الأصحاح الخامس والثلاثون – سفر حزقيال – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الخامس والثلاثون

الأعداد 1-15

الآيات (1 - 15): -

"1 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 2«يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ جَبَلِ سَعِيرَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ، 3 وَقُلْ لَهُ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جَبَلَ سَعِيرَ، وَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأَجْعَلُكَ خَرَابًا مُقْفِرًا. 4أَجْعَلُ مُدُنَكَ خَرِبَةً، وَتَكُونُ أَنْتَ مُقْفِرًا، وَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. 5لأَنَّهُ كَانَتْ لَكَ بُغْضَةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَدَفَعْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى يَدِ السَّيْفِ فِي وَقْتِ مُصِيبَتِهِمْ، وَقْتِ إِثْمِ النِّهَايَةِ. 6لِذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي أُهَيِّئُكَ لِلدَّمِ، وَالدَّمُ يَتْبَعُكَ. إِذْ لَمْ تَكْرَهِ الدَّمَ فَالدَّمُ يَتْبَعُكَ. 7فَأَجْعَلُ جَبَلَ سَعِيرَ خَرَابًا وَمُقْفِرًا، وَأَسْتَأْصِلُ مِنْهُ الذَّاهِبَ وَالآئِبَ. 8 وَأَمْلأُ جِبَالَهُ مِنْ قَتْلاَهُ. تِلاَلُكَ وَأَوْدِيَتُكَ وَجَمِيعُ أَنْهَارِكَ يَسْقُطُونَ فِيهَا قَتْلَى بِالسَّيْفِ. 9 وَأُصَيِّرُكَ خِرَبًا أَبَدِيَّةً، وَمُدُنُكَ لَنْ تَعُودَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. 10لأَنَّكَ قُلْتَ: إِنَّ هَاتَيْنِ الأُمَّتَيْنِ، وَهَاتَيْنِ الأَرْضَيْنِ تَكُونَانِ لِي فَنَمْتَلِكُهُمَا وَالرَّبُّ كَانَ هُنَاكَ، 11فَلِذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لأَفْعَلَنَّ كَغَضَبِكَ وَكَحَسَدِكَ اللَّذَيْنِ عَامَلْتَ بِهِمَا مِنْ بُغْضَتِكَ لَهُمْ، وَأُعَرِّفُ بِنَفْسِي بَيْنَهُمْ عِنْدَمَا أَحْكُمُ عَلَيْكَ، 12فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، قَدْ سَمِعْتُ كُلَّ إِهَانَتِكَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ بِهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: قَدْ خَرِبَتْ. قَدْ أُعْطِينَاهَا مَأْكَلاً. 13قَدْ تَعَظَّمْتُمْ عَلَيَّ بِأَفْوَاهِكُمْ وَكَثَّرْتُمْ كَلاَمَكُمْ عَلَيَّ. أَنَا سَمِعْتُ. 14هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: عِنْدَ فَرَحِ كُلِّ الأَرْضِ أَجْعَلُكَ مُقْفِرًا. 15كَمَا فَرِحْتَ عَلَى مِيرَاثِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ خَرِبَ، كَذلِكَ أَفْعَلُ بِكَ. تَكُونُ خَرَابًا يَا جَبَلَ سَعِيرَ أَنْتَ وَكُلُّ أَدُومَ بِأَجْمَعِهَا، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.".

هو تقريباً إعادة لنبوة آدوم الواردة إصحاح (25). ولكنها تكررت هنا لأن الإصحاح السابق يحدثنا عن عمل المسيح الرعوى. ومن أهم أعمال رعايته هدم قوى الشر الخارجية أى إبليس الذى يمثله هنا أدوم. فأدوم شمتوا فى يهوذا حين سقطت يهوذا، بل هجموا عليهم وقتلوا منهم فكانوا دمويين (يو 8: 44). وهم منوا أنفسهم بأن يرثوا أرض يهوذا وإسرائيل = هاتين الأمتين (آية 10) بعد خراب الأمتين. وهذه هى أعمال الشيطان تماماً. ولكن الله يقول أبداً فسأرعى شعبى وأعطيهم أن يفرحوا. وحين يفرحوا سيكون أدوم أو الشيطان قفراً وخراباً. هذا الذى له بغضة أبدية مع شعب الله ولاحظ دقة إختيار شعب أدوم ليكون رمزاً للشيطان هنا: -.

  1. بين يعقوب شعب الله وعيسو (أدوم) بغضة أبدية (من البطن) بسبب الميراث. وإختيار إسم أدوم بدلاً من عيسو فأدوم يعنى أحمر إشارة لدموية إبليس الذى كان قتالاً للناس منذ البدء (يو 8: 44) أى أهلكهم. بخداعاته وإسقاطه لهم فى الخطايا.
  2. الحروب المستمرة بين أدوم ويعقوب، إشارة للعداوة بين نسل المرأة والحية.
  3. إنتقام أدوم من شعب الله وقت بليته (حز 25: 12).

وقت إثم النهاية = أى دفعهم للقتل حين إمتلأ كأسهم من إثمهم وأسلمهم الله للتأديب. فهم هجموا عليهم وقتلوا منهم الكثيرين. فوقت إثم النهاية هو تعبير يعنى أن الله كان يحتمل أخطاء شعبه لفترة طويلة، وبعد ذلك بدأ يؤدب بعقوبات بسيطة، وبدأت العقوبات تتزايد، إلى أن قرر الله فى النهاية أن يخرب شعبه بضربة شديدة نتيجة لأثامهم. ويكون معنى إثم النهاية أى الخطايا التى تفشت فقرر الله فى النهاية ضرب الشعب بسببها. ولاحظ قول الله على من تكلم على شعبه بالإهانة أو تكلم عليه هو بالإهانة أنا الرب قد سمعت.... أنا سمعت (آيات 12، 13) فعلينا أن لا نهتم بمن يهين الله أو مسيحه أو الكنيسة، فالله يسمع، لكنه يتدخل فى الوقت المناسب. وأذا فهمنا أن أدوم هنا يرمز للشيطان فإن قوله هاتين الأمتين = أى اليهود (الذين عرفوا الرب) والأمم (الذين لم يعرفوه). فالشيطان يحارب الجميع.

ملحوظات.

  1. لماذا إستخدم الوحى إسم سعير هنا بينما فى (حز25) يستخدم إسم أدوم؟ أدوم تعنى اللون الأحمر لون الدم ويستخدم الوحى إسم أدوم إذا أراد الإشارة إلى دموية الشيطان كما قلنا سابقا، وهذا ما أراد الوحى الإشارة إليه فى الإصحاح 25. أما سعير فتعنى مشعر = كثير الشعر. والشعر لأنه يخرج من الجسم فهو يُعبِّر عما فى داخل الجسم من شهوات خاطئة والوحى يستخدم إسم سعير حين يريد أن يُعَبِّر عن الخطايا (لمزيد من المعلومات عن إسم سعير راجع مرادفات الإسم فى نهاية الإصحاح 25 من سفر التكوين). وفى هذا الإصحاح يريد الوحى أن يشير لتخريب مملكة الشيطان وتدمير أسلحته التى هى الخطايا التى يُسقِط فيها الإنسان، وكان هذا بعمل النعمة أى معونة الروح القدس والقوة التى يعطيها فى العهد الجديد وهى أعظم (رو8: 26 + يع4: 6).
  2. لماذا يقول الوحى جبل سعير؟ جغرافيا فمنطقة أدوم فعلا كلها جبال. ولكن روحيا كلمة جبال إذا إستخدمت للأشرار أو الشيطان فهى تشير للكبرياء والجبروت والممالك الضخمة التى إستعبدت شعب الله (رؤ17: 9). ولكن إذا إستخدمت الكلمة مع شعب الله فهى تشير للحياة السماوية التى يحيونها وثباتهم على الإيمان. وهذا ما إستخدمه الوحى فى الإصحاح التالى (حز36: 1) إذ يُسَمِّى مؤمنى العهد الجديد "جبال إسرائيل". وفى (إش2: 2 + مى4: 1) يتكرر أن المسيح ويسميه الوحى هنا جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال، والجبال هنا هم مؤمنى العهد الجديد، والمسيح هو رأس الكنيسة. وهناك تصوير رائع فى (مزمور125) حيث نرى المؤمنين كجبل صهيون، والجبال حولها الذين هم الملائكة والقديسين ويحيط الرب بالكل فهو رأس الكنيستين المنتصرة فى السماء والمجاهدة على الأرض.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السادس والثلاثون - سفر حزقيال - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الرابع والثلاثون - سفر حزقيال - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 35
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 35