أسرار الكنيسة السبعة – (سر الزيجة) – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: أسرار الكنيسة السبعة – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

  • الزواج سُنَّة إلهية لإعمار الأرض وحفظ النوع البشري.

“أثمروا واكثروا واملأوا الأرض” (تك1 : 27 ، 28) .

“ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره” (تك18:2).

“يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسداً واحداً” (تك24:2).

  • والسيد المسيح جعل الزواج سر إلهي “ما جمعه الله لا يفرقه إنسان” (مت6:19). لذلك صار الزواج من أسرار الكنيسة. والسيد بارك عرس قانا الجليل (يو1:2-11). ومنع الطلاق إلاّ لعلة الزنا (مت9:19).

ويقول بولس الرسول عنه “سر عظيم”  وشبه علاقة المسيح بكنيسته بعلاقة الرجل بزوجته (أف22:5-33). ولذلك فإتحاد بهذه الصورة يجب أن يتم بنعمة إلهية، أي بعمل الروح القدس الذي يعطي للعروسين محبة روحانية متبادلة تحفظهم من الخلاف العادي والكراهية فتحفظ سلامة الأسرة. ولكن هذه المحبة تزداد لو حافظ العروسين على علاقتهم بالله في جهاد مستمر.

غايات الزواج

1)      تعاون الزوجين (تك18:2).

2)      حفظ النوع الإنساني.

3)      الحماية من الزنا (1كو2:7).

– يُمنع إرتباط المؤمن بغير المؤمن :- ونجد أن بولس الرسول يُرسل لأهل كورنثوس ويقول أنه إن آمن رجل وثنى فليحتفظ بزوجته الوثنية ولا يطلقها ، والعكس ، لكنه يضيف أنه لو مات رجل وثنى متزوج من إمرأة مسيحية فلا تتزوج ثانية إلا برجل مؤمن = ” فى الرب فقط” (1كو7 : 39) . فالزواج القائم لا ينفصم بإيمان طرف من الطرفين حتى لا تنهدم العائلات . ولكن لا يتم زواج جديد لمؤمن مع غير مؤمن.  وإلاّ فكيف يوحد الروح القدس بينهما، وكيف يجاهد كلاهما ليحفظا نعمة الروح القدس إن وجدت أصلاً، لكنها لن توجد ، فالزواج المدنى ليس زواج إلهي أي بواسطة الروح القدس على يد كاهن.

– الرسول بولس يفضل البتولية وإن لم يمكن فليتزوج المرء. وعليه إن ماتت زوجته أن لا يتزوج ثانية. وإن لم يقدر فليتزوج ، فالتزوج خيرٌ من التحرق. ومن هذا نفهم أن الزواج بأكثر من واحدة هو شئ مرفوض في المسيحية فالله خلق الإنسان من البدء هكذا رجل وإمرأة واحدة، وهكذا دخل نوح وبنيه للفلك، بل وهكذا كانت الحيوانات في الفلك. أما تعدد الزوجات في العهد القديم فكان لقساوة القلوب. وحتى البتوليون هم ثمرة زواج.

– ويقول ربنا يسوع المسيح “أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى” (مت19 : 4). وكون أن الله يخلق ذكرا وأنثى – آدم وحواء – فذلك يعنى أن هذا هو الوضع المثالى الذى يرتضيه الله. ولم نسمع أنه صار لرجل أكثر من إمرأة إلا فى نسل قايين أولا (تك4 : 23)، وكان واضحا أن عائلة قايين قد إنحرفت بعيدا عن الله. وبعد الطوفان أعاد الله تصحيح الوضع: وخلص فى الفلك 8 أنفس، هم 4 رجال ولكل منهم إمرأة واحدة. ولكن عاد الوضع بعد نوح وإنحرف مرة أخرى. ومع شريعة المسيح، شريعة الكمال، أعاد الرب الوضع لما أراده أولا، أى ذكرا واحدا لأنثى واحدة ويقول الرب يسوع أن هذا ما كان من البدء، أى أن هذه إرادة الله.

–  يعقد عقد الزواج بإسم ربنا يسوع المسيح. والبركة تكون من الثالوث، لذلك فهناك 3 رشومات (بالآب والإبن والروح القدس يتقدس الزواج) ولكن نقول بإسم ربنا يسوع المسيح

1) فكل نعمة حصلنا عليها هي بإسمه (يو16:1 + يو23:16) ، إسمه أى بقوة عمل صليبه .

2) الزواج هو رسم لعلاقة المسيح بكنيسته (أف5)

– خلق حواء من جنب آدم يشير لأن الله أراد أن يكون الرجل والمرأة جسداً واحداً وكما خرجت حواء من جنب آدم خرجت الكنيسة من جنب المسيح (دم للتقديس وماء للولادة الجديدة ودم للحياة في الإفخارستيا).

– ويتأمل الأباء فى أن الله أخذ ضلعا من آدم ليبنى من هذا الضلع حواء فقالوا – لم يأخذها من رأسه حتى لا تتسيد عليه، ولم يأخذها من قدمه فيتسيد هو عليها. بل أخذها من ضلع من ضلوعه من جانب قلبه، والقلب مركز المشاعر لتكون محل محبته، وهذا ما يقوله القديس بولس الرسول “كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب إمرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه..” (أف5 : 28 ، 29). كان آدم يحمل فى كيانه كياناً آخر. وكون أنها صارت أمامه فهذا لا يمنع أنهما كانا واحدا. ولاحظ قول الكتاب “ليبنى” ففى هذا إشارة أن الله لم يخلق إنسانا جديدا مختلفا عن آدم، بل هو بناء كَوَّنه الله من ضلع آدم. لذلك ففى الزواج يوحد الله الزوجين ليصيرا جسدا واحدا، ويجمعهما حب يضعه الروح القدس فى قلبيهما لبعضهما البعض. بل يصير كل منهما منشغلا بالحب بالطرف الآخر حتى لو إبتعدا. الزوج يقول عن زوجته هى جسدى، هى جزء منى   وهى تقول هو جسدى. هما جسد واحد.

– وتأتى المشاكل الزوجية والخلافات المعقدة نتيجة لعدم وجود الله فى حياة الزوجين، فينطفئ الروح القدس. وبالتالى تختفى المحبة الروحانية والتى هى عمل الروح القدس فى قلبيهما. وحين تختفى المحبة الروحانية التى يضعها الروح القدس فى قلوب الزوجين تظهر الفروق فى الطباع والشخصيات وتبدأ الخلافات، هذه التى كان الروح القدس ينهيها أولا بأول.

سر كرامة الزواج

إن الله هو الذي أراده وباركه وتممه، فالله طرف ثالث في العلاقة بين الرجل والمرأة، والروح القدس يعطي نعمة للعروسين هي نعمة محبة وإرتباط روحي وليس إرتباط جسدي فقط. ويلبس العروسين أكاليل كتكليل لهما على حفظ عذراويتهما وبكوريتهما إلى لحظة الإكليل. لذلك فصلاة زواج الأرامل هي صلاة بلا أكاليل. لذلك قال بولس الرسول “ليكن الزواج مكرَّماً عند كل واحد والمضجع غير نجس” (عب4:13)

سر الزواج

الزواج في العالم هو لتكوين أسرة ولتكوين حياة إجتماعية ولحماية الإنسان من أخطاء الشهوة الجنسية.

أما الزواج في المسيحية فهو بالإضافة لما سبق ذكره فهو علاقة ثلاثية بين الزوج وزوجته والله.

فبينما أن سر المعمودية يجعل المعمد في المسيح عضو حي وخليه حية في جسد المسيح. فإن سر الزواج يجعل الزوجين جسد واحد في المسيح كخلية حية مثمرة لزيادة الكنيسة ونموها عددياً.

ولأن الله شريك للأسرة فهو:-

  • يكون هو رأسها ، موجوداً في البيت ويباركه ويظلل عليه ويستر عليه ويضم أعضاء البيت بحنانه.
  • يقول الكتاب “ما جمعه الله…” فالله الذي جمع الزوجين ليضمن نجاح هذه الأسرة يملأها من نعمة المحبة، وهذه المحبة هي محبة روحانية أي محبة مصدرها الروح القدس الذي ناله الزوجان في السر. لكن كأي نعمة فهي تحتاج للجهاد حتى تستمر وتنمو.  والمحبة الروحانية غير المحبة الجسدانية.  فهذه الأخيرة مصدرها الاحتياج الجسدي لكلا الطرفين لبعضهما البعض.  وبينما أن المحبة الجسدية من سماتها أنها تتناقص سريعاً بسبب الخلافات الطبيعية بين الزوج والزوجة، نجد أن المحبة الروحانية تزداد مع الزمن حتى لو لم يكن هناك علاقات جسدية. وهذه المحبة هي نعمة غير منظورة يحصل عليها الزوجين بصلاة السر. وشرط إزدياد هذه المحبة الروحانية بين الزوجين – هذه التى يضعها الروح القدس فى قلبيهما – هو الجهاد للإمتلاء من الروح القدس.
  • الزوجين الذين يأتون للكنيسة للزواج طالبين هذه النعمة ويطلبون هذه الشركة والوحدة فى المسيح، قابلين أن يملكوا الله على بيتهم وعلى حياتهم يجعلهم الله ملوكاً وكهنة.
  • طبيعة المحبة التي يعطيها الله وهي المحبة الروحانية هي محبة على شكل محبة الله، هي باذلة، يبذل فيها كل طرف نفسه وما يملك للآخر.
  • عموماً فالإنسان ينتمي لله بصفة أساسية وليس لإنسان آخر فنحن من الله وراجعين لله، فإن لم يكن الله شريكاً أساسياً في حياة وبيت الزوجين، فهناك إحتمال كبير لفشل هذا المشروع وهذا ما قاله السيد المسيح “لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يو5:15). لذلك فالله هو الذي يجمع الزوجين، ويجمعهم فيه، ويوحدهم فيه.
  • من عظمة سر الزواج أن بولس الرسول شبه علاقة الرجل بزوجته بعلاقة المسيح بكنيسته (أف22:5-33).
  • ليس معنى أن الله يعطى الزوجين محبة روحانية أن هناك خطأ في العلاقة الجسدية، وبولس الرسول يشرح أن هذه العلاقات طاهرة “ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد والمضجع غير نجس” (عب4:13) وهذه العلاقة طاهرة فالله هو الذي أسسها حين قال “ليترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون كلاهما جسداً واحداً” (تك24:2). فقوله جسداً واحداً معناه العلاقات الجسدية (راجع 1كو16:6). ولكن المحبة التى يعطيها الروح القدس للزوجين هى إضافة على المحبة الجسدية تحفظ العائلة وتذيب الشقاقات والخلافات وتقرب الزوجين من بعضهما.
  • ولكن بولس الرسول يوصى بأن تكون هناك فترة يقضيها الزوجين بدون علاقات جسدية ، ويتفرغوا للصلاة والصوم . وفى هذه الفترة يتذوقا أفراح المحبة الإلهية حين يكرسا كل طاقاتهما لمحبة الله وراجع (1كو7 : 32 – 34) وفى هذه الايات نرى أن كل طرف من الزوجين ينشغل بالآخر ، أما المتبتل لا ينشغل سوى بالله . ولذلك بدأ بولس الرسول هذا الاصحاح بأنه “حسن للرجل أن لا يمس امرأة” حتى يتكرس بكل عواطفه لحب الله فيرتفع من مستوى الملذات الجسدية الى الأفراح الروحية وهى أثمن بما لا يقاس . وراجع فى هذا تفسير الاصحاح السابع من رسالة كورنثوس الأولى. ولكن على أن يكون هذا بالإتفاق بين الزوجين حسب قول بولس الرسول .
  • فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان = هناك زواج مدنى وهو سنة إلهية منذ بدء الخليقة (تك1 ، 2) ولكن الزواج فى المسيحية مختلف ، فالزواج يكون ببركة خاصة من الله وبسماح منه وعن طريق وكلاؤه من الكهنة.   لماذا ؟  ببساطة فالمسيحى حين تعمد فهو صار عضوا فى جسد المسيح وخلية حية في جسده . وأى تغيير فى صفته لا بد أن يكون بسماح وبركة ونعمة خاصة يعطيها الله للزوجين ليكونا جسدا واحدا فى جسد المسيح، وخلية متكاثرة فى جسد المسيح. فهل يحق للمسيحى أن يتزوج زواجا مدنياً وهو عضو فى جسد المسيح دون بركة وإذن من رأس الجسد؟  لذلك يقول الذى جمعه الله…

طقس سر الزواج

  • تبدأ الصلوات بإعلان الزواج ويكون هذا على ثلاث دفعات بإسم الآب والابن والروح القدس. ليبارك الثالوث القدوس في هذا السر.
  • كالعادة تأتى صلاة الشكر بعد ذلك فنحن لا نبدأ أي صلاة بغير الشكر.
  • تأتى بعد ذلك صلاة الثياب وبعدها نلبس العريس وعروسه ثياباً، إشارة لنعمة الله التي تحل عليهما وتستر عليهما وتبارك في حياتهما.
  • يأتي البولس بعد ذلك من رسالة أفسس الإصحاح الخامس

 

البولس (أف 5: 10-18):- “22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. 25أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، 26لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ،    27لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. 28كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. 29فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. 30لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 31«مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». 32هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. 33وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا. ”

وفيه:

1- على النساء أن يخضعن لرجالهن.

2- علاقة الزوج بزوجته هي رسم لعلاقة المسيح بكنيسته.

3- كما أحب المسيح كنيسته هكذا فليحب الرجل إمرأته، وكما تخضع الكنيسة للمسيح هكذا فلتخضع المرأة لرجلها، وكما بذل المسيح نفسه عن كنيسته هكذا فليبذل الرجل نفسه عن زوجته، إذاً الخضوع ليس سيادة وتملك بل هو محبة. هو محبة وليس قهر. هو خضوع وليس خنوع.

4- ثم نسمع المزمور والإنجيل لنرى بركة الزواج في المزمور ونرى قانون الزواج في الإنجيل فحينما يجمع الله الزوجين فلا يجوز لأحد أن يفرقه.

المزمور ( مز19: 5):- “5وَهِيَ مِثْلُ الْعَرُوسِ الْخَارِجِ مِنْ حَجَلَتِهِ. يَبْتَهِجُ مِثْلَ الْجَبَّارِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ ”

المزمور ( مز128: 3):- “3امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. ”

الإنجيل (مت 19: 1 – 6 ):- ” 1 وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2 وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ . 3 و جَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟»  4 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5 وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا . 6 إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ . فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».  ”

5- وتأتى بعد هذا طلبات ليبارك الله في هذا الزواج.

6- وبعد ذلك صلاة على الزيت ليرشم الكاهن العروسين، والزيت يشير لعمل الروح القدس دائماً، والروح القدس هو الذي يبارك كل الأسرار وهو الذي يتمم سر الزواج، هو الذي يجعل الزوجين واحداً في المسيح، وهو الذي يعطى المحبة الروحانية في قلبيهما، وهو الذي يقرب بينهما بالرغم من الاختلافات الطبيعية في شخصياتهما.

7- صلاة الأكاليل :

يصلى الكاهن على أكاليل يلبسها بعد ذلك للعروسين، وبسبب هذا يسمى السر كله صلاة الإكليل، فلماذا الأكاليل؟

  • سمعنا من قبل أنها مكافأة لهما على حفظ أنفسهما في طهارة قبل الزواج، فكلاهما كان بكراً.
  • من مَلَّكَ الله على بيته وعلى حياته يجعله الله ملكاً ويلبسه إكليل، صار العريس ملكاً على أسرته والعروس ملكة في بيتها.
  • من يحصل على المحبة الباذلة الروحانية التي هي على شكل محبة المسيح لكنيسته ويستمر في هذه المحبة يُكَلَّل، ومن له هذه المحبة فملكوت الله في داخله، ومثل هذا يكلل، هم ليسوا ملوك في المجتمع بل في ملكوت الله الذي في داخلهم.
  • لذلك نسمع في صلاة الإكليل هذه العبارة ” أكاليل مجد وكرامة ” وكلمة مجد نسمع عنها في (زك5:2) حين يقول الله ” أكون مجداً في وسطها”، ولأن الله في وسط هذه الأسرة فيكون لها مجد وكرامة.
  • علاقة الزوج والزوجة مثلها بولس الرسول بعلاقة المسيح بكنيسته (عروسه). وبهذا يكون هذا الطقس مماثل لعلاقة المسيح الملك بعروسه (كنيسته) التى جعلها كنيسة ملوك وكهنة (رؤ1) ولهذا يُستقبَل العريس وعروسته فى دخولهما الكنيسة بلحن إبؤورو (ملك السلام) لأن العريس هنا صار كملك مع عروسه الملكة ولذلك يكللوا كملك وملكة. ولذلك تجلس العروسة عن يمين عريسها كما قال المزمور ” قامت الملكة عن يمينك” (مز9:45).

8-  ثم تأتى صلاة حلول الروح القدس حين يصلى الكاهن :

كللهما بالمجد والكرامة أيها الآب أمين

باركهما أيها الابن الوحيد أمين

قدسهما أيها الروح القدس أمين

فالبركة هي بركة الثالوث.

9- صلاة التسليم:

هنا نرى حكمة الكنيسة في الصلاة التي يسلم فيها الكاهن العروس لعريسها.  فنسمع “يخضع كل منكما لصاحبه” أى يخضع الرجل لزوجته كما تخضع الزوجة لرجلها….  فهل يتعارض هذا مع قول بولس الرسول والنساء يخضعن لرجالهن؟

1- لا تعارض قطعاً.  فالكنيسة لا تفهم الكتاب بالحرف بل بالروح.

2- والرجل حل عليه الروح القدس كما على المرأة في سر الميرون ، والروح القدس يرشد الرجل كما يرشد المرأة ولذلك فعلى الرجل أن يسمع لصوت إمرأته فلعل صوتها هذا أو رأيها هذا هو صوت الروح القدس ينبهه إلى خطأ سوف يقع فيه لو نفذ رأيه.  وعموما فى المسيحية “ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً في المسيح يسوع” (غلا 3: 28).

3- لكن إن أصر الرجل على رأيه فعلى المرأة أن تخضع لرجلها فالرجل هو رأس الأسرة وصاحب القرار وطبيعة العلاقة بين الرجل وزوجته إن الزوجة تحب أن يكون رجلها له القدرة على اتخاذ القرار.

4- أخيراً نسمع قول بولس الرسول إن خضوعنا بعضنا لبعض دون كبرياء ودون قهر أحد لأحد هو طريق لامتلائنا بالروح “أمتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح….  خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله” (أف 5: 18-21) وبعد هذا مباشره يقول بولس الرسول “والنساء فليخضعن لرجالهن” (أف 5: 22) فيكون المعنى…  إن على الرجل والمرأة كليهما أن يخضع للآخر ليمتلئوا بالروح، ولكن إن أصر الرجل على موقفه فلتخضع المرأة حفاظاً على سلامة البيت وهدوءه .

10-    الوصايا : يأتى بعد ذلك وصايا الكنيسة لكلا الزوج والزوجة

11-    البركه الختامية : وهى صلوات طلب البركة للزوجين وأن يعطيهما الرب المحبة الروحانية تجمع بين قلبيهما وتكون هذه الصلاة وهم ساجدين أمام الهيكل.

فترة الخطبة

هي فترة إختبار يكون فيها الخطيب كأخ لخطيبته، وإذا لم يتفقا فهما ينفصلان، وكونهم ينفصلوا في أثناء الخطبة فهذا ليس بمشكلة، فالزواج هو الذى بلا إنفصال.

عقد الأملاك

يشير لأن كل منهما أصبح ملك الآخر وكل أملاك الرجل للمرأة والعكس. وكان هذا طقساً قديماً ويؤدى الآن مع طقس الإكليل.

المسح بالزيت

دليل حلول روح الله خلال صلاة الإكليل المقدس ويشير لأن الروح سيقدس حياتهما ويطرد عنهما الأرواح النجسة ويجمعهما في محبة روحانية، ويثبتهما فى المسيح كجسد واحد ، أو قل كخلية مثمرة.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found