الأصحاح السادس والثلاثون – سفر حزقيال – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السادس والثلاثون

تركنا فى الإصحاح السابق جبل سعير وهو قفر وسيستمر كذلك. الآن نستدير لجبل إسرائيل أى شعب الله الذى كان خراباً لإستعباد الأعداء له، مثل سعير. وهنا نسمع وعد الله بخلاص شعبه. وإستعادة إسرائيل هنا لأرضها بعد أن كانت فى سبى بابل، وسعير شامت فيها، هى رمز لإستعادة الإنسان لميراثه السماوى، بعد أن أُسْلِمنا للشيطان (رمزه بابل وسعير) بسبب الخطية.

العدد 1

آية (1): -

"1« وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَتَنَبَّأْ لِجِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ: يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ اسْمَعِي كَلِمَةَ الرَّبِّ:".

هكذا أراد الله أن يكون شعبه = جبالاً مرتفعين عن الأرضيات لهم حياة سماوية، ثابتين كالجبال فى إيمانهم غير مزعزعين كو 2: 7.

العدد 2

آية (2): -

"2هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْعَدُوَّ قَالَ عَلَيْكُمْ: هَهْ! إِنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ الْقَدِيمَةَ صَارَتْ لَنَا مِيرَاثًا،".

شماتة العدو بسقوط أولاد الله وهزيمتهم. وقالوا = المرتفعات القديمة صارت لنا ميراثاً = أى لم يعد هناك مكان مقدس، بل تسيد العدو على كل شئ وقد رأينا سيادة بابل على أورشليم وتخريب الهيكل. ومن قبل رأينا العبادة الوثنية تدخل الهيكل (إصحاح 8). والمرتفعات القديمة هى آدم الذى خلقه الله فى حياة سماوية وبسبب خطيته سقط، فظنه الشيطان أنه صار له ميراثاً أبدياً، لكن الله سمح بأن يسلم الإنسان للباطل فترة للتأديب حتى يأتى المسيح.

العدد 3

آية (3): -

"3فَلِذلِكَ تَنَبَّأْ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ قَدْ أَخْرَبُوكُمْ وَتَهَمَّمُوكُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِتَكُونُوا مِيرَاثًا لِبَقِيَّةِ الأُمَمِ، وَأُصْعِدْتُمْ عَلَى شِفَاهِ اللِّسَانِ، وَصِرْتُمْ مَذَمَّةَ الشَّعْبِ،".

تهمموكم = داسوا عليكم وإبتلعوكم. والمعنى أنه حينما هزمت بابل الشعب صار فريسة لباقى الشعوب مثل سعير، فأخربوه من كل جانب. فصار مذمة الشعوب. وهذا ما حدث بسقوط آدم أن البشر عموماً صاروا فريسة وسخرية لإبليس وهكذا كل من يسقط فى خطية الآن، يجر هذا عليه خطايا أكثر فيصير مذمة للشعوب.

العدد 4

آية (4): -

"4لِذلِكَ فَاسْمَعِي يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ كَلِمَةَ السَّيِّدِ الرَّبِّ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلْجِبَالِ وَالآكَامِ وَلِلأَنْهَارِ وَلِلأَوْدِيَةِ وَلِلْخِرَبِ الْمُقْفِرَةِ وَلِلْمُدُنِ الْمَهْجُورَةِ الَّتِي صَارَتْ لِلنَّهْبِ وَالاسْتِهْزَاءِ لِبَقِيَّةِ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهَا.".

هنا نجد وعد الله بأنه سيخلص الجميع، وأنه سيأتى للجميع كباراً وصغاراً قديسين وخطاة = جبالاً وودياناً. فالناس درجات فمنهم الجبال = مثل حزقيال وأرمياء ودانيال... الخ، ومنهم درجات أقل فهم أكام ومنهم درجات منخفضة جداً = وديان ومنهم من خربته الخطية = خرب مقفرة وهذه الأخيرة صارت للنهب. ومنهم الذين كانوا معلمين = أنهار.

العدد 5

آية (5): -

"5مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي فِي نَارِ غَيْرَتِي تَكَلَّمْتُ عَلَى بَقِيَّةِ الأُمَمِ وَعَلَى أَدُومَ كُلِّهَا، الَّذِينَ جَعَلُوا أَرْضِي مِيرَاثًا لَهُمْ بِفَرَحِ كُلِّ الْقَلْبِ وَبُغْضَةِ نَفْسٍ لِنَهْبِهَا غَنِيمَةً.".

أعداء الله وضعوا أياديهم الدنسة على شعبه = أرضه وظنوها ميراثاً لهم وبكل بغضة نفوسهم ضد شعبه فرحوا بقلوبهم لهذا. لكن الله لن يسكت فهذا أثار نار غيرته على شعبه.

العدد 6

آية (6): -

"6فَتَنَبَّأْ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لِلْجِبَالِ وَلِلْتِّلاَلِ وَلِلأَنْهَارِ وَلِلأَوْدِيَةِ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا فِي غَيْرَتِي وَفِي غَضَبِي تَكَلَّمْتُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ حَمَلْتُمْ تَعْيِيرَ الأُمَمِ.".

لنلاحظ أنه حين يقوم الأمم بتعيير شعب الله أى إهانتهم فهذا يثير غضبه وغيرته.

العدد 7

آية (7): -

"7لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي رَفَعْتُ يَدِي، فَالأُمَمُ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ هُمْ يَحْمِلُونَ تَعْيِيرَهُمْ.".

الله هنا يقسم = رفعت يدى = علامة القسم أن الأمم سيلاقون نفس المصير أى التعيير. فالكأس التى أعدوها لشعب الله سيشربونها، فالصليب الذى أعده هامان صلب عليه هو (قصة إستير). إذاً لا داعى للشكوى من أى إضطهاد فكلما زاد الإضطهاد تزيد مراحم الله.

الأعداد 8-11

الآيات (8 - 11): -

"8أَمَّا أَنْتُمْ يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ، فَإِنَّكُمْ تُنْبِتُونَ فُرُوعَكُمْ وَتُثْمِرُونَ ثَمَرَكُمْ لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَرِيبُ الإِتْيَانِ. 9لأَنِّي أَنَا لَكُمْ وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ فَتُحْرَثُونَ وَتُزْرَعُونَ. 10 وَأُكَثِّرُ النَّاسَ عَلَيْكُمْ، كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بِأَجْمَعِهِ، فَتُعْمَرُ الْمُدُنُ وَتُبْنَى الْخِرَبُ. 11 وَأُكَثِّرُ عَلَيْكُمُ الإِنْسَانَ وَالْبَهِيمَةَ فَيَكْثُرُونَ وَيُثْمِرُونَ، وَأُسَكِّنُكُمْ حَسَبَ حَالَتِكُمُ الْقَدِيمَةِ، وَأُحْسِنُ إِلَيْكُمْ أَكْثَرَ مِمَّا فِي أَوَائِلِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.".

وعد برجوع الشعب إلى أرضه ويكونون فى حرية ويكون لهم ثمر. وهذا اليوم قريب الإتيان = وهناك يوم رمزى وهو عودة الشعب من السبى ويوم حقيقى، هو يوم الصليب. تحرثون وتزرعون = هنا يشبه الله الإنسان بالأرض، التى يجب أن تحرث ليتم تنقيتها، وتزرع لتأتى بثمر. ونحن بالمعمودية نتنقى إذ يموت إنساننا العتيق، ويزرع فينا إنسان جديد على شكل المسيح، لأن المسيح يعطينا حياته رو 6: 4 – 8 الإنسان والبهيمة = حين تكثر أعدادهم فهذا يشير لزيادة الخير والبركات. لكن الإنسان يشير للسالك بالروح والبهيمة تشير لمن يسلك بحسب شهواته. والروح القدس يقدس كليهما. وأحسن إليكم أكثر من أوائلكم = فنعمة المسيح وعمله جعلتنا فى وضع أفضل من آدم.

الأعداد 12-15

الآيات (12 - 15): -

"12 وَأُمَشِّي النَّاسَ عَلَيْكُمْ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَرِثُونَكَ فَتَكُونُ لَهُمْ مِيرَاثًا وَلاَ تَعُودُ بَعْدُ تُثْكِلُهُمْ. 13هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: أَنْتِ أَكَّالَةُ النَّاسِ وَمُثْكِلَةُ شُعُوبِكِ. 14لِذلِكَ لَنْ تَأْكُلِي النَّاسَ بَعْدُ، وَلاَ تُثْكِلِي شُعُوبَكِ بَعْدُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 15 وَلاَ أُسَمِّعُ فِيكِ مِنْ بَعْدُ تَعْيِيرَ الأُمَمِ، وَلاَ تَحْمِلِينَ تَعْيِيرَ الشُّعُوبِ بَعْدُ، وَلاَ تُعْثِرِينَ شُعُوبَكِ بَعْدُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».".

هنا وعد لشعب الله أن يعود لأرضه. فالكلام هنا للجبال = وأمشى عليكم شعبى إسرائيل. أى يكثر الله الناس داخل الكنيسة، ويكونون فى حالة حركة بلا توقف، ولا يقترب الموت إليهم. وكانت سخرية الأمم على إسرائيل أنها أكالة الناس بالسيف والجوع والوبأ والحصار. ولكن بنعمة المسيح بطل كل هذا.

الأعداد 16-19

الآيات (16 - 19): -

"16 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 17«يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ لَمَّا سَكَنُوا أَرْضَهُمْ نَجَّسُوهَا بِطَرِيقِهِمْ وَبِأَفْعَالِهِمْ. كَانَتْ طَرِيقُهُمْ أَمَامِي كَنَجَاسَةِ الطَّامِثِ، 18فَسَكَبْتُ غَضَبِي عَلَيْهِمْ لأَجْلِ الدَّمِ الَّذِي سَفَكُوهُ عَلَى الأَرْضِ، وَبِأَصْنَامِهِمْ نَجَّسُوهَا. 19فَبَدَّدْتُهُمْ فِي الأُمَمِ فَتَذَرَّوْا فِي الأَرَاضِي. كَطَرِيقِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ دِنْتُهُمْ.".

الله يذكرهم هنا بأن تأديبهم راجع لخطاياهم. فهم نجسوا الأرض المقدسة.

العدد 20

آية (20): -

"20فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا نَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، إِذْ قَالُوا لَهُمْ: هؤُلاَءِ شَعْبُ الرَّبِّ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِهِ.".

حتى حينما أرسلهم الله للسبى فى أرض غريبة إستمروا فى خطاياهم فنجسوا إسم الله القدوس، وهذه عكس "ليرى الناس أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات".

الأعداد 21-22

الآيات (21 - 22): -

"21فَتَحَنَّنْتُ عَلَى اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي نَجَّسَهُ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا. 22«لِذلِكَ فَقُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لَيْسَ لأَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، بَلْ لأَجْلِ اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جِئْتُمْ.".

هذه الآيات لا تعنى أن الله لا يهتم بنا، أو يهتم فقط بمجد إسمه القدوس، بل تعنى أن لا شئ فينا يستحق نعمته، بل هو يعمل فينا بمحبته ولأجل مجد إسمه القدوس.

الأعداد 23-25

الآيات (23 - 25): -

"23فَأُقَدِّسُ اسْمِي الْعَظِيمَ الْمُنَجَّسَ فِي الأُمَمِ، الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي وَسْطِهِمْ، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِهِمْ. 24 وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ. 25 وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ.".

حين يؤدب الله شعبه ثم يرفعهم يتعلم الآخرين الدرس فيتقدس الله قدام أعين الأمم. وفى 24 نبوة بدخول الأمم للكنيسة جسد المسيح مع اليهود. وحين يجمع الله شعبه يطهرهم. وهذه نبوة عن عمل المعمودية أى غسل الخطايا القديمة.

العدد 26

آية (26): -

"26 وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ.".

أنظر شرح الآية حز 11: 19. والقلب الجديد، هو القلب المختون بالروح رو 2: 29 الذى مات منه إنسان الخطية أى شهوة الخطية. فالروح القدس يمنحنا طبيعة جديدة منفتحة على الله عوضاً عن الطبيعة الفاسدة المنفتحة على الشر.

العدد 27

آية (27): -

"27 وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا.".

هذه نبوة عن سر الميرون الذى به يسكن الروح القدس فى المؤمن المعمد فيعينه على حفظ الوصايا. وذلك بأن يسكب محبة الله فى قلبه رو 5: 5.

العدد 28

آية (28): -

"28 وَتَسْكُنُونَ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ آبَاءَكُمْ إِيَّاهَا، وَتَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلهًا.".

الله يذكر عهده لأبائهم بأن يعطيهم الأرض، وهذا ما حدث بعد العودة من السبى ولكن هذه الآية تنظر لما هو أبعد من ذلك. فهى تشير لإستردادنا الميراث السماوى فمن يسكن الكنيسة الآن سيرث السماء.

الأعداد 29-31

الآيات (29 - 31): -

"29 وَأُخَلِّصُكُمْ مِنْ كُلِّ نَجَاسَاتِكُمْ. وَأَدْعُو الْحِنْطَةَ وَأُكَثِّرُهَا وَلاَ أَضَعُ عَلَيْكُمْ جُوعًا. 30 وَأُكَثِّرُ ثَمَرَ الشَّجَرِ وَغَلَّةَ الْحَقْلِ لِكَيْلاَ تَنَالُوا بَعْدُ عَارَ الْجُوعِ بَيْنَ الأُمَمِ. 31فَتَذْكُرُونَ طُرُقَكُمُ الرَّدِيئَةَ وَأَعْمَالَكُمْ غَيْرَ الصَّالِحَةِ، وَتَمْقُتُونَ أَنْفُسَكُمْ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ وَعَلَى رَجَاسَاتِكُمْ.".

حين يسكن الله وسط كنيسته فهو يبارك ببركات روحية بل ومادية أيضاً. ولاحظ أنه فى حالة القداسة والبركة، لو تذكر التائب خطاياه يمقت نفسه لأنه أهان الله يوماً. بل مهما وصلنا لدرجة عالية من القداسة سنظل نمقت أنفسنا إذ نكتشف دائماً وجود خطايا داخلنا 1تى 1: 15 وهذه علامة التوبة الحقيقية.

العدد 32

آية (32): -

"32لاَ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكُمْ. فَاخْجَلُوا وَاخْزَوْا مِنْ طُرُقِكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ.".

فأخجلوا = الله غفر حقاً، لكن لنقل خطيتى أمامى فى كل حين فلا نسقط فى الكبرياء.

الأعداد 33-35

الآيات (33 - 35): -

"33هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي يَوْمِ تَطْهِيرِي إِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ آثَامِكُمْ، أُسْكِنُكُمْ فِي الْمُدُنِ، فَتُبْنَى الْخِرَبُ. 34 وَتُفْلَحُ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ عِوَضًا عَنْ كَوْنِهَا خَرِبَةً أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ عَابِرٍ. 35فَيَقُولُونَ: هذِهِ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ صَارَتْ كَجَنَّةِ عَدْنٍ، وَالْمُدُنُ الْخَرِبَةُ وَالْمُقْفِرَةُ وَالْمُنْهَدِمَةُ مُحَصَّنَةً مَعْمُورَةً.".

النفس التى يفارقها الله تصبح خراباً موحشة، وحين يعود لها الله تصبح جنة.

العدد 36

آية (36): -

"36فَتَعْلَمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تُرِكُوا حَوْلَكُمْ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، بَنَيْتُ الْمُنْهَدِمَةَ وَغَرَسْتُ الْمُقْفِرَةَ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَسَأَفْعَلُ.".

الله أب للجميع فهو يصلح من حال شعبه ويجعلهم كجنة، ولكن عين الله أيضاً على الأمم. وحين يرى الأمم عمله مع شعبه يؤمنون به فيتحولون هم أيضاً لجنات. إذاً "لنسعى كسفراء للمسيح كأن المسيح يعظ بنا" فهذا واجب كل مؤمن.

الأعداد 37-38

الآيات (37 - 38): -

"37هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبِّ: بَعْدَ هذِهِ أُطْلَبُ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَفْعَلَ لَهُمْ. أُكَثِّرُهُمْ كَغَنَمِ أُنَاسٍ، 38كَغَنَمِ مَقْدِسٍ، كَغَنَمِ أُورُشَلِيمَ فِي مَوَاسِمِهَا، فَتَكُونُ الْمُدُنُ الْخَرِبَةُ مَلآنَةً غَنَمَ أُنَاسٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».".

حينما تمتلئ النفس من بركة ونعمة ومحبة الله يقدم الإنسان نفسه كذبيحة حية (رو 12: 1) وهذه معناها صلب الأهواء والشهوات (غل 5: 24) وهذه تعني أن نحسب أنفسنا أمواتا أمام الخطايا (رو 6: 11 + كو 3: 5)، كغنم سيقت للذبح رو 8: 36 والآيات تشير لإزدياد عدد المؤمنين فى الكنيسة. وهذه تعني أن نجاهد حتي الدم ضد الخطية (عب 12: 4)، بل حتي الموت وسفك الدم في سبيل التمسك بالايمان، أي لو إقتضي الأمر أن نستشهد.

أما في خلال حياتنا العادية فلنكن كغنم تتبع راعيها أينما سار، فهو يقودها إلي المراعي الخضراء ومياه الراحة. وتقبل ضربات عصاه وعكازه (التجارب) حتى يعيدها للطريق الصحيح فلا تفقد ميراثها السماوي فتسكن في بيت الرب مدي الايام (مزمور 23).

الإصحاح 36 يلخص عمل المسيح لكنيسة العهد الجديد.

يبدأ الإصحاح بأن يخاطب الله شعب العهد الجديد ويسميهم جبال إسرائيل (آية1) وهذا يعنى حياتهم السماوية وثباتهم على الإيمان كما رأينا فى نهاية الإصحاح السابق. ولكن ماذا كنا قبل ذلك؟ كنا مستعبدين للشيطان = أخربوكم وتهمموكم (آية3) = أى داسوا عليكم وخربوا شكلكم وحياتكم. ونجد فى (آية2) الشيطان يسخر من الإنسان ظاناً أن هذا الوضع نهائى، وأن البشر بعد أن كانوا قبل السقوط مرتفعات قديمة صاروا له ميراثا. ويشير فى (آيات16 – 20) كيف صارت حال الإنسان رديئة وإلى أى مستوى قد إنحدر. وحتى فى العهد القديم صار من كانوا هم شعب الله سخرية ومذمة للأمم الوثنية (آية3). ولكن الله تحنن على إسمه القدوس (آية21) وبرحمته ومحبته للبشر = وفى نار غيرته يقول تكلمت على بقية الأمم وعلى أدوم (آية5) = والمقصود من بقية الأمم وأدوم الشيطان ومن يتبعه، وأن المسيح كلمة الله سيسحقهم بصليبه (إصحاح35) فقوله تكلمت إشارة للإبن كلمة الله وعمله الفدائى، وأيضا نجد فى (آية7) قول الله رفعت يدى إشارة لأن العمل هو عمل الإبن، فالإبن هو ذراع الله (إش51: 9 + 49: 22 + 59: 1 + 59: 16 + 52: 10). ونجد المسيح فى فدائه يهتم بكل درجات البشر، المتقدمين روحيا ويسميهم الجبال، والأقل درجة ويسميهم الأكام، ومعلمو الشعب ويسميهم الأنهار وأقل الدرجات أى الأودية... بل وبالذين إستسلموا للشيطان فخربهم = الخرب المقفرة والمدن المهجورة (آية4). ويعمل المسيح بروحه القدوس فى كل هؤلاء ليحولهم إلى جبال إسرائيل (آية1). ولكن هناك من لن يقبل عمل المسيح ويظل فى عناده تابعا للشيطان، لذلك نجد الوحى فى (آية6) يكرر (آية4) دون ذكر الخرب المقفرة والمدن المهجورة، فهؤلاء هم من رفضوا عمل المسيح وتجديد الروح القدس لهم الذى وحده قادر أن يحولهم إلى خليقة جديدة، فبرفضهم ظلوا كما هم خراباً.

ونجد المسيح يجمع كنيسته من بين كل الأمم والشعوب، فهو ليس مخلصا للشعب اليهودى فقط (آية24).

ويصير المخلصون كثيرون جدا (آية10 – 15). ونلاحظ أن القديس بولس الرسول يسمى الكنيسة إسرائيل الله = إسرائيل الكبيرة جداً (غل6: 16).

والمسيح قَدَّم للكنيسة الفداء، ولكن كيف نستفيد من عمل المسيح؟ يكون ذلك بالمعمودية التى تغفر كل الخطايا السابقة وتثبتنا فى المسيح لنصير أبناء الله (آية25) وأرش عليكم ماءً طاهرا = ولاحظ أن قوله يرش هو بأسلوب العهد القديم إذ كان الكاهن يرش (ينضح) على الشعب بزوفا، ماء به نقاط من دم الذبيحة ليطهرهم، لذلك يقول داود النبى "تنضح علىَّ بزوفاك فأطهر" (مز51) والزوفا نبات يغمس فى ماء الرش، ويرش به الكاهن. وفى (آية27) نسمع عن سر الميرون وسكنى الروح القدس فينا، وهو الذى يجدد طبيعتنا. وعن الطبيعة الجديدة يقول فى (آية26) أعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدة فى داخلكم = والروح الجديدة فى هذه الآية هى الخليقة الجديدة للإنسان وليس الروح القدس المذكور فى (آية27). القلب الجديد والروح الجديدة (آية26) أى الحياة الجديدة أو ما أسماها بولس الرسول "الخليقة الجديدة" (2كو5: 17). وماذا أيضا عن عمل الروح القدس فينا بعد المعمودية والميرون؟ الروح يبكت ويعين الإنسان فيتوب عن خطاياه ودم المسيح يطهر = أخلصكم من كل نجاساتكم (آية29)، فيظل ثابتا فى المسيح وفى كنيسته = آتى بكم إلى أرضكم = أى الكنيسة، ومن يثبت فى الكنيسة يظل حيا فيكون له ثمار = وتثمرون ثمركم (آية8). وهذا يكون ببعض التجارب إذا دعت الضرورة لذلك = فتُحرثون (آية9). وفى (آية19) يقول وكأفعالهم دنتهم = هذه بالنسبة لليهود كانت تسليمهم كعبيد لبابل، وللبشرية كلها أولاد آدم فالله أسلمهم للشيطان للتأديب "أُخْضِعَت الخليقة للباطل" (رو8: 20).

ومن يمتلئ بالروح حينما لا يقاوم عمل الروح يكون له نصيب فى الميراث السماوى = تسكنون الأرض (آية28). وتكون علامة التوبة الحقيقية = تمقتون أنفسكم (آية31)، إذ أن التوبة تنقى القلب وتفتح العينين فيعاين الإنسان النقى الله (مت5: 8)، وفى هذا النور يرى خطايا له لا يراها الإنسان العادى، ولكن حقا سنمقت أنفسنا ونخجل إذ بسبب خطايانا هذه سببنا حزنا وألماً لله، ولكن هذا الخجل يكون ممتزجا بروح الشكر والتسبيح على الخلاص الذى تممه لنا المسيح. ومع الإمتلاء من الروح القدس تكون الثمار الطبيعية هى المحبة والفرح والسلام (غل5: 22) وهذه سمات جنة عَدْنْ، وكأن المسيح إستعاد لنا الحياة الفردوسية مرة أخرى (آية35). والروح القدس يسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5: 5) والنتيجة الطبيعية لوجود المحبة وجود الفرح. وكيف يسكب الروح القدس محبة الله فى قلوبنا؟ يكون هذا بأن يخبرنا عن المسيح (يو16: 14). ومن يفتح الروح القدس عينيه ويعرف شخص المسيح يحبه. ولماذا؟ من إختبر وعرف شخص المسيح وجده شخص جميل وحلو ويُحَّبْ، قالت عنه عروس النشيد "حبك أطيب من الخمر... لذلك أحبتك العذارى" (نش1: 2، 3). ومن عرف المسيح الجوهرة الكثيرة الثمن باع بقية اللآلئ إذ وجد كل شئ نفاية (مت13: 46 + فى3: 8) وهذا معنى أن شخص المسيح فيه الشبع، إذ معه لا تحتاج لسواه. وعبَّر الوحى عن الشبع بشخص المسيح فقال وأدعو الحنطة وأكثرها ولا أضع عليكم جوعا (آية29).

ومع هذا الحب لله يقدم الإنسان نفسه ذبيحة حية (آية38) = كغنم مقدِسْ = هذا الغنم يقدم ذبائح فى الهيكل لله. ومن يقبل أن يصلب جسده أهواءه مع شهواته تزداد الثمار فيه (غل5: 24). ومن يقبل أن يُصلب مع المسيح فى ألامه يختبر حالة من الفرح لا يعرفها العالم، وهذا الفرح غير الملذات الحسية تماما. وليعبر الوحى عن حالة الفرح هذه يسمى الغنم = كغنم أورشليم فى مواسمها = والمواسم هى الأعياد وهذه تكون أيام فرح.

ولكن هناك تساؤل... هل كل هذا ممكن للخليقة الساقطة وللإنسان الخاطئ الذى وصل إلى أبشع أنواع النجاسة؟! الإجابة فى الإصحاح القادم حيث يشرح الله أن هذا ممكن وسيحدث بعمل الإبن كلمة الله وعمل الروح القدس فهذه هى إرادة الآب، أن الجميع يخلصون.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع والثلاثون - سفر حزقيال - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الخامس والثلاثون - سفر حزقيال - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 36
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 36