أسرار الكنيسة السبعة – (سر مسحة المرضي) – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: أسرار الكنيسة السبعة – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

– يقوم بممارسة السر كاهن مشرطن، ولو كان الأمر غير ذلك كان من الممكن أن يقوم به أي شخص عادي أو فرد من الأسرة بدلاً أن يذهبوا ويستدعوا شيوخ (قسوس) الكنيسة (يع5 : 14 ، 15) . إذاً الرسول حدد القسوس لممارسة السر.

– ويسمى سر مسحة المرضى أو مسحة الزيت أو القنديل لأن القدماء كانوا يضعون الزيت في قنديل. ولأن المرض في بعض الأحيان يكون مرتبطاً بالخطية (يو14:5) “ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر”. لهذا ففي كلام يعقوب الرسول نجد أن الشفاء من المرض وغفران الخطية مرتبطان. لذلك ينبغي الإعتراف والتوبة قبل هذا السر. ولكن هناك أمراض لا علاقة لها بالخطية وهذه تحتاج لعلاج طبي. والله يجب أن نلجأ إليه قبل أن نذهب للطبيب. وراجع إصحاح 38 من سفر يشوع بن سيراخ فهو يشرح تماما هذا الأمر .

ومادة السر هي الزيت

– وهذا فعله الرسل (مر13:6). ويجب أن يكون الكاهن صائماً عندما يمارس السر هو والمريض.

– وهناك فرق كبير بين القنديل وتبريك المنازل . فهناك صلاة مختلفة على ماء وليس زيتاً لتبريك المنازل.

– ممنوع عمل سر مسحة المرضى بعد التناول، فالتناول هو كمال الأسرار وتمامها.

– من الأخطاء الشائعة عمل القنديل وقت الصوم الكبير ولكن الكنيسة تمارس السر يوم جمعة ختام الصوم لكل شعبها.

1- فهي لن تمارس السر مع مريض في أسبوع الآلام، لذلك فالكنيسة تصلي للكل بنفس فكرة الجناز العام يوم أحد الشعانين.

2- صوم الأربعين هو صوم للتوبة، وقد يكون هناك تائبين أصابتهم أمراض بسبب خطاياهم وإذ تابوا تصلي لهم الكنيسة ليشفوا.

– الكنيسة الكاثوليكية تمارس السر عند الوفاة وهذا خطأ لأن السر يستلزم التوبة والإعتراف فكيف يتوب ويعترف فاقد الوعي الذي إقترب من الموت.

– سر مسحة المرضى غير موهبة الشفاء. فالموهبة تمارس بلا زيت.

– كان السر يمارس في الكنيسة عن طريق 7 كهنة ورقم 7 رقم كامل (7كنائس في سفر الرؤيا) والسر يمارس عن طريق سبع صلوات يصلي كل منها كاهن. ويُمسح المريض بالزيت 7 أيام كاملة. وفي الصلاة يشعل كل كاهن فتيلة. والآن يُمارس السر بواسطة كاهن أو أكثر يوقدون هم الفتائل. والفتائل إشارة لعمل الروح القدس في السر.

– السر يحتاج لكي يتم

1) توبة وإعتراف وإيمان المريض

2) صلوات الكاهن المشرطن السبعة.

والصلوات تعزي المريض وأهله وتجعلهم يرفعوا قلوبهم لله في تسليم فمن ضمن الصلوات “إن أردت يا رب فإشفي المريض. وإن أردت أن تأخذه فليكن هذا بيد ملائكة نورانيين يحملون نفسه للسماء” .

“إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت” (رو8:14)

الفتائل

الفتيلة تشير للمريض نفسه. فإن اشتعلت الفتيلة بدون زيت تحترق فوراً ولكن إن تخللها الزيت فإنها تنير.

المعنى .. الله يسمح بالمرض لتنقية الإنسان . والله فى الأصل لا يريد للإنسان أن يتألم بل خلقه فى جنة الفرح فكلمة عَدْنْ كلمة عبرية تعنى الفرح. ولكن بسبب الخطية قد يُحرم الإنسان من الفرح ومن أن يكون نوراً للعالم وأيضا من الخلاص الأبدي. لذلك الله فى محبته يسمح بالألم حتى يترك الإنسان خطيته “من تألم فى الجسد كُفَّ عن الخطية” (1بط1:4-13).

الفتيلة المبرومة تشير للإنسان المتألم من مرضه ولكنه قد لا يكون فاهماً حكمة الله من المرض. وفى تذمره على الله يطفئ الروح القدس داخله (1تس5 : 19) فيكون كالفتيلة التى تحترق لأنها بلا زيت. أما الفتيلة المملوءة بالزيت المُصلَّى عليه فهى تشير للمريض الذى نال نعمة الروح القدس من هذا السر فيعطيه الروح القدس أن يفهم محبة الله وإرادته في خلاصه ، وأن ما سمح به من مرض هو لخلاصه وأن يسلم أمره لإله محب فيتنقى ويعود نوراً للعالم كهذه الفتيلة المنيرة.

وهم سبع فتائل إشارة لأن العمل الإلهى عمل كامل فى تنقية الإنسان كله. فرقم سبعة هو رقم الكمال.

سر مسحة المرضى والشفاء الكامل

فكرة هذا البحث من شرح لنيافة الأنبا توماس أسقف القوصية ومير من على قناة أغابي

ماذا يعنى الشفاء الكامل؟

الإنسان ليس جسداً فقط، بل هو جسد ونفس وروح. والشفاء الكامل هو شفاء للثلاثة عناصر. ولكي يشفي الله أرواحنا فهو يستخدم الجسد بطريقتين:

  • يعطى الله للجسد خيرات مادية تفرحه فيجذبه إليه، ويكون هذا مثلاً بمعجزة شفاء.
  • يسمح الله ببعض الألم للجسد (كما حدث مع أيوب، بل مع بولس أيضاً) وكلا الطريقتين هما أدوات يستخدمهما الله لشفاء الإنسان الكامل.

ويقول القديس إغريغوريوس فى قداسه “ربطتنى بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة” والأدوية نوعان :-

1)  أدوية لشفاء مرض موجود :- وهذه مثل ألام أيوب لشفائه من البر الذاتى .

2)  أدوية للوقاية من الأمراض كالتطعيم :-

وهذه كألآم بولس الرسول لحمايته من أن يرتفع (2كو12) .

إذًا فالله يستخدم الأمراض الجسدية للشفاء من الأمراض الروحية .ً وبنفس الطريقة سمح بولس الرسول للشيطان أن يؤدب زانى كورنثوس بضربه فى جسده فتخلص روحه فى يوم الرب (1كو5 : 5) + “من تألم فى الجسد كُفَّ عن الخطية” (1بط4 : 1) .

وهناك فهم خاطئ للآية “أنا الرب شافيك” (خر15: 26). فالبعض يريد أن يفهمها أن الله لابد وأن يشفي الجسد إذا ما التجأنا إليه بالصلاة حتى لو بمعجزة أو بشفاعة أحد القديسين.. وهذا الفهم خاطئ. فالبعض يحتاج لمرض الجسد حتى تخلص الروح في يوم الرب (1كو5:5).

ولذلك لم يشف الله بولس، ولا استطاع بولس أن يشفي تلميذيه أبفرودتس وتروفيمس (في2: 27 + 2 تي4 : 20).

ويشرح بولس الرسول هذا بقوله “وإن كان إنساننا الخارج يفني فالداخل يتجدد يوماً فيوماً…” (2كو 4: 16 – 18).

لذلك يقول الكتاب “والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم” (لو9: 11) فهناك من يحتاج للشفاء وهناك من يحتاج للمرض، وذلك لتخلص الروح في يوم الرب وخلاص الروح أو شفاء طبيعتنا التي مرضت بالخطية هو الشفاء الكامل.

ولنعلم ان شفاء طبيعتنا الكامل لن يكون إلا في السماء حين نلبس الجسد الممجد .

سبع صلوات في سر مسحة المرضى

رقم 7 هو رقم الكمال. والمعنى أن السبعة صلوات هي إشارة عن طلب الشفاء الكامل. ونلاحظ أن كل صلاة تعالج مشكلة معينة أو مرض معين تنبه الكنيسة أنه يحتاج لشفاء. والمريض الذي يبرأ يصير نوراً للعالم. فطالما هو مريض فهو ظلمة، أما الذي أبرأه الله فيتحول إلى نور للعالم.

كما قلنا من قبل أن القطنة هي إشارة للمريض، والقطنة المبرومة إشارة للمريض الذي عقد النية على فهم إرادة الله وحكمته وقرر أن يخضع لمشيئة الله ويسلم الأمر له في صبر.

والنار تمثل المرض أو التجربة. والنار بدون الزيت تحرق القطنة فوراً ولكن بالزيت تنير. والزيت مع صلوات السر إشارة لعمل الروح القدس في المريض لشفائه شفاءً كاملاً فيتحول إلى نور في العالم، وهذا هو الشفاء. والسبع صلوات هم سبع محاور للشفاء.

الصلاة الأولى:

أوشية  المرضى: هي طلب للشفاء الكامل من الرب يسوع الطبيب الحقيقي لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا. وهنا نراه يشفينا من العبودية والسبي للخطية، ويحررنا من الأرواح النجسة، فهو معين من ليس له معين. ونسأله أن يعطى عزاء ومعونة للمرضى.. والأهم ليعطها خلاصاً.. وهذا هدف الله من التجربة.. خلاص النفس.

 

الكاثوليكون (يع5: 10-20):- “10خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. 11هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. 12وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ. 13أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ. 14أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، 15وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. 16اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. 17كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. 18ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. 19أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، 20فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. ”

نجد فيه تأسيس السر، وأن الكهنة يصلون ويرشمون المريض بزيت. ونسمع أن إيليا كان تحت الآلام.. وأننا نطوب الصابرين. ولذلك نسأل أنفسنا كمرضى لماذا لا نحتمل الآلام مثل إيليا ونصبر ونحتمل المشقات.

الإنجيل (يو5: 1-17):- “1وَبَعْدَ هذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 2وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. 3فِي هذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ الْمَاءِ. 4لأَنَّ مَلاَكًا كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَانًا فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ. 5وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 6هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» 7أَجَابَهُ الْمَرِيضُ:«يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ». 8قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». 9فَحَالاً بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ سَبْتٌ. 10فَقَالَ الْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ:«إِنَّهُ سَبْتٌ! لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ». 11أَجَابَهُمْ:«إِنَّ الَّذِي أَبْرَأَنِي هُوَ قَالَ لِي: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». 12فَسَأَلُوهُ:«مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي قَالَ لَكَ: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟». 13أَمَّا الَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ اعْتَزَلَ، إِذْ كَانَ فِي الْمَوْضِعِ جَمْعٌ. 14بَعْدَ ذلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ:«هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ». 15فَمَضَى الإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ الْيَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذِي أَبْرَأَهُ. 16وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ. 17فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ».  ”

نرى أن الخطية هي سبب المرض لمريض بيت حسدا. وهناك نقطة مهمة أن المريض قال للسيد “ليس لي إنسان يلقيني…” والمسيح شفاه ليعرف أن ينظر بعد ذلك للمسيح وليس لإنسان، هنا المسيح شفا أيضاً إيمان الرجل وهذا هو الأهم لخلاص نفسه. هذا الرجل صار له خبرات إيمانية وعرف كيف يستند على المسيح بعد ذلك.

المزمور: هذا المزمور وباقي المزامير السبعة في السبعة صلوات هي صلوات صراخ لله ليستمع ويستجيب فإننا ضعفاء “يارب لا تبكتني بغضبك، ولا تؤدبني برجزك. إرحمني يارب فإني ضعيف، إشفني…”.

وتتبلور فكرة الصلوات في الصلاة الختامية “أقم عبدك هذا من موت الخطية. وإن أمرت بإقامته إلى زمان آخر فامنحه مساعدة ومعونة لكي يرضيك في كل أيام حياته. وإن أمرت أن تأخذ نفسه. فليكن هذا بيد ملائكة نورانيين يخلصونه من شياطين الظلمة. إنقله إلى فردوس الفرح ليكون مع جميع القديسين” وهذا منتهى التسليم في يد الله، فهو الذي يعرف متى تكون النفس مستعدة للإنتقال. وإن كانت النفس مستعدة فلماذا نعطلها عن سماع الصوت المفرح “أدخل إلى فرح سيدك”.

الصلاة الثانية

الإنجيل (لو19: 1-10):- ” 1ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. 2وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيًّا، 3وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. 4فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. 5فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ:«يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا. 7فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ». 8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ:«هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». 9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، 10لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».”

عن زكا العشار قصير القامة. هنا نتقابل مع الأمراض التى تسمى الأمراض الخَلقية او العاهات المولود بها الانسان ، كالمولود أعمى مثلا . وهنا نتقابل مع مرض يعيش فيه كثيرون دون أن يدروا أنهم مرضى يحتاجون للشفاء. هذا المرض هو أن الإنسان لا يقبل نفسه كما هو إذا كان فيه عيباً (تشوه، نقص، فقر..) فيحاول أن يلبس نفسه ثوباً ليس له ليجتذب احترام الناس له. لكنه غير قادر أن يعيش حياة طبيعية وسط الناس. ولذلك نجد زكا القصير يستخدم العنف ليزداد غِنى فيحترمه الناس لغناه، وهو منعزل لا يستطيع أن يدخل وسط الناس، فيصعد على شجرة. هو إنسان يشعر أن قيمته صارت فيما يملك، صار يشعر أن الناس تقبله ليس لشخصه بل لما يملك من مال ، فيزداد الناس كرهاً له فيزداد نفوره من الناس، ويحدث شرخاً في نفسيته ، وتزداد ألامه.

أما المسيح الطبيب الشافي فنجده يقبل زكا كما هو، يناديه ويقبله ويدخل بيته ويشفي طبيعته فيتنازل عما تصور سابقاً أنه يعطيه قيمة، وعرض التنازل عما يملك. لقد شفاه المسيح إذ قبله كما هو ودخل بيته، إشارة لصفحه عنه قبل أن يدخل حياته. إذاً المرض الخلقى هو فى حقيقته بركة ، فبسببه نال زكا والأعمى الخلاص.

الشفاء من هذا المرض أن قيمة كل منا هي في المسيح الذي فينا. أما من ليس فيه المسيح فهو بلا قيمة. حينما صار المسيح في زكا صار نوراً للعالم “أعطى نصف أموالي للمساكين”. لقد شفى زكا من إحساسه بالنقص وصار يقبل نفسه كما هو لأنه في المسيح والمسيح فيه (المسيح في بيته).

البولس (رو15: 1-7):- “1فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. 2فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ، لأَجْلِ الْبُنْيَانِ. 3لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ». 4لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ. 5وَلْيُعْطِكُمْ إِلهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا فِيمَا بَيْنَكُمْ، بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 6لِكَيْ تُمَجِّدُوا اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَفَمٍ وَاحِدٍ. 7لِذلِكَ اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا قَبِلَنَا، لِمَجْدِ اللهِ.  ”

علينا أن نحتمل ضعف الضعفاء.. كما إحتمل المسيح زكا.. حتى لا نزيد متاعبهم = لأجل البنيان. فالمسيح قبلنا كما نحن وعلينا أن نقبل الآخرين كما هم.

أوشية المسافرين: فيها إشارة إننا كلنا في هذه الحياة مسافرين إلى الأبدية. ونسمع هنا “إصحبهم في الإقلاع والمسير… إشترك في العمل مع عبيدك” ومن يشترك معه الرب، أو من هو في الرب والرب فيه يصير نوراً للعالم. قيمته في المسيح الذي فيه ويعمل معه، وليست في نفسه. ويصبح ما يعمله كاملاً وناجحاً .

الصلاة الثالثة:

أوشية الثمار: فيما سبق رأينا أن من هو في المسيح تكون له حياة ويكون نوراً. ومن له حياة يثمر. ولكن نلاحظ أن من يحيا بلا ثمر يشعر أنه بلا قيمة وهذا يسبب له مرضاً نفسياً. ومن يعطيه المسيح حياة وثمر يشفي نفسياً ويحقق ذاته. هنا نجد حالة مرضية جديدة ، انسان له مظهر الحياة لكنه به أمراض (أفات) تجعله كميت بلا حياة ، وبالتالى فلا ثمار له ، “لك اسم انك حى وانت ميت” (رؤ3: 1) .

البولس (1كو12: 28 -13: 8)

البولس (1كو12: 28 -31):- “28فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ. 29أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ 30أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟ 31وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضًا أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ. ”

البولس (1كو13: 1 -8):- “1إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. 2وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. 3وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا. 4الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، 5وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، 6وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، 7وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 8اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ.  ”

نرى هنا أن لكل واحد موهبته يعطيها له الله فيكون له ثمر. ولكن لنلاحظ أنه ليس من المفترض أن تكون لي كل الثمار، فلا داعي أن أنظر لأخي وأحسده على مواهبه. فالله يعطى لكل واحد موهبة تختلف عن الآخر فيحدث التكامل ويبنى الجسد. ولنلاحظ أن أهم ثمرة هي المحبة، وهذه للكل. وبدونها فلا ثمار على الإطلاق، والمحبة هي ما يريدها المسيح من الجميع.

الإنجيل (مت10: 1-8):- “1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. 5هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً:«إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. 8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا.  ”

المسيح يرسل تلاميذه لبناء الكنيسة وقد زودهم بمواهب شفاء وإخراج شياطين. وثمارهم هي إيمان البشر مستخدمين هذه المواهب. فالله يعطينا المواهب لنخدم بعضنا بعضا ، ولخدمة الاخرين ، ولتكامل جسد المسيح .

ولبناء الكنيسة (1بط4: 10 + اف4: 11، 12)

الصلاة الرابعة:

أوشية الرئيس: لكل منا رئيس في هذا العالم، وهناك نوعين من الخطأ في معاملة الرؤساء:

1-      التمرد عليهم وكراهيتهم. ونجد الأوشية هنا تُصَلِّي للرؤساء.

2-      الخنوع لهم فهم مصدر الخير والرزق. ونجد الأوشية هنا تقول “رئيس أرضنا عبدك”.

وبهذا تصحح الأوشية موقفنا من الرؤساء. فالرئيس هو عبد لله لكنه مُعَيَّن من قبل الله، وإحترامه هو إحترام لله، فعلينا أن نحبهم ونحترمهم ونصلي لأجلهم. وأعبِّر عن رأيي لديهم بغير خوف ولكن بإحترام. وفي نفس الوقت غير خائف منهم فرزقي وحياتي في يد الله… هذه الأوشية تجعلني أتساءل.. من هو الذي له سلطة حقيقية علىَّ ؟ هنا نجد مرض آخر خفى ألا وهو أن نحيا فى رعب من كل من له قوة او سلطان ، خائفين على حياتنا أو أرزاقنا . لكن الخوف ينبغى أن يكون من الله وحده ، فهو الرازق وهو الديان ، ولكن علينا أن نكرم من ينبغى له الإكرام (رو13: 7)

البولس (رو8: 14-21):- “14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. 17فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ. 18فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. 19لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. 20إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ ­ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا ­ عَلَى الرَّجَاءِ. 21لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.  ”

لأن كل الذين ينقادون بروح الله = فكل من لا يضع الله رئيساً حقيقياً له فهو مريض. أما من يضع الله رئيساً له فهو ابن الله = فأولئك هم أبناء الله. ومن لا يخضع لله كقائد حقيقي تتشوش حياته ويصير مريضاً نفسياً.

والمرض النفسي ينشأ من:

1-      كراهية الرئيس مع الخوف منه فتمتلئ النفس بأفكار الإضطهاد والحقد والخوف.. وتفقد النفس  سلامها.

2-      الخنوع للرئيس كمصدر خير للإنسان، وهذا يفقده الإحساس بألوهية الله، والبنوة لله، وبالتالي تفقد النفس سلامها.

وفي الحالتين إذا فقدت النفس سلامها، يصير الإنسان مريضاً نفسياً.

الإنجيل (لو10: 1-9):- “1وَبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا، وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ. 2فَقَالَ لَهُمْ:«إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ. 3اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا كِيسًا وَلاَ مِزْوَدًا وَلاَ أَحْذِيَةً، وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ. 5وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً: سَلاَمٌ لِهذَا الْبَيْتِ. 6فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحُلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَإِّلاَّ فَيَرْجعُ إِلَيْكُمْ. 7وَأَقِيمُوا فِي ذلِكَ الْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا عِنْدَهُمْ، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِق÷ أُجْرَتَهُ. لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. 8وَأَيَّةَ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَقَبِلُوكُمْ، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ، 9وَاشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيهَا، وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. ”

الله يرسل رسله إلى العالم كحملان وسط ذئاب فهو يعلم أن العالم مملوء ذئاباً، لكن يأمرهم الرب أن يعطوا السلام للعالم ويشفونه. نحن فعلة في كرم الرب، وكرم الرب هو كل العالم، وإذا صار الإنسان إبناً لله، يعطي السلام للذئاب فيتحولوا إلى حملان.. فيصير الحصاد كثير.. وهذا هو الثمر المطلوب.

الصلاة الخامسة:

أوشية الراقدين: هذه الصلاة تعطينا الإحساس بالغربة. فنحن حياتنا ستكمل في السماء. هنا نواجه مرضا روحيا ألا وهو من يظن أنه سيحيا إلى الأبد على الارض فينجذب لحياة الملذات الخاطئة . مثل هذا الانسان سيسمع القول المرعب  “يا غبى فى هذه الليلة تؤخذ نفسك فهذه التى اعددتها لمن تكون” . وهذا معنى هذه الأوشية هنا . حياة أولاد الله الحقيقية هى فى السماء ، بل هي تبدأ الآن بأن نحيا السماء الآن “ها ملكوت الله داخلكم” ومن بدأ يحيا في السماويات، فهو متصل بما بعد الإنتقال. هذه الصلاة تربط الآن (ما نحياه الآن) بالمستقبل. ومن لا يحيا في ملكوت السموات فكيف ينتظره بشوق؟ بل هو سيخاف من فكرة الموت. أما من شُفي فهو يشعر بالحياة الأخرى ويتشوق لها، ولا يخاف من فكرة الموت. سيصير كجنين في بطن أمه وبعد خروجه تستمر حياته ولكن بصورة أبهج وفي نور. ومن لا يدرك هذا يمرض نفسياً من فكرة الموت. السؤال هنا.. هل حياتنا متصلة بالأبدية. إذاً نحن ننتقل من حياة إلى حياة. أما من يعيش الخطية فهو ينتقل من موت إلى موت.

من ينتقل من حياة إلى حياة، هو ينتقل من حياة سماوية يحياها ويتذوقها هنا بالإيمان إلى حياة سماوية يراها بالعيان. وأما من ينتقل من موت إلى موت فهو ينتقل من موت هو لذة الخطية إلى موت أبدي. وهذا الأخير هو من يرتعب من فكرة الموت، يريد أن يحيا للأبد في لذة الخطية التي يعرفها ولا يريد أن ينتقل لحياة أخرى لا يعرف عنها شيئاً.

البولس (غل 2: 16 – 20):- ” 16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. 17فَإِنْ كُنَّا وَنَحْنُ طَالِبُونَ أَنْ نَتَبَرَّرَ فِي الْمَسِيحِ، نُوجَدُ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا خُطَاةً، أَفَالْمَسِيحُ خَادِمٌ لِلْخَطِيَّةِ؟ حَاشَا! 18فَإِنِّي إِنْ كُنْتُ أَبْنِي أَيْضًا هذَا الَّذِي قَدْ هَدَمْتُهُ، فَإِنِّي أُظْهِرُ نَفْسِي مُتَعَدِّيًا. 19لأَنِّي مُتُّ بِالنَّامُوسِ لِلنَّامُوسِ لأَحْيَا للهِ. 20مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.  ”

يعرض علينا طريق هذه الحياة “مع المسيح صلبت فأحيا..” فطريقة الحياة، بأن أصلب الجسد مع الأهواء والشهوات (غل 5: 24) هي طريق الحياة. وطريق الحياة هذا يكون بأن المسيح يحيا فيّ.

الإنجيل (يو14: 1-19):- “1«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. 2فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، 3وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، 4وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ».5قَالَ لَهُ تُومَا:«يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. 7لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ». 8قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ:«يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». 9قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ 10أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. 11صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. 12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. 13وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. 14إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. 15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ. 18لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. 19بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.”

السيد المسيح يطمئننا بأن لنا مكان في السماء. وأنه هو الطريق والحق والحياة، وأنه سيرسل الروح القدس المعين.

الصلاة السادسة

أوشية القرابين: فيها نقدم للرب الشكر على كل ما أعطانا، فهناك طريقتان:

  1. أن نحيا شاكرين فيفرح الله بنا وينعكس فرحه علينا فنفرح.
  2. أن نحيا متذمرين ناقمين، غير راضين على شيء، حاسدين من له أكثر منا، شاعرين بالظلم. ومن يحيا هكذا يمرض نفسياً.

الإنسان القانع الشاكر، يملأه الله بركة. هو شاعر ومصدق ومؤمن بأن كل ما يسمح به الله هو للخير(رو 28:8 + 1كو 22:3 )، فلماذا التذمر إذا كان كل ما يجرى في حياته هو طريقه للسماء مثل هذا الإنسان القانع يتفاعل مع مجتمعه بصورة صحيحة ويحيا كانسان سوى. وهذا لا ينظر إلى ما عند أخيه، فالله يعطى كل واحد ما يحتاجه لخلاص نفسه. أما المتذمر فهو منفصل عن المجتمع، ناقم عليه، متألم، فاقد الفرح. هنا نتقابل مع مرض روحى هو التذمر على الله ، وهذا يؤدى لمرض نفسى ، فنجد أمامنا انسان فاقد للفرح ، مر النفس . ولاحظ أن المسيح يريد النفس الشاكرة فيزيدها كما حصل للأبرص الذى عاد شاكرا على الخلاص (لو17: 19). فالقلب الشاكر هو قلب لين يسهل لله أن يتعامل معه ويغيره ، فيشفيه ، فيخلص .

البولس (كو 3: 12-17):- “12فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، 13مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. 14وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. 15وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ. 16لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. 17وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْل أَوْ فِعْل، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ. ”

يؤكد على نفس المعنى… كونوا شاكرين… تسبحون الله في قلوبكم بشكر.

الإنجيل (لو 7: 36-50):- “36وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. 37وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ 38وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. 39فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذلِكَ، تَكَلَّمَ فِي نَفْسِهِ قِائِلاً:«لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ». 40فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«يَاسِمْعَانُ، عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ». فَقَالَ:«قُلْ، يَامُعَلِّمُ». 41«كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُمِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ. 42وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا. فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟» 43فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ:«أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ:«بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ». 44ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ:«أَتَنْظُرُ هذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ، وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. 45قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي، وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ. 46بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي، وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ. 47مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ، لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً». 48ثُمَّ قَالَ لَهَا:«مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ». 49فَابْتَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ:«مَنْ هذَا الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضًا؟». 50فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:«إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ». ”

عن المرأة الخاطئة والفريسى. فبينما شكرت المرأة المسيح غفرت خطاياها وإيمانها خلصها. أما الفريسى فهو تذمر وإنتقد المسيح، ولم يشكره أنه أتى لبيته، وهنا نال توبيخا من المسيح.

الصلاة السابعة

نحن نحيا في العالم في حرب مستمرة من إبليس ونحتاج لقوة في محاربته. المرض هنا هو حروب خارجية.

أوشية الموعوظين : هي طلب أن يثبتنا الله في الإيمان، ويثبت وصاياه في قلوبنا. نحن هنا نكلم مرضى ونطلب منهم مقويات ضد الأمراض التي تهاجم المرضى حتى يستطيعوا أن يقاوموا هذه (الميكروبات) التي تهاجمهم. هذه الصلاة تعالج الضعف، وتطلب القوة لعلاج الضعف الذي يعانى منه المريض.

البولس (أف 6: 10-18):- “10أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. 11الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. 12فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. 13مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. 14فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، 15وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. 16حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. 17وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. 18مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،  ”

ينبه أن الحرب هي ضد قوات شر روحية في السماويات التي نحياها، ويريد عدو الخير أن يجتذبنا منها للأرضيات. والرسول بولس هنا يستعرض لنا الأسلحة التي وفرها لنا الله. ومن يظل ضعيفا يمرض إذ تهاجمه الميكروبات الروحية. وكيف نتقوى؟

1) نكون فى الرب        2) نستعمل سلاح الله       3) بالحق          4) بالبر

5) بكلمة الله                6) بالايمان                   7) بالصلاة

الإنجيل (مت 6 : 14-18 ) :- ” 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ. 16«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، 18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. ”

رأينا في البولس أن حربنا هي مع شياطين لذلك فالقراءات هنا تشير أنه لا يجب أن ننظر للبشر، ولا نركز عليهم في حياتنا:

  1. لا نحارب البشر، بل إغفروا للناس فهم ليسوا أعداءكم.
  2. بالتظاهر أمامهم بأننا نصلى أو نصوم، فهذا يفقدنا إحساسنا بالله والصلة به، فنفقد قوتنا في حروبنا مع إبليس.

 

 

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found