الأصحاح السادس عشر – سفر يهوديت – القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الفصل هو جزء من كتاب: 18- تفسير سفر يهوديت – القمص تادرس يعقوب ملطي.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأصحاح السادس عشر

شكر وتسبيح لواهب النصرة.

جاء نشيد الخلاص والشكر هنا مزمورًا رائعًا على غرار مزامير داود النبي التي أنشدها في مناسبات الانتصار على الأعداء، حيث يتغنى بقوة الله ورعايته كواهبٍ للنصرة لشعبه ضد الأعداء. يرى البعض أنها جاءت في توازٍ مع تسبحة مريم أخت موسى وهرون عند البحر، وتسبحة دبورة (قض 5).

إن كانت يهوديت ابنة صلاة، فإنها إذ غلبت لم تسقط في كبرياء، بل انطلق لسانها بالتسبيح والحمد لله. "سأُرَنِّمُ لإِلهي نَشيدًا جَديدًا. رَبِّي، عَظيمٌ أَنتَ ومُمَجَّد عَجيبٌ في القُوَّة ولا يَقْوى علَيكَ أَحَد" (16: 13). كثيرًا ما نتذكر الله وسط الشدة، لكننا ننساه عند الفرح!

إنها سيدة أرملة بعفتها وإيمانها نال شعبها نصرة على العدو. وحوّلت أيامهم إلى أعيادٍ، إذ عيدوا لهذه النصرة لمدة ثلاثة أشهر، وبسببها وهب الله شعبها سلامًا حتى بعد نياحتها. "لم يكن مدة حياتها كلها من يقلق إسرائيل، ولا بعد موتها سنين كثيرة" (16: 30). وصار يوم النصرة عيدًا سنويًا يحتفل به اليهود. حقًا، العالم يحتاج إلى مثل يهوديت، نفوس مقدسة، بسببها يتمتع كثيرون بالنصرة والفرح والسلام.

جاء في دائرة المعارف Encyclopedia Judaica أن هذا النشيد بالتأكيد أقدم من تلك الأناشيد التي وُجدت في قمران Qumran[218].

يرى البعض أن ما ورد في هذا النشيد عن سقوط أشور بيد امرأة، وليس بيد أحد أبطال الحروب العمالقة يحمل صدى لما ورد في إشعياء 31: 8. "ويسقط أشور بسيف غير رجل (ذكر male)".

1. نشيد الرب المحارب ١ - ٢.

2. الخطر والخلاص ٣ - ١٢.

3. الله الديان ١٣ - ١٧.

4. عيد لمدة ثلاثة أشهر 18 - 20.

5. شيخوخة يهوديت ونياحتها 21 - 25.

الأعداد 1-2

1. نشيد الرب المحارب

جاء نشيد يهوديت يحمل الكثير من العبارات الواردة في سفر المزامير، مما يكشف عن حياتها وأسلوب عبادتها، إنها كانت تمارس المزامير وتعيش بروح التسبيح. وكأن نشيدها جاء ثمرة طبيعية لما كانت تمارسه طوال حياتها.

فقالَت يَهوديت: "أَنشِدوا لإِلهي بِالدُفوف،.

رَنِّموا لِلربًّ على الصنوج،.

انظِموا لَه مَزمورًَا جديدًا،.

والنشيد أَشيدوا،.

وادعوا بِاسمِه [1].

يقدم لنا الكتاب المقدس صورة حية للحياة الكنسية التي تعيشها الجماعة المقدسة كما يعيشها المؤمن المقدس في الرب. فهي حياة تواجه سلسلة من الضيقات، خلالها يتدرب المؤمن على الصراخ لله والاتكال عليه والرجاء في عمله الإلهي، وتنتهي كل ضيقة بتجلي الله العجيب في حبه ورعايته، وتتحول حياة الجماعة وكل شخصٍ إلى أنشودةٍ مفرحةٍ، وكأن الكنيسة بشعبها الحيّ تتدرب على التمتع بالحياة السماوية المفرحة.

جاءت مقدمة هذا النشيد تشبه مطلع بعض المزامير مثل مز ٨١؛ ١٠٥؛ ١٣٥؛ ١٤٩؛ وأيضًا ما ورد في بعض المزامير مثل مز ٣٣: ٣؛ ٦٨: ٣٢؛ ١٥٠: ٤ - ٥.

الذين اختبروا عذوبة التسبيح لا يَكفوُّن عن دعوة المؤمنين للتسبيح لله. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن التسبيح أداة قوية وفعَّالة لنوال النصرة الروحية. وكأن التسبيح لا يُقدَّم فقط بعد نوال النصرة، وإنما يُمارَس أيضًا قبل التجربة وأثناءها، فيهب المؤمن روح القوة والثقة في الله واهب الخلاص.

جاء عن السيد المسيح أنه سبَّح مع تلاميذه قبل تسليمه للمحاكمة (مت 26: 30؛ مر 14: 26)، ليقودنا لحياة التسبيح في وسط ضيقاتنا.

يقول المرتل: "منْ قُدّامٍ الْمُغنُّون. منْ وراءٍ ضاربُو الأوْتار. في الْوسط فتياتٌ ضارباتُ الدُّفُوف" (مز 68: 25). صورة رائعة لكنيسة المسيح المُنتَصِرة على الدوام. يحتل صفوفها الأولى جماعة الشاكرين، الذين يسبِّحون الله الصالح، الذي يحوِّل الضيقات والمعارك إلى أفراح ومحافل مقدسة وأعيادٍ لا تنقطع. وفي نهاية الصفوف ضاربو الأوتار، الحاملون آلات العزف، أما في الوسط، فالفتيات ضاربات الدفوف. إنه قلب الكنيسة الذي يرقص بالتهليل بالله والفرح بعمله الخلاصي. في اختصار الموكب كله موكب الهتاف والتهليل والفرح السماوي الذي لا ينقطع.

التسبيح بالصنوج بصوتٍ عالٍ وهتافٍ يتناسب مع التسابيح العالية (نح 12: 27). ما هي الصنوج العالية، إلا صوت القلب الداخلي الذي يبلغ إلى عرش نعمة الله دون عائق، والذي يترجمه المؤمن ببذل كل جهدٍ، وترك كل شيءٍ، حبًا في ذاك الذي بذل ذاته عنا. تشبه الصنوج الأطباق، كل طبق يضرب في آخر، فيحدث صوتًا عاليًا.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله أوصى باستخدام الآلات الموسيقية في العهد القديم من أجل ضعفهم الروحي، حتى تثيرهم للغيرة المقدسة والتسبيح لله. أما الآن وقد بلغ الإنسان النضوج، فإنه يستخدم كل أعضاء جسده كآلات موسيقية تعبر عما في قلبه من حبٍ وشكرٍ لله[219].

  • يليق بقلب المسيحي وفمه ألا يكُفَّا عن التسبيح لله، فلا يمجده في الفرج، ويتذمر عليه في الشدة.

القديس أغسطينوس.

  • التسبيح في ذاته صالح، والمزمور يقدم خيرات كثيرة:

إنه يعزل العقل عن الأرض،.

ويعطي النفس أجنحة،.

ويجعل (الأجنحة) خفيفة قادرة على الطيران في الجو.

لهذا يقول بولس: "مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف 5: 19).

توجد حاجة للتسبيح من أجل حياة المرتل وصلاته والتوفيق[220].

القديس يوحنا الذهبي الفم.

لأَنَّ الربَّ إِلهٌ يَمحَقُ الحُروب،.

لأَنَّه في مُعَسكَراتِه، في وَسْطِ الشعْب،.

فأَنقَذَني مِن يَدِ مُضطَهِدِيَّ [2].

"الرب الإله يمحق الحروب": فالله هو قائد المعركة، وهو طرف فيها ضد إبليس وقوات الظلمة (خر ١٥: ٣؛ ٧٤: ١٣ - ١٥؛ ٩٨: ١٠ - ١١).

"في معسكراته، في وسط شعبه": أي هو حاضر في وسطهم كقائدٍ غير منظور يقيم منهم مركباته المملوءة قوة، فلا يستطيع العدو التغلب عليهم، حاضر في وسطهم بمركباته السمائية لحسابهم بكونهم شعبه. وكما قال اليشع النبي لتلميذه جيحزي: "لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم" (٢ مل ٦: ١٤ - ١٨). لقد أرعب الله قبلاً جيش الأراميين إذ سمعوا صوت مركباتٍ وصوت خيل، صوت جيشٍ عظيم، فتركوا أمتعتهم وهربوا (٢ مل ٧: ٦ - ٧).

التجارب والمحاربات الروحية هي أروع فُرَص للتمتُّع بالشعور بأن الله معنا وفي وسطنا ويتقدمنا في المعركة. في وسط الآلام كان داود النبي يتلامس مع الله في خبرة حية فعَّالة، وعندما دخل إلى الطريق الواسع السهل، فقد هذه العطية، فانحدر من خطيةٍ إلى خطيةٍ، وكاد أن يهلك لولا نعمة الله التي أنقذته.

الأعداد 3-12

2. الخطر والخلاص

أتى الأشوري مِنَ الجِبالِ الشمالِيَّة،.

أَتى بِجَيشِه غير المُحصى.

كَثرَتُهم سَدَّتِ الأَنهار،.

وخيولُهم غَطَّتِ التلال [3].

كان ملك أشور يُمثِّل إبليس الذي يريد أن يُقيم نفسه إلهًا على الأرض كلها، وأليفانا قائد جيشه يُمَثِّل ضد المسيح الذي لا عمل له إلا دفع كل أمةٍ بل وكل إنسانٍ في العالم بكل وسيلة ليجحد الله ويْجَدِّف عليه، ويقيم إبليس إلهًا صاحب سلطان على كل ممالك الأرض.

عند مجيء ضد المسيح تخضع له الممالك، وتبرد محبة الكثيرين، حتى إن أمكن أن يضل المختارين، ويبدو كأنه قد غلب وجمع العالم كله حوله، تمامًا كما حدث مع أليفانا. فجيشه صار ربوات لا تُحصى، امتلأتْ الأودية بهم، وغطَّتْ خيوله التلال. لم يُدرِك أن هذا كله يصير لعاره وخزيه، ويتمجد الله بالقلة القليلة الأمينة له.

مع ما ستعانيه الكنيسة من مرارة في أيام ضد المسيح، لكن تنتهي المعركة بنصرة كنيسة المسيح وتحطيم ضد المسيح، وهلاك إبليس نفسه في نار جهنم.

قالَ إِنَّه سَيَحرُقُ بِلادي،.

ويَقتُلُ بِالسيْفِ فِتْياني،.

ويَطرَحُ إلى الأَرضِ رُضَعائي،.

ويَجعَلُ غَنيمةً مِن أَطْفالي،.

وَيسْبي العذارى اللواتي لي غنائم حرب [4].

لم يروِ الكاتب عن أليفانا بأنه هدد بهذه الكلمات، فربما أرسل إلى القادة هذه التهديدات خلال رسله، أو حسبت يهوديت البارة أن ما فعله أليفانا بالشعوب الأخرى حين افتتح بلادهم هو تهديد عملي للشعوب التي لم تخضع له.

في تسبيحها لله حسبت القديسة يهوديت أنها تمثل الشعب، فما يحل بهم من مرارة إنما يحلّ بها.

في أمومة روحية حسبت هذه الأرملة التي لم تنجب أطفالاً حسب الجسد كل الفتيان فتيانها، وكل الرُضع رضعاءها، وكل طفل هو طفلها!

إنه حب عملي لكل إنسانٍ! وكأنها تقول مع الرسول بولس: "من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا ألتهب؟".

يريد أليفانا كممثلٍ لضد المسيح أن يوجه ضرباته لخمسة مراكز خطيرة وهي البلاد، والفتيان، والرضع والأطفال والأبكار. بهذا يظن أنه يُحَطِّم شعب الله تمامًا وإلى آخر الدهور.

أ. حرق البلاد: عوض نار الروح القدس الذي يُقَدِّس أرض المؤمن أو قلبه ليقيم منه سماءً، يلهب العدو نيران الشهوات، فيُحوِّل القلب إلى جحيمٍ لا يُطاق. يريد رب المجد أن يقيم ملكوته في قلوبنا، ويبذل العدو كل طاقاته لإقامة ملكوت الشر، ملكوت إبليس الفاسد.

ب. قتل الفتيان بالسيف: عِوَض كلمة الله الحية التي كسيفٍ ذي حدين، تجرح القلب بجراحات الحب الإلهي والأخوي، يضرب العدو بسيف الكراهية. عمل عدو الخير أن يحجب كلمة الله عن الفتيان، كأنها قيود قاسية، فيضرب بسيف العبودية في أعماقهم.

ج. يطرح الرُضع أرضًا: عوض تقديم لبن الإيمان الحيّ الذي يرفع حتى الرضع والمبتدئين في الإيمان إلى السماء، يطرح العدو الإنسان منذ بدء حياته الروحية أرضًا، فيلتصق بوحل العالم عوض ثمار الروح السماوية.

د. يحمل الأطفال غنائم: يأسر صغار النفوس ليربيهم بفكره الفاسد عوض تقديم اللبن النقي والطعام الطاهر الذي لإنجيل المسيح بفكرٍ إنجيلي رسولي آبائي حق.

هـ. يسبي العذارى: كانت العذارى مكرسات الرب، نصيب الرب، لكي لا نتغنى مع إرميا النبي: "نصيبي هو الرب قالت نفسي" (مرا 3: 24).

الربُّ القَديرُ خذلهم بِيَدِ امرَأَة [5].

سقط أليفانا بيد يهوديت، فانهار كل جيشه أمام جيش إسرائيل والشعب! من هي يهوديت إلا كنيسة المسيح الجميلة والمتزيِّنة بثمار روح الله القدوس. إنها يهوديت المملوءة غيرة مقدسة، تتحرَّك بقيادة الله، فتنعم بالقدير نفسه واهب النصرة.

فإِنَّ بَطَلَهم لم يَسقطْ بِأَيدي شبَّاننا،.

ولم يَبْطُشْ بِه بَنو طيطان Titans،.

ولا جَبابِرَة طِوالٌ lofty giants هَجَموا علَيه،.

بل يَهوديتُ ابنَةُ مَراري Merari بِجَمالٍ وَجهِها أَعجَزَته [6].

"طيطان Titan" اسم إله إغريقي، كان يصارع الإله زيوس في الأساطير. هذا وقد تسمى وادي الرفائيين الموجود جنوب غربي أورشليم وادي بني طيطان.

فقَد نَزعَت ثَوبَ ترْملها لإِنْهاضِ المَحْزونين في إِسْرائيل،.

ودَهَنَت وَجهَها بِالطيب [7].

منذ وفاة رجلها عاشت يهوديت بثياب ترملها، ولم ترد أن تخلعها حتى لا يتقدم أحد للزواج بها. فقد كرَّستْ حياتها لعريسها السماوي. لم تكن ترتدي ثياب الترمل علامة حزنٍ وكآبة، لأنها كانت تُسبِّح الله وتتهلل به، إنما لكي تغلق باب الحوار مع إي إنسان بخصوص زواجها. الآن خلعتْ هذه الثياب وارتدتْ ثياب فرحها، وذلك لأسباب كثيرة:

أ. لكي تنزع عن شعبها المرارة التي لحقتْ بهم بسبب مقاومة أليفانا وجيشه لهم. فإنسان الله لا يعرف الضعف، ولن يترك الحزن يُحَطِّمه.

ب. لكي تعلن عن فرحها بعريسها السماوي، الذي يملأ أعماقها بالفرح، ويحقق لها النصرة على العدو الشرير. فهي ليست بأرملةٍ ضعيفةٍ بل عروس السماء القوية بالرب.

ج. لكي تطيِّب وجهها بأغلى أنواع الطيب، رائحة المسيح الذكية، فتنطلق للعمل إنما بنعمة الله العاملة فيها. تسلَّح الرسول بهذا الطيب فتغنَّى: "شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين، ويُظهِر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2 كو 2: 14).

يرى القديس إكليمنضس السكندري أنه ما كان يمكن لتلاميذ السيد المسيح أن ينطلقوا إلى رحلات الكرازة بما فيها من متاعبٍ ما لم يحملوا نعمة رائحة المسيح الذكية لتهبهم نصرات ونجاحًا في العمل.

  • بالحق ملأتنا آلام الرب برائحته الذكية[221].

القديس إكليمنضس السكندري.

  • لتضع مذبح البخور في أعماق قلبك. كن رائحة المسيح الذكية[222].

العلامة أوريجينوس.

وعَصَبَت شَعرَها بِعِصابة،.

ولَبِسَت حُلَّةً مِن كتَان لِتَفتِنَه [8].

إن كان مجد المرأة شعرها (1 كو 11: 15)، فقد وضعتْ يهوديت تاجًا زادها جمالاً وقوةً، وهو إيمانها بالله واهب الخلاص والنصرة. هذا الإيمان هو خوذة الخلاص الذي هو رأسها (أف 6: 17؛ 1 تس 5: 8).

  • بالحقيقة المسيح هو مصدر خلاصنا. إنه رأسنا. نزل إلينا وخلَّصنا بسرِّه. إنه هو بالحقيقة الذي يحرس رؤوس المؤمنين. إنه الكلمة الذي به تُهزَم القوات المضادة وتؤسر... المسيح هو كلمة الله الذي أُرسل ليغلب كل فسادٍ وشرٍ بل ويُحَطِّم الموت نفسه[223].

الأب ماريوس فيكتورينوس.

  • بسبب خوذة الخلاص هذه تبقى كل حواس في رأسنا سليمة. تحفظ على وجه الخصوص العيون. في سفر الجماعة يقول سليمان إن عيني الحكيم في رأسه (جا 2: 14) [224].

القديس جيروم.

هذا عن التاج الذي وضعته على رأسها يضم شعرها، ويزيدها جمالاً وبهاءً، ويهبها روح الملوكية والقوة. أما عن ملابسها، فقد ارتدتْ حُلَّة من كتان مثل الكهنة، حيث يشير الكتان إلى الطهارة. إن كانت الطهارة تبهج قلب القدوس الذي يود أن يكون الكل طاهرين ومقدسين، فإنها تفتن عدو الخير، فيحسد الأطهار، ولا يكف عن بذل كل الجهد لإفسادها.

حِذاؤْها خَطَفَ بَصَرَه،.

وجَمالُها أَسَرَ نَفْسَه،.

والسيف قَطَعَ عُنُقَه [9].

يا للعجب، ذاك الذي أذل ملوكًا ورؤساء جيوش وجبابرة، وأرعب الكثيرين شدَّ بصره حذاء أرملة. أسر الحذاء اللامع والبهي قلبه، فذلَّه بشهوة جسد دنيئة، وارتمى تحت قدمي أرملة لتقتله بسلاحه وتقطع عنقه.

تقيم الشهوة الدنيئة من الإنسان نفسه أسيرًا، بلا قوة. لا يذل الإنسان جمال إنسانٍ آخر أو إمكانياته، إنما يذل نفسه بنفسه خلال فساد شهوته؛ يُسَلِّم رقبته ليُقتل بسلاحه.

اِرتَعَدَ الفُرْس مِن شَجاعَتِها،.

واضطَرَبَ بنو مادِيَ مِن جُرأَتِها [10].

إذ انتشر خبر هزيمة جيش أشور العظيم حلّ الرعب على مملكة فارس، وأيضًا على مملكة مادي. لم يكن أحد يتصور أن ملكًا أو رئيس جيش جبار يستطيع أن يقف أمام أليفانا الذي يهزَّ العالم كله في ذلك الحين. أما وقد وجدوا رأسه في يد أرملة تبدو ضعيفة حسب الجسد، فقد ارتعبوا للغاية.

يعتمد بعض الدارسين إلى هذه العبارة حيث يُشار إلى فارس ومادي لاعتبار أن الأحداث الواردة هنا تمت بعد رجوع اليهود من السبي إلى أورشليم.

حينَئذٍ صَرَخَ شعبي المكتئب بصيحة الحرب،.

وصاح ضُعَفائي،.

فارتَعَد الأعداء،.

ورَفَعوا صَوتَهم،.

ووَلَّوا هارِبين [11].

إذ كان الشعب منسحقًا بسبب نقص الماء ودخولهم في حالة عطشٍ شديدٍ ومعاناةٍ من المجاعة، صاحوا قدر ما يستطيعون ورفعوا أصواتهم ضد أشور فولَّى جيش الأشوريين هاربين في رعبٍ.

بَنو الجواري طَعَنوهم،.

وجَرَحوهم كأَولادٍ الفارِّينَ أمام العدو،.

فهَلَكوا بواسطة جيش الرب [12].

جاء هذا التعبير: "أبناء الجواري"، يقصد بهم الضعفاء والمتواضعون والذين يحسبون كعبيدٍ لا قيمة لهم، كمن هم بلا أصل أبناء نساء منسيَّات، هؤلاء الذين قال عنهم الرسول بولس: اختار الله المُزدرى وغير الموجود ليخزي بهم الذين يظنون في أنفسهم عظماء وأصحاب شهرة. هكذا تتغنى يهوديت بقدرة الله العاملة في الضعفاء. كان اليهود في نظر الأشوريين أشبه بالعبيد أبناء الجواري أو نسل لأناس هاربين لا يعرفون إلى أين يلجأون، ليس من قانون يحميهم، فكيف يحمون أنفسهم؟ لكنهم في نظر الله هم "جيش الرب".

الأعداد 13-17

3. الله الديان

سأُرَنِّمُ لإِلهي نَشيدًا جَديدًا.

عَظيمٌ أَنتَ يا رب، ومُمَجَّد،.

عَجيبٌ في القُوَّة،.

ولا يَقْوى علَيكَ أَحَد [13].

لا يُقصد بالنشيد الجديد أو الترنيمة الجديدة وضع تسبحة جديدة وتأليفها، إنما تقديم ذبائح الشكر والتسبيح لله بقلبٍ دائم التجديد، فلا تحمل الأنشودة مللاً، ولا يُغنى بها في مللٍ. لذا يقول الرب: "اجعل كل شيء جديدًا" (رؤ ٢١).

قدمت النصرة على يديّ يهوديت بطريقة لا يتوقعها أحد عذوبة في قلوب المؤمنين، فطفروا يسبحون إلههم كما بنشيدٍ جديدٍ لم يسبق لهم التغني به. أدركوا أن قوة الله إلههم فوق كل قوة.

هذه صورة الكنيسة التي تعيشها كل يومٍ، حيث يسقط عدو الخير إبليس وكل قوات الشر تحت أقدام المتواضعين. العدو الذي يسخر بالمؤمنين كبشرٍ ضعفاء ويحتقرهم ينهار تحت أقدامهم بقوة صليب رب المجد.

إِيَّاكَ فلتَعبُدْ خَليقَتُكَ بِأَسرِها،.

لأنَّكَ أَنتَ قُلتَ فكانت.

أَرسَلتَ رُوحَكَ، فكُوِّنَها،.

ولَيسَ مَن يُقاوِمُ صَوتَكَ [14].

ليس بالأمر العجيب أن يهب الله مؤمنيه قوة للغلبة على قوات الظلمة، فهو القدير خالق الكل. قال فكان. أرسل روحه القدوس، فأوجد العالم بإبداعه العجيب. كلمته القادرة أن تخلق من العدم، قادرة أن تخلص البشر كخليقته المحبوبة لديه.

الجِبالُ تَهتَزُّ مِن أُسُسِها وتَختَلِطُ بِالمِياه،.

والصخورُ كالشمعِ تَذوبُ أَمامَ وَجهِكَ،.

وتَكونُ رحومًا على الَّذينَ يَخافوَكَ [15].

تهتز الجبال الشامخة أمام خالقها (مز ٣٣: ٩؛ ١٠٤: ٣٠؛ ١٤٨: ٥؛ إش ٤٨: ١٣). فالجبال تذوب أمامه كالشمع (مي ١: ٤؛ مز ٩٧: ٥).

إن كانت الطبيعة غير العاقلة تبدو شامخة بجبالها الضخمة وبحارها المتسعة والعميقة وصخورها القوية، تهتز أمام وجه خالقها وتذوب كالشمع، فكم بالحري يليق بنا أن نثق في رعايته وحمايته وخلاصنا نحن الذين من أجلنا أوجد كل هذه الخليقة.

إذ نعبده ونتَّقيه ونثق فيه، يُسر بنا ويكون راضيًا عنا.

لأَنَّ كُلَّ ذَبيحةٍ كتقدمةٍ لذيذة تُحسب كلا شيءٍ،.

وكلَّ شحمٍ أَحقَرُ مِن أَن يَكونَ لَكَ مُحرَقَة.

ولكِنَّ الَّذي يَخاف الربَّ عظيمٌٌ في كُلَ شَيءٍ [16].

ندهش لنظرة الله نحو الإنسان كما تُقَدِّمها لنا يهوديت في تسبحتها لله.

لقد استخف أليفانا بكل الأمم والشعوب، وحسب اليهود المقاومين له أشبه بأبناء جواري لا قيمة لهم، أو كنسل أناس شاردين هاربين لا يستحقون إلا القتل.

أما يهوديت فرأت كل إنسانٍ من الشعب كتقيّ الرب. إنه عظيم في عينيّ الرب في كل شيءٍ. سرّ عظمته لا تقدماته ولا ذبائحه ولا عطاياه، إنما هو نفسه أيقونة الله الحيّة. ليس من يقدر أن يقيِّم الإنسان المحبوب جدًا لدى الله.

ليس من ذبيحة أو تقدمة يمكن للإنسان أن يقدمها لله، إنما يطلب الله الإنسان نفسه، بكونه موضع حبه.

فالإنسان التقي، أي الحامل مخافة الله القائمة على طاعة الإنسان لله أبيه هو عطية مقبولة لدى الله.

الوَيلُ لِلأُمَمِ الَّتي تَقومُ على شعبي!

فالربُّ القَديرُ يَنتَقِمُ مِنهُم في يَومَ الدينونة،.

يَجعَلُ النارَ والدودَ في لُحومِهم،.

فيَبْكونَ أَلَمًا لِلأَبَد "[17].

رأت البارة يهوديت في هزيمة الأشوريين أمام شعبها صورة حيّة للكنيسة المتهللة بنصرة أبنائها على قوّات الظلمة، كعربون لما يتحقق في يوم الرب العظيم حيث يُلقي إبليس وجنوده في النار الأبدية.

يا لبؤس الذين يقاومون أولاد الله، لأنهم يقاومون الله نفسه، فإن العذاب الأبدي ينتظرهم.

الأعداد 18-20

4. عيد لمدة ثلاثة أشهر

ولَمَّا وَصَلوا إلى أَورَشَليم، سَجَدوا لله.

وبَعدَما تطَّهَروا،.

قَرَّبوا مُحرَقاتِهم، ونذورهم، وتقدِمَاتهم [18].

بقيَ الشعب في بهجة عجيبة واحتفالات مستمرة يحملون الغنائم من معسكر الأشوريين إلى مساكنهم مع تسبيحٍ مستمرٍ وتهليل وتمجيد لله مخلصهم. الآن انطلقوا في موكبٍ رائع يتجه نحو أورشليم ليقدموا ذبائح الشكر والسلامة ويوفوا نذورهم وتقدماتهم.

  • حسنًا يا أحبائي أن نواصل من عيدٍ إلى عيدٍ، مرة أخرى إلى اجتماعات مبهجة، ثم أسهارٍ مقدسة ترفع عقولنا، ونُلزم عقولنا أن تسهر متأملة في الصالحات.

ليتنا نحقق هذه الأيام ليس كمن في حزنٍ، بل نتمتع بالطعام الروحي، ونهدئ شهواتنا الجسدية.

فإننا بهذا ننال قوة لتغلب عدونا، مثل الطوباوية يهوديت التي تدربت أولاً على الأصوام والصلوات، فغلبت أعداءها وقتلت هولوفرينس Holophernes[225].

البابا أثناسيوس الرسولي.

وقَرَّبَت يَهوديتُ أَيضًا جَميعَ أَمتِعَةِ أليفانا الَّتي أَعْطاها الشعْبُ إِيَّاها.

وأمَّا ناموسية العرش الَّتي نَزَعَتها مِن مَضجَعِه،.

فقَرَّبَتها لله تَحْريمًا [19].

قدمت القديسة يهوديت كل ما أعطاه إياها الشعب ألا وهي أمتعة أليفانا؛ إذ لم تذهب بنفسها لتقتني غنيمة ما، ولا أرسلت من قِبلها أحدًا يحمل لها شيئًا، لكن الشعب شعر أن من واجبه أن يحمل لها أمتعة هذا القائد المنكسر.

قامت بدورها تقدم كل ما سلمه إليها الشعب، لتعلن أن لا فضل لها في النصرة، إنما هو عمل الله نفسه، وهو المستحق الشكر والكرامة والمجد.

أرادت أن توضع هذه الغنائم في الهيكل، لكي تذكر الأجيال القادمة عمل الله مع شعبه. هذا ومما يجدر بالذكر أن هيكل أورشليم كان مكدّسًا بمثل هذه الهدايا والغنائم، مما جعله مطمعًا لكل وثني وطامع.

تقريب قبة العرش التي لأليفانا لله تحريمًا يعني عدم الجواز لأحد أن يستخدمها، سواء رئيس الكهنة أو الكهنة أو أحد الملوك أو من القادة العسكريين. كما لا يجوز بيعها أو إهدائها، أي قدمته وقفًا مؤبدًا للهيكل.

وكانَ الشعبُ مَسْرورًا في أُورَشَليمَ مُدَّةَ ثَلاثةِ أَشْهُر متوالية،.

أَمامَ المَقَدِسِ،.

وبَقِيَت يَهوديتُ مَعَهم [20].

شاركت يهوديت الناسكة التي تحب العزلة مع الله شعبها احتفالاته في أورشليم لمدة ثلاثة أشهر متوالية. فقد كان وجودها يبعث الفرح في حياة القادة والشعب، ويذكرهم بقدرة الله العجيبة والعاملة بكل الطرق لخلاص شعبه.

الأعداد 21-25

5. شيخوخة يهوديت ونياحتها

وبعد تِلكَ الأَيَّام،.

رَجَعَ كُلُّ واحدٍ إلى بيته،.

وانصَرَفَت يَهوديتُ إلى بَيتَ فَلْوى،.

وأَقامَت في مِلكِها.

وصارَت مكرمةً في بقية أيامها في الوطن كُلِّه [21].

عاد كل إنسان إلى بيته ليمارس عمله بروحٍ قوية، فالعبادة المتهللة تبعث المؤمنين على العمل والالتزام بالمسئولية.

عادت يهوديت إلى مسكنها لتمارس حياتها الأولى من أصوامٍ مستمرة مع عبادة دائمة، ترتدي ثوب ترملها، وترفض الزواج بعد أن صار لها شهرتها العظيمة واشتاق كثير من العظماء أن يتزوجها.

كَثيرٌ مِنَ الرجال رغبوا فيها،.

ولَم يَعرِفْها رَجُلٌ مِنَ الرجالِ جَميعَ أَيَّامِ حَياتِها،.

مُنذ وَفاةِ زَوجِها مَنَسَى،.

وانضِمامِه إلى شَعبه [22].

اشتهى كثير من العظماء أن يلتصقوا بها كزوجة لهم، خاصة بعد تحقيق النصرة لحساب الشعب كله، أما هي فأصرَّتْ أن تُكَرِّس حياتها لله دون الاقتران بإنسانٍ ما.

  • مع هذا فإنها لم تَتَباهى بهذا النجاح مع أنه يحق لها أن تفرح وتعتز بحق نصرتها، فتوقف تداريبها الخاصة بترملها. لكن برفضها كل من رغب في الزواج منها تركت ثياب فرحها وارتدت ثانية ثياب ترملها، غير مبالية بزينات نصرتها، مفكرة في الأمور الأفضل التي بها تُخضِع شهوات الجسد أكثر من تلك التي بها تهزم أسلحة العدو[226].

القديس أمبروسيوس.

وكانَت تَزْدادُ عَظَمةً كُلَّما طَعَنَت في السنَّ،.

وشاخَت في بَيتِ زَوجِها،.

فبَلَغَت مائةً وخَمسَ سِنين.

وأَعتَقَت وصيفَتَها،.

وتُوُفِّيَت في بَيت فَلْوى،.

فدَفَنوها في قبر زَوجها مَنسَّى [23].

لم يكن ممكنًا للزمن أن يغطي على هذا العمل العظيم، وإنما كان يزيد من عظمة يهوديت. عمل الرب لن يمحيه الزمن ولا يطويه النسيان، بل يتجلّى بالأكثر يومًا فيومًا، ويشهد لحب الله الفائق.

قبل نياحتها قامت بتحرير وصيفتها، ولعلها فعلت هذا حتى لا يرثها أحد من أسرتها كجارية تفقد حريتها. فقد اشتركت الوصيفة بدورٍ عظيم في حياة يهوديت، ربما كانت كاتمة أسرارها، وحسبتها كأختٍ لها. الآن قبل أن تنطلق من العالم أطلقت حرية وصيفتها.

صارت حياة القديسة يهوديت مثلاً رائعًا للإنسان التقي، الذي يعرف كيف يمارس حياة التكريس والاتحاد مع الله، دون التراخي في خدمة الآخرين والعمل لحساب ملكوت الله.

وناحَ علَيها بَيتُ إِسْرائيلَ سَبعَةَ أَيام.

وقَبلَ وَفاتِها وَزَّعَت أَمْوالَها على جَميعِ أَقارِبِ زَوجِها مَنَسَّى،.

وأقارِبِ أُسرَتِها [24].

لم يكن لأموالها مكان في قلبها؛ لذا بحبٍ شديد قامت بتوزيعه على جميع أقارب زوجها وأسرتها. قدمته لهم بإرادتها في محبة وفرح، عوض أن يرثوه بعد نياحتها.

لعلها فعلت هذا خشية أن تحدث خلافات في توزيع الميراث، فيكون موتها سببًا في خلافات أسرية. لكنها لم تترك شيئًا يرثه أحد، وفرَّحت قلوب الكثيرين أثناء حياتها.

عندما تنيحت يهوديت لم تبكِها أسرتها وحدها أو عشيرتها أو السبط الذي تنتمي إليه بل بكاها كل الشعب.

ولم يَعُدْ هُناكَ مَن يُرعِبُ بَني إِسْرائيلَ في أيَّامِ يَهوديت،.

ولا بَعدَ مَوتها لمدةٍ طويلةٍ [25].

لم تجسر أُمَّة على محاربة شعب يهوديت حتى بعد نياحتها لسنين عديدة، إذ كان خبر هذه النصرة له صداه لزمنٍ طويل.

صار يوم انتصارهم على الأشوريين عيدًا قوميًا لليهود مثل عيد الفوريم الذي احتفل به اليهود لخلاصهم خلال الملكة أستير (أس ٩: ٢٦ - ٣٣)، واليوم الذي احتفلوا فيه بانتصارهم على السلوقيين ومقتل نكانور قائدهم (٢ مك ١٥) والذي سُمي بعيد الحانوكا، ومازال اليهود يحتفلون به حتى اليوم حيث يقرأون فيه سفر يهوديت في ٢٥ ديسمبر من كل عام.

من وحي يهوديت 16.

لأنشد لك أنشودة حب لا تشيخ.

  • ماذا ُأقَدِّم لكََ يا إلهي مُقابل حبك الدائم؟

لستَ في حاجةٍ إلى ذبائحٍ أو نذورٍ أو تقدمات.

تشتاق إليّ، وأشتاق إليك.

تُجَدِّد على الدوام شبابي،.

وتهبني خبرة النصرة اليومية.

  • لتُعلن عن حلولك في أعماقي،.

فترتعب قوات الظلمة من حضورك الإلهي.

ليس لي إمكانيات للمقاومة.

وجودك هو سرّ قوتي ونصرتي.

بك يتحطم مضطهديَّ.

  • يظن العدو أنه بكثرة قواته يُرعبني،.

وبخبراته وخداعاته يُحَطِّمني.

يود أن يُفسِدَ قلبي،.

ويفسد كل ثمرٍ روحيٍ فيَّ.

ويسبي أعماقي لحسابه.

  • أنت القدير، خلقت كل شيءٍ لأجلي،.

وقبلتَ الموت، موت الصليب، لخلاصي.

نزعتَ عني روح اليأس،.

وملأتَ قلبي بفرحٍ مجيدٍ لا يُعبَّر عنه.

سكبتَ رائحتك الذكية في داخلي.

وقدَّمتَ لي برَّك لأرتديه، واختفي أنا فيه.

زينتني بثمر روحك القدوس.

وسكبتَ بهاءك عليَّ!

  • أعمال الخلاص تُرعبُ عدوِّي.

صليبك مُرْهب لإبليس وكل وقواته.

عظيم أنت يا رب في خلاصك!

لن يقوى العدو عليك.

  • أعماقي لن تفتر في التسبيح لك.

فإنك لا تطلب مني إلا أن أحمل صورتك.

مع كل ضعفي تراني عظيمًا في عينيك.

  • هبْ لي ألا اشتهي شيئًا سواك.

حلولك يملأ حياتي فرحًا.

عملك العجيب يُحَوِّل أيامي إلى عيدٍ لا ينقطع!

المحتويات.

الله واهب النصرة 7.

مقدمة في سفر يهوديت 8.

من هي يهوديت؟، كاتب السفر، تاريخ الكتابة، مفتاح السفر، غايته، سماته، لغة السفر، لماذا رفض اليهود سفر يهوديت؟، قانونية السفر، المجامع التي أقرت قانونية السفر، مجامع الكنائس الخلقيدونية، سفر يهوديت والعهد الجديد، الصلاة في سفر يهوديت، التسبيح في سفر يهوديت، العفّة في سفر يهوديت، اعتراضات على السفر، شخصية يهوديت، النسخ الأصلية للسفر، شخصيات السفر.

التفسير الرمزي لسفر يهوديت.

1. الوحشان: ضد المسيح والنبي الكذاب، 2. القديسة يهوديت كرمزٍ للقديسة مريم، يهوديت والخروج، يهوديت وسفر القضاة، بيت فلوي Bethulia وكنيسة الأبكار، القديسة يهوديت والصليب، القديسة يهوديت وخبرة الحياة السماوية.

الفكر اللاهوتي والروحي في سفر يهوديت.

ألقاب الله في يهوديت، رعاية الله، أقسامه.

الباب الأول.

حملات الأشوريين.

يهوديت 1 - 3.

خطة الله في الداخل والخارج 40.

الأصحاح الأول: نبوخذنصر المنتصر 41.

1. نَبوخذْنَصَّر وأَرْفَكْشادَ، 2. نَبوخذْنَصَّرُ المَلِكُ يشن حَرْبًا على أَرْفَكْشادَ، 3. انضمام الكثير من الأمم إلى أَرْفَكْشادَ، 4. نَبوخذْنَصَّر يهدد الأمم المساندة لأَرْفَكْشاد، 5. حَملَة على أَرفكشاد.

الأصحاح الثاني: حملات أليفانا رئيس جيش أشور 55.

1. خطة ملوكية للانتقام مِنَ الأَرضِ كُلِّها، 2. التحرك للحرب، 3. نصرات مستمرة مع تدمير ونهب.

الأصحاح الثالث: خضوع سوريا لنبوخذنصر 73.

1. سوريا تستسلم أمام أليفانا، 2. وصول أليفانا أَمامَ يِزْرَعيل.

الباب الثاني.

الشعب المتضايق.

يهوديت 4 - 7.

الأصحاح الرابع: رعب اليهود على الهيكل 81.

1. ارتعاب بني إسرائيل خشية هدم أورشليم، وتدمير هيكل الرب، 2. هيأوا أنفسهم ومدنهم وقراهم للحرب، 3. صراخ كل الشعب لله، 4. صراخ يواقيم رئيس الكهنة لله.

الأصحاح الخامس: حوار بين أليفانا وأحيور قائد بني عمون 97.

1. مجلس حرب في معسكر أليفانا، 2. مشورة أحيور العموني لقائد أشور، أ. أحيور يؤكد صدق روايته، ب. من نسل الكلدانيين، ج. خروجهم من أرض الكلدانيين، د. إسرائيل في مصر، هـ. خروجهم من مصر، و. عبور البحر الأحمر، ز. في البرية، ح. تمتعهم بأرض الموعد، ط. سقوطهم في السبي، ي. عودتهم من السبي، 3. نصيحة أحور لأليفانا وجيشه، 4. محاولة عظماء أليفانا تمزيق أحيور.

الأصحاح السادس: تسليم أَحْيور لبني إسرائيل 116.

1. غضب أليفانا على أحيور، 2. تسليم أحيور لبنى إسرائيل لكي يُقتل بعد قتلهم، 3. أحيور يروي لبنى إسرائيل حديثه مع أليفانا، 4. الاستَغاثة باللهِ.

الأصحاح السابع: محاصرة بيتَ فَلْوى 126.

1. حملة على إسرائيل، 2. مشورة قُوَّادِ بَني عيسو وموآب والسَّاحِلِ، 3. احتلال عُيونَ ماءِ بَني إِسْرائيلَ وينابيعَهم، 4. صَراَخ بَني إِسْرائيل إلى الرَّبِّ إلهِهم، 5. يأس الشعب، 6. عزيا يطالبهم بأن يعطوا الرب مهلة 5 أيام.

الباب الثالث.

الله واهب النصرة.

يهوديت 8 - 14.

الأصحاح الثامن: غيرة يهوديت على شعب الله 142.

1. من هي يهوديت؟، 2. يهوديت توبخ القادة لعدم إيمانهم، 3. يهوديت والتسليم في يدي الله، 4. يهوديت تكشف عن غاية التجربة، 5. عزيا يطلب صلوات يهوديت، 6. يهوديت تبدأ خطة العمل.

الأصحاح التاسع: صلاة يهوديت الأولى 159.

1. صراخ وانسحاق، 2. الله ضابط الكل، 3. أشور يتكبر على الله، 4. يَهوديتُ تطلب قوة من معين المظلومين.

الأصحاح العاشر: تحرك يهوديت للعمل 169.

1. يَهوديتُ تلَبِس ثِيابَ فَرَحِها، 2. يهوديت تخرج إلى طَلائعُ الأشوريين، 3. يهوديت أمام خيمة أليفانا، 4. يهوديت تسجد أمام أليفانا.

الأصحاح الحادي عشر: لقاء يهوديت مع أليفانا 182.

1. أليفانا يطمئن يَهوديت، 2. يَهوديت تقدم مشورة لأليفانا، 3. إعجاب أليفانا بحكمة يَهوديت.

الأصحاح الثاني عشر: ليلة فريدة حاسمة 196.

1. يَهوديت لم تتدنس بأطايب أليفانا، 2. يَهوديت في خيمة أليفانا، 3. يَهوديت تطلب إذنًا للخروج للصلاة، 4. يهوديت في مأدبة أليفانا.

الأصحاح الثالث عشر: قتل أليفانا المتكبر 205.

1. يهوديت مع أليفانا وحدها، 2. صلاة يهوديت الثانية، 3. قتل أليفانا المتكبر، 4. يهوديت تأتي إلى بيت فَلْوى برأس أليفانا، 5. الشعب يسبح الله، 6. عزِّيا يبارك يهوديت.

الأصحاح الرابع عشر: دعوة يَهوديت الجيش للقتال 221.

1. دعوة يَهوديت الجيش للقتال، 2. أحيور يسجد عند قدمي يَهوديت، 3. اليهود يهجمون على معسكر الأشوريين، 4. اكتشاف أشور قتل قائدهم.

الباب الرابع.

عربون الأبدية.

يهوديت 15 - 16.

الأصحاح الخامس عشر: هزيمة جيش أشور 234.

1. هروب الأشوريين في ضعفٍ، 2. هزيمة أشور وتمتع المؤمنين بالغنيمة، 3. الكل يبارك يهوديت، 4. فرح وسط الشعب.

الأصحاح السادس عشر: شكر وتسبيح لواهب النصرة 245.

1. نشيد الرب المحارب، 2. الخطر والخلاص، 3. الله الديان، 4. عيد لمدة ثلاثة أشهر، 5. شيخوخة يهوديت ونياحتها.


[218] E. J. , 451.

[219] On Ps. 150.

[220] On Ps. 147.

[221] Paedagogus 2: 7: 63.

[222] In Exod. , homily 9.

[223] Marius Victorinus: Ep. To the Ephesians 2: 6: 17.

[224] Ep. To the Ephesians 3: 16: 16..

[225] Paschal Letters, 4: 2.

[226] Concerning Widows 7: 42.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس عشر - سفر يهوديت - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 16
تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 16