الأصحاح الحادي والعشرون – سفر اللاويين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر اللاويين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الحادى والعشرون

الله يطلب من الشعب أن يحيا فى قداسة وبالأولى الكهنة قادة الشعب. إذ كلما زادت المسئولية إلتزم الإنسان بحياة أكثر تدقيقاً.

الأعداد 1-9

الأيات (1 - 9): -

"1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ الْكَهَنَةَ بَنِي هَارُونَ وَقُلْ لَهُمْ: لاَ يَتَنَجَّسْ أَحَدٌ مِنْكُمْ لِمَيْتٍ فِي قَوْمِهِ، 2إِلاَّ لأَقْرِبَائِهِ الأَقْرَبِ إِلَيْهِ: أُمِّهِ وَأَبِيهِ وَابْنِهِ وَابْنَتِهِ وَأَخِيهِ 3 وَأُخْتِهِ الْعَذْرَاءِ الْقَرِيبَةِ إِلَيْهِ الَّتِي لَمْ تَصِرْ لِرَجُل. لأَجْلِهَا يَتَنَجَّسُ. 4كَزَوْجٍ لاَ يَتَنَجَّسْ بِأَهْلِهِ لِتَدْنِيسِهِ. 5لاَ يَجْعَلُوا قَرْعَةً فِي رُؤُوسِهِمْ، وَلاَ يَحْلِقُوا عَوَارِضَ لِحَاهُمْ، وَلاَ يَجْرَحُوا جِرَاحَةً فِي أَجْسَادِهِمْ. 6مُقَدَّسِينَ يَكُونُونَ لإِلهِهِمْ، وَلاَ يُدَنِّسُونَ اسْمَ إِلهِهِمْ، لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ طَعَامَ إِلهِهِمْ، فَيَكُونُونَ قُدْسًا. 7إِمْرَأَةً زَانِيَةً أَوْ مُدَنَّسَةً لاَ يَأْخُذُوا، وَلاَ يَأْخُذُوا امْرَأَةً مُطَلَّقَةً مِنْ زَوْجِهَا. لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لإِلهِهِ. 8فَتَحْسِبُهُ مُقَدَّسًا لأَنَّهُ يُقَرِّبُ خُبْزَ إِلهِكَ. مُقَدَّسًا يَكُونُ عِنْدَكَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ. 9 وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.

شرائع الكهنة.

يليق بالكاهن أن يكون له رجاء "ولا يحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1تس4: 13). وهو كمعلم للشعب إن لم يظهر رجاؤه أمام الشعب صار تعليمه بلا فائدة وبلا معنى. ومنع الله الكهنة من أن يتمثلوا فى حزنهم بالعادات الوثنية = قرعة فى رؤوسهم وجرح أجسادهم وحلق عوارض لحاهم كعلامة لحزنهم. فهناك حزن مقدس مسموح به لشعب الله ولكن هناك أعمال لا تتفق مع الرجاء. بالإضافة إلى أن مثل هذه التصرفات تفهم أنها إعتراض على مشيئة الله وقراره. والكاهن كوكيل لله مهتم بكل الشعب عليه أن يهتم بكل واحد على أنه أسرته. وقوله يتنجس أحد منكم لميت = تعنى أن يتلامس مع ميت. وكانت شريعة اليهود تقضى بعدم الإقتراب لأكثر من ستة أقدام. والمعنى وراء هذا أن الموت يشير للخطية التى أدت إليه، فكان الله يمنعهم من التلامس مع الخطية، وليفهموا المعنى وراء عدم التلامس مع ميت، فقد سمح الله بإقامة ميت بواسطة عظام إليشع. إذاً العظام ليست نجسة لكنها الخطية. ولكن كان يسمح للكاهن أن يدفن أقربائه الأقربين (أمه وأبيه وإبنه وابنته وأخيه وأخته العذراء أى التى لم تتزوج فإذا تزوجت صارت مسئولة من رجل آخر) ويضاف لهؤلاء زوجته = كزوج لا يتدنس بأهله = فهو كزوج لن يتدنس بأحد هؤلاء لو دفنه ولمسه. فهنا يراعى الله العواطف البشرية (بل المسيح بكى على قبر لعازر) لكن مع الإرتفاع بالمفهوم البشرى العاطفى (الحزن عاطفة بشرية طبيعية ولكن فقدان الرجاء خطية، إذاً فلنحزن ولكن نرفع القلب لله بدون يأس طالبين التعزية فيسكب الله تعزياته فى القلب). وكلمة زوج فى آية (4) هى بعل وتترجم زوج وتترجم أيضاً رئيس (الترجمة الأنجليزية)، وإن فهمت أنها رئيس فالآية تعنى أنه كرئيس وسط شعبه عليه أن لا يتنجس بميت. والمسيح صاغ هذا المفهوم بطريقة أخرى "دع الموتى يدفنون موتاهم" أى علينا ألا نرتبك بأمور هذه الحياة. وقد تعجب الشعب حين لم يبكِ حزقيال على زوجتة حين ماتت. وكان هذا بأمر الرب كرمز لشئ آخر. لكن هذا ما يجعلنا نشعر أن آية (4) تفهم أنه من المسموح أن يدفن الكاهن زوجته ويبكى عليها مثل باقى العائلة. فترجمتها كزوج أفضل من كرئيس كما فى الإنجليزية.

وكان الكاهن يمنع من الزواج من زانية ولو تابت أو مطلقة فهى طلقت لكراهية زوجها الأول لها، حتى لا يكون هذا سبب تعيير الناس له أو تكون سبب شك ينغص حياته.

أية 8: - تحسبه مقدساً = أى هو مخصص لله هو رجل الله، هذه موجهه للشعب أن يعتبر الكاهن مقدساً فيكرموه ويحترموه، ولكن إن أخطأ فعليهم أن يراقبوه ليخبروا باقى الكهنة الذين كانوا يحاكموه ويؤدبوه بالجلد والضرب. ولاحظ أن الكاهن قدوة وعثرته تعثر الشعب.

آية 9: - وإذ يقبل الكاهن، وبالتالى أسرته نعماً كثيرة كانت العقوبة لأفراد الأسرة أشد وأقسى "فمن يُعطَى كثيراً يطلب منه الكثير" (لو12: 48).

الأعداد 10-15

الأيات (10 - 15): -

"10« وَالْكَاهِنُ الأَعْظَمُ بَيْنَ إِخْوَتِهِ الَّذِي صُبَّ عَلَى رَأْسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ، وَمُلِئَتْ يَدُهُ لِيَلْبَسَ الثِّيَابَ، لاَ يَكْشِفُ رَأْسَهُ، وَلاَ يَشُقُّ ثِيَابَهُ، 11 وَلاَ يَأْتِي إِلَى نَفْسٍ مَيْتَةٍ، وَلاَ يَتَنَجَّسُ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ، 12 وَلاَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَقْدِسِ لِئَلاَّ يُدَنِّسَ مَقْدِسَ إِلهِهِ، لأَنَّ إِكْلِيلَ دُهْنِ مَسْحَةِ إِلهِهِ عَلَيْهِ. أَنَا الرَّبُّ. 13هذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ، بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً. 15 وَلاَ يُدَنِّسُ زَرْعَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُ».".

شريعة رئيس الكهنة.

هو يرمز للمسيح فلا يتزوج سوى عذراء رمزاً للكنيسة التى خطبها المسيح لنفسه. ولا يتزوج أرملة كما كان مسموحاً للكهنة (2كو11: 2). ورئيس الكهنة صب على رأسه دهن المسحة = أى هو مكرس تكريساً كاملاً لله فلا يجوز له أن يكشف رأسه التى مسحت (لا يكشف عن العلاقة الخاصة مع الله، فالمسيح هو الرأس نش4: 12) ولا يشق ثيابه = فالثياب تشير للكنيسة التى لا يجب أن تشق. ولا يسمح له بأن يشترك فى جنازة أحد مهما كانت قرابته. فبكونه رمزاً للمسيح واهب الحياة كان لا يسمح له بأن يشترك مع الموت ولا يخرج من المقدس = متى كان يؤدى خدمته فى بيت الله لا يجوز أن يخرج منه ولا أن يوقف خدمته لأى سبب مهما كانت قرابة من مات له. وهكذا المسيح لم يترك صليبه أى مذبحه بل إلتصق به وترك الإهتمام بأمه ليوحنا. وقد يعنى عدم خروجه من المقدس أى عدم خروجه من الشكل المقدس الذى يجب أن يكون له ووقاره وهيبته كرئيس كهنة. وقد يكون فى زواجه من عذراء تشابه مع شرط بولس الرسول للأسقف أن "يكون بعل إمرأة واحدة".

آية 15: - لا يدنس زرعه = إذا تزوج بأى إمرأة غير صالحة أو أجنبية فهذا يدنس زرعه، الذى سيخرج منه رئيس كهنة آخر. وذلك لأن الشعب سيحتقره بسبب أمه أو لأن تربية هذه الأجنبية لإبنها لن تكون تربية مقدسة.

الأعداد 16-24

الأيات (16 - 24): -

"16 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 17«كَلِّمْ هَارُون قَائِلاً: إِذَا كَانَ رَجُلٌ مِنْ نَسْلِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ فِيهِ عَيْبٌ فَلاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ. 18لأَنَّ كُلَّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ. لاَ رَجُلٌ أَعْمَى وَلاَ أَعْرَجُ، وَلاَ أَفْطَسُ وَلاَ زَوَائِدِيٌّ، 19 وَلاَ رَجُلٌ فِيهِ كَسْرُ رِجْل أَوْ كَسْرُ يَدٍ، 20 وَلاَ أَحْدَبُ وَلاَ أَكْشَمُ، وَلاَ مَنْ فِي عَيْنِهِ بَيَاضٌ، وَلاَ أَجْرَبُ وَلاَ أَكْلَفُ، وَلاَ مَرْضُوضُ الْخُصَى. 21كُلُّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الْكَاهِنِ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ وَقَائِدَ الرَّبِّ. فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ. 22خُبْزَ إِلهِهِ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَمِنَ الْقُدْسِ يَأْكُلُ. 23لكِنْ إِلَى الْحِجَابِ لاَ يَأْتِي، وَإِلَى الْمَذْبَحِ لاَ يَقْتَرِبُ، لأَنَّ فِيهِ عَيْبًا، لِئَلاَّ يُدَنِّسَ مَقْدِسِي، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُمْ. 24فَكَلَّمَ مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَكُلَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ. »".

الكهنة والعيوب الخلقية.

إشترطت الشريعة فى الكاهن أن يكون بلا عيب خلقى أو عرضى أى مولود به أو يكون ناتج لإصابة. ولذلك كان مجمع السنهدريم يجتمع لفحص الكهنة وفرزهم عند وصولهم للسن القانونى، ومن كان صالحاً يقدمونه للخدمة الكهنوتية = ليقرب خبز إلهه ومن كان غير صالح لأى عيب كان يعمل فى جمع الحطب وإيقاد النار والحكم على مرضى البرص.

تأمل روحى: - بالمفهوم العام كلنا كهنة وأبناء لله، ولكن العيوب التى فينا تحرمنا من بعض الإمتيازات. وكل هذه العيوب المشار لها هنا لها مقابل ومعنى روحى.

الأعمى: - لا يستطيع تمييز وإدراك النور السماوى ولا يعرف كيف يخطو ولا إلى أين يمضى.

الأعرج: - هو الذى لا يستطيع أن يسير بثبات فى طريق السماء. وقد تشير لمن يعرج بين فرقتين الله والبعل (1مل18: 21)، أو الله والعالم، أى قلبه منقسم.

الأفطس: - (هو من إنخفضت قصبة أنفه وإنتشر أو إنغرس أنفه فى وجهه). والأنف تشير للتمييز (أنفك كبرج لبنان نش7: 4) وإفراز ما هو زكى مما هو كريه.

الزوائدى: - له عضو أطول من عضو أو عضو طوله وحجمه لا يتناسب مع الآخر (يد ويد) وهؤلاء يشيرون لمن يشعرون بالبر الذاتى والكبرياء وبتميزهم عن الآخرين أو إعجابهم بذواتهم. وهؤلاء ينشغلون بأسئلة فضولية أكثر من اللازم.

الرجل الذى به كسر: - هذا لا يستطيع أن يسير مطلقاً فى طريق الله فقد تجرد تماماً من كل عمل صالح.

الأحدب: - لها معنيان ظهره مقوس أو جفونه تغطى عينه (جفون ساقطة) وهذه تعنى من يرزح تحت ثقل الهموم العالمية فلا يمكنه أن يرفع عينيه لفوق بل يثبتها على موطئ الأقدام. (الكلمة العبرية المستخدمة تحتمل كلا المعنيين).

الأكشم: - أى الناقص الخَلْقْ فهو مولود بأصبع ناقص أو من فقد أحد أعضائه بعد ولادته، وتعنى أيضاً من على عينيه غشاوة. هذا يشير لمن فقد بصيرته بسبب إعتياده فعل الإثم وقدراته غير كاملة على ذلك.

فى عينيه بياض: - هو محروم من معاينة النور الحقيقى بسبب عماه مدفوعاً بإدعاء الحكمة والصلاح (البياض يشير للنقاء) هو بار فى عينى نفسه وهذا يسبب له عمى.

الأجرب: - هو الدائم التذمر ويسوده بطر الجسد.

الأكلف: - ما يعلو وجهه ويتفرق عليه الحبوب الصغيرة السوداء الضاربة إلى الحمرة وهذا يسمى نمش. هذا لا يسبب أى ألام ولكنه ينتشر فى الجسم فيشوه منظره فهذا يشير للخطايا الصغيرة التى تنتشر دون أن ندرى فتشوه حياتنا.

مرضوض الخصى: - هذا لا يفعل نجاسة لكنه يفكر فيها بإستمرار. هذا الإنسان غير مثمر.

الله هنا يتكلم عن الكمال بالجسديات فهم لم ينضجوا روحياً. ولكن فيما هم ينفذون وصايا الله يتأملون ويفهمون البعد الروحى لوصاياه. فحين يهتم اليهودى بغسل يديه يرنو اليهودى الحقيقى للبعد الروحى وهو طهارة القلب. وهكذا يقود الكمال الجسدى للكمال الروحى وهو يشير له. ويفهم من به عاهات أن هذه العاهات تعوق عن الإمتيازات التى يعطيها الله للكامل فيقدمون توبة للحصول على بركات السماء.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني والعشرون - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح العشرون - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 21
تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 21