الأصحاح الثالث – سفر اللاويين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر اللاويين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثالث

ذبيحة السلامة.

هى ذبيحة يقدمها مقدمها ليشكر الله على سلامته. هى ذبيحة شكر تقرب لأجل الشكر. هى ذبيحة إنسان يشعر أن الله أعطاه سلام ونِعَم كثيرة، فيأتى ليقدم هذه الذبيحة ليشكر الله فيفرح الله فى وسط شعبه، ويشترك الكل فى الفرح ونلاحظ هنا الآتى: -.

  1. أتت ذبيحة السلامة هنا بعد ذبيحة المحرقة وتقدمة الدقيق مما يعنى أننا لم يكن ممكناً لنا أن نشعر بالسلام إلا بعد الصلح الذى تم بين الله والإنسان بالصليب، وبعد أن قدم المسيح حياته لنا "لى الحياة هى المسيح" (فى1: 21)، فصار لنا حق البنوة وبالتالى حق مشاركة الله فنحيا فى سلام حقيقى وفى فرح حقيقى، فلقد صرنا من عائلة الله "مَنْ أمى وإخوتى..." (مر3: 31 – 35) + "سلامى أترك لكم...." + (رو5: 1).
  2. بالمحرقة حدث الصلح بين الله والإنسان ورَضِىَ الله عن الإنسان، وفى تقدمة الدقيق نرى أن الإنسان نال حياة المسيح الأبدية، وفى ذبيحة السلامة نجد أنها ذبيحة شكر على نعم الله التى وهبها للإنسان، وأهم نعمة حصل عليها الإنسان هى نعمة الحياة حينما خلق الله آدم، وحينما إختطف الإنسان قضية الموت (القداس الغريغورى) جاء المسيح بسر عجيب ليفدى الإنسان ويعيد له الحياة، وهى أسمى من الحياة التى كانت لآدم، فآدم كانت حياته قابلة للموت، أما المسيح فقد وهبنا حياة أبدية. فتأتى هنا ذبيحة السلامة لنشكر فيها الله على نعمة الحياة الأبدية التى وهبها لنا، وهذا تماما معنى سر الإفخارستيا، فهو سر الشكر على ذبيحة المسيح واهبة الحياة.
  3. كان مقدم ذبيحة السلامة يقدم شيئا لله للإعتراف بنعمته، فيقدم حيوانا ليُذبح، ويشترك فيه المذبح مع الكاهن ومع مقدم الذبيحة وأصدقاءه، هى شركة محبة. وكانت الذبيحة التى تقدم ترمز للمسيح الذى قدم ذاته ذبيحة عنا. فحين نأتى لله لنقدم له الشكر فلنقدم شيئاً، وما هو أثمن شئ نقدمه لله؟ أثمن شئ قطعا هو إبنه، وهذا ما نتتمه فى سر الإفخارستيا إذ نقدم المسيح ابن الله كذبيحة حية على المذبح.
  4. فى طقس ذبيحة السلامة (إصحاح 7) أتت ذبيحة السلامة بعد طقس ذبائح المحرقة وتقدمة الدقيق وذبائح الخطية والإثم والسبب واضح فى (لا7: 20) "أما النفس التى تأكل لحماً من ذبيحة السلامة التى للرب ونجاستها عليها فتقطع تلك النفس من شعبها" فكأن الله يريد أن يقول، أنه علينا أن نتطهر من خطايانا قبل أن نتقدم لنأكل من هذه الذبيحة. أليس هذا هو نص ما قاله بولس الرسول عن التناول من جسد الرب ودمه "إذاً أى من أكل من هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه... من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون" (1كو11: 27 – 31). هى ذبيحة سلامة "ولا سلام قال الرب للأشرار" (إش48: 22).
  5. ذبيحة السلامة هى الذبيحة الوحيدة التى يأكل منها الكاهن ومقدمها وأصدقاؤه ومعارفه مع نار المذبح. وهى تقدم للشكر والعرفان بجميل الله ووفاء للنذور. إذاً هى تمثل نوعاً من الشركة، شركة مع الله ومع الناس لذلك هى تمثل سر الإفخارستيا. ولذلك يطلق الغرب على الإفخارستيا communion بمعنى المشاركة. وكون المذبح يأكل منها فهذا يعنى أن الله مشترك مع شعبه فى هذه الذبيحة.... وهذا ما رأيناه حينما إشترك الرب يسوع مع تلاميذه فى أكل ذبيحة الإفخارستيا ليلة خميس العهد.
  6. هناك مبدأ عام أن من يأكل من لحم فريسة يكون شريكاً للوحوش المفترسة التى إفترست هذه الفريسة، لذلك يمنع أكل لحم أى فريسة. ومن يأكل مما ذبح للأوثان يكون شريكاً للشيطان (هذا إذا أكله بغرض العبادة). كذلك من يأكل من مائدة الرب يكون شريكاً للرب وشريكاً لإخوته المؤمنين. ونحن نشترك معاً فى جسد المسيح ونشترك فى الحياة التى نأخذها منه. فنحن ضيوف على مائدة الرب (1كو10: 15 – 21).
  7. وذبيحة السلامة تمثل حياة العابد فى حياة المصالحة مع الله ومع الناس فهى: -.
  • صلح وسلام بين الله والناس، وصلح بين السمائيين والأرضيين.
  • شركة مع الله ومع بعضنا البعض (وراجع نص صلاة الصلح فى القداس).
  1. ونار المذبح تأكل الشحم، والدم يسفك على المذبح إشارة لقبول الله للذبيحة. لذلك لا يؤكل منها إن لم يقدم منها لله أولاً. فلن يكون لنا سلام قبل إرضاء الله أولاً.
  2. هنا يسمح بإستخدام إناث الحيوانات فهذه الذبيحة تشير لشركة الله مع كنيسته والكنيسة عروس المسيح "الأنثى التى تحيط برجل" (إر31: 22). وهذه هى نبوة يعقوب ليهوذا إبنه "يهوذا جرو أسد. من فريسة صعدت يا إبنى جثا وربض كأسد وكلبؤة من ينهضه" (تك49: 9). والمسيح جاء من سبط يهوذا، وما قاله يعقوب هنا عن يهوذا هو نبوة عن المسيح الأسد الخارج من سبط يهوذا، وهو قُدِّم أو قَدَّم نفسه كفريسة بأن جثا وربض على الصليب، ولكنه لم يكن خضوع الضعيف، بل كان كأسد فهو الذى خرج غالباً فى معركة الصليب. ولكن أنظر من الذى جثا وربض؟ (كأسد وكلبؤة وهذا رمز للعريس المسيح وكنيسته عروسه). وهكذا رأينا فى ذبيحة المحرقة، الرأس والأعضاء على المذبح مرة أخرى، الأسد واللبؤة على الصليب. وفى تقدمة الدقيق نفس الصورة قِطَعْ الخبز والفريك. وفى ذبيحة السلامة يمكن تقديم ذكور أو إناث إذاً هى نفس الصورة. وهذا يعنى أنه كما صُلِبَ المسيح هكذا ينبغى أن نصلب أنفسنا عن شهوات الخطية التى فى العالم فنحيا معه (غل2: 20). والمعنى أننا فى شركة كاملة مع المسيح سواء فى الحياة الأبدية أو شركاء فى الصليب، وهذا ما قاله بولس الرسول "إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضا معه" (رو8: 17).
  3. هنا لا نسمع عن سلخ وتقطيع وغسل، فهى ذبيحة الشركة الحقيقية يشتمها الله رائحة سرور. وفى نفس الوقت يقدمها مائدة شهية للإنسان "ترتب قدامى مائدة تجاه مضايقىَّ" (مز23: 5). وهى وليمة سمائيه (إش25: 6) + (مت22: 1 - 4).
  4. إعتاد أباؤنا الأساقفة حتى اليوم عند بلوغهم أية مدينة أن يقدموا صلاة شكر لسلامتهم.
  5. الإفخارستيا هى ذبيحة السلامة والشكر التى تقدمها كنيسة العهد الجديد، إذ كلمة إفخارستيا فى اليونانية تعنى "الشكر" فحين ننعم بجسد الرب ودمه ننال طبيعة الشكر الداخلية.
  6. لا تقدم هنا طيور فهى لا تصلح لوليمة، إنما يلزم تقديم تقدمة كبيرة وكاملة. هذه تقدمة الإنسان الناضج روحياً الذى يشكر الله فى حياته إذ شعر بنعمته عليه، ومثل هذا ينعم بسلام الله الكامل فى حياته الداخلية، ومثل هذا أيضا تجده بلا تذمر شاكرا الله على كل شئ، إذ إختبر الله وعرفه كصانع خيرات فأحبه. وهى تعبر بالتالى عن أن الإنسان الذى ينعم بهذا السلام والنضج عليه أن يشرك الآخرين معه "من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى". هى تجرى لتفيض على الآخرين. ولذلك فمقدم هذه الذبيحة يدعو الآخرين معه ليبتهج الجميع، فهى أكثر الذبائح تعبيراً عن الفرح الداخلى، لذا كانت تسمى تقدمة الكمال. وكانت تقدم فى المناسبات المفرحة، ومثل ذلك سيامة الكهنة (خر29: 19 – 28 + لا8: 22 – 32). وكانت تقدم فى عيد الخمسين (لا23: 19، 20).
  7. الشحم كان يعتبر أفخر نصيب من الذبيحة لذلك كان يقدم لله. والشحم عادة يحيط بأعضاء الإنسان الحساسة بالجسد. وحين تأكله النار يذكرنا هذا بالآية "أميتوا أعضائكم التى هى على الأرض" (كو3: 5)، فكل أعضاءنا يجب أن نقدمها محرقة لإرضائه، وقود رائحة سرور للرب.
  8. يجب أن نقدم الشكر لله على كل ما أعطاه لنا "فليست عطية بلا زيادة إلا التى بلا شكر" (مار إسحق السريانى). كان اليهودى يأتى ليقدم ذبيحة السلامة إذا زادت بركات الله المادية له، أما نحن فنفهم أن أعظم البركات التى حصلنا عليها هى بركات روحية، فهل تقارن البركات المادية بفداء المسيح والبنوة لله وسكنى الروح القدس فينا وميراث ملكوت السموات والحياة الأبدية.
  9. كانت الذبيحة تقسم بين الرب والكاهن ومقرب الذبيحة.
  1. نصيب الرب: - هو الشحم والإلية (فى حالة الغنم) ومقصود بالشحم هو الشحم الذى يغشى الأعضاء الداخلية والكليتين وزيادة الكبد وهذه غالباً غشاء دهنى يحيط بالكبد وفى بعض الترجمات (المرارة).
  2. نصيب الكاهن: - الصدر والساق اليمنى الأمامية (صدر الترديد وساق الرفيعة).
  3. نصيب المقدم: - باقى لحم الذبيحة وكان يأكله مع أهله وأصدقاؤه والفقراء الذين كان يدعوهم بشرط أن يكون الجميع أطهاراً. ولا معنى للإنفراد فى ذبيحة السلامة بل هى للشركة. ونرجع لجمال الطقس القبطى فالكاهن لا يستطيع أن يقيم قداس منفرداً بل لابد أن يكون هناك شعب لتكون هناك شركة.

إذاً هى شركة وصداقة بين الله والكهنة والشعب. وفى أكل مقدم الذبيحة من لحم ذبيحته فكرة أن هناك بركة تنتقل إليه.

العدد 1

أية (1): -

"1« وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ، فَإِنْ قَرَّبَ مِنَ الْبَقَرِ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، فَصَحِيحًا يُقَرِّبُهُ أَمَامَ الرَّبِّ.".

وإن كان = فهى بالنسبة للأفراد ذبيحة إختيارية. وفى أمثلة لذلك راجع (لا7: 11 – 15) هذه ذبائح الشكر. وهذه ذبائح النذر والنافلة (7: 16 – 21 + 22: 21 – 25). وكانت تقدم إجبارياً عند سيامة الكهنة (خر29: 10 – 14). وسمعنا عن تقديمها فى مناسبات عامة مثلاً عند تنصيب شاول الملك (1صم 11: 15).

فصحيحاً = أى بلا عيب فهذه الذبيحة تشير للمسيح الذى بلا خطية، وهو الوحيد الذى بلا عيب، والذى نجد سلامنا فيه، لذلك فكل من يبحث عن السلام خارج المسيح لا يجده لأنه يبحث عنه فى أماكن بها عيوب أى أماكن الخطية "سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا" (يو14: 27) + "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فىَّ سلام" (يو16: 33)، فلا سلام خارجا عن المسيح، وحتى نكون ثابتين فى المسيح فيكون لنا سلام علينا أن نكون بلا عيب.

العدد 2

أية (2): -

"2يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ قُرْبَانِهِ وَيَذْبَحُهُ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا.".

يضع يده على رأس = هنا يضع مقدم الذبيحة يده على رأس الذبيحة، ولا ينطق بإعتراف بخطاياه بل ليشكر الله على إحساناته. فوضع اليد هنا للشكر والفرح. ومعناها أن المسيح هو مصدر هذه النعم التى نشكر عليها، فهو صلب ليعطينا "هذه النعمة التى نحن فيها مقيمون" (رو5: 1، 2). وعلينا أن نعترف بعطايا الله كما نعترف بخطايانا، وهكذا يمتزج الفرح بالرجاء مع حزن التوبة معاً بلا تناقض. لدى باب خيمة الإجتماع = أى عند مذبح المحرقة. ويرش بنو هرون الدم = فهذه الذبيحة ولو أنها ليست ذبيحة خطية، إلا أن العيون كانت دائماً وما زالت يجب أن تكون متجهة للدم الذى يغفر فيحيى.

العدد 3

أية (3): -

"3 وَيُقَرِّبُ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ وَقُودًا لِلرَّبِّ: الشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي الأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ الشَّحْمِ الَّذِي عَلَى الأَحْشَاءِ،".

وقوداً للرب وفى (5) وقود رائحة سرور للرب. وفى (11) طعام وقود للرب أى طعام النار لأنها كانت تحرق للرب وكانت تسمى طعام الرب أيضاً (عد28: 2)، وكانوا يدعون الكاهن بمقدم طعام الله وخبز الله (لا21: 6، 8، 17). وهو سُمِّى كذلك ليس لأن الله يأكله بل هو مقرب إكراماً لجلاله. وهذا لا علاقة له برفع الخطية وإلا لما قال رائحة سرور.

الشحم = هو نصيب الرب فى هذه الذبيحة. ونصيب الرب هو الشحم الذى يغشى الأحشاء والمتصل بها. ولكن الشحم الذى يتخلل اللحم فمسموح بأكله. والشحم هو الجزء الذى يشتعل من الذبيحة فالله يطلب من الإنسان أن يلتهب محبة لله. وإذا كان الشحم هو نصيب الله فعواطفنا وعبادتنا يجب أن تكون لله وحده. وإشارته للشحم الذى يغشي الأحشاء معناه أن الله يطلب الداخل أى القلب والمشاعر "يا إبنى إعطنى قلبك" (أم23: 26) + "فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" (تث6: 5). وقارن مع قول بولس الرسول.... "إن كانت أحشاء ورأفة..." (فى2: 1 + كو3: 12 – 15 + لو1: 78). والرسول هنا يقصد أن التعامل بيننا كمؤمنين أن يكون بالحب والعطف، وذلك لأن اليهود كانوا يستعملون كلمة الأحشاء بهذا المعنى.

والشحم هو مصدر طاقة لذلك إذا طلب تقديم الشحم الذى يغشى الأعضاء لله، فالله يطلب كل طاقاتنا نقدمها له بمحبة ملتهبة فيقدس الله الكل. وفى هذا يقول بولس الرسول أن نحول أعضائنا من "ألات إثم إلى ألات بر" (رو6: 13)، والنتيجة أن يكون لنا "سلام الله الذى يفوق كل عقل" (فى4: 7). ومن يقدم أعضاؤه ألات بر يمتلئ بالروح القدس بل يلتهب به فيكون "فضل القوة لله لا منا" (2كو4: 7).

هنا نرى معنى التكريس الكامل لله، فإذا كان الشحم نصيب الرب، فهذا يعنى تكريس كل طاقات الإنسان لله (طاقاته العاطفية والعضلية والعقلية وحواسه). والسؤال هنا... هل الله محتاج إلى محبتنا؟! الإجابة بإختصار أن الطريق الوحيد لكى نفرح هو أن نحب الله لذلك نجد الله يتنازل ويطلب هذا الطلب لكى يرشدنا لطريق الفرح. ولم يكتفى الله بهذا بل أرسل الروح القدس ليسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5: 5) والنتيجة... أو ما هى ثمار الروح الذى إنسكب فينا "محبة فرح سلام..." (غل5: 22). أى حين تنسكب محبة الله فى قلوبنا نمتلئ فرحا وسلاما.

العدد 4

أية (4): -

"4 وَالْكُلْيَتَيْنِ، وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَيْهِمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ، وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا.".

الذى على الخاصرتين = أى الحقوين، ويقول إشعياء "لذلك إمتلأت حقواى وجعا" (إش21: 3)، هذا لما عرفه من أخبار مؤلمة، ولكن عموما فالخطية تسبب الوجع، أما الإمتلاء بالروح فهو قوة. فحينما نقدم شحم الحقوين لله أى كل طاقاتنا يعطينا الله قوة ونصبح أشداء فى خدمته. والروح القدس هو روح القوة (2تى1: 7). وكلما نكرس كل طاقاتنا لله نمتلئ من الروح القدس.

وزيادة الكبد = قد تكون غشاء غنى بالشحوم حول الكبد أو تكون المرارة كما وردت فى ترجمات أخرى. عموماً فالمطلوب نزعه وتقديمه هو ما يشير للأجزاء الغنية بالشحم.

العدد 5

أية (5): -

"5 وَيُوقِدُهَا بَنُو هَارُونَ عَلَى الْمَذْبَحِ عَلَى الْمُحْرَقَةِ الَّتِي فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.".

على المحرقة = أى على بقايا ذبيحة المحرقة اليومية. ويكون هذا الشحم كوقود مستمر للمذبح الذى إشتعل بالمحرقة كأنه إستمرار لها. وفى إلتحام ذبيحتى المحرقة مع السلامة نرى عمل الصليب أوضح فالمسيح قدم نفسه محرقة ليعطينا السلام. وإذا فهمنا أن الصليب كان المسيح فيه يقدم نفسه كذبيحة محرقة، فكون أن ذبيحة السلامة يوقدها الكاهن فوق المحرقة، فنرى إذاً أن الإفخارستيا هى نفسها ذبيحة الصليب وإمتداد لها.

الأعداد 6-11

الأيات (6 - 11): -

"6« وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْغَنَمِ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، فَصَحِيحًا يُقَرِّبُهُ. 7إِنْ قَرَّبَ قُرْبَانَهُ مِنَ الضَّأْنِ يُقَدِّمُهُ أَمَامَ الرَّبِّ. 8يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ قُرْبَانِهِ وَيَذْبَحُهُ قُدَّامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 9 وَيُقَرِّبُ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ شَحْمَهَا وَقُودًا لِلرَّبِّ: الأَلْيَةَ صَحِيحَةً مِنْ عِنْدِ الْعُصْعُصِ يَنْزِعُهَا، وَالشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي الأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ الشَّحْمِ الَّذِي عَلَى الأَحْشَاءِ، 10 وَالْكُلْيَتَيْنِ، وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَيْهِمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ، وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا. 11 وَيُوقِدُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ.".

نفس الكلام كما فى ذبيحة البقر مع فارق واحد. الإلية صحيحة من عند العصعص = والإلية هى الجزء السمين الذى يوجد فى ذيل الغنم وينزعها من العصعص أى من عند آخر فقرة من فقرات العمود الفقرى والمقصود نزعها كلها. فالله يريد القلب كله له غير منقسم. فالإلية عضو كله دهن وكانت تعتبر وما زالت تنعماً. وقد تصل فى الحيوان البالغ إلى 5 كيلو جرام. وراجع (نح 8: 10) لترى محبة الشعب لأكل السمين ولكن كان المسموح بأكله هو ما بين اللحم.

الأعداد 12-16

الأيات (12 - 16): -

"12« وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْمَعْزِ يُقَدِّمُهُ أَمَامَ الرَّبِّ. 13يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَذْبَحُهُ قُدَّامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 14 وَيُقَرِّبُ مِنْهُ قُرْبَانَهُ وَقُودًا لِلرَّبِّ: الشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي الأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ الشَّحْمِ الَّذِي عَلَى الأَحْشَاءِ، 15 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَيْهِمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ، وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا. 16 وَيُوقِدُهُنَّ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِرَائِحَةِ سَرُورٍ. كُلُّ الشَّحْمِ لِلرَّبِّ.".

الماعز هنا يشير لتقدمة الفقراء مثل الطيور فى ذبيحة المحرقة.

العدد 17

أية (17): -

"17فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ: لاَ تَأْكُلُوا شَيْئًا مِنَ الشَّحْمِ وَلاَ مِنَ الدَّمِ».".

لا تأكلوا شيئاً من الشحم = كان هذا المنع سارياً حتى على ذبائح المنازل التى يأكلونها كلها فى بيوتهم وليس فقط على ذبائح الرب لأنه كما قلنا لو كان الشحم يشير للمشاعر والعواطف التى يجب أن تتجه لله فقط. فإذاً لا يجب أن تعطى هذه المشاعر لسواه "من أحب أباً أو أماً...... أكثر منى فلا يستحقنى". هذه إشارة لمعنى العذراوية أى التكريس الباطنى الداخلى للمشاعر لتكون لله وحده دون سواه.

ويبدو أن كهنة اليهود كسروا هذه الوصية ولهذا يشير حزقيال فى الآية (حز34: 3) "تأكلون الشحم" وهذا كان يمنع أكله. فكل الشحم للرب آية (16). ولا من الدم هذه الوصية قديمة راجع (تكوين9: 4) "غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوا".

والله أعطاهم هذه الوصية، لنوح وبنيه حينما صرح لهم بأكل اللحم لأول مرة. وقد كان المصرح لهم أن يأكلوا من الثمار فقط. لكن حين سمح الله بأكل اللحم منع شرب الدم. فالدم يشير للنفس أى للحياة. والحياة هى لله، ويقدم الدم لله فقط ففيه فكرة فداء نفس بنفس أخرى. إذاً الدم مكرس أى يقدم لله فقط. وهكذا كان تعليم الكنيسة (أع15: 28، 29) بالإمتناع عن الدم. بالإضافة أيضاً إلى أن شرب الدم فيه شراسة تؤدى لقساوة القلب. والمسيح أعطانا دمه لنشربه ففيه حياة "من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية" (يو6: 54).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الرابع - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثاني - سفر اللاويين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 3
تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 3