الأصحاح الخامس والأربعون – سفر حزقيال – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الخامس والأربعون

المسيح أتى وتجسد ليكون وسط كنيسته دائما وللأبد ولكن علينا أن نحيا فى بر. وهو أتى كإنسان بار وكامل ولكنه أتى بسيطا فقيرا متواضعا ليقدم نفسه ذبيحة عنا. وأسس كنيسته لتكون كنيسة قوية تستمد قوتها من دم ذبيحته.

العدد 1

آية (1): -

"1« وَإِذَا قَسَمْتُمُ الأَرْضَ مِلْكًا، تُقَدِّمُونَ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ قُدْسًا مِنَ الأَرْضِ طُولُهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا طُولاً، وَالْعَرْضُ عَشَرَةُ آلاَفٍ. هذَا قُدْسٌ بِكُلِّ تُخُومِهِ حَوَالَيْهِ.".

ما أعجب محبة الله فهو الذى أعطاهم الأرض ثم يعود يطلب منهم جزء، وهو الذى أعطانا المال ويعود يطلب العشور والبكور. وهذا يكون سر تقديس الأرض كلها والمال كله... "وجربونى". وهذه الأرض سيجعل الله له فيها بيتاً يسكن فيه ليقدس شعبه. وهذه هى أبوة الله ومحبته، إذ يريد أن يسكن وسط أولاده، يقول له إبراهيم "إسمح وأدخل بيتى لتأكل، فيدخل لا ليأكل فهو لا يحتاج ليأكل (فهذا كان قبل التجسد) ولكن يفرح بأن يدخل بيت إبنه، ثم يطلب خيمة إجتماع ليقيم وسط شعبه، وهكذا فى الهيكل، وأخيرا فأورشليم السمائية هى" مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم "(رؤ21: 3).

ونرى فى الرسم التالى كيفية وجود خيمة الإجتماع وسط شعب الله. أولا يحيط به مباشرة الكهنة واللاويين فهم خدام الخيمة، وحول الكهنة واللاويين نجد الأسباط. ولاحظ أن خيام اللاويين والكهنة تحيط بالخيمة على شكل صليب صغير، والأسباط تحيط باللاويين على شكل صليب كبير. ومن هذا نرى أن طريق اللقاء مع الله هو الصليب.

ونلاحظ أن خيمة الإجتماع شقين: - 1) خيمة = تشير كلمة خيمة للجسد الإنسانى (راجع خيمة الإجتماع فى سفر الخروج + 2كو5: 1). 2) والإجتماع = ففى جسد المسيح تلاقى الله مع جسد الإنسان. وتم الصلح بالصليب.

وهذا ما حدث فى التجسد فهو القدوس نفسه أخذ جسدنا وطبيعتنا فتتقدس فيه طبيعتنا. وهكذا فحين يسكن الله فى النفس يتقدس الجسد كله. ولاحظ أن الأبعاد المذكورة هنا لا يذكر لها وحدات فربما تكون الذراع أو القصبة. ولو إتفقنا على أن كل ما هو خارج الهيكل يقاس بالقصبة فتكون الأبعاد المذكورة 25000 × 6 ذراع = 150000 ذراع. والذراع حوالى 5,46 سم أى حوالى 75 كم وهذا لا يعقل فبهذا نكون قد خرجنا عن حدود أورشليم وما حولها بقطعة أرض مساحتها 75 × 75 كم. ومدرسة التفسير الألفى تقول أن هذا الهيكل سيبنى بهذه المقاييس والله قادر على تغيير جغرافية الأرض وشق الجبال من جديد (وفى هذا يفسرون نبوة زكريا حرفياً أى تحدث زلازل تشق الجبال وتغير جغرافية الأرض). ولكن الأقرب للمنطق أن يكون القصد من هذه الأبعاد المعنى الروحى فقط. ونقطة أخرى فالتقسيم يتم حسب الأسباط (ص48) فهل يوجد يهودى واحد اليوم يعرف سبطه، بل إذا كان التقسيم لأسباط اليهود فأين يسكن المسيحيين. هذا قدس بكل تخومه = كل المساحة مقدسة وهو نصيب الكهنة. وفى وسطه الهيكل وأبعاد القدس = 25000 × 10000.

أفرايم

.

العدد 2

آية (2): -

"2يَكُونُ لِلْقُدْسِ مِنْ هذَا خَمْسُ مِئَةٍ فِي خَمْسِ مِئَةٍ، مُرَبَّعَةٍ حَوَالَيْهِ، وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا مَسْرَحًا لَهُ حَوَالَيْهِ.".

الهيكل 500 × 500. و50 ذراعا حوله مسرحاً.

مسرحا = أى أرض فضاء تكون كمرعى ترعى فيها الغنم، ولاحظ أن المسيح هو الراعى الصالح ونحن الخراف التى يرعاها.

خمس مئة = 5 × 100 = قطيع المسيح (100) الذى يفيض الله عليه بنعمته (5).

خمسون = 50 هو رقم اليوبيل فى العهد القديم وفيه يتحرر العبيد، وفى العهد الجديد 50 هو يوم حلول الروح القدس. فيكون المعنى أن رعية المسيح يفيض عليها بنعمته ويسكن فيهم الروح القدس وقد حررهم الإبن (يو8: 36). بل الروح القدس يحيط بهم كما كان روح الله يرف على وجه المياه فخرجت الحياة (تك1: 2). والروح القدس يحيط بالكنيسة ليعطى المؤمنين حياة ويقنع غير المؤمنين ليجذبهم، "فلا أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" (1كو12: 3).

ezekiel 12
.

ونلاحظ فى الرسم السابق أن الروح القدس يحيط بالكنيسة ليعطيها حياة. وكيف يحدث هذا؟ راجع الرسم الآتى (بعد تفسير الآيات 7 – 8) تجد أن حياة المسيح فى الكنيسة. وعمل الروح القدس أنه يثبتنا فى المسيح فنحيا بحياة المسيح فينا (فى1: 21). والروح القدس يثبتنا فى المسيح بالتبكيت على الخطايا، وهو يعطينا معونة لنتوب عن خطايانا (رو8: 26) فنثبت فى المسيح ونحيا.

الأعداد 3-4

الآيات (3 - 4): -

"3مِنْ هذَا الْقِيَاسِ تَقِيسُ طُولَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، وَعَرْضَ عَشَرَةِ آلاَفٍ، وَفِيهِ يَكُونُ الْمقْدِسُ، قُدْسُ الأَقْدَاسِ. 4قُدْسٌ مِنَ الأَرْضِ هُوَ. يَكُونُ لِلْكَهَنَةِ خُدَّامِ الْمَقْدِسِ الْمُقْتَرِبِينَ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ، وَيَكُونُ لَهُمْ مَوْضِعًا لِلْبُيُوتِ وَمُقَدَّسًا لِلْمَقْدِسِ.".

وبيوت الكهنة حول الهيكل.

العدد 5

آية (5): -

"5 وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا فِي الطُّولِ وَعَشَرَةُ آلاَفٍ فِي الْعَرْضِ تَكُونُ لِلاَّوِيِّينَ خُدَّامِ الْبَيْتِ لَهُمْ مِلْكًا. عِشْرُونَ مِخْدَعًا.".

ومساحة أرض اللاويين مساوية للكهنة. عشرون مخدعا = مخدعا هنا جاءت فى الترجمة السبعينية مدنا للسكن. واللاويين هم معلمو الشريعة والقضاة. ولو فهمنا أن رقم 10 يشير للوصايا، فيكون 20 = 10 + 10 لها معنى أن خدام الله فى العهدين القديم والجديد، بل وفى كل زمان مهمتهم التعليم والعمل على حث الشعب على حفظ الوصايا.

العدد 6

آية (6): -

"6 وَتَجْعَلُونَ مِلْكَ الْمَدِينَةِ خَمْسَةَ آلاَفٍ عَرْضًا وَخَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا طُولاً، مُوازِيًا تَقْدِمَةَ الْقُدْسِ، فَيَكُونُ لِكُلِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ.".

وتكون المدينة كما هو موضح، ولها نصيب حولها 25000 × 5000. وكما سنرى بعد ذلك لن يعود إسمها أورشليم (حز48: 35).

الأعداد 7-8

الآيات (7 - 8): -

"7« وَلِلرَّئِيسِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ مِنْ تَقْدِمَةِ الْقُدْسِ، وَمِنْ مِلْكِ الْمَدِينَةِ قُدَّامَ تَقْدِمَةِ الْقُدْسِ وَقُدَّامَ مِلْكِ الْمَدِينَةِ مِنْ جِهَةِ الْغَرْبِ غَرْبًا، وَمِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ شَرْقًا، وَالطُّولُ مُوَازٍ أَحَدَ الْقِسْمَيْنِ مِنْ تُخْمِ الْغَرْبِ إِلَى تُخْمِ الشَّرْقٍ. 8تَكُونُ لَهُ أَرْضًا مِلْكًا فِي إِسْرَائِيلَ، وَلاَ تَعُودُ رُؤَسَائِي يَظْلِمُونَ شَعْبِي، وَالأَرْضُ يُعْطُونَهَا لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَسْبَاطِهِمْ.".

ونصيب الرئيس يحيط بكل هذا بإمتداد حدود إسرائيل، وهو بين يهوذا وبنيامين. هو أخذ جسده من يهوذا، وبجسده جلس عن يمين الآب يشفع فى الكنيسة التى هى جسده. ولكن من هو هذا الرئيس غير السيد المسيح رأس الكنيسة. ولماذا يقع نصيبه بين يهوذا وبنيامين؟

أولاً: - يهوذا وبنيامين كانوا أكثر أمانة من باقى الأسباط، فكانوا هم مملكة يهوذا الخاضعة لكرسى داود، ولهم الهيكل والكهنوت والشرائع بحسب إرادة الله. أما العشرة الأسباط فإنشقوا مكونين مملكة إسرائيل بفكر بشرى وضد إرادة الله.

ثانيا: - المسيح جاء من سبط يهوذا وهو الآن يشفع فى شعبه جالساً عن يمين الآب وكلمة بنيامين تعنى إبن اليمين.

ومعنى ما سبق فإن قدس الأقداس يسكنه المسيح فيتقدس الجسد كله. ووجود الكهنة ساكنين حول الهيكل يشير للعبادة المقدسة التى ينبغى أن تقدمها الكنيسة للمسيح. وجوهر العبادة سر الإفخارستيا وبها نحيا بحياة المسيح فينا.

ووجود اللاويين الحراس معناه الإنتباه على نفوس أولاد الله حتى لا تدخل مبادئ غريبة. وأبعاد المدينة كلها مضاعفات للرقم 1000 فهى سمائية، وأيضا مضاعفات الرقم 5 الذى يشير للنعمة المسئولة = [الحواس 5 وأصابع اليد 5 وأصابع الرجل 5 = فقولنا المسئولة أى من يمنع نفسه عن متابعة أى شئ نجس (الحواس) والتلذذ به، ويمنع يديه (اليد) عن عمل أى شئ نجس، ويمنع نفسه عن التوجه للأماكن الشريرة (رجل) وهذا ما نسميه الجهاد وهو بالتغصب (مت11: 12)، حينئذٍ يفيض الله عليه بنعمته التى تسانده]. وسيرتنا هى السماويات وأبونا هو سماوى. ولأننا نحيا فى السماويات فالحرب التى يثيرها عدو الخير هى فى السماويات التى نعيش فيها، محاولا أن يجذبنا من هذه السماويات (أف 6: 12).

وراجع الرسم لترى الرئيس محيطاً بقلب شعبه فهو ملك على قلوبنا بصليبه. وهو يحفظنا بنعمته لو جاهدنا (يشير لها رقم 5). فيجعلنا فى السماويات ويشير لها رقم (1000) = 5 × 5 × 1000 = 25000. ونرى فى الرسم: -.

سبط يهوذا من فوق = ومن سبط يهوذا تجسد المسيح.

سبط بنيامين من أسفل = جسد المسيح تمجد وجلس عن يمين الآب.

الرئيس يحيط بالقدس = المسيح الملك يحيط بشعبه، ليعتنى به ويقوده للمكان الذى أعده له فى السماء "حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا" (يو14: 3).

ezekiel 13
.

الأعداد 9-12

الآيات (9 - 12): -

"9« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: يَكْفِيكُمْ يَا رُؤَسَاءَ إِسْرَائِيلَ. أَزِيلُوا الْجَوْرَ وَالاغْتِصَابَ، وَأَجْرُوا الْحَقَّ وَالْعَدْلَ. ارْفَعُوا الظُّلْمَ عَنْ شَعْبِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10مَوَازِينُ حَقّ، وَإِيفَةُ حَقّ، وَبَثُّ حَقّ تَكُونُ لَكُمْ. 11تَكُونُ الإِيفَةُ وَالْبَثُّ مِقْدَارًا وَاحِدًا، لِكَيْ يَسَعَ الْبَثُّ عُشْرَ الْحُومَرِ، وَالإِيفَةُ عُشْرُ الْحُومَرِ. عَلَى الْحُومَرِ يَكُونُ مِقْدَارُهُمَا. 12 وَالشَّاقِلُ عِشْرُونَ جِيرَةً. عِشْرُونَ شَاقِلاً وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ شَاقِلاً وَخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلاً تَكُونُ مَنَّكُمْ.".

قانون الأرض المقدسة العدالة وعدم الظلم أو الجور. هذه هى سمة النفس التى تقبل الله فى داخلها كسر تقديسها فلا شئ يحزن الله قدر الظلم والغش. وهذه العدالة تشير لطابع تعامل الله فى كنيسته فهو الذى يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسى الأرض (إش 11: 4). وهذا واجب على كل مسئول من الشعب أو الكهنة. وفى معاملات الناس مع بعضهم. ولاحظ أن هذا مقدمة لما سوف يقدمه الشعب لله من فرائض. والمعنى أن لا نعطى لله بالغش بل نعطى بالحق والعدل أيضاً. تكون الإيفة والبث مقدارا واحداً، والإيفة والبث نفس الحجم، ولكن الإيفة = مكيال للحبوب الجافة والدقيق. والبث = مكيال للسوائل مثل الخمر والزيت. والمقصود منع الغش فى التجارة فكان التجار الغشاشون يستخدمون إيفة للبيع وأخرى للشراء، وكان الله يطالبهم بأن يكون هناك إيفة واحدة للبيع والشراء، وبث واحد للبيع والشراء (عاموس8: 5). والحومر = 10 إيفة أو بث. والعمر = 1 / 10 إيفة. والإيفة تعادل تقريباً الكيلة. أما حساب النقود فيكون هكذا = تكون مَنَّكَم = 60 شاقلاً. فالمعروف أن المَنْ = 60 شاقلاً، والشاقل قديماً كان وزناً للذهب أو الفضة. ولكنه هنا لم يذكر رقم 60 مباشرة بل قال أنه =.

25 + 20 + 15 = 60 وذلك لأن النقود المستخدمة وقتها كانت هذه وحداتها. والمن يساوى تقريباً رطل (الكيلوجرام = 2,2 رطل).

تكون الإيفة والبث مقدارا واحدا = الله هنا يدعوهم لعدم الغش، وذلك يعنى أن الله يتهم كهنة اليهود بالغش: -.

1) فى مؤامراتهم ضد المسيح حتى صلبوه (مت26: 59 – 61 + مر14: 55 – 59) = هم طلبوا شهود زور ولم يتفق هؤلاء الشهود ومع هذا نفذوا جريمتهم.

2) بالرغم من وضوح النبوات التى بين أيديهم ما زالوا ينكرون المسيح. ولكى يُعَبِّر الله عن غش اليهود فى تحريف وإنكار أن النبوات التى بين أيديهم إنما تشير للسيد المسيح، أظهر الله ذلك لزكريا النبى عن طريق رؤيا الإيفة الخارجة، وكلمة الخارجة تعنى المغشوشة (راجع تفسير زك5: 5 – 11).

الأعداد 13-17

الآيات (13 - 17): -

"13« هذِهِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا: سُدْسَ الإِيفَةِ مِنْ حُومَرِ الْحِنْطَةِ، وَتُعْطُونَ سُدْسَ الإِيفَةِ مِنْ حُومَرِ الشَّعِيرِ. 14 وَفَرِيضَةُ الزَّيْتِ بَثٌّ مِنْ زَيْتٍ. اَلْبَثُّ عُشْرٌ مِنَ الْكُرِّ، مِنْ عَشَرَةِ أَبْثَاثٍ لِلْحُومَرِ، لأَنَّ عَشَرَةَ أَبْثَاثٍ حُومَرٌ. 15 وَشَاةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ الضَّأْنِ مِنَ الْمِئَتَيْنِ مِنْ سَقْيِ إِسْرَائِيلَ تَقْدِمَةً وَمُحْرَقَةً وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، لِلْكَفَّارَةِ عَنْهُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 16 وَهذِهِ التَّقْدِمَةُ لِلرَّئِيسِ فِي إِسْرَائِيلَ تَكُونُ عَلَى كُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ. 17 وَعَلَى الرَّئِيسِ تَكُونُ الْمُحْرَقَاتُ وَالتَّقْدِمَةُ وَالسَّكِيبُ فِي الأَعْيَادِ وَفِي الشُّهُورِ وَفِي السُّبُوتِ وَفِي كُلِّ مَوَاسِمِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. وَهُوَ يَعْمَلُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَالتَّقْدِمَةَ وَالْمُحْرَقَةَ وَذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ، لِلْكَفَّارَةِ عَنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ.".

كما قدم الشعب لله أرضاً، هكذا ينبغى أن يقدموا له مما يمتلكون، أو مما أنعم الله به عليهم من الحنطة والشعير والزيت، ومن كل 200 شاة يعطون واحدة من سقى إسرائيل = أى من أجود الأرض، فلا يعطون شاة بها عيب، بل من أسمن أى من أفضل ما عندهم وذلك لتقدم ذبيحة، فهذه ترمز للمسيح الذى هو بلا عيب. إذاً الشعب يقدم عطاياه لله... لكن الرئيس هو الذى يقدم الذبيحة = وعلى الرئيس تكون المحرقات والسكيب... والرئيس كما قلنا هو المسيح، وهو الذى قدم نفسه محرقة وذبيحة خطية وسكب حياته الجسدية بإرادته عنا. وماذا قدمت له البشرية؟ قدمت البشرية له جسداً أى حياة جسدية (حنطة وشعير). لقد قدمت البشرية له جسداً من بطن القديسة العذراء مريم ليصير حمل الله الذى يرفع خطية العالم كله، وليصير كشاة سيقت للذبح. وهو كان بلا عيب = شاة من سقى إسرائيل. شاة واحدة من 200 شاة = (200 = 2× 100) أو هى = 100 + 100 (قطيع المسيح من اليهود + قطيع المسيح من الأمم)، فهو أخذ جسد من البشرية كلها ليشترك معنا فى جسدنا... هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له فلنسبحه... (من قطع التسبحة). وماذا أعطانا المسيح؟ لقد صرنا شركاء الطبيعة الإلهية. وما معنى تحديد أرقام فى العطايا التى نقدمها لله الإيفة من حومر الحنطة.... سبق الله فى الآيات السابقة وشدد على أن تكون معاملاتنا بالحق (آيات 9 – 12). والمفهوم أن كل ما نعطيه لله يكون بالحق وليس برياء، نعطيه حياتنا (حنطة وشعير) ونكون كشاة تساق للذبح. والمسيح بدمه يشفع فيمن يقدم نفسه لله بحق، وبذبيحة المسيح أيضاً تحقق العدل الإلهى، وعادت الأفراح الحقيقية للإنسان، فنجده هنا يتكلم عن الأعياد والشهور والسبوت والمواسم. ولنرى ما هى التقدمة التى نقدمها ومعناها: -.

الحنطة = هى دقيق القمح الأبيض = المسيح البار، فاللون الأبيض لون البر. والدقيق هو قمح مطحون = المسيح المسحوق بالأحزان. وقد قيل عنه "مسحوق لأجل آثامنا" (إش53: 5). (راجع تفسير لا2).

الشعير = هو طعام الفقراء بل وبعض الحيوانات = فلقد عاش المسيح فقيرا لا يجد أين يسند رأسه، بل ولد فى مذود "محتقر ومخذول من الناس" (إش53: 3).

بث زيت = الزيت هو إشارة لعمل الروح القدس الذى كَوَّنَ جسد المسيح فى بطن العذراء، ولذلك قال لها الملاك "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك لذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35).

هنا صورة مكررة لما حدث عند تأسيس خيمة الإجتماع التى ترمز لجسد المسيح، فلقد طلب الله من كل من يحثه قلبه أن يتبرع لبناء الخيمة (خر25: 2)، وهذا كما أعطت البشرية جسد العذراء مريم ليتجسد فيه المسيح، وهذا ما يحدث الآن فالشعب يتبرع بثمن الدقيق والخمر اللذين يحولهما الروح القدس لجسد المسيح ودمه.

1 / 6 = المسيح أخذ جسدا أعده الروح القدس (الزيت) فى بطن العذراء مريم، وهذا الجسد هو جسد إنسانى كامل، فإبن الله تجسد وتأنس ليشابهنا فى كل شئ. ولاحظ أن رقم الإنسان الناقص الضعيف هو 6، فالإنسان الأول آدم سقط فى اليوم السادس وفى الساعة السادسة، لذلك جاء المسيح آدم الأخير بجسد إنسانى ضعيف قابل للموت والجوع والعطش لكن بلا خطية، ليموت على الصليب فى اليوم السادس وفى الساعة الساعة السادسة، ويقدم نفسه ذبيحة عنا = وعلى الرئيس تكون المحرقات والتقدمة والسكيب... (آية17). وهذا ما حَوَّلَ حياتنا إلى أعياد = فى الأعياد وفى الشهور.... إذ صار لنا رجاء فى الحياة الأبدية بعد أن رفع المسيح خطايانا. وليس فقط رفع الخطايا بل صار المسيح وسط كنيسته وسر شبعها دائماً.

إذاً رقم 1 / 6 يمثل المسيح الذى صار واحدا من البشر ليفديهم.

فريضة الزيت بث من زيت = هنا لا نرى كسور، فالروح القدس لم يأخذ جسدا من البشر. ولكنه يعود ويقول أن الحومر 10 أبثاث فما المعنى؟ رقم 10 هو رقم الوصايا العشر، وبالتالى فهو يشير للكمال التشريعى، وهذا عمل الروح القدس فينا، نصلى ونسبح فيملأنا الروح القدس (أف5: 18 – 21) ويبكتنا لو أخطأنا، ويعيننا فنتوب ويسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5: 5)، فنحفظ الوصايا العشر لأن من يحب المسيح يحفظ وصاياه (يو14: 23)، فيصنع عنده الآب والإبن منزلا، وبهذا يعيدنا للثبات فى المسيح، فنستمر أحياء.

وشاة واحدة من الضأن = هو المسيح الذى سيقدم ذبيحة، فقد قيل عنه "ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح" (إش53: 7) ويقدم نفسه "كذبيحة إثم عنا" (إش53: 10).

الأعداد 18-25

الآيات (18 - 25): -

"18« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، تَأْخُذُ ثَوْرًا مِنَ الْبَقَرِ صَحِيحًا وَتُطَهِّرُ الْمَقْدِسَ. 19 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَيَضَعُهُ عَلَى قَوَائِمِ الْبَيْتِ، وَعَلَى زَوَايَا خُصْمِ الْمَذْبَحِ الأَرْبَعِ، وَعَلَى قَوَائِمِ بَابِ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ. 20 وَهكَذَا تَفْعَلُ فِي سَابعِ الشَّهْرِ عَنِ الرَّجُلِ السَّاهِي أَوِ الْغَوِيِّ، فَتُكَفِّرُونَ عَنِ الْبَيْتِ. 21فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، يَكُونُ لَكُمُ الْفِصْحُ عِيدًا. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ الْفَطِيرُ. 22 وَيَعْمَلُ الرَّئِيسُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ كُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ ثَوْرًا ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 23 وَفِي سَبْعَةِ أَيَّامِ الْعِيدِ يَعْمَلُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ: سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ صَحِيحَةٍ، كُلَّ يَوْمٍ مِنَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ. وَكُلَّ يَوْمٍ تَيْسًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 24 وَيَعْمَلُ التَّقْدِمَةَ إِيفَةً لِلثَّوْرِ، وَإِيفَةً لِلْكَبْشِ، وَهِينًا مِن زَيْتٍ لِلإِيفَةِ. 25في الشَّهْرِ السَّابعِ، في الْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، فِي الْعِيدِ يَعْمَلُ مِثْلَ ذلِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَكَالْمُحْرَقَةِ وَكَالتَّقْدِمَةِ وَكَالزَّيْتِ.".

إن كان أساس الكنيسة هو القداسة التى صارت لنا فى المسيح القدوس وقانونها هو العدل الذى تحقق فى ذبيحته، فإن علامتها هى الفرح فى الرب. لذلك يأتى الكلام مباشرة هنا عن الأعياد، فإن حياة الكنيسة فرح دائم سماوى وعيد دائم. وفرحنا لا يقدر أحد أن ينزعه منا. والعيد الأول هنا هو رأس السنة. والمسيح هو بدء حياتنا الجديدة. ولاحظ أنه فى كل الأعياد هناك ذبائح تقدم وهكذا فى كنيستنا لا توجد أعياد بدون قداسات فهذا سر فرحنا الحقيقى، ربنا يسوع المسيح بجسده ودمه معنا فى وسطنا. هو الذى يقدس الهيكل والناس وكل شئ.

يأخذ الكاهن من الدم ويضع على قوائم البيت = دم المسيح الكفارى هو الأساس فى بناء وتكوين الكنيسة فالقوائم هى الأساسات التى يبنى عليها البيت. وَعَلَى زَوَايَا خُصْمِ الْمَذْبَحِ الأَرْبَعِ = هذا الدم هو سر التقديس والكفارة للعالم كله (رقم 4 هو رقم العمومية) وَعَلَى قَوَائِمِ بَابِ الدَّارِ الداخلية = الدم يعطى للمعمودية فاعليتها وبها ندخل البيت كأولاد الله. وهذه الذبيحة تعطى غفراناً للخطايا = وهكذا تفعل فى السابع من الشهر عن الرجل الساهى. وهذا سر جديد للفرح. فلنا رجاء مستمر بغفران خطايانا. والرجل الساهي = من يخطئ سهوا ودون قصد. الغوي = الجاهل.

ثم يجئ عيد الفصح = فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، يَكُونُ لَكُمُ الْفِصْحُ عِيدًا والمسيح هو فصحنا الذى ذبح لأجلنا 1كو5: 7.

وَيَعْمَلُ الرَّئِيسُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ كُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ ثَوْرًا ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. وَفِي سَبْعَةِ أَيَّامِ الْعِيدِ يَعْمَلُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ = فى الترجمة الإنجليزية جاءت عبارة ويعمل الرئيس فى ذلك اليوم عن نفسه وعن كل شعب الأرض هكذا = upon that day shall the prince prepare for himself and for all the people of the land …..

وهذه الترجمة أدق، فقول الكتاب وعن نفسه لا يمكن أن يقال عن المسيح، فالمسيح بلا خطية. ولكن فى تأسيس سر الإفخارستيا أكل الرب مع تلاميذه ليشركهم معه فى جسده فيصيروا، ونصير نحن أى الكنيسة عروس المسيح أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أف5: 30). لكن هذه تساوى قول الرب يوم أسس سر الإفخارستيا (يوم خميس العهد) (مت26: 17 – 25) "... ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع وأعدوا الفصح...". هذه الأيات ليست عن يوم الصليب بل عن تأسيس سر الإفخارستيا الذى أعده المسيح لنفسه وللكنيسة كلها ليتحد بهم ويعيدهم إلى حضن الآب. وكانت ذبيحة السلامة فى العهد القديم تشير للإفخارستيا فكان مقدمها يأكل منها هو وأسرته والمدعوين والكهنة بعد أن يأخذ المذبح نصيبه، وكأنها شركة بين الله والإنسان (1كو10: 18)، فما يوضع على المذبح هو لله. وأتت كلمة يعمل = prepare بالإنجليزية فى أصلها اللغوى بمعنى ينجز / يتم / يقدم / يمنح / يقدم ذبيحة عن خطية. وجاءت كلمة عن = for بالإنجليزية فى أصلها اللغوى بمعنى بواسطة / خلال / ضمن. فيصير المعنى أن المسيح قدَّم نفسه كذبيحة خطية عن البشر.

وهذا السر يستمر العمر كله = وَفِي سَبْعَةِ أَيَّامِ الْعِيدِ يَعْمَلُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ سبعة ثيران وسبعة كباش صحيحة كل يوم من السبعة أيام. وكل يوم تيسا من الماعز ذبيحة خطية = ولاحظ أن رقم 7 هو رقم كامل فذبيحة الإفخارستيا ممتدة العمر كله وحتى نهاية الزمن، وراجع الآيات (حز43: 18 – 26). المحرقة تعطى لإرضاء الله، أما الثور ذبيحة الخطية فهو يعطى لغفران الخطايا. والتيس من المعز = يشير لأن المسيح ملك علينا بمحبته التى رأيناها فى صليبه (إش9: 6 + لا4، 5).

وبعد الفصح يؤكل الفطير وهو بدون خمير، والخمير يشير للخطية. فعلى المسيحى أن يعيش بلا خطية = فطير دائم = سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ الْفَطِيرُ. لنلاحظ أنه طالما المسيح فصحنا أعطانا الحرية من الشيطان الذى رمزه فرعون فى قصة خروج الشعب من مصر، فلنحيا إذاً فى قداسة مستمرة حتى لا يستعبدنا الشيطان مرة أخرى، وهذا هو نفس ما قاله بولس الرسول "نقوا منكم الخميرة العتيقة لكى تكونوا عجينا جديدا كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو5: 7، 8).

ما معنى التقدمات التى يقدمونها؟

الذبائح الدموية = الدم يعطي لغفران الخطايا والتقديس.

الإيفة = هى إيفة دقيق والدقيق يصنع منه الخبز. والخبز يشير لحياة المسيح التى أعطاها لنا "لى الحياة هى المسيح" (فى1: 21). (راجع تفسير الإصحاح الثانى من سفر اللاويين).

الزيت = الزيت هو إشارة لعمل الروح القدس الذى كَوَّنَ جسد المسيح فى بطن العذراء، ولذلك قال لها الملاك "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك لذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35).

ولاحظ ماذا نقدم لله 1) ثور ذبيحة 2) إيفة دقيق 3) بعض الزيت.

وماذا تحولوا فى يد الله؟ "يُعطى لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه". وهذا ما يحدث فى سر الإفخارستيا = فالروح القدس يحول الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح لغفران الخطية وحياة أبدية لمن يتناول منه.

وأما العيد المشار له فى آية (25) فيشير لعيد المظال وهو يستمر ثمانية أيام (لا23).

وكانوا يسكنون فيه لمدة سبعة أيام فى مظال تاركين منازلهم، رمزاً لتوهان شعب إسرائيل فى سيناء 40 سنة قبل دخول أرض الميعاد، وفى اليوم الثامن أفراح كبيرة رمزاً لأفراح دخولهم إلى أرض الميعاد، وبالنسبة للإنسان المسيحى فأيام حياته على الأرض هى أيام غربة (تك47: 9) وبعدها أفراح الأبدية فى السماء. الفرح بالنسبة لنا هو عيد دخولنا إلى السماء بعد المجئ الثانى، وهذا نفس ما نجده فى (حز43: 27). ويصير معنى الآية (25) هو تكرار أن ذبيحة الإفخارستيا مستمرة طوال مدة غربتنا على الأرض.

ملخص الإصحاح.

فى بداية الإصحاح نجد أن الله يحدد مكانا للمقدس وللكهنة واللاويين، وهذا إشارة لوجود إبن الله فى ذبيحة الإفخارستيا سر حياة الكنيسة = المسيح يحيا فينا. ونجد المسيح يأخذ جسدا من سبط يهوذا ليُقَدِّم لهم الفداء، وهو الرئيس الذى يملك على شعبه، وصعد للسماء ليُعِّد لهم مكانا ويأتى ليأخذهم فيه للمجد، ويجلس عن يمين الآب يشفع فى شعبه، ويحيط بهم بنعمته ليحميهم (راجع مز125) = نحن فى المسيح. وسنجد باقى الأسباط بعد ذلك تحيط بهذا المقدس، ولها نصيب تحيا فيه لتأكل، والمعنى أن الله يُدَبِّر حياتنا هنا على الأرض ليعطينا خبزنا كفافنا، ويدبر لنا الإفخارستيا ليعطينا خبزنا الذى للغد، فهو مسئول عن كليهما. ثم يطلب من شعبه أن يمتنع عن الخطية والغش = يأكلون فطيرا 7 أيام ليستمر المسيح وسط شعبه وتستمر أعيادهم أى أفراح شعبه. وكما قدمت البشرية جسد العذراء والروح القدس كوَّن فيه جسد المسيح الذى قدَّمه ذبيحة على الصليب، على شعب الكنيسة الآن أن يقدموا تقدمات للكنيسة، وبالقداسات وهى خدمة الكهنة واللاويين يتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه إستمرارا لذبيحة الصليب، ويستمر هذا لنهاية الأيام.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السادس والأربعون - سفر حزقيال - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الرابع والأربعون - سفر حزقيال - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 45
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 45