الأصحاح الثالث – سفر القضاة – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر القضاة – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

القضاة: عثنيئيل، إهود، شمجر.

يبدأ من هذا الأصحاح وحتى (قض 16) ذكر القضاة الذين لما تهاونت شعوبهم قامت عليهم الشعوب الوثنية وأذلوهم، فصرخوا إلى الله وأرسل لهم القاضى الذي حررهم ولكنهم عادوا وتهاونوا فأذلتهم الشعوب الوثنية وهكذا.

(1) الشعوب الذين بقوا في وسط إسرائيل (ع1 - 4).

(2) عثنيئيل يخلصهم من أرام (ع5 - 11).

(3) إهود يخلصهم من موآب (ع12 - 30).

(4) شمجر بن عناة (ع31).

(1) الشعوب الذين بقوا في وسط إسرائيل (ع1 - 4):

1 فَهَؤُلاَءِ هُمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تَرَكَهُمُ الرَّبُّ لِيَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ, كُلَّ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا جَمِيعَ حُرُوبِ كَنْعَانَ 2 (إِنَّمَا لِمَعْرِفَةِ أَجْيَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِتَعْلِيمِهِمِ الْحَرْبَ. الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوهَا قَبْلُ فَقَطْ) 3 أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ وَجَمِيعُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالصَّيْدُونِيِّينَ وَالْحِّوِيِّينَ سُكَّانِ جَبَلِ لُبْنَانَ مِنْ جَبَلِ بَعْلِ حَرْمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ. 4 كَانُوا لاِمْتِحَانِ إِسْرَائِيلَ بِهِمْ, لِيُعْلَمَ هَلْ يَسْمَعُونَ وَصَايَا الرَّبِّ الَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَهُمْ عَنْ يَدِ مُوسَى.

العدد 1

ع1:

تهاون شعب الله في استكمال طرد سكان الأرض الأشرار، فسكنوا بجوارهم. وهذه الشعوب لم تعرف الحروب التي جرت على يد يشوع، إما لأنهم لم يصدقوها أو لم يعاينوها، فاستهانوا بهم ولم يخافوا من الله الذي يقود شعبه ويحميهم. وقد سمح الله ببقائهم ليمتحن شعبه أي ليعرفهم نتائج تهاونهم في تنفيذ وصاياه. فقد أغروهم بعبادة أصنامهم وتزوجوا منهم فتخلى عنهم الله وأذلتهم هذه الشعوب.

العدد 2

ع2:

فقط: الرجال الذين لم يشتركوا في الحروب السابقة.

يوضح هنا سببًا رئيسيًا لسماح الله ببقاء هذه الشعوب مع شعبه، وذلك ليتعلم رجال شعبه الذين لم يشتركوا في الحروب السابقة لصغر سنهم، كيف يحاربون هذه الشعوب ويطردونها فيمتلكون أرضها ويتمموا وعد الله وذلك من خلال اتكالهم على الله والاستعانة بقوته في الحرب وسلوكهم المستقيم. وبهذا يكونون مستعدين دائمًا ولا يتكاسلون. وهذا يظهر كيف يحول الله خطاياهم وهي التهاون في إبقاء الوثنيين إلى بركة بتعليمهم اليقظة والإستعداد الدائم.

العدد 3

ع3:

أقطاب: رؤساء أو حكام.

الخمسة: يقصد حكام المدن الفلسطينية الخمسة المشهورة وهي أشدود وغزة وأشقلون وجت وعقرون. وهي تقع ما بين وادي العريش شمال مصر إلى عقرون شمالًا (يش13: 3).

الكنعانيين: يمثلون سكان أرض الميعاد الأصليين المنتشرين في أرجائها.

الحويين: من القبائل الكنعانية وسكنوا في القرى التي في جبل لبنان.

الصيدونيين: سكان صيدون الواقعة على البحر الأبيض في لبنان.

جبل بعل حرمون: الذي يسمى الآن جبل الشيخ وكان هناك معبد للبعل (خريطة 12←).

مدخل حماة: مدينة على نهر العاصى بسوريا.

يذكر هنا الشعوب التي لم يطردها بنو إسرائيل، فسكنت معهم وضايقتهم فيما بعد عندما اختلطوا بها. وكان يشوع قد استولى على ثلاثة من مدن الفلسطينيين الكبرى وهي غزة وأشقلون وعقرون وتبعة (قض 1: 18) وتبعه شمجر عندما حارب الفلسطينيين وقتل منهم ستمائة رجل (قض 3: 31) ولكن استطاع الفلسطينيون بعد ذلك استرداد مدنهم، واستمرت عداوة وحروب بين بني إسرائيل والفلسطينيين.

العدد 4

ع4:

أولئك هم الذين سمح الله بتركهم ليظهر في الأجيال التالية مدى طاعة إسرائيل للرب وهل يتأثرون بطرق العبادة الوثنية اللاأخلاقية أم يحافظون على أمانتهم مع الرب إلههم.

† الله يسمح بوجود الشر حولك، لا لتسقط فيه، بل لتتمسك بالله وتطلب معونته فلا يكون للشر سلطان عليك بل يبعده عنك ويمتعك بعشرته.

(2) عثنيئيل يخلصهم من أرام (ع5 - 11):

5 فَسَكَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِّزِيِّينَ وَالْحِّوِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ, 6 وَاتَّخَذُوا بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً وَأَعْطُوا بَنَاتِهِمْ لِبَنِيهِمْ وَعَبَدُوا آلِهَتَهُمْ. 7 فَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ, وَنَسُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمْ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالسَّوَارِيَ. 8 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ, فَبَاعَهُمْ بِيَدِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكِ أَرَامِ النَّهْرَيْنِ. فَعَبَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ ثَمَانِيَ سِنِينَ. 9 وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ, فَأَقَامَ الرَّبُّ مُخَلِّصًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَخَلَّصَهُمْ. عُثْنِيئِيلَ بْنَ قَنَازَ أَخَا كَالِبَ الأَصْغَرَ. 10 فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ, وَقَضَى لإِسْرَائِيلَ. وَخَرَجَ لِلْحَرْبِ فَدَفَعَ الرَّبُّ لِيَدِهِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكَ أَرَامَ, وَاعْتَّزَتْ يَدُهُ عَلَى كُوشَانِ رِشَعْتَايِمَ. 11 وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَمَاتَ عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ.

الأعداد 5-6

ع5 - 6:

الحثيون: بنو حث بن كنعان.

الأموريون: سكان المناطق الجبلية.

الفرزيون: سكان القرى.

الحويون: سكان الجزء الشمالى الشرقى من فلسطين.

اليبوسيون: سكان أورشليم.

يذكر هنا ستة من شعوب الأرض الأصلية التي بقيت منها جماعات تهاون بنو إسرائيل في طردها، فاختلطوا بهم وتزاوجوا منهم ضدًا لأوامر الله المتكررة (تث7: 23) وعبدوا أوثانهم بتأثير زوجاتهم الوثنيات.

العدد 7

ع7:

بعليم: جمع بعل وهو إله الشمس.

سوارى: أعمدة خشبية منحوت عليها صور آلهة وثنية.

بهذا ترك بنو إسرائيل الله وعبدوا الآلهة الوثنية وأهمها البعل وعشتاروت التي أقاموا لها السوارى.

العدد 8

ع8:

أرام النهرين: الأرض بين دجلة والفرات.

كوشان رشعتايم: اسم معناه كوشان ذو الشرين.

غضب الرب جدًا على شعبه بسبب ما فعلوه في الآيات السابقة، فسمح أن يقوى ملك أرام عليهم ويستعبدهم ثمانى سنين.

الأعداد 9-10

ع9 - 10:

عثنيئيل: اسم معناه قوة الله.

بسبب ذل العبودية صرخ الشعب إلى الله وتابوا، فتحنّن عليهم وأرسل لهم قاضيًا هو عثنيئيل أخو كالب الأصغر، الذي حارب مدينة سفر وامتلكها وتزوج عكسة ابنة كالب (يش15: 17)، فقادهم عثنيئيل وانتصر على الأراميين وخلص شعبه. ويلاحظ أن القوة والحكمة التي كانت في عثنيئيل هي نتيجة حلول الروح القدس عليه، فاعتزت يده أى قويت على كوشان وانتصر عليه.

العدد 11

ع11:

بعد انتصارهم على الأراميين وتخلصهم من عبوديتهم، عاش شعب الله في راحة 40 سنة، أي عاشوا بلا عبودية وبلا خلطة مع الأوثان والشهوات الشريرة. وبعد 40 سنة مات عثنيئيل.

† إن روح الله الساكن فيك قادر أن يعطيك قوة وحكمة في كل مواقف الحياة فتسكن بسلام وتنتصر على الشرور التي تقابلك وذلك إن خضعت للروح القدس بحفظ وصايا الله والتوبة.

←.

(3) إهود يخلصهم من موآب (ع12 - 30):

12 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ, فَشَدَّدَ الرَّبُّ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ, لأَنَّهُمْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 13 فَجَمَعَ إِلَيْهِ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ, وَسَارَ وَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ وَامْتَلَكُوا مَدِينَةَ النَّخْلِ. 14 فَعَبَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ سَنَةً. 15 وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ, فَأَقَامَ لَهُمُ الرَّبُّ مُخَلِّصًا إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبِنْيَامِينِيَّ, رَجُلًا أَعْسَرَ. فَأَرْسَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِيَدِهِ هَدِيَّةً لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. 16 فَعَمِلَ إِهُودُ لِنَفْسِهِ سَيْفًا ذَا حَدَّيْنِ طُولُهُ ذِرَاعٌ, وَتَقَلَّدَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ عَلَى فَخِْذِهِ الْيُمْنَى. 17 وَقَدَمَّ الْهَدِيَّةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. (وَكَانَ عِجْلُونُ رَجُلًا سَمِينًا جِدًّا). 18 وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِ الْهَدِيَّةِ صَرَفَ الْقَوْمَ حَامِلِي الْهَدِيَّةِ, 19 وَأَمَّا هُوَ فَرَجَعَ مِنْ عِنْدِ الْمَنْحُوتَاتِ الَّتِي لَدَى الْجِلْجَالِ وَقَالَ: «لِي كَلاَمُ سِرٍّ إِلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ». فَقَالَ: «اسْكُتْ». وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ جَمِيعُ الْوَاقِفِينَ لَدَيْهِ. 20 فَدَخَلَ إِلَيْهِ إِهُودُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي علية برود كَانَتْ لَهُ وَحْدَهُ. وَقَالَ إِهُودُ: «عِنْدِي كَلاَمُ اللَّهِ إِلَيْكَ». فَقَامَ عَنِ الْكُرْسِيِّ. 21 فَمَدَّ إِهُودُ يَدَهُ الْيُسْرَى وَأَخَذَ السَّيْفَ عَنْ فَخْذِهِ الْيُمْنَى وَضَرَبَهُ فِي بَطْنِهِ. 22 فَدَخَلَ الْمِقْبَضُ أَيْضًا وَرَاءَ النَّصْلِ, وَطَبَقَ الشَّحْمُ وَرَاءَ النَّصْلِ لأَنَّهُ لَمْ يَجْذُبِ السَّيْفَ مِنْ بَطْنِهِ. وَخَرَجَ مِنَ الْحِتَارِ. 23 فَخَرَجَ إِهُودُ مِنَ الرِّوَاقِ وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ وَرَاءَهُ وَأَقْفَلَهَا. 24 وَلَمَّا خَرَجَ, جَاءَ عَبِيدُهُ وَنَظَرُوا وَإِذَا أَبْوَابُ الْعِلِّيَّةِ مُقْفَلَةٌ, فَقَالُوا: «إِنَّهُ مُغَطٍّ رِجْلَيْهِ فِي الْغُرْفَةِ الصَّيْفِيَّةِ». 25 فَلَبِثُوا حَتَّى خَجِلُوا وَإِذَا هُوَ لاَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ. فَأَخَذُوا الْمِفْتَاحَ وَفَتَحُوا وَإِذَا سَيِّدُهُمْ سَاقِطٌ عَلَى الأَرْضِ مَيِّتًا. 26 وَأَمَّا إِهُودُ فَنَجَا إِذْ هُمْ مَبْهُوتُونَ, وَعَبَرَ الْمَنْحُوتَاتِ وَنَجَا إِلَى سَعِيرَةَ. 27 وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِ أَنَّهُ ضَرَبَ بِالْبُوقِ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ, فَنَزَلَ مَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْجَبَلِ وَهُوَ قُدَّامَهُمْ. 28 وَقَالَ لَهُمُ: «اتْبَعُونِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ أَعْدَاءَكُمُ الْمُوآبِيِّينَ لِيَدِكُمْ». فَنَزَلُوا وَرَاءَهُ وَأَخَذُوا مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ إِلَى مُوآبَ, وَلَمْ يَدَعُوا أَحَدًا يَعْبُرُ. 29 فَضَرَبُوا مِنْ مُوآبَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ نَحْوَ عَشَرَةِ آلاَفِ رَجُلٍ, كُلَّ نَشِيطٍ وَكُلَّ ذِي بَأْسٍ, وَلَمْ يَنْجُ أَحَدٌ. 30 فَذَلَّ الْمُوآبِيُّونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَحْتَ يَدِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ ثَمَانِينَ سَنَةً.

العدد 12

ع12:

عجلون: اسم معناه عجل سمين.

موآب: ابن لوط وهم شعوب تسكن شرق البحر الميت.

بعد موت عثنيئيل، رجع الشعب عن عبادة الله وعبدوا الأوثان عندما اختلطوا بالشعوب الوثنية. ومن أجل تهاونهم وابتعادهم عن الله، سمح أن يقوم عليهم ملك موآب ويستعبدهم. وهذا يبين أهمية الخادم وقيادته للآخرين، ومن ناحية أخرى أهمية الثبات في الحياة الروحية والتمسك بعبادة الله.

الأعداد 13-14

ع13 - 14:

العمونيون: بنى عمون ابن لوط وسكنوا شرق الأردن إلى الشمال من موآب.

العمالقة: قبائل سكنت في سيناء وانتصر عليهم موسى بقيادة يشوع (خر17).

تحالف عجلون مع شعبين آخرين هما بنو عمون وعماليق، وهاجم بني إسرائيل وهزمهم وقتل الكثير منهم، ثم استولى على مدينة النخل أى أريحا. وغالبًا هاجمهم عجلون بعبوره نهر الأردن في الوقت الذي كانت فيه المياه قليلة، وحاربهم واستولى على بلادهم واستعبدهم ثمانى عشر سنة. ونلاحظ هنا أن مدة العبودية قد زادت، لأن كوشان رشعتايم ملك آرام كان قد استعبدهم ثمانى سنوات (ع8)، والله سمح أن تزيد الضيقة عليهم حتى يتوبوا لأنهم تهاونوا في المرة الأولى بعد أن أراحهم الله وعادوا إلى عبادة الأوثان والشهوات المختلفة.

العدد 15

ع15:

قاسى الشعب ذل العبودية ونُخِسُوا في قلوبهم فصرخوا إلى الرب، والرب برحمته الواسعة لا يتغاضى أبدًا عن صراخ المتضايقين ويقبل عودتهم إليه، فعيّن لهم مخلصًا هو اهود بن جيرا وهو من سبط بنيامين، وكان أعسر أي يستخدم يده اليسرى (أشول). وأرسل معه الشعب هدية قيمة لعجلون ملك موآب، وكانت كبيرة الحجم فحملها عدد من الرجال معه والغرض الظاهر منها هو استرضاء عجلون حتى يخفِّف عبوديته لبني إسرائيل، أما الغرض الباطن فسيظهر في الآيات التالية.

العدد 16

ع16:

صنع إهود لنفسه سيفًا حادًا من الجانبين طوله حوالي نصف متر، أي قصير نسبيًا، حتى يستطيع إخفاءه تحت ثيابه عند دخوله على الملك عجلون وتقلده على فخذه اليمنى، فهو أعسر، لأن السيف يوضع عادة على الفخذ اليسرى لمن يستخدم يده اليمنى. وهذا ساعده أيضًا على إخفائه عن عيون المراقبين على باب الملك.

العدد 17

ع17:

قدّم إهود الهدية للملك عجلون، فسُرَّ بها جدًا مما جعله يأمن لمقدمها إهود ولا يتوقع منه شرًا كما سنرى فيما يلى. وكان عجلون رجلًا بدينًا جدًا.

العدد 18

ع18:

كان مع إهود عدة رجال قد رافقوه لحمل الهدية. فبعد تقديمها للملك صرفهم إهود ليكون وحده عند عودته للملك كما سيأتى في بقية القصة، فلا يتشكك أحد من تعدد الرجال المصاحبين له.

العدد 19

ع19:

المنحوتات التي في الجلجال: هي تماثيل منحوتة للآلهة وللأصنام، وسوارى للآلهة.

صه: فعل أمر بمعنى اسكت أي أسكت حراسه وصرفهم عنه.

صرف إهود رفقائه حاملى الهدية، ورجع هو بمفرده من عند تماثيل الآلهة والأصنام المنحوتة في منطقة مدينة الجلجال، إلى حيث كان الملك وحاشيته، وخاطب الملك قائلًا أن لديه أمر سرى للغاية يريد أن يبلغه إياه. فأمر الملك الجميع بالسكوت، وكان أمره هذا إشارة تعنى أن ينصرف الرجال من حوله ليفسحوا المجال لصاحب الرسالة ليتكلم إلى الملك سرًا. وهذا يظهر نعمة الله التي أعطاها لإهود في عينى عجلون فوثق به وصرف حراسه عنه.

العدد 20

ع20:

علية برود: حجرة في طابق علوى جوها لطيف في الصيف. كان الملك يجلس فيها بعيدًا عن حرارة الجو إذ أن الهواء يدخلها من أكثر من جهة. وقد كانت خاصة بالملك وحده.

دخل إهود على الملك وهو جالس في علية برود، ولكى يعطى إهود أهمية لكلامه ادعى أن الرسالة موجهة من الملك للملك. فقام الملك احترامًا واجلالًا لله، فالملوك والشعوب الوثنية كان لهم شعور دينى رغم جهلهم بالإله الحقيقي. وهذا يؤكد شجاعة وإيمان إهود بالله في كلامه ثم خضوع عجلون وثقته بكلام إهود لأن هذا من الله.

العدد 21

ع21:

بسرعة ومهارة أخرج إهود السيف من تحت ثيابه مستخدمًا يده اليسرى وضرب به الملك في بطنه.

الأعداد 22-23

ع22 - 23:

القائم: مقبض السيف.

النصل: سلاح السيف.

الرواق: صالة.

دخل مقبض السيف خلف سلاح السيف كله في بطن الملك، إذ ضربه بشدة، ولما كان الملك بدينًا جدًا اختفى النصل في بطن الملك إذ غطاه شحم جسده السمين، ولم يجذب إهود السيف إلى الخارج بل تركه في بطنه. وقد نفذ السيف بكامل طوله في بطنه وخرج طرفه المدبب من أسفل جسم الملك، أي من بين الفخذين عند فتحة الشرج وهذا تفسير لكلمة الحثار.

وهناك رأى آخر وقد يكون هو الأرجح وهو أن الضمير في فعل خرج يرجع إلى إهود وليس السيف، والحثار معناه النافذة وكانت تطل على رواق أو دهليز يؤدى إلى الرواق، فخرج إهود منها بعد أن أغلق أبواب العلية من الداخل بإحكام أي بالمفتاح ومر من الرواق وصادف الحراس وسلم عليهم ثم انصرف. وهذا يظهر مدى إيمان وثبات إهود.

العدد 24

ع24:

مغطى رجليه: تعبير مهذب يعنى أن الملك يقضى حاجته في المرحاض.

عندما انصرف إهود جاء رجال الملك ورأوا الأبواب مقفلة، فظنوا أن الملك في دورة المياه يقضى حاجته لذلك أقفل أبواب العلية، وكان عليهم أن ينتظروا في الخارج. وقد يكون معنى "مغطى رجليه" أنه نائم ومغطى رجليه بملاءة أو أي غطاء آخر، فخجلوا أن يفتحوا الأبواب حتى لا يوقظوه من نومه.

العدد 25

ع25:

بقوا وقتًا طويلًا دون أن يفتح لهم الملك الأبواب كما كانوا منتظرين أن يفعل بعد أن يقضى حاجته أو يقوم من نومه. فوقعوا في حيرة وحرج ولكنهم قرّروا أخيرًا فتح باب العلية، وبمجرد دخولهم هالهم أن يجدوا الملك ملقى على الأرض ميتًا.

العدد 26

ع26:

ظل رجال الملك مبهورين ومأخوذين من هول الموقف، فكانوا شبه تائهين في فكرهم لا يدرون كيف يتصرفون. ساعد ارتباكهم هذا إهود على الاستفادة بالوقت للهروب والنجاة بنفسه، فمر بالمنحوتات الحجرية التي في الجلجال وواصل سيره حتى وصل إلى سعيرة وهي مكان ملئ بالأشجار في جبال أفرايم، فاختبأ بها وبذلك أصبح في أمان.

العدد 27

ع27:

لما جاء إهود إلى سعيرة نفخ بالبوق ليجتمع الشعب إليه. سمع الشعب صوت البوق فلبوا النداء فنزل هو عن الجبل أي من سعيرة الواقعة في جبل أفرايم وتبعه الشعب لمحاربة الموآبيين.

العدد 28

ع28:

مخاوض الأردن: نهر الأردن في وقت انخفاضه إذ يمكن للناس أن يخوضوه مشيًا على الأقدام من أماكن معينة كان عددها حوالي خمسين.

طلب إهود من الشعب أن يتبعوه ليواجه الموآبيين لأنه أدرك أن موت الملك سيتبعه انهيار الشعب كله. وكان نهر الأردن كثير المخاوض في وقت انخفاضه بحيث يمكن عبورها سيرًا على الأقدام، فسيطر إهود ورجاله على المخاوض، وبذلك فصلوا بين قوات الموآبيين المتمركزة غرب الأردن وبقية جيوشهم الموجودة في شرق الأردن، فلا يستطيع هذا أن يعاون ذاك.

العدد 29

ع29:

أصبحت القوات الموآبية الموجودة غرب الأردن شبه محاصرة، فتمكن منهم بنو إسرائيل وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف محارب، كل من هو قادر على القتال منهم وكل جبار، أي قُتِلوا جميعًا ولم ينجُ أحد.

العدد 30

ع30:

ذل الموآبيون تحت يد إسرائيل: انهزم الموآبيون أمام إسرائيل وخضعوا لهم وتسلط الإسرائيليون عليهم.

بالقضاء على ملك الموآبيين وجيشه، خضعوا لحكم بنى إسرائيل ولحق بهم الذل والمهانة. بهذا الخلاص الذي حققه إهود عاد السلام والهدوء والأمان إلى أرض إسرائيل واستراحت الأرض من قسوة الخضوع للشعوب الوثنية مدة ثمانين سنة.

† خاطر إهود بنفسه لينقذ شعبه فنجاه الله، لنتعب في خدمة إخوتنا ولا نخاف فالله سيحفظنا ويسندنا ويبارك خدمتنا.

(4) شمجر بن عناة (ع31):

31 وَكَانَ بَعْدَهُ شَمْجَرُ بْنُ عَنَاةَ, فَضَرَبَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سِتَّ مِئَةِ رَجُلٍ بِمِنْسَاسِ الْبَقَرِ. وَهُوَ أَيْضًا خَلَّصَ إِسْرَائِيلَ.

العدد 31

ع31:

منساس البقر: عصا طويلة كانت تستخدم لنخس أي حيوان إذا تلكأ في سيره.

كان الفلسطينيون من ألد أعداء إسرائيل، وكانوا دائمًا مناوئين لهم ينازعونهم على تملك الأراضي في الجهات القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط. قامت بينهم حرب قاد خلالها إسرائيل أحد القضاة الذين أقامهم الرب هو "شمجر بن عناة" وكان معاصرًا لإهود واستخدم شمجر قطعة مدببة من الحديد تصلح منخاسًا لنخس البقر فقتل بها ستمائة رجل من جيش الفلسطينيين. وكان ذلك كافيًا لتأديب الفلسطينيين فكفوا عن مضايقة بني إسرائيل.

يظهر هنا إيمان شمجر بقوة الله المساندة له ضد الأعداء، فمع عدم توفر أي أسلحة له، استخدم منساس البقر وهو آلة ضعيفة ليحارب بها جيوش الأعداء التي تعد بالآلاف فقتل منهم ستمائة رجل والباقون خافوا وهربوا. فلم يعتمد على قوة بشرية بل أعطاه الله شجاعة، إذ آمن به، ليهجم وحده على الأعداء فيخافون منه ويعطى سلامًا لشعبه.

† الله يستخدم أضعف الأشخاص وأبسط الأدوات لتنفيذ تدبيره وتحقيق إرادته الخيرة. فها هو هنا يخلص شعبه بمنساس بقر، كما ساعد شمشون فقتل ألف رجل بفك حمار، وواجه داود جليات بنبل وحجر، بل استخدم رسلًا بسطاء لنشر الإنجيل في العالم كله. فالله يعمل بالجميع لمجد اسمه وخلاص محبيه. فلا تخشَ من ضعفك بل تقدم بثقة لتخدم الله وتحيا معه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الرابع - سفر القضاة - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثاني - سفر القضاة - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر القضاة الأصحاح 3
تفاسير سفر القضاة الأصحاح 3