبش. كما فدى الكبش إسحق هكذا فدانا المسيح. ولاحظ هنا أننا لا نرى الشخص الخاطئ من هو؟ أو ما هو مركزه؟ لكننا نرى تصنيفاً للخطية بأنواعها. وفى أى خطية نجد ذبيحة الإثم نوع واحد. فأى خطية عقوبتها الموت مهما كانت صغيرة. والمسيح مات عن كل الخطايا فكل خطية تحتاج لنفس التكفير فهى موجهة لشخص الله الغير محدود (خيانة) فتحتاج لكفارة غير محدودة.

الأعداد 8-13

الأيات (8 - 13): -

"8 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 9«أَوْصِ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً: هذِهِ شَرِيعَةُ الْمُحْرَقَةِ: هِيَ الْمُحْرَقَةُ تَكُونُ عَلَى الْمَوْقِدَةِ فَوْقَ الْمَذْبَحِ كُلَّ اللَّيْلِ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَنَارُ الْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ. 10ثُمَّ يَلْبَسُ الْكَاهِنُ ثَوْبَهُ مِنْ كَتَّانٍ، وَيَلْبَسُ سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ، وَيَرْفَعُ الرَّمَادَ الَّذِي صَيَّرَتِ النَّارُ الْمُحْرَقَةَ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَيَضَعُهُ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ. 11ثُمَّ يَخْلَعُ ثِيَابَهُ وَيَلْبَسُ ثِيَابًا أُخْرَى، وَيُخْرِجُ الرَّمَادَ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ. 12 وَالنَّارُ عَلَى الْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ. لاَ تَطْفَأُ. وَيُشْعِلُ عَلَيْهَا الْكَاهِنُ حَطَبًا كُلَّ صَبَاحٍ، وَيُرَتِّبُ عَلَيْهَا الْمُحْرَقَةَ، وَيُوقِدُ عَلَيْهَا شَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ. 13نَارٌ دَائِمَةٌ تَتَّقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ. لاَ تَطْفَأُ.".

شريعة ذبيحة المحرقة.

إوصى هرون وبنيه = لأن هذا الكلام موجه للكهنة لا للشعب. لذلك لم يقل كلم بنى إسرائيل. المحرقة تكون على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح = كان هناك محرقة صباحية وأخرى مسائية راجع) خر29: 38، 39). وكانت المحرقة المسائية توضع على المذبح حوالى الساعة السادسة مساءً لكى تظل على نار المذبح حتى الصباح. حيث كان يلزم أن تبقى النار مشتعلة بغير إنقطاع. هى علامة تكريس إسرائيل لله وهذه كانت وظيفة الكاهن أن يحفظ الشعلة دائماً بتغذيتها بالشحم والحطب. وهذه المحرقة تشير بإشتعالها على المذبح، ناراً متقدة هى نار غضب الله التى تأكل جسد الذبيحة. وهى النار التى إشتعلت فى جسد المسيح على الصليب، لكن نرى فيها أيضا حب المسيح النارى الذى قبل هذا لأجلنا، ومن هنا نفهم كيف أن المحبة قوية كالموت، المسيح فى محبته وغيرته علينا قَبِلَ أن يحترق بنار حتى يحرق خطايانا، وكون أن هذه النار لا تطفأ فهذا يعنى أن محبة المسيح لنا أزلية أبدية، وبفدائه صارت نار الحب هذه نارا تحرق خطايانا، وذلك لكل من بإرادته يجاهد أن يظل ثابتا فى المسيح. وجهادنا المستمر أن نظل ثابتين فى المسيح يمثله جهاد الكهنة ليلا فى حفظ هذه النار مشتعلة لا تُطفأ، ألم يجعل المسيح شعبه "ملوكا وكهنة لله أبيه" (رؤ1: 6). ونفهم أن جهادنا حتى تظل النار مشتعلة هو قرار حياة التوبة مع الصلوات والتسبيح والإنسحاق والخدمة، "فلنقدم به فى كل حين ذبيحة التسبيح... لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب13: 15، 16) + "ذبائح الله هى روح منكسرة" (مز51: 17) + "ليكن رفع يدىَّ كذبيحة مسائية" (مز141: 2) + "قدموا أجسادكم ذبائح حية" (رو12: 1)، وهذا مفهوم الكهنوت العام. وهذا ما كان يعنيه بولس الرسول بقوله لتلميذه تيموثاوس "أذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التى فيك بوضع يدىَّ" (2تى1: 6). وهذا هو نفس تعليم بولس الرسول لكى نمتلئ بالروح، الروح النارى الذى حلَّ على التلاميذ على هيئة ألسنة نار (أف5: 18 – 21).

وهذه النار الإلهية تحرق أشواك الخطية من قلوبنا ثم تشعلها بنار المحبة. وفى هذا يقول بولس الرسول "من يفصلنى عن محبة المسيح.... حسبنا كغنم سيقت للذبح... من أجلك نمات النهار كله" (رو8: 35 – 39). ولماذا الإشارة هنا للمحرقة المسائية دون الصباحية؟

  1. من المفهوم أن فى النهار هناك كهنة كثيرين مستيقظين فلن تطفأ النار أمامهم. أما فى الليل الذى يشير للنوم أو التراخى والكسل فالغالبية أنهم نيام ويشير أيضا للخطية التى لا نهتم بمقاومتها. إذن هى دعوة أن يكونوا متيقظين "أنا نائمة وقلبى مستيقظ" وهذا واجب الكهنة السهر على الآخرين. ولاحظ مرة أخرى أن كل المسيحيين كهنة بالمفهوم العام فعلى الكل السهر "إسهروا وصلوا.." (مت26: 41).
  2. تشير إلى أننا ينبغى أن نظل ساهرين على خلاص نفوسنا مجاهدين لكى نظل ثابتين فى المسيح العمر كله، مشتعلين بالحب الإلهى طول ليل هذا العالم حتى يأتى شمس البر.
  3. الليل يشير لفترة وجودنا على الأرض التى يجب أن نجاهد فيها ضد الخطية فتعمل نيران النعمة الإلهية على تنقيتنا بروح الإحراق (إش4: 4).
  4. هى نار مشتعلة فى الليل يراها البار فينام فى فرح شاعراً بقبول الله له، ويراها الخاطئ فيرى فيها صورة لليل فى جهنم (مر9: 44) حيث النار لا تطفأ.

ورفع الرماد = عمل مقدس، يستلزم الكاهن أن يلبس ثيابه الكهنوتية البيضاء. هذا فيه إشارة لقدسية الذبيحة، فحتى رمادها مقدس. وهذا ما حدث مع مخلصنا فقيل عن قبره "وكان محله مجدا" (إش11: 10). والرماد يشير إلى أن الذبيحة لم تتلاشى بل هى تحولت لرماد (الرماد إشارة لجسد المسيح فى القبر) لذلك فالمكان الذى يذهب اليه الرماد يسمى مكان طاهر = إشارة لقبر المسيح. وكما قام المسيح بجسده الممجد، سيعطينا نحن جسدا ممجدا مثله بعد أن نموت ونتحول لتراب ورماد (فى3: 21). وكان الكاهن يرفع الرماد من على المذبح ويضعه على جانب المذبح الشرقى، ثم يستبدل ملابسه البيضاء بملابسه العادية (فلا يصح أن يخرج خارج الخيمة بملابس الخدمة). ثم يخرج الرماد إلى خارج المحلة. وهكذا يفعل الكاهن القبطى فلا يظهر بملابس الخدمة البيضاء خارج الكنيسة، إشارة إلى أننا سنلبس ملابس البر والبهاء فى السماء وليس على الأرض. وكانوا يلقون الرماد فى مكان مقدس دُعِىَ مرمى الرماد (4: 12). وهو محاط بسور حتى لا تذريه الرياح، وما كان لأجنبى أن يمسه. هى صورة لجسد المسيح المقدس فى القبر. وراجع (إر31: 40) "وادى الجثث والرماد يتحول لقدس"، وغالباً كان هذا الوادى قريباً جداً من الجلجثة (يو19: 41) (ولاحظ أننا حينما نحمل الذبيحة فينا الآن نصير نحن التراب مقدسين). والمعنى أننا نحن الجثث والرماد بصليب المسيح نتحول إلى مقدسين. والنار على المذبح تتقد عليه = هذه جاءت من لدن الله مع مسح هرون وبنيه (9: 24)، ثم إحتفظ بها اليهود (بالشحم والحطب). وكان يوجد على المذبح ثلاث شعلات واحدة منها وهى الكبيرة، هذه للتقدمات اليومية لحرقها، والثانية تسمى شعلة البخور يؤخذ منها لإحراق البخور صباحاً ومساءً، والثالثة كان يشعل منها الشعلتين السابقتين. وهذه الشعلة الثالثة كانت هى الشعلة الدائمة. وهنا نرى على المذبح ناراً متقدة هى نار غضب الله التى تأكل جسد الذبيحة. وهى النار التى إشتعلت فى جسد المسيح على الصليب، وفيها أيضاً نرى حب المسيح النارى الذى قَبِل هذا لأجلنا، ومن هنا نفهم كيف أن المحبة قوية كالموت. راجع (2مك1: 19 – 36) لترى إستمرار هذه الشعلة بعد هدم المذبح فى أيام سبى بابل.

آية (12) هى عن المحرقة الصباحية. وإيقاد ذبائح السلامة عليها معناه أننا حصلنا على على ذبيحة الإفخارستيا لغفران خطايانا ولنستمر أحياء حياة أبدية، بواسطة تقديم المسيح نفسه ذبيحة محرقة، أى بطاعته الكاملة للآب فى تدبير الفداء. وذبائح السلامة تقدم على المحرقة الصباحية فلن يأتى أحد بذبيحة سلامة ليحتفل ليلاً. وإذا فهمنا أن ذبيحة السلامة تشير لسر الإفخارستيا وكانت تقدم نهارا، نعود للطقس القبطى فنجد أن القداسات تكون نهارا.

الأعداد 14-18

الأيات (14 - 18): -

"14« وَهذِهِ شَرِيعَةُ التَّقْدِمَةِ: يُقَدِّمُهَا بَنُو هَارُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى قُدَّامِ الْمَذْبَحِ، 15 وَيَأْخُذُ مِنْهَا بِقَبْضَتِهِ بَعْضَ دَقِيقِ التَّقْدِمَةِ وَزَيْتِهَا وَكُلَّ اللُّبَانِ الَّذِي عَلَى التَّقْدِمَةِ، وَيُوقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ رَائِحَةَ سَرُورٍ تَذْكَارَهَا لِلرَّبِّ. 16 وَالْبَاقِي مِنْهَا يَأْكُلُهُ هَارُونُ وَبَنُوهُ. فَطِيرًا يُؤْكَلُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يَأْكُلُونَهُ. 17لاَ يُخْبَزُ خَمِيرًا. قَدْ جَعَلْتُهُ نَصِيبَهُمْ مِنْ وَقَائِدِي. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةِ الإِثْمِ. 18كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ بَنِي هَارُونَ يَأْكُلُ مِنْهَا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ. كُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَتَقَدَّسُ».".

شريعة تقدمة الدقيق.

ويأخذ منها بقبضته = الذراع واليد يشيران إلى كلمة الله المتجسد. فالمسيح هو قوة الله وحكمته (1كو 1: 24). وكون أحدهم يقول فلان ذراعى الأيمن يقصد أنه يعمل ما أريد كما أريد، بالإضافة لأن قوة الإنسان تظهر فى عمل يديه. وهكذا المسيح تجسد لينفذ ما يريده الآب. ويقول إشعياء النبى عن تجسد المسيح وظهوره بالجسد أمام عيوننا "قد شمَّر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا" ويقول إشعياء أيضا "هل عجزت يد الرب عن أن تخلص" (إش51: 9 + 52: 10 + 59: 1، 16).

والأصابع تشير للروح القدس، قارن (مت12: 28 مع لو11: 20). فالمسيح يخرج الشياطين بسلطان الروح القدس الذى أسماه إصبع الله، لأن القوة فى الذراع أما الذى ينفذ العمل فهو الأصابع. والروح القدس هو الذى يعمل فى الأسرار ليؤسس كنيسة المسيح وذلك بإستحقاقات وقوة دم المسيح. وقد بدأ الروح القدس عمله فى تجسد المسيح فى بطن العذراء حين حل على العذراء، والروح الآن هو الذى يحول الخبز إلى جسد المسيح فى سر الإفخارستيا. وكان جسد المسيح الذى تكون فى بطن العذراء هو بداية تكون جسد الكنيسة. ولنرى منظر الكاهن وهو يمسك فى قبضته بالدقيق ويضعه فى النار، ويأكل الباقى لنرى هذه الصورة، وهى أن المسيح أصبح يمسك طبيعتنا (عب2: 16)، كما بقبضته ونصير تقدمة حب لله. وما يوضع فى النار يشير للمسيح فى ألامه التى عانى منها طوال حياته بالجسد على الأرض من اليهود. وَالْبَاقِي مِنْهَا يَأْكُلُهُ هَارُونُ وبنيه = الدقيق يشير لحياة المسيح التى نحيا بها أبديا، كل شعب المسيح الذين لهم الكهنوت العام لهم حياة المسيح الأبدية.

فطيرا = لأن المسيح بلا خطية والخمير يشير للشر.

فى المكان المقدس، فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يَأْكُلُونَهُ = يشير للكنيسة جسد المسيح. أى لكى نستمر أحياء يجب أن لا ننفصل عن الكنيسة ورمزها هنا خيمة الإجتماع.

لا يخبز خميرا = أى يا من تأكلونه عليكم أن لا تدخلوا الشر فى حياتكم لتستمروا أحياء. سبق وقال فطيرا، والفطير يخبز بلا خمير، فلماذا التكرار؟ قوله فطير كان عن المسيح الذى بلا خطية. أما قوله خمير هنا فهذه لمن يأكل من الكهنة فهذا عليه أن يمتنع عن الخطية.

واللبان كله لله = فالله له وحده كل التسبيح والتمجيد، والكهنة لهم الدقيق والزيت أى لهم التعزية وعطايا الله الوفيرة... الحياة الأبدية والشبع الروحى والمعرفة حتى يستطيعوا أن يعلموا الشعب. والزيت كان على الدقيق المقدم على المذبح وعلى الدقيق نصيب الكاهن فالروح القدس حل على المسيح لحساب كنيسته ويرمز لمواهب وعطايا وتعزيات الروح.

رائحة سرور = هذه هى حياة المسيح على الأرض رائحة سرور لقداسته وكماله. وأكل الكهنة من تقدمة الدقيق تشير لتمتعنا بالإتحاد مع المسيح خلال جسده المبذول وهذا لا ينعم به سوى المعمدون أى من لهم الكهنوت العام، وكما كان الخبز يعطى حياة لأجساد الكهنة، صار المسيح المرموز له بالدقيق يعطينا حياته، نحيا بها أبديا، فنقول مع بولس الرسول "لى الحياة هى المسيح" (فى1: 21).

كل من يمسها يتقدس = أى كل من يمسها يصير قدساً للرب أى مكرساً له ولخدمته. وكان هناك مكان مخصص لأكل هذه التقدمة = يؤكل فى مكان مقدس فى داخل الخيمة. هذا يشير لتمتعنا بالحياة السماوية خلال هذه الذبيحة. ويشير هذا الي أن معرفتنا بالمسيح تستلزم أن نعتزل شرور العالم، ونحيا فى الكنيسة متمتعين بأسرارها. فريضة دهرية = بالنسبة لليهود يستمر هذا الطقس ما دام الكهنوت اللاوى قائم. وبالنسبة للكنيسة فهى فريضة حتى يوم القيامة "أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق" (مز110: 4) وفى هذا إشارة للحياة الأبدية التى وهبها لنا المسيح بجسده الذى من يأكله يحيا.

ملحوظة: - كان الكاهن الذى يأكل من هذه التقدمة خارج الخيمة يجلد 39 جلدة. وقوله كل من يمسها يتقدس ينطبق على الآنية فتصبح آنية مكرسة للرب لإستعمال الهيكل.

الأعداد 19-23

الأيات (19 - 23): -

"19 وكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 20«هذَا قُرْبَانُ هَارُونَ وَبَنِيهِ الَّذِي يُقَرِّبُونَهُ لِلرَّبِّ يَوْمَ مَسْحَتِهِ: عُشْرُ الإِيفَةِ مِنْ دَقِيق تَقْدِمَةً دَائِمَةً، نِصْفُهَا صَبَاحًا، وَنِصْفُهَا مَسَاءً. 21عَلَى صَاجٍ تُعْمَلُ بِزَيْتٍ، مَرْبُوكَةً تَأْتِي بِهَا. ثَرَائِدَ تَقْدِمَةٍ، فُتَاتًا تُقَرِّبُهَا رَائِحَةَ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 22 وَالْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ عِوَضًا عَنْهُ مِنْ بَنِيهِ يَعْمَلُهَا فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلرَّبِّ. تُوقَدُ بِكَمَالِهَا. 23 وَكُلُّ تَقْدِمَةِ كَاهِنٍ تُحْرَقُ بِكَمَالِهَا. لاَ تُؤْكَلُ».".

تقدمة الكهنة.

العجيب أن الكاهن وهو يتمتع بنصيب من هذه التقدمة، إذ به يلتزم هو أيضاً أن يقدم للرب تقدمة. وكان الكاهن يقدم هذه التقدمة يوم تكريسه فقط ككاهن = يوم مسحته.

أما الكاهن الممسوح = رئيس الكهنة فيقدم هذه التقدمة يومياً صباحاً ومساءً = فريضة دهرية. ويقول يوسيفوس أن رئيس الكهنة كان يأتى كل صباح بعشر إيفة دقيق = 75,1 كيلوجرام ويقدسه، ثم يقسمه قسمين بمكيال محفوظ فى القدس، ثم يأتى بثلاثة مكاييل زيت ويعرف مكيال الزيت باللج وهو يساوى 110 درهم، ولكن الوحى لم يحدد كمية الزيت، إنما هذه الكمية بحسب يوسيفوس المؤرخ اليهودى، وكما عرفنا فإن الزيت يرمز للروح القدس والكتاب يقول "أنه ليس بكيل يعطى الله الروح" (يو3: 34) لذلك فالوحى لم يذكر كمية الزيت. ويعجن الدقيق بالزيت ويقسم العجين إلى 12 قرص ويخبزها قليلاً ويحترس ألا تيبس بل تستمر رخوة. ثم يقسمها إلى قسمين فيقرب 6 أقراص صباحاً و6 أقراص مساءً. ولاحظ أن عطية الكهنة هنا تحرق كلها.

ماذا يعنى هذا الطقس؟ الدقيق يعنى الحياة، وحرقه بالكامل إشارة لتكريس الحياة بالكامل لله. وفى حالة رئيس الكهنة نجد هذه التقدمة يومية، فالكاهن الممسوح يرمز لرئيس كهنتنا الحقيقى المسيح الذى كانت كل حياته على الأرض لمجد الله، فقال فى نهاية حياته على الأرض "أيها الآب... أنا مجدتك على الأرض. العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته" (يو17: 1 – 4). ورمز ذلك هنا أن رئيس الكهنة كان يقوم بتقديم هذا الدقيق (رمز حياته) فريضة دهرية أى كل أيام عمره. ولاحظ قول الوحى.

أما الكهنة وهم يشيرون للشعب المسيحى بكهنوته العام فكانوا يقدمون الدقيق يوم تكريسهم فقط. وهذا يشير لأننا عندما يسكن الروح القدس فينا نمتلئ بالروح،، ولو كان المعمد ناضجا فهو يبدأ حياته بوعد تكريس حياته كلها لله، وهذا معنى حرق الدقيق يوم سيامة الكاهن. وعلينا كشعب الله أن نحاول تقديم حياتنا كلها لله، ولكن قد نضعف فترات نبحث فيها عما يرضينا، أما المسيح فلم يعمل شيئا سوى ما يمجد الله. وكون أن الدقيق مربوك بالزيت أى مخلوط ومعجون بالزيت، والزيت يشير للروح القدس، فهذا يعنى أننا بالميرون قد سكن فينا الروح القدس، وما عدنا نجاهد وحدنا بل بمعونة الروح.

وتعنى أن الكهنة ملزمون بينما هم متمتعون بخيرات الله أن يقدموا شكرهم لله هم أيضاً. وكيف يقدمون شكرهم للرب؟ بتكريسهم الكامل هم أيضاً وأنهم يعطوا الله كل حياتهم. هذا وحده يملأهم من عطايا الله. لذلك قيل فى عطايا الكهنة وتملأ يد هرون وأيدى بنيه (خر29: 9).

والسؤال هنا كيف تكرس الحياة كلها لله، وكيف نرضى الله فى حياتنا؟ حينما سأل ناموسى الرب عن ماذا يعمل ليرث الحياة الأبدية، سأله الرب عن ماذا يقول الناموس، فقال الناموسى "أن تحب الرب إلهك من كل قلبك... وقريبك مثل نفسك". ووافقه الرب على كلامه، "وقال له إفعل هذا فتحيا" (لو10: 27) وبهذا نلخص القول أن الناموس يتلخص فى وصية المحبة. فإذا كانت وصايا الناموس 10 وصايا، فهذه العشر الوصايا يمكن أن يتلخصوا فى وصية واحدة هى المحبة، محبة الله ومحبة الناس. وقد يعنى هذا تفسير رقم 1 / 10 الإيفة = 1 هى الوصية الواحدة، التى تلخص الــ 10 وصايا الناموس أو هى وصية واحدة تلخص كل الناموس. وتنفيذ المحبة عمليا هو تكريس القلب بالكامل لله ولخدمة شعب الله ونراجع الآيات الآتية فقط: -.

  1. "إنى مديون لليونانيين والبرابرة..." (رو1: 14) فبولس لمحبته لله يريد أن يخدم الله ويأتى له بكل العالم ليؤمنوا به ويمجدوا إسمه. وظهرت فى قوله "من يفصلنى عن محبة المسيح..." (رو8: 35 – 39). وإتضح عمليا محبة بولس لله وظهرت فعلا فى خدمته إذ قال "تعبت أكثر منهم جميعهم" (2كو15: 10).
  2. يقول القديس يعقوب الرسول "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه إفتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" (يع1: 27). ويعطى بولس الرسول علامة للمحبة العملية وهى التعب (1تس1: 3).

ثرائد تقدمةٍ. فتاتاً = هذه هى الأرغفة الإثنى عشر التى يقدمها رئيس الكهنة (هذا لو صح العدد الذى ذكره يوسيفوس) وهذا يشير لرئيس كهنتنا المسيح وحوله شعبه (12 تلميذ فى العهد الجديد و12 سبط شعب العهد القديم) وهذا يشير لأن المسيح الرأس قدم نفسه كرأس للكنيسة، لله الآب (1كو15: 28).

تحرق بكماله. لا تؤكل = هذه تساوى "يا إبنى إعطنى قلبك" بالكامل غير منقسم بين الله والعالم (أم23: 26).

الأعداد 24-30

الأيات (24 - 30): -

"24 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 25«كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً: هذِهِ شَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ، تُذْبَحُ ذَبِيحَةُ الْخَطِيَّةِ أَمَامَ الرَّبِّ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. 26الْكَاهِنُ الَّذِي يَعْمَلُهَا لِلْخَطِيَّةِ يَأْكُلُهَا. فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ تُؤْكَلُ فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 27كُلُّ مَنْ مَسَّ لَحْمَهَا يَتَقَدَّسُ. وَإِذَا انْتَثَرَ مِنْ دَمِهَا عَلَى ثَوْبٍ تَغْسِلُ مَا انْتَثَرَ عَلَيْهِ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. 28 وَأَمَّا إِنَاءُ الْخَزَفِ الَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ فَيُكْسَرُ. وَإِنْ طُبِخَتْ فِي إِنَاءِ نُحَاسٍ، يُجْلَى وَيُشْطَفُ بِمَاءٍ. 29كُلُّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ يَأْكُلُ مِنْهَا. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. 30 وَكُلُّ ذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ يُدْخَلُ مِنْ دَمِهَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ، لاَ تُؤْكَلُ. تُحْرَقُ بِنَارٍ.".

شريعة ذبيحة الخطية.

نلاحظ أنه فى (25) ينص على أن ذبيحة الخطية تذبح فى نفس المكان الذى تذبح فيه المحرقة: -.

1 - لأن كل الذبائح تشير لشخص المسيح المصلوب الواحد.

2 – غفران الخطية يتبعه قبول الله لنا.

قدس أقداس = هناك فرق بين الخاطئ وحامل الخطية. فالذبيحة ليست خاطئة لكنها حاملة خطية فهى قدس أقداس، ولأنها تمحو خطايا الآخرين وهى ترضى العدل الإلهى. هى تشير للمسيح الذى مع أنه حمل خطايا البشر إلا أنه قدوس. وفى (26) الكاهن الذى يعملها للخطية يأكلها = الله الذى يرفع خطية الخاطئ، لذلك يقبل جزء من الذبيحة على المذبح. والكاهن أيضاً يأكل كعلامة للصلح والكاهن بكهنوته يرمز لرئيس كهنتنا السيد المسيح الذى حمل خطايانا ومات بها فأماتها، وكتعبير عن ذلك يأكل الكاهن جزء من الذبيحة فكأنها إختفت فيه. ولكن مقدم الذبيحة لا يأكل فهو لا دخل له فى الكفارة ولم يعمل شيئاً سوى إعترافه بالخطية. الدم الذى يغفر هو دم المسيح والكاهن واسطة المغفرة. إذاً هو له عمل. وهو كوسيط يأكل جزء من الذبيحة، أما بقية جسم الذبيحة للنار. وتعتقد كنيستنا أن الله والمذبح والكاهن يشتركوا فى مغفرة خطاياى. المسيح ذبح من أجلى والكاهن خادم للأسرار، لكن خطاياى غفرت بدم المسيح.

لاحظ أن بعض الدم كان يوضع على قرون مذبح المحرقة، وباقى الدم يسكب عند قدمى المذبح إشارة إلى أنه لا يمكن إرضاء الله إلا بالدم. وإشارة إلى أن حياتنا كان ينبغى أن تسكب سكيباً تاماً أمام الله من أجل خطايانا. وحينما نتأمل هذه الصورة ونحن لا نستطيع أن نسكب دمائنا من أجل خطايانا، ينبغى أن نسكب أنفسنا فى إنسحاق أمام الله على مذبح الصلاة.

وفى (27) من مس لحمها يتقدس = أى لا يجوز أن يأكل منها إلا من كان مستعداً، ومن جانب آخر أن من يمسها يحسب فى ملكية الرب نفسه. وقارن هذه الآية مع (رؤ7: 14) فنحن نلبس الثياب البيض ثياب البر بواسطة دم المسيح.

ويغسل الثوب الذى إنتثر عليه الدم فى مكان مقدس = واليهود خصصوا بئراً مخصوصة فى دار الهيكل وغرفة خاصة للغسيل. وكان الكهنة هم الذين يقومون بهذا العمل (أنظر التأمل في نهاية الإصحاح).

آية (28) الإناء الخزف الذى تطبخ فيه يكسر = فهو يمتص الدم. وهو خزف فهو رخيص الثمن. وهذا يشير لجسدنا المأخوذ من طين الأرض وهو إناء خزف (2كو4: 7) ونحن إمتصصنا دمه فى تناولنا من جسده ودمه.

وإن طبخت فى إناء نحاس يجلى ويشطف بماء هذا يشير لطبيعتنا الجديدة التى حصلنا عليها بالمعمودية. وهذه الطبيعة طبيعة جديدة، كأنها جليت وذهب عنها صدأها وأصبحت منيرة، وهى ثابتة فالنحاس رمز للثبات. قطعاً هذا الثبات إختيارى بدليل قول المسيح "إثبتوا فىَّ وأنا فيكم" وقارن مع "وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1يو2: 17).

ولاحظ الآن أن الإناء الخزفى يشير لطبيعتى القديمة التى لم تتجدد، هكذا ولدتنى أمى، هذا يُكسر. أما النحاسى فلا يكسر بل يُجلى، ويعود للمعانه. وهذا إشارة للإنسان الذى لا تتجدد طبيعته، مثل هذا حتى لو تلامس مع دم الذبيحة أى آمن وعرف المسيح دون أن تتجدد طبيعته يكسر أى يهلك، أما من تجددت طبيعته فهو حتى لو أخطأ يعود لامعا بالتوبة والإعتراف "إن إعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو1: 9).

آية (30) كل ذبيحة يدخل بدمها إلى خيمة الإجتماع... لا تؤكل = وهذه الذبائح هى الذبائح التى يقدمها رئيس الكهنة عن نفسه أو عن الجماعة، وهذه لا يأكل منها رئيس الكهنة فهو هنا إما خاطئ أو مسئول عن خطية الشعب كله، فلا يصلح أن يقوم هنا بدور الشفاعة. تحرق بالنار = والذبيحة تحرق كلها فالخطية لوثت الإنسان كله، وهذا المعنى يوضحه إشعياء (إش1: 5، 6) "كل الرأس مريض وكل الجسم سقيم" = جلد الذبيحة يرمز لمظهرنا وكبريائنا والرأس يمثل الأفكار الخاطئة والشريرة. والأكارع تمثل الأقدام التى تسعى للخطية والأحشاء تمثل القلب الذى يشتهى من الداخل وباقى الأعضاء تشترك فى الخطية.

تأمل: - الثوب الذى إنتثر عليه الدم وغُسِل بالماء، يشير لحياتى التى تلوثت بالخطية وأصبحت لا تليق بالسماء مثل عرس إبن الملك (مت22: 12، 13). وكيف تتطهر ثيابى؟ بدم المسيح (رؤ7: 14) وفى طقس غسل الثياب التى إنتثر عليها الدم نرى الدم الذى يقدس مع ماء (هذا ما خرج من جنب المسيح) فالدم يقدس والماء إشارة للروح القدس الذى يعمل فى الأسرار (المعمودية والإعتراف) حتى يظل الثوب طاهرا.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الخامس - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 6
تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 6