قاموس القديسين و الشخصيات حرف ز

هذا الفصل هو جزء من كتاب: قاموس القديسين و الشخصيات التاريخية.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل


ز

زارا يعقوب القديس

نشأته

الاسم "زارا يعقوب" معناه "نسل يعقوب" وهو أحد معلمي اللاهوت الأثيوبيين القلائل الذين تركوا تراثًا، وإن كان قليلاً، لكنه مازال ضمن تراث الكنيسة الأثيوبية.

وُلد حوالي عام 1399م ابنًا للإمبراطور داويت Dawit (1382 - 1413م) والملكة إجزي كبرى Egzi Kebra من تجري، وقد نشأ في الأديرة متعلمًا، ولم يكن له أمل في ارتقاء العرش الملكي إذ كان له أخوه الأكبر منه.

ثقافته

كان تتلمُذِه على الأديرة مثمرًا جدًا، وقد أتقن لغة الجئز Geeez وآدابها بعيدًا عن السياسة.

ملك اخوته واحدًا بعد الآخر وماتوا دون أن يتركوا وريثًا للعرش، وإذ ظل العرش خاليًا لسنوات عمها الاضطراب والفوضى بحث عنه الجيش وأقاموه على العرش. استلم الحكم حين كانت البلاد في حالة انهيار.

بحكم دراسته اللاهوتية وتعضيده لللاهوتيين في القصر عمل على إنهاء الخلافات الفكرية وتوحيدها في أثيوبيا.

جاء وفد من الإسكندرية بخصوص مشكلة يوم السبت حيث نادى البعض بضرورة تقديس السبت مع الأحد، وقد أمر الوفد بوضوح عدم العمل بتقديس السبت.

كانت له دالة خاصة مع القديسة مريم وأيقونتها التي في قصره.

إصلاحاته الدينية

بجانب اهتمامه بتوحيد الفكر اللاهوتي واهتمامه بالكتابة تشدد في إصلاحاته، فأمر المسيحيين برشم الصليب على جباههم.

كما اهتم بالاحتفال بأعياد القديسين، وقراءة بعض معجزات العذراء مريم في الكنائس كجزء من الليتورجيا.

عمله السياسي

نجح في عمله السياسي حيث ردّ إحدى غارات البربر وقتل ملكها، وتعهد الملك الذي خلفه بالطاعة له.

قضى على جميع محاولات الانقلابات ضد القصر وتخلص من كل من شك في أمانته.

كتب خطابًا شديد اللهجة إلى السلطان يقماق Iaqmaq (1438 - 1453م)، إذ سمع عن الاضطهاد الذي يعاني منه الأقباط تحت حكم سلفه برسباي Barsbey (1422 - 1453م). وعندما سمع بأنباء تدمير دير الماجستيس Al Maghtis في شمال مصر بكى بمرارة، وأقام حدادًا شعبيًا، وبنى ديرًا باسم دير ميتوك Dabra Metuq. وقد استقبل الوفد المصري بحفاوة إذ جاء يخبره بانتهاء الاضطهادات، وأرسل بنفسه وفودًا إلى الشرق الأوسط وأوربا، كان من بينها البعثة التي حضرت مجمع فلورنسا (1439 - 1440م).

تنيح عام 1468م.

أعماله

وضع مع بعض كهنته في القصر مجموعة من العظات التي تقرأ في الكنائس في الأيام المقدسة والأعياد، تتضمن بعض الردود على البدع مع كتب أخرى مثل:

كتاب الميلاد Masehafa Mild: عالج التثليث والتوحيد وتجسد الكلمة.

كتاب النور Masehafa Berhan: عالج قضايا لاهوتية عديدة.

خطاب للبشرية Tomara Tesbet: يشرح خطورة السحر وعبادة الأوثان.

كتاب الترانيم: يعتبر أحد كتب الترانيم المستخدمة في كنيسة أثيوبيا.

كتاب معجزات السيدة العذراء: مجموعة كبيرة من المعجزات دونها مضافة إلى المعجزات التي كتبت في مصر وترجمت إلى الأثيوبية.

قام بترجمة تاريخ يوسيفوس إلى لغة الجئز بواسطة رجال قصره من الكهنة.

تعيد له الكنيسة الأثيوبية في 3 نسي.

زاميكائيل أو أراجاوي وزملاؤه الثمانية

إلى أثيوبيا

يوجد تسعة قديسون، يؤكد المؤرخون أنهم جاءوا بطريقة منتظمة من دير القديس باخوميوس في صعيد مصر (ببافو) إلى أثيوبيا. ويرى البعض أنه يُحتمل أنهم ذهبوا إلى أثيوبيا بطريقة منفردة دون اتفاق مسبق.

يرى بعض المؤرخون أنهم جاءوا إلى أثيوبيا عقب الانشقاق الذي حدث في مجمع خلقيدونية سنة 451م، وعقب النزاع على النوبة بين الخلقيدونيين بقيادة الإمبراطور ثيؤدور. وأنهم قد ذهبوا إلى أثيوبيا لحماية الإيمان، خشية أن يتسلل فكر الخلقيدونيين بخصوص الطبيعتين في أثيوبيا.

ذهبوا في أثناء حكم الملك أليميدا Almida أو سالدابا Saaldabba، والذي أعقب حكم الملك تيزين Tizene أبو الملك كالب الشهير.

عندما تعاون الملك كالب مع العرب سنة 527 لإنقاذ مسحيي اليمن من اضطهاد الملك اليهودي ذي نواس (فينحاس) التمس صلاة أحد هؤلاء التسعة القديسين وهو القديس بانتاليمون Pantalemon.

القديسون التسعة هم: زاميكائيل أو أراجاوي، بانتاليمون، اسحق أو جاريما، جوبا، ألف، ليقانيوس، سيهما، يماتا، أفاسين أو أفس.

قائد القديسين التسعة

زاميكائيل: "زا" معناها "الكبير"، وكأن اسمه "ميخائيل الكبير". أما أراجاوي فمعناها "الشيخ". وقد دُعي أراجاوي منفاس، أي الشيخ الروحاني. ويعتبره الأثيوبيون المتقدم بين القديسين التسعة الذين جاءوا من دير القديس باخوميوس بصعيد مصر إلى أثيوبيا.

تأسيس دير دامو Damo

إليه يرجع الفضل في تأسيس دير دامو الشهير. فيه لبس القديس تكلاهيمانوت زيّ الرهبنة، هذا الذي عاش في دير ليبانوس في شوا. كما لبس أياسوس الزيّ الرهباني، وقد عاش في دير هايج. وأيضًا لبس هذا الزيّ فيه إسطفانوس الذي عاش في أمهارا.

هؤلاء جميعًا لبسوا زيّ الرهبنة على يد الأب يحنس، الحفيد الروحي للقديس أراجاوي.

يُقال أن القديس زاميكائيل قد استعان بحبلٍ لكي يصعد إلى قمة جبل دامو المنيعة، حيث بنى ديره هناك. وحتى اليوم يُستخدم الحبل لبلوغ قمة الجبل.

يُقال أيضًا أن أم القديس وتُدعى حنّة Enna قد تبعت مجموعة القديسين التسعة إلى أثيوبيا، هناك شيّدت ديرًا للراهبات.

تنيح هذا الأب في 19 بابه.

دير البراموس: الرهبنة الحبشية، 1999، ص100.

زخارياس الأسقف

رهبنته

كان ابن كاتب اسمه يوحنا ترك وظيفته واُختير قسًا، فنشأ ابنه زخارياس يتعلم العلوم الأدبية والدينية، ولما كبر عيّنه الوزير كاتبًا بديوانه.

بعد ذلك اتفق مع صديق له يسمى ابلاطس وكان واليًا على سخا أن يتركا عملهما ويذهبا إلى البرية ويترهّبا هناك. واتفق حضور أحد رهبان دير القديس يحنس القصير فعزما على أن يذهبا معه إلى ديره. فلما علم الوالي بذلك منعهما، وبعد أيام قليلة رأى الاثنان رؤيا كمن يقول لهما لماذا لم تُتمما النذر الذي قررتماه؟ فخرجا توًا خفية وسارا إلى البرية على غير معرفة بالطريق. فاتفق أن قابلهما أحد الرهبان فاستصحبهما إلى دير القديس يحنس.

لما علم أصدقاؤهما أخذوا من الوالي كتابًا ليرجعوهما، فبدّد الرب مشورتهم. أما زخارياس وصديقه فقد لبسا الثوب الرهباني وأجهدا نفسيهما في عبادات كثيرة، وكان ذلك في زمان القديسَين أنبا ابرآم وأنبا جاورجي اللذين كانا خير مرشدٍ لهما.

سيامته أسقفًا

لما تنيح أسقف سخا كتب الشعب إلى الأب البطريرك يطلبون القديس زخارياس ليكون أسقفًا عليهم، فاستحضره ورسمه رغمًا عنه. وقد حدثت وقت الرسامة أنه عندما همَّ الأب البطريرك بوضع يده على رأس زخارياس سطع نور من الكنيسة وظهر وجهه كنجمٍ بهي. ولما حضر إلى كرسيه فرح به الشعب وخرج للقائه بمنتهى الإجلال، فاستضاءت الكنيسة به.

كان هذا الأب فصيحًا ممتلئًا من النعمة، فوضع مقالات كثيرة ومواعظ وميامر. وأقام على كرسيه ثلاثين سنة ثم تنيح بسلام.

السنكسار، 21 أمشير.

زخارياس أو زكريا البابا الرابع والستون

كان من أهل الإسكندرية وُرسم قسا بكنيسة الملاك ميخائيل. وكان شيخًا متبتلاً طاهر السيرة وديع الخُلق، وكان محبوبًا من جميع الأساقفة حتى أنهم كانوا ينزلون عنده في كنيسته.

إبراهيم بن بشر والباباوية

لما تنيح القديس فيلوثاؤس البابا الثالث والستون، وقع الاختيار عليه ليخلفه، وكان السبب في الإسراع باختياره دون رهبان الأديرة هو ما بلغهم عن أحد أعيان الإسكندرية المدعو إبراهيم بن بشر، الذي كان مقربًا من الخليفة، والذي قدّم له رشوة وحصل منه على مرسوم بتعيينه بطريركًا، وأوفده مع بعض الجند إلى الإسكندرية. فاتفق الأساقفة مع الشعب على تقديم القس زكريا ورسامته بطريركًا، وكانت رسامته سنة 1004 م، وكانت بطريركته في عهد الحاكم بأمر الله والخليفة الظاهر. ولما وصل إبراهيم بن بشر إلى الإسكندرية وجدهم قد انتهوا من تكريس الأب زخارياس بطريركًا، فلما أطلَع الآباء الأساقفة على كتاب الملك خشي الآباء عواقب هذا الأمر وخافوا غضب الخليفة، فأشاروا على البطريرك أنبا زخارياس أن يطيب قلب إبراهيم بن بشر بالأسقفية، فرسموه قمصًا ولما خلا كرسي منوف العُليا جعلوه عليه.

رعايته

كان مدققا في سيامة الأساقفة لكراهيته الشديدة للسيمونية، أي اقتناء موهبة الكهنوت بدراهم.

أقام مجلسًا من الأساقفة لحل المشاكل الدينية، وللأسف كان أغلبهم من أقربائه فلم يراعوا الأمانة في خدمتهم، فكانوا يقبلون الرشوة من المتقاضين لتنفيذ مآربهم، وسبّب هذا ضيقا شديدا للبابا.

شفاء شماس تائب

قيل أن شماسًا اختلف مع زوجته فتركها، وإذ جربه الشيطان سقط في الزنا، فسمح الله بأن يُصاب بالبرص. عاد إلى زوجته فاشتكته لدى البابا. استدعاه البابا وفرض عليه قانونًا بأن يصوم أربعين يومًا إلى المساء ويأكل القليل جدًا. بعد انقضاء فترة التأديب صلى من أجله ونال الشفاء.

مشكلة القس يوحنا

من ذلك أن كاهنًا على قرية أبي نفر بالجيزة يُدعى القس يوحنا اشتهى الأسقفية، فطلب ذلك من البابا. قدم البابا هذا الطلب لمجمع الأساقفة فرفضوا الطلب، قيل لأنه كان متزوجًا. كان للبابا ابن أخ يُدعى ميخائيل أسقف سخا، كان محبًا للرشوة، طلب مالاً من القس يوحنا ليساعده على رسامته فرفض واعدًا إياه بالدفع بعد سيامته، رفض ميخائيل ذلك وبدأ في معاكسته.

كان القس يوحنا كلمته في دوائر الحكومة، فخشي الكتّاب من انتقامه بأن يشي بالبابا لدى الخليفة مما يثير الاضطهاد على الأقباط فكانوا يلاطفونه، وكتبوا له تزكية وخطابًا للبابا لسيامته أسقفًا.

إذ سمع الأسقف ميخائيل، وكان البابا في وادي هبيب حرض بعض العرب عليه. وإذ عرف البابا بذلك حزن جدًا وطيّب خاطر الكاهن ووعده بالأسقفية. رفض مجمع الأساقفة سيامته بسبب سوء تصرفه فأراد الانتقام، فكتب تقريرًا إلى الحاكم بأمر الله جاء فيه أن البابا يراسل ملوك أثيوبيا والنوبة ويكشف لهم عن أسرار البلاد وأن الحكام يسيئون معاملة الأقباط.

اضطهاده

غضب الحاكم بأمر الله وألقى القبض على البابا ومعه بعض الأساقفة، ووضعهم في السجن لمدة ثلاثة شهور. طرح البابا ومعه راهب يدعى سوسنة النوبي للأسود فلم ينلهما منهم أذى، بل تآنست بهما، وقيل أن أحد الأسود جاءت عند قدمي الراهب وكانت تلحسهما.

نقم الحاكم على متولّي أمر السباع وظن أنه أخذ رشوة من البطريرك، فأبقى السباع مدة بغير طعام ثم ذبح خروفًا ولطخ بدمه ثياب البطريرك والراهب وألقاهما للأسود مرة ثانية، فلم تؤذهما أيضًا.

تعجب الحاكم وأمر برفعه من بين السباع واعتقله ثلاثة أشهر، توعّده فيها بالقتل والطرح في النار إن لم يترك دينه، فلم يَخَفْ البطريرك. ثم وعده بأن يجعله قاضي القضاة فلم تفتنه المراتب العالمية ولم يستجب لأمر الحاكم.

أخيرًا أطلق سبيله بواسطة أحد الأمراء فذهب إلى وادي هُبيب، وأقام هناك تسع سنين، لحق الشعب في أثنائها أحزان كثيرة ومتاعب جمّة، كما هُدمت كنائس عديدة. منعه الحاكم من مكاتبة ملوك أثيوبيا والنوبة، وكان يتسلم هو مكاتباتهم للبابا، ويطلب منه أن يكتب إليهم بأن الأقباط يتمتعون بكمال الحرية والراحة وعدم التعرض لهم في دينهم، وأن يوصيهم بالمسلمين الذين تحت رعايتهم.

زوال الشدة

تحنن السيد المسيح فأزال هذه الشدة عن كنيسته وحوَّل الحاكم عن ظلمه، فأمر بعمارة الكنائس التي هُدمت وأن يُعاد إليها جميع ما أُخذ منها، كما سمح بضرب الناقوس مرة أخرى.

قيل أن راهبًا يُدعى بيمن نال من الحاكم حظوة وتمكن من استصدار أمر برفع الاضطهاد عن الأقباط، رجع البابا وأقام في كنيسة أبى سيفين مع بعض الأساقفة والكهنة والراهب بيمن. زاره الخليفة فعرفه بالبابا، فاندهش الخليفة لحقارة ملابسه وبساطته وسأله عن نفوذه، فأجابه الراهب: "إنه بحالته البسيطة هذه يستطيع أن يخضع الناس له برسالة يوقع عليها باسم الصليب أكثر من خضوعهم لجيوشك الجرارة".

أدار الخليفة وجهه وخرج من الكنيسة وهم لا يدرون ما عزم أن يفعل بهم، ولبثوا في الكنيسة يتوقعون حدوث كارثة، وزادهم رعبًا حضور القس يوحنا الكاهن بقرية أبى نفر علة المصائب التي حلت بهم. تقدم إلى البابا وهنأه بالعودة سالمًا، وعاد يطلب منه الأسقفية فاغتاظ الأساقفة ولاموا البابا على مقابلته له بالحنو، وحسبوا بساطته علة مهانتهم.

خاف يوحنا من الأسقف ميخائيل ابن أخ البابا واحتمى ببعض الحاضرين الذين أقنعوا الأسقف أن يصفح عنه، ثم رسموه قمصّا.

بعد ساعات عاد الخليفة وبدأ صوت البكاء يعلو إذ رأوه داخلاً بحاشيته وظنوا أن ضيقًا مرًا سيحل بهم. لكن سرعان ما تحول الحزن إلى فرح حيث سلّم الخليفة البابا فرمانًا بإباحة الحرية للأقباط، وردّ جميع ما سُلب منهم.

بعد ذلك أقام الأب زخارياس اثني عشر عامًا، كان فيها مهتمًا ببناء الكنائس وترميم ما هُدم منها. وبقى في الرئاسة ثمانية وعشرين عامًا، ثم تنيح بسلام سنة 1032.

السنكسار، 13 هاتور.

وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 114.

زِفيرينُس البطريرك

شهيد بدون سفك دم

جلس زِفيرينُس على كرسي روما خلفًا للبطريرك فيكتور الأول حوالي سنة 199م، وقد وقف هذا البطريرك بشدة وحزم أمام الصراعات والهرطقات التي ظهرت في روما في ذلك الوقت، حتى أن أعداءه لقّبوه بالمدافع الأول عن لاهوت السيد المسيح.

ربما وقف ضد المونارخية Monarchianis، ظهرت في القرنين الثاني والثالث وهي تنادي بوحدة الكيان الإلهي. يميز البعض بين نوعين من الموناخرية: الموناخرية الشكلية Modalist Nonerchism وهي كالسابيلية والموناخرية الديناميكية.

النوع الأول هو الوحدة التي فيها يصير الإيمان بالثالوث القدوس هو مجرد ثالوث أسماء لأقنوم واحد، أما النوع الثاني فهو الاعتقاد بوحدة العمل بين الثالوث القدوس.

في مقاومته للمونارخية التي رفضت استقلال الأقنومية كان يعاونه مساعده الأول كالستوس Callistus في هذا الأمر.

اُتهم زفرينوس بالسقوط في بدعة مؤلمي الآب Patripassianism، والتسيب في تأديب الزناة في دخولهم في الشركة.

في زمن الإمبراطور سبتيميوس ساويرس بدأ اضطهاد المسيحيين ومعاقبة كل من يتحول إلى المسيحية، حتى كثر عدد المعترفين. وبالرغم من أن البطريرك زِفيرينُس احتمل التعذيب في هذا الاضطهاد إلا أنه لم يستشهد، ومع هذا يُطلِق البعض عليه لقب "شهيد" بسبب ما عاناه من عذابات شديدة من أجل الإيمان. وكانت نياحته سنة 217م. يعيد له الغرب في 26 أغسطس.

Butler, August 26.

زكا وحلفا الشهيدان

كان زكا شماسًا من جادارا Gadara في عبر الأردن، وحلفا من عائلة شريفة من سكان إليوثيروبوليس Eleutheropolis. قطعوا رأسيهما معًا في الاضطهاد العام الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس وذلك في 17 نوفمبر سنة 303م.

وردت سيرتهما في حرف "ح" تحت "حلفا وزكا الشهيدان".

زكا وحلفا ورومانوس ويوحنا الشهداء

تُعيد لهم الكنيسة القبطية مع القديسين توما وبقطر واسحق من الأشمونين في 21 من شهر هاتور.

زكام الشهيد

تعيد الكنيسة لتذكار استشهاد القديس زكام في أول بؤونة.

زكاؤس الشهيد

شهيد من فلسطين، استشهد مع آخر اسمه ألفيوس Alphaeus أثناء اضطهاد دقلديانوس. وفي بعض المراجع يُذكَر باعتباره شماس من جادارا Gadara.

ذكرته الكنيسة الغربية في السابع من شهر يونيو.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. IV, page 1206.

زكريا الأسقف

هو أسقف سايس (مدينة تقع على فرع رشيد جنوبي الإسكندرية بحوالي 130 كيلو) ومن الآباء الذين عاونوا الأنبا إيساك، البابا السكندري الحادي والأربعون، في جهاده الروحي.

كان ابن كاهن يُدعى يؤانس، مع كونه كاهنًا كان أيضًا كاتبًا في ديوان الوالي، وكان ابنه زكريا كثير التأمل في الإلهيات، فمال بكل حرارة شبابه إلى حياة الرهبنة، فسارع إلى الترهب بدير الأنبا يؤانس القصير. تقابل في الدير مع شيخين قديسين هما الأنبا أبرآم وأنبا جاورجيوس الناسكين اللذين ملأ عبير قداستهما أرجاء الوادي. ومن غير المعروف تحديدًا المدة التي قضاها زكريا في الدير، لكن من المعروف أنه اُختير لأسقفية سايس، وأنه قضى فيها ثلاثين سنة معلمًا ومرشدًا لشعبه في دعة وأمانة.

من أعماله أنه كتب سيرة الأنبا يؤانس القصير ليجد فيها المؤمنون بركة وعزاء، اعترافًا منه بفضل ذلك القديس الذي ترهب هو في ديره واقتفى أثره. كذلك كتب عددًا من المقالات والميامر التي تعبر عن غيرة النفس الإنسانية المتطلعة نحو الله.

قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 315.

زكريا البليغ أسقف ميتيلين

مؤرخ سرياني مشهور، من رجال النصف الأول من القرن السادس، يسمى العلامة زكريا Zacharias Scholasticus أو زكريا الميتلينىZacharias of Mitylene وهو من غزة. درس الآداب اليونانية واللاتينية في الفترة من 485 حتى 487م بالإسكندرية، وسيم أسقفًا على ميتيلين بعد عام 527م.

التاريخ الكنسي

نال شهرة بسبب عمله "التاريخ الكنسي"، وهو عمل عام لتأريخ الفترة منذ عام 450 حتى 491م، فقد أرَّخ لمجمع خلقيدونية من جهة نظر الكنائس غير الخلقيدونية، كما أرَّخ للقديس ساويرس الأنطاكي وبطرس الأيبيري وإشعياء الناسك وتاودورس أسقف أنصنا بصعيد مصر وغيرهم.

بقية أعماله الكتابية

1. حوار ضد الأفلاطونيين.

2. رد علي أتباع ماني

زكريا الراهب القديس

رهبنة والده

كان أبوه يدعى قاريوس وكان متزوجًا، غير أنه اشتاق إلى الرهبنة وكاشف زوجته بما في فكره فوافقته على ذلك. وكان له ابن وبنت فتركهما عند أمهما وقصد برية شيهيت وترهب عند شيخ قديس هناك.

صبي في البرية

بعد قليل حدث غلاء شديد في البلاد، فأخذت المرأة ولديها وذهبت إلى البرية حيث كان أبوهما قاريوس، وشكت له ما تقاسيه من الغلاء وسلمته ولديه.

أما هو فقال لها: "إن الله قد قسم بيننا فخذي أنت البنت واتركي لي الولد". فأخذت البنت وانصرفت وأخذ هو الصبي وأتى به إلى الشيوخ، فصلوا عليه وتنبأوا عنه أنه سيكون راهبًا كاملاً.

تربى زكريا في البرية تربية صالحة، وتقدم في كل فضيلة. ولحسن طلعته وجمال صورته صار تذمر في الإسقيط بسببه، إذ قالوا: "كيف يكون صبي مثل هذا في البرية بين الرهبان؟" فلما سمع القديس زكريا بهذا ذهب إلى بحيرة النطرون ومن غير أن يُعلم أحدًا، وخلع ثيابه ونزل في البركة وانغمس فيها عدة ساعات فتحول لون جسمه إلى السواد وصار كالمجذوم، ثم صعد من الماء ولبس ثيابه وأتى إلى أبيه، فلم يعرفه إلا بعد أن تفرس فيه جيدًا، ولما سأله عن الذي غير منظره أعلمه بما عمل.

لما كان يوم الأحد مضى مع أبيه إلى الكنيسة ليتناول الأسرار المقدسة، فكشف الله للقديس إيسيذورس قس الإسقيط ما صنعه القديس زكريا، فتعجب وقال للرهبان: "إن زكريا تقدم في الأحد الماضي كإنسانٍ، أما الآن فقد صار ملاكًا".

حاز هذا القديس جميع الفضائل وخصوصًا التواضع، فكان فيه كاملاً حتى أن أباه قال عنه: "إنني تحملت تعبًا كثيرًا في الجهاد ولكنني لم أصل إلى رتبة ابني زكريا".

أقام هذا القديس مجاهدًا وناسكًا خمسًا وأربعين سنة، ودخل إلى البرية وهو ابن سبع سنين، فكانت أيام حياته اثنتين وخمسين سنة، ثم تنيح بسلام.

زكريا الطفل الشهيد

أثناء مذبحة أخميم حينما قتل أريانا الوالي الآلاف من المسيحيين، لاحظ طفل صغير يدعى زكريا ابن رجل صياد يدعى فاج، أنه في الوقت الذي كان يطرح فيه بعض الشهداء في النار بناء على حكم أريانوس، أن أشخاصًا نورانيين يحيطون بهذه النار، ويمدون أيديهم ويأخذون أرواح هؤلاء الشهداء من النار، ويضعون أكاليل بهية على رؤوسهم. لَفَت الطفل نظر أبيه بصوت مرتفع إلى هذا المشهد، وإذ سمعت الجماهير المحتشدة ما كان يقوله الطفل أسرعوا نحوه يستفسرون منه عما رأى.

لما رأى الوالي تلك الجموع تندفع نحو الطفل، أمر باستدعائه وقطع لسانه، فحمله أبوه على كتفه، ورآه وهو يُنَفَّذ فيه الحُكم. وفجأة شَفَى ميخائيل رئيس الملائكة لسان الطفل فصار يتكلم ويتهلل. فعاد به أبوه إلى الوالي ليخبره بما كان لعله يرتدع عن طغيانه حينما يرى بعينيه ما حدث. أما الوالي الطاغية فأمر بأن يُحرق الطفل وأبوه، وبسببهما آمن كثيرون وأعلنوا مسيحيتهم أمام الوالي، الذي أمر بقتلهم بالسيوف والرماح. وقيل أن عددهم بلغ ستمائة وأربعة شهيدًا.

الاستشهاد في المسيحية، صفحة 170.

زكريا الناسك

كان شيخًا وقورًا ورئيسا لدير الأنبا مقاريوس الكبير، وهو الذي استقبل في الدير الشاب إيساك، الذي صار فيما بعد الأنبا إيساك، البابا السكندري الحادي والأربعون، وساعده في تحقيق اشتياقه إلى الحياة النسكية.

انتخب بعد ذلك أسقفًا لكرسي سايس (التي ورد ذكرها في سيرة القديس زكريا الأسقف)، وظل يخدم شعبه إلى أن أصيب بمرض أدرك معه أن نهايته قد اقتربت، فذهب إلى الدير بينما ظن أبناء إيبارشيته أنه قصد إلى الصحراء ليسترجع صحته ويعود إليهم.

وفي الدير خدمه إيساك خدمة الابن البار لأبيه الحبيب، وحين دنت ساعة انتقال الأنبا زكريا إلى بيعة الأبكار جمع الرهبان حوله وأخذ يحثهم على التمسك بالمحبة التي هي رباط الكمال. ثم التفت إلى الأنبا إيساك وقال له: "يا بني، إذا ما نلت الكرامة فاذكر اخوتك الرهبان"، وكان الأسقف يشير بكلماته هذه إلى أن تلميذه الذي سينال كرامة البابوية المرقسية. وبعد أن أكمل وصيته لأبنائه الرهبان استودع روحه في يدي الآب السماوي.

قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 303 و308.

زنوبيوس وتيرانيو ورفقاؤهما الشهداء

يقدم لنا يوسابيوس وصفًا لما شاهده عن بعض الشهداء المسيحيين فيقول: "العديد من المسيحيين المصريين: بعضهم عاشوا في فلسطين والآخرون في صور، أعطوا براهين عجيبة عن صبرهم وثباتهم في الإيمان. بعد عدد لا حصر له من الجلدات والضربات التي تحملوها بفرح، أخرجوهم لمواجهة الحيوانات المفترسة مثل الضباع، والدببة البرية، والخنازير الوحشية والثيران الهائجة. وعندما أُطلِقت هذه الحيوانات المتوحشة المتعطشة للدم البشري على هؤلاء المؤمنين، بدلاً من أن تفترسهم وتقطعهم إلى قطع كما كان متوقعًا، وقفت رافضة أن تلمسهم أو تقترب إليهم، بل وكانت ترجع إلى الوراء لتهاجم الجنود الذين أطلقوهم.

ومع أن هؤلاء الشهداء كانوا يتمايلون أمام هذه الحيوانات اعتقادًا منهم أنهم بهذه الطريقة يثيرونها ويجعلونها تهاجمهم، كانت الحيوانات تجري نحوهم ولكن فجأة يتراجعوا مدفوعين بقوة إلهية. حدث هذا عدة مرات على مرأى من كل المشاهدين، وتكررت هذه المحاولات على ثلاث دفعات مختلفة دون جدوى. خلال هذا الوقت كله، وقف هؤلاء الشهداء غير مزعزعين، بالرغم من وجود شباب صغير جدًا بينهم.

كان من بينهم شاب صغير لم يتعدَ العشرين من عمره، وقف في مكانه غير مرتعبٍ أو مزعزعٍ، رافعًا عينيه نحو السماء وفاتحًا ذراعيه مثل الصليب، بينما الدببة والضباع بأنيابها القوية تهدد بتقطيعه وبموته في الحال، ولكن بمعجزة كانت تتحول عنه منسحبة.

آخرون تعرضوا لثور هائج، لم يمضِ عليه وقت طويل إلا وقد نطح وطرح في الهواء كثيرين من المضطهدين للمؤمنين، هؤلاء الذين جازفوا واقتربوا منه، وقد تركهم مطروحين على الأرض بين أحياء وأموات. لكنه لم يستطع الاقتراب من هؤلاء الشهداء. كان يقف عاجزًا محاولاً التقدم للأمام بينما يحاول الأشرار بعباءتهم الحمراء أن يستفزوه دون جدوى. وبعد محاولات عدة فاشلة مع حيوانات مفترسة أخرى قُطِعت رؤوسهم جميعًا بحد السيف وأٌلقيت أجسادهم في البحر، وآخرون من الذين رفضوا أن يقدموا القرابين للآلهة قتلوهم أو أحرقوهم أو شنقوهم بأية وسيلة أخرى، وكانت هذه الأحداث في عام 304م.

في تلك الأحداث أيضًا تحتفل الكنيسة بالقديس تيرانيو Tyrannio أسقف صور، الذي كان موجودًا أيضًا ورأى هذا وكان يشجع الشهداء في هذا الجهاد ولكنه لحق بهم بعد ست سنوات، عندما قُبِض عليه وأخذوه من صور إلى إنطاكية مع القديس زنوبيوس، الذي كان كاهنًا وطبيبًا من صيدا، وبعد أن عانا من عذابات كثيرة، ألقوا بهما في نهر أورونتس Orontes.

في زمن اضطهاد الإمبراطور ماكسيميانوس Maximinus، كان استشهاد القديس سيلفانُس Silvanus أسقف Emesa في فينيقية الذي افترسته الحيوانات مع أثنين آخرين، بيلس ونيلس وهما كاهنان مصريان في فلسطين قاموا بحرقهما في النيران، والقديس سيلفانو أسقف غزة الذي طرحوه في منجم نحاس بالقرب من بترا Petra في الصحراء العربية، وبعد ذلك قُطِعت رأسه مع تسع وثلاثين من مرافقيه.

Butler, February 20.

زنوبيوس الأسقف القديس

نشأ في فلورنسا Florence وتعمد في سن الواحدة والعشرين على يد الأسقف ثيؤدور الذي فيما بعد رسمه رئيس شمامسة. بسبب فضائله وعلمه اكتسب صداقة القديس أمبروسيوس أسقف ميلان، والذي رشحه لدى البابا داماسوس Damasus أسقف روما ليقوم بإحدى المهمات إلى كرسي القسطنطينية، وقد أتمها بنجاح وعاد بعد ذلك إلى إيطاليا.

بعد نياحة ثيؤدور اُختير زنوبيوس ليحل محله أسقفًا على فلورنسا، واستطاع أن يجتذب الجميع بفصاحته ومعجزاته وقداسة حياته وسيرته. ويقال أنه أقام خمسة من بين الأموات من بينهم طفل صدمته عربة أثناء لعبه أمام الكاتدرائية.

قد تنيح القديس زنوبيوس حوالي سنة 390م في سن الثمانين، ويعتبر شفيع وحامي مدينة فلورنسا الأساسي.

Butler, May 25.

زنوبيوس الأسقف الشهيد

كان أسقفًا على آيجي Aegae في سيليسيا Cilicia Secunda بين السنوات 285 و304م، واستشهد في زمن اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس.

بحسب التقليد اليوناني الذي يذكره في الثلاثين من شهر أكتوبر ولد زنوبيوس في آيجي من أبوين مسيحيين، اسم أبوه ثيؤدوروس Theodorus وأمه تكلا Thecla. رُسِم أسقفًا على مدينته، ويقال أنه قد شفى مرضى كثيرين يأس الأطباء من شفائهم.

حين قُبِض عليه وأُحضِر أمام الوالي انضمت إليه شقيقته زنوبيا Zenobia لتكون شريكة له، وبعد تعذيبه استشهد بقطع رأسه.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. IV, page 1214.

زنوبيوس الكاهن الشهيد

كاهن وشهيد من صيدا Sidon أثناء اضطهاد دقلديانوس Diocletian.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. IV, page 1215.

زواراس الشهيد

شهيد سرياني غير معروف تاريخ استشهاده، وتكريمًا له بُنيت كنيسة على اسمه في أميدا Amida حيث دُعيت إحدى البوابات في المدينة على اسمه. وقد كانت الكنيسة قائمة في سنة 503م وأيضًا سنة 650م حين دُفِن فيها سمعان أسقف الرُها Simeon of Edessa.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. IV, page 1220.

زوسيما القديس

رهبنته

وُلد هذا القديس في منتصف القرن الرابع الميلادي من أبوين مسيحيين قديسين من أهل فلسطين. وفي السنة الخامسة من عمره سلماه لراهب شيخ قديس، فربّاه تربية مسيحية وعلّمه العلوم الدينية، وبعد قليل رُسم شماسًا.

ترهب القديس زوسيما، وصار راهبًا تقيًا، فنما في الفضيلة نموًا مستمرًا. وكان ملازمًا للتسبيح والقراءة نهارًا وليلاً وفي وقت العمل أيضًا. ولما أكمل خمسًا وثلاثين سنة في الدير رسموه قسًا، فتزايد في نسكه وزهده وجهاده. وبعد أن قضى كذلك ثلاث عشرة سنة زرع العدو في فكره أنه قد أصبح يفوق كل أهل زمانه في التقوى والفضيلة. ولكن الرب شاءت مراحمه أن يرده عن هذا الظن، فأرسل إليه ملاكًا أمره بالانتقال إلى الدير القريب من الأردن، فقام ومضى إليه. هناك وجد شيوخًا قديسين أكمل منه في سيرتهم، فتبين له عندئذ أنه كان بعيدًا عمّا ظنه في نفسه. فأقام عندهم وكان من عادة هؤلاء الشيوخ أنهم في أيام الصوم الكبير بعدما يصومون الأسبوع الأول منه يتقربون من الأسرار المقدسة، ثم يخرجون من الدير وهم يتلون المزمور السادس والعشرين (السابع والعشرين حسب طبعة بيروت) وعند نهايته يُصلّون. وبعد أن يبارك عليهم الرئيس يوّدعون بعضهم بعضًا ويتفرقون في براري الأردن في المكان عينه الذي قضى فيه السيد له المجد أربعين يومًا وليلة صائمًا، يجاهد كل واحد منهم على حدة. فصار القديس زوسيما يخرج معهم كل عام ويسير في البرية سائلاً من الله أن يريه من ينتفع منه.

مع القديسة مريم القبطية

في إحدى مرات سياحته تقابل مع القديسة مريم القبطية، واستعلم منها عن سيرتها وسبب سياحتها. ثم طلبت منه التقرب من الأسرار الإلهية فأتاها بها في العام التالي وقرّبها، ثم افتقدها في العام التالي فوجدها قد تنيّحت، فواراها التراب، وقص سيرتها على رهبان الدير.

وبعد أن عاش تسعًا وتسعين سنة تنيح بسلام.

السنكسار، 9 برمودة.

زوسيموس أسقف روما

كان يونانيًا بالمولد وابنًا لكاهن اسمه ابرآم، ثم جلس على كرسي روما خلفًا للبطريرك القديس إينوسنت الأول Innocent I.

لا نعرف شيئًا عن حياته الأولى أو مهنته أو حياته الخاصة، لكن مدة رعويته التي بلغت أقل من سنتين (417 - 418م) كانت مزدحمة بالأحداث، تخللتها متاعب كثيرة وصراعات. أهمها قضية كاليستيوس Caelestius الذي كان محرومًا بسبب اعتقاده بالبيلاجية. قبل قانون الإيمان لبيلاجيوس كما جاء في رسالة له، وقبل شخص كالستوس Calesestius. عوقب الاثنان بأمر الإمبراطور هونوريوس Honorius.

حاول أن يعطي سلطانًا لآرل Arles على بلاد الغال، وقد وجد مقاومة شديدة، الأمر الذي تخلى عنه خلفه بونيفاس Boniface.

له 16 رسالة.

في أواخر أيامه كان زوسيموس يمرّ بنوبات تشنج كثيرة، إلى أن تنيح في أحدها في 26 ديسمبر سنة 418م.

Butler, December 26.

زوسيموس المؤرخ

مؤرخ بيزنطي في القرن الخامس. نال مركزًا في الخزينة الملوكية بالقسطنطينية أو في الإدارة.

بدأ تأريخه بملك أوغسطس Augustus وانتهى بعام 410م. اهتمامه الرئيسي هو الشئون المدنية؛ قدّم وجهات نظر سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية. حط من قدر قسطنطين وثيؤدوسيوس. هاجم الرهبنة ومدح تعاليم وثنية. آراءه تمثل آراء بعض الوثنيين المتعلمين في الإمبراطورية ورؤيتهم للمسيحية.

E. Ferguson: Encyclopedia of Early Church.

زوكوموس الرئيس

رئيس إحدى القبائل العربية في مصر، في منتصف القرن الرابع الميلادي. إذ كان ليس له أبناء استشار أحد الرهبان المشهورين في الصحراء المجاورة، فصلى له الأب الراهب وأكَّد له أنه لو آمن بالسيد المسيح فستتحقق رغبته ويهبه الله أبناء. أطاع زوكوموس وبالفعل وُلِد له ابن فاعتنق هو وكل قبيلته المسيحية وتعمَّدوا جميعًا.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. IV, page 1220.

زوسيموس وروفوس الشهيدان

من أهل إنطاكية أو فيلبي وكانا بصحبة القديس أغناطيوس الإنطاكي في رحلته إلى روما للاستشهاد.

قد وردت سيرتهما في حرف "ر" تحت: روفوس وزوسيموس الشهيدان.

زوًّي وإكسوبيريوس الشهيدان

عبدان لدى كاتالوس

كان إكسوبيريوس (أو بالأحرى هِسبيروس Hesperus) وزوِّي زوجته عبدان لرجل غني اسمه كاتالُوس Catalus، كان يعيش في زمن الإمبراطور هادريان Hadrian بمدينة أتّاليا Attalia إحدى مدن بامفيلية Pamphylia بآسيا الصغرى. وقد وُلِدا مسيحيان، ومع أنهما كانا غير مدققين في حياتهما الشخصية إلا أنهما ربّيا ولداهما قرياقوس Cyriacus وثيؤدولُس Theodulus على الحياة والسلوك المسيحي.

إذ رأى إكسوبيريوس وزوِّي سلوك ولديهما المسيحي خجلا من نفسيهما لعدم تميزهما عن بقية الوثنيين.

وشى البعض لدى ابن سيدهما بأن أفراد هذه الأسرة العاملة في بيته مسيحيون، وأنهم يستخفون بالآلهة. قيل له لكي يتأكد من هذا يُقدم لهم طعامًا مما ذبح للإله ليرى إن كانوا يأكلون منه أم لا. بالفعل أعد ابن كاتالوس وليمة حين احتفل بعيد ميلاد ابنه وأرسل لهما من الطعام المقدم للآلهة فرفضوا أكله، واعترفوا بأنهم مسيحيون لا يأكلون مما ذبح للأوثان، إذ يُحسب هذا الطعام نجسًا ودنسًا.

أبلغ كاتالوس قاضي المدينة عن هذه الأسرة التي تخدمه، وطلب بسرعة محاكمتها. عند ذلك قُبِض عليهما وقُدِّما للمحاكمة حيث قدّما اعترافًا حسنًا بمسيحيتهما.

محاكمتهم

إذ قُدم الأربعة للمحاكمة اعترفوا بكل شجاعة بإيمانهم المسيحي. فأصدر القاضي أمره بتعذيب الابنين أمام والديهما. ظن القاضي أنه بهذا يستطيع أن يؤثر على الأم زوئي ورجلها. ما حدث أنهما كانا بالأكثر يحثان ابنيهما على احتمال العذابات بشكر باعتبارها شركة مع السيد المسيح في آلامه وصلبه.

أخيرًا أصدر القاضي أمره بحرق الأربعة في أتون أُعد خصيصًا لهم. وكان الوالي والقاضي يسخران ويستهزئان بهم حين أُلقي الأربعة داخل الأتون قبل إشعال النار، وكان ذلك في سنة 135م.

مع احتراق جسدهم صعد بخور حُبهم إلى العرش الإلهي ذبيحة حب فائق.

بنى جوستنيان Justinian كنيسة في القسطنطينية تكريمًا للشهيدة زوِّي، ويبدو أن بعضًا من رفات هؤلاء الشهداء قد نُقِل إلى كليرمونت Clermont حيث مازالوا يكرمونهم.

زوْيّلوس ورفقاؤه الشهداء

استشهد زوْيّلوس وتسعة عشر من رفقاؤه في قرطبة Cordova بأسبانيا أثناء اضطهاد دقلديانوس.

كل ما نعرفه عنهم أن زوْيّلوس كان ابنًا لأحد الأشراف، مسيحيًا منذ ولادته، واستشهد سنة 304م وهو مازال صبيًا. وفيما بعد حين اكتُشِف جسده في عهد الملك ريكارِد Reccared بُنِيت كنيسة تكريمًا له تحوي رفاته.

Butler, June 27.

زينون الأسقف

نشأته

أسقف ماجوما Majuma وهي ميناء في غزة Gaza، في أواخر القرن الرابع الميلادي. كان ابن عم لثلاثة اخوة هم يوسابيوس ونستابي Nestabis وسميّه زينون Zeno، الذين استشهدوا سنة 362م في بداية حكم يوليانوس Julian على يد أهل مدينتهم. وعند اشتعال نيران الاضطهاد هرب زينون إلى أنثيدون Anthedon، إلا أنهم عثروا عليه وجلدوه بقسوة وطردوه من المدينة.

عاد إلى ماجوما حيث ظل مختبئًا إلى أن هدأت ثورة الوثنيين، وأثناء ذلك أحضرت إليه امرأة مسيحية عظام أقاربه الشهداء التي جمعتها بحرص شديد. وفيما بعد حين صار زينون أسقفًا على ماجوما في زمن حكم ثيؤدوسيوس Theodosius وضع العظام أسفل المذبح في الكاتدرائية التي شيدها خارج أسوار المدينة. وقد وضع فيها أيضًا عظام أحد المعترفين في نفس الاضطهاد واسمه نسطور Nestor الذي كان قد تنيح في منزل زينون بعد حمله إلى هناك.

فضائله

مارَس زينون منذ شبابه حياة البتولية والتوحد، وكان يعول نفسه ويخدم احتياجات الآخرين أيضًا من صناعة النسيج التي كان يعمل بها، والتي ظل يمارسها كذلك بعد رسامته أسقفًا. وقد عاش بعد المائة عام من عمره، وكان بقية أساقفة المناطق المحيطة يبجلونه ويحترمونه، ليس فقط لكبر سنه ولكن أيضًا لفضائله الكثيرة. ومن الذين شهدوا له سوزوميِن Sozomen الذي كان من سكان إحدى القرى المجاورة، فقال أن الأسقف زينون كان مواظبًا يوميًا على حضور القداسات في الكنيسة، ولم يكن يمنعه من ذلك بالرغم من كِبَر سنه سوى المرض الشديد.

شقيقه

كان لزينون شقيق متزوج اسمه أجاكس Ajax وكان أيضًا من المعترفين، وبعد أن صار أبًا لثلاثة أبناء عاش حياة البتولية وصار كاهنًا للكنيسة في بيثيليا Bethelia التي هي مسقط رأس سوزوميِن.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. IV, page 1213.

زينون الأسقف القديس

نشأته

من خلال مدح القديس زينون للقديس أركاديوس Arcadius الشهيد الموريتاني Mauretanian يظهر أن القديس ولد بأفريقيا، ومن خلال كتاباته اللاتينية الممتازة واقتباساته المأخوذة من فيرجيل Virgil يتبين لنا أنه تلقى تعليمًا عاليًا، وقد رُسِم أسقفًا على فيرونا Verona عام 362م.

تطهير كنيسة فيرونا من الوثنية ومن الأريوسية

من بعض كتابات القديس وتعاليمه لرعيته نعلم أنه في كل عام كان يُعمد الكثير من عابدي الأوثان، وأنه قاوم بكل غيرة وشجاعة الأريوسيين الذين ازدادوا جرأة وقوة بسبب الامتيازات التي تمتعوا بها تحت حكم الإمبراطور قنسطنطيوس Constantius.

عندما طهّر كنيسة فيرونا من الوثنية والبدعة الأريوسية بدأت جماعته في الازدياد مما حتّم بناء كاتدرائية كبيرة. وقد توافدت التبرعات من المواطنين الذي كانت محبتهم وكرم عطائهم كبيرًا حتى أن بيوتهم كانت مفتوحة دائمًا للفقراء الغرباء. وفي نفس الوقت كانت كل احتياجات الفقراء تُلبى على الفور حتى قبل أن يطلبوها.

حبه العجيب للعطاء

كان الأسقف زينون يشجع شعبه على عطائهم مؤكدًا لهم أنهم بهذا قد أعدّوا لأنفسهم كنوزًا في السماء.

وبعد معركة أدريانوبل Adrianople عام 378م التي هزم فيها البربر فالنس Valens بعد مذبحة عنيفة، أقام البربر الكثير من المعتقلات في المقاطعات المجاورة في الليريقيوم Illyricum وتراقيا Thrace. ويتضح أنه في هذه الأثناء من خلال إحسان ساكني فيرونا الكبير عُتِق الكثير من السجناء من العبودية، والبعض أُنقِذ من موتٍ قاسٍ، والآخر عُتق من العمل الشاق. وإن كان بعض هذه الأحداث قد وقع بعد نياحة القديس زينون، إلا أن بذله للذات الذي كان قد اتسم به أهل المدينة كان نابعًا عن جهاده وقدوته الصالحة.

أما عن حياته الخاصة فقد اختار القديس زينون أن يعيش في فقرٍ شديدٍ، وكثيرًا ما كان يتكلم عن الإكليروس الذي تلمذهم والكهنة وشركائه في الخدمة الذين كان يخصص لهم العطاء في عيد الفصح. وأشار إلى الرسامات التي كان يقوم بها في موسم الفصح.

اهتمامه بالتائبين والمكرسات

أشار إلى قبول التائبين القادمين في الأسبوع المقدس. وقد ذكر القديس أمبروسيوس العذارى المكرسات الساكنات في بيوتهن في فيرونا واصفًا لبسهن وحياتهن المقدمة للرب عن طريق القديس زينون، وكذلك الذين سكنوا في دير كان القديس هو منشئه ومديره. وكل هذا قبل أن يُنشئ القديس أمبروسيوس أي شيء من هذا المثيل في ميلان.

العماد في فيرونا

وكانت مازالت العادة في فيرونا أن يغطس الجسم كله عند العماد، وكانت المياه تدفأ لهذا الغرض، ولقد كان القديس زينون الكاتب الوحيد الذي أشار إلى عادة إعطاء الميداليات إلى المعمدين الجُدد.

نياحته

أما عن نياحة القديس في سنة 371م، ففي الكثير من السنكسارات يلقب القديس زينون بالشهيد، ولكن القديس أمبروسيوس الذي كان معاصرًا له في رسالة موجهة إلى سياجريوس Syagrius الذي خلف القديس يتكلم عن نياحته السعيدة، وفى كتاب خولاجي قديم لفيرونا يكرّم القديس زينون كأحد المعترفين. وربما لمعاصرته لأيام قنسطنطيوس وجوليان وفالنس فإنه قد استحق لقب الشهيد من خلال معاناته أثناء تعذيباتهم حتى وإن لم يمت مستشهدًا.

قد وصف الأب غريغوريوس الكبير (البابا الروماني) معجزة شهيرة حدثت بعد نياحة القديس بمائتي عام كتبها نقلاً عن شاهد عيان. ففي عام 598م هدّد نهر أديج Adige بإغراق فيرونا، فتوافد سكان المدينة إلى كنيسة أسقفهم القديس زينون، ولقد ظهر وكأن المياه تحترم المبنى فمع أن المياه وصلت في الخارج إلى مستوى النوافذ إلا أنها لم تدخل إلى داخل الكنيسة، وقد ظل سكان المدينة بداخلها في صلاة لمدة 24 ساعة حتى هدأت المياه مرة أخرى.

Butler, April 12.

زينون وسابيوس، نِستابُس، ونسطور الشهداء

في السجن

في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد في سنة 362م كان يوسابيوس ونِستابُس وزينون ثلاثة أخوة مسيحيين، اُتُّهِموا بتحطيم معبد وثني في غزة Gaza، فسُجِنوا وجُلِدوا.

لم تكن هذه العقوبة كافية في نظر الغوغاء فثاروا متوجهين نحو السجن وفتحوه عنوة وأخذوا الاخوة الثلاثة وسحلوهم في الشوارع وضربوهم بالعصي والحجارة، وأثناء ذلك أخذت النساء تضربهم في أجسادهم بالإبر وأخذ الطباخون الماء المغلي وسكبوه عليهم.

تحطّمت عظام الشهداء بما فيها جماجمهم حتى انسكبت أمخاخهم خارجها واختلطت بالتراب، ثم أخذوا جثثهم وألقوها خارج المدينة حيث الحيوانات النافقة وأشعلوا فيها النار. ثم خلطوا العظام المتبقية بعظام الجِمال والحمير حتى لا يستطيع المسيحيون تمييزها. لكن امرأة مؤمنة أتت ليلاً واستطاعت تمييز بعض عظامهم وأعطتها لرجل يدعى أيضًا زينون، كان يمتّ بصلة قرابة للشهداء. فأخذها وهرب إلى ماجوما Majuma. أبقى زينون العظام إلى زمن الإمبراطور ثيؤدوسيوس، ثم رُسِم أسقفًا فبنى كنيسة ودفن فيها العظام.

مع هؤلاء الأخوة الثلاثة كان شاب صغير اسمه نسطور تحمَّل مثلهم الحبس والجلد، ولكن أثناء سحله في الطريق أشفق البعض عليه فتركوه مُخَضَّبًا بدمائه، وبعد قليل استشهد متأثرًا بجراحاته في منزل زينون، الذي دفنه مع الأخوة الشهداء.

Butler, September 8.

زينون المعترف

جندي ومعترف من الإسكندرية، أثناء اضطهاد ديسيوس.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. IV, page 1212.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

قاموس القديسين و الشخصيات حرف س

قاموس القديسين و الشخصيات حرف ر

قاموس القديسين و الشخصيات حرف ز
قاموس القديسين و الشخصيات حرف ز