قاموس القديسين و الشخصيات حرف ه

هذا الفصل هو جزء من كتاب: قاموس القديسين و الشخصيات التاريخية.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل


ه

هابيبوس الشهيد

استشهد في بلاد فارس سنة 327م أثناء حكم الملك سابور الثاني Sapor II، وهو أحد الشهداء التسعة الذين استشهدوا مع الشهيدين جوناس وباراخيسيوس، اللذين وردت سيرتهما في حرف "ج".

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 834.

هاتس الشهيدة

عاشت هذه العذراء في بلاد فارس واستشهدت في سنة 343م أثناء حكم الملك سابور الثاني Sapor II. يذكرها السنكسار الروماني يوم 17 أكتوبر باسم الشهيدة مامِلتا Mamelta، تحوّلت من الوثنية إلى المسيحية بصوت ملاك، واستشهدت حين رجمها الوثنيون ثم أغرقوها في بِركة ماء.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 846.

هادريان الشهيد

سبق لنا الحديث عنه أثناء حديثنا عن زوجته ناتاليا.

هارون وجوليوس أو يوليوس الشهيدان

استشهد القديسان جوليوس وهارون في إنجلترا حوالي سنة 304، أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس على الكنيسة. ويقال أن هذين الشهيدين، مع مجموعة أخرى من الشهداء والشهيدات لا تُعرف أسماؤهم، قد ذاقوا أنواعًا وأهوالاً من العذابات لم تُعرف من قبل، وأخيرًا نالوا جميعًا إكليل الاستشهاد.

Butler, July 3.

هالياس الأسقف الشهيد

كان أسقفًا للدير المحرق ومدينة القوصية في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس. فلما سمع الوالي أريانوس بنشاط هذا القديس في تشجيع المسيحيين على احتمال الآلام وبما يصنع من معجزات، أحضره أمامه وراح يغريه بالوعود الجذابة إن هو سجد للأصنام. لكن القديس رفض، فعذبه بكل أنواع التعذيب التي كان يمارسها مع الشهداء الأقباط.

أخيرًا أمر بقطع رأسه، فأخذ المؤمنون جسده سرًا وأخفوه حتى إذا انقضى زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة، وأظهر الرب من جسده آيات وعجائب، حتى إذ خربت مدينة القوصية جاء الأنبا قسطنطين أسقف أسيوط وحمل جسده إلى مدينة أسيوط.

وقد ظل جسده بأسيوط حتى أعيد تعمير مدينة القوصية فأعاد إليها الأقباط جسد هذا القديس ودفنوه في تلك المدينة. ولا يزال جسده موجودًا بالدير المحرق.

موسوعة تاريخ الأقباط: الجزء 11 الكتاب الخامس، صفحة 61.

هانوليوس الأمير الشهيد

من مدينة برجة بأعمال بمفيلية، دفعته محبته للسيد المسيح أن يجاهر بإيمانه، فقبض عليه بارنباخس الأمير من قبل دقلديانوس. فاعترف أمامه بالسيد المسيح ممجدًا إياه بالتراتيل البهية، ثم ذمّ الأصنام ولعنها، فغضب عليه الأمير وأمر أن يصلبه على خشبة. سبَّح السيد المسيح الذي أهّله للشهادة على اسمه، ثم أسلم روحه بيد الرب ونال إكليل الشهادة.

السنكسار، 5 برمهات.

هدرا الأسقف القديس

✥ تعتز مدينة أسوان بجنوب مصر بشفيعها وقديسها الأنبا هدرا، وبالدير الأثري الذي يحمل اسمه الذي يرجع إلى القرن الخامس الميلادي. والمعروف عن هذا القديس أن اسمه الحقيقي هو سمعان ومع ذلك اشتهر باسم «هيدرا » ويذكره القمص عبد المسيح صليب المسعودي البرموسي في كتاب تحفة السائلين في ذكر أديرة رهبان المصريين باسم أنبا هدري صفحة 186 ثم باسم ابوهدرا الأسواني صفحة 187، واغلب الظن أن الرجل وقد كان راهبا كان يشاهده الناس يحمل جرة يملأها من النيل ثم يمضي بها إلى صومعته، فمن كان من الناس لا يعلم اسمه الحقيقي كان يشير إليه بأنه (أبو هيدرا) أي (أبو جرة) إذ أن هيدرا باليونانية والقبطية Hydra هي الجرة التي يحمل فيها الماء، ومن ثم كان الاسم الأنبا هيدرا

✞ نشأته:

وُلد من أبوين مسيحيين فربّياه وعلّماه مخافة الرب منذ صغره. ولما بلغ الثمانية عشر من عمره أحب والداه أن يزوجاه من إحدى قريباته. فلما جاء الوقت امتنع بحجة المرض.

لقد رفض الزواج ليس هربًا من المسئوليات الأسرية، ولا بكونه أمرًا دنسًا أو غير لائقٍ، وإنما لأنه عشق تكريس كل كيانه ووقته للعمل الروحي. وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن البتولية: "إننا نقولها الآن بوضوح أن البتولية هي رفيقة الإنسان في عمله الروحي ومساعدة له في الوصول إلى الهدف السامي للحياة. إنها قوة، حتى أنهم يتشبهون بالطبائع الروحية".

✞ في إحدى الليالي رأى شخصًا منيرًا يقول له: "يا هدرا يا هدرا، لا تبطئ عن النهوض إلى ما اهتممت به من الفكر الصالح، بل قم مسرعًا وتممه". فقام مسرعًا ومضى إلى الكنيسة مصليًا كعادته، سائلاً اللَّه أن يعينه وأن يرشده إلى ما فيه خلاص نفسه، وكان يردد المزمور القائل: "طوبى للذين بلا عيب في الطريق، السالكون في ناموس الرب" (مز1: 118). ذهب إلى الكنيسة مبكرًا، وصلى مع الجماعة، وطلب من السيد المسيح أن يسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه، فسمع ما ارتاح إليه.

✞ رهبنته:

لما خرج من الكنيسة رأى رجلاً ميتًا محمولاً ذاهبين به إلى الدير، فسار مع المشيعين وكان يحدث نفسه قائلاً: "اسمع يا هدرا، ليس هذا الذي قد مات ولكنك أنت الذي قد متّ عن هذا العالم الزائل". ولما وصلوا الدير ودفنوا الميت لم يعد إلى بيته بل دخل الدير وأقام مع الرهبان. ولما سمع أقاربه وأصدقاؤه أتوا إليه وقالوا له: "إنك بعملك هذا تجلب علينا الحزن كما تؤلم قلب خطيبتك وأنت تستطيع أن تعبد اللَّه في أي مكان شئت". وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملأ قلوبهم على فراقه.

أما هو فقد سكب نفسه في عبادةٍ حارةٍ ونسكٍ عظيمٍ وصومٍ دائمٍ وصلواتٍ متواترةٍ ومطانيات عديدة. وكان في أيام القديس بيمين، [القديس بيمن يذكر عنه السنكسار تحت يوم الرابع من النسئ، انه ولد نحو سنة 350 م. فالقديس هدرا إذن هو من أباء القرن الرابع] فتتلمذ له، وكان يسترشد بتعاليمه وقدوته الصالحة.

✞ لاحظ المتوحدون جهاد القديس الأنبا هدرا فقالوا له: "يا أخانا الحبيب جيد هو كل شيء يُصنع بمقياس". أما هو فأجابهم: "إن كل ما أفعله لا يقوم مقام خطية واحدة من خطاياي". فإذ سمع الإخوة هذا الكلام اتعظوا ومضوا، وصاروا يخبروا الآخرين بما قاله لهم. وكان المتوحّدون يلتقون به ويقتدون بأفعاله، ويطلبون مشورته، كما كانوا يتعجبون من تواضعه وانسحاق نفسه.

✞ في البرية الداخلية:

جاءت الجموع تتقاطر عليه من كل البلدان تطلب كلمة منفعة وتتمتع بتعزيات الروح. لكنه إذ كثرت الزيارات جدًا استشار أباه الروحي أنبا بيمن وطلب أن ينفرد في البرية. ترك مغارته بعد ذلك بثماني سنين ودخل في البرية الداخلية، وكأن يسأل اللَّه أن يختار له موضعًا لسكناه.

بعد ثلاثة أيام جاءت بعض وحوش البرية لتفترسه، أما هو فوقف يصلي طالبا من اللَّه أن يصنع معه رحمة، ويُبعد عنه الخوف من الوحوش الكاسرة كما أخضع الأسود لدانيال. للحال صارت الوحوش تستأنس به.

✞ حرب دائمة مع الشيطان:

طلب من القديس بيمن أن يطَّلِع على سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان ليتعلم منها قتال العدو الشرير. ومكث هناك أيامًا كثيرة يجاهد ضد إبليس وجنوده، وكان الشيطان يجربه كثيرًا. من ذلك أنه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه، فصرخ القديس إلى الرب، فغاب عنه الشيطان في الحال.

✞ جاء في المخطوط الخاص بسيرته: "استمر يصنع صلوات كثيرة ونسكيات، فإذا عدو الخير الذي هو الشيطان صار يفزعه بأشكالٍ مخيفةٍ ومناظرٍ مفزعةٍ، ويظهر له في شكل نساء جميلات الصورة لكي يوقعه في شباك الخطية المهلكة. لكن القديس أنبا هدرا كان يقوى عليه ويقهره بقوة الصليب المقدس فينفضح ويضمحل".

✞ وفي أحد الأيام خرج من مغارته، ولما عاد وجد تنّينًا عظيمًا داخلها، فصلى إلى الرب قائلاً: "يا ربى وسيدي، إن كانت هذه إرادتك أن أسكن مع هذا الوحش فلتكن"، ثم تطلع إلى التنين فوجده مقطعًا إلى ثلاثة أجزاء.

✞ حدث أن سقط القديس أنبا هدرا وانطرح على الأرض بسبب نسكه الزائد، فظهر له شخص نوراني وسكب على رأسه دهنًا. للحال تقوى وشعر أن قوة إلهية قد أدركته. لكن عدو الخير لم يتركه بل كان يظهر له في أشكال مخيفة. أما هو فكان يرشمهم بعلامة الصليب فيهربوا من أمام وجهه.

✞ كان في حرب دائمة مع الشيطان، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار، وكان الرب يخلصه منها. وأخيرًا حبس نفسه في قلايته، وكانوا يأتون إليه بالمرضى والمصابين بالأرواح النجسة، فيصلى على زيت ويدهنهم به فيبرأن في الحال، وكانت الأرواح النجسة تصرخ قاتلة: "ويلاه منك يا هدرا أحرقتنا بصلواتك وطردتنا من البراري".

✞ معرفته للكتاب المقدس:

أتى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسّر لهم معانيها، فأعجبوا بعلمه قائلين: "لقد طفنا جبالاً وأديرة كثيرة، وزرنا معلمين وفلاسفة فلم نجد من يفسر لنا هذه المسائل كما فسّرها لنا هذا القديس".

✞ سيامته أسقفًا:

إذ تقدم به السن ترك موضع الوحدة في البرية الداخلية وذهب إلى أحد الأديرة حيث حبس نفسه في قلاية بها.

وقد وهبه اللَّه صنع العجائب. وفي ليلةٍ رأى في حلمٍ إنسانًا لابسًا شكل الأسقفية، جالسًا على كرسي، خاطبه قائلاً: "تمسك بالإيمان الذي قبلته من الآباء القديسين". ثم قام عن كرسيه وأشار بيده نحوه، قائلاً له: "قد وهبتك هذا الكرسي..." ثم اختفي عنه.

سجّل الأنبا هدرا هذه الرؤيا ولم يخبر بها أحدًا إلى لحظة دعوته للأسقفية.

✞ لما تنيّح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، وهؤلاء قد أثنوا لهم على القديس هدرا. فذهبوا إليه وأخذوه رغمًا عنه وسافروا إلى الإسكندرية، ورسمه لهم الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية الثالث والعشرون من بطاركة الكرسي السكندري (385 - 412 م) أسقفًا عليهم.

✞ ما أن جلس على كرسيه حتى عكف على وعظ شعبه وتعليمه طريق الحياة. فقد اهتم بالجانب التعليمي وتثبيت شعبه على الإيمان المستقيم. وكان يصلي على المرضى، ووهبه اللَّه موهبة شفاء المرضى وصنع آيات كثيرة، كما كان يهتم بالفقراء والمساكين والغرباء، ويفتقد المحبوسين. وأكمل حياتهٍ بسيرةٍ حسنة، ثم تنيّح بسلام في اليوم الثاني عشر من شهر كيهك، في عهد الإمبراطور ثيئودوسيوس الأول (379 - 395 م).

مخطوطة رقم 319 ميامر دير القديسة العذراء المعروف بالسريان. مقالة للأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا اللاهوتية بجريدة وطني 19 ديسمبر 2004 م.

القمص ارميا زكي: أنبا هدرا السائح الأسواني، يونيو 1975.

هدريان الشهيد

راجع: هادريان الشهيد.

هرسيوس بصول الشهيد

تعيّد الكنيسة القبطية بتذكار استشهاد القديس هرسيوس بصول في 15 أبيب.

السنكسار، 15 أبيب.

هِرماجوراس وفورتوناتُس الشهيدان

يوجد تقليد يرجع إلى القرن الثامن عن القديس مرقس الإنجيلي، أنه قبل أن يؤسس كرسي الإسكندرية ذهب من روما ليبشر في أكيليا Aquileia، حيث كرز بالإنجيل هناك ودعَّم كرازته بالمعجزات وحوَّل كثيرين إلى المسيحية. وقبل مغادرته أقام لهم هِرماجوراس أسقفًا وفورتوناتُس شماسًا، وقد كرزا معًا في البلاد المحيطة حتى انتشرت فيها المسيحية.

يقال أن نيرون أرسل مندوبه سيباستياس Sebastius إلى أكيليا لتنفيذ أوامره ضد المسيحيين هناك، فقبض على هِرماجوراس وعذبه ثم ألقاه في السجن. وفي نصف الليل أضاء السجن بنورٍ سمائي، حتى تأثر الحارس جدًا وآمن بالمسيح وأخذ يجري في المدينة صارخًا: "عظيم هو إله هِرماجوراس! تعالوا انظروا أعاجيبه". ذهبت أعداد غفيرة من الناس إلى السجن ورأوا النور فآمنوا هم أيضًا. فأرسل سيباستياس سيافًا إلى السجن وقطع رأس الأسقف وشماسه تحت جناح الظلام، ونالا إكليل الشهادة.

Butler, July 12.

هرماس الأسقف الشهيد

اسقف سالونا Salona في دلماتيا Dalmatia، ومن المفترض أن يكون هو هرماس الذي ذكره بولس الرسول في رسالة رومية (رو16: 14)، وأنه خَلَف تيطس Titus كأسقف لدلماتيا واستشهد بعد ذلك.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 927.

هِرماس الشهيد

استشهد القديس هِرماس في روما في القرن الثاني الميلادي. ومن غير المعروف الظروف والطريقة التي استشهد بها، إلا أنه قد بُنِيت كنيسة كبيرة فوق قبره، كان يحج لزيارتها الكثير من الشعب للتبارك من الشهيد.

تعيّد الكنيسة الغربية له في الثامن والعشرين من شهر أغسطس.

Butler, August 28.

هرماس صاحب كتاب الراعي

جاء في القانون الموراتوري Muratorian Fragmenton the canon أن هرماس صاحب كتاب الراعي هو أخ بيوس الأول أسقف روما (140 - 150م).

يرى أوريجينوس أنه هرماس المذكور في رو14: 16.

يتحدث الكاتب عن نفسه أنه كان عبدًا، بيع في روما إلى سيدة رومانية تسمى روده Rhoda، فشعر في بادئ الأمر بعاطفة الاخوة من نحوها، ثم تطلع إلى جمالها فاشتهى أن تكون له امرأة (رؤ1: 1). أطلقت سبيله واشتغل بالزراعة والتجارة فصار غنيًا. تزوج من امرأة ثرثارة، وأغفل أمر عائلته، فانغمس أولاده في الشر (رؤ3: 1)، وافتقر بسببهم (رؤ2: 1؛ 3: 2؛ 6: 3).

يصوّر نفسه أحيانًا رجلاً فاضلاً عفيفًا بعيدًا عن كل الشهوات الشريرة، بسيطًا مجانبًا للشر (رؤ2: 1)، وأحيانًا أخرى كاذبًا متكلمًا بالرياء (رؤ3).

إذ حدث اضطهاد تمسك هو وزوجته بالإيمان بينما أنكر أولاده الإيمان وتحمس للتوبة، فوضع كتابه "الراعي" ليحث الخطاة على التوبة، مظهرًا أن نقاوة الكنيسة في خطر بسبب استفحال الخطية، وأن النهاية قد اقتربت.

كتاب الراعي

ينظر بعض الآباء إلى هذا الكتاب ككتابٍ كنسيٍ هامٍ، بينما يحط البعض من قدره.

اهتم الكتاب بالجانب التعليمي لا اللاهوتي، فيكشف عن بساطة الحياة المسيحية وما تتسم به من اشتراكية مع عمق في الروحانية؛ لكن بطريقة غامضة غير كاملة. فيثير الكاتب مشكلة ويعطي رأيًا لكنه قبل أن يكملّه يأتي برأي آخر.

يقدم لنا الكتاب مادة غزيرة عن حال الكنيسة في النصف الأول من القرن الثاني. ويعتبر هذا الكتاب أشبه بمراجعة كنيسة روما لنفسها أو فحصها ذاتها.

يحوي الكتاب خمس رؤى واثنتي عشرة وصية وعشرة استعارات أو أمثال.

سبق لي القيام بدراسة مختصرة لهذا الكتاب في كتاب:

"المدخل في علم الباترولوجي" 1. بدء الأدب المسيحي الأدب المسيحي، الآباء الرسوليون.

هرموجينيس الأسقف

أسقف رهينوكورورا Rhinocorura (الفرما (Farma على الحدود بين مصر وفلسطين. وقد اشترك في المجمع المسكوني الثالث في أفسس سنة 431م، حيث كان من مؤيدي القديس كيرلس، وبالتالي أُرسِل إلى روما لكسب تأييد البابا سولستينوس Coelestinus. إلا أنه لم يصل إلى روما حتى نياحة سولستينوس، غير أن خليفته زيستوس Xystus يورد ذكر هذه الرحلة في رسالته إلى القديس كيرلس.

مما يُذكَر أن إيسيذورس Isidore of Pelusium كتب عدة رسائل موجهة إلى هرموجينيس.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 4.

هرمياس الشهيد

استشهد في أبولّونياس Apollonias سنة 284م مع شهيد آخر اسمه فيلكس Felix، وذلك أثناء حكم نومريان Numerian. وتذكره الكنيسة الغربية في السادس من يوليو.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 927.

هرنيون وزوجته القديسان

تفرغهما للعبادة

كان رجلاً صالحًا يعيش هو وزوجته في بسفوريا Pesvoria في مدينة أنقرة بآسيا الصغرى. وقد عاشا معًا في سعادة في ظل المسيح وكان لهما خمسة أطفال، ربياهم تربية مسيحية حقيقية إلى أن كبروا وتزوجوا، ثم تفرّغا للعبادة.

كانت لهما أملاك كثيرة كانا يوزعان كل دخلها على المحتاجين ولا يعطيا أولادهما شيئًا من دخلها. وكانا يقولان لهم: "كل ما لنا سترثونه بعد مماتنا، ولكننا الآن نأخذ دخلنا من ممتلكاتنا لأنفسنا". ويعنيان بذلك توزيع الأرباح على المساكين وعلى دور العبادة ليأخذانها معهما إلى ملكوت السموات.

حبهما للعطاء

لما حدثت مجاعة في القرية وامتنع الأغنياء عن توزيع الأطعمة على الفقراء، فتح هذان القديسان مخزنهما، وأعطيا الطعام للجائعين. وبهذا العمل كسبا أناسًا كثيرين إلى الإيمان بالمسيح، ومجدوا اللَّه على سلوك هذين القديسين وقوة إيمانهما باللَّه.

مع كل غناهما زهدا الطعام، وكانا يقضيان وقتهما بين الحقول في صمت وتأمل، وهربا من لهو المدن وعثراتها المتنوعة، فاستحقا ميراث الملكوت الأبدي.

بستان القديسين، صفحة 43.

هرواج وحنانيا وخوزي الشهداء

تعيّد الكنيسة القبطية بتذكار استشهاد القديسين هرواج وحنانيا وخوزي الشهداء الذين من الفيوم في السادس عشر من شهر كيهك.

السنكسار، 16 كيهك.

هرواج ورفقاؤه الشهداء

كان هرواج ورفقاؤه أوسافيوس وسامان وباخوش من مقدمي مدينة إسنا. اعترفوا أمام أريانوس حال وصوله إلى اسنا، وبعد أن أظهروا ثباتًا عجيبًا في إيمانهم عذّبهم عذابًا شديدًا، وأخيرًا قطع رؤوسهم.

الاستشهاد في المسيحية، صفحة 179.

هلبيس العذراء الشهيدة

في السادس عشر من شهر كيهك تعيّد الكنيسة القبطية بتذكار استشهاد العذارى القديسات بيستس وهلبيس وأغابي وأمهن صوفية، الذين كانوا من إنطاكية واستشهدوا في روما في زمن أدريانوس الملك.

قد وردت سيرتهن في حرف "ص" تحت: "صوفية القديسة وبناتها العذارى الشهيدات".

السنكسار، 30 طوبة.

هِليكونيا الشهيدة

كانت هِليكونيا أو هِليكونيس Heliconis من أهل تسالونيكي، استشهدت في كورنثوس بيد الوالي بيرينيوس Perennius أثناء حكم جورديان Gordian وفيلبس Philip سنة 243م.

أعمالها محفوظة باليونانية واللاتينية، مع وثيقة من جورديان بالاضطهاد العام للمسيحيين.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 886.

هليودوروس الأسقف

حبه للخدمة

كان جنديًا وتقابل مع القديس جيروم في أكويليا Aquileia حوالي سنة 372 وصار تلميذًا له. ذهب مع جيروم وآخرين إلى الشرق، ولكنه رفض الذهاب معه حين اعتزل في الصحراء، وعاد إلى وطنه مفضلاً الخدمة فيه.

أسقف ألتينو

بعد فترة قصيرة من عودته اُختير هليودوروس أسقفًا على ألتينو Altino، وكان خادمًا أمينًا حتى كتب جيروم إلى ابن أخيه نِبوتيان Nepotian، الذي رسم كاهنًا، أن يتخذ من هليودوروس نموذجًا للخادم المسيحي.

كان هليودوروس يعاون جيروم بالمال في عمله على ترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية، فشكره جيروم كثيرًا في مقدمة أسفار سليمان الحكيم. وقد تنيّح هليودوروس حوالي سنة 400م.

Butler, July 3.

هليودوروس الأسقف الشهيد

استشهد بيديّ الملك سابور الثاني Sapor II ملك الفرس.

كان أسقفًا لبيزابدي Bezabde وهي مدينة على ضفاف نهر دجلة Tigris، وفي سنة 362م غزا سابور الميصة وسبى عددًا كبيرًا جدًا من الأسرى بما فيهم هليودوروس الذي مَرِض جدًا بعد القبض عليه وتنيّح. وقبل وفاته أقام أحد الكهنة أسقفًا وسلَّم إليه المذبح المحمول الذي كان أساقفة الشرق يحملونه أثناء السفر.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 887.

هـور القديس1

رئيس عدة أديرة

كان رئيسًا لألفٍ من الرهبان، وكانت له صورة ملائكية، وعاش حتى التسعين من عمره، وكانت لحيته الطويلة تتدلى إلى صدره، تبدو عليه القداسة حتى أن كل من رآه انتفع منه دون أن يعظه.

عاش في مكان داخلي بالصحراء ثم أصبح رئيسًا لعدة أديرة، جمع الرهبان فيها في وحدة روحية عظيمة تحت إشرافه. وقد ظهر له ملاك في رؤيا موضحًا أنه سيكون مسئولاً عن العديد من الجماعات، ثم قال له: "لا تَخَف لأنك لن تحتاج إلى طعام منذ أن طلبت وجه اللَّه وإلى أن ترحل من العالم". وتوجه القديس إلى قرب "شينا" حيث تعبَّد هناك، وكان يتغذى على الأعشاب، أما في المناسبات الروحية (أيام الصوم) فكان يأكل مرة واحدة فقط كل أسبوع.

أمي متعلم ومعلم!

نظرًا لعدم معرفته بالحروف الهجائية، فقد علَّمته العناية الإلهية الكتب المقدسة وحفظها عن ظهر قلب. ولما أعطى له الاخوة كتابًا ليقرأ فيه قرأه بسرعة تدعو إلى العجب، كما أعطيت له أيضًا موهبة إخراج الشياطين.

قد روى مرة أنه يعرف إنسانًا في البرية لم يذق طعامًا بشريًا منذ ثلاثة أعوام، لأن ملاكًا كان يأتيه بطعامٍ سماوي مرة كل ثلاثة أيام ويضعه له في فمه.

كان من حلاوة حديثه يجمع حوله الرهبان ليستمعوا له، وكانوا يرتلون في الكنيسة كما لو كانوا جوقة من الملائكة تشدو بالتسابيح في السماء.

أسجد للمسيح كل يوم!

رُويّ أيضًا عن راهب أرادت الشياطين ذات مرة أن تخدعه، فظهرت له في شكل فرسان ممتطين خيلاً وحولهم ملك قال له: "لقد صرتَ كاملاً في كل شيء أيها الرجل، والآن اسجد لي وأنا آخذك إلى السماء مثل إيليا". ففكر الراهب في نفسه ثم قال له: "إني أسجد للمسيح كل يوم". وأضاف قائلاً: "أنت لست بملكٍ". فتبخر الشيطان ولم يوجد أمامه. ويقال أن هذه القصة قد حدثت للقديس هور شخصيًا، ولكنه من فرط تواضعه لم ينسبها لنفسه.

بستان القديسين، صفحة 134.

هـور القديس2

كان ساكنًا بجبل نتريا. حكت عنه القديسة ميلانيا أنها ذهبت لرؤيته هناك، وعلمت من الآباء أنه كان رجلاً بارًا، لم يكذب في حياته ولم يحلف أو يشتم إنسانًا، بل كان يتحدث بمقدار "كي يعطي نعمة للسامعين" (أف29: 4).

بستان القديسين، صفحة 17.

هورميسداس الشهيد

اضطهاد يازداجِرد الأول

تجدد الاضطهاد العنيف الذي أثاره سابور الثاني Sapor II ملك الفرس على يد يازداجِرد الأول Yazdagird I، وكان السبب في ذلك أن أحد الكهنة أحرق معبد الإله مازداين Mazdaean. حاول ذلك الرجل تهدئة ثورة الملك بمحاولة إقناعه بوداعة المسيحيين وأنهم لا يلتجئون إلى العنف في دعوتهم للمسيحية ولكن دون جدوى، فتعرض المسيحيون لأنواع من العذاب يصعب وصفها بسبب وحشيتها وعنفها. وبموت يازداجِرد استمرت سلسلة التعذيب على يد ابنه بَهرام Bahram، وكان هورميسداس من أشهر ضحاياه.

حواره مع بَهرام

كان هورميسداس من أصل شريف حيث كان أبوه حاكم إحدى المقاطعات. أرسل بَهرام في طلبه وأمره بإنكار المسيح. فأجابه هورميسداس قائلاً:

"لا يمكنني أن أُحزن اللَّه.

ومن يجرؤ على خيانة إله الكل سوف يكون من السهل عليه خيانة ملكه الذي هو مجرد إنسان.

فإذا اعتبرت أن خيانة الملك جريمة تستحق الموت، فماذا يكون جزاء من ينكر اللَّه حاكم الكون كله؟ "

إذ سمع الملك ذلك أمر بتجريده من رتبته وأملاكه وألقابه، ثم ربط حزامًا حول حقويه وأمره برعاية جِمال الجيش إمعانًا في إذلاله.

حواره مع الملك هورميسداس

بعد فترة رأى الملك هورميسداس وقد احترق جلده من تأثير الشمس وغطى التراب ثيابه، فأشفق عليه وبالذات حين تذكر مركزه الأول ومركز أبيه، فأرسل في طلبه ومنحه ثوبًا جديدًا، وقال له: "والآن اترك عنادك وانكر ابن النجار". فخلع القديس الثوب الجديد وألقاه بعيدًا قائلاً: "أتظن أنني أنكر إلهي بهذه السهولة؟ خذ هديتك فإنني لا احتاجها".

أعاده الملك مرة أخرى إلى جِماله، ومن غير المعروف متى وكيف استشهد هورميسداس، إلا أنه يُظِن أن ذلك كان في سنة 420م.

Butler, August 8.

هوسيوس الأسقف القديس

هو أسقف مدينة قرطبة بأسبانيا الذي اتخذه الإمبراطور قسطنطين مستشارًا خاصًا له، وكان مشهورًا بتقواه كما أنه كان ضمن المعترفين، فقد أذيق العذاب المرير أيام الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور مكسيميانوس.

موقفه من الأريوسيين

في الوقت الذي اشتد فيه الصراع والجدل في الكنيسة بسبب بدعة أريوس اتخذه الإمبراطور رسولاً إلى الإسكندرية وحمّله خطابًا إلى البابا ألكسندروس، وكان هوسيوس قد بلغ من العمر إذ ذاك ما يزيد على سبعين عامًا. وبينما كان الرسول في طريقه إلى الإسكندرية عقد البابا السكندري مجمعًا مؤلفًا من جميع أساقفة الكرازة المرقسية الذين لم يترددوا في تأييد الحكم الصادر ضد آريوس وبدعته. وحالما وصل هوسيوس إلى الإسكندرية تقابل مع البابا ألكسندروس وتحادث معه طويلاً، وقد ظن في بادئ الأمر أنه يستطيع التوفيق بين طرفي الصراع ولكنه فشل في محاولاته جميعها لأن الأريوسيين استمروا في إحداث الشغب وفي عدم الإصغاء لنصائحه.

وعندما اتفق مع البابا ألكسندروس على عقد مجمع من أساقفة الكرازة المرقسية والتأم المجمع وتداول هوسيوس مع الأساقفة بادر إلى المصادقة على حكم الحرم الموقع على آريوس خصوصًا بعد أن ثبتت له صحة ما يراه البابا السكندري ومجمع أساقفته من ضلال آريوس. فاتفق مع البابا على وجوب عقد مجمع مسكوني يشترك فيه أساقفة العالم المسيحي بأسره ليضعوا دستورًا لإيمان الكنيسة الجامعة، وبناء على هذا الاتفاق عاد هوسيوس إلى نيقوميديا وأبلغ الإمبراطور قسطنطين بجميع ما كان، فأصدر قرارًا إمبراطوريًا يقضي بعقد أول مجمع مسكوني في مدينة نيقية.

في مجمع نيقية

حين انعقد مجمع نيقية سنة 325م وقع اختيار الأساقفة على هوسيوس الذي كان الأب الروحي للإمبراطور وأكبر الأساقفة سنًا ليرأس هذا المجمع، فجلس هوسيوس عن يمين الإمبراطور ورجال الدولة الذين حضروا المجمع للمحافظة على النظام. ومن ثَمَّ بدأ المجمع عمله فوقف أحد الأساقفة وألقى خطابًا رحب فيه بمقدم الإمبراطور وأثنى عليه لاهتمامه البالغ بعقد هذا المجمع لتحقيق السلام في الكنيسة. بعدها ألقى الإمبراطور كلمته ثم بدأ بعد ذلك الآباء في نقاشهم حول بدعة آريوس.

تحديد إقامته

بعد انتهاء المجمع بمدة وكان الإمبراطور قسطنطين قد تنيّح. في حربهم العنيفة ضد القديس أثناسيوس وجه الأريوسيون هجومهم بضراوة ضد نصيره هوسيوس وكان قد تجاوز المائة عام إذ ذاك، ولم تشفع فيه شيخوخته ولا مكانته ولا قداسته، إذ لم تحمه من افتراءات الأريوسيين.

أرسل الإمبراطور في طلبه، فلما مثل هوسيوس بين يديَّ الإمبراطور قسطنطيوس ذكره بموقف أبيه من مجمع نيقية، كما ذكره بالعهد الذي قطعه على نفسه حين سمح لأثناسيوس بالعودة إلى بلاده. ولكن الإمبراطور خان عهده وتناسى مجد أبيه وأمر بأن يبقى هوسيوس في سيرميوم، وهي إحدى المدن الإيطالية القديمة، حيث نكّل به الجند تنكيلاً لمدة سنة كاملة، بعدها قبل الأريوسيين في شركته، ولكنه رفض رفضًا باتًا أن يوقع الحرم على أثناسيوس، وكذلك وقع على قانون الإيمان الذي وضعه الأريوسيون في سيرميوم. وعند ذاك سمح له الإمبراطور بالعودة إلى مقر رياسته، وحين كتب وصيته وصف فيها الأهوال التي لاقاها على أيدي الأريوسيين وجدّد حرمه ضدهم.

لما سمع أثناسيوس بما كان من توقيع حبريّ رومية وقرطبة على الصك الأريوسي تلمس لهما العذر، وألقى اللوم على وحشية الأريوسيين وهمجيتهم. وقد أحدث ما أصاب هذين الحبرين الكبيرين من ضعفٍ أثرًا في نفوس الكثيرين من الأساقفة، فسقطوا بدورهم في البدعة الأريوسية حتى كادت تعم الكنيسة في مشارق الأرض ومغاربها.

قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الأول صفحة 179 و186.

هونوراتُس أسقف آرل القديس

هونوراتوس (حوالي 350 - 430م) أحد الآباء البارزين في الرهبنة الغربية بسبب الدير الذي أوجده (حوالي 400 - 410م) علي جزيرة Lérins.

جذب كثيرين تتلمذوا علي يديه, فأقام لهم نظامًا. وقد تخرج في ديره كثير من الكنسيين الذين كان لهم دورهم القيادي الروحي والفكري في الغرب في القرنين الخامس والسادس.

ذهابه إلى اليونان

كان من عائلة رومانية شريفة استقرت في بلاد الغال Gaul، وكان بارعًا في فن الرسم. وقد رفض عبادة الأوثان في شبابه، وأيضًا ربح أخاه الأكبر فنانتيوس Venantius للسيد المسيح، وأرادا اعتزال العالم، ولكن أباهما وضع في طريقهما عوائق كثيرة. وأخيرًا بعد مدة طويلة اتخذا القديس كبراسيوس Caprasius المتوحد مرشدهما الروحي وأبحروا معًا من مارسيليا Marséilles إلى اليونان مزمعين أن يعيشوا هناك في الصحراء غير معروفين.

توحده

بعد مدة قصيرة تنيّح فنانتيوس ومرض هونوراتُس فاضطر إلى العودة مع معلمه. وقد عاش في البداية حياة توحّد في الجبال بالقرب من فريجس Frejus، ثم انتقل إلى جزيرتين صغيرتين في البحر بالقرب من الساحل، واحدة كبيرة وأقرب إلى الشاطئ كان اسمها ليرو Lero، تسمى الآن سان مرجريتس St. Margaret’s، والأخرى أصغر وأبعد بحوالي 6 أميال واسمها لرينس Lérins، والآن اسمها "سان هونورات" St. Honorat نسبة إلى القديس هونوراتُس، واستقر هناك وتبعه آخرون. فأسس لهم ديرًا حوالي سنة 400م، وقد عيّن بعضهم لحياة الشركة، وآخرين في توحد كنسّاك، وقد أخذ أغلب قوانينه ونظمه من القديس باخوميوس.

مع أخته مرجريت

توجد قصة جميلة حدثت في تاريخ متأخر، تُظهر كيف أن مرجريت أخت هونوراتُس تحوّلت من عبادة الأوثان بفضل صلواته، وجاءت لتعيش في الجزيرة الأخرى ليرو لتكون قريبه من أخيها، وبعد التردّد وافق أن يزورها مرة في السنة عندما يُزهِر شجر السنط. ولكن في إحدى المناسبات كانت مرجريت في ضيق نفسي عظيم فاشتاقت لإرشاداته، كان هناك شهران باقيان على موعد اللقاء. فركعت وصلَّت وفجأة تغيرت رائحة الهواء وأصبحت رائحة عطر، وعندما نظرت إلى أعلى وجدت شجرة سنط مثمرة للغاية، فقطفت فرعًا وأرسلته لأخيها الذي فهم قصدها وذهب لزيارتها.

بسبب شهرته العظيمة في القداسة دُعي في Lérins حوالي عام 428م أسقفًا لآرل وذلك قبل نياحته حوالي عام 430م.

قبره تحت هيكل الكنيسة التي تحمل اسمه في آرل إلا أنه فارغ، حيث نُقل جسده إلى لرينس عام 1391م.

يعيّد له الغرب في 16 يناير

E. Ferguson: Encyclopedia of the Early Church.

Butler, January 16

هياكينث وبروتُس الشهيدان

كانا عبدين للقديسة أوجيني St. Eugenia، الابنة المسيحية لحاكم مصر، التي هربت من بيت أبيها مع عبديها بسبب إيمانها.

بعد مغامرات كثيرة استطاعت أوجيني تحويل عائلتها بالإضافة إلى مجموعة أخرى كبيرة إلى المسيحية، وكان من ضمن هؤلاء باسيللا Basilla السيدة الرومانية التي آمنت بسبب جهود بروتُس وهياكينث. فقُطعت رأسها مع بروتُس وهياكينث وذلك في منتصف القرن الرابع الميلادي.

Butler, September 11.

هيباتيوس الأسقف الشهيد

هو أسقف غنغرة في إقليم بافلاغونيا، ورأَس هذه الإيبارشية وساس شعبها في أوائل القرن الرابع.

حضر المجمع المسكوني الأول في نيقية سنة 325م، وكان من آبائنا العظام المحامين عن ألوهية كلمة اللَّه ومساواته لأبيه في الجوهر، مفندًا ضلال الهراطقة الأريوسيين والأبوليناريين والنوفاتيانيين وغيرهم.

العجائبي

شرَّفه اللَّه بموهبة صنع العجائب التي فعلها في أوقات كثيرة وبأنواع عديدة، ولهذا لُقِّب بالعجائبي.

من عجائبه أنه في أيام الملك قسطنطس بن قسطنطين العظيم دخل تنّين مخيف فأرسل إلى القديس طالبًا منه أن يمضي ويقتل هذا التنين. فذهب الراعي القديس إلى هناك وبعد أن صلى قال للخدام أن يجمعوا حطبًا في ساحة المدينة ويضرموا به النار، ففعلوا. فأخذ القديس عكازه ووضعها في فم التنين وقاده بها إلى الأتون فاحترق. تذكارًا لهذه الأعجوبة أمر الملك بتعليق رسم القديس على جدار المدينة.

استشهاده

فيما كان القديس راجعًا من نيقية بعد انعقاد المجمع المسكوني الأول قاصدًا غنغرة خرج عليه فريق من الهراطقة كانوا قد كمنوا له في الطريق فوثبوا عليه ورجموه بالحجارة وكملت وفاته شهيدًا (في يوم 31 آذار)، ثم طرحوا جسده في مخزن تبن. فلما علم أهالي مدينة غنغرة بوفاة راعيهم الصالح أسرعوا إلى المحل الذي قتل به ونقلوا بقاياه المقدسة بكل إكرام ودفنوها في المدينة.

السنكسار، 5 برمودة.

هيباتيوس الأب

دير هيباتيوس

كان في مدينة خلقيدونية Chalcedon والٍ اسمه روفينوس Rufinus بنى كنيسة على اسم القديسين بطرس وبولس وبنى بجوارها ديرًا، ازدهر لفترة ولكن بعد وفاة روفينوس تفرق الرهبان وخُرّب الدير وشاعت الأقاويل أنه صار مسكنًا للأرواح الشريرة. وظلّ المبنى مهجورًا إلى أن أتى أحد المتوحّدين واسمه هيباتيوس مع اثنين من مرافقيه اسمهما تيموثاوس Timotheus وموشيون Moschion واستقرا فيه. بعد أن ظلوا يتجوّلون في بيثينية Bithynia يبحثون عن مكان لعزلتهم، فاستقروا في هذا الدير المهجور. وقد أتى تلاميذ كثيرون واستقروا حولهم وكان هيباتيوس رئيسًا لهم لسنوات عديدة، وبعد نياحته عُرِف الدير باسمه.

نشأته

روى سيرة القديس هيباتيوس أحد رهبانه واسمه كالينيكوس Callinicus، فقال أنه ولد في فريجية Phrygia، وتولى أبوه مسئولية تعليمه. وكان هيباتيوس يشتاق إلى حياة الرهبنة، وفي سن الثامنة عشر قام أبوه بضربه بعنف فهرب من البيت، وإذ أُعلِن له في رؤيا توجه إلى تراقيا Thrace، وهناك عمل راعيًا للغنم لفترة طويلة. سمعه أحد الكهنة يغني لقطيعه فعلمه الترنم بالمزامير. ثم انضم هيباتيوس إلى أحد المتوحدين اسمه جوناس Jonas حيث أرشده إلى حياة النسك، ولما علم أبوه بمكانه ذهب إليه وتصالحا.

رحل هيباتيوس وجوناس إلى القسطنطينية، ويبدو أن جوناس استقر هناك بينما توجه هيباتيوس إلى آسيا الصغرى حيث أعاد تعمير دير روفينوس القديم. وكرئيسٍ لديرٍ كبيرٍ ولعددٍ عظيمٍ من الرهبان وقف هيباتيوس كبطلٍ قوي للأرثوذكسية، فقبل أن تحرم الكنيسة تعاليم نسطور أمر القديس بإزالة اسم الهرطوقي من كل الكتب الرسمية في كنيسته، غير مبالٍ بمعارضة يولاليوس Eulalius أسقف خلقيدونية، كما استضاف القديس ألكسندر أكيميتس Alexander Akimetes مع رهبانه حين هربوا من القسطنطينية.

يقال أن القديس هيباتيوس تنيّح سنة 446م عن عمر يناهز الثمانين.

Butler, June 17.

هيبّارخوس وفيلوثاؤس الشهيدان

كانا من أشراف مدينة ساموساطا Samosata واستشهدا في سنة 297م، حين رفضا الاشتراك مع الإمبراطور غالريوس في تقديم ذبائح الشكر للآلهة بعد انتصاره على الفرس.

وقد وردت سيرتهما في حرف "ف" تحت: "هيبّارخوس وفيلوثاؤس الشهيدان".

The Penguin Dictionary of Saints, page 168.

هيبّوليتُس الأسقف الشهيد

كان أسقف بورتو Porto، وبسبب اعترافه بالإيمان قُتِل بإغراقه في الماء ودفن في نفس مكان استشهاده.

Butler, August 22.

هيبوليتس الروماني القديس

يوجد خلاف كبير بين الدارسين بخصوص شخصية هيبوليتس والكتابات المنسوبة إليه.

توجد روايتان عن سيرة هذا الشهيد، الأولى الواردة في التاريخ الروماني أنه كان ضابطًا ومسئولاً عن القديس لورنس Laurence أثناء حبسه. تأثر هيبّوليتَس بالقديس فآمن وتعمد وبعد استشهاده ساعد في تكفينه ودفنه. وبسبب ذلك أُحضِر أمام الإمبراطور الذي وبّخه على إهانة الزيّ الرسمي وأمر بجلده، وكان معه تسعة عشر مسيحيًا ضُرِبوا حتى الموت. ثم حُكِم على القديس بتمزيقه بواسطة الخيل، فأحضروا حصانين من أشرس الخيل وأعنفها وربطوهما بحبل طويل ربطوه في رجليّ القديس. انطلق الحصانان يجُرَّان القديس فوق الأرض والحجارة، حتى تغطّت الطرق والأشجار والصخور بدمائه، وكان المؤمنون يسيرون وراءه يمسحون هذه الدماء بمناديلهم ويجمعون أشلاءه ولحمه المتناثر، حتى أسلم الروح كان ذلك سنة 235م.

القصة الثانية وهي الأقرب إلى الحقيقة تقول عنه أنه كان كاهنًا رومانيًا عاش في أوائل القرن الثالث (حوالي 170 - 237م)، وكان رجل علم ومن أهم كُتاب اللاهوت في الكنيسة الرومانية الأولى، ومن المحتمل أن يكون تلميذًا للقديس إيرينيؤس، إذ كان مدينًا له في اللاهوتيات كما يظهر بوضوح في تعليمه عن الخلاص.

صدامه مع الأسقفين زفرينوس وكالستوس

وجد نفسه في خلاف مع الأسقفين زفرينوس وكالستوس (يوسابيوس 20: 6).

عارض هيبّوليتَس زفيرينوس Zephyrinus أسقف روما لأنه، من وجهة نظره، كان بطيئًا في كشف الهرطقات ودحضها. اتهمه هيبوليتس بالهرطقة ومخالفة التقليد الكنسي لتهاونه مع الهراطقة.

واصطدم القديس هيبوليتس مع كالستوس بخصوص شخص المسيح، وطبيعة الكنيسة والغفران. فمن جهة شخص المسيح يميز بين ثلاثة مراحل في الكلمة الإلهي: هو العقل الذاتي في ذهن اللَّه، والكلمة المنطوق به لإتمام الخلقة، والكلمة المتجسد يسوع المسيح. قال بأن الكلمة (المسيح) متميز عن الآب بطريقة بها اتهمه كالستوس بأنه يعتقد بوجود إلهيين.

أراد هيبوليتس كنيسة طاهرة فكان ثائرًا ضد المغفرة لمن يخطئ خطأ خطيرًا بعد نوال المعمودية.

استقل هيبوليتس وأنشأ كنيسة مستقلة تولي رعايتها، انضم إليها كثيرون منهم شرفاء، فصار هيبوليتس أول أسقف روماني منشق.

تمثال رخامي لهيبوليتس

في عام 1551م وجد في حفريات Via Tiburtine في مقبرة هيبوليتس تمثال رخامي استقر في متحف اللاتران. وهو لشخصٍ يرتدي ثوب الفلاسفة، يجلس على كرسي متكئ على مائدة، ومنقوش عليه حساب فصحي من أول سنوات الإمبراطور الكسندروس (222م)، ومن الجانب الآخر لائحة بمصنفاته تتفق إلي حد ما مع ما ورد في يوسابيوس (22: 6) و "مشاهير الرجال 61" للقديس جيروم.

يرى البعض أن هذا التمثال يرجع إلى القرن الثاني لسيدة قام أتباع هيبوليتس بوضع رأس جديدة له، وقاموا بعمل نقوش في أثناء حياة هيبوليتس ليصير تمثالاً له. يرى البعض أن هذا التجديد للتمثال تمّ في عصر متأخر.

ثقافته وكتاباته

لعلّه كان يوناني الأصل، إذ كان متفوقًا في اللغة اليونانية، ويحمل فكرًا يونانيًا، وهو آخر روماني كاتب ماهر يستخدم اللغة اليونانية، صار لاهوتيًا قائدًا في كنيسة روما.

يرى البعض أن القديس هيبوليتس يقابل القديس إيريناؤس في اللاهوت، والعلامة أوريجينوس كدارسٍ، وترتليان في نظراته، لكنه أقلّهم جميعًا من جهة الأصالة وتقديم ما هو جديد.

عرفه العلامة أوريجينوس وأصغى إليه في سنة 212م بروما حيث كان يعظ في "مديح السيد المخلص".

صاغ الكثير من مصنفاته في أصلها اليوناني، أولاً لأن روما تجاهلت اليونانية تدريجيًا، فلم يبقَ فيها من يعتني بالنصوص اليونانية. هذا بجانب ما حوته مصنفاته من آراء غير أرثوذكسية في اللاهوت ليهتم أحد بحفظها ودراستها. وأيضًا لأنه كان أحد طرفي الانشقاق في روما، لذا تعرّضت كتاباته الأصلية للضياع، وغالبًا لم تُحفظ إلا من خلال الترجمات.

1. أهم عمل يُنسب للقديس هيبوليتس هو "تفنيد كل الهرطقات Refutation of All Heresies هذه التي وُجدت أصولها في المدارس الفلسفية اليونانية. على أي الأحوال لم يقبل بعض الدارسين نسبة هذا العمل له. وقد جاء في قسمين رئيسين وعشرة فصول.

2. أيضًا من أهم كتاباته "التقليد الكنسي Apostolic Tradition". ضاع الأصل اليوناني ولم يبقَ سوي بعض مقتطفات في مؤلفات يونانية متأخرة ولا سيما في الكتاب الثامن من وصايا الرسل. وهو صادر عن نظامٍ كنسيٍ في وقت متأخر خاص بالليتورجيات، وهو يقدم لنا معلومات هامة عن السيامات والخدام في الكنيسة ونظام الموعوظين والعماد والإفخارستيا ووجبة الأغابي والممارسات الكنسية الأخرى.

3. الرد علي المنظوم Syntagma، فيه يفند 32 بدعة.

4. تفاسير رمزية لكثير من أسفار الكتاب المقدس، مثل تفسير دانيال الذي حُفظ بالكامل بالسلافيه Slavonic، وهو أول تفسير أرثوذكسي له محفوظ.

5. القانون الموراتوري Muratorian Conon، يعتبر أقدم لائحة بأسفار العهد الجديد. وجده لويس أنطونيوس موراتوري مدير مكتبة دوق مودينه سنة 1740م في مخطوط بمكتبة القديس أمبروسيوس في ميلان، يعود في الأرجح إلي القرن الثامن. يعتبر البعض الترجمة لاتينية ركيكة ربما من مخلفات هيبوليتس الروماني.

6. جدول خاص بمواعيد عيد الفصح وعظات ورسائل عن الفصح، وفي مديح السيد المخلص، وفي هرطقة نويتوس Npetis. من بين كتاباته الأخرى مقال "عن المسيح وضد المسيح"، "بركات اسحق ويعقوب"، و "بركات موسى".

استشهاده

في عام 253م إذ حل الاضطهاد علي الكنيسة في روما في عصر الإمبراطور مكسيمينيوس ثراكس Maximinus Thrax نُفِي كل من الأسقفين بونطانوس Pontianus وهيبوليتس إلى جزيرة سردينيا Sardinia. وقد مات مستشهدًا في "جزيرة الموت “Islula nociva نتيجة معاناته في الجزيرة. قبل نياحتهما تصالحًا، وأعاد الأسقف فابيان Fabian جسديهما إلى روما ليُدفنا في يومٍ واحدٍ في 13 أغسطس. دُفن هيبوليتس في المدافن بـ Via Tiburtina، ودُفن بونتنيانوس في مدافن القديس كالستوس. وقام فيما بعد داماسوس الأول بتكريم هيبوليتس وصنع نقشًا عرَّفه فيه انه" شهيد ".

يعيّد له الغرب في 13 أغسطس، والكنيسة البيزنطية في 30 يناير.

E. Ferguson: Encyclopedia of Early Church, 2nd edition.

Butler, August 13.

هيبّوليتَس الشهيد1

هناك روايتان عن سيرة هذا الشهيد: الأولى الواردة في التاريخ الروماني أنه كان ضابطاً ومسئولاً عن القديس لورنس Laurence أثناء حبسه. تأثر هيبّوليتَس بالقديس فآمن وتعمد وبعد استشهاده ساعد في تكفينه ودفنه، وبسبب ذلك أُحضِر أمام الإمبراطور الذي وبخه على إهانة الزي الرسمي وأمر بجلده، وكان معه تسعة عشر مسيحي آخرين ضُرِبوا حتى الموت. ثم حُكِم على القديس بتمزيقه بواسطة الخيل، فأحضروا حصانين من أشرسها وأعنفها وربطوهما بحبل طويل ربطوه في رجليّ القديس. انطلق الحصانان يجُرَّان القديس فوق الأرض والحجارة، حتى تغطت الطرق والأشجار والصخور بدمائه، وكان المؤمنون يسيرون وراءه يمسحون هذه الدماء بمناديلهم ويجمعون أشلاءه ولحمه المتناثر، حتى أسلم الروح كان ذلك سنة 235 م.

القصة الثانية وهي الأقرب إلى الحقيقة تقول عنه أنه كان كاهن روماني عاش في أوائل القرن الثالث، وكان رجل علم ومن أهم كتاب اللاهوت في الكنيسة الرومانية الأولى، ومن المحتمل أن يكون تلميذاً للقديس إيرونيؤس. عارض هيبّوليتَس البطريرك القديس زيفيرينوس Zephyrinus لأنه - من وجهة نظره - كان بطيئاً في كشف ودحض الهرطقات. وفي زمن البطريرك القديس بونتيان Pontian نُفي إلى جزيرة سردينيا أثناء اضطهاد الإمبراطور ماكسيمينوس Maximinus سنة 235. وقد مات مستشهداً في الجزيرة نتيجة معاناته في الجزيرة.

Butler, August 13.

هيبوليستوس الشهيد2

كان كاهنًا، استشهد حوالي سنة 303م في أتريبالدا Atripalda أو تريبالدا Tripalda، وهي قرية في جنوب إيطاليا شمال ساليرنو Salerno على نهر سابّاتو Sabbato بالقرب من أفيللينو Avellino. وتقول سيرته أنه أتى من إنطاكية حيث وجد معظم الناس يتبعون الإلهة ديانا Diana، ونتيجة لكرازته لهم تحول الكثير جدًا منهم إلى المسيحية.

إذ بنى كنيسة صغيرة بالقرب من معبد جوبيتر Jupiter لم يعد الشيطان الساكن في الوثن يستجيب أو يتكلم. فقُبِض على هيبوليستوس وأُحضِر أمام مجلس الشيوخ وأُمِر بالتبخير للأوثان، فرفض بكل إصرار وعزيمة.

أثناء مقاومته للوثنية حدث أن هُدِم المعبد والوثن بصاعقة رعدية، فقُبض على القديس مرة أخرى ورُجِم بالحجارة ثم ألقوه في نهر سابّاتو.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 188.

هيجيسيبّوس المؤرخ

نشأته

من رجال القرن الثاني، يشتهر بلقب "أبو التاريخ الكنسي"، مع أن كل أعماله ماعدا القليل جدًا منها قد تلاشى، ولا نعلم شيئًا عن ميلاده ونشأته إلا أننا من خلال كتاباته نعلم أنه كان يهودي المنشأ وعضوًا بكنيسة أورشليم. تمتع بالثقافة الهيلينية (اليونانية) علي الأرجح في فلسطين، ونال سرّ العماد حوالي عام 150م. هاله انتشار الغنوسية فرحل يطلب معرفة الإيمان المستقيم.

رحلاته

من عبارة كتبها هيجيسيبّوس نقلها إلينا عنه يوسابيوس نعرف أنه قام برحلة إلى روما قضى فيها حوالي عشرين عامًا، خلالها التقى بعددٍ كبير من الأساقفة، فوجد التعليم لدى الكل واحدًا. وفي الطريق قضى بضعة أيام في كورنثوس في عهد أسقفها بريموس ثم انتقل إلي روما في عهد أنيسيتوس Anicetus الحمصي الذي توفى حوالي عام 168م والذي خلفه سوتير وبقي فيها حتى أسقفية أليوثيروس Eleutherus (174 - 189م). ولما كان رائده التثبت من صحة التعليم نظر في تسلسل البركة الرسولية في كل كنيسة زارها ودوَّن هذا التسلسل منذ أيام الرسل المؤسسين حتى عهده، واطمأنت نفسه.

الذكريات Hypomnemata

عاد سنة 177م إلى الشرق وصنف كتابًا باليونانية (حوالي 110 - 180م) دعاه الذكريات Hypomnemata في خمسة كتب، حفظ لنا يوسابيوس القيصري مقتطفات منها ربما من الأصل العبري.

كرس معظم وقته لدحض بدعة الغنوسية، يروي لنا كيف انتعشت نفسه بالتعليم الحقيقي الذي كان يُكرز به في كورنثوس. وأن الكرازة كانت في كل مدينة بحسب ما أعلنه الناموس والأنبياء والرب.

اشتمل عمل هيجيسيبّوس هذا على أكثر من مجرد سِيَر البطاركة، إذ تكلم عن ملاحظات عامة والتقاليد التي حدثت له أو نَمت إلى علمه أثناء تجواله، ولهذا يشير القديس جيروم إلى عمله على أنه يحتوي أحداث الكنيسة من فلسطين إلى روما، ومنذ صلب المسيح حتى زمن الكاتب، ولكنها لم تكن في صورة كتابة تقليدية للتاريخ.

في كثرة أسفاره يبدو أنه زار مراكز المسيحية الرئيسية في الغرب والشرق، وأبدى ملاحظته أنه مع وجود اضطرابات في الكنائس التي زارها بسبب الهراطقة إلا أن كنيسة واحدة لم تسقط في الهرطقة، بل أن وحدة الإيمان كانت كما سلمها السيد المسيح للقديسين. ومما يؤسف له أن فصول قليلة هي التي بقيت من الخمس كتب التي كتبها عن تاريخ الكنيسة منذ آلام السيد المسيح حتى زمن القديس، إلا أن يوسابيوس وكثيرون غيره مدحوا عمله هذا جدًا واعتمدوا عليه كثيرًا.

تنيّح سنة 180م وكان شيخًا طاعنًا في السن، وذلك في الغالب في مدينة أورشليم.

من كلماته

مكثت مع الكورنثوسيين أيامًا كثيرة نلنا أثناءها انتعاشًا متبادلاً في التعاليم الحقيقية.

لقد دعوا الكنيسة عذراء لأنها لم تكن بعد قد تلوثت بالمباحثات الباطلة.

دكتور أسد رستم: آباء الكنيسة، القرون الثلاثة الأولي.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 875.

Eusebius: Church History 2: 23; 3: 11 - 12; 16: 19 - 20, 32: 4: 7 - 8, 11, 21 - 22.

هيجيمونيوس

مؤلف أو كاتب ربما من القرن الرابع كتب Acta Archela عالج فيه الهراطقة أتباع ماني وأتباع فوتنيوس Photinians وأتباع أبوليناريوس وأتباع دوناست، ربما كتبه في روما.

هيجينوس البطريرك القديس

كان يونانيًا بالمولد، وجلس على كرسي روما من سنة 138 إلى 142م. ويقول القديس إيرينيموس أن في زمنه ظهر اثنان من الهراطقة الغنوسيين في روما وهما فالنتينوس Valentinus وكيردو Cerdo وسببا اضطرابًا في الكنيسة.

Butler, January 11.

هيراقلاس أو ياروكلاس البابا الثالث عشر

نشأته

ولد في مدينة الإسكندرية من أبوين وثنيين صارا فيما بعد مسيحيين وأدخلا ابنهما ياروكلاس المدرسة اللاهوتية ليدرس العلوم بها، فتتلمذ هو وأخوه للعلامة أوريجينوس، مع أنه كان يكبر عنه في السن.

درس الأفلاطونية الحديثة قبل معلمه أوريجينوس، على يدي أمونيوس السقاس. فقد جاء في إحدى شذرات رسالة لأوريجينوس: "وقابلت الأخير (هيراقلاس) في بيت مدرس العلوم الفلسفية، إذ كان قد درس لمدة خمسة أعوام قبل أن أبدأ أنا في حضور هذه المحاضرات. في ذلك الوقت كان هيراقلاس قد زهد الملابس العادية التي كان يلبسها قبلاً، وارتدى زي الفلاسفة، والذي مازال يلبسه حتى اليوم. مستمرًا في دراسة كتب اليونانيين قدر الاستطاعة".

أُعجب به أوريجينوس لشدة شغفه وتحصيله للعلم إلى درجة كبيرة. ونظرًا لأن أوريجينوس كان ذائع الصيت ودائرة اهتمامه بالمدرسة اللاهوتية في زيادة مطردة واتسعت خدمته إلى أبعد مدى يمكن الوصول إليه وجد أن خير من يعاونه على نشر الإيمان الأقدس هو ياروكلاس.

وصفه المؤرخ يوسابيوس هكذا: "وكرس حياته لدراسة الكتاب المقدس، هو أحد الرجال المتعلمين العظماء لا يجهل الفلسفة".

القبض عليه

لم يكد أوريجينوس ينجح في عمله حتى قبض أكويلا والي مصر بأمر كاراكلا قيصر على خمسة من تلاميذ أوريجينوس، وبعد أن عُذِّبوا عذابًا شديدًا حكم عليهم بالموت السريع لأنهم أبوا أن ينكروا إيمانهم. وكان بين الخمسة اثنان باسم ساويرس أحدهما أحرق والآخر قطعت رأسه بعد أن عذب طويلاً، وهيراكليدس وهارون قطعت رأسيهما أيضًا. أما الخامس فكان ياروكلاس الذي لم يتركه أوريجينوس عند القبض عليه بل رافقه إلى موضع الإعدام. ولما شاهد الجنود يقتربون من ياروكلاس تقدم إليه بشجاعة وقبَّله قبلة الوداع على مشهد من الجميع، فاغتاظ منه الرعاع وهمّوا برجمه ولكنه أسرع بالهرب، ويبدو أن مطاردتهم له مكنت ياروكلاس من الفرار بطريقةٍ ما.

عميد مدرسة الإسكندرية

نظرًا لرحيل أوريجينوس إلى قيصرية فلسطين وتركه للمدرسة اللاهوتية أقام البابا ديمتريوس ياروكلاس رئيسًا بدلاً منه.

اكتشف القديس ديمتريوس البابا السكندري إمكانيات هيراقلاس الروحية في الكرازة وقدرته على تعليم الموعوظين وإرشاد المؤمنين فسامه قسًا فقمصًا، وسمح له أن يعظ في الكاتدرائية بالإسكندرية حتى يتمتع به الشعب الذي لم يتمكن من سماعه من خلال المدرسة اللاهوتية. وكان هذا الاختيار من البابا قد صادف أهله حيث أن ياروكلاس كان يمتلك من المواهب والإمكانيات الإنسانية ما مكّنه من التأثير المباشر العميق في نفوس الشعب لعذوبة وحلاوة حديثة وقوة منطقه وسلاسة عباراته حتى أن اللَّه أراد أن يفرحه بهذه المواهب والإمكانيات فجعله يكتسب عددًا ليس بقليل من الوثنيين وأدخلهم إلى المسيحية بقوة وعمق، كما أظهر حبًا فائقًا في خدمته للمؤمنين.

بابا الإسكندرية

فى عام 224م اُختير خليفة للقديس ديمتريوس بابا الإسكندرية. وعمل البابا ياروكلاس على رد الكثيرين وإعداد الداخلين في المسيحية، وقد كرس تعبه وجهوده على التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين فرعى رعية المسيح أحسن رعاية وأفضل تدبير.

مواجهة الاضطهاد

لفترة باباويته أهميتها الخاصة، فقد احتمل الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور مكسيموس.

اكتشف هذا الإمبراطور مؤامرة محكمة تستهدف قتله، فأوهمه المقربون إليه من رجال القصر بأن المسيحيين هم المحرّضون للتآمر عليه وقتله، فصدق هذه الوشاية ولم يهدأ باله إلا بإثارة اضطهاد مروع ضد المسيحيين، ولم ينج الكهنة من هذا الاضطهاد بل كان لهم النصيب الأوفر منه.

خاف الشعب على باباه الحبيب وألحوا عليه أن يهرب من هذا الاضطهاد ويختبئ، فلم يوافق البابا في بادئ الأمر، ولكنه بعد إلحاحٍ شديدٍ وافقهم على رغبتهم وترك الإسكندرية.

بعدما هدأت القلاقل ونامت الفتن وتقوَّت المسيحية وكثر عدد المنضمين إليها قام البابا ياروكلاس برحلة رعوية، يفتقد المدن والقرى في أنحاء البلاد يسند المؤمنين. وكان لهذا الأمر تأثيره العجيب على المسيحيين، هؤلاء الذين احتملوا الاضطهادات المريرة. ونظرًا لزيادة المسيحيين ودخول الكثير من الجاحدين إلى الإيمان رغم كل ما كابده المسيحيون من أهوال وويلات ومن تهكّم وسخرية الفلاسفة الوثنيين ومن مرارة وظلم وبطش الحكام، شعر البابا بضرورة سيامة أساقفة لرعاية هذا الشعب المتزايد فقام بسيامة عشرين أسقفًا في أماكن متنوعة من البلاد.

من أعمال هذا البابا الجليل أيضًا ليس اجتذاب الكثير من الوثنيين فحسب، بل اجتذب الجاحدين وعلمهم طريق الخلاص بالتوبة وقبلهم دون إعادة المعمودية مرة أخرى، بالاعتراف والتوبة الصادقة الحارة المعلنة جهارًا يطلبون فيها العفو، متوسلين توسلاً عظيمًا لرجوعهم إلى حضن أمهم الكنيسة المجيدة. فكان البابا ياروكلاس بهذا الأمر أبًا عطوفًا رحيمًا بأولاده الذين ضعفوا وسقطوا.

لقب بابا

أراد الشعب مع الكهنة في مصر، الذين أحبوه جدًا أن يميّزوه عن بقية الأساقفة فدعوه بالقبطية "بابا" التي تعني "أب". هكذا يُعتبر أول مسئول كنسي في العالم المسيحي يحمل هذا اللقب قبل أن يُستخدم في روما. وترى إيريس حبيب المصري أن هذا اللقب استخدم من قبل منذ أيام القديس إينيانوس الذي رسمه القديس مرقس الرسول، وذلك كما ذكر المؤرخ المقريزي.

جاء في كتاب الانشقاق: أما أساقفة عواصم الولايات والأقاليم، أعنى الأولين في المطارنة كانوا يسمون "أساقفة أولين". غير أنه كان لبعضهم أسماء خاصة أيضًا منذ القديم فكان أسقف إنطاكية يسمى "بطريركا"، وأسقف إسكندرية "بابا" وأسقف روما "أسقفًا، أو" أسقف المدينة "أو" حبرًا ". وأحيانا يسمى" بابا "أما كلمة" بابا "فمن الواضح أنها ليست كلمة لاتينية ولا غربية بل هي شرقية محضة. وأول من سميَ بها أسقف الإسكندرية من أبناء إيبارشيته في القطر المصري وفى الإسكندرية عينها.

ويلاحظ أن لقب بابا قد امتد من الإسكندرية إلى قرطاجنة قبل روما بدليل أن كرنيليوس أسقف روما كتب في بعض رسائله التي بعث بها إلى كبريانوس أسقف قرطاجنة: "والسلام من كرنيليوس إلى البابا كبريانوس". ومن ثم امتد هذا اللقب إلى روما في القرن الخامس. وفى القرن الحادي عشر عقد غريغوريوس السابع أسقف روما مجمعًا مكانيًا حرم فيه كل أسقف يطلق على نفسه أو غيره لقب بابا، حاصرًا هذا اللقب على أسقف روما وحده.

البابا هيراقلاس وأوريجينوس

من أعمال البابا ياروكلاس عند رجوعه إلى مقر كرسيه بالإسكندرية، أنه أرسل إلى المعلم العظيم أوريجينوس خطابًا، يرفع عنه الحرم الذي وقّعه عليه البابا ديمتريوس، ويرجو منه أن يعود للإسكندرية ليعاود فيه نشاطه وخدمته الروحية والفكرية، إلا أن أوريجينوس اعتذر مشيرًا إلى أن مدرسة الإسكندرية قد ذاع صيتها، واستقرت أوضاعها، وكثر عدد أساتذتها العظماء، بينما المدرسة اللاهوتية التي افتتحها في قيصرية فلسطين لا تزال في بداية مهدها، وتحتاج لمزيد من الرعاية، ولهذا يفضل الانتظار والبقاء حيث هو على أن يرجع إلى الإسكندرية. فاقتنع البابا ياروكلاس بهذا المنطق وعيّن لرئاسة المدرسة أحد شمامسته المجتهدين يدعى ديونيسيوس، كما وكّل إليه أمر القضاء فيما يعرض للمسيحيين من مشاكل.

مع يوليوس أفريقيانوس

استطاع القديس هيراقلاس بسيرته الفاضلة لا أن يجتذب بعض الوثنيين في مصر وحدها إلى الإيمان المسيحي وإنما أيضًا اجتذب من الأجانب. فقد زاره المؤرخ الرحالة الليبي المشهور يوليوس أفريقيانوس، الذي كتب تاريخ العالم منذ الخليقة حتى عام 221 م، وآمن على يديه بالمسيحية.

بعد أن اطمأن قلب البابا على شعبه ورعيته، وبعد التعب والجهاد العظيم الذي بذله من أجل محبته للسيد المسيح، انتقل البابا ياروكلاس إلى مساكن الأبرار بعد أن جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعي، مدة ستة عشر سنة وشهرًا واحدًا وكانت نياحته في 8 كيهك سنة 247م.

القمص تادرس يعقوب ملطي: آباء مدرسة الإسكندرية الأولون.

هيراقليدس الشهيد

احد تلاميذ مدرسة أوريجينوس، واستشهد في الإسكندرية سنة 250م.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 902.

هيراقليون

معلم غنوصي، كان قائدًا يمثل مدرسة فالينتنيان Valentinian الغنوصية الإيطالية، مركزها في روما في الربع الثالث من القرن الثاني.

حُفظت فقرات من تفاسيره على الأناجيل في كتابات القديس إكليمنضس السكندري، وبالأكثر في تفسير العلامة أوريجينوس لإنجيل يوحنا، خاصة في الكتاب 13. وقد استخدم التفسير الرمزي لأحداث خدمة السيد المسيح.

Hippolytus Haer. 6: 35: 5 - 7.

هيراكس المُعلم

كان من مُعَلِّمي قواعد اللغة والنحو في مدينة الإسكندرية ومن المقرّبين للقديس كيرلس الكبير عمود الدين. اعتدى عليه اليهود في مسرح المدينة أثناء الاضطرابات التي انتهت بطردهم بعد ذلك من المدينة سنتي 414 - 415م.

ذلك أن أورستس Orestes حاكم المدينة كان موجودًا في المسرح لمتابعة وتسيير أمور المواطنين الذين كان الكثير منهم حاضرين للاستماع إليه. كان هيراكس أحد هؤلاء، وإذ كان معروفًا بارتباطه بالقديس كيرلس أمسك به اليهود وادّعوا عليه أنه إنما أتى إلى المكان ليثير المشاكل. أورستس، الذي كان يشعر بالغيرة من تزايد قوة البابا السكندري، وجدها فرصة مواتية، فأمر بالقبض على هيراكس وضربه، مما دعى القديس كيرلس إلى انتقاد رؤساء اليهود بسبب سلوك شعبهم. أدى هذا التصرف إلى إثارة اليهود وعملوا على الانتقام من المسيحيين، مما أدى في النهاية إلى طردهم من المدينة.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 25.

هيراكس الهرطوقي

توحده

مُعَلِّم مصري، ومنه اشتق اسم الهراطقة Hieracitae. عاش في أوائل القرن الرابع الميلادي، وكان معاصرًا للأسقف المصري ميليتيوس Meletius والبابا بطرس السكندري وذلك أثناء اضطهاد دقلديانوس Diocletian. ويقول عنه إبيفانيوس الذي كتب سيرته، أنه عاش متوحدًا في ليونتوبوليس Leontopolis بمصر ممتنعًا عن الأكل الحيواني والخمر، وأنه بسبب نسكه الشديد وصفاته الشخصية كانت كتاباته تلاقي قبولاً وبالذات بين المتوحدين المصريين الآخرين.

ثقافته وكتاباته

كان هيراكس ذا ثقافة عالية وبالذات في اليونانية والآداب المصرية والعلوم، فكتب كتبًا كثيرة باللغتين، ويتكلم أيضًا عنه إبيفانيوس كخبير في الطب وصاحب معرفة في علميّ الفلك والسحر. وقد عاش حتى سن التسعين واحتفظ بقوة بصره حتى وفاته.

بالإضافة لكتابة العديد من الترانيم فقد كتب أيضًا شروحات للأسفار المقدسة.

تطرفه

كتب في أحدها رفضه للفردوس المادي material Paradise. وقد ربط موسهيم Mosheim بين هذه الوثيقة وبين فكره في رفض الزواج، متصورًا أنه قد انقاد إلى ذلك في محاولة للرد على اعتراض القائلين بأن الزواج إنما هو وضع قد أقامه وأسسه اللَّه في الفردوس.

في كتاباته يتكلم هيراكس عن الفردوس المذكور في سفر التكوين كعَالَمٍ روحيٍ سامٍ، سقطت منه الروح لتنغمس في الأمور الأرضية، وبالتالي فإن القيامة في المستقبل سوف تكون للروح فقط وليس للجسم المادي، إذ اعتبر الموت وسيلة لتحرر الروح من رباطات الجسد وبالتالي فمن الصعب الاعتقاد بأنها ستعود للسجن المادي مرة أخرى بالقيامة.

أما أهم تعاليم هيراكس فكانت أنه حرَّم الزواج تحريمًا قاطعًا، موضحًا أنه مع كونه مسموحًا به في القديم، إلا أنه بمجيء السيد المسيح لا يستطيع الإنسان المتزوج أن يرث ملكوت السموات. وأن التعليم الجديد الذي أتى به السيد المسيح مختلفًا عما في العهد القديم وهو ضرورة حياة العفة والقداسة التي بدونها لن يعاين أحد اللَّه. في كلامه عن أمثال السيد المسيح، قال هيراكس أن السيد تكلم عن عشرة: بعضهن جاهلات وبعضهن حكيمات، إلا أن كلهن كن عذارى.

كانوا يعترضون على كلامه بقولهم أن "الزواج مكرّم"، فكان يرد بأن نفس الرسول ردَّ بعد ذلك بقليل في (1كو7) متمنيًا أن يكون الجميع مثله وأن يقبلوا الزواج فقط خوفًا من الفتنة، أي باعتباره أقل الحالتين شرًا. بالإضافة إلى هذا فقد أنكر الخلاص على الأطفال الذين ماتوا قبل أن يصلوا إلى سن الإدراك، معتبرًا عدم أحقيتهم فيه على اعتبار أنهم لا يمكن أن يكلّلوا إن لم يجاهدوا قانونيًا.

وقد تكلم نياندر Neander عن هيراكس معتبرًا أنه في الواقع ليس من الهراطقة، إذ كان يتمشى مع ما كان يُعتَبَر في زمانه رأيًا مستقيمًا، وأن الذين اعتبروه من الهراطقة من حكموا على آرائه في أحقاب تالية. إلا أنه يبدو أنه حتى أثناء حياته كان محرومًا من شركة الكنيسة، فإن كتاباته عن الزواج كانت كفيلة بعزله وانفصاله.

ولهيراكس أيضًا كتابات وآراء خاطئة في موضوعات أخرى مثل طبيعة السيد المسيح ولاهوته، ولاهوت الروح القدس معتبرًا أنه غير مساوٍ للآب في الجوهر.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 24.

هيرايسي الراهبة الشهيدة

✥ بتوليتها:

نشأت في مدينة طامية بالفيوم عند حدود الصحراء الليبية، وكانت ابنة لكاهن ولأمٍ محبة للسيد المسيح، فامتلأ قلبها منذ صباها رغبة في التبتل، ومنحها اللَّه تحقيق رغبتها وهي بعد في سن الثانية عشر من عمرها.

✥ استشهادها:

خرجت ذات يوم مع أخواتها الراهبات ليستقين ماء، وشاهدن في طريقهن موكبًا من الكهنة والرهبان قبض عليهم جنود الوالي، وكانوا سائرين بهم إلى قاعة المحاكمة. وكان اضطهاد دقلديانوس قد بلغ منتهى العنف، إذ كان الشهداء يتساقطون بالمئات يوميًا. وأمام مشهد الكهنة والرهبان المقيّدين بالسلاسل يحيط بهم الجنود امتلأ قلب هيرايسي غيرة على ما سيقاسيه هؤلاء الأبطال من عذابات وعلى المجد الذي سينالونه. فألقت بجرّتها على الأرض وجرت وراءهم وهي تهتف: "وأنا أيضًا مسيحية. اقبضوا عليَّ مع هؤلاء".

للفور أمسكوا بها وساروا بها خلفهم، وإمعانًا في السخرية برجال اللَّه سار بهم الجنود من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية، بينما تسلَّت الجماهير عليهم بالشتائم وبقذفهم بالحجارة أو غيرها. وفي النهاية أخذوهم إلى الإسكندرية وهناك استجوب الوالي هيرايسي وحاول دفعها إلى التبخير للأصنام.

وأخيرًا قطعوا رأسها ثم ألقوا بجسدها في النار.

السنكسار الأمين، 27 أمشير.

هيرموجينيس وميناس ويوجرافوس الشهداء

كان هيرموجينيس القاضي المسئول عن محاكمة هيرموجينيس ومساعده يوجرافوس في الإسكندرية، وآمن حين رأى شفاء ميناس بمعجزة بعد تعذيبه.

وردت سيرتهم في حرف "م" تحت: "ميناس، هيرموجينيس ويوجرافوس الشهداء".

هيرو الأسقف

أسقف تنيسيس Thennesus في مصر، والتي تقع إلى الشمال من تانيس Tanis. كان حاضرًا مجمع خلقيدونية سنة 451م، حيث دافع عن القديس ديسقورس وكان من المعترضين على الحكم عليه ونفيه.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 5.

هيرو الشهيد

طلبه للجندية الوثنية

أسند الإمبراطور دقلديانوس حكم إقليم كبادوكية بآسيا الصغرى إلى حاكمين قويين ليشكما المسيحيين، هما ليسياس واجريكولا. وكانت هناك تعبئة للجيش. وحاول بعض عملاء ليسياس أن يزجّوا بشابٍ مسيحيٍ اسمه هيرو في صفوف المجندين. وكان هذا الشاب يمقت فكرة العمل في الجندية الوثنية لما فيها من أمور تتنافى مع ضمير المسيحي. حاول أن يختبئ غير أن أخاه جاءه برسالة من الوالي ليسلم نفسه.

محاكمة هيرو

ودّع أمه الضريرة وسار إلى مدينة ميليتين حيث كان الوالي، وهناك وجد نفسه رهين السجن مع واحد وثلاثين مسيحيًا، قد قطعوا على أنفسهم عهدًا ألا يتقدم أحد منهم إلى تقديم القربان للأوثان إذا دُعي إلى ذلك.

عند محاكمة هيرو اعترف بأنه هو الذي قاوم فرقة التعبئة. ورأى الوالي أن يجعل منه عبرة لغيره، فأمر بأن تُقطع يداه عند المعصم، وأن يُضرب الآخرون بالسياط، وألقى الجميع في السجن. وتقدم مسيحي ثري يساوم الوالي على رأس هيرو، أما يداه المقطوعتان فقد أوصى هيرو بأن تسلَّم يده التي قطعت أولاً لأمه الضريرة.

الاستشهاد في المسيحية، صفحة 177.

هيزيكيوس ورفقاؤه الأساقفة الشهداء

أثناء الاضطهاد الروماني للكنيسة اتفق ثلاثة من الأساقفة هم هيزيكيوس وباخوم وثيؤدورس مع الأنبا فيلياس أسقف اتمي (وهي الآن تمي الأمديد) شريكهم في الخدمة الرسولية وكتبوا رسالة إلى ميليتيوس الليكوبولي، حين أحدث الشغب أيام الأنبا بطرس خاتم الشهداء، يرجون منه أن يحافظ على وحدة الكنيسة. وقد نال هؤلاء الأساقفة الأربعة إكليل الشهادة حين اندلعت نار الاضطهاد، وكذلك استشهد الأنبا أنطونيوس أسقف بنا والأنبا أمونيوس أسقف إسنا والأنبا هيلينيوكوس أسقف أوسيم (وقد وردت سيرة الأخيرين في السنكسار الإثيوبي).

قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الأول صفحة 164.

هيسيخوس

حدثنا القديس جيروم عن الترجمة السبعينية المستخدمة في مصر كعمل هيسيخوس (حوالي عام 300م). تمت مراجعة هامة لنصوص الكتاب المقدس في مصر حوالي بداية القرن الرابع. لكن جيروم قدم تعليقات رديئة عما وضعه هيسيخوس مما أثار التساؤل هل يوجد شخص واحد أم شخصان يحملان نفس الاسم.

يوجد شك في أنه هو الأسقف الذي استشهد في عصر دقلديانوس (يوسابيوس 13: 8: 7) أو أحد الأربعة أساقفة المصريين الذين كتبوا رسالة يوبّخون فيها ميليتوس Melitius.

أما هيسخيوس الواضع القاموس، والذي عاش في وقت متأخر، فيحتمل أن يكون وثنيًّا.

E. Ferguson: Encyclopedia of Early Church.

هيسيخوس الأسقف الشهيد

أسقف على أحد كراسي مصر، ويُذكَر باعتباره مشترِكًا في كتابة رسالة مع فيلياس Phileas وثيؤدوروس Theodorus وباخوميوس Pachumius إلى أسقف ليكوبوليس Lycopolis في مصر، وذلك حوالي سنة 296م.

كانت هذه الرسالة عبارة عن وثيقة مُرسَلة إلى ميليتيوس Meletius بخصوص تَعَدّيه برسامة البعض على كراسي خارج إيبارشيته، وقد كتبوها من السجن وذلك في زمن البابا بطرس خاتم الشهداء، وقد نالوا بعد ذلك إكليل الشهادة على يد غالريوس Galerius.

اشتهر هيسيخوس بسبب مراجعته للعهد الجديد أو على الأقل الأناجيل الأربعة، وهي التي انتشرت في أنحاء مصر. وقد أشار إليها جيروم، ذاكرًا أنها قد انتشرت في مصر كما انتشرت نسخة زميله لوسيان الإنطاكي Lucian of Antioch في آسيا الصغرى وبقية أنحاء المشرق.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 7.

هيسيخوس أو حزقيوس الأورشليمي الأب

راهب وكاهن ولاهوتي

لا يُعرف إلا القليل عن حياته. وُلد في أورشليم، في النصف الأخير من القرن الرابع. وتتلمذ علي يدي القديس غريغوريوس النزينزي. كان راهبًا، وربما كان كاهنًا في كنيسة أورشليم. تطلع إليه معاصروه كلاهوتي عظيم.

أحب حياة الوحدة فترهب في البرية، جمع الفضائل من قديسي البرية كما تجمع النحلة العسل من رحيق الزهور.

سامه بطريرك أورشليم قسًا رغمًا عنه. في عام 412م، نال شهرة فائقة ككاهن وكارز كنيسة أورشليم كما يقول ثيوفان المعترف. امتدحه كيرلس كمعلم الكنيسة ولاهوتي وصاحب شهرة فائقة، وقال أنه رافق جوفنال بطريرك أورشليم في تكريس كنيسة دير اوثايموس عام 428 أو 429م، وتتيّح في منتصف القرن الخامس الميلادي.

كتاباته

كان مولعًا بالتأمل في الكتاب المقدس، فنال معرفة واسعة في الإلهيات. اشتهر بتفسيره للكتاب المقدس، قيل أنه كتب تفاسير على كل الكتاب المقدس، أسفار العهدين القديم والجديد. أعماله الموجودة حاليًا عبارة عن تفاسير لأسفار اللاويين وأيوب والمزامير ودراسات على إشعياء والأنبياء الصغار.

اتبع منهج العلامة أوريجينوس في استخدام التفسير الرمزي لكل عبارة في الكتاب المقدس ورفض التفسير الحرفي. كان يعادي الفلسفة لأن الهراطقة استخدموها لإفساد تعاليم الكنيسة.

وضع عظات كثيرة، وسجل التاريخ الكنسي (حوالي عام 428م)، وقد فُقدت هذه كلها، فيها هاجم نسطور. ووضع مجموعة من الأسئلة العويصة وحلولها.

دافع حزقيوس عن الإيمان ضد الآريوسيين والأبولوناريين وتعليم الإنطاكيين الخاصة بانفصال الطبيعيتين. في حواراته الخاصة بطبيعة السيد المسيح (خريستولوجي) اعتمد على القديس كيرلس السكندري، فتبني الفكر اللاهوتي السكندري خاصة في طبيعة المسيح لكنه لم يستخدم التعبيرات اللاهوتية الخاصة بالإسكندرية.

مثله مثل الإسكندرية لم يقبل الطبيعة الواحدة بالفكر الأوطاخي، لكنه تحدث عنها كاتحاد بين الطبيعيتين. في مجمع القسطنطينية الثاني عام 553م قُرأ فصل من كتابه "تاريخ الكنيسة" الخاص بثيئودور المبسويستي. وهو يكشف عن عداوته الشديدة للنسطورية ومقاومته لثيؤدور.

من كلماته

كما يستحيل علي الإنسان أن يطارد عصفورًا طليقًا في الهواء لأن ذلك ليس في طبيعة الإنسان، هكذا لا يمكننا بمجهودنا البشري أن نهزم أفكارنا الجسدية وطياشتها في الشر، أو نلزم عين العقل علي الثبوت في اللَّه...

يلزمنا أن نستخدم الصلاة ونطلب العون بلا انقطاع.

فإذا حاولت بمجهودك وحدك أن تهزم أفكارك فأنت لا تزال تجري وراء عصفورٍ عبثًا!

الرب قادم علي سحابة سريعة يدخل مصر... إنه المسيح في ذراعي العذراء.

هيسيخوس الراهب القديس

عاش هذا الراهب القديس في القرن الرابع الميلادي، وكان تلميذًا مخلصًا للقديس هيلاريون Hilarion، حيث صاحَب معلمه في سفره من فلسطين إلى مصر. وإذ لم يُرِد القديس هيلاريون العودة مرة أخرى إلى غزة حيث بلغت شهرته الآفاق، هرب سرًا عبر البحر إلى جزيرة صقلية Sicily.

ظل هيسيخوس يبحث عن معلمه مدة ثلاث سنوات، ولما لم يرد إليه أي خبر عنه، لا من الصحاري ولا في المواني المصرية ذهب للبحث عنه في اليونان. هناك وردت إليه أخبار أن أحد القديسين يصنع العجائب والمعجزات موجود في صقلية، فسافر إليها وذهب إلى القديس هيلاريون في مكان وحدته، حيث سقط أمامه على ركبتيه وأخذ يبل قدميّ معلمه بدموع.

أراد المعلم وتلميذه التمتع بحياة الوحدة، فذهبا إلى دلماطيا Dalmatia، ومنها إلى جزيرة قبرص Cyprus، وبعد سنتين أرسل هيلاريون تلميذه هيسيخوس إلى فلسطين ليفتقد سلامة الاخوة ويتابع أحوالهم، ويزور ديرهما القديم قرب غزه. عند عودته إلى معلمه وجده متضايقًا من كثرة الزوار عازمًا على الهروب إلى بلدة أخرى، ولكن نظرًا لتقدم سنه أقنعه هيسيخوس بالاكتفاء بالدخول إلى عمق الجزيرة حيث يتمتعا بحياة الخلوة، فسكنا هناك فترة ثم تنيّح القديس هيلاريون، تاركًا لتلميذه كتابه المقدس وبعض الملابس.

بعد مدة طويلة حمل هيسيخوس رفات معلمه، رغم معارضة أهل الجزيرة، وعاد بها إلى فلسطين، حيث استقبلتها جموع الرهبان والشعب بأصوات التسبيح، ودفنوها في الدير الذي أنشأه في ماجوما Majuma، وهناك بعد عدة سنوات تنيّح هيسيخوس نفسه.

Butler, October 3.

هيسيخوس الشهيد1

حب أخوي

نعلم عن سيرته من قصة استشهاد القديس جوليوس St. Julius، أحد شهداء مدينة دوروستورُم Durostorum في مويسيا Moesia (وهي الآن سيليستريا Silistria في بلغاريا Bulgaria).

حين كان القديس جوليوس يُساق إلى الاستشهاد، ناداه هيسيخوس قائلاً:

"إني أصلي يا جوليوس حتى تكمل بفرح ذبيحتك وتنال الإكليل،

ولكي ألحق أنا أيضًا بك.

أرسِل تحياتي الحارة إلى باسيكراتس Pasicrates وفالنتياس Valentius "(وكان هذان القديسان من رفقائهما واستشهدا قبل ذلك بفترة قصيرة).

احتضن جوليوس هيسيخوس وأجابه: "يا أخي تعجل بالمجيء إلينا، واعلم أنهما قد سمعا رسالتك، فإني أراهما واقفين بجانبي كما أراك أنت".

فعلاً استشهد هيسيخوس بعد فترة قصيرة من استشهاد رفيقه، وكان ذلك حوالي سنة 302م. ومن الأرجح أن رفات هيسيخوس قد نقلت بعد ذلك إلى القسطنطينية.

Butler, June 15.

هيسيخوس الشهيد2

كان هيسيخوس (أو إيسيكيوس Esychius) أحد رجال البلاط الملكي في إنطاكية Antioch. وأثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس للمسيحيين رفض الذبح للأوثان، فحُكِم عليه بالموت وأُغرِق في نهر أورونتس Orontes، وذلك في الغالب حوالي سنة 297م حين كان دقلديانوس في إنطاكية وأمر كل قادته بالذبح للأوثان.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 10.

هيلاري أسقف آرل القديس

بطولة هونوراتُس في اجتذابه للحياة الدينية

كان هيلاري (401 - 449م) أسقفًا ولاهوتيًا، وُلد في شمال بلاد الغال.

كان من أسرة شريفة أرستقراطية، ويمت بصلة قرابة للقديس هونوراتُس Honoratus الذي أسس دير لرين (Lerinum) Lérins وصار أول رئيس عليه.

إذ نال قسطًا وافرًا وممتازًا من العلم كان من الممكن أن يكون له مستقبل عظيم وناجح في العالم بسبب قدراته المتميزة.

تظهر هنا بطولة القديس هونوراتُس الذي أحب هيلاري وآمن بأنه إنما قد دعي لخدمة الرب. وبالفعل لفترة قصيرة ترك هونوراتُس الجزيرة التي كان متوحدًا بها ليبحث عن قريبه الشاب ويدفعه للحياة الدينية. بالرغم من ذلك وقف هيلاري جامدًا أمام توسلاته، فقال له هونوراتُس بإيمان وهو يودّعه: "سوف أنال من اللَّه ما لم تتنازل أنت عنه!" وبالفعل بسرعة استجيبت صلوات هذا البطل في حبه وإيمانه، فبعد يومين أو ثلاثة وجد هيلاري نفسه في صراعٍ شديدٍ، وقد كتب فيما بعد قائلاً:

"لقد كنت ممزقًا، جانب مني يشعر بأن اللَّه يناديني، بينما يوجد جانب آخر أشعر فيه أن إغراءات العالم تشدني إلى الوراء، وكانت إرادتي تتمايل بين القبول والرفض، ولكن أخيرًا انتصر المسيح في داخلي".

رهبنته

في اللحظة التي قرر فيها طريقه لم ينظر أبدًا إلى الوراء مرة أخرى، فوزع كل ميراثه على الفقراء والمحتاجين، وذهب لكي يرافق القديس هونوراتُس في دير لرين. ولقد ترك لنا وصفًا عن الحياة المقدسة السعيدة التي عاشها مع الرهبان هناك والتي لم يكن له نصيب أن يستمر فيها طويلاً.

سيامته أسقفًا

في سنة 426م اختير هونوراتُس ليكون أسقفًا لمدينة آرل، ولكونه رجلاً مسنًا كان في حاجة لمساعدة قريبه الشاب.

كان من الصعب على هيلاري أن يترك دير لرين، ولكن هونوراتُس ذهب بنفسه لكي يحضره إليه، وبقيا مع بعضهما حتى وفاة الأسقف. ومع أن هيلاري كان حزينًا جدًا على فقد أبيه الروحي إلا أنه فرح لعودته إلى الدير. ولكن في طريق عودته أرسل إليه أهل آرل رسلاً يطلبون منه أن يكون أسقفًا لهم، وتحت إلحاحهم اضطر أن يوافق، ورُسِم أسقفًا وهو في التاسعة والعشرين من عمره.

عمله الرعوي وحياته الروحية

في مسئوليته الجديدة كان يهتم برعيته، وفى الوقت نفسه وهو يقضي كل واجباته الرعوية بكل طاقته سمح لنفسه في نسكه فقط بالحصول على ضروريات الحياة. وكان يلبس نفس العباءة صيفًا وشتاءً، ويسافر إلى كل مكان على قدميه. وبجانب حرصه الشديد على مواعيد الصلاة الجماعية حدد لنفسه أوقاتًا لعمله اليدوي الذي كان يبيعه ويتصدق به على الفقراء.

كان شغوفًا جدًا على إعادة المأسورين حتى باع آنية الكنيسة لكي يحصل على المال لذلك الغرض، واكتفى بكأسٍ وصينية من الزجاج.

كان القديس هيلاري واعظًا قديرًا يعرف كيف يطوع كلماته حتى تصل إلى كل الناس بمن فيهم من البسطاء غير المتعلمين.

بجانب اهتمامه ببناء الأديرة كان يهتم بزيارة هذه الأديرة باستمرار ويسعى دائمًا أن يحافظ على النظام والانضباط بين أولاده.

صراعات فكرية

كأسقف نال القديس هيلاري شهرة ككارزٍ موهوبٍ في الحوارات اللاهوتية المثيرة في كنيسة بلاد الغال حول الأوغسطينية Augistinianism. فمع حبه الشديد لتعليم القديس أغسطينوس كان متحفظًا في لآرائه بخصوص النعمة التي لا تقاوم. ففي مقاومة القديس أغسطينوس للبيلاجية التي تتجاهل النعمة وتركز على الإرادة البشرية والجهاد البشري دافع القديس أغسطينوس عن النعمة، فتجاهل أحيانًا حرية الإرادة البشرية.

نزاعه مع البابا لاون

عيَّن مجموعة من المستشارين الكنسيين لمساعدته في الخدمة، إلا أن غيرته الشديدة واستقلاله في الرأي جعلاه في بعض الأحيان يتصرف بطريقة سببت له مشاكل عدة مع لاون Leo بابا روما الذي كان يعمل بكل قوة من أجل فكرة الباباوية والسيطرة على الأسقفيات.

يظن البعض أنه قد تصالح مع البابا لاون قبل نياحته، إذ كتب الأخير إلي خليفة هيلاري في آرل مشيرًا إليه أنه "هيلاري ذو الذكرى المقدسة"، وإن كان البعض يشك في إتمام أية مصالحة بينهما.

لسنا نعرف الكثير عن سنوات القديس هيلاري الأخيرة، إلا أنه استمر في عمله في الأسقفية بنفس الحماس والغيرة، إلى أن تنيّح في سنة 449م وهو في التاسعة والأربعين من عمره.

V تُوَجَّه تجارب الشيطان بالأكثر ضد الذين تقدسوا، لأنه يشتاق بالأكثر أن ينال نصرة على الأبرار.

Butler, May 5.

هيلاري أسقف بواتييه القديس

هو أسقف مدينة بواتييه ولاهوتي وأحد آباء الكنيسة في القرن الرابع، كان معاصرًا للبابا أثناسيوس الرسولي.

كثيرًا ما كان القديس أغسطينوس يستعين به في مقاومته البيلاجيين Pelagians. ويصفه القديس جيروم بأنه: "من أكثر الرجال فصاحة وقوة من اللاتين في مقاومة الأريوسيين".

نشأته

وُلد هيلاري في بواتييه وكانت أسرته من أشراف بلاد الغال Gaul (فرنسا). نال قسطًا وافرًا من الفلسفة والتعليم الكلاسيكي.

يقول عن نفسه أنه نشأ وثنيًا، ويعطينا وصفًا تفصيليًا للخطوات التي اتخذها معه اللَّه ليتعرف على الإيمان الصحيح. كان هيلاري يعتقد من الناحية المنطقية أن الإنسان مخلوق حر، ذو مبادئ، وموضوع في هذا العالم ليمارس الصبر والنسك والفضائل الأخرى، التي بها ينال المكافأة بعد انتهاء هذه الحياة. ثم أخذ يسعى في شغف ليتعلم عن اللَّه، وبسرعة اكتشف كذب الاعتقاد بتعدد الآلهة، واقتنع أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا إله واحد، وأنه لابد أن يكون أبديًا وغير متغير وكليّ القدرة والعلة الأولى ومُبدع كل الأشياء. بهذه الخلفية وبهذا الاعتقاد تقابل مع الكتاب المقدس وتأثر بشدة من الوصف السامي الذي به يصف موسى اللَّه ومن الكلمات التي تعبر عن وجوده الذاتي: "أنا الذي هو I Am Who Am". كما تأثر أيضًا من فكرة سلطانه الفائق التي عبّر عنها ووصفها الأنبياء. ثم كمَّلت قراءة العهد الجديد الإجابة عن استفساراته، وتعلم من الإصحاح الأول لإنجيل يوحنا أن الكلمة المتجسد، اللَّه الابن، مساوي في الوجود والأبدية مع الآب، وواحد معه في ذات الجوهر. وهكذا إذ بلغ إلى معرفة الإيمان الصحيح نال المعمودية في سنٍ متقدم نسبيًا.

سيامته أسقفًا

كان هيلاري متزوجًا قبل مسيحيته وله ابنة اسمها أبرا Apra، وكانت زوجته مازالت موجودة حين اختير أسقفًا لبواتييه حوالي سنة 350م. وقد حاول بكل قوته الهروب من هذه الكرامة ولكن كان هذا دافع للشعب للتمسك باختياره أكثر، وبالفعل لم تخب توقعاتهم إذ ظهرت فضائله وصفاته المتميزة التي لفتت الأنظار إليه، ليس في بلاد الغال فقط بل وفي الكنيسة بأسرها.

كان هيلاري واعظًا وشاعرًا، وكان يعتبرها مسئولية حياته أن يشهد عن اللَّه لكل العالم ويقود الناس كلهم إلى محبة اللَّه، وكان دائمًا يدعو الجميع أن يبدأوا كل أعمالهم بالصلاة. وكان يشتهي أن ينهي حياته مستشهدًا، وفي محبته للحق لا يخاف من أي ألم يتحمله في سبيل الدفاع عنه.

نفيه

حين عقد الإمبراطور قنسطنس (قنسطنطيوس) Constantius مجمع ميلان سنة 355م الذي حضره من أساقفة الغرب ثلاثمائة أسقف، بينما لم يحضره من أساقفة الشرق غير عدد قليل، طلب من كل الأساقفة المجتمعين توقيع الحرم على القديس أثناسيوس وهدّد من رفض منهم أن ينفيه. نجح الأريوسيون في إقناع الأساقفة الغربيين بوجوب عزله. بيد أن الشجاعة الرسولية لم تلبث أن تجلّت في ستة من هؤلاء الأساقفة الغربيين، وهم الذين تجرأوا من الثلاثمائة أسقف على إعلان الحق.

هؤلاء الستة هم القديس يوسابيوس أسقف فرسيل St. Eusebius of Vercelli ولوسيفر أسقف كجلياري Lucifer of Cagliari والقديس ديونيسيوس أسقف ميلان St. Dionysius of Milan وبولينوس أسقف تريف وروديانوس أسقف تولوز وهيلاري أسقف بواتييه. تجاسر هؤلاء الستة على الوقوف في وجه آباء المجمع ونقض ما اتهموا به ذلك البابا السكندري العظيم معلنين ولاءهم له، فكان نصيبهم النفي والتشريد. أغلب الأساقفة في مجمع آرل ومجمع ميلان سنة 355م، أطاعوا أمر الإمبراطور برفض تعليم أثناسيوس عن مساواة الابن للآب في ذات الجوهر. وإذ لم يكن هيلاري حاضرًا استدعى عام 356م إلى Béziérs وإذ رفض إدانة القديس أثناسيوس طُرد من الغرب.

كتب القديس هيلاري "الكتاب الأول لقسطنطيوس" طلب فيه العمل على إعادة السلام للكنيسة، عازلاً نفسه عن الأساقفة الأريوسيين الغربيين الثلاثة: يورساكيوس Ursacius وفالنس Valens وساتورنينوس Saturninus. فأرسل الإمبراطور إلى يوليانوس، الذي سمي فيما بعد الجاحد، الذي كان في ذلك الوقت حاكم بلاد الغال، يأمره بنفي هيلاري في الحال إلى فريجية Phrygia.

ذهب القديس هيلاري إلى المنفى حوالي منتصف عام 356م سعيدًا كما لو كان ذاهبًا إلى رحلة ترفيهية، متحملاً الصعاب والمخاطر والأعداء، إذ كان مثبتًا أفكاره في اللَّه فقط.

بقي في منفاه نحو ثلاث سنوات قضاها في كتابة بعض الأعمال، أهمها كان كتابه "عن الثالوث القدوس On the Trinity"، غالبًا ما كتب الفصول الثلاثة الأولى قبل عام 356م. أثناء نفيه في الشرق تعلم هيلاري اليونانية ودرس كتابات الآباء الشرقيين، فصارت له معرفة كاملة بمجمع نيقية عام 325م وأدرك معنى تعبير hemoousion. لم يذكر هذا التعبير في كتبه الثلاثة الأولى من عمله "عن الثالوث"، إنما وجد في التسع كتب الأخيرة، كُتب بين 356 و360م.

ويرتبط اسم هيلاري بأول ترانيم كُتِبت باللاتينية.

مجمع الأريوسيين في سِليوكية

حضر هيلاري مجمع سيلوكية حيث دافع عن التعليم الأرثوذكسي بخصوص الثالوث، ومجمع Rimini

مرة أخرى في عام 359م يتدخل الإمبراطور في شئون الكنيسة، فيعقد مجمعًا من الأريوسيين في سيلوكية Seleucia in Isauria ليعادي قرارات مجمع نيقية. كان القديس هيلاري قد قضى في ذلك الوقت ثلاث سنوات في المنفى، فدعاه شبه الأريوسيين semi - Arians إلى المجمع، آملين بذلك أن يكون مفيدًا ومؤيدًا لجماعتهم. إلا أنه لم يكن ممكنًا لأية اعتبارات بشرية أن تثني القديس عن شجاعته. فدافع بمنتهى القوة والشدة عن قرارات مجمع نيقية، حتى أنه في النهاية إذ تعب من كثرة الجدل والاختلاف انسحب إلى القسطنطينية وقدم للإمبراطور طلبًا وهو المسمى "الكتاب الثاني لقنسطنس Second Book to Constantius"، طالبًا منه في بدايته أن يسمح بعقد مناقشة عامة مع ساتورنينوس الذي أصدر أمر نفيه. إذ خاف الأريوسيون من تلك المواجهة أقنعوا الإمبراطور بتطهير الشرق من رجلٍ لا يكل عن أن يحرمهم من السلام، فأعاده قسطنطيوس إلى بلاد الغال سنة 360م.

مجمع في بلاد الغال

عاد هيلاري عن طريق الليريكوم Illyricum وإيطاليا حتى يثبت الضعفاء، واستقبله شعب بواتييه بمظاهرات الفرح العظيم. وهناك انضم إليه بعد زمان تلميذه القديم القديس مارتان St. Martin.

انعقد مجمع في بلاد الغال بدعوة من هيلاري، وقرر رفض قرارات مجمع ريميني Rimini الذي عقد سنة 359م، حيث ألزم قنسطستوس الأساقفة الأرثوذكس أن يرفضوا قانون الإيمان النيقوي بإعلانهم أن الكلمة كان شبه الآب في كل شيء "مما يحمل جحد كمال لاهوت السيد المسيح. كما قرر المجمع في بلاد الغال حرم ساتورنينوس وقطعه من شركة الكنيسة. ثم عمل القديس على إعادة النظام والانضباط والسلام ونقاوة الإيمان، وبموت الإمبراطور قسطنطيوس سنة 361م انتهى عصر الاضطهاد الأريوسي.

سفره إلى ميلان

وفي سنة 364م سافر هيلاري إلى ميلان لمناقشة أوكسنتيوس Auxentius أسقف المدينة الأريوسي لكي يردّه إلى الإيمان، وفي مناقشة علنية أجبره على الاعتراف بالمسيح أنه الإله الحقيقي من نفس طبيعة ولاهوت الآب.

أخيرًا تنيّح القديس هيلاري في الغالب سنة 368م.

كتاباته

بعد سيامته مباشرة، وقبل نفيه، قام بكتابة شرح لإنجيل القديس متى Tractutis super Matthaeum وهو مازال موجودًا للآن.

بعد نفيه كتب "عظات عن المزامير" استوحاها عن العلامة أوريجينوس.

اهتم بكتابة الكثير من الردود حول البدعة الأريوسية. ويُدعى القديس هيلاري "أثناسيوس الغرب"، فقد كرز وكتب واحتمل النفي دفاعًا عن لاهوت السيد المسيح.

دفعته غيرته على تثقيف شعب إلى كتابة "عن الثالوث".

اهتم عمله "عن الثالوث" بصفة خاصة بالتعليم اللاهوتي عن الثالوث القدوس في العبارات الواردة بالكتاب المقدس التي تعلن مساواة الابن للآب في ذات الجوهر. عوض تحليل الرأي الأريوسي الخاص "بعدم الولادة" كأمر جوهري يخص اللاهوت ركز هيلاري على الطبيعة الإلهية للابن المولود. كتب "عن المجامع" في النفي حيث فيه أوضح شروحات قوانين الإيمان وعدم ارتياح الشرق لتعبير homoousios (جوهر واحد).

شرح أيضًا العوامل التاريخية للأريوسية في Fragnenta ex apere historica.

وجه عمله ضد قنسطنطيوس الثاني Constantium Contra الذي سبب انقسامًا في الكنيسة بتدخله في الشئون الدينية.

اضطر الإمبراطور أن يلغي قرار نفيه بعد أن وجد أن وجود هيلاري في الشرق يسبب له متاعب بتمسكه بأرثوذكسيته. أُرسل إلى بلاد الغال حيث عمل بكل غيرة بالتعليم عن وحدة الثالوث القدوس؛ ذهب إلى إيطاليا وعاد إلى الغال.

أكد هيلاري الحاجة إلى الإيمان بالثالوث القدوس كما علّمه السيد المسيح فاعتبر من أهم أعماله كتاب De fide "عن الإيمان". لقد أوضح أن وجود اللَّه يمكن التعرف عليه بالعقل وأما طبيعة اللَّه فلا يمكن إدراكها. معرفة الثالوث تتحقق بواسطة إعلان الابن يقول الابن: "أنا فيك وأنت فيّ" (يو4: 14). ينسب هيلاري للروح القدس ذات سمات الآب والابن.

في الواقع قدم هيلاري للغرب الغنى اللاهوتي الذي للشرق في عام 1851م.

أعلن بيوس التاسع Pius عنه كمعلم doctor للكنيسة الجامعة.

تعتبره الكنيسة الغربية واضع ألحان إذ وضع ثلاثة ألحان لم تكمل.

يعيّد له الغرب في 14 يناير.

رؤية الله

"هو يكشف العمائق والأسرار. يعلم ما هو في الظلمة، وعنده يسكن النور" (دا 22: 2).

لا نستطيع بقدرتنا الطبيعية أن نتأمل السماويات. علينا أن نتعلم عن اللَّه من اللَّه، فليس لنا مصدر للمعرفة سوى شخص اللَّه.

ربما تكون مدربًا حسنًا في الفلسفة الزمنية، ليكن! ربما تعيش الحياة الصالحة، هذا كله قد يُضيف إليك شبعًا عقليًا، لكن لن يقدم لك معرفة اللَّه.

لقد تبنّت الملكة "ابنة فرعون" موسى واتخذته لها ابنًا، وتهذّب موسى بكل حكمة المصريين. وبسبب ولائه لشعبه انتقم موسى لليهودي بقتل المصري الذي أساء إليه. لكنه بالرغم من أنه لم يعرف اللَّه الذي بارك آبائه، لأنه عندما ترك مصر خوفًا من عمله الذي أُكتشف عاش كراعٍ في أرض مديان. هناك رأى نارًا في عُليقة والعليقة لم تحترق. ثم سمع صوت اللَّه وسأله عن اسمه وتعلم ما هي طبيعة اللَّه. ورغم كل ذلك لم يستطع أن يعرف شيئًا إلا خلال اللَّه نفسه.

يجب علينا نحن أيضًا بالمثل أن تكون حدود كلماتنا عن اللَّه في نطاق الكلمات التي تكلم بها اللَّه معنا عن نفسه.

E. Ferguson: Encyclopedia of Early Church, 2nd edition

هيلاري أسقف روما

موطنه سردينياSardinia. أحد مندوبي لاون أسقف روما في مجمع أفسس الثاني عام 449م، الذي فيه برَّء القديس ديسقورس أوطيخا، الذي قدم إقرارًا بإيمان أرثوذكسي بخصوص تأكيد ناسوت المسيح، إما عن خداع أو كما يظن البعض أنه لم يكن بالرجل اللاهوتي المدرك للتعبيرات اللاهوتية.

انسحب هيلاري من المجمع.

صار أسقفًا على روما سنة 416 - 468م، وقد انشغل بالخلافات بين روما والأساقفة في بلاد الغال وأسبانيا حول رغبة روما في السيطرة (الباباوية) عليهم وقد عقد مجمعًا في عام 465م بكنيسة القديسة ماريا St.. Maria Maggiore بروما لحل الخلافات مع الأساقفة الأسبان.

اهتمت رسائله بالأكثر بالأحداث الخاصة بالغال وأسبانيا.

Leo the Great: Letter 44; Liber pontificalis 48.

هيلاريا وكلوديوس ورفقاؤهم الشهداء

في مدينة روما كان تعذيب الشهداء كلوديوس الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ، وزوجته هيلاريا وولديهما ياسون Jason وموروس Maurus وسبعين جنديًا معهم.

وردت سيرتهم في حرف "ك" تحت: "كلوديوس وهيلاريا ورفقاؤهم الشهداء".

هيلارية الشهيدة ورفيقاتها الشهيدات

شهيدة من أوجسبورج Augsburg استشهدت سنة 304م، وهي أم الشهيدة أفرا Afra. ذلك أنها بمعاونة ثلاثة من الخدم وهم ديجنا Digna ويونوميا Eunomia (أومينيا Eumenia) ويوتروبيا Eutropia (أوبريبيا Euprepia) استعادت جسد ابنتها الشهيدة ونقلته في الليل إلى مقابر الأسرة على بعد ميلين من المدينة.

إذ علم القاضي غايوس Gaius بالأمر أرسل إليهم فرقة من الجنود، الذين بحسب الأوامر الصادرة إليهم قبضوا على المجموعة وأمروهم بالذبح للأوثان. وإذ رفضوا تنفيذ هذا الأمر ألقوهم في القبر وأغلقوها عليهم وأحرقوهم بالنار، فنالوا إكليل الاستشهاد.

تعيّد له الكنيسة الغربية في الثاني عشر من شهر أغسطس.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 51.

هيلاريوس الأسقف الشهيد

أسقف أكويليا Aquileia، ويُقال أنه كان أصلاً من بانّونيا Pannonia ورُسِم أسقفًا سنة 276م، واستشهد سنة 283م بأمر من الوالي بيرونيوس Beronius، وذلك أثناء حكم الإمبراطور نومريانوس Numerianus.

تعيّد له الكنيسة الغربية في السادس عشر من شهر مارس.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 54.

هيلاريوس الشماس

شماس من روما أرسله ليبريوس Liberius أسقف روما في بعثة مع لوسيفر Lucifer أسقف كاجلياري Cagliari وبانكراتياس Pancratius الكاهن إلى الإمبراطور قنسطنطيوس Constantius. أثناء وجوده في ميلان لتنفيذ هذه المهمة أثار الأريوسيون موجة اضطهاد عنيفة ضد الكنيسة الجامعة، وذلك بعد مجمع سنة 355م. وقد عانى هيلاريوس بشدة من أجل ولائه لإيمان مجمع نيقية.

انضم هيلاريوس فيما بعد لتابعي لوسيفر، وكتب نيابة عنهم في موضوع إعادة معمودية الهراطقة.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 75.

هيلاريون القديس

مع كوكب البرية الأنبا أنطونيوس

ولد القديس هيلاريون Hilarion في قرية تدعى طباثا Tabatha جنوب غزة Gaza وكان أبواه من الوثنيين، أرسلاه إلى الإسكندرية للدراسة حيث تعلَّم هناك الإيمان المسيحي وتعمَّد في سن الخامسة عشر.

في سنة 306م كان قد ملأ عبير الأنبا أنطونيوس كل مصر وتجاوزها إلى الخارج. وبين الجموع المتسارعة إلى هذا العملاق الروحي كان هيلاريون الذي لم يكن عمره آنذاك يزيد عن خمسة عشر سنة، ومع صغر سنه فقد وضع أمام عينيه النموذج المثالي الذي هو أب الرهبان.

قضى هيلاريون سنة مع كوكب البرية ثم استأذن في العودة إلى أهله.

إلى صحراء سيناء

لما وصل بيته وجد أن أبويه قد انتقلا من هذا العالم، وبما أنه أصبح كبير العائلة فقد قسَّم الميراث إلى نصفين: وزَّع النصف الأول منهما على اخوته بالتساوي ووزع النصف الثاني على المعوزين ولم يأخذ لنفسه شيئًا. وبهذا الفقر الاختياري قصد إلى صحراء سيناء، وقد عاش أربع سنوات في كوخ صغير بناه لنفسه من جذوع الشجر، ووصل به الأمر لكثرة ما قرأ من الأسفار الإلهية أن أصبح يعرفها غيبًا، وهذه كانت عادة شائعة بين المصريين.

كان طعامه اليومي عبارة عن خمسة عشر تينة يأكلها بعد غروب الشمس، وحين كانت تثور عليه شهوات الجسد كان يخاطب جسمه قائلاً: "سوف أرى أيها الجحش أنك لن ترفس"، وبهذا الكلام كان يقتطع جزءًا من وجبته الضعيفة.

التبرك بزيارة الأراضي المقدسة

أخذ ينتقل في رحاب الصحراء السينائية، ثم قصد إلى التبرك بزيارة الأراضي المقدسة. ولما انتهى من تجوله في الأراضي التي تقدست بحياة رب المجد فيها، رأى أن يزور الأديرة الموجودة بها، ففرح بالالتقاء بالقديسين والقديسات وتنسم فيهم عبير السيد المسيح. وقد نجم عن تجواله هذا أن أنشأ بعض الأديرة لأن عددًا عديدًا من الشباب رأى فيه نموذجًا جذابًا للقداسة والمحبة والتواضع التي غرسها فيه الأنبا أنطونيوس، فسارعوا إليه طالبين التلمذة له. وحين رأى الراغبين في الالتفاف حوله انهمرت دموعه حنينًا إلى الوحدة في كوخه الحقير حيث لم يكن له أنيس غير فاديه الحبيب، ودفعه هذا الحنين إلى الرغبة في العودة إلى أب الرهبان، ولكن ملاك الرب أعلمه بأن هذا الكوكب العظيم صار يسطع في الأبدية، ومع ذلك فقد قرر مغادرة المكان الذي هو فيه إلى مكان يكون فيه مجهولاً.

إلى برية القديس العظيم انطونيوس

على أن أربعين من الشباب صحبوه، فاتجه أولاً إلى برية القديس العظيم أنطونيوس وقضى بها هو واخوته بضعة أسابيع استعاد فيها ذكريات حياته مع الناسك الكبير وحدثهم عنها.

إلى الواحة الداخلة

تركهم ولم يستصحب غير تلميذه الملتصق به، واتجه شمالاً إلى الواحة الداخلة مع قافلة أوصلته إلى الواحة الكبرى. وترك القافلة كما ترك تلميذه أيضًا وسار أيامًا طويلة مشيًا على قدميه حتى وصلها. ووجد بها عددًا غير قليل من المصريين وعلى رأسهم أساقفة المدن الخمس منفيين من أجل العقيدة الأرثوذكسية، وبينما هو هناك وصل إليه واحد من أبنائه الروحيين الذين تركهم في الأراضي المقدسة، وظن هيلاريون أنه يستطيع الهروب منه، ولكن الشاب الذي قطع المسافات الطويلة للوصول إليه قرر مرافقته، واتفق كلاهما على الالتجاء إلى إحدى الجزر. وقضيا شهرًا وهما يمشيان وأخيرًا وقعت عيونهما على زرقة البحر المتوسط ووجدا مركبًا ولكن ربانها قال بأنه لا يستطيع أن يأخذ غير شخصٍ واحدٍ فترك هيلاريون ابنه الروحي وركب دون أن يدري إلى أية جهة سيسافر.

عند طرف جزيرة بطرس

بعد أيام رست المركب عند طرف جزيرة قبرص واستقر القديس في مكان على بعد ميلين من بافوس Paphos، وأحس بفرح لا يوصف حين وطأت قدماه أرضًا لا يعرفه فيها أحدًا.

لجأ إلى غابة خارج المدينة، وكان يجمع الأغصان الجافة ويبيعها ليأكل من ثمنها، وظل بضعة شهور آمنًا مطمئنًا.

لكن عدو الخير ظن أن يقطع عليه خلوته فكان في الواقع أداة في يد اللَّه. ذلك أن قائدًا من كبار القواد الرومانيين كانت تنتابه أزمات شيطانية عنيفة، فدخل الكنيسة ذات يوم طالبًا النجدة، وفي داخل المكان المقدس صاح الشيطان على لسانه: "إن هيلاريون خادم اللَّه على مقربة من هنا ولا يعلم أحد بذلك. ولكني سأجده وأذيع عنه في كل الأرجاء". وللفور جمع القائد الروماني عددًا من رجاله وذهبوا إلى الغابة ووجدوا كوخه بكل سهولة، وما أن دخل المصاب إلى حضرة القديس حتى خرَّ ساجدًا ثم قام معافى لساعته. ومن تلك اللحظة فقد القديس خلوته إذ أتى إليه كل مريض وكل سقيم. وحين كانوا يقدمون له الهبات كان يرفضها بإصرار قائلاً: "لقد وهبني اللَّه مجانًا، وما عليَّ إلا أن أعمل مثله".

بعد شهور تسلل في جناح الظلام وسار وسط الجبال بين الطرق المتعرجة الصاعدة إلى أن عثر على مغارة طبيعية داخل صخرة فانزوى فيها. ومن ركنه الصخري المنعزل كان يرى البحر أمامه ممتدًا إلى الأفق وعن يمينه الكروم الزاهرة الجميلة وعن يساره الجبال بقممها الشاهقة. ومن نعمة اللَّه أن وجد وسط الصخور نبع ماء ينساب فوقها، وفي هذه البقعة المحاطة بالجمال من كل جانب قضى القديس هيلاريون ما تبقى له من السنين، فانتقل وسط هدوء العشرة مع اللَّه هنا إلى التمتع بفردوسه هناك. وكان ذلك سنة 371م وله من العمر ثمانون عامًا.

ومن الذين زاروه في مرضه الأخير القديس إبيفانيوس أسقف سلاميس الذي كتب فيما بعد عن حياته وسيرته للقديس جيروم. وقد دُفِن القديس بالقرب من بافوس ولكن القديس هيسيخوس Hesychius تلميذه حمل رفاته ودفنها في ماجوما Majuma بالقرب من موطنه حيث عاش القديس فترة في بداية حياته.

السنكسار الأمين، 10 أبيب.

Butler, October 21.

هيلانة الملكة القديسة

نشأتها

وُلدت القديسة هيلانة (حوالي 250 - 327م) بمدينة الرُها من أبوين مسيحيين نحو سنة 247م، فربّياها تربية مسيحية وأدّباها بالآداب الدينية. وكانت حسنة الصورة جميلة النفس، واتفق لقُنسطنس ملك بيزنطية أن نزل بمدينة الرُها وسمع بخبر هذه القديسة وجمال منظرها، فطلبها وتزوجها حوالي عام 270م. فرزقت منه بقسطنطين فربّته أحسن تربية وعلّمته الحكمة والآداب.

وفي عام 293م التزم قُنسطنس بأن يطلقها لكي يرتبط بقرابة مع الإمبراطور الأكبر في الغرب أوغسطس مكسيميان، بزواجه من ابنة له من زواج سابق تُدعى ثيؤدورا.

استمرت هيلانة مرتبطة بابنها، أما الثلاثين عام التالية فلا نعرف الكثير عنها.

في ظروف حرجة عاد لهيلانة مكانتها العظمى عندما ملك قسطنطين. نٌصرته على ليسينيوس Licinius عام 324م جعلته الحاكم الوحيد على الإمبراطورية الرومانية، والصراع الخطير داخل الأسرة المالكة أدى إلى استبعاد الزوجة الثانية فوستا Fausta وابنه كريسيس Crispus.

هيلانة كإمبراطورة أم للملك وAugusta صاحبة سلطان لها اعتبارها ودورها في التاريخ.

الملكة هيلانة وإيمان ابنها قسطنطين

هيأت الملكة هيلانة قلب ابنها قسطنطين ليقبل الإيمان بالسيد المسيح. وفي الوقت المعين ظهرت له علامة الصليب في السماء وقد نُقش تحته "بهذا تغلب". بالفعل انتصر، وآمن بالمصلوب، وصار أول إمبراطور روماني مسيحي.

البحث عن الصليب المجيد وإقامة مبانٍ كنسية

اشتركت مع قسطنطين بخصوص إقامة مبانٍ كنسية في بيت لحم وأورشليم، واكتشافها للصليب المقدس سبب حركة إحياء لأورشليم وشجع على السياحة إليها.

رأت القديسة في الليل من يقول لها: "امضِ إلى أورشليم وافحصي بتدقيق عن الصليب المجيد والمواضع المقدسة". وإذ أعلمت ابنها بذلك أرسلها مع حاشية من الجند إلى أورشليم، فبحثت عن عود الصليب المجيد حتى وجدته، كما وجدت الصليبين الآخرين اللذين صلب عليهما اللصان. فقصدت أن تعرف أيهما هو صليب السيد المسيح، فأعلمها القديس مقاريوس أسقف كرسي أورشليم بأنه هو الصليب المكتوب أعلاه: "هذا هو يسوع ملك اليهود". ثم سألته أن ترى آية ليطمئن قلبها، فاتفق بتدبير السيد المسيح مرور قوم بجنازة ميت في ذلك الحين، فوضعت كلاَّ من الصليبين على الميت فلم يقم، ولما وضعت الصليب الثالث قام الميت في الحال، فازداد إيمانها وعظم سرورها.

بعد ذلك شرعت في بناء الكنائس، وبعد ما سلمت للأب مقاريوس المال اللازم لعميلة البناء أخذت الصليب المجيد والمسامير وعادت إلى ابنها الملك البار قسطنطين، فقبَّل الصليب ووضعه في غلاف من ذهب مرصع بالجواهر الكريمة، ووضع في خوذته بعض المسامير التي كانت به.

صارت هيلانة مثلاً حيًّا للإمبراطورة المسيحية التي تساهم في جعل الإمبراطورية الرومانية مسيحية.

سارت هذه القديسة سيرة مرضية ورتبت أوقافا كثيرة على الكنائس والأديرة والفقراء. ثم تنيّحت عام 327م وهي قرابة الثمانين.

السنكسار 9 بشنس.

هيلياس الخصي الشهيد

كان من قرية من أعمال البهنسا، وكان يعمل في بساتين الأمير المتولي عليها كلياكانوس، وكان خاله ناسكًا متوحدًا في البرية، فكان هيلياس يذهب إليه ليتعلم منه العبادة، فانكشفت له أسرار الروح القدس وتعلم العفة، وكان أهل الأمير يحبونه لجمال خلقه وخلقته.

خصى نفسه

عشقته ابنة الأمير وكانت تغريه، فكان يهرب منها ويصوم ويصلي، فلما ضيَّقت الخناق عليه خصى نفسه فأصبح معروفًا بالخصي، فنقمت عليه ابنة الأمير وصممت على الانتقام منه وزعمت لأبيها أنه راودها عن نفسها. فلما استجوبه أبوها أنكر وأثبت له العكس، ولما كان أبوها يعلم أن هيلياس مسيحي طلب إليه أن يبخر للأوثان حتى يبقيه في خدمته.

استشهاده

ولما رفض القديس أن يبخر للأوثان عذبه الأمير بكل أنواع التعذيب القاسية وكان الرب يخلصه. وأخيرًا أمر بقطع رأسه فطلب أن يصلي، فتركوه يصلي فظهر له ملاك الرب وطيب خاطره وأخبره أن يوليوس الأقفهصي سيكتب سيرته وسيتولى دفنه وسيسلم جسده إلى خاله الناسك فيحفظه إلى أن يشاء الرب وتبنى على جسده كنيسة في مدينة أهناس ويظهر الرب فيها آيات وعجائب، فقدم عنقه للجنود فأخذوا رأسه.

موسوعة تاريخ الأقباط: الجزء 11 الكتاب الخامس، صفحة 232.

هيميثيريوس الشهيد

احد أبناء القائد مارسيللوس Marcellus الإثني عشر، واستشهد معه في أسبانيا سنة 298م أثناء حكم أجريكولاس Agricolaus.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. II, page 893.

المحتويات

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

قاموس القديسين و الشخصيات حرف و

قاموس القديسين و الشخصيات حرف ن

قاموس القديسين و الشخصيات حرف ه
قاموس القديسين و الشخصيات حرف ه

المحتويات