الأصحاح الثامن والأربعون – سفر حزقيال – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثامن والأربعون

الأعداد 1-29

الآيات (1 - 29): -

"1« وَهذِهِ أَسْمَاءُ الأَسْبَاطِ: مِنْ طَرَفِ الشِّمَالِ، إِلَى جَانِبِ طَرِيقِ حِثْلُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ حَصْرُ عِينَانَ تُخْمُ دِمَشْقَ شِمَالاً إِلَى جَانِبِ حَمَاةَ لِدَانٍ. فَيَكُونُ لَهُ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى الْبَحْرِ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 2 وَعَلَى تُخْمِ دَانٍ مِنْ جَانِبِ الْمَشْرِقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لأَشِيرَ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 3 وَعَلَى تُخْمِ أَشِيرَ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِنَفْتَالِي قِسْمٌ وَاحِدٌ. 4 وَعَلَى تُخْمِ نَفْتَالِي مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِمَنَسَّى قِسْمٌ وَاحِدٌ. 5 وَعَلَى تُخْمِ مَنَسَّى مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لأَفْرَايِمَ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 6 وَعَلَى تُخْمِ أَفْرَايِمَ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِرَأُوبَيْنَ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 7 وَعَلَى تُخْمِ رَأُوبَيْنَ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِيَهُوذَا قِسْمٌ وَاحِدٌ. 8 وَعَلَى تُخْمِ يَهُوذَا مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ تَكُونُ التَّقْدِمَةُ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا عَرْضًا، وَالطُّولُ كَأَحَدِ الأَقْسَامِ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ، وَيَكُونُ الْمَقْدِسُ فِي وَسْطِهَا. 9التَّقْدِمَةُ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ تَكُونُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا طُولاً، وَعَشَرَةَ آلاَفٍ عَرْضًا. 10 وَلِهؤُلاَءِ تَكُونُ تَقْدِمَةَ الْقُدْسِ لِلْكَهَنَةِ. مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا فِي الطُّولِ، وَمِنْ جِهَةِ الْبَحْرِ عَشَرَةُ آلاَفٍ فِي الْعَرْضِ، وَمِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ عَشَرَةُ آلاَفٍ فِي الْعَرْضِ، وَمِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا فِي الطُّولِ. وَيَكُونُ مَقْدِسُ الرَّبِّ فِي وَسْطِهَا. 11أَمَّا الْمُقَدَّسُ فَلِلْكَهَنَةِ مِنْ بَنِي صَادُوقَ الَّذِينَ حَرَسُوا حِرَاسَتِي، الَّذِينَ لَمْ يَضِلُّوا حِينَ ضَلَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا ضَلَّ اللاَّوِيُّونَ. 12 وَتَكُونُ لَهُمْ تَقْدِمَةً مِنْ تَقْدِمَةِ الأَرْضِ، قُدْسُ أَقْدَاسٍ عَلَى تُخْمِ اللاَّوِيِّينَ.

13« وَلِلاَّوِيِّينَ عَلَى مُوازَاةِ تُخْمِ الْكَهَنَةِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا فِي الطُّولِ، وَعَشَرَةُ آلاَفٍ فِي الْعَرْضِ. الطُّولُ كُلُّهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، وَالْعَرْضُ عَشَرَةُ آلاَفٍ. 14 وَلاَ يَبِيعُونَ مِنْهُ وَلاَ يُبَدِّلُونَ، وَلاَ يَصْرِفُونَ بَاكُورَاتِ الأَرْضِ لأَنَّهَا مُقَدَّسَةٌ لِلرَّبِّ. 15 وَالْخَمْسَةُ الآلاَفِ الْفَاضِلَةُ مِنَ الْعَرْضِ قُدَّامَ الْخَمْسَةِ وَالْعِشْرِينَ أَلْفًا هِيَ مُحَلَّلَةٌ لِلْمَدِينَةِ لِلسُّكْنَى وَلِلْمَسْرَحِ، وَالْمَدِينَةُ تَكُونُ فِي وَسْطِهَا. 16 وَهذِهِ أَقْيِسَتُهَا: جَانِبُ الشِّمَالِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ، وَجَانِبُ الْجَنُوبِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ، وَجَانِبُ الشَّرْقِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ، وَجَانِبُ الْغَرْبِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ. 17 وَيَكُونُ مَسْرَحٌ لِلْمَدِينَةِ نَحْوَ الشِّمَالِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَنَحْوَ الْجَنُوبِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَنَحْوَ الشَّرْقِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَنَحْوَ الْغَرْبِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ. 18 وَالْبَاقِي مِنَ الطُّولِ مُوازِيًا تَقْدِمَةَ الْقُدْسِ عَشَرَةُ آلاَفٍ نَحْوَ الشَّرْقِ، وَعَشَرَةُ آلاَفٍ نَحْوَ الْغَرْبِ. وَيَكُونُ مُوازِيًا تَقْدِمَةَ الْقُدْسِ، وَغَلَّتُهُ تَكُونُ أَكْلاً لِخِدْمَةِ الْمَدِينَةِ. 19أَمَّا خَدَمَةُ الْمَدِينَةِ فَيَخْدِمُونَهَا مِنْ كُلِّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 20كُلُّ التَّقْدِمَةِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا. مُرَبَّعَةً تُقَدِّمُونَ تَقْدِمَةَ الْقُدْسِ مَعَ مُلْكِ الْمَدِينَةِ. 21 وَالْبَقِيَّةُ لِلرَّئِيسِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ لِتَقْدِمَةِ الْقُدْسِ وَلِمُلْكِ الْمَدِينَةِ قُدَّامَ الْخَمْسَةِ وَالْعِشْرِينَ أَلْفًا لِلتَّقْدِمَةِ إِلَى تَخْمِ الشَّرْقِ، وَمِنْ جِهَةِ الْغَرْبِ قُدَّامَ الْخَمْسَةِ وَالْعِشْرِينَ أَلْفًا عَلَى تُخْمِ الْغَرْبِ مُوازِيًا أَمْلاَكَ الرَّئِيسِ، وَتَكُونُ تَقْدِمَةُ الْقُدْسِ وَمَقْدِسُ الْبَيْتِ فِي وَسْطِهَا. 22 وَمِنْ مُلْكِ اللاَّوِيِّينَ مِنْ مُلْكِ الْمَدِينَةِ فِي وَسْطِ الَّذِي هُوَ لِلرَّئِيسِ، مَا بَيْنَ تُخْمِ يَهُوذَا وَتُخْمِ بَنْيَامِينَ، يَكُونُ لِلرَّئِيسِ. 23 وَبَاقِي الأَسْبَاطِ: فَمِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِبَنْيَامِينَ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 24 وَعَلَى تُخْمِ بَنْيَامِينَ، مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِشِمْعُونَ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 25 وَعَلَى تُخْمِ شِمْعُونَ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِيَسَّاكَرَ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 26 وَعَلَى تُخْمِ يَسَّاكَرَ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِزَبُولُونَ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 27 وَعَلَى تُخْمِ زَبُولُونَ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ لِجَادٍ قِسْمٌ وَاحِدٌ. 28 وَعَلَى تُخْمِ جَادٍ مِنْ جَانِبِ الْجَنُوبِ يَمِينًا يَكُونُ التُّخْمُ مِنْ ثَامَارَ إِلَى مِيَاهِ مَرِيبَةَ قَادِشِ النَّهْرِ إِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ. 29هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي تَقْسِمُونَهَا مُلْكًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَهذِهِ حِصَصُهُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ".

نجد هنا التقسيم وواضح أنه لا يمكن تنفيذه حرفياً، فكيف يمكن أن نستدل اليوم على شخص يهودى من أى سبط هو. وحتى المقاييس المعطاة لا يمكن تنفيذها عملياً. ولكن أصحاب التفسير الألفى يقولون أن الله قادر على كل شئ، فهو سيغير جغرافية المكان ويخرج نهر حقيقى من تحت الهيكل، وسيُدِّل كل يهودى على سبطه. كل هذا من أجل تنفيذ الملك الألفى حرفياً ليحكم المسيح 1000 سنة على الأرض حكماً جسدياً. ونرد عليهم بأن ملكوت المسيح ليس من هذا العالم فهو قال "مملكتى ليست من هذا العالم" (يو18: 36). ويقول رسوله بولس "إن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد". والله منذ صليبه يملك على قلوبنا فملكوت الله فى داخلنا. وهم أنفسهم يعترفون أن العالم لن يكون نقياً 100% فى أثناء الملك الألفى وسينقسم العالم فى نهايته لأتباع المسيح وأتباع ضد المسيح. فأى فائدة لهذا الملك الألفى المزعوم ويرد أصحاب الملك الألفى لأن اليهود قالوا "هذا لا يحكم علينا". فالمسيح ينبغى أن يثأر لكرامته ويحكم عليهم حكماً زمنياً. هذا ليس فكر المسيح. وهناك رأى آخر يبررون به فكرهم أن أولاد الله ينبغى أن ينالوا فى خلال هذه الفترة بركات زمنية تعويضاً لهم عما عانوه من ألام. ولكن أولاد الله لهم رأى آخر فهم لا يقبلون بتعويض دنيوى بل هم لهم شهوة أخرى أن ينطلقوا للسماء فهم فى الأرض متغربين. وكل من ذاق حلاوة العشرة مع الله يحتقر هذا العالم ويعتبره نفاية ولا يرضى عن السماء بديلاً. وهناك سؤال هل المؤمنين فى خلال الملك الألفى لهم ما يقدمونه للمسيح أكثر من كل ما قدمه الشهداء والنساك الذين قدموا كل حياتهم للمسيح. فماذا ينتظر المسيح أكثر من هذا خلال الملك الألفى. هل سيحبه أحد مثلما أحبه هؤلاء القديسون. وأيهما أقوى أن يحبه إنسان وهو فى أتون النار أم يحبه وهو متمتع ببركات الملك الألفى من جبال تسيل خمراً ولبناً وأشجار مثقلة بالخيرات طوال العام. أخشى أن أقول أن من ينتظر مسيحاً يعطيه خيرات زمنية أن يكون مشابهاً لليهود الذين سيصدقون ويتبعون ضد المسيح. ويكون هؤلاء المؤمنين بالملك الألفى تابعين له أيضاً. ولا معنى أن نتكلم عن أنصبة لأسباط إسرائيل فى الأرض الآن. ولكن معنى هذا هو كما قلنا سابقاً، هو توزيع بركات الروح القدس على المؤمنين هنا على الأرض وهناك فى السماء. ويكون أسباط إسرائيل هم كنيسة المسيح كلها يهوداً وأمم. فكل أممى أراد أن يعيش ويستوطن وسط الأسباط يكون له نصيب. وهذا يعنى أن كل غير مؤمن أراد أن يقبل الإيمان سيكون له نصيب مع المؤمنين فى ثمار الروح القدس، هنا وفى ميراث ملكوت السموات هناك. وكونه يذكر أسماء الأسباط سبطاً سبطاً فهذا معناه أن لكل واحد مكان والله لن ينسى أحداً من شعبه. فهو لا ينسى أجر من أعطى كأس ماء بارد بإسمه. ولنلاحظ أن القدس يمثل قلب الشعب فهناك 7 أسباط لأعلى وخمسة أسفله. وهذا القدس سر حياة وتقديس الشعب.

+ بالنسبة لسبط دان فهناك نبوة قديمة قالها أبونا يعقوب "يكون دان حية على الطريق" (تك 49: 17، 18). لذلك قال أباء كثيرين أن ضد المسيح سيأتى من هذا السبط. ولنلاحظ أن سبط دان يأتى فى أقصى الشمال فى توزيع الأسباط وبالتالى هو أبعد سبط عن القدس. فهذا إشارة أن الذي يبعد عن المسيح ينجرف بسرعة لضد المسيح ANTI CHRIST. ولنفس السبب فإن سبط دان فى العهد القديم، سريعا ما إنجرف للعبادة الوثنية لبعد السبط عن أورشليم والهيكل والعبادة بحسب شريعة الله (قض 18).

+ ولنلاحظ أن الأسباط حدودها تقع متلامسة وما أحلى المحبة "هوذا ما أحلى وما أحسن أن يسكن الأخوة معاً" (مز133).

+ والمدينة جعلت مربعة تماماً وهذا لا ينطبق على أى مدينة فى العالم، إذاً فالمعنى روحى لأن أورشليم السماوية هكذا هى مربعة. وهذا يشير لإستقرارها وثباتها والعدل الذى سيسود فيها.

+ والأنصبة دائماً من الشرق إلى البحر. فكل الخيرات تجئ من الشرق أى من المسيح شمس البر صانع الخيرات، وكل من يلتصق به ينال من خيراته. وتمتد إلى جانب البحر. فإذا كان البحر يشير للعالم، فعلى شعب الله الذى يحصل على خيراته بإلتصاقه بجانب المسيح، أن يعيش فى العالم مجاوراً له أى بجانب البحر دون أن يعيش داخله منغمساً فى لذاته، فيغرق فيه ويحرم من بركاته. يعيش المؤمن تاركا العالم (البحر) وراء ظهره ناظرا إلى الشرق منتظرا مجئ المسيح شمس البر من الشرق بتشوق.

+ ونلاحظ أنه يكرر ما جاء فى إصحاح (45) أن نصيب الكهنة والقدس فى الوسط لأهميته. ولكن فى إصحاح (45) كان الكلام عن المسيح فى كنيسته بذبيحة جسده ودمه من خلال سر الإفخارستيا، وهذا السر مستمر كل أيام الكنيسة على الأرض، فلا توجد إفخارستيا فى السماء. ولكن التكرار هنا يعنى فرحة الله بوجوده وسط شعبه، كما قيل عن أورشليم السمائية "هوذا مسكن الله مع الناس" (رؤ21: 3)، وصوت الآب من السماء يوم معمودية المسيح "هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" فالله يفرح بوجوده وسط أولاده، وهنا على الأرض فهذا أيضا وعده "لأنه حيثما إجتمع إثنين أو ثلاثة بإسمى فهناك أكون فى وسطهم" (مت18: 20).

17 وَيَكُونُ مَسْرَحٌ لِلْمَدِينَةِ نَحْوَ الشِّمَالِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَنَحْوَ الْجَنُوبِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَنَحْوَ الشَّرْقِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَنَحْوَ الْغَرْبِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ = المسرح = أى أرض فضاء تكون كمرعى ترعى فيها الغنم، ولاحظ أن المسيح هو الراعى الصالح ونحن الخراف التى يرعاها. مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ = 200 = هم قطيع المسيح فى العهد القديم والعهد الجديد، كلٌ منهم 100، 50 = مملوئين من الروح القدس (يوم الخمسين فى العهد الجديد)، وقد تحرروا من كل عبودية (اليوبيل فى العهد القديم). كما يمكن فهم دلالة الرقم هكذا 250 = 5 × 5 × 10 فإذا فهمنا أن رقم 10 يشير لحفظ الوصايا، وأن رقم 5 يشير للنعمة المسئولة (5 هو رقم النعمة فالرب أشبع 5000 بــ 5 خبزات... والمسئولة لأن هناك 5 حواس و5 أصابع فى كل يد و5 أصابع فى كل رجل)، فيكون معنى الرقم 250 أن كل من يجاهد فى حفظ حواسه من دخول أى شئ يلوث فكره وقلبه، وأيضا أن يمتنع عن أن يمد يده إلى الخطية ويمنع نفسه من الذهاب إلى أماكن الخطية، هذا تشمله نعمة الله التى تحفظه فتجده يحفظ الوصايا بسهولة. ولهذا قال القديس بولس الرسول "لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا" (عب12: 1). السهولة هنا فى مقاومة الخطية ناشئة عن معونة النعمة.

+ الأرض لا يمكن بيعها أو شراؤها فمواهب الله ليست للبيع وكما قال القديس بطرس لسيمون الساحر حين أراد شراء الموهبة "لتكن فضتك معك للهلاك". وهكذا الكنيسة تحرِمْ الأسقف الذى يبيع الكهنوت وتحرم الكاهن الذى إشتراه (السيمونية).

+ فى المدينة الجديدة كل الأسباط تقوم بالخدمة (آية 19). فجسد المسيح هو للكل. كما قال القديس بطرس "ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا..." (1بط4: 10) وهذا ما يسمى بالتكامل داخل الجسد الواحد.

+ وذكر الأسماء (أسماء الأسباط) ليس بدون سبب ولكن لأن لها دلالات روحية. وقطعا هى لا تعنى أن الذين من شعب الله هم فقط من نسل الأسباط، وإلا أين سيذهب الذين آمنوا بالمسيح وإستشهدوا على إسمه من كل العالم.

دان = الله يدين. ويقضى بين شعبه.

أشير = السعيد. لأن وجود الله يعطى فرح، والسماء هى مكان الفرح الأبدى والمجيد، وأفراحنا على الأرض هى عربون ما سنحياه هناك.

نفتالى = مصارعات. فهذه طبيعة حياتنا جهاد مستمر، ومن كان يجاهد وهو على الأرض يصل للسماء.

منسى = ينسى. علينا دائما ان ننسى ما فات ونمتد إلى ما هو قدام، وفى السماء سيمسح الله كل دمعة من العيون = فى السماء سننسى كل ألام الأرض نفسية كانت أو جسدية.

أفرايم = مثمر. والكنيسة بالروح القدس الساكن فيها لها ثمار.

رأوبين = إبن الرؤيا. فالروح يرينا كل شىء واضحاً. وسنرى الله فى مجده فى السماء.

يهوذا = يحمد. الإعتراف والتسبيح والشكر بعمله معنا هنا على الأرض وفى السماء. وهذه ستكون حياتنا فى السماء، تسبيح تعبيرا عن الفرح الذى سنكون فيه.

بنيامين = إبن اليمين. فهذا نصيبنا مع الخراف التى على اليمين.

شمعون = مستمع. هذا نصيبنا لو سمعنا لصوته، فرح وبركات هنا وهناك.

يسَاكر = جزاء. نحن نجاهد واضعين أمام أعيننا الجزاء السماوى.

زبولون = مسكن. فنحن هنا نسكن مع الرب فالمسيح بحسب وعده يكون فى وسط أى إثنين يجتمعان بإسمه. وأورشليم السماوية هى مسكن الله مع الناس (رؤ21: 3).

جاد = متشدد. فيلزم أن نثابر للنهاية فهذه هى صفات شعب الله.

الأعداد 30-35

الآيات (30 - 35): -

"30« وَهذِهِ مَخَارِجُ الْمَدِينَةِ: مِنْ جَانِبِ الشِّمَالِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةِ مِقْيَاسٍ. 31 وَأَبْوَابُ الْمَدِينَةِ عَلَى أَسْمَاءِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ نَحْوَ الشِّمَالِ: بَابُ رَأُوبَيْنَ وَبَابُ يَهُوذَا وَبَابُ لاَوِي. 32 وَإِلَى جَانِبِ الشَّرْقِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ، وَثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ: بَابُ يُوسُفَ وَبَابُ بَنْيَامِينَ وَبَابُ دَانٍ. 33 وَجَانِبُ الْجَنُوبِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةِ مِقْيَاسٍ، وَثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ: بَابُ شِمْعُونَ وَبَابُ يَسَّاكَرَ وَبَابُ زَبُولُونَ. 34 وَجَانِبُ الْغَرْبِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ، وَثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ: بَابُ جَادٍ وَبَابُ أَشِيرَ وَبَابُ نَفْتَالِي. 35الْمُحِيطُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَاسْمُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ: يَهْوَهْ شَمَّهْ».".

المدينة مربعة كما رآها يوحنا 4500×4500 مقياس والمعنى أنها مفتوحة للجميع، 4500 = 4000 + 500 هذه مواصفات من هم داخل المدينة: -.

4000 = 4×1000 أى من كل أنحاء العالم (4) مدعوون للسماويات (1000).

+ 5×100 من يترك العالم يعطيه الله 100 ضعف، وبفيض النعمة (5).

أو 5×100 هم قطيع المسيح (100) الذى تعمل فيهم النعمة (5). والتفسيرين متكاملين.

وقوله مقياس لعله يقصد به أنه نفس أبعاد المدينة (آية16). وبهذا يكون المعنى أن الدخول والخروج متاح للجميع، وعلى كل إنسان أن يختار بحريته.

لها من كل ضلع 3 أبواب = كل من يدخلها يجب أن يؤمن بالله (3) الثالوث، ويقوم القيامة الأولى من موت الخطية (3 رقم القيامة).

وهذه المدينة لم يعد إسمها أورشليم فالأسماء الماضية إنتهت وكل شىء أصبح جديداً فقد كان إسم أورشليم = رؤيا السلام ولكن الإسم الجديد هو أساس الإسم القديم أى أساس رؤيا السلام أو سبب رؤيتنا للسلام أن يهوة شمة = أى الله هناك. وهذا وعد المسيح لكنيسته "ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر". مسيحنا ملك السلام هو فى وسط كنيسته يحكمها ويقودها، يحميها ويشجعها.

وما أحلاه ختام لهذا السفر. أن يَعِدْ الله بأنه سيكون فى وسط كنيسته. فلنعمل بجدية أن نضمن مكاناً فى هذه المدينة المقدسة حتى نبقى مع الرب للأبد. لقد غادر مجد الرب الهيكل سابقاً وتركه يتحطم وها هو يعود.

يـــــا ابـــــن آدم.

التعبير الذي تكرر كثيراً نفهم له الآن معنى هام. فالله جعل حزقيال النبي شاهد على مراحم الرب، كما كان هناك فوق تابوت العهد كاروبان ينظران إلى دم الكفارة على الغطاء ويشهدان على مراحم الله وغفرانه لخطايا شعبه بدم الذبيحة.

والله يُشهِد السماء والأرض على شر إسرائيل (إر12: 2، 13). وموسى يفعل نفس الشئ ويجعل السماء والأرض شهوداً على كلامه (تث26: 4 + 19: 30 + 28: 31).

وهنا يجعل الله حزقيال كممثل عن البشر (أولاد آدم) يشهد على: -.

  1. الله خلق الإنسان ليتمتع بمجد الله = حزقيال يرى عرش الله والمركبة الكاروبيمية (ص1).
  2. بسبب خطايا البشر فقدنا كل هذا (ص2 - 24) = الله يشهد النبي على حال الشعب وزناهم الروحي حتى داخل الهيكل.
  3. الله يجعل حزقيال شاهداً على ما يستحقه هذا الشعب من عقوبة (ص5 - 9).
  4. الله جعله شاهداً أنه فعل مع شعبه كل شئ وهم رفضوا.
  5. معاناة حزقيال من الأنبياء الكذبة الذين يخدعون الشعب بسلام زائف، قائلين أنه لن يكون خراب قادم، كما يقول إرمياء والأنبياء الحقيقيون الذين يرسلهم الله ليحذروا الناس فيتوبوا، فإستمر الناس في خطاياهم مصدقين أقوال الأنبياء الكذبة، وهذا نفسه ما يحدث وسيحدث فى الأيام الأخيرة (2بط3: 3، 4) وهذا هو عمل الشيطان دائما فى كل عصر حتى لا يتوب أحد. والله يشهد حزقيال على ذلك، لينتبه باقي أولاد آدم الذين هم نحن.
  6. الله يشهده على وجود مجده في الهيكل، وأنه بسبب خطاياهم سيفارق الهيكل، وكان يود لو لم يفعل. فصاروا بلا حماية فالله ليس في وسطهم فخربت أورشليم وخرب الهيكل، فحين غادره الرب صار كومة من الحجارة. وهكذا الإنسان إذ إنفصل الرب عنه مات. وكون حزقيال يرى مجد الرب داخل الهيكل بالرغم من كل خطايا الشعب، وإحتمال الله العجيب لهم، فهذا يظهر مدى محبة الله لشعبه، ولكن إذ زاد الأمر عن الحد فارق الرب الهيكل.
  7. ووسط كل هذا نسمع عن محبة الله الذي سيفتقد البشر في زمن الحب بعمل المسيح الفدائي (ص16). فمحبته لا نهائية، والكنيسة عروس المسيح.
  8. الله يشهد النبي أنه يتعامل بعدل مع كل الناس، كل واحد بحسب عمله، وكان يود لو خلص كل البشر، وعادوا بالتوبة ليحيوا، فهو لا يُسَّر بموت أحد.
  9. الله يشهد النبي على رغبته في تدمير الأمم التي ضايقت شعبه. والله ليس ضد الأمم كبشر، بل الله ضد الشيطان الذي أدى حسده للإنسان إلى إسقاط الإنسان وبالتالي موته وهلاكه. فالنبي صار شاهداً على محبة الله لأولاده وأنه لا ينسى من يسبب لهم الأذى (25 - 32 + 38، 39) + (35).
  10. النبي صار شاهداً على رحمة الله ومحبته لشعبه وإنه بعد أن خرب الهيكل (إشارة لموت الإنسان) سيعيد الحياة للموتى (ص37). ولذلك يدعو الكل للتوبة للحصول على هذه الحياة (ص33). والله سيفتقدنا بالمسيح الراعي الصالح، والذي سيرسل لنا رعاة (ص34). ويعيد لشعبه إسرائيل أرضه (إشارة لعودتنا للميراث السماوي (ص36).
  11. والله يجعل النبي شاهداً على تأسيس الهيكل الجديد بدل الهيكل الساقط. وهذا رمز للمسيح الذي سيؤسس الكنيسة جسده. والمسيح سيجعلنا خليقة جديد (ص40 - 44).

وهذا كله سيصنعه المسيح الذي سيتجسد ويصير إبن آدم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع والأربعون - سفر حزقيال - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 48
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 48